آخر 10 مشاركات
متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          خيالها بيننا (62) للكاتبة: ميراندا لي ...كاملة... (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          78-وضاع قلبها هناك - روزمارى كارتر (الكاتـب : angel08 - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          جمرٌ .. في حشا روحي (6) .. سلسلة قلوب تحكي * مميزه ومكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          طعام جراء الكلاب - بدايةٌ مثالية لنموٍّ قويٍّ وصحةٍ ممتازة (الكاتـب : منصة سدره - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          592 - أريد زوجاً - بيبر ادامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree142Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-11-13, 03:12 AM   #3501

ندى الفجر

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ندى الفجر

? العضوٌ??? » 132014
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,276
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


انا قلتها كلمة رجالة

معاكى للصبح يا مارو


ندى الفجر غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 15-11-13, 03:14 AM   #3502

bestqueen

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bestqueen

? العضوٌ??? » 207614
?  التسِجيلٌ » Oct 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,511
?  نُقآطِيْ » bestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond repute
افتراضي

نحن هنا يا سكسكة

bestqueen غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIZE=7"]
عادت عادت عادت العفاريت ومغامرتها الشيقة مع زيزي واكرم وموها؛ مروة محضرة مفاجآة في القادم القوا نظرة و استعدوا للبرد
https://www.rewity.com/forum/t302384-146.htm
احب واقرب الابطال الى قلبى

[/SIZE]
رد مع اقتباس
قديم 15-11-13, 03:15 AM   #3503

Mai sherif

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاءوحكواتي روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية Mai sherif

? العضوٌ??? » 284098
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,660
?  مُ?إني » egypt
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Mai sherif has a reputation beyond reputeMai sherif has a reputation beyond reputeMai sherif has a reputation beyond reputeMai sherif has a reputation beyond reputeMai sherif has a reputation beyond reputeMai sherif has a reputation beyond reputeMai sherif has a reputation beyond reputeMai sherif has a reputation beyond reputeMai sherif has a reputation beyond reputeMai sherif has a reputation beyond reputeMai sherif has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هي مارو تجمعنا وتخلع كدا ينفع يعني
ههههههههههههههههههههههههه ههه


Mai sherif غير متواجد حالياً  
التوقيع
[/QUOTE]

رد مع اقتباس
قديم 15-11-13, 03:21 AM   #3504

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

سيتم تنزيل الفصل الان

اتمنى توقفوا التعليقات يا سهرانات


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 15-11-13, 03:28 AM   #3505

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
Elk

الفصل الخامس والعشرون

- أخبري الطبيب أن يُسرع في العودة للجناح الملكي.

ذهبت الكونتيسة بسرعة تنفذ أمر الملك, بينما حاولت باتريسيا التحدث بصوتها الذي خرج ضعيفا وهي تقول:

-انا بخير, لا داعي لطبيب جلالتك.

-من الافضل أن تصمتِ.

أغلقت باتريسيا فمها وهي تخفض بصرها أمامها لحدة نبرة صوتها معها, واستدار الملك إلى فيكتوريا ونظر اليها بصرامة قائلا:

-عودي إلى غرفتك في البرج الشمالي.

ظل ينظر إليها بقسوة عندما ظلت واقفة مكانها تحدق اليه بصمت غريب, لكنها لم تظل على حالها ذاك كثيرا اذ تحركت بهدوء دون ان تنبس ببنت شفة, وارتدت رداءا طويلا اسود ذو قبعة فضفاضة وضعتها على رأسها وتركتها تتدلى على جبينها وشعرها الاسود الطويل يحوم حول وجهها بحرية مجنونة حتى لا يتعرف اليها أحد في القصر, ثم خرجت دون أن تنظر للملك أو باتريسيا, حيث كان في انتظارها الحرس الخاص بالملك لمرافقتها لتلك الغرفة المعزولة في البرج الشمالي.

إلتفت الملك فوراً الى باتريسيا حال ان أقفل الباب عليهما, حرك رأسه بعدم تصديق وهو يشعر بالغضب الشديد, وقد كان يراها تخفض راسها ما امكنها حتى لا تواجه عينيه, ودموعها يلمحها من مكانه تنساب حارة على وجهها الصغير, فقال لها:
-اشعر برغبة شديدة في ضربك حتى يعود عقلك للعمل.
ارتفع صوت شهيق بكائها لحظتها بقوة, فأسرع اليها وجلس بجانبها على السرير وقد شعر بأنه لمن الغباء توبيخها في لحظة كتلك, ربت على كتفها وهو يقول لها:

-باتريسيا أنا غاضب لأنك أردت أن تحرميني منك.

تمتمت بصوت متقطع ومتحشرج:

-ولكن جلالتك لم تعد تهتم لأمري, لذلك أردت التخلص من نفسي وتخليصك من عبء بقائي في القصر.

-باتريسيا.

همس بإسمها بحنان وهو ينظر إليها مبتسما لمنظرها كطفلة صغيرة بدموعها البريئة واحمرار بشرتها البيضاء وأنفها السائل, أمسك بفكها ورفع وجهها حتى ينظر لعينيها, حدق في خضرتهما الرقيقة قبل ان يقول لها:

-ما حصل قبل قليل جعلني أتأكد بأنك تهمينني لدرجة لم أكن أدركها أنا بنفسي, لقد كدت أفقد عقلي وأنا أستنتج بعد قرائتي لرسالتك انك تعنين بها وداعي للأبد والإقدام على الإنتحار.

تمتمت بخفوت والذهول مرتسم على ملامحها:
-حقا؟؟
أومأ لها برأسه وهو يأكد لها كلامه:
-حقا.
-وفخامة الملكة فيكتوريا؟
أراد أن يزفر الهواء بقلة حيلة, لكنه رسم على وجهه ابتسامة مصطنعة وهو يجيبها:
-سنتكلم في هذا لاحقا باتريسيا, بعد أن أطمئن عليك.
ثم أضاف عندما رأى الحزن يعود لعينيها:
-لكن عديني أولا بأنك لن تكرري ما كنت على وشك فعله اليوم, عديني باتريسيا وعدا ملكيا.
ظلت صامتة فضغط بقوة على كتفيها وهو يقول بصرامة أكبر:

-باتريسيا, عديني الأن, إياك وان تفكري بأن تحرميني منك, فلن أسامحك أبداً إن فعلتِ.

أومأت برأسها بصمت, وعندما احست بقبضتيه تزيد من ضغطها على كتفيها بغضب, قالت له بسرعة:
-أعدك أنني لن أفعل ما دمتَ أنت يا جلالتك من تريدُ حياتي.

-ولن تعودي لذلك المكان أبداً؟
حركت رأسها بالنفي وهي تقول بعفوية:
-أبداً لن أعود, ذلك المكان أخافني بشدة, كدتُ أموت رعبا قبل حتى ان اصل لحبل المشنقة, فقط لتفكيري بأنه في الماضي قد تم إعدام الكثيرين في ذلك البرج.
لم يعقب على كلماتها, بل جذبها إلى أحضانه وضمها بقوة حتى تأوهت بين ذراعيه, فابتعد عنها بقلق, لكنها طمأنته بابتسامة خجولة على شفتيها, جعلته يبادلها الابتسام والهدوء قبل ان يعاود رفع فكها وهو يتحسس برفق ذلك الخط الاحمر الذي خلفه حبل المشنقة الخشن والقاسي على رقبتها الهشة, لكنه ترك الامر لطبيب الذي لم يتأخر عليهم بالحضور هو والكونتيسة, الطبيب المسكين الذي كاد يسكن في الجناح الملكي لكثرة تردده عليه وفي كل مرة تكون إحدى زوجات الملك هي المريضة او الجريحة, مع أنه كان دائم السؤال مع نفسه عن من هي زوجته الحقيقية بين تلك الاثنتين.
......................
لم تُحسن باتريسيا من وضعيتها باحترام كما كانت تفعل دوما عندما ترى الكونتيسة أمامها, وظلت مستلقية على سريرها بكسل وهي تنظر للكونتيسة التي دخلت لتوها للجناح الملكي تنظر اليها بملامح جامدة قبل أن تقول:
-تأخرت في النوم, وهذا لا يليق بزوجة الملك التي يجب أن تكون إمرأة مسؤولة ونشيطة.
ابتسمت باتريسيا في وجه الكونتيسة بجرأة كبيرة وهي تقول لها:
-أنا مريضة وجلالة الملك بنفسه أمر بأن أرتاح في سريري قدرما أحب.
-حسنا ما دمت تشعرين بنفسك مريضة فلا داعي لتوصيل رسالة الملك.
قالت الكونتيسة ذلك وهي تستدير بنية الرحيل فقفزت باتريسيا من بين أغطية السرير تجلس على ركبتيها وهي تسأل الكونتيسة:
-هل ترك الملك رسالة لي؟
عادت الكونتيسة تلتفت إليها ببطئ وهي تقول:
-لم تعودي مريضة؟
أغمضت باتريسيا جفنيها بقوة تحاول أن تهدأ نفسها حتى لا يأثر استفزاز الكونتيسة فيها سلباً كما تريد تلك العجوز, ثم عاودت النظر إليها بهدوء مصطنع تطالبها بصمت أن تخبرها عن ما في جعبتها, بعدها إلتفتت الكونتيسة الى الباب بهدوء وطلبت من الخدم المرافقين لها ان يُدخلوا هدايا الملك, رأت باتريسيا الخادمات يدخلن اليها, وكل واحدة فيهن تحمل شيئا بيديها, باقة زهور فاخرة, علب ثمينة متفاوتة الاحجام وطاولة طعام متحركة أنيقة كانت تجرها إحدى تلك الخادمات وعليها ما لذ وطاب من طعام الإفطار.
لكن باتريسيا تعلقت عيناها فقط بباقة الزهور الملكية "هيدرانجيا" وأخذتها بسرعة من يدي الخادمة, وهي تستنشق عبيرها الفواح قبل ان تبدأ رحلتها في البحث عن البطاقة, غير مدركة للعيون الحادة للكونتيسة التي كانت تراقب حماسها ذاك بدقة كبيرة, ارتسمت ابتسامة واسعة على وجه باتريسيا وهي تجد البطاقة الذهبية مكتوب عليها بخط أنيق للغاية:
لم استطع ان اكون بجانبك عندما تستيقظين من نومك, ولكن بينما أنت تستمتعين بالإفطار الملكي على سريرك ستكون تمنياتي القلبية موجهة لصحتك حتى تتحسن فتستطيعِ قبول دعوتي للعشاء.
الملك الكسندر.
رفعت باتريسيا رأسها للخدم كالمجنونة وهي تصيح بعفوية: - بالطبع أقبل.
تركت الورود من يديها وبدأت تأخذ العلب الذي اتت بها الخادمات, وهي تصيح في كل مرة ترى فيها هدية لها:
-غير معقول, هل اختار هذه الاشياء بنفسه لي. رباه كم ذوقه راقٍ ومذهل...

تركتها الكونتيسة تلهوا بتلك الهدايا, وخرجت من الغرفة والشر يتصاعد من عينيها بقوة لم يسبق لها ان شعرت بها, ولم تنتبه باتريسيا لرحيلها او حتى نظراتها المخيفة, التي لا تضمر خيرا أبدا, واكملت يومها ذاك في الاسترخاء في حوض الحمام تاركة نفسها تنعم بالدلال بالتدليك والترفيه الذي وفره خدم البلاط الملكي لها في ذلك اليوم بعناية خاصة, حتى وصل المساء وكانت تجلس أمام طاولة زينة الجناح الملكي مستسلمة لأيدي خبيرات التجميل ومصممات الاثواب الملكية, بينما الكونتيسة كانت قد عادت اليها وقتها وجلست على مقعد فاخر مقابل لمرآة الزينة, كانت تتململ في مكانها وهي تنتظر باتريسيا التي أبت ان تقتنع بكل زينة تلك المحترفات وقد بدأت فجأة تتدخل في عملهن وهي تقول:

- حرري بعضا من الخصل المتموجة من ربطة الشعر حتى تحيط بوجهي.

نفذت المزينة طلبها بابتسامة لطيفة، وبدأت تخرج بعض الخصل الشقراء من ربطة الورود التي طالبتها باتريسيا بصنعها من باقة الزهور النادرة التي أهداها الملك إياها صباحا, والتي ربطت بها خصل شعرها الطويلة وتركتها نازلة بذلك الحجم الكثيف الذي منحته لها تموجات تسريحتها على ظهرها العاري التي كانت كانت تحيط به فقط شرائط من الشيفون الراقي متعارضة مع بعضها البعض كطرق ناعمة متعرجة بلون التوت الاحمرالبري، نهضت باتريسيا بعدها من على مقعد الزينة، وركضت الى المرأة الضخمة التي كانت مثبتة على الارض ولم تكفيها مرآة طاولة الزينة لكي ترى كامل جسدها المزين بأفخم ألاثواب وأغلى المجوهرات وأتقن زينة الوجه والشعر وأفوح العطور، دارت حول نفسها امام المرأة وهي تسأل في كل مرة خبيرات التجميل والخادمات ان كانت جميلة، فيُجبنها دوما وابتسامة كبيرة معجبة ارتسمت على وجوههن بأنها تبدوا سيدة رائعة الجمال وذو رقي عالٍ. لكنها لم تتوقف عن أسئلتها القلقة تلك من الايعجب بها الملك حتى استقامت الكونتيسة بغضب في مكانها وقد فقدت أعصابها صائحة في باتريسيا:

-هل يمكنك التوقف عن تصرفاتك الطفولية هذه؟

حل صمت متوتر على الأجواء وقد تلاشت السعادة من ملامح باتريسيا وظلت تنظر الى الكونتيسة بذهول مشترك مع الخدم لفقدان المرأة الجليدية بعد برود فيكتوريا الذي يحتل رأس القائمة, أعصابها من اجل شيء يجب أن يكون بالنسبة لها صغيرا وتافها.
شعرت الكونتيسة بالخطأ الفادح الذي قامت به امام عمال القصر، فلا يجوز ان يعلم سكان القصر بالعلاقة المتوترة بينها وبين زوجة الملك، ولهذا حاولت تلطيف الجو بابتسامة صفراء وجهتها لباتريسيا وهي تقول لها:

- أقصد فخامتك أنه لا يجوز ان نتأخر على صاحب الجلالة.

-حسنا، أنا قادمة.

تمتمت باتريسيا بذلك وهي تبتعد أخيرا من أمام المرآة، مشت خلف الكونتيسة حتى الدرج الرئيسي للقصر حيث نزلا عليه وهناك تبعتها في الردهة الواسعة بين الأثاث الاثري الفاخر، لكن الكونتيسة استمرت في المشي تتجاوز عدة غرف طعام وصالات جلوس في الوقت التي كانت باتريسيا تتسائل مع نفسها اين ستتوقف بها الكونتيسة، وما ان فعلت حتى رفعت باتريسيا حاجبيها بذهول ولكنها لم تجرأ على التفوه بأي كلمة وهي ترى الكونتيسة توقفت عند الأبواب العملاقة المزخرفة لأكبر قاعات حفلات في القصر، فتح لها الحراس الباب الثقيلة فتراجعت الكونتيسة للخلف، عندها فهمت باتريسيا أنها ستدخل القاعة لوحدها ومع نفسها سعدت لأنها ستتخلص باكرا في تلك الليلة من تسلط الكونتيسة,
أخذت باتريسيا أنفاسها قبل ان ترسم ابتسامة أنثوية على شفتيها وتقدمت إلى داخل القاعة الملكية وهي تطرق بأناقة الأرضية البراقة بكعبي حذائها، حبست أنفاسها عندما رأته واقفا بكامل هيبته وأناقته في حلة سوداء راقية التصميم والفخامة الملكية عند إحدى تلك النوافذ الضخمة لشرف الكثيرة التي تتميز بها تلك القاعة, تطل مباشرة على الحديقة الغناء والنافورة الرئيسية للقصر، استدار اليها عندما سمع خطواتها، وأخرج يديه من جيبي بنطلونه الحريري ورمقها بنظرات إعجاب صريحة وهي تتقدم اليه بفستانها التوتي الذي تصادم بلونه القوي من الشيفون الهفهاف حول ساقيها النحيلتين ولونهما الابيض حد الشحوب, وتلك الورود الطبيعية تحيط بعفوية بخصل شعرها الشقراء التي اصبحت كلفائف الحرير، ابتسم لها فرآها كيف فغرت فمها بانجذاب كبير لابتسامته حتى تعثرت فجأة في خطواتها وكادت تسقط لولا انه أمسك بها وقد تلاشت ابتسامته, يسألها بقلق عندما استعادت سيطرتها على جسدها المتوتر:

-هل أنت بخير؟

هزت رأسها بسرعة واضطراب وهي لا تنظر الى عينيه, فتفهم حرجها ذاك وهو يطبع قبلة حنونة على جبينها ويقول:

-لا تكترثي للأمر, فهذا يحدث مع الجميع.
حاولت كتم ابتسامتها لاهتمامه الشديد بها الذي كان يثير غريزتها وكبريائها الانثوية ويدغدغ قلبها, ولكنها لم تظهر له سعادتها وبدل ذلك رسمت الحزن والخجل على محياها وهي تهمس بخفوت:
-او ربما يحدث فقط معي, لأن قدمي العاديتين لم تتعودا للأن على أن تمشيا بحذاء فاخر كهذا.
نظرت اليه بدموع متجمعة في مقلتيها عندما ضحك ببحة مميزة في صوته قبل ان يمسك بوجهها بين بين يديه ويقول:

-ليست هناك من تولدن بقدمين مناسبتين للأحذية الفاخرة والأخرى للأحذية العادية, أرجوا يا باتريسيا الا تغرك المظاهر وتتحدثي مثل العجوز مارغريت.
طبع قلبة اخرى على خذها ثم أردف قائلا:
-تبدين في غاية الحسن والجمال, فخامتك.
أحنت رأسها تشكره برسمية قائلة:

-هذا من نبل ورقي ذوق جلالة الملك.

أمسك بيدها برقة ثم تقدم بها الى طاولة العشاء المستديرة التي خصصت لهما في تلك المساحة الشاسعة, وتحيط بها فرقة من الخدم المتأنقين ببدل موحدة, جاهزين لخدمتهم لتلك الليلة, بينما في الجهة المقابلة من القاعة احتلهتا فرقة متكاملة من العازفين للبلاط الملكي, حتى تحيي حفلة عشائهما الخاصة, ابعدت باتريسيا عينيها عن تأمل القاعة المترفة ذات القباب المزخرفة, لكي تنظر للملك الذي سألها قائلا:
-أعجبتك الهدايا التي أرسلتها لك؟
نظرت تلقائيا لفستانها الانيق وحليها الثمينة ثم قالت بابتسامة خجلة وهي تنظر اليه من بين تلك الشموع المضاءة على الطاولة:

-الثوب رومنسي للغاية, وكل ما رافقه كان في غاية الرقي والفخامة, احب ان أعرب عن إعجابي الشديد بذوقك الرفيع.
لثم يدها بنبل, قبل ان يبدأ الخدم بتقديم الطعام, واستمتعا الاثتنين بتبادل الاحاديث والاستماع الى الموسيقى الهادئة التي أطربت أجوائهما الحالمية.
-هل حقا كنت تنوين ان تتركي كل ما حولك الان لفيكتوريا, اقصد حياتك معي ورفاهيتك في القصر, وشهرتك بين الناس كزوجة للملك, وفيكتور الطفل الذي تعتبرينه ابنك؟

اهتزت عينيها لتذكيره اياها بالحقيقة, حقيقة ان فيكتوريا تتشاركه الملك, وانها كانت توشك على الانتحار, لكنها أظهرت له كم هي كانت واثقة من فعلها بتحليها بالشجاعة الكبيرة وهي تجيبه:
-اجل, انا كنت مستعدة تماما لتخلي عن كل شيء من اجل ان تجتمع روابط عائلتك من جديد ولو كان ذلك على حساب حياتي.
ظل ينظر اليها بنظرات غريبة ولوقت طويل, حتى توترت بشدة وشعرت وكانه تعمق داخلها اكثر مما يتطلب فوصل ربما لحقيقتها المخجلة, والتي ستوصلها لنهايتها بكل تاكيد ان علمها, لكنه فاجأها حتى انها رغبت في البكاء حقا عندما قال:

-أرى وفاءً في عينيك لم اره يوما في احد غيرك, انت امرأة تستحقين كامل الثقة والاحترام الذي لا تستحقه من هن تتمتعن بدماء زرقاء نبيلة.

مع أنها كان يجب ان تسعد لأنها تفوقت وبشدة على غريمتها فيكتوريا, حتى اصبح يحتقر دمائها الملكية امامها, الا ان الحزن والاضطراب هما من ظهرا على وجهها حتى سألها هو اكثر من مرة ان كانت بخير, لكنها مسحت دموع عينيها قبل ان تتسرب على وجهها وقالت له وابتسامة مرتجفة ارتسمت على شفتيها:
-انا بخير جلالتك, فقط تأثرت من فرط المشاعر التي دبتها في كلماتك العظيمة.

- سيكون لطفاً منك لو نهضت من مكانك باتريسيا.
سألها ذلك بعد أن سبقها ووقف امامها, فنهضت وهي تنظر اليه باستغراب كبير, غير مستوعبة طلبه, حتى طلب منها طلبا اخر اكثر إثارة لريبتها:

-ماذا ترين هناك باتريسيا؟

نظرت الى حيث كان يشير بعينيه, المنصة الملكية في أول القاعة, وعليها العرش الملكي, ما الغريب في الامر؟؟ دائما ما تكون تلك المنصة حاضرة بهيبتها الملكية في القاعة التي تستقبل اكثر وافخم الحفلات الرسمية للقصر, تمتمت باتريسيا ببلاهة:

-العرش الملكي؟؟

-ألا تلاحظين أي اختلاف به؟

نظرت للمنصة من جديد, قبل ان تتلاشى تقطيبة جبينها المستغربة, وهي تتذكر بأنه قبل اشهر وبالضبط عندما تم الاعلان رسميا عن موت فيكتوريا, الغي عرش الملكة من جانب عرش الملك فظل كرسيه يحتل المنصة الملكية لوحده, ولكن الان واليوم بالذات عاد عرش الملكة لمكانه, التفتت بسرعة اليه وهي تمتم بعدم تصديق:

-هل هذه الليلة وكل هذا الاهتمام من جلالتك هو فقط مواساة لي لعودة فيكتوريا للعرش؟

ظهرت خيبة أمل كبيرة على وجه الملك مصاحبة بالغضب لاستنتاجها ذاك, لكنه أومأ بصمت للخادم المعنى بالامر, فتقدم اليه بصينية ذهبية, وعليها علبة مخملية فاخرة, اخذ الملك العلبة من الخادم والذي عاد بعدها لمكانه يقف في صف زملائه, وفتح الكسندر العلبة, مدها لباتريسيا حتى يظهر لها ما تحتويه, فاتسعت عيناها اكثر وهي بالكاد تستطيع ايجاد انفاسها, ثم تمتمت باختناق شديد:

-الخاتم الملكي.

أومأ لها مذكرا اياها بشيء يستحال ان تنساه يوما:
-اجل هو, الخاتم الذي كان بين طيات ثياب فيكتور, والذي حافظت عليه انت رغم ظروفك القاسية, حتى اصدق حينها ان فيكتور يكون إبن الملكة فيكتوريا.

-وستعيده الان لصاحبته الملكة فيكتوريا؟

نزع الخاتم الاثري بسرعة من علبته, واخذ يدها بتملك وألبسه إياها تحت انظارها المذهولة وهو يقول:
-بل هو خاتم عائلتي الذي أورثوه لأمي جلالة الملكة الراحلة, وانت تستحقينه من بعدهم اكثر من غيرك, فليست هناك ملكة اسمها فيكتوريا بل ستعين ملكة جديدة تشاركني في شؤون الدولة, الملكة باتريسيا.
شعرت بالوهن في ساقيها, لم تستطيع الحديث, وظلت متجمدة في مكانها تلفظ انفاسها بصعوبة, حتى قال لها وهو يشد على الخاتم الكبير الذي احتل بنصرها:
-انت امرأة وفية ومحل للثقة, وتسعين دوما لمصلحتي أنا وإبني الوحيد وتفهمين شعبي لأنك ترعرعت معه, كما أنك زوجتي التي تشاركني حياتي الخاصة واعتمادا على كل هذا فأنا لن أجد افضل منك لكي تشاركني العرش الملكي.
ابتلعت ريقها بصوت مسموع, قبل ان تمتم:
-لا ادري ما علي قوله جلالة الملك.

زاد من ضغطه على يدها مصرا على رغبته:

-وافقي على أن تشاركيني اهتماماتي بشؤون الدولة وتُقسمينَ على المحافظة على الاعراف الملكية, وتسعين لتوسيع العائلة الملكية.

نزلت دموع السعادة على وجهها وهي تومأ له قبل ان تستطيع الحديث بصعوبة:
-اوافق, طالما هي رغبة فخامة ملكي الكسندر.
رفع يدها لشفاهه يلمثها قبل ان يهمس بالقرب من بشرتها الناعمة وهو ينظر مباشرة في عينيها:
-اعلم بأنني لن أندم يوما على هذا القرار.
(اتمنى ذلك من كل قلبي حبيبي)
ظلت تتمنى ذلك بصمت في قلبها العاشق حتى اخرجها من شرودها بسرعة بسؤاله المفاجئ:
- تشاركيني هذه الرقصة؟
-شرف لي مراقصتك جلالة الملك.
اخذها بين ذراعيه حتى وسط القاعة, هناك حيث رسم على رخامها دائرة واسعة نقشت عليها بماء الذهب زخاريف معقدة من يد فنانين ابدعوا في تلك اللوحة الارضية التي لم تتكرر ابدا في أي بلاط ملكي اخر, تحركا جسديهما بتناغم مع الحان العازفين, وخطواتهما ترقص بانسجام تام على تلك الخطوط الفنية لأرضية القاعة, اثناء رقصهما معا سألها الملك قائلا:

-اغضبتني رسالتك لما كنت تنوين الإقدام عليه ولكن من ناحية اخرى اثارت إعجابي بقوة, بل إنني احببتها.

نظرت اليه بعدم استيعاب, فابتسم لها وهو يردف:
-هل تجرئين فقط في الرسائل على مناداتي باسمي دون القاب رسمية والاعتراف بحبك لي؟
شهقت بصوت مرتفع, وهي بذلك القرب الشديد منه, قبل ان تتسع ابتسامته للإحمرار الكبير الذي اكتسى وجهها الصغير, فاخفضت راسها وهي تضعه على صدره حتى لا ترى نظراته العابثة, لكنه زاد من احراجها وهو يقول لها بخفوت مصطنع كمن يشاركها سرا خطيرا:

-هل تعلمين, انا رجل محروم من اسمي, الكل حرمني من الاستمتاع باسمي بمناداتهم لي بالالقاب الرسمية, فلا تحرمني انت ايضا منه.
-مستحيل

ضمها اليه اكثر وهو يهمس بالقرب من اذنها:
-هيا باتريسيا, انها احدى لحظاتنا الخصوصية الا يمكنك ان تعترفي بما يجول في قلبك؟ أم أنك ظننتي بأنك ستموتين حقا ولذلك فلتكوني جريئة مع حبيبك الملك كما لم تفعلي من قبل, لانه لن يستطيع لومك بعدها؟
شعر بأنفاسها المضطربة تلفح رقبته وارتجاف جسدها تحت يديه, فتوقف عن الرقص وامسك بفكها يرفع وجهها اليه, اجبرها على النظر الى عينيه عندما كان يقول لها:
-انت لم تموتي باتريسيا, والرسالة قد قراتها وانت مجبرة الان على ان تعيدي كلماتك تلك على مسامعي.
اقترب بشفتيه منها, أراد تقبيلها لعله يشجعها بذلك بالنطق بما يتوق الى سماعه, لكنها استسلمت لطلبه قبل ان تلتقيا شفاههما بهمسها بأنفاس اختلطت بأنفاسه:

-احبك ألكس...

لم تكمل كلمتها مدعية انها غير قادرة على نطق اسمه بالكامل لعدم تعودها على ذلك, وعندما لمس شفتيها عاودت نطق إسمه بين شفاهه قبل أن تغرق في بحر قبلاته:

-الكسندر.
............

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 15-11-13, 03:31 AM   #3506

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

فتح الباب بهدوء ونظر إليها من مكانه, كانت منشغلة بمسح الغبار عن كمانها وظبط أوتاره بكل اهتمام وعناية تامة في ذلك الوقت المتأخر من الليل الموحش في البرج الشمالي.

-تركت سريرك الدافئ وشقرائك الصغيرة لكي تزور آسيرتك في هذا الوقت المتأخر من الليل جلالتك؟

التفت إليها بعد أن كان يغلق الباب خلفه, كانت ما تزال جالسة مكانها على تلك الاريكة السوداء اليتيمة تعتني بآلتها الموسيقية المفضلة, اقترب منها في ذلك الظلام , وقد كان يتحسس خطواته فقط بواسطة نور القمر الساطع الذي كان يطل بخجل على الشباك الوحيد و الموجود في تلك الحجرة الواسعة, يخجل من جمال تلك النمرة الذي كان يتحدى جماله الاخاذ.
-آبى النوم أن يزور ليلتي هاته.
-وانا أيضا جلالتك.

وشعت الخضرة الاستوائية في عينيها الواسعتين وسط عتمة الليل, عندما التفتت اليه وقد توقفت يداها عن العمل, ظلا يحدقان في بعضهما بصمت طويل, وشرارة تربط بينهما وتجذبها لبعضهما كما يجذب المغنطيس المعادن من حوله, لكنه قطع تلك الشرارة عندما صارحها وقال بصوت جليدي:

-لقد عرضت اليوم على باتريسيا ان تشاركني العرش الملكي, وهي وافقت على ارتداء التاج الملكي الذي كان لك سابقا.
أبعدت أنظارها بهدوء عنه ونظرت لكمانها, فتأملها لحظتها وهي تمرر أناملها برقة على اوتارها, قبل أن يسمعها تتكلم بنبرة غريبة عنه:
-لقد وجدت الكمان هنا, لم تخيب ظني جلالتك.
لو كان شخص غيره قد سمع كلامه هو وإجابتها هي عليه, لما استوعب شيئا من حوارهما ذاك, لكنه الوحيد الذي كان بإمكانه أن يفهم بأنها لم تغير محور الحديث بل هي أعطته الجواب المناسب على ما جاء به الأرق حتى إليها كي يُعلمها به, اقترب منها ثم جلس بجانبها على الاريكة المخملية, مد يديه وأخذ الكمان منها فلم تمانع, تلمسَ أوتاره الحادة, ثم تكلم بصوت شبيه بهمس شجين:

-أغمضت عيني حينها وانا راكع على الارض, كنت ضائعا, لا أستطيع ان أستوعب ان من أحببتها مذ صغري خانتني, بقيت على ذلك الحال لوقت طويل في ذلك الجو المثلج, لكن عندما فتحت عيني كان أول ما حطت عليهما هو هذا الكمان, كان لك, والمنطق كان يحثني على تحطيمه إلى أشلاء صغيرة أو حرقه حتى يكون مصيره رمادا يتطاير مع الرياح, ولكنني بدل كل هذا حملته وجلبته معي وأخفيته هنا في برجك المعزول.

تنهد بألم قبل أن يلتفت إليها ونظر في عينيها وهو يقول: -لم استطع التخلص من قلبي يا فكتوريا.

وضعت كفها على خده وبدأت تحرك إبهامها بنعومة تحت جفنه, فأغمض عينيه تلقائيا للمساتها الساحرة, ثم سمعها تقول له:
-يبدوا أن التعب قد هدك ألكسندر.
شد جفنيه أكثر وهو يسمع اسمه الخاص تنطقه من بين شفتيها النديتين بصوتها العذب ورقتها الغير عادية أمام قوتها, لكن مشاعره تلك زادته تعبا وهو يواجهها بما يدور في عقله وليس فقط ما يشعر به قلبه:
-وأنت سعيدة لتعبي؟
لم يسمع رداً منها وعندما أبعدت يدها عن وجهه, فتح عينيه وقد تكونت عقدة بين حاجبيهوهو يراها تشيح وجهها عنه تنظر أمامها ويخفي شعرها الكثيف ملامحها عنه, فمد يده وقد شعر بريبة لم يشعر بها من قبل وأمسك بفكها لكي يجعلها تنظر إليه, لم تمانع مواجهته, فحدقت لعمق عينيه في الوقت الذي أصابته الصدمة بالخرس, ظل ينظر إليها بعينين متفاجأتين وفم مفتوح قبل ان يتمتم بذهول تام:

-فيكتوريا... أنت تبكين؟؟

أجابت ذهوله ذاك بكلمات واثقة لم تهتز أثناء نطقها بها:
-وعندما أفعل فإني لا أخجل من إظهار دموعي.
-فيكتوريا أنا لم أرى دموعك حتى عندما كنتِ على حافة الموت, أفتبكين الان لأنني سأمنح التاج لإمرأة أخرى؟ الهذه الدرجة يهمك العرش الملكي أكثر من حياتك ومني ومن ابنك؟
-إن دموعي لا يستحقها عرشك بقدر ما يستحقها قلبك.
تنهد بتعب وهو لا يستطيع أن يستوعب كلامها, لكنه ظل صامتا يحدق في دموعها التي كانت شديدة الغرابة عليه وكأنه لأول مرة في حياته يرى امراة تبكي بصمت, والحقيقة كانت أنه رأى دموع كثير من النساء أخرهم دموع باتريسيا ولكنه لم يرى يوما دموع تلك المراة الفولاذية, لذلك لم يكن على أحد ان يلوم صدمته, فبعد ما اكتشف حقيقة فيكتوريا الخائنة ظن بأنها امرأة لا تنتمي للبشر.
-تركته عمدا وانا اعلم انك ستحتفظ به لانك احببتني قبل ان تكرهني, ولهذا عندما قربت باتريسيا منك ظننت بأن هذا هو انتقامك مني, لم أبالي بمشاركتك امرأة اخرى حياتك بقدر ما كنت متأكدة من حبك لي.
توقفت عن الحديث لبرهة وابعدت عينيها عن الكمان حتى تنظر لعينيه وتردف قائلة:
-أتعلم بأنها أول مرة أخطأ فيها التوقع, ما ظننت يوما أن قلبك سينقسم لإمرأتين.
فغر فاهه لكلماتها الاخيرة, والتي لوقت طويل هرب منها كثيرا بينه وبين نفسه, أما لحظتها وهي تواجهه بالحقيقة وجد نفسه يصارحها بما لم يصارح نفسه المجهدة وكأنه نسي بأنها ما تزال المرأة الخائنة التي تقف في صف عدوه, لأنه لحظتها أحس بشعور قوي بالحاجة للحديث إليها كالايام الخوالي عندما كان منخدعا بزواجه السعيد بها, وانقاد مرة أخرى وراء مشاعره ولو فقط للحظات قليلة:

-انا لا اعلم فيكتوريا ما اشعر به حقا ناحية باتريسيا, لكنني لا أستطيع الابتعاد عنها, لا أستطيع التخلي عن تلك المراة الصغيرة, ولا أعرف كيف قررت ان أعيدها فجأة إلي وان تشاركني شؤون الدولة كملكة, لا اعلم لما قررت رغم حبي لك ان تكون هي زوجتي التي سأكمل معها حياتي إلى الابد.
مذ زمن قصير عندما عاد يمارس من جديد الحب مع فيكتوريا وباتريسيا تقيم في قصره ايضا بدأ حينها يشعر بأنه أصبح غارقاً في العشق حتى بلغ الرذيلة والحقارة ما لم يبلغها زوج من قبله, لا يعلم ما بال قلبه, ولكنه لا يستطيع فهمه ولا التحكم فيه, والشيء الوحيد الذي كان متأكداً منه أنه يريد أن تظل الاثنتين تحت جناحيه, فكل واحدة يشعر بها بشكل مختلف, كل منهما لها طعم مختلف وسحر خاص بها, وهو أدمن طعمهما بحلوه ومره وأصبح خائر القوى أمام سحرهما الفتاك.
وضعت فيكتوريا كفها من جديد على خده وبرقة اشتاق لها كثيرا وهي تقول له من بين دموعها الهادئة الشامخة كالنمور:
-كم ستتعذب وكم ستتألم الكسندر, لأنك ورطت قلبك في مصيبة عشق امرأتين وجعلته تحت رحمته, والعشق لن يرحمك حبيبي.
نزلت دمعات اخرى من عينيها وهي تكتب بين اسطر كلماتها اعتراف انه يحب بجانبها امرأة غيرها, أضافت بمرارة واضحة:
-كنت دوما اعلم بأن نهاية الحب الذي بيننا لن تكون حميدة, ولم يؤلمني هذا الواقع يوما بقدر ما ألمني ان تأخذ امرأة أخرى مكانا في قلبك الحبيب.
تتبع دموعها الصافية تلك, وهو يحس أنه لا يستطيع أن يقاوم اكثر من ما فعل رغبته الماجنة من تذوق تلك الدموع النادرة, اقترب منها اثناء صمتها بعد اعترفاتها الجريئة تلك, وطبع قلبة حارة على شفتيها التي تبللت بدموعها, وسحب يده ببطء الى خلف رأسها يتخلل شعرها الكث بأصابعه ويجذبها اكثر اليه في الوقت الذي تنقلت شفتاه من على شفتيها الى رقبتها يتبع طريق دموعها ويقبلها بنهم حتى مالت على الاريكة واستندت عليها وهي تستشعر قبلاته الحارة, قبل ان تفاجأه بابتعادها عنه رافضة لإقترابه منها, لاحظ إصرارها الشديد في توقيفه عن تقبيلها, فابتعد عنها أخيراً وهو ينظر اليها من بين انفاسه المتلاحقة وشفتيه الرطبتين بدموعها, نظر للقوة الكامنة في عينيها قبل ان توضح له سبب ردة فعلها تلك:
-عد إليها, فأنا قبل ان أحبك كرهتك.
ظهرت الصدمة في عينيه وهو يهمس بصوت مبحوح:
-احببتك منذ ولادتك, اتعنين انك كرهتني منذ ذلك الوقت؟
بهدوء جليدي اجابته وقد تلاشت دموعها من عينيها وكأنها لم تكن:
-لهذا أخبرك بأنه عندما سنلتقي ولن يكون امامي خيار اخر غير قتلك فلن اتردد في فعل هذا يا جلالة الملك.
كتم ألمه بكل قوته داخل قلبه واغلق عليه بابا من القسوة الجليدية, ثم نهض من مكانه وقال لها وهو ينظر اليها بشموخ الملوك وكبريائهم العنيدة:

-ولا انا سأتوانى عن التخلص من حياتك ان وقفت امامي في صفة عدوتي.

رفعت رأسها تتقبل تحديه ذاك بجرأة كبيرة, فزفر الهوء بعنف قبل ان يستدير راحلا, ولكن عند الباب توقف من جديد بعد أن سمعها تحمل كمانها مرة اخرى .. فقال لها:
-إن لم تكني الاحترام لي ولسكان القصر فأقله تصرفي ولو مرة واحدة كأم لفيكتور واحترمي ساعات نومه الهادئة دون ازعاج من موسيقاك في منتصف الليل.
لم يتوقعها ستجيبه ففاجأته بكلماتها قائلة:
-ذلك الطفل يستطيع أن يهنأ بعزفي اكثر من أحضاني, ام ان جلالتك قد نسيت انني عزفت له طيلة تسعة أشهر مكث فيها داخل جسدي؟
لم يمنحها كلمة أخرى واكتفى بأن تركها وحيدة في ذلك الظلام وخرج من الغرفة, وهو ينزل السلم الضيق سمع عزفها, لم يستطع التحرك اكثر, وقد شعر وكأن قواه تخور لسحرها من جديد, فجلس وحيدا تعيسا على تلك الدرجات, يستمع لها, لحزنها, لألمها, لغموضها وبرودها, كتل من المشاعر المتشابكة القاتلة, ترقص على نغمات وأوتار سحرية و تلك كانت فكتوريا, لحن لم يستطع احد ان يفك شفرات نوتاته الغريبة.
حاول استعادة رباطة جأشه وعدم الاستسلام لمشاعره الخائنة, فنهض من مكانه واكمل نزوله على تلك الدرجات الحجرية ثم مشى في القصر حتى وصل لجناحه, هناك تجاهل وجود الحارسين عند بابه ككل مرة فمنذ ولادته وهومتعود على عدم ملكيته الحق في ان يكون حراً ويخلوا بنفسه كجميع الناس العاديين, حياته ليست له بل لملايين من الناس, يعيش من اجلهم قبل ان يعيش من أجله, هذا ما تعلمه من الاعراف والقوانين الملكية, دخل مباشرة الباب الرئيسي لغرفة ابنه فكتور, مشى بهدوء في تلك الغرفة ذو الالوان الهادئة السماوية, حتى وصل لمهده, ازاح الستائر الشفافة كي يرى وجهه, فالتقت عينيه بعينين صغيرتين رائعتا الجمال, كان الصغير مستيقظا ينظر اليه بهدوء شديد, لا يمكن ان يكون قد ورثه سوى منها, لكنه استغرب استيقاظه في ظلام الليل وعدم بكائه كما يفعل عادة حتى تأتي باتريسيا اليه وتأخذه في أحضانها ثم تجهز له زجاجة الحليب بنفسها وتناوله إياها, لكن في تلك اللحظات التي تزامنت مع عزف فيكتوريا ظل الطفل هادئا, حتى انه كان ينظر اليه دون اهتمام, لقد كان كمن يستمع مثله بخشوع لألحان أمه, وقد طربت أذناه لها, فأدرك ألكسندر حينها حقيقة كانت هي ان فكتور قبل ان يعرف أحضان باتريسيا أول امرأة حملته في حياته, كان قد سمع لألحان فيكتوريا.
تركه ألكسندر أخيراً يستمتع بتلك الروابط الموسيقية التي بينه وبين العازفة دون ان يدري انها نفس المراة المشوهة التي يخاف من وجودها, ثم تقدم لغرفته الملكية بهدوء حيث كانت باتريسيا غارقة في نومها, وقد أرهقتها حفلة العشاء الطويلة التي تلتها ليلة عاشقة مع الملك حتى النخاع فلم تحس بغياب الملك من سريره او لعزف فيكتوريا الحزين, حتى اعتلى الملك السرير بجانبها فنظرت له من بين جفنيها الشبه مغلقتين وهي تسأل بعفوية:

-ماذا هناك؟

-لاشيء, ذهبت للإطمئنان على فكتور لا غير.

قال ذلك وهو يجذبها برقة اليه, فحشرت هي الاخرى نفسها بين أحضانه, وطبعت قبلة رقيقة على صدره وهي تعود بسرعة للغط في النوم.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 15-11-13, 03:40 AM   #3507

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

انتهى الفصل أعزائي

فصل طوييييل, لحد الان هو اطول فصل في رواية ملوك تحت رحمة العشق

تصبحوا على خير ونلتقي غدا بعد عودتي من العمل


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 15-11-13, 04:13 AM   #3508

ندى الفجر

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ندى الفجر

? العضوٌ??? » 132014
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,276
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اول حاجة شكرا على تعبك وسهرك معانا سكينة

وبصراحة فصل يستحق الانتظار والسهر

تسلمى يا رب


ندى الفجر غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 15-11-13, 04:32 AM   #3509

ندى الفجر

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ندى الفجر

? العضوٌ??? » 132014
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,276
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تانى حاجة يخرب بيتك يا الكسندر

جننتنا معك
انت بتحب اه بالظبط قوة فكتوريا او ضعف بتريسيا جرئت فيكى او خجل باتى
غموض فيكى او شفافية باتى

حدد كده انت بتحب اه
وعدم اللمواخذة شوف انت عاوز تطلب اه

مارو انا بصراحة عندى التباس فى حاجة مشاعر وتصروفات بتريسيا الخجولة هل فيها شئ من الحقيقة ام انها جميعاً مجرد تمثيل لدور تتقنه لتقنع الملك بذاسجتها
ام انها ببساطة تحب الكسندر لذلك تقوم بكل هذا لتبقى بجواره

اقتباس:
-كم ستتعذب وكم ستتألم الكسندر, لأنك ورطت قلبك في مصيبة عشق امرأتين وجعلته تحت رحمته, والعشق لن يرحمك حبيبي.


الجملة دى خطيرة مارو بجد لدرجة انى اعدت قراتها اكثر من عشرين مرة
ابدعتى بجد

فى انتظر ما ستفعليه بالكسندر جوز الاثنين

وعلى رائ المثل قال يا متجوز الاثنين يا مشوى على الجنبين
هههههههههههههههههههههه




ندى الفجر غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 15-11-13, 04:48 AM   #3510

العنود محمد

? العضوٌ??? » 90562
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 322
?  نُقآطِيْ » العنود محمد is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

العنود محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مُلوك, العشق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:53 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.