آخر 10 مشاركات
صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          494- اخر خيوط الحب - كارول مورتيمر -روايات احلام الجديدة(مكتوبة/كاملة)* (الكاتـب : *سهى* - )           »          2– التجربة - شارلوت لامب - ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          عشقتها فغلبت قسوتي-ج1من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي *كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree142Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-13, 07:00 PM   #1071

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء النور اعزائي

انا اسفة جدا جدا حبيباتي والله كنت مخططة الفصل ينزل قبل يومين لكن الماما كدبسني في مشاوير ما كنرجع منها غير في الليل تعبانة كنصلي العشاء وكننعس مباشرة

الفصل سينزل الان وحالا فصل طويل ومليء بالمفاجات



maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 04-07-13, 07:04 PM   #1072

lelly
عضو ذهبي
alkap ~
 
الصورة الرمزية lelly

? العضوٌ??? » 81348
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 303
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » lelly has a reputation beyond reputelelly has a reputation beyond reputelelly has a reputation beyond reputelelly has a reputation beyond reputelelly has a reputation beyond reputelelly has a reputation beyond reputelelly has a reputation beyond reputelelly has a reputation beyond reputelelly has a reputation beyond reputelelly has a reputation beyond reputelelly has a reputation beyond repute
?? ??? ~
اللهم اكتب لى ما احب كما تحب
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء النور صبايا، واخيرا ظهرت مارو حبيبتى ، انشاء تكونى بخير ومستمتعة بالاجازة مع كل الاهل والاصحاب، ونحن بانتظار الفصل الخامس على نااااااااااار الشوق.
بيزووووووو


lelly غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-13, 07:18 PM   #1073

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس




كانت تنظر من حولها الى كل تلك الفخامة الملكية التي جعلتها تشعر بالشفقة عليها لأنها تدنسها, فمنظرها في ذلك القصر يبدوا كقطعة من النفايات وسط صندوق من الجواهر الثمينة وأقمشة الحرير الفاخرة. انتفضت بسرعة عندما فتح الباب فجأة, فالتفتت اليه لكي تنظر للمرأة التي كانت في عقدها الستين تخرج من تلك الغرفة التي ادخلوها اليها قبل قليل مباشرة بعد ان أتوا بها من السجن الذي أمضت فيه وقتا بدى لها طويلا جدا من الاسر والتحقيق والتجويع, وها هي الان تنظر الى تلك المرأة التي يبدوا عليها الرقي من أخمض قدميها حتى اعلى رأسها المكوم عليه بأناقة كعكة من الشعر الناعم السواد والذي ابيض الكثير من خصلاته فما كان ذلك سوى ان زادها وقارا وحزما .. حدقت فيها المرأة لدقائق عدة الى باتريسيا التي انكمشت على نفسها حتى تكلمت المرأة الاكبر سنا أخيرا تخاطب الحرس الذين جلبوها ومازالوا في مراقبتها:


-دعوها تدخل للغرفة ولوحدها.


ظهرت إمارات الذهول الشديد على وجوه الحرس وايضا التردد في تلبية آمر الكونتيسة التي تجاوزتهم جميعا راحلة لكي تفاجأهم بقولها من وراء كتفها.



- إنها أوامره.


بقيت باتريسيا تراقب خطواتها البطيئة مبهورة بجاذبية تلك المرأة ورقيها حتى وهي في سنها المتقدم ذاك ولم تستوعب كلماتها الاخيرة الا عندما شعرت بيدي الحراس على ذراعيها عندها انتفضت ونظرت إليهم بخوف وتوجس .. فحثوها على المشي وواحد منهم يأمرها قائلا: - ادخلي.


قبل أن تحاول حتى ترجمة كلمته تلك كانوا قد فتحوا الباب وزجوا بها داخل الغرفة لكي تغلق الباب خلفها .. فوقفت مكانها برعب تكتم أنفاسها عندما رأت ذلك الجسد الطويل يقف عند مهد تحيط به ستائر حريرية كثيرة لم تسمح لها برؤية الصغير الذي تأكدت بأنها لا تستطيع العيش بدونه عندما بقيت يومين كاملين في الزنزانة بعيدة عنه.



ارتجفت شفتيها عندما لم يتحرك الجسد الواقف عند المهد كما تقطع قلبها ألما لصرخات صغيرها .. رغبت بقوة لو انها تركض اليه وتبعد تلك الستائر عنه لكي تحمله وتضمه الى صدرها وتظل طوال الوقت تتأمل لملامحه الصغيرة البريئة بلا ملل ولكنها كانت متجمدة في مكانها خوفا من ذلك الملك الظالم الذي كافأها بالعذاب والسجن على حمايتها لابنه فكانت صدمتها من تصرف ملكها ذاك أكبر من دخولها السجن.


-اقتربي.


رمشت بعينيها بذهول تحاول ان تستوعب بأن الصوت الصارم القاسي الذي سمعته للحظات كان مصدره الملك الذي لم ينظر ناحيتها حتى تلك اللحظة, وعندما اطالت التفكير سمعته يردد ثانية بقسوة أكبر: - ما الذي تنتظرينه, اقتربي واجعليه يتوقف عن البكاء, اليس هذا هو السبب الذي جعلهم يأتون بك إلى هنا؟


فغرت عن فاهها قبل أن تتحرك بسرعة جعلتها خرقاء في خطواتها, كل ما أرادته لحظتها هو رؤية الطفل وفرحتها بذلك جعلتها تنسى بأن تتحفظ امام الملك بتصرفاتها خصوصا وأنه في اشد غضبه منها, وقفت بجانبه وطلت على المهد لكي تبتسم بتلقائية للطفل الصغير, مدت يديها لحمله ولكنها توقفت عن ذلك عندما تذكرت وجود الملك بجانبها فنظرت إليه بتوجس وارتياب ووجدته ينظر اليها هو الاخر بملامح لا تعبير عليها .. تجمدت عيناها على عينيه الباردتين لثواني معدودة قبل ان يبعد هو عينيه عنها اولا وينظر لطفله, فوجده قد توقف عن البكاء وأصبح يركل بقدميه الوسائد الصغيرة من حوله ويديه يرفعانهما ناحية ابنة الخادمة يطالب بحضنها, وكأن كل ما حصل عليه في قصر أجداده من رفاهية ودفئ لا يساوي شيئا بجانب احضان تلك الهزيلة الرثة الثياب, فأمرها بهدوء دون النظر إليها قائلا:


-انه يريدك ان تحمليه.


التفتت إلى الامير بسرعة ومع أنها لم تعرف ان كان يعني الملك بكلماته تلك موافقته على اقترابها من طفله ام لا إلا أنها مدت يديها غير قادرة على الانتظار اكثر وحملت ذلك الرضيع الذي أصبح يعني لها كل الحياة. حملت الطفل بين ذراعيها والابتسامة لا تفارق وجهها, كان قلبها يرتعش فرحا وهي تضمه اليها, وأحنت رأسها حتى تطبع قبلة طويلة رقيقة على جبين الطفل الذي استكان بين أحضانها, وعندها لمح الملك الذي كان يتأمل ذلك المشهد الغريب أمامه دمعة ثقيلة نزلت من عين ابنة الخادمة وتدحرجت على وجنتها الشاحبة وهي تنظر الى طفله بحب كبير وتتأمل ملامحه بنهم .. صُعق في داخله عندما سمعها تتمتم له وكأنها قد نسيت كل من حولها ونسيت حتى وجوده معها بل لم تعد تدرك سوى وجودها مع طفله.


-سامحني .. سامحني يا حبيبي لأنني فكرت بتركك, لن أعيد هذا أبداً ولن أفترق عنك حتى أخر نفس في حياتي.


-لماذا انتظرت كل هذا الوقت حتى تعيد الامانة الى مكانها الاصلي؟


توقفت بجمود عن تقبيل الطفل وضمه إليها وكأنها صدمت لاكتشافها ان الملك ما يزال معها في تلك الغرفة لكي ترفع بعد ثوان من الصمت المميت وجهها للملك, رأت تركيزه الشديد على كل تعابيرها وعندها لم تستطع الانتظار اكثر فتمتمت بخفوت:


-لقد كانت هذه وصية الملكة الراحلة.


ثم أكملت موضحة كلامها:- لقد امرتني بإبقاء أمر بقاء ولي العهد على قيد الحياة طي الكتمان حتى تعود جلالتك الى البلاد فأسلمه الى يديك لا غير.


لم يظهر على ملامحه الواجمة اي تعبير يدل على تصديقه لكلامها حينها رددت بتسرع دون ان تزن كلماتها: -انا ايضا وددت ان اعلم السبب ولكن كما تعلم انا كنت استطيع فقط تنفيذ الوصية ولا استطيع قراءة افكار الملكة لمعرفة سبب طلبها الغريب ذاك.


-تحاولين إقناعي بأن الملكة فيكتوريا تكهنت بنجاتي من بين أيدي أعدائي؟


ظهر التوتر الشديد عليها وهي تعي نبرته الهادئة لدرجة جعلتها تحس الخطر الشديد يحوم حولها .. فتمتمت بخفوت:-اظن هذا جلالتك.


ذهبت عيناه بتلقائية الى ايدي الطفل الذي كان يلمس ذقنها كانه يريد انتباهها الذي اعطته للملك وهي تحمله .. وفي نفس الوقت سألها بنبرة الهدوء التي لم تثق بها:- وأين كنت مع الطفل طوال الاشهر الماضية؟


قالت بارتياب منه:- كنت أعيش أنا وولي العهد في بيت في القرية القريبة من القصر الصيفي.


-بيت من هذا؟


تنفست بعمق حتى تستطيع اجابته بهدوء رغم التوتر والخوف المسيطرين عليها من عينيه الثاقبتين وحضوره المهيب: بيت أشخاص أثرياء .. في الحقيقة...


-اكملي كلامك.


امرها بذلك بدون ان تظهر اي تعابير على ملامحه الباردة .. ولكنها ما كانت تستطيع سوى تنفيذ امره واخباره الحقيقة: - لقد كانوا في حاجة شديدة في تلك القرية الى عمال لجمع المحصولات الزراعية .. وقفت في صف طويل للمزارعين الذين تقدموا للعمل وقبلوا بي في الحال واستمررت في العمل في الحقول حتى كسبت ثقة احد المسؤولين عن عمال تلك المزارع واشفق على حالي انا والطفل فتدبر لي امر العمل كخادمة في احدى تلك البيوت الكبيرة.


حال ان اكملت كلماتها تلك حتى أغمضت عينيها لكي تفتحهما فظهر له فيهما الالم لذكرى الواضحة التي مرت في مخيلتها .. ذكرى قاسية لتلك الايام وهي وحيدة مع رضيع صغير ترتعش خوفا من ما حصل لولا الامير الذي كان يجبرها بوجوده معها بتحمل مسؤوليته لكانت قد انهارت وماتت فقط من هول صدمتها من ما حصل .. ولكنها عندما رأت نظراته الضيقة اليها .. اصابها الهلع وهي تعلم مدى جرمها, لقد عاشت مع الامير ولي عهد المملكة في غرفة حقيرة من غرف المزارعين في تلك الحقول التي كانت تعمل فيها .. هذا ابدا لن يُشعر الملك بالرضى عن ما فعلته .. لقد جعلت ابنه يعيش حياة زهيدة قاسية .. ولكنها صمتت عندما طرح عليها سؤالا يعرب عن ان الاتجاه الذي اتخذته افكاره كان مختلفا تماما عن ما فكرت فيه هي:


-من هؤلاء الذين يمكنهم القبول بامرأة مجهولة تحمل بين ذراعيها رضيع صغير؟


لمعت عيناها من الصدمة, ثانية لم يصدقها, نبرة الشك والاشمئزاز كانت واضحة في صوته الغاضب القاسي, ماذا عليها ان تفعل الأن حتى يصدق ما تقوله؟؟


-هل تظنينني سأصدق هذه القصة الملفقة؟


ابتلعت ريقها وهي تراه ينهض من مكانه ويقترب منها بخطى بطيئة أثارت الرعب في نفسها .. مردفا: - أخبريني ما هي حقيقتك وكيف استطعت النجاة والعيش مع طفل صغير يحمل دما ملكيا لمدة اشهر طويلة دون ان تتعرضا لأدنى خطر كان.


-لقد تعرضنا للخطر.


تمتمت بذلك والدموع تختنق في مقلتيها وعندها توقف هو عن التقدم إليها وبقي ينظر إليها بصمت بارد لثواني معدودة قبل أن يسألها: - كيف يمكنني ان أصدق بأن هناك من يستطيع أن يمنح مأوى وعمل في بيته لشابة مع طفل حديث الولادة وفي وقت كانت فيه البلاد في حالة فوضى للهجوم المسلح الغادر على القصر الملكي.


-لقد ادعيت بأ....


توقفت عن التفوه بكلماتها في اخر لحظة عندما أدركت هول ما كان سيفصح به لسانها للملك, وبكل عفوية عضت على شفتها السفلى المرتعشة, فنزلت نظرات الملك تلقائيا لشفتيها الشاحبتين المتشققتين من البرودة القاسية التي عانت منها لوقت طويل .. وماهي إلا لحظات حتى أبعد عينيه ببرود عن منظر اسنانها التي كانت تكز بها على شفتها السفلى ونظر لطفل الذي شقت الابتسامة وجهه يحاول رفع يده حتى يلمس ذقن الفتاة التي كان واضحا بأنه يعتقدها أمه لا غير ولذلك وجد الملك نفسه يبعد ثانية نظراته عن ذلك المشهد ولكنه لم يتردد في مواصلة التحقيق معها بكل قسوة قائلا:- ماذا ادعيت؟


كان التوتر الشديد مسيطرا عليها وقد بدأت تتمتم بكلمات متقاطعة غير مفهومة: - انا .. انا...


-انت ماذا؟


سألها ذلك وهو ينظر إليها بحدة شديدة جعلتها تحاول ابتلاع غصة علقت في حلقها ومع ذلك لم تنجح بالتحدث بوضوح إذ خرج صوتها هامسا مرتجفا وهي تقول له: - ادعيت بأنني أرملة وبأن الطفل هو ابني.


استرقت اليه النظر بارتعاش فوجدته ينظر اليها بهدوء مريب وشبح ابتسامة على شفتيه, كان كالقاضي الفرح الذي اعطاه المتهم دون ان يدري دليلا قاطعا على إدانته.


-إذن أنت محترفة للكذب والخداع.


فغرت عن فاهها وهي ترفع رأسها أكثر لكي تقابل نظراته بنظراتها الهلعة الغير مصدقة لما تسمعه, وراقبته بذهول تام عندما اقترب من طاولة انيقة كانت في الغرفة ورفع من عليها جرس ذهبي صغير وهزه بسرعة كبيرة وماهي إلا ثواني قليلة حتى كان الحرس بداخل الغرفة ينتظرون اوامره الذي تلاها عليهم بدون أن يرف له جفن واحد:


-أعيدوها لزنزانتها ولا تكفوا عن التحقيق معها, اريد معرفة كل تفصيل حقيقي عن حياتها.


نظرت الى الحراس الذين اقتربوا منها وتلقائيا صرخت بكل قوتها: - لا لا .. ارجوكم لا.


توقف الحرس للحظة واحدة قبل أن يكملوا طريقهم إليها بتعابير جامدة بينما هرعت إليها خادمة شابة حتى تأخذ الرضيع من بين ذراعيها والذي احس بالخطر الذي هي فيه فأطلق العنان لصرخاته, فضمته أكثر الى صدرها وهي تصرخ فيهم بفزع: - ارجوكم لا تبعدوني عنه وتعيدوني الى ذلك المكان المخيف .. سأجن هناك.


لكن ما من أحد اهتم لصرخاتها بل ازدادت قسوتهم عليها لوقاحتها وتجرئها على الصراخ ومعارضة امر ملكهم, اخذت الخادمة الطفل منها بعد ان امسك احد الحراس عنوة بذارع باتريسيا وأرغمها بقسوة يديه على اطلاق صراح الطفل, نظرت بدموع تجري على خديها الى الخادمة وهي تحاول هز الطفل وإسكاته بلا جدوى, فابتعدت بعينيها عنهما ونظرت إلى الملك الذي بقي واقفا في مكانه يحدق اليها بجمود, وعندها باغتت الحرس الذي لم يتوقع حركاتها بان تفلت ذراعها من قبضته وتركض ناحية الملك بكل سرعتها وقوتها, لم يجد الملك نفسه سوى امام فتاة ترتمي على اقدامه تتشبث بها وهي تسند جبينها الصغيرة على ساقه القوية, شعر بدموعها الساخنة تبلل ثوب بنطلونه الفاخر وصوتها شجين وهي تتوسله: - ارجوك دعني ابقى بجانب الطفل, لقد توصلت لحقيقة انني لا استطيع الافتراق عنه ابدا .. انا احبه .. احبه اكثر من نفسي واعلم بانك غاضب مني لأنني لم استطع انقاذ والدته ولكن أقسم لك بأنني لم أستطع ذل....


لم تكمل كلامها .. اذ انه أمر حرسه الذين تجمدوا في مكانهم من ذهول المنظر الذي تجسد امامهم وطالبهم بقسوة بالتحرك وابعادها عنه, فمشاعر الرحمة القليلة التي حركتها في داخله في بداية تشبثها وتوسلها به قتلتها كلماتها الاخيرة عن موت زوجته وأيقظت فيه من جديد نار الغضب على كل من تسبب في موت الملكة فيكتوريا.


-أرجعوها لزنزانتها .. الان ولا اريد رؤيتها من جديد هنا.


-ارجوك يا جلا...


قاطع نحيبها وتوسلها الحارس الذي امسك بذراعها بسرعة وجرها رغما عنها خلفه يخرجها من الغرفة, فتعثرت وسقطت ولكن الحارس جذبها من جديد بقسوة من ذراعها وجرها ثانية واخر نظرة باكية لها كانت باتجاه الملك الذي لأول مرة لا يستطيع تحمل منظر شخص في حالة مزرية كتلك, فأشاح بوجهه عنها ونظر لطفله الذي كان يزداد بكائه بين ذراعي الخادمة التي احمرت توترا من فشلها في تهدئته .. وحال تأكد بانهم قد ابتعدوا بها من صوت صراخها الذي لم يعد يصل لمسامعه حتى ترك الغرفة وطفله الباكي وخرج بخطوات قوية غاضبة متجها لمكتبه وهناك طلب ملف الفتاة من جديد لكي يدرس كل التحقيقات الذي قام بها الامن الملكي معها.


.............


يتبع..............


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 04-07-13, 07:21 PM   #1074

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي



أخرجوني .. أخرجوني .. أخرجوني...


لم تكف عن التمتمة بتلك الكلمات لساعات طويلة لم تعرف فيها الليل من النهار من تلك الغرفة المظلمة التي سجنوها فيها, كانت تسند رأسها على الجدار البارد وتضم نفسها بكلتا ذراعيها تحاول أن تحافظ على حرارة جسدها في ذلك القبو القارس البرودة, اسنانها تصطك ببعضها ودموعها ابت التوقف عن النزول حتى وهي مغمضة العينين .. توقفت عن الترجي بذلك الصوت الوهن عندما سمعت خطوات قوية تطرق الممر في الخارج .. وفتحت عينيها بضعف شديد وخوف كان يزيد من ارتعاشها .. ألمها الضوء الذي انبعث من الباب الحديدي الذي اصدر صريرا قويا اثناء فتح أحدهم له, وضعت ظهر يدها أمام عينيها المنتفختين التين تعودتا على الظلام تحاول حجب النور القوي عنهما.


-انهضي من مكانك هيا.


ابعدت يدها عن عيناها ورمشت عدة مرات حتى تستوعب ما يقوله الحارس الواقف عند الباب ينظر لها باحتقار شديد, لكنها لم تستطع النهوض والحارس كان ذو صبر قليل لذلك اقترب منها بسرعة وأمسك بقسوة بذارعها يرغمها على النهوض, ترنحت للضعف الذي سيطر عليها في تلك الزنزانة, وقبل ان تسقط أرضا أمسك بها الحارس بقوة وهو يصيح في وجهها: - تماسكِ, فهم ينتظرون حضورك في القصر.


تمتمت بلسان مرتجف من الخوف: - لماذا؟ هل حان الوقت الذي سيحكمون فيه علي بالموت؟


-لا ادري, رافقيني وانت صامتة.


كان بجذبها بعنف ورائه في تلك السراديب, تسقط وتعاود النهوض .. تتأوه ألما قبل أن يصيح الحارس فيها لكي تصمت على جروحها وتواصل السير معه, حتى خرجت لضوء الطبيعة, مع ان تلك الاخيرة لم تتعاون معها أبداً فقد كانت الثلوج تتساقط بغزارة وبلا توقف مما جعل القصر من الخارج كله مغطى بالبياض واصبح حينها اكثر رعبا لها بأبراجه المهيبة, جرها الحارس لوقت طويل في تلك الثلوج التي تغطي الارض بكثافة حتى وصل بها لباب القصر الضخم الذي لا يفارقه الحراس في اي وقت كان وبنفس الوقفة الالية كتماثيل حجرية.. وقف ايضا رجل طويل نحيف الجسد يرتدي زيا اسودا يرافقه قميص ناصع البياض ويضع نظارتين طبيتين أنيقتين على انفه المعقوف, بجانبه كانت تقف خادمتين باللباس الرسمي لخدم القصر, كانتا تكزان على اسنانهما حتى يخفيا ارتعاشهما الواضح من وقوفهما في ذلك الجو القارص. أوقف الرجل بحركة من يده الحارس عن جرها فكانت المفاجأة لباتريسيا ان الحارس امتثل بسرعة لأمره, وبحركة اخرى من يده وبدون ان ينطق بحرف واحد وكأنه رجل ابكم أشار لإحدى الخادمات التي كانت تحمل على ذراعها شالا كبيرا من صوف الكشمير الابيض الفاخر فما كان منها إلا أن فهمت حركة يده, واقتربت من باتريسيا التي انكمشت تلقائيا على نفسها في الوقت الذي اطلق الحارس صراح ذراعها وشعرت به يتراجع للوراء, نظرت بطرف عينها الى جانبها حيث كانت الخادمة تضع بصمت ذلك الشال الثمين على كتفيها الهزيلتين ومع أنها كانت خائفة مما يحصل وغير فاهمة لذلك الاستقبال الغريب لها عند باب القصر الذي لم يسبق لهم ان أدخلوها من بابه الرئيسي بل فقط من أبواب الخدم والعاملين فيه, إلا أنها زفرت الهواء على شكل دفعات ضعيفة ارتياحا لدفء والنعومة التي أحستهما بسبب ذلك الشال الذي كان يداعب كتفيها ويتدلى على ظهرها وذراعيها, ولكن الرهبة عادت إليها عندما طالبتها الخادمة برقة وأدب كبيرين قائلة: - تفضلي إلى الداخل سيدتي.


بقيت متجمدة في مكانها تسأل نفسها إن كان من الصواب الثقة في ملامح هذه الفتاة التي تبعث على الراحة بنعومتها وهدوئها, والتفتت بسرعة أمامها عندما سمعت صوتا هادئا لكنه مشبع بالصرامة وهو يحثها على التقدم: - سيدتي .. عليك بالدخول الى القصر .. فالجو بارد هنا سيصيبك بالأذى.


نظرت ببلاهة وهي فاغرة فاهها لتلك المعاملة الراقية الذي عاملها بها الرجل والذي فهمت من ثيابه وطريقة مليه للأوامر على الخادمات بأنه ولابد أن يكون واحد من رؤساء خدم القصر .. كان الرجل يمد بيده بحركة واضحة لها بالتقدم أمامهم, وعندها وجدت قدميها تأخذانها لداخل ذلك القصر المهيب, كتمت أنفاسها حال أن تجاوزت عتبة الباب الضخمة, كانت تتبع الخادمات وهي لا تفهم ما يحصل, بل حتى أنها خافت أن تنظر حولها الى ذلك القصر الذي لم ترى مثل فخامته وثرائه في حياتها, خافت من كل ذلك الجمال والهدوء, خافت مما تخفيه لها تلك اللحظات, وصعدت الدرج بتوجس, وهي تشعر بأن قدميها المتسخة تغطس في ذلك السجاد الاحمر الفاخر وتدنسه واستمرت في الصعود على الدرجات الضخمة يحاوطها الدرابزين الذهبي ومشت بها الخادمات ورئيس الخدم في الطابق الاول بين ردهات وصالات واسعة واتخذوا ممرات طويلة اثناء طريقهم حتى توقفوا أخيرا أمام بابٍ كان بضعف طولها ثلاث مرات وعليه نقوش بديعة على كل جوانبه الاربع, فتحوا لها الباب وعندها وقف رئيس الخدم جانبا وحثها على الدخول مشيرا بيده بصمت, تسارعت دقات قلبها اكثر وهي تمتثل لطلبه وحال ان خطت لداخل الغرفة التي فغرت فاهها لشدة جمالها حتى سمعت رئيس الخدم يقول لها: - سيعتنون بك آنسة باتريسيا.


التفت بسرعة ورائها لكنها لم تكن سريعة كفاية لترى وجه رئيس الخدم فكل ما راته هو الباب يغلق عليها مع تلك الخادمات الثلاث, عاودت النظر بتوتر اكبر للخادمات تستفسر عن الذي يحصل, فابتسمت لها احداهن تقول لها: - انت ضيفة القصر سيدتي.


-ماذا؟


صاحت بذلك غير فاهمة ما قالته الخادمة والتي اتسعت ابتسامتها اكثر لذهول المرتسم على الفتاة التي كانت قبل لحظات سجينة مغضوب عليها .. سألتهم بعدم فهم وهي تنظر لكل واحدة منهم: - ما الذي سيحصل لي؟


اجابتها هذه المرة خادمة اخرى كانت تبدوا اكبر سنا من الاولى قائلة لها بلطف: - الحمام جاهز .. بعدها نتمنى بأن يكون هذا الزي قد اعجبك حتى ترتديه لمناسبة اليوم.


نظرت الى حيث تشير الخادمة بيدها .. فرأت عند زاوية الغرفة الكبيرة بالقرب من مرآة ضخمة مثبتة على الارض حيث وضع مشجب كبير على شكل جسد امرأة حتى يحافظ على قماش الساتان الفاخر الفاحم السواد الذي صنع منه الفستان الذي كان ينسدل على المشجب بنعومة بتصميمه الكلاسيكي الذي يخلو من اية زينة إضافية ويصل طوله الى تحت الركبتين بقليل ويغطي الذراعين بكاملهما, بقيت تنظر إليه, هل ما تراه حقيقة ام حلما؟


..........


كانت قد استسلمت لأيدي المزينة والخادمات الثلاث, فقد وثقت بهم بعد ذلك الحمام الدافئ في مغطس معطر بروائح زكية والذي جعلها تنظر لنفسها في المرآة بهيام, فقد نسيت شكلها عندما تكون نظيفة, حتى ان وجنتيها الشاحبتين اكتسبتا بعضا من اللون الوردي وها هي الان تبدوا جميلة جدا بثوبها الاسود الانيق حتى لو كان في الحقيقة ثوبا وكانه مصمم فقط لاستدعاء الكأبة.


كانت المرأة الانيقة التي استدعوها للغرفة خصيصا من اجل الاعتناء بمظهر باتريسيا تضع لها بعض من لمسات تكاد لا تلاحظ من مساحيق التجميل قبل أن تبدأ بتسريح شعرها بشكل كلاسيكي, توقفت المزينة للحظات لكي تأخذ قبعة سوداء كانت على طاولة الزينة, وبدأت بتثبيتها على جانب رأسها عند تلك الكعكة الصغيرة من الشعر الذهبي الذي رتبتها لها, بقيت تنظر لنفسها في المرآة بذهول, للوهلة الاولى رغبت في اطلاق قهقهةٍ طويلة على منظرها, فقد كانت ترتدي تلك القبعات الغريبة التي تغطي فقط جانبا من رأسها بينما ينسدل على نصف وجهها خمار اسود اللون شفاف يظهر ملامح وجهها بوضوح, كانت تبدوا كإحدى تلك النسوة ذوات الانساب العريقة التي كانت تراهن في ما مضى عندما كانت ما تزال تعيش مع عائلتها العاملين في القصر .. يأتين إلى القصر الملكي لحضور إحدى المناسبات والاحتفالات الملكية متباهيات بقبعاتهن الثمينة.


لكن الرغبة في الضحك التي كانت تداريها بصعوبة عن الخادمات والمزينة المحترفة تلاشت بفعل كلمات الخادمة الاكبر سنا التي قالت لها: - انت جاهزة الان سيدتي.


تمتمت بتوجس وهي تنظر لوجوههم عبر المرآة التي أمامها: - جاهزة لماذا؟ للموت؟


رأت نظرات الاستغراب والذهول في أعينهم ولكنها مع ذلك اكملت ترجمة افكارها قائلة لهم بشفتين مرتعشتين: - هل يجب على كل سجين هنا ان يغتسل ويرتدي ثيابا سوداء فخمة حتى تعدموه.


نظرن الخادمات الى بعضهن وكادت تجزم اثناء ذلك بانهن أردن جميعا ان ينفجرن ضحكا, لولا التزامهن ببرتوكول القصر والتعامل بعملية لا اكثر ولا اقل مما جعل المرأة الاكبر سنا تنظر اليها من جديد بجدية مزيفة تقول: - آنسة باتريسيا ستعرفين كل شيء ان تفضلتِ معنا الان.


صاحت بهلع: - الى اين؟


بحزم أكبر لم يخلوا من الادب اجابتها الخادمة وهي تشير بيدها للباب: - أرجوك تفضلي معنا.


تلألأت مقلتيها بالدموع وبصعوبة كبيرة استطاعت ان تمنعهما من النزول وهي تضطر لمرافقتهم في تلك الممرات الطويلة ذو النقوش الذهبية البديعة والمنحوتات النادرة واللوحات الثمينة والسجادات الفاخرة, كانت تشعر بان ساقيها ترتعشان وبالكاد تخطوان الى الامام, ابتلعت ريقها عندما توقفوا بها امام باب عريض ذهبي يقف عنده حرسين ملكيين بثيابهما الرسمية, فتحا الباب برسمية لهم وعندها استدرن الخادمات اليها وطالبنها بالدخول, لم تكن تريد الدخول الى تلك الغرفة التي لم ترى بعد ما فيها ولكن أزواج عيون الخادمات التي كانت تحثانها بحزم صامت جعلت قدميها المرتعشتين تخطوان لداخل حيث ينتظرها مصير مجهول.


أغمضت عينيها عندما أغلق الباب خلفها, ولم تفتحهما إلا عندما سمعت صرخات ناعمة, هي تعرف ذلك الصوت أكثر مما تعرف نفسها لذلك فتحت عينيها لكي تصعق بقاعة ضخمة لم ترى مثيلا لها من الرقي والفخامة, لكن اهم من كان في تلك القاعة التي كان نصف جدرانها عبارة عن رفوف لا نهاية لها وبأدوار عديدة مليئة بالكتب الضخمة الثقيلة يصلها ببعض سلالم طويلة جدا .. وبعيدا عن المكتب الضخم الاثري, جلست هناك على أريكة مخملية حمراء امرأة كبيرة في السن انيقة المظهر صارمة الملامح والتي جحظت عينيها بصدمة لرؤية السجينة الصغيرة في كامل أناقتها قبل ان تسيطر على تعابيرها وترتدي قناع الجمود من جديد امامها .. وبكل تأكيد كانت باتريسيا هي الاخرى قد عرفتها فقد سبق و رأتها عندما جلبوها في المرة الاولى الى القصر لرؤية ولي العهد الذي لم يكف عن البكاء حتى وهي هذه المرة تحمله بين ذراعيها, ولكن ما جعلها تبتلع حقا ريقها بصوت مسموع هي زوج من العيون الاخرى التي كان صاحبهما يجلس على كرسي فخم ذو نقوش عريضة مذهبة تحيط بمخمله الاحمر, ينظر لها بهدوء اثار الرعب في داخلها, لم تستطع ان تبعد عينيها عن عينيه اللتين اسرتها حتى عندما سالته المرأة الانيقة المتعجرفة قائلة: - لماذا طلبت بقدومها الى هنا يا فخامة الملك؟


بقيت باتريسيا تنتظر جوابه وهي ترمش بخوف ولكنه لم يرحمها ويبعد نظراته المرعبة عنها بل استمر في التحديق بها حتى وهو يجيب المرأة الجالسة بجانبه تحمل طفله مما يدل على اهميتها في العائلة المالكة: - ستعرفين السبب ومكانتها الجديدة في هذا القصر قريبا جدا.


صمتت الكونتيسا رغما عنها بعد جوابه المريب والغريب ذاك والتفتت للطفل تهزه بين ذراعيها لعله يتوقف عن البكاء, لكن الملك فاجأها عندما امرها قائلا: - اعطي الطفل لها مارغريت.


نظرت إليه الكونتيسا بعدم استيعاب وعندها فقط ابعد نظراته عن الفتاة الواقفة امامه ورمق الكونتسيا بنظرات آمرة جعلتها تقف على قدميها وتقول لباتريسيا:- كوني حذرة في حمله.


اقتربت بحذر شديد منهما, ومع أن نظرات الكونتيسا إليها كانت كلها غيظ وغضب منها الا انها لم تُخفها بقدر ما كانت تخيفها نظراته المحدقة بها تلتقط كل حركة خرقاء تصدر منها, مدت يديها بنفس الحذر واخذت الطفل من الكونتيسا, وحال أن نظرت لعيني الطفل حتى نسيت خوفها بأكمله وابتسمت له ملئ فمها وهي تحتضنه لصدرها وتعده قائلة حتى يهدأ من البكاء: - لقد أتيت حبيبي.


عندها التفت الكونتيسا تنظر للملك لكنه صعقها وأخرج باتريسيا أيضا من جو الدفء الذي غمرها به الامير الصغير عندما قال: - دعينا لوحدنا من فضلك.


نظرت باتريسيا إليه بتوجس في نفس الوقت الذي نظرت إليه الكونتيسا بعدم فهم فكرر امره بطريقة اكثر لطفا: - اذهبي للتأكد من ان كل شيء جاهز لليوم كونتيسا مارغريت.


-آمر فخامتك.


خرج صوتها مختنقا للغاية, قثم اقتربت من الفتاة حتى تأخذ الطفل معها ولكن قبل أن تفعل حدثها الملك بهدوء قائلا:- لابأس كونتيسا, دعي الامير يبقى معها.


ابتعلت ريقها بوضوح تكتم غيظها بداخلها من ابنة الخادمة التي بدأت تحتل مكانة غريبة وعالية في القصر .. صحيح بأنها أول شخص دافع عنها أمام غضب الملك وقسوته معها ولكن كانت تسعى لكي لا تتأذى تلك الفتاة التي أنقذت ولي العهد واكثر ما تمنته لها هي مكافئة من الملك لها وثم ترحل من القصر في سبيل حالها لكن ليس ان يصدمها الملك ويقربها منه لدرجة ان يطلب منها هي الكونتيسا مارغريت اليد اليمنى للملك ان تعطي ابنه للخادمة وتخرج من مكتبه تاركة إياه ينفرد بالخادمة مع الامير الذي وللمفاجئة المغيظة انه صمت عن البكاء حال ان حملته بين ذراعيها تلك الشقراء الهزيلة.


بقيت باتريسيا تضم الطفل إلى صدرها حتى عندما خرجت الكونتيسا وبقيت لوحدها في ذلك المكان المهيب الواسع مع الملك الذي لم يتزحزح من مكانه على كرسيه, شعرت بالتوتر الشديد عندما رمقها من حذائها الانيق الاسود مرورا بمعطفها الانيق الاسود وفستانها الثمين حتى قبعتها السوداء الصغيرة لكي يقول في الاخير بصوت بارد لا مبالٍ: - جيد بأنك جاهزة لهذا اليوم كما يجب ان تكونِ.


نظرت لزيها الاسود بتلقائية قبل ان ترفع عينيها فتصطدم بعينيه و وحينها قرأ التساؤل الذي في عينيها والذي لم تتجرأ على طرحه عليه لكنه أجابها وقد اطلت نظرة حزن في عينيه: - اليوم ستقام جنازة رسمية بحضوري للملكة فيكتوريا وكل ضحايا القصر الصيفي.


فغرت عن فاهها بصوت مسموع, ولكنه لم يأبه بها بل ظل ينظر بعيدا عنها الى صورته مع زوجته المعلقة على الجدار حتى سمعها تسأله بتردد وحزن قائلة: - فخامتك, ستقيم جنازة لعائلتي ايضا؟


ايماءة صغيرة صدرت منه قبل ان يقول وهو يعيد أنظاره إليها هي والطفل: - اجل بكل تأكيد وانت ستحضرينها.


-ماذااااا؟


انتبهت للهجتها الغير اللائقة امامه فأغلقت فمها معتذرة بخجل وهي تطأطأ رأسها: - اسفة, فقد ظننتك غاضبا مني.


وتفاجأت للمرة الالف عندما تجاهل كلامها عن غضبه منها وقال: - ستظلين ايضا طوال الجنازة حاملة الطفل بين ذراعيك لأنه على ولي العهد ان يكون حاضرا لجنازة والدته.


-اجل صحيح.


قالت ذلك وهي تضم الرضيع اإليها بفرح لم تستطع السيطرة عليه فقط لأنها ستظل بقرب طفلها الصغير, ولكن الابتسامة تلاشت من على وجهها عندما رأت عدم الرضى على ملامحه التي لم تخرج من حدادها منذ موت زوجته, لحظات ونهض من مكانه ووقف على قدميه امامها بقامته الطويلة, وهناك لاحظت اخيرا ثيابه السوداء التي تغطي جسده القوي, وتلقائيا أخفضت بصرها للأرض وارتجفت اوصالها فقط لمروره بجانبها يتجاوزها قائلا: - هيا بنا.


استدارت اليه وقبل ان تبتعه وجدت لسانها ينطق:- جلالة الملك ألكسندر.


عضت على شفتيها حرجا في الوقت الذي توقف فيه عن المشي واستدار اليها ينتظرها ان تقول ما في جعبتها, أحنت راأسها احتراما له قبل ان تستطيع الهمس بصوت متردد قائلة: - أردت شكر فخامتك لسماحك بحضوري لجنازة عائلتي.


أومأ برأسه بخفوت من دون ان ينبس ببنت شفة ثم استدار مكملا طريقه الى الباب, فتبعته بصمت وهي تضم طفله اليها وفي داخلها سؤال واحد, لماذا وثق بها فجأة بعد ان كان يرغب بقتلها انتقاما لموت زوجته التي لم يكن لها يد فيه؟


...............


اقيمت الجنازة الرسمية للملكة في البلاد للمرة الثانية ولكن هذه المرة بحضور الملك الذي كان مختفيا عندما اقيم قبرا لزوجته وله هو ايضا ولكل خدم القصر وتابعيه الذين ماتوا فيه.


كانت تمشي خلفه في موكب رسمي حزين وسط تساقطات الثلوج الغزيرة, صمت مهيب كان مسيطرا على الاجواء زاروا فيه قبر الملكة وهناك بدا الملك جامدا لا يشعر بمن حوله بل ينظر فقط الى ذلك القبر كصنم جليدي, لكن الصنم تحرك عندما كان عليه التحرك والقيام بواجبه وهو زيارة القبور الاخرى لضحايا القصر الصيفي, وحال ان وقفت باتريسيا عند قبر والديها حتى نزلت دموع ساخنة من عينيها, ارادت ان ترتمي على تلك القبور الخاوية فأجساد احبائها تحولت لرماد في ذلك القصر ولم يُقدر لها حتى أن تستكين في قبرها بسلام, ولكنها وجدت المواساة في ذلك الطفل الصغير الذي كانت ما تزال تضمه اليها, واضطرت للتحرك من امام قبور عائلتها وتوديعهم بصمت امام ذلك الملأ الذي يراقب بكل ارتياب الغريبة الشقراء التي تحمل رضيعا بين ذراعيها وتتبع الملك في كل خطواته.


ختم الملك مراسيم الجنازة عندما دخل للقصر وخلفه خدمه وحرسه والكونتيسا ايضا التي وقفت خلفه في شرفة القصر الكبيرة التي خرج اليها وطبعا باتريسيا كانت أيضا معهم تحمل الطفل النائم على ذراعها وتقف خلف الكونتيسا مارغريت, كانت تستمع اليه بهدوء وهو يحي شعبه من على الشرفة ويتلوا عليهم خطابه الملكي يعزيهم في فقدانهم لملكتهم, واذا به فجأة يبتر خطابه ذاك ويلتفت الى الوراء, حبست انفاسها عندما حطت عينيه على عينيها وتتبعت انظار الحضور إشارته لها بأن تقترب منه, كانت دقات قلبها تقرع كطبول الحرب وهي تخطوا اليه, لم تعرف لماذا استدعاها امام شعبه الغفير.


وقفت أمامه فمد يديه الاثنتين وأخذ الطفل منها, تسلل الرعب بصمت الى قلبها الصغير لأنه انتزع الامير من حضنها, ولكنه فاجأها عندما رفع الطفل عاليا يهتف لشعبه: -لقد فقدنا الملكة ولكنها تركت لنا وريثا لعرشها من لحمها ودمها.


اعتلت شهقات كبيرة من الصدمة والذهول, حتى من الخدم المحيطين بالملك الذين يمنع عليهم اظهار مشاعرهم الخاصة التزاما ببرتوكول القصر الملكي, فلم يكن احد غير الملك والكونتيسة وهي والامن الملكي الذين حققوا معها يعلم بظهور مفاجئ لوريث ملكي, فحقيقة ان الملكة ولدت طفلها قبل موتها احيط بسرية كاملة مما جعل الجميع لا يفهم شيئا مما نطق به ملكهم والذي اضاف قائلا: - لم يمت ولي العهد, لقد رزقنا به وهو بصحة وعافية جيدة.


والتفت مرة اخرى اليها فاعتلتها قشعريرة جزمت بأنه شعر بها عندما وضع يده خلف ظهرها فجأة يحثها على التقدم الى الامام والوقوف بجانبه على مقربة منه لكي يقول تحت صدمتها وصدمة الجميع: - كل هذا بفضل الانسة باتريسيا, لقد ضحت بنفسها من اجل أن تنقذ ولي العهد وتحقق وصية الملكة فيكتوريا قبل موتها في ايصال ابنها للقصر الملكي الرئيسي مهما كان الثمن.


ورفع رأسه أكثر وهو يتكلم بقسوة وجمود: - ومثلما اودعتها الملكة فيتوريا قبل رحيلها من الحياة كل الثقة الكاملة فأنا اعلن الان وامام الجميع على انني انا الملك الكسندر اودع ثقتي وأعطي شرف حمل اسم العائلة الملكية لباتريسيا عرابة الامير ووريث العرش حتى تكون الزوجة المستقبلية لملك البلاد.


شعرت بالدوار يجتاحها فرمشت عدة مرات حتى تستطيع استجماع قوتها خصوصا انه استدار اليها في خضم دهشة الجميع واعطاها الطفل لكي تحمله, وما ان ضمت الطفل إليها وكأنها تستنجد به حتى يُفهمها ما نطق به والده لتوه والذي تجاوزها وهو يأمرها قائلا:


- اتبعيني.





.......................



في الجهة الاخرى من البلاد عند حدودها وفي أقسى أراضيها بردا وثلجا كان يقبع قصرا صغيرا على جزيرة صغيرة وسط بحيرة جليدية, هناك تقدم رجل في عقده الستين التي مازالت شعلة الثأر والتنافس تسري في دمائه بلا توقف, تقدم من الغرفة التي كانت تقبع فيها وحولها جميع الاجهزة الطبية التي كانت تحيط بجسدها, فتح له الحارس الباب الذي يقف عنده هو وزميله ليل نهار لحراسته, وبهدوء دخل الى تلك الغرفة التي عينها لها, جلس على كرسي بقرب سريرها وحدق فيها بصمت مطول, كان ينظر الى ذلك الجسد الهامد بلا حراك, كانت تبدو ميتة لكل الناظرين لولا ذلك الجهاز الذي يقيس ضربات قلبها ويؤكد له بأنها ماتزال على قيد الحياة, مد يده الى يدها وأمسك بها, ونظر إلى وجهها الذي كان لا يظهر منه شيئا وقد أخفت الضمادة الطبية ملامحها الحسناء الجمال, وعندها كلمها قائلا وكله أمل أنها تستمع إليه.


-عليك النهوض من هنا يا حبيبتي والعودة إلي حتى نتحالف من جديد كما كنا متحالفين دوما أنا وأنت من أجل الحكم الملكي الذي هو من حقنا.




التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 05-07-13 الساعة 05:31 PM
maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 04-07-13, 07:26 PM   #1075

نسرين09
alkap ~
? العضوٌ??? » 291002
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نسرين09 has a reputation beyond reputeنسرين09 has a reputation beyond reputeنسرين09 has a reputation beyond reputeنسرين09 has a reputation beyond reputeنسرين09 has a reputation beyond reputeنسرين09 has a reputation beyond reputeنسرين09 has a reputation beyond reputeنسرين09 has a reputation beyond reputeنسرين09 has a reputation beyond reputeنسرين09 has a reputation beyond reputeنسرين09 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

نسرين09 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-13, 07:29 PM   #1076

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي


انتهى الفصل الخامس وهو على جزئين

في انتظار ارائكم وتعليقاتكم على احر من الجمر خصوصا ان الفصل (مهم)

قراءة ممتعة


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 04-07-13, 07:42 PM   #1077

الـــوردة الســـوداء

? العضوٌ??? » 136685
?  التسِجيلٌ » Aug 2010
? مشَارَ?اتْي » 500
?  نُقآطِيْ » الـــوردة الســـوداء is on a distinguished road
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الـــوردة الســـوداء غير متواجد حالياً  
التوقيع

الامل موجد للمتفائلين في الحياة
انما ليس لأمثالنا
رد مع اقتباس
قديم 04-07-13, 07:44 PM   #1078

zeeda

? العضوٌ??? » 299119
?  التسِجيلٌ » Jun 2013
? مشَارَ?اتْي » 343
?  نُقآطِيْ » zeeda has a reputation beyond reputezeeda has a reputation beyond reputezeeda has a reputation beyond reputezeeda has a reputation beyond reputezeeda has a reputation beyond reputezeeda has a reputation beyond reputezeeda has a reputation beyond reputezeeda has a reputation beyond reputezeeda has a reputation beyond reputezeeda has a reputation beyond reputezeeda has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

zeeda غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-13, 07:53 PM   #1079

ريم3

? العضوٌ??? » 113238
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » ريم3 is on a distinguished road
افتراضي

الملكه لازالت حيه هذا الي فهمته بس هل لها دخل في الهجوم على القصر

ريم3 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-13, 07:56 PM   #1080

bella story

نجم روايتي و كاتبة فى قصر الكتابة الخيالية و في الموسم الأول من فلفل حار

alkap ~
 
الصورة الرمزية bella story

? العضوٌ??? » 270068
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,213
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » bella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond repute
?? ??? ~
السلام عليكم ورحمة الله...لكل من أتابع روايتهم اعتذر بشدة لأني لم أعد أملك وقتيولكل من تابع معي روايتيأدعوكم إلى جزئها الثاني ليلى أقندوش
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع...
لقد قطعت أملنا في البداية مجددا وكدت أبكي لولا أن الملك قرر إجراء فحوصات.
أما بالنسبة للفتاة فقد حزنت للغاية لدرجة اني كنت سأترك قراءة الفصل مجددا لأكمله في وقت آخر.
الملك المسكين متسرع للغاية بسبب غضبه لو أنه يستمع لها ليعرف أن زوجته لم تمت حرقا.
والضغط الجديد الذي أعتقد أنه سيزيده عصبية. لكني اظنه سيختار الخادمة لأنه سيراها متوافقة مع ابنه..


bella story غير متواجد حالياً  
التوقيع

نزل الفصل الثالث



صفحتي على الفايس بوك
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مُلوك, العشق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.