آخر 10 مشاركات
رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          90 -حبيب الأمس - جين سامرز -عبير دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          381 - الانتقام الاخير - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree17Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-13, 11:35 PM   #311

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


أختى التجميعى
أين الفصل الجديد نزداد شوقا لمعرفة كيف فقد أسد ذاكرته بحيث لم يعد يذكر زوجته التى أكيد تزوجها عن حب
وهل لأمه الثرية الخبيثة علاقة بذلك أم لا
منتظرين كل جديد مما تخطه أيديكم الراقيه من عذب الكلمات شكااااااااااااااااااااااا ااااا


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 03-04-13, 12:00 AM   #312

SaRa...

? العضوٌ??? » 133541
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 161
?  نُقآطِيْ » SaRa... has a reputation beyond reputeSaRa... has a reputation beyond reputeSaRa... has a reputation beyond reputeSaRa... has a reputation beyond reputeSaRa... has a reputation beyond reputeSaRa... has a reputation beyond reputeSaRa... has a reputation beyond reputeSaRa... has a reputation beyond reputeSaRa... has a reputation beyond reputeSaRa... has a reputation beyond reputeSaRa... has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

SaRa... غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-13, 10:33 AM   #313

basom7
alkap ~
? العضوٌ??? » 284711
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 291
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » basom7 has a reputation beyond reputebasom7 has a reputation beyond reputebasom7 has a reputation beyond reputebasom7 has a reputation beyond reputebasom7 has a reputation beyond reputebasom7 has a reputation beyond reputebasom7 has a reputation beyond reputebasom7 has a reputation beyond reputebasom7 has a reputation beyond reputebasom7 has a reputation beyond reputebasom7 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك max
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

basom7 غير متواجد حالياً  
التوقيع
فــى جــزمـة جـلــد ... و جـزمة قــمـاشـ
و نـاسـ رخـيــصــــة ...و نــاســ بـــــبـلاشـــ
و نـــاســـ زبـالــــهـ مــتـــلــزمــنـــــاشـــ ..
:a555::7R_001:
رد مع اقتباس
قديم 03-04-13, 07:13 PM   #314

لطف

? العضوٌ??? » 207824
?  التسِجيلٌ » Oct 2011
? مشَارَ?اتْي » 301
?  نُقآطِيْ » لطف has a reputation beyond reputeلطف has a reputation beyond reputeلطف has a reputation beyond reputeلطف has a reputation beyond reputeلطف has a reputation beyond reputeلطف has a reputation beyond reputeلطف has a reputation beyond reputeلطف has a reputation beyond reputeلطف has a reputation beyond reputeلطف has a reputation beyond reputeلطف has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

لطف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-13, 09:42 PM   #315

monefade
 
الصورة الرمزية monefade

? العضوٌ??? » 116972
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,032
?  نُقآطِيْ » monefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

monefade غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-13, 09:44 PM   #316

monefade
 
الصورة الرمزية monefade

? العضوٌ??? » 116972
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,032
?  نُقآطِيْ » monefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond reputemonefade has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

monefade غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-13, 10:24 PM   #317

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل السادس

[gحنين السنين.jpgwl] بسم الله الرحمن الرحيم

رواية حنين السنين

ندى وجاسر

شروق وآسر
نور وسامر


سؤال إلى متابعي الرواية الأعزاء:

1- أي مشهد تفضلونه في الفصل السادس؟

2- أي حكاية تفضلونها أكثر، شروق أم ندى.



حنين السنين.jpg








الفصل السادس


راقب جاسر ندى الواقفة في الصالة

تتابع محادثة الجد مع شروق. كان جاسر لحظتها

جالسا مع أسد في غرفة المكتب بالقصر الريفي،

وكان قلق ندى واضحا وتوترها يتزايد. هب جاسر

واقفا ليستطلع الخبر. رمق أسد جاسرا وهو خارجا

من المكتب ثم عاد ليتعارك مع أحدث جهاز لاب توب

والأكثر تطورا على الإطلاق، الجهاز الذي صنعه بنفسه

لاستعماله الشخصي... الجهاز الذي لا يوجد له مثيل

في العالم بأسره. علا صوت الجد من الصالة، فزفر

أسد بضيق ثم قام ليستكشف الأمر. سد أسد باب

المكتب بطوله الفارع، وكتفيه العريضين، وكتف

ساعديه المفتولين، ثم عبس عندما أدرك أن جده

يعنف شروق على الهاتف.

كان الجد يصيح قائلا: " لا أريد أن أسمع مثل هذا

الكلام مرة أخرى، ألا يكفي أنك تزوجت من وراء

ظهورنا. كيف واتتك الجرأة لتفعلي مثل هذا الأمر. "

ذهب أسد إلى حيث الهاتف، ثم ضغط على زر مجهر

الصوت. فأتاه صوت شروق المختنق بالدموع: " قلت

لك ياجدي لن أعود حتي يطلقني. "

قال أسد ناظرا باتجاه جده: " أي أحد عنده كلام

أو ملام أو استفسار بخصوص زواجنا، فليوجه كلامه

لي أنا. رمق الجميع ثم تابع بصوته الجهوري

الهادر: " واجهوني أنا، واتركوها وشأنها. أنا

أتحمل المسؤولية كاملة عما حدث، و ﻻ أريد

أحدا أبدا أن يضايق زوجتي- شدد على كلمة

زوجتي - أو يلومها على شيئ... وإذا قام أحد

بتجاهل تحذيري هذا فحسابه معي. وقد أخبرتكم

سابقا أن كل ماسوف تطلبونه، سوف أنفذه.

أخذ نفسا عميقا، ثم أكمل بصوت قوي، مؤكدا

على كل حرف: " سأنفذ كل شئ إﻻ الطلاق. "


اصفرت شروق، ورمت الهاتف المحمول كأنه أفعى

سامة، آه من هذا الصوت، كيف تنساه؟ إنه الصوت

الذي يطاردها في أسوأ كوابيسها ليلا... ضغطت

علي زر انهاء المكالمة بأصابع مرتجفة، غير راغبة

في سماع المزيد... ثم أحاطت جسدها المنتفض

بذراعيها، وبعد ذلك أمسكت برأسها الذي يكاد ينفجر

من الألم، وتساقطت الدموع الساخنة، لا بل الحارقة

من عينيها... صرخت ﻻ، ليس مرة أخرى... لن أعود

الإنسانة البائسة التي كنتها، أبدا أبدا، و كفكفت

دموعها، ﻻ مزيد من الدموع. يكفي

أني بكيت وبكيت طوال العامين المنصرمين، حتى

نضب بكاء العالم كله. وأخذت تستنشق بعمق في

محاولة منها لتسيطر على رجفتها واتجهت

إلى المطبخ لتصنع كوبا من القهوة السوداء كسواد

حياتها... سمعت محملوها ينوح بأنشودة فرشي التراب.

تجددت دموعها، والمحمول يصدح:

والأهل أين حنانهم؟... باعوا وفائي

والصحب أين جموعهم؟... تركوا إخائي

والخوف يملأ غربتي والحزن دائي

رجعت إلى الصالة، وضبطت المحمول على نمط

الطيران، وجلست وأسندت رأسها المتوجع على

الكرسي، وأغمضت عينيها التي تحويان غموض الكون

و شجنه في وجه متألم شديد الجاذبية، وأخذت تفكر

إنها ماتت منذ سنتين، وقاتلها حي يرزق، والأدهى

من ذلك، أنه يطالبها بالعودة... التقطت أذنها اسم

مصر في نشرة الأخبار. ففتحت عينيها على منظر

مرعب...

يا إلهي يحرقون إنسانا حيا... ضغطت على قلبها بشدة

لتسكن ألمه... ما هذه المشاهد البشعة؟!!! هل هذه

مصر جنة الله في أرضه؟!!! ومتي يحدث ذلك؟!!!

في يوم الجمعة، خير يوم طلعت عليه الشمس؟!!!

يا إلهي هل جن العالم فجأة؟!!! فليسألوها هي عن

قسوة بعض القلوب وتحجرها... ألم تقبر وهي حية

منذ عامين، وجلادها ﻻ يدري عنها شيئا، وﻻ يبالي...

عامين كاملين من البؤس والشقاء، بلياليهما الطويلة

اليائسة الحالكة الظلمة التي كانت تخشى فيها النوم

حتى لا تلاحقها الكوابيس، وسبب شقائها ينام بملأ

جفونه ، إن الذكريات تحاصرها، وتنكأ جرحها الغير

قابل للاندمال... إن ألمها شديد، وعذابها مرير...

وروحها مثخنة بجراح عميقة... لقد تدمرت

حياتها، وتبعثرت أحلامها على أشلاء آمالها. إنها

حطام إنسانة... وشفاه موؤدة البسمة... وقلب جف

ينبوع فرحه. لقد سطرت حروف حكايتها السوداء

في يوم مشابه لهذا اليوم ، و في نفس الوقت أبعد

ما يكون عنه بعد المشرقين ... يوم جمعة

الغضب... تنهدت بحرقة ، وفكرت ﻻ، لن أسمح لك

يا ذكريات بأن تغلبيني، هذه صفحة طويت، ولن أعود

إليها أبدا.

***************

خرجت ندى من المكتبة بعد أن اشترت كتاب

" عصر العلم " لنور، وهي مازالت مستغرقة في

أفكارها المتعلقة بالأحداث الحافلة للأسبوعين الماضيين،

قبل العشرين من عمرها، كانت تعتقد أنها لجاسر،

وجاسر لها، بدون أن يعدها بشئ، وبدون حتى أن

يعترف بحبه لها، ولكنها تعلمت درسها، عندما

خذلها جاسر أمام أفراد العائلة جميعا حال ظهور

خطابها آنذاك. ومنذ ذلك الحين دأبت على تذكير

نفسها بقلب والدتها الذي تحطم. إن حبها لجاسر هو

المستحيل الجميل، فوالدته لن تسمح أبدا

بأي مستقبل لهما معا. وهي تعلم علم اليقين بأن

جاسر بار بوالدته، ولن يؤذيها أبدا. وإذا حدث-

وهذا ما لن توافق عليه ندى أبدا- فإن والدته

ستسعى للتفريق بينهما بكل ما أوتيت من قوة.

ولكن هذا لن يحدث فجاسر روحه في والدته.

إن زوجة عمها- ثريا - سليلة إحدى العائلات الثرية

جدا، وكان أبوها عضو مجلس شعب عن الفلاحين،

في حين كانت عائلة قاسم متوسطة الثراء. و عندما

تزوجت ثريا من قاسم، المهندس المعماري الذكي ،

ظلت تلح عليه بأن تزوده بالمال لكي يفتتح شركة

مقاولات، ويصبحا شريكين، هي بالمال وهو بالمجهود.

ولقد رضخ لها قاسم في النهاية، وأصبحت شركته

الآن أكبر شركة مقاولات في الشرق الأوسط.

وعندما توفي والدي ندى قام قاسم ببناء القصر

الريفي وأسكن فيه والديه، و الثلاث بنات الصغيرات

اليتيمات ولم تعترض ثريا لأنها أرادت أن تحسن من

صورتها أمام أهل زوجها، لأنها كانت تعلم بأنهم

كانوا يعشقون الراحلة منى. حيث أن منى كانت

ملاكا يمشي على الأرض.

كانت ندى مازالت ذاهلة عن الطريق الذي تعبره، و

هي عائدة مرة أخرى إلى الكلية، إلى أن انتبهت

متأخرة على بوق سيارة مسرعة، ولكن الأوان قد

فات، فقد صدمتها السيارة بشدة.

*******************

دخلت ضحى على نور وقالت لها : " تأخرت

يا حضرة الصحفية اللامعة، هكذا لن نستطيع

المرور على كل المحلات التي في قائمتي، ألم تنهي

عملك حتى الآن، ثم نظرت إلى المجلة العالمية

الصادرة باللغة الإنجليزية التي في يد نور أتكتبين

مقالا عن أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات. ما

دخل هذا بعمود الموضة الذي تحررينه؟ منذ متى

وأنت تهتمين بهذه الأشياء الجافة. "

ردت نور: " منذ تزوجت، ثم تداركت ما قالته بسرعة

وبترت كلمتها وقالت: " منذ خطبت شروق لآسر ابن

عمي. "

-" ألف ألف مبروك. انتظري لحظة هل تقصدين بأن

شروق ستتزوج من البليونير آسر منصوري؟

صاحب الشركات العالمية " فالكون آي " و " هوك

آي؟ "

-أضافت نور: " و " آسر تكنولوجي " و

" ليونز باور "، هو بعينه. "

-"إنه عبقري العالم في مجال الكمبيوتر، لقد وقعت

أختك واقفة. "

- سخرت نور: " بالتأكيد. "

- " لقد اصطادت أكبر سمكة في المحيط. "

- " شروق لا تفكر بهذه الطريقة. ولا أعتقد بأن

آسر سيسر بتسميته سمكة، إنه مئة قرش في بعض

"

- " أقصد أن أختك ستتزوج حوتا كبيرا. "

-" فهمتك من البداية، ولكن هذه التسمية لا تناسبه

بتاتا. "

- " إذا فما هي التسمية التي تناسبه؟ "

لو سؤلت شروق هذا السؤال لأجابت: " الوحش. "

لأنه دائما عندما يخطر ببالها أسد تتذكر قصة الجميلة

والوحش، التي كانت تقرأها وهي صغيرة. ودائما

تقول لنفسها لم يخطر على بالي قط وأنا أدرس

مسرحية " عطيل وديدمونة " لشكسبير في الكلية

بأن حياتي ستنقلب لتكون شبيهة بهذه الدراما إلى

حد ما. "

*************

كان آسر في نظر شروق الوحش القاسي الذي

دمر حياتها. ولكن العالم بأسره يراه بصورة مختلفة

تماما، فهو بطل قومي، وسبب من أسباب مجد الأمة

وتطورها.

إنه الشاب المصري، القوي الشكيمة، الصلب العزيمة،

شديد البأس، إنه مهندس الكمبيوتر العبقري، صاحب

الحماسة المتقدة، والهمة العالية، والنشاط الذي ﻻ

مثيل له. منذ بلغ العشرين من عمره، وهو محددا

لهدفه، الذي يموت دونه، إنه شديد الجدية و

الصرامة في عمله ومواقفه. إنه العاشق المتيم

بحب مصر، تمكنت فكرة عزة العروبة والإسلام منه،

وملأت عقله، و ملكت عليه قلبه وأشعلت روحه

بحماسه متقدة، وعزم ﻻ يلين، يغلف ذلك كله

ثقته الشديدة بنفسه، وهيبته وسعيه الدؤوب المتفاني

للوصول إلى الكمال والإتقان في عمله، فأضحى

أسطورة للقوة الحية... حيث أنه التجسيد الكامل

لأقصى حدود القوة البشرية، فهو يهوى ممارسة

كل أنواع الرياضات البدنية من جودو إلى كاراتيه

لمصارعة وكمال أجسام و فروسية. وحتى يمارس

اليوجا. ويقفز بالمظلات ويستطيع قيادة الطائرات. و

كل أنواع السيارات. كما كأنه يملك مهارات خاصة في

التصويب بكافة أنواع الأسلحة المعروفة، ويستطيع أن

يصيب هدفا متحركا وهو مغمض العينين.

عندما كان طفلا، حكى له والده عن وعد بلفور فوقع

في قلبه بأن هذا الوعد وعد من ﻻ يملك لمن ﻻ

يستحق، وأدرك منذ ذلك الحين بأن اليد العليا تكون

لمن يملك القوة. فعاهد نفسه بأنه سيملك القوة

بكافة صنوفها ليكون عقابا من العقبان الحارسة

لوطنه وعينا من العيون الساهرة التي تحمل هموم

الأمة... لذا كان مبهورا بجهاز المخابرات العامة

المصرية... لقد رغب بشدة بعد أن أنهى دراسته

الثانوية في أن يكون طيارا حربيا، ولكن أمه رفضت

بشدة التحاقه بالطيران . وأصرت على إرساله

للخارج ليكمل دراسته هناك، ففتن بالتطور

التكنولوجي الهائل هناك، لذا اتجه لدراسة هندسة

الحاسوب و تقنياته و حصل على الدكتوراة من

هارفارد إحدى أشهر جامعات أمريكا، ثم

عاد إلى مصر مسلحا بقوة العلم و التكنولوجيا،وبما

أن الله قد حباه بالقوة النفسية والقوة العقلية،

بالإضافة إلى قوته البدنية الهائلة،مع توافر المال، زد

على ذلك، اصراره الشديد على قصر حياته على

تحقيق هدفه و عدم تشتيت نفسه في أي شئ غير

عمله ، أكسير حياته و مصدر فخره فإنه بدأ مشواره

العملي على أسس صلبة متجها صوب غايته و هدفه

بسرعة الصاروخ، ولقد نجح في وضع مصر على

خريطة العالم العلمية والتكنولوجية. و لقد أضحى هو

أنجح شخصية على الإطلاق في الشرق الأوسط و

الأقصى في مجال علوم الحاسوب وعلومه وتقنياته،

ولقد قام بتطوير هذا المجال على النطاق العالمي

حتى أنه في بعض الأحيان كان يتفوق على بعض

تقنيات شركة ميكروسوفت... إنه أحد رواد ثورة

الإنترنت في العالم، وهو صاحب أخف وأسرع متصفح

في العالم،" الفاير هوك " ، و لقد أصبح آسر

واحد من أشهر خبراء أمن الشبكات والبرمجة في

العالم وهو يعمل مستشارا للمخابرات العامة

المصرية، وسلاح الطيران. وشركاته تعمل على تطوير

برامج كمبيوتر خاصة بحماية نظم شبكات الكمبيوتر

من الإختراق. ولإنه صاحب إرادة ﻻ تلين وطموح

ﻻ يكل، وذو إرادة قدت من حديد، فقد أنشأ شركة

متخصصة في التطورات العلمية الأمنية، والتي يمكن

أن تفيد الدولة في شئون الأمن القومي، وبالتالي

رصد الأخطار الخارجية والداخلية في مهدها.

ولقد تفوق في مجال الطاقة الذكية. وتقول عنه

الصحف والمجلات العالمية المتخصصة بأنه واحد من

العشر شخصيات الأكثر تأثيرا في العالم في مجال

نظم المعلومات لعام 2013.

و في عام 2011 تفوقت شركته" فالكون آي" على

شركة لوكسي العالمية في إنتاج نوع متطور جدا

من الكاميرات الصغيرة الحجم والتي تستطيع التصوير

والبث الحي لمدة ثمان وأربعون ساعة متواصلة .

وأحدث شركاته" آسر تكنولوجي انترناشونال" تقوم

بتطوير التقنية الجديدة " التطبيق عن بعد " عبارة

عن شريحة على هيئة مختبر صغير يتم زرعها تحت

جلد المريض. وهذه التقنية قد تحدث ثورة في

المجال الطبي. خلاصة القول أنه أصبح أحد حصون

الأمة القوية، بالجد والإجتهاد والتفاني.

************

عندما وصل خبر حادث ندى لجاسر، صدم

بشدة، وأحس بألم عميق، وثارت مشاعره الدفينة.

وهرع إلى المستشفى ليطمئن عليها. وهو يحس

بأن روحه تسحب منه... لسنين طويلة حاول أن

يتجاهل مشاعره تجاه ندى، لدرجة أنه في فترة من

الفترات، رفض بأن يعترف حتى بينه وبين نفسه

بأحاسيسه، وما يكنه لها من حب. لأنه كان يخشى

من عواقب هذا الحب على أمه.أما الآن وهو يشعر



أنه من الممكن أن يفقدها إلى الأبد، واجه حقيقة

حبه الشديد لها وتهاونه الشديد في الإنتصار لهذا

الحب... وندم على السنين الفائتة بدون نعيم قربها

وأخذ يسائل نفسه، هل فات الأوان؟ هل خسرها إلى

الأبد؟ الأهم من هذا، هل هي مازالت تحبه مقدار

حبها له يوم أرسلت الخطاب إليه؟ أم أن حبها له قد

مات منذ ذلك الحين؟ففي أثناء الأسبوع الماضي كلما

حاول أن يبثها مشاعره كانت تقاطعه وتتهرب منه.

يجوز أنها لم ترد أن تخبره صراحة بأنها توقفت عن

حبه لأنها كانت بحاجة لمساعدته في موضوع نور و

شروق . ياترى هل حكم عليه بالتعاسة والحرمان إلى

الأبد...

كانت حالة ندى حرجة، وأصر جاسر على نقلها إلى

مستشفاه تحت إجراءات وقائية مشددة لأنها كانت

مصابة بكسر في الجمجمة، ونزيف في الدماغ. و

كانت حالتها خطيرة جدا.

وكانت بحاجة إلى عملية على وجه السرعة لإنقاذ

حياتها وحياته هو أيضا... ومن أمهر منه للقيام بهذه

العملية؟!عملية عمره، أصعب وأدق عملية قام بإجرائها.

وصعوبتها كانت صعوبة نفسية، حيث أن قلبه كان في

يديه، وكان يسابق الثواني في محاولة إنقاذ حياتها.

وكان بحاجة لكل جلده وقوة تحمله و ثباته النفسي

لكي يستطيع أن يحقق معجزه في أشد لحظات حياته

حرجا ... نجحت العمليه ولله الحمد ولكن ندى لم

تنج بعد ولم تتخطى مرحلة الخطر، وأيضا كانت

مازالت في غيبوبة. وظل جاسر ملازما لها، ساهرا

بجوارها. يدعو في صمت بقلب واجف في انتظار

اللحظة التي ستفتح فيها عيونها، ليعود إليه رمق

الحياة.

**************

عندما أتى نبأ حادث ندى، وحالتها الحرجة

لشروق قامت بأخذ إجازة من مدرسة البنات التي

تعمل بها في الرياض.

وقامت، خالتها وزوج خالتها وهما طبيبان بإحدى

مستشفيات الرياض بأخذ إجازة مبكرة، ليزوروا

مصر للإطمئنان على ندى.

وعندما استقرت شروق بالطائرة أخذت تدعو

وتدعو لأختها لكي تنجو. و على الرغم منها أخذت

الذكريات تتسلل إليها... تذكرت الأيام السابقة لجمعة

الغضب... أيام انقلبت فيها كل الموازين والثوابت،

واختلط الحابل بالنابل... هياج ومرج، وعيون ذاهلة

وقلوب واجفة، وعقول ﻻ تدرك ما الذي يحدث، وآمال

محلقة تخشى الإنكسار... هي كانت فتاة أخرى، كلها

أمل وتفاؤل وحيوية، وكانت شعلة نشاط. كانت تعمل

معيدة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية البنات جامعة عين

شمس، وكانت تسعى بكد دؤوب للحصول على درجة

الماجستير في اللغة الإنجليزية.ولأنها مغتربة فقد كانت

تقيم في المدينة الجامعية الملاصقة للكلية بمصر

الجديدة. واعتادت - إذا لم تسافر العزبة - أن

تذهب يوم الخميس إلى أخيها ماجد، في شقته في

الضاهر، لتنظف له الشقة، وتقضي هناك يومي

الخميس والجمعة، ثم تعود في صباح السبت إلى

الكلية. وفي يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من يناير

اتصل عليها ماجد وأخبرها بأن تلزم المدينة الجامعية

وشدد عليها بأﻻ تذهب إليه، ولا حتى تسافر إلى

العزبة نظرا للظروف المضطربة التي كانت تمر بها

القاهرة بسبب التظاهرات.وجعلهاتعده بأن تلزم المدينة

الجامعية وهي أوصته بألا يتهور وبأﻻ يجازف بنفسه

وأن يطمئنها على أخباره تليفونيا، ولكنه لم يتصل

و عندما اتصلت عليه مرارا لم يرد. صحيح أن أخاها

كان مهندس كمبيوتر واعد، وكان أمامه مستقبل زاهر

في شركة " هوك آي " التي يمتلكها آسر ابن عمها

إﻻ أنه ذو ميول ثورية... لذا فقد قلقت عليه حتى

الموت... و بعد عصر الأربعاء قررت أن تذهب إلى

شقته، فقد خشيت أن يكون مريضا أو أصيب في

أحداث المظاهرات ويكون بحاجة إليها، وهذا سبب

عدم رده عليها... وياليتها لم تفعل! لكم تمنت أنها

عملت بنصيحته ولزمت مكانها... لو سمعت كلامه ولم

تذهب إلى شقته؛ لما تناثرت شظاياها في دروب

البؤس كما هو حالها الآن... و لما تبعثرت أناتها

في فضاءات الهجران... ولما تمزقت نبضات أنفاسها

على أسنة الغدر.

**************

قالت ثريا لآسر الذي بدا عنوانا للأناقة والثراء ببدلته

الأرماني وحذاؤه الإيطالي الصنع " طلقها. هي تريد

ذلك، فما الذي يمنعك؟! "

زفر أسد وهو ينظر في ساعته:"ليس لدي وقت لهذا

الحديث، الجيت بانتظاري فأنا على موعد مع أهم

الشخصيات في أوروبا لإفتتاح الفرع الجديد لشركة

" آسر تكنولوجي انترناشونال " بالمملكة المتحدة ؛

وذهني مشغول بالمؤتمر الصحفي الذي سيعقب ذلك

والذي سأعلن فيه نجاح الشركة في تطوير شريحة

" التشخيص عن بعد " .

- راحة بالي أهم... أﻻ تهتم بصحتي.

- أنتي أصبى من إبنة العشرين.

- كف عن هذا. أنا لن أقبل بمثل هذا الزواج أبدا.

- للأسف هذا الكلام ﻻ يجدي نفعا الأن... فات

الأوان على الإعتراضات.

- أنا أحذرك يا آسر أنا لن أنحني لسياسة الأمر

الواقع.

- الواقع فرض نفسه علي وعليها، وعلينا جميعا أن

نرضخ له. الموضوع لم يعد قابلا للنقاش ياأمي،

دعيني أبسط لك الأمر؛ ما ﻻ أرضاه لماريان وشهد

ﻻ أرضاه لبنات الناس.

**************

غادر أسد إلى بريطانيا في طائرته الخاصة

في حين كانت شروق في طريقها إلى مصر... لقد

تحطم الباب الذي أغلقته على شجون ذكرياتها...

وتدفق فيض الذكريات مريرا... و انهدمت جدران سد

العذابات، فسالت في خاطرها بلا هوادة وبدون وازع

من رحمة.


لقد كان معها نسخة من مفتاح شقة ماجد،

وعندما دخلت لم تجده، اتصلت عليه من تليفون

الشقة لتعلمه بوصولها فلم يرد، وهاتفته من

محمولها فلم يرد أيضا. شغلت نفسها بتنظيف الشقة

لتنفس عن قلقها، وانتهت من التنظيف؛ ولم يزل ماجد

لم يعد... حاولت سدى أن تنام، و لكن الكرى جافاها

وعند الساعة الحادية عشر، وعندما ذهبت كل

محاوﻻتها لإستدعاء النوم أدراج الرياح. ارتدت روبها

الشتوي، وخرجت إلى البلكونة، تنتظر عودة أخاها

والقلق يتآكلها، لسعها البرد؛ و لكنها ذكرت نفسها

بأن أخاها قد يكون في مكان ما الآن يعاني ما هو

أشد من البرد بكثير... جلست على كرسي الخرزان

الهزاز الموجود في البلكونة، وأخذت تدعو وتدعو

لماجد؛ وبعد مايزيد عن ساعة من التوسل لله

سبحانه وتعالى نزلت عليها سكينة غريبة، ونامت

مكانها في عز البرد والعتمة؛ ولم تكن تدري لحظتها

بأن خيوط المصير كانت تلتف حولها لتتغير حياتها

بالكامل، مرة واحدة، و إلى الأبد.

***********
عندما تنسمت شروق طيب مصر، تندت عيناها

بدموع حبيسة، لكم كانت تتمنى أن يكون والداها على

قيد الحياة الآن... كم تفتقدهما بشدة... وكم هي في

أشد الحاجة لحماية أبيها، ولعطف وحنان أمها.

دخلت شروق غرفة الإستقبال- في الجناح

الذي خصصه جاسر لندي في المستشفى - بلهفة

ووجل. وعندما أبصرتها نور ارتمت فى أحضانها باكية:

" شروق، لقد افتقدتك جدا. ما هي أخبارك يا

أختي الحبيبة؟ "

- أنا كما أنا، المهم كيف هي حالة ندى؟ هي الأهم

،واختنقت بالدموع؛ ثم تابعت لو حدث لها شئ

سأشعر أن أمي ماتت مرة أخرى.

-إهدأي ياحبيبتي، جاسر طمأننا عليها اليوم، وأخبرنا

بأن حالتها مستقرة، وإن شاء الله ستفيق من غيبوبتها

قريبا.
- تغير لون شروق، وازدردت ريقها بصعوبة، وهمست:

جاسر؟! هل...

- ﻻ تخشي شيئا آسر في أوروبا.

- هل تعدت ندى مرحلة الخطر؟

- نعم، ولله الحمد.

- تنهدت شروق بشدة، الحمد لله، أنت تبدين شديدة

الإرهاق يانور؛ لم ﻻ تأخذين قسطا من الراحة، وأنا

سأسهر بجوار ندى.

- ﻻ أنت متعبة من السفر، ارتاحي أنت.

- أنا بالكاد أنام ليلا. نامي أنت، و بالصباح، نتحدث

كما نشاء.

سهرت شروق بجوار ندي، وأخذت تدعو الله

بحرقة أﻻ يحرمها منها... وأمضت الليلة على هذا

النحو، تارة تدعو، وتارة أخرى تستسلم للذكريات


رجعت شروق بذاكرتها إلى اللحظة التي

استيقظت فيها من إغفاءتها على صوت آذان الفجر

لتجد نفسها مازالت في البلكونة... دخلت من البلكونة

إلى غرفة الضيوف التي تنام فيها عندما تكون

عند ماجد لتستكشف

إذا كان أخاها قد عاد. صحيح أنها لم تجده، ولكن

يبدو أنه عاد، وهي نائمة في البلكونة؛ لأنها

وجدت على طاولة الصالة لاب توب جديد و شيئا

يشبه كاميرا صغيرة، وبيانات ورسوم تخطيطية.

حدثت نفسها: الحمد لله، يبدو أن ماجدا كان منشغلا

بعمله وليس بالمظاهرات. وهو بالتأكيد الآن يصلي

الفجر في المسجد، الذي استيقظت على صوت آذانه

توضأت وصلت وحمدت الله على سلامة ماجد. و

ذهبت لترى إذا كان عاد من الصلاة أم ﻻ.

وعندما لم تجده، رتبت سريرها، ثم ارتدت روبها مرة

أخرى و عادت إلى البلكونة، مغلقة الباب وراءها،

وأخذت تتلو أذكار الصباح وتنتظر عودة أخيها.

تلت أذكارها، وانهت استغفارها وذكرها، وتلت بعضا

من آي الذكر الحكيم. ثم عادت إلى الغرفة، و هي

تخلع روبها فنزلت عليها صاعقة من السماء، ووقع

الروب من يدها... تجمدت في مكانها من

الصدمة، حيث أنها وجدت آسرا، ابن عمها، نائما

مكانها... ظلت كالمشلولة، مدة دقيقتين، ﻻ تدري

ماذا تفعل. ثم أفاقت لنفسها، وأخذت تمشي على

أطراف أصابعها، محاولة الوصول لباب الغرفة. وكان

إحساسها كإحساس غزالة تفر من عرين الأسد. وقبل

وصولها إلى الباب بخطوة، وجدت أمامها أخاها ماجد

وأبصرت من وراءه في الصالة إثنان من الشباب ﻻ

تعرفهما، ويبدو أن أحدهما مصابا، ابتعدت عن

مجال نظرهما بسرعة، ولكنهما قد أبصراها هما

أيضا.

نظر إليها ماجد بذهول، ثم صرخ ناقلا بصره منها

إلى أسد النائم على السرير: " ما الذي يجري

هنا؟!!! "

أيقظت صرخة ماجد، أسد من نومه، فجلس مستويا

على السرير، بسرعة البرق... ونظر هو أيضا

بذهول إلى شروق ببيجامة نومها، وبشعرها

المكشوف. اصفرت شروق، وشعرت بالمرض و كادت

أن يغشى عليها، وودت لو انشقت الأرض؛ وابتلعتها.

كرر ماجد: " سألت ما الذي يجري هنا؟ "

هدر أسد: " سؤال وجيه. " ثم هب من السرير

شامخا كالجبل أمامهم، وكأن حرج الموقف ﻻ يهمه.

في شيئ و وجدت شروق أنه كان مرتديا إحدى

بيجامات ماجد.

واصل آسر حديثه بغضب: " أين اختفيت منذ ظهر

الثلاثاء؟ ألم أطلب منك تصاميم البرنامج الجديد في

أسرع وقت ممكن. أنا ﻻ أتهاون مع الكسالى

أبدا. تابع أسد تعنيفه، لماذا لم ترد على اتصاﻻتي

وإيميلاتي أتدري كم تركت ورائي من أشغال؛ لآتي

بحثا عن التصاميم؟ "

سألت شروق بصوت متلعثم: " متى جئت؟ وكيف

دخلت إلى الشقة؟ "

نظر إليها الإثنان بغضب، ثم أجابها أسد بسخرية:

" جئت الواحدة ليلا و دخلت بالمفتاح الإحتياطي

الموجود تحت الدواسة. وجدت بعض التصميمات

والبعض الآخر، لم أجده، فقررت أن أتابع عملي في

ضبط خاصية البث الحي للكاميرا الجديدة" هوك آي"

هنا لحين عودة ماجد، ولم أشعر بمرور الوقت حتى
أذن الفجر، وبعد عودتي من الصلاة قررت أن أخرج

من هنا في ميعاد بدء الدوام، آملا أن تنعم علي

بالظهور أنت وأوراق العمل التي طلبتها على وجه

السرعة. ختم بسخرية لاذعة وتحد، هل أوضحت

موقفي؟ الآن دوركم! أريد أن أعرف أي خطة

شريرة تدبرانها أنتما الإثنين. أم علي أن أقول

تدبرينها ياصغيرتي الطموح، صوب على شروق

عينين أحد من عيون الصقر بنظرات ازدراء واضح

كادت أن ترديها- أساء الظن بشروق بناءا على رأي

أمه السيئ فيها وفي أختيها وبالذات في أمها.

كانت العمارة الموجود بها هذه الشقة إحدى ممتلكات

آسر ، كانت مخازن، وكانت هذه الشقه في السابق

معدة لإستقبال موظفيه من جميع أنحاء مصر، إذا

اضطرتهم الظروف للبيات بالقاهرة. وعندما

وظف ماجد لديه. أعطاها له ليقطن بها.

كرر آسر بقوة وحزم: " هل أكلت القطة لسانك؟

متى جئت إلى هنا؟

أجابت: " قبل مغرب أمس بساعة. "

أجابها بسخرية شديدة: " ياسلام!!! لم تكوني هنا

عندما دخلت.

- كنت في البلكونة.

- صحيح!!! يالشدة غبائك... ﻻ تهيني ذكائي بهذه

الخطة الغبية لإيقاعي في حبائلك. لقد أفلت من أشد

خطط العالم ذكاءا، من أجل الإيقاع بي في فخ

الزواج.

- ازدردت ريقها بعصبية: لم أخطط لشيئ. أنت

بأمان تام... إذا طالبتك بشيئ، ساعتها إتهمني

بما تشاء.

- قال ماجد بهياج اصمتا أﻻ تدركان أبعاد الفضيحة

التي نحن بصددها.

- نظر إليه أسد بنظرة متوحشة صارمة كانت أبلغ

من أي كلام، أسكتته على الفور. فلم يجد أمامه غير

شروق ينفس فيها غضبه، فجذبها من شعرها بشدة

بإحدى يديه، وبيده الأخرى، لوى ذراعها خلف ظهرها،

قائلا ألم أحذرك من المجيئ إلى هنا؟!

أول مرة في حياة شروق، تعامل بمثل هذه الخشونة

لذا أحست بمرارة شديدة، وبصدمة، وبجرح شديد

بكرامتها. كتمت شروق

صرختها، حتى ﻻ تهين كرامتها أكثر من ذلك. كان

هياج ماجد في شروق قمة الذكاء منه، من ناحية

منع عنها غضب آسر الشديد، ومن ناحية أخرى استثار

فيه النخوة والشهامة، وغريزة الحماية. ولقد أثمرت

خطته لأن آسر على الرغم من شدته، وشراسته

و قسوته، وقلبه الذي ﻻ يرحم أي فساد أو كيد

إلا أنه لم يؤذ إمرأة قط، ولا يحب الإستئساد على

النساء لأنه يعتبر ذلك ضعفا في الرجل... كما أنه

ﻻ يسمح أبدا بإيذاء إمرأة في حضوره. قام بتخليص

شروق من ماجد وحال بينها وبينه... انتفضت

شروق عندما لمسها آسر ليخلصها من ماجد.

وﻻحظ هو ذلك... أعجبه سرا شدة تأثيره عليها،

ولأول مرة نظر إليها بعين الرأفة... ملاحظا

احمرارها الشديد، عندما لمسها وهذا شيئ ﻻ تستطيع

المرأة اصطناعه، وﻻحظ أيضا براءة عينيها الشديدة.

ولاحظ دموعها التي تكبحها، حفاظا على كرامتها، و

أسنانها المغروسة في شفتها السفلى بقوة أدمتها.

وسجل عقله عدم لجوئها إلى الهستيريا، والعويل في

موقف كهذا، و أيضا لفت انتباهه إليها عدم رغبتها

في استثمار الموقف لصالحها، والإستفادة منه.

ببساطة، حاز قبوله ورضاه كل مارآه فيها.

ووقعت جاذبيتها الشديدة، وشبابها الغض في نفسه

موقعا حسنا.

قال آسر لماجد: " ارفع يداك عنها، وإياك أن تمسها

بسوء؛ ليس هناك مايستدعي العنف، فكل مشكلة

ولها حل...


************


بعد انتهاء المؤتمر الصحفي ، وافتتاح الفرع

الجديد لشركة آسر تكنولوجي اتصل قاسم بآسر

ليخبره بأن شروق مصرة على الطلاق. وبأنها

استشارت محاميا، وقد نصحها برفع دعوى خلع،

و أخبره والده بأنها لم يعجبها كلام المحامي،

وبأنها ﻻ تنوي الأخذ بهذه الخطوة. ولكنها محتاجة

بشدة لأخذ وعد من آسر بأنه سوف يطلقها،

لترجع مع خالتها إلى الرياض وهي مطمئنة.

حدث آسر نفسه بل إن ما تحتاجه شروق هو صفعة

لكي تثوب إلى رشدها؛ من حسن حظها، أنه ﻻ

يهوى ضرب الإناث.

***********


ترك آسر أعماله في انجلترا، وقطع زيارته

عائدا إلى مصر من أجل التصرف مع شروق. و أول

شيئ فعله بعد مغادرة المطار هو الذهاب

للمستشفى.

دخل أسد غرفة استقبال ندى بهيبة يحسده عليها

الرجال، و بحثت عيناه عن شروق، ثم استقرت

عيناه عليها ولم تغادرها... كانت نظراته كنظرات

أسد ينظر لفريسته. أشاحت شروق بنظرها عنه، و

هدر قلبها بعنف وألم، وتجمعت حبات عرق كالدر

على جبينها الوضاء... في وجه تجسدت فيه الجاذبية

الشديدة، في أبهي صورة وأروعها. من بشرة

شديدة النقاء والبياض، لحاجبين كسيوف الدجى،

تحرسان زوجا من العيون الكحيلة الآسرة، برموش

شديدة الكثافة، تحيطان بجوهرتان ليليتان شديدتا

البريق-عينان كليل شجي قراره الشجن -وطابع

حسن الملكات، يعلوه فم كبرعم الزهرة، مزموم على

لؤلؤ مصفوف... غرزت شروق أظافرها في راحة

يدها، لتسيطر على انتفاضة جسدها، طوال عمرها

وهي تهاب أسد وتشعر بالخوف يسيطر عليها في

حضوره المهدد بغموض لكينونتها...

بعد أن حيا أسد الجميع، واطمأن على ندى، اتجه

صوب شروق، التي كانت تتجاهله بدون جدوى.

- أريد أن أتحدث معك.

- ليس بيننا حديث.

- زفر بغضب: كفي عن التصرف كطفلة، يجب أن

نناقش مشكلتنا بعقلانية كناضجين.

قالت شروق بانسحاب: أريد الطلاق.

- حسنا تعالي لنناقش أمر الطلاق بمفردنا.

- ليس هناك مانناقشه، أريد الطلاق فحسب.

ولن أتراجع عن طلبي، أبدا أبدا.

- صوب عليها نظراته الحادة: هو العناد إذا، كما

تريدين... فقط تذكري أنك من جلبت هذا على نفسك.

أمسكه جاسر من ذراعه، قائلا: ليس هذا بالمكان

المناسب لمثل هذا الحديث.

خلص آسر ذراعه بشدة: " ﻻ أريد أحدا أن يتدخل. "

- هدر أسد: لن تغادري مصر، أنا أمنعك من السفر

مع خالتك.

- همست: ماذا؟

- قال بغضب مكبوت، أنا زوجك، وعليك طاعتي.

وعند مغادرتك المستشفى تذهبين إلى العزبة

وليس إلى شقة خالتك. أتفهمين؟

وإذا كنت تعرفين صالحك؛ ﻻ تخالفي أمري،

وإﻻ فلا تلومي إﻻ نفسك... قال ذلك ثم غادرهم

غاضبا.

************

" أنا ذاهبة إلى الميدان. "، قالت شروق لنور.

- أجننت الفتيات تغتصبن هناك. فهناك بعض

الناس الذين ﻻ يراعون أي حرمة... ﻻ حرمة

أعراض، وﻻ حتى حرمة بيوت الله.

- أنا أعرف كيف أحافظ على نفسي.

- أسد سيكسر رأسك.

- ﻻ يهمني.

- ﻻ تتحديه ياشروق.

- أنا ﻻ أتحداه أنا حرة سأذهب يعني سأذهب.

كانت تعلم أنها تنتحر... حركتها هذه كانت صرخة

يائسة... أرادت أن تفعل أي شيئ بدﻻ من انتظاره

ليحكم قبضته عليها مرة أخرى.

**********

قال جاسر لأسد: " شروق في الميدان. "

- هي أين؟

هدر آسر بهياج، وكز على أسنانه من فرط

غضبه. وتناول مفاتيحه، وخرج مسرعا.

- حسنا يا شروق، انتظري حتى أضع يدي عليك.

ركب آسر سيارته البوجاتي فيرون، السوداء اللون

والتي صنعت خصيصا له. ثم شغل خاصية الجي بي

إس وفي ثوان كان قد حدد موقع شروق في

ميدان التحرير.

إختارت شروق مكانا أحست أنه آمن نسبيا يقع

ما بين منصة وبين بعض الباعة... ثم بدأت تندم على

أنها تهورت. كان من الأفضل لها لكي تريح أعصابها.

أن تذهب إلى مكان فيه مناظر طبيعية، مثلا؛

الحديقة الدولية، أو حتي إلى الأهرامات، هناك

تتضاءل مشاكل البشر أمام سرمدية المكان و شموخه .

انقبض قلب شروق فجأة، فقد أحست بأن هناك هرجا

ومرجا و رأت رجالا تطير في الهواء، وآخرين

يقذفون إلى كل جانب. ثم ظهر سبب وجعها...

العملاق الذي يطيح بمن يجرؤ على الوقوف في

طريقه، وقع قلبها في قدميها، و ولت شجاعتها

المزعومة، فآثرت الهروب؛ ولكنه أدركها بسرعة

البرق. جرها أسد وراءه بغضب، فحاولت أن

تخلص ذراعها، فضغط عليه بقوة كادت أن تحطمه.

- إدخلي إلى السيارة.

- لن أذهب معك إلى أي مكان.

- حدجها بنظرة نارية أخافتها وأرعبتها.

- هدد : إصعدي... وجذبها ناحية البوجاتي. و ﻻ

أريد أن أسمع صوتك حتى نصل.

دخلت السيارة، وعندما لف حول السيارة ليركب،

حاولت أن تخرج مرة أخرى بسرعة، ولكنه جذبها

بيده، وقال بصوت صارم: ﻻ تختبري صبري أكثر من

هذا؛ إذا كنت تعرفين صالحك. وقام بغلق الأبواب

أوتوماتيكيا. ثم طار بالسيارة وهو في قمة الغضب

والتجهم.

عندما وصلا إلى العزبة جرها إلى غرفة المكتب،

ورماها بغضب إلى داخل الغرفة، وأغلق الباب.

كادت شروق أن تموت من الخوف، وحاولت أن تخفي

ذلك عنه؛ ورغما عنها تذكرت أمورا تحاول بإستماتة

أن تنساها...

التفت أسد إليها بغضب شديد، وقال:

- أليس لديك ذرة من العقل.

نظرت إليه بغضب، ولم ترد.

- افترضي أنني لم أكن في القاهرة.

- أنا أعرف كيف أحافظ على نفسي.

- أجابها بتهكم: اسأليني أنا عن محافظتك على

نفسك.

- رشق السهم في منتصف قلبها تماما، فشطره:

- أنت الإنسان الأكثر فظاظة على وجه الأرض وأنا

أكرهك.

- تصاعد غضبه: وأنت الأكثر إهمالا، ألم تشبعي

من المصائب... أليس لغباءك حدود؟!

- طلقني إذا.

- أخذ يقترب منها بكل عنفوان، وأخذت هي تتراجع

بوجل حتى منع الحائط تراجعها... ووقف هو أمامها

مباشرة بشموخ مكتفا ساعديه القويين، ونظر إليها

من وراء رموشه بتجهم:

- على الرحب والسعة ياعزيزتي، أطلقك في

لحظة ولن يضيرني شيئ، ولكن المصيبة سوف

تقع فوق رأسك أنت وستطال أختاك أيضا. ألن

تتعقلي أبدا... أليس لديك إحساس بالمسؤولية مطلقا؟

كانت شروق تتقطع من الداخل، وكانت فمها يرتجف

، فكزت على شفتها السفلى بأسنانها لتوقف ارتجافها.

راقبها بدون شفقة، مسرا في نفسه: حسنا يا

شروق عليك أن تتعلمي أن من يشد ذيل الأسد؛

عليه تحمل زئيره.

- أكمل ذارا الملح على جرحها الذي ينزف:

ستكونين تزوجت، وطلقت، والناس لم تدر عنك شيئ

وإذا انتشر الخبر؛ سيمزقونك بألسنة حداد.

- ﻻ يهمني، طلقني، وأرح نفسك مني.

أمسكها من كتفيها، وهدر بصوته المخيف الغاضب:

- ﻻ أريد أن أسمع كلمة أخرى عن الطلاق. انغرست

أصابعه في كتفيها، والألم الذي أحست به ﻻ يساوي

شيئا مقارنة بالألم الذي يمزقها من الداخل...

- واصل آسر حديثه: المفروض أن نناقش الخطوات

التي سنتبعها لإشهار زواجنا بعد تماثل أختك للشفاء.

- هزت رأسها: أبدا.

- ليس أمامك خيار.

- أنا أكرهك... هل تسمعني، أكرهك... لن أكون

زوجتك أبدا.

- هزها بوحشية: أنت زوجتي بالفعل، شئتي،

أم أبيتي.

- همست بعذاب: أنت لست برجل.

- صرخ أنا لست ماذا؟ وكاد أن يفتك بها.

- أجابته والدموع تمزقها: لست رجلي... لقد خذلتني

مرارا وتكرارا... ثبتته بقولها هذا.

- متى خذلتك أنا؟!

تساقطت دموعها، وقالت بصوت مكسور:

- كلما استنجدت بك كنت تخذلني. ترجيتك أن تقف

في وجه ماجد، وتشرح له بأنه لم يحدث بيننا شيئ،

وبأنه ليس هناك داعي للزواج؛ كلمتك قانون، ولم

يكن أحد ليجرؤ على أن يقف أمامك، ولكنك أنت

من أصررت على الزواج. قالت من بين شهقاتها:

- أنسيت ماذا قلت: سأتزوجك، و سأجعلك تندمين

لآخر يوم في عمرك... وعندما أنتهي منك ستكرهين

اليوم الذي ولدت فيه.

نظرت إليه بعينيها الدامعتين:

- حسنا، لقد حققت هدفك، لقد أخذت نصيبي من

العذاب والألم... وأنا أكره نفسي الآن بشدة.

- تسمرت عيناه الغامضتان، الغير مقروءتان عليها...

- وأكملت هي: وخذلتني مرة أخري،عندما أتيت إليك

بعد زواجنا بشهر،أذكرك بما حدث بيننا، ولكنك أهنتني

وطردتني؛ وخذلتني عندما... ثم أمسكت، وهزت رأسها

- ليس هناك فائدة من كل هذا، واتجهت بسرعة

ناحية الباب، فخبطت رأسها في حافة رف الكتب

العلوي، فسال الدم غزيرا بجوار حاجبها. لحقها أسد،

وأمسك بها قائلا بصوت منفعل: أيتها الحمقاء الهوجاء.

حاولت أن تخلص نفسها من بين ذراعيه، قائلة:

- أنا فعلا حمقاء لإيقاع نفسي معك.

ابتسم ابتسامة صغيرة، وشدد قبضتيه علي ذراعيها

ليمنعها من الإفلات:

- إذا أنت تعترفين أنك خططت للإيقاع بي.

حاولت تخليص نفسها بيأس:

- لم أفعل، اتركني.

- همس: أبدا، لن أفعل.

و أفلت يديها ليفحص جرحها. فأخذت تضربه

على صدره لتفلت منه.

- إهدأي ياامرأة، جرحك يحتاج إلى مداواة.

- أستطيع أن أعتني به.

- سخر منها: تعتنين بنفسك بجدارة حتى الآن.

- أكرهك.

ثبت نظراته على شفتيها الجميلتان، وقال:

- كاذبة، أنت تتحدينني عامدة، منذ التقينا من جديد،

هل هذا تكتيك (تقنية، أو طريقة ) جديد لتجذبينني

إليك أكثر.

- أنت لست منجذبا إلي على الإطلاق، ولم تخف ذلك

أبدا.

- تمهلت نظراته عليها: وهل تريدينني أن أنجذب

إليك؟

هزت رأسها نافية.

- اتركيني أعتني بجرحك.

أخذ أسد ينظف جرحها ويطهره وهي تكتم أناتها.

- قال بأناة بصوته العميق: ما المرة الثالثة التي

تعتقدين بأني خذلتك فيها؟

أغمضت عينيها بألم، واحتضنت جسدها المرتجف،

وأسرت في نفسها، بل الرابعة .

راقبها بعيون كالصقر، وهو يعجب لطرق القدر،

فهو ظالم ومظلوم في آن واحد؛ ألصق رباط لاصق

على الجرح، وعندما انتهى، أمسك وجهها بيديه، قائلا:

- أنظري إلي.

أطاعته، ورفعت إليه عيون ملؤها الشجن.

رق لها: شروق، ماالذي تخفينه عني ؟

تنهدت مغمضة عينيها.

دخل جدهما فجأة، قائلا استغربت عندما رأيت

سيارتك، لماذا يقولون إذا أنك في أوروبا؟

********


تم بحمد الله الفصل السادس






































[/gdwl]


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 03-04-13, 10:40 PM   #318

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعتذر عن تأخير الفصل، لأن كان هناك عطلا بالنت، لقد افتقدكم جميعا . أرجو من لله أن يحوز الفصل إعجابكم


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 03-04-13, 10:50 PM   #319

{سحــ الثلج ـر}
 
الصورة الرمزية {سحــ الثلج ـر}

? العضوٌ??? » 145079
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 729
?  نُقآطِيْ » {سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

{سحــ الثلج ـر} غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 03-04-13, 11:08 PM   #320

kmnbvc
alkap ~
 
الصورة الرمزية kmnbvc

? العضوٌ??? » 172980
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,466
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » kmnbvc has a reputation beyond reputekmnbvc has a reputation beyond reputekmnbvc has a reputation beyond reputekmnbvc has a reputation beyond reputekmnbvc has a reputation beyond reputekmnbvc has a reputation beyond reputekmnbvc has a reputation beyond reputekmnbvc has a reputation beyond reputekmnbvc has a reputation beyond reputekmnbvc has a reputation beyond reputekmnbvc has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل ولا اروع بس لية الغيبة الطويلة دي حاسة ان شروق مخبية حاجة حتقلب الموازين والي هي ممكن تكون طفل واذا كان كدة هتبقى الطلاق مستحيل ختلي ثريا تتجنن ومتاخريش علنا بالفصل السابع

kmnbvc غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
حنين ، السنين،حلمها ،الوردي، ستضئ, هل سيتحقق حلم ندى الوردي؟

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.