26-06-13, 12:59 PM
| #322 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي  
|  الفصل الحادي عشر حاولت كسر القيود النفسية التي قيدتني بسرير المشفى منذ شهور ، ضغطُتُ على نفسي للحد الأقصى، تمكنتُ من السير لخطوات قصيرة منهكة القوى، بدأتُ أستعيد قدرتي على النطق تدريجياً. كان جبراً علي الخروج من هنا سريعاً... يجب أن أكتشف حقيقة ما يحدث، لا زالت أمي تحجب عني ما يجري بالخارج ، سألتها عن الجميع قالت بأن الزيارة لازالت ممنوعة بأمر الطبيب . لقد قررت …غداً سأخرج من المشفى حتى لو اضطررت للهرب،لم يبقى سوى يومين على موعد النطق بالحكم ضد وليد او بسام... و قد يصل الحكم لحد الاعدام…. ******* ما أن طرحتُ السلام لحظة دخولي حتى ارتفع صوت الزغاريد تطعن قلبي بسكاكين الغدر و الخيبة ، إقتربت نساء العائلة يباركن و يغمُرنني بعناق يمزق حنايا روحي ، كانت علا الوحيدة التي واستني بكلماتها الهامسة ، أما بسام فقد وقف بعيداً يبتعد بنظراته عني كما لو أن الأمر لا يعنيه . إستأذنتُ الجميع لأغير ملابسي فقد كان العذر الأمثل لترك هذه الفوضى و لكن و ما ان رفعت قدمي على أول درجات السلم نحو الأعلى ...حتى باغتني الألم بخاصرتي يجبرني على الإنحاء و صرخة خافتة انفلتت من شفتي ، شعر الجميع بالجزع و هم يتسائلون عما حدث ؟؟؟ تمسكت بما قلته لمازن عن تعثري و ارتطامي بزاوية الطاولة ، صعدت للأعلى و زينة ترافقني ، و قد صدمني بسام بلحاقهِ بنا حتى يفحص إصابتي ، أردت التهرب من الأمر ، لكن وجود زينة صعب الأمر ، خضعت للأمر و أنا أتمدد على سريري . كان منظر الإصابة مرعباً و مخيفاً صدمني كما بسام و زينة ، نظر بسام بعمق عيني كما لو أنه علم الحقيقة ، بدأ بفحص الإصابه بيده و هو يقول لزينة بحزم : _زينة ، احضري الحقيبة الطبية حالاً من سيارتي . غادرَت سريعاً و بسام ينهض من جانبي وصدره يعلو و يهبط بحدة ، يقبض كفهُ و يضمهُ بانفعال ، يعض بغيظ على شفته ، قال بعصبية واضحة : _سلمى .. من ضربك بهذه الطريقة ؟؟ نهضتُ من نومي و دون أن أنظر ناحيته ، قلتُ بخفوت : _ كما قلت ،لقد تعث….. قاطعني و هو يقف أمامي يُجبرني على النظر لعينيه: -يمكنك أن تكرري كلامك لألف مرة…هناك من تطاول عليكِ و ضربك بهذه الطريقة الوحشية . صمت أبعد وجهي عنه بغيظ ، هو لا يملك حق سؤالي ، لكنه عاد يقول صارخاً _من فعل بكِ أمراً كهذا؟؟؟ بادلته الصراخ و أنا أجلس على طرف سريري و قد ازداد الألم : _ هذا لا يعنيكِ بسام ، هل تذكر اتفاقنا ؟؟؟ لا دخل لك بحياتي جمدت ملامحه للحظة ، رأيت الألم يعبر بعينيه ، إقترب يجلس بجانبي و هو يقول بانفعال: _ سلمى أعلم أنك تكرهين كل ما يتعلق بي و بأنك تستحقرينني ....و لكن انا اسألك بصفتي ابن خالتك ...من فعل هذا بك؟؟؟؟ شعرتُ برجفة تغزو قلبي من كلماته ، أعلم بأنه يتألم من كلامي و من نظراتي ، لكنه يستحق و لا يمكن أن أمثل عليه مشاعر مختلفة ، أنا أكرهه ، قلتُ بسأم : _ أنا بخير ، يمكنك المغادرة . قال متوسلاً و هو يقبض على كفي : _توقفي عن عنادك للحظة إن كنتِ بحاجة للمساعدة ….. قاطعته و أنا أسحب يدي بقسوة : _إن كنتُ بحاجة الى المساعدة فلن أطلبها منك و إن كنت آخر رجل بالدنيا . _سأفقد صبري سلمى ، من حسن حظك أن تلك الإصابة لم تتسبب بنزيف داخلي ، إن كنتِ بخطر … دخلت زينة الغرفة لتوقف الإنفجار الذى أوشك على إسقاطِ كل شيء ، قام بسام بوضع بعض المراهم على الكدمة و هو يوشكُ على الإنشطار لنصفين من شدة توتره …أعطاني علبة من المسكنات و خرج سريعاً ، بقيت زينة و السعادة توشك على الإشتعال من وجهها _لا تعلمين مقدار سعادتي أنتِ ستصبحين زوجة أخي قلتُ بيأس و أنا أعود للنوم على السرير : _ كنت أظن بأنه وعلا سوف يتزوجان ، لم أتخيل الأمر أبداً. قالت و هي تجلس أرضاً بالقرب من رأسي : _ لا لا لا ، لقد كنتُ أعلم بأنه يحبك أنتِ ، فمنذ أن سافر و مكالماته معي بأغلبها تغرقني باالسؤال عنك …. كيف حال سلمي ؟؟ ما الذي فعلته سلمى ؟؟ سلمي و سلمى و سلمى همستُ باسمها لا أصدق ما تقول و لكنها تابعت كلامها بحماس : _ صدقيني إنه متيم بكِ ، حتى أنه قد اشترى خواتم الخطبة منذ ثلاث سنوات وحفر إسمك على خاصته ... و هو يرتديه منذ ذلك الوقت ..ألم تنتبهي الى الخاتم في إصبعه ؟؟؟ قلتُ بضياع و أن أتمسكُ بالوسادة أسفل رأسي : _ ماذا؟؟؟ _ أجل ، أجل ، لكن أرجوك لا تخبريه عما قلت لك ...سوف يقتلني .... أتعلمين…. سيرفض عرض عمل ضخم قُدم اليه من أكبر المشافي في المانيا ، و ذلك من أجلك ،حتى تنهي تدريبك ، هذا هو الحب عزيزتي أغمضتُ عيني و الدموع تغادر عيني بسخاء ، وقفت زينة بقلق و هي تقول بجزع : -هل أنادي بسام تبدين شاحبة ؟؟؟ _ لا ، لا …لكن أريد أن أنام قليلاً … قالت و هي تنسحب من الغرفة : _ حسنا ، إرتاحي حبيبتي وقبل خُروجها قلت لها باستسلام للقدر الذي يُرسم لي : _زينة...أخبري بسام بأنني لا أمانع السفر الى المانيا معه. -و تدريبك ؟؟ _ لا يهم أرادت العودة لتفهم سبب قراري هذا ، لكني أنهيت الأمر و أنا أدير ظهري لها أهمس لها بتصبحين على خير ، خرجت زينة و قد علِقت أنا بدوامة جديدة ، بسام يحبني حقا؟؟ لما لم يدافع عن نفسه أمامي ، تحمل اتهاماتي و كلامي المستفز ، و لكن …لكن …أنا لا أفهم شيئاً ! شعرت باهتزاز هاتفي للمرة الألف و قد علمتُ أنه وليد ، حدقتُ بالشاشة للحظات، قبل أن أقدم على أغبى تصرف في حياتي ، فتحتُ الخط دون أن أقول كلمة واحدة ،أخد ينادي إسمي بلهفة علمتُ أنها مزيفة كما هو : -سلمى ، سلمى ، أرجوكِ تكلمي ، فقط أخبريني إن كنتِ بخير ؟سلمى أنا …أنا أتمزق هُنا شهقت ألماً لم أتمكن من كبته و تلك الدموع الملعونة تبكي وجع قلبي ، سمعتهُ يشتم نفسه و صوته يرتجف : -ما الأمر صغيرتي ، هل لازالت إصابتك تألمك ؟؟ سلمى ، يا سلمى ، أقسم بالله إن لم تردي الآن سأحضر لمنزلك و …. قاطعته بصوتٍ مبحوح متلعثمة ببكائي : -و ماذا ؟؟ تختطفني أو ربما تقتلني ، و ماذا يا وليد ؟؟ ألم تكتفي من إيذائي بعد !! تنهد براحة غريبة رغم كلماتي الجارحة و هو يهمس باسمي ، قال بعد ثواني : -المهم أنك بخير و الباقي سنصلحه لا تخافي ، لكن أرجوكِ لا تتزوجي من ذاك الرجل ، لا يمكن أن أعيش بدونك ، أعلم بأنن.. قاطعته بحزم و أنا أقول : -غداً ، الساعه التاسعة ، إنتظرني عند الحيد البحري ، لن يكن هناك أحد بهذا الوقت أغلقت الخط دون أن أسمع رده ، لا بدّ من مواجهته ، للمرة الأخيرة . ********* وصلت قبل الموعد بساعة و أنا أرتجف خوفاً و برداً و ألماً ، ضممتُ المعطف على نفسي عسى أن أهدأ قليلاً و لكن قلبي و خفقاته المضطربة جعلت الأمر أصعب ، قررت العودة للسيارة فما زال الوقت باكراً ، لكن تصادمت عيناي به ، هو هنا ، قبل الموعد ، هل كان يراقبني ؟؟ إقترب مني ببطء و هو يخلع معطفه ، أراد أن يضعه علي و لكني تراجعت للخلف أمنعه من التمادي أكثر و قد عاد الغضب يهز جسدي هزاً ، ذاك الرجل هو من أسقط أخي بعالمٍ قذر ، هو من أوهمني بحبه لأسقط أنا بعالمه الأسود . -سلمى ، هل أنتِ بخير الآن ؟؟ أعلم بأنك غاضبة مني و أنا أستحق أكثر من هذا . أدرت ظهري له أحاول السيطرة على أعصابي و أنا أسأله ببرود : -وليد ، أحقاً أحببتني ؟؟؟ تقدم يقف خلفي و هو يضع سترته على كتفي بعناد و أنا أغمض عيناي حتى لا أظهر أي انفعال و هو يقول : -حب؟؟ تبدو كلمة ضعيفة أمام مشاعري ناحيتك عدتُ أسأله و أنا ألتف ناحيته و قد أصبح قربه مني خطيراً للغاية ، فقلبي لازال يهدر باسمه عالياً، و رائحة عطره تضم حواسي ، عيناه تسحباني لأسرهِ غصباً : -هل لازلت تريد الزواج بي وليد ؟؟ كانت عيناه لحظة سؤالي مذعورتين ، إنها المرة الأولى التي يكون بها ضائعاً و تائهاً ، فكه يرتجف بشدة ، يكز على أسنانه بعنف. و فجأة …و على العكس من الإنفعالات التي قرأتها به، قام بضمي لصدره بقوة ، يكاد يصهرني داخله ، شعرتُ بقلبه تحت وجهي يهدر كالمرجل و هو يقول بصوتٍ مسكون بإنفعالاته المتعارضة : -أريد الهروب بكِ من هذا العالم،أن أخفيكِ منهم و مني ، أفكر بأنه يجب أن أحيطك بكرة زجاجية حتى أمنع هبات الهواء من جرحك ، لم أعلم بأنني قادر على الحب بهذا الشكل سلمى ، و لكنك تسللت بنعومة تكسرين قضبان قلبي لتستقري بهِ ، أريد الزواج بكِ الآن سلمى ، أنتِ فقط وافقي . كانت يداي مرتخيتان بجانب جسدي المأسور و أنا أُذكر نفسي بحقيقته و بما فعل ، ليس الآن وقت الإنهيار و الضعف و الإستسلام ، الحكم لعقلي لا لقلبي ، صورة مازن بالمشفى و هو يضرب رأسه بالحائط أعادتني لأرض الواقع ، قلتُ ببرود و قد قست عيناي : -وبعدها يا وليد ، هل كنت ستخبرني بحقيقة كونك ابن عمتي ؟؟ شعرتُ بإرتجاف جسده كاملاً و هو يبعدني عنه يتراجع خطوة للوراء ،سقطت سترته عني و أنا أقطع الخطوة التي وضعها بيننا و قد أوشكتُ على الإلتصاق به ، لا أعلم أي قوة أو غباء تلبسني ساعتها و أنا أستمر بالكلام بصوتٍ بارد : _ ما الأمر يا وليد؟؟ مسكين يا ابن عمتي ، لقد أفسدتُ خطتك العبقرية بالانتقام من أبي وضعت يدي على صدرهِ أميل برأسي ساخرة : -لا تخف يا حبيبي، فقط أخبرني عن الخطوة التالية حتى أساعدك على إكمالها، هل كنت تريد أن نتزوج بالسر و من ثم تتركني باليوم التالي و بالطبع سيصل الخبر لأبي حتي يُكسر قلبه ؟؟ أم كنت ستعذبني كطاغية و أنا على ذمتك حتي يموت قهراً ؟؟ هيا يا وليد ، أخبرني ما هو المستقبل الذي كنت تحضره لي ؟؟…هل ستجعلني مدمنة على المخدرات كما فعلت مع مازن؟!! كان يحدق بي ببرود مخيف ، لا حب و لا كره و لا غضب و لا أي إنفعال ، شعرتُ بالغضب منه يتضاعف أكثر و أكثر ، بدأت بضربه عل صدره و أنا أصرخ و قد تصدعت واجهتي الباردة سريعاً : -لما لا تتكلم يا وليد ، قل شيئاً مالذي كنت ستفعله بي ؟؟ هل كنت ستجرني لعلاقة غير مشروعة معك ؟؟ عندها أطبق بكفه على فمي و بالثانية شد شعري من مربطه و هو يهدر غاضباً : -إخرسي يا سلمى ، إخرسي أبعدت كفه بعنف و أنا أفك رباط شعري حتى يخف الألم الذي تسبب به و أنا أعود للجنون الذي تلبسني : -أخبرني يا وليد ؟؟ ما سبب غضبك بالأمس ؟؟ هل كان بسبب حبك أم بسبب غضبك لانهيار خطتك الملعونة ؟! إستدار يريد المغادرة و هو يهمهم بغضب : -لا يمكن أن أستمع لكِ أكثر أسرعت أقطع الطريق عليه و أنا أضحك بهستيريا باكية : -لماذا ؟؟ هل توشك على قتلي الآن ؟؟ لما لا تفعل!!لقد جئت أسلم لك انتقامك على طبق من فضة ، ما الأمر هل نسيت من أنا ؟؟؟ أنا إبنة أحمد يوسف الذي قتل أمك . عندها انهالت يده على وجهي يصفعني و هو يسقطني أرضاً. شعرت بأن حافلة ضخمة صدمت جسدي من شدة السقطة ، الألم كبير و قلبي يُسقط بقايا شظاياه المحترقة ، و رغم هذا وقفت و جنوني يشتعل أكثر و أكثر و شعري يلتصق بوجهي مع الدموع أصرخ منقطعةَ الأنفاس: -أنا إبنة أحمد يوسف الذي جعلك يتيماً أنت و أختك و جعل والدك أسير مقعدٍ متحرك . رفع يده يريد صفعي من جديد و أنا أخفي وجهي بين يدي ، أجلس أرضاً بكامل جسدي أختض بالبكاء و أنا أقول بانكسار : -لكن تذكر أنا سلمى التي سلمتك قلبها ، سلمى التي أحبتك بصدق و قد وضعت حياتها بين يديك بكل أمان ، أنا سلمى التي أحبتك و تحملت جنونك و غضبك عليها دون أن تفهم السبب . كُنت أبكي بصوتٍ عالٍ كطفلة فقدت عزيزاً، و أنا أنتظر صفعته التي أغمضتُ عيناي عنها و لكن لم يحدث شيء .. لقد رحل كما يبدو و تركني وحيدة هنا ، إرتفع صوت بكائي و أنا أرفض فتح عيني حتى شعرت بنسمات هواء تنفخ على غرة شعري المنسدل على وجهي ، رفعت رأسي أحدقُ بالجالس إلى جانبي و هو ينفخ .. هل يطرد كوابيسي من جديد و هو السبب بكل شيء؟؟ ما الذي يفعله الآن ؟!إنه مجنون ..مجنووووووون . كان يحدق بي بحزنٍ و انكسار و هو يقول بصوتٍ مختنق : -لطالما نجح الأمر منذ أن كنتِ رضيعة هززت رأسي بضياع لا أفهم ما يقصد ، عاد يقول وهو يزيح شعري عن عيني و وجهي : -لا أظنك تذكرين طفولتنا سلمى ، فأنا خرجت من حياتك قبل بلوغكِ الخامسة ، كُنت أول من حملك بعد خروجك من المشفى، حتى أنني سبقت مازن مما أثار غيظه ، لقد كنتِ كائناً غريباً وردياً يُصدر أصواتاً غير مفهومة و لكن محببة، كنتِ جميلة و مذهلة بتلك العيون الخضراء .. يومها سألتني أمك عن رأي بكِ قُلت لها بأنك صغيرتي ، لقد ضحك الجميع وقتها و لكني كنت أعني الأمر ، لقد كنتِ كثيرةَ البكاء و كان الأمر يهز قلبي وقتها كما تفعلين الآن تماماً ، أنا لا أحتمل دموعك لكني توصلت لطريقة كانت تهدأك و تدفعك للنوم مبتسمة ، كنتُ أنفخ على غرة شعرك الزغبي . رفعت رأسي ببطء أتأمل وجهه الشاحب و قد نبت ذقنه قليلاً ، و تلك الهالات السوداء تحيط عينيه لقد انحنى ظهره على غير العادة ، لقد انكسر به شيء ما، ضممتُ ساقي لصدري أريح رأسي و قد ضربه الألم و ذاك المجنون يستمر ببوحهِ الغريب : -أنا أراقبك منذ خمس سنوات سلمى ، خمس سنوات و أنتِ أمامي دون أن أجرؤ على الإقتراب ، في البداية كنتُ أريد أن أتعرف على خصومي قبل …. صمت قليلاً أمام الكلمة التي يرد النطق بها و لكنه قرر تجاوزها فمن الواضح أنه يريد الإنتقام ، عاد يكمل و أنا أحدق بأبعد نقطة في البحر : -كان هذا بعد عودتِي من الدراسة بالخارج …لقد أجبرني خالِي عماد على السفر ، فقد كان يعلم بما أريد فعله ، و لكن الغربة جعلتني أكثر إصراراً ، لكن ما لم أفكر بحدوثه أن أسقط بحفرة كنتُ أنا من احفرها …أنتِ سلمى وضع كفه على يدي المستقرة على ركبتي ، خلل أصابعه بين أصابعي يسحبها ناحية قلبه ، لقد كان ينبض بشدة مهلكة لا تظهر عليه من الخارج ، تملكني الخوف عليهِ و لكني تجاهلت مشاعري و أنا أحاول سحب يدي من معتقله و لكنه تمسك بها أكثر و هو يقول: -لا أنكر أنني كنتُ أريد أن أنتقم من والدكِ بكِ و لكن أقسم لكِ أنني تراجعت و أخرجتكِ من الأمر ، هذا لا يعني أنني سأغفر لوالدك لازال حسابي معه طويلاً للغاية ، حاولت انتزاع رغبتي بالإرتباط بك لهذا غبتُ لمدة أسبوعين، حتى أستعيد إتزاني و لكن و ما إن علمت بأمر دخول والدكِ المشفى هرعت كالمغفل للمكتب أنتظر خروجك ، كنت أعلم بأنكِ ستكونين بحال سيء ، هذا الشيء الوحيد الذي أندم عليه …. حزنك و ألمك. تذكرت وضع والدي بذلك اليوم و انهيار مازن ، تدافعت مشاعري السلبية تبنى سوراً حول قلبي الذي ينقادُ خلفَه بسهولة ، لِما أُصدقه الآن ؟؟ فقد يكون كل كلامه كذباً و خداعاً ، سحبت يدي بالقوة و أنا أقفُ منفعلة أحاول الإبتعاد و قد اكتفيت مما سمعته: -كفى ، كفي ، لا معنى لكل ما تقول الآن ، لما أصدقك ؟!!فأنا لم أعلم عنك … قاطعني و هو يقف سريعاً يسحبني من ذراعي و هو يقول غاضباً : -أنا لا أكذب سلمى ، أنا لم أكذب عليكِ لمرة ، قد أكون أخفيت عنك بعض الأمور فقط. -لا فرق وليد ، لا فرق ، أتركني الآن.. قربك مني يسحب الهواء من صدري ، دعني ..إبتعد سحبني لصدره يضمني بقوة و أنا أقاومه بضراوة و هو يقول بصوتٍ جعلني أهتز خوفاً منه ، يبدو أنني علِقت بدوامة جنونه : -لن أتركك أبداً عليكِ أن تفهمي ، أنتِ تسألين المستحيل ، أنا أحبك سلمى ،قلبي اتصل بوجودك ، أعلم بأنني لا أستحقك بسوادي و لم أقدم لكِ سوى الألم و الخيبة و لكن لن أترككِ حتى تغادر الروح جسدي ، لن أسمح لبسام أو غيره بالإقتراب منكِ حتى . إستكانت مقاومتي و قد ضاقت أنفاسي و الدوار يسيطر على رأسي ، قلتُ بإنهاك و قد نفذت قدرتي على المجادلة : -مستحيل يا وليد .. مستحيل ، أبي لن يوافق ، و أنت لن تطلب يدي منه أساساً ، و أنا لن أسامحك على ما فعلته بحق أخي .. لقد ضربتني و أخفتني و جسدي أصبح مغطى بالكدمات بسببك ، منذ دقائق صفعتني و زواجي من بسام لا مفر منه ، ستفلس شركة أبي و سيسجن إن لم ينجح ذاك الدمج شعرت بجسده يتيبس توتراً و غضباً و ضمه لي أصبح مؤلماً جداً، حاولت الفكاك من جديد و لكنه كان كالمصيدة التي أطبقت علي ، قال ببرود أشاع الصقيع بروحي : و من قال لكِ أنني سأسمح بنجاح هذا الدمج ، أنا من أوصلته للإفلاس و السجن و لن أتوقف حتى ينال عقابه -أنت السبب ؟؟ أنت من جعلتني سلعة يتاجر بها أبعدني سريعاً عن صدره دون أن يحرر كتفي و هو يقول: -هذا لن يحدث ، بالله عليكِ وافقي على الزواج بي الآن، و سأحميكِ منه، تعالي معي للمحكمة الآن . -لاااااااااا،لااااااااا، لاااااااااا صرختُ بهستيريا أرفض ما يقول و أنا أضربه أينما وصلت يدي و شعري يثور حول وجهي كما قلبي ، توسلني أن أهدأ ، لكن كان الأمر مستحيلاً .. لقد تعبتُ حقاً ، الألم يشتد علي ، التنفس أصبح مستحيلاً ، و هو لا يرحم ضعفي بجبروته ، لا أذكر بعدها سوى صراخهِ باسمي و أنا أنهار بين يديه . ـــــــــــــــــــــــــ فتحتُ عيني على صوتٍ أنثوي غاضب : -لقد فقدت عقلك يا وليد ، كيف لك أن تفعل كل هذا؟ أنا لا أصدق ما أسمع ؟؟ متى أصبح قلبك ملوث بالحقد هكذا ؟ لقد وعدتني بعد عودتك من السفر ،لا…لقد أقسمت بأنك لن تقوم بأي عمل…لم أكن أعلم أن الحقد قد لوث قلبك الى هذا الحد...ما ذنب هذه الفتاة المسكينة و أخاها لتذيقهما كل هذا العذب، ما الفرق بينك و بين خالِي أحمد… -لا تناديهِ بخالِي و لا تذكري إسمه أساساً . أغمضتُ عيني سريعاً عندما سمعتُ صوته ، لم أعد أتحمل منه المزيد. -أهذا ما يهمك ؟؟ لقد صفعتها و ضربتها و أدخلت الجزع لقلبها !!!!أنت أخي!!!!لا أصدق، لطالما كنت حنوناً و دافئاً و هادئاً !!!!لما انقلب حالك هكذا؟؟ و مازن ...مازن لقد دمرت حياته، و عندما يعلم خالي عماد بكل هذا سسسسس… -لقد اتصلت به و هو بالطريق . -لماذا؟؟ سيغضب و قد يمرض من جديد ، أنا لن أسامحك إن وقع له مكروه -ريهام ، لقد أحضرتُ سلمى الى هنا حتى تساعديها إنها متعبة و لن أتحمل أن تصاب بسوء بسببي أرجوكِ ، سأرحل لبعض الوقت حتي أستجمع شتات نفسي ، و خالي يجب ان يعلم بكل شيء ، سلمى تحتاج لحمايته ، أعلم بأنه لن يسامحني لما حدث لمازن و لكن المهم أن تكون سلمى بخير . -أنا لازلت أدرس الطب ، هي تحتاج لطبيب حقيقي وليد . تنهدت بارتياح نسبي ، على الأقل ضمنتُ عدم تورط ريهام و عمي بكل هذا و وليد سيبتعد عني و لو لبعض الوقت . حاولتُ النهوض و لكني شعرت بالأم يقيدني للأريكة التي استقريتُ عليها ، صرخة ألم مكتوم تحررت مني أسرعت ريهام إليبينماتجمد وليد مكانه يحدق بي من بعيد . -لا تخافي سلمى ، لقد حقنتك بمسكن قوي ستشعرين بالدوار لبعض الوقت ، نامي قليلاً ، لا تخافي سيكون كل شيء على ما يرام . إستسلمت تماماً لنداء جسدي بالنوم و أنا أنظر ناحيته و عيناه تقسو أكثر من قبل *********** التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 01-03-17 الساعة 10:11 PM | |||||||||
|  |
|
26-06-13, 01:02 PM
| #324 | ||||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| اقتباس:
اهلا و سهلا باحلى ندوش | ||||||||||
|
| |
|
26-06-13, 01:28 PM
| #325 | ||||||||
| نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة  
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عاشت الايادي يازهرة فصل جميل ولكنه قصير لم يروي ظمأنا الي جميل ماتخطه اناملك لحد الان لم اكتشف من الذي قتل وكيف اتهم وليد وبسام بذلك دمتي بكل الخير والود | ||||||||
|
| |
|
26-06-13, 02:03 PM
| #326 | |||||||||
| نجمة روايتي و لؤلؤة فعالية اقتباسات مضيئة وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء 
| حتجنينينا معاكي ميوس كنا مابين الماضي والحاضر واليوم دخلتينا في المستقبل كمان, ولا المقطع الاخير ده كان حلم انها متزوجة من وليد؟! بسام كنت محقة الا أظلمه قبل أن أعرف أكثر عن دوافعه , اذن فهو فعلا يحبها لكن لماذا صمتت اخته طيلة تلك الفترة ولم تخبرها؟! سلمى من كثر الصدمات التي ألمت بها اصيبت ببرود دفعها للوقوف بوجه وليد وتلقي غضبه الكامن منذ سنين تجاه ابيها ,لكن بعد مافعله بمازن وماكان يخططه لها كيف ستثق به بعد اليوم؟! متشوقة للفصل القادم وسلام حاااار لعموره | |||||||||
|
| |
|
26-06-13, 02:04 PM
| #327 | |||||
| روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء 
| شو سلمى تزوجت وليد و كمان حامل منه !!! شو اللى صار  فصل غاية فى الروعة رغم قصره و لكنه نقلنا فى ثلاث أزمنة و رأينا به الكثير من المواجهات ... وليد يحبها و هى تحبه رغم ما يفصل بينهما من أوجاع و ألم و قسوة و بسام يعشقها و رضى بأن يكون مذنب فى نظرها لكى يبقى معها ... الله يكون بعونها خاصة الآن و هى لا تعلم من هو القاتل الذى سيعدم ... زهرة متابعاكى و شكراً لك | |||||
|
| |
|
26-06-13, 02:15 PM
| #328 | ||||||||
| نجم روايتي 
| زهرة ختمتيها بلغذ جديد هى تزوجت مين وليد ام بسام حرام عليكى احنا مش نقصين الغاذ جديدة بسام بيحبها فعلا ولكن ليه وافق على الزواج منها بهذه الطريقة وبسام ووليد الاثنين هيتحكم عليهم فى جريمة القتل هلى على انهم شريكين فى القتل ام ان كل واحد منهم اعترف على نفسه ليرفعة التهمة عنها فصل جميل وصغيور شويتين زهورة فى انتظارك | ||||||||
|
| |
|
26-06-13, 05:54 PM
| #330 | |||||||||||
| نجم روايتي 
| فصل محزن للغاية المسكينة دفعت الثمن جاءت اليه مخصوص لتستفزه لتخرج غضبه الكامن ياربى معقولالقلب يحب ويكره وليد بين نارين لكنه بالغ جدافى انتقامه وسيدفع الثمن سلمى مجروحة وجراحها تنزف نفسيا محطمة خيانة قلب اصعب الامور هل هى تهذى ام اخر جزء هو الحلم ام عقلها الباطن يصور لها حب حياتها واطفالها منه باسم لماذا السكوت عن مشاعر تكنها لها ولم تخبرها ما الذى يمنعك لدفاع عن نفسك بصراحة ابدعتى وصورتى الامور فى منتهى الابداع فصل مثقل بالمشاعر والاحسايس يعطيك الف عافية يازهرة | |||||||||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| الانتقام, الحب, جنون |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
20Likes.png)
.png)
.png)
العرض العادي
