آخر 10 مشاركات
116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          457 - الحب خط أحمر ـ تريش وايلي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          458 - صباح الجراح - كاتي ويليامز (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          1114-قناع من الخداع -سارا وود-دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وداعاًللماضى(99)لـ:مايا بانكس(الجزء الرابع من سلسة الحمل والشغف)كاملة*تم إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          [تحميل] الثلاثيني الملتحي / للكاتبة عذاري آل شمر ، عراقية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree142Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-02-14, 12:34 AM   #4341

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
Elk


الفصل الثالث والثلاثون والاخير



فتحت عينيها بعذاب شديد, تقاوم ألمها وتنظر لتنك العينين الخبيثة القاسية, صاحبتها تحمل بيدها سوطاً جلديا, تتأملها باستعلاء كيف أن ذراعيها معلقتين بسلاسل فولاذية وفستانها تمزق على ظهرها الدامي, لكن مع كل ألمها ابتسمت في عينها وقالت:



-يتم جلدي لذنب الحب, وأنت؟؟ أين عقابك؟؟ الا يجب ان يكون اقسى من عقابي وانت التي كنت تعلمين بأمر هذا الحب ومع ذلك أخفيته عن العائلة الملكية وأرسلتني لعقر داره؟


صرخت باتريسيا ألما حتى تردد صدى صرختها في السرداب التعذيبي, عندما غضبت الاميرة لكلماتها الوقحة والجريئة فأجابت تساؤلها بجلدة من سوطها الوحشي, بعدها تركت لها بعض من الوقت حتى تأخذ أنفاسها وتستوعب ألمها, وهي تدور من حولها قبل ان تتوقف أمامها وتنظر لرأس باتريسيا المطأطأ من التعب والالم وقالت لها بنبرة مشمئزة:


-الكل يراك في العائلة عارا علينا لضعفك, اما انا فأرى خبثك الحيواني الذي سخرته فقط لمصلحتك الشخصية هو عارنا الكبير...


قاطعتها باتريسيا وهي ترفع رأسها تحرك يديها بقوة كمن تريد الوصول لعمتها ولكنها لا تنجح في ظل تلك السلاسل المحاصرة لها كعبدة ذليلة مع ذلك لم تتوقف عن إطلاق كلماتها الشرسة من بين أسنانها:


-وانت؟؟ الست أخبث من في هذه العائلة؟ انت أسوء مني بكثير, تبعثين بأفراد هذه العائلة واحدا تلوى الاخر نحو الهلاك من اجل أهدافك الخاصة, كما فعلت مع والدي بالضبط, لقد مات بسبب أفكارك وتخطيطاتك له لمواجهة الكسندر, ابي الذي لم تكترثي عندما آسره الكسندر وعذبه, فو كنتِ تهتمين له لاخبرتني على الاقل بأنه يتعذب في سراديب القصر الذي كنت انعم فيه بالحياة الرغيدة, ولكنك صمت حتى لا أحاول إنقاذه فتكون تلك مخاطرة قد تفشل خططك الخبيثة.


-والدك فاشل مثلك, ولا مكان للفشلة في هذه العائلة, لذلك مات كما ستموتين مثله الان.


أخفضت باتريسيا عينيها تحت أنظار الاميرة المراقبة لها ونظرت لبطنها بألم شديد, وقالت بحقد شديد دون ان تحيد انظارها عن جوفها الخاوي:


-لسعات سوطك كدغدغات مزعجة لا اكثر مقارنة بألم تمزيق رحمي وشعور ابني وهو يُسحق في داخلي.


أغمضت باتريسيا عينيها تتذكر الموت المحقق الذي كانت تنتظره, وكلمات فيكتوريا الاخيرة كانت ككلمات مودعة, ابنة الخال..


غابت عن وعيها لمدة طويلة, لم تعلم ما حصل لها في تلك المدة, كلما تذكرته ان استيقاظها الثالث من تلك الاغماءات المتتالية كانت في مكان غريب عنها, ضوء ساطع يحيط بها من كل جانب, حركت رأسها بصعوبة يمينا ويسارا وهي تغلق عينيها غير قادرة على احتمال لك النور قبل ان تفتحهما من جديد وتجد نفسها مدرجة بالدماء لدرجة أخافتها نفسها, ألمها الشديد لم يمنعها من ملاحظة تلك الاكياس الكبيرة التي تفوح منها رائحة عفنة, بين جدارين عاليين, لم يكن قد سبق لها أن رأت ذلك المكان, فهي لم تولد وتعش سوى وسط القصور ولم ترى غيرها, لكنها تأكدت في اخر اللحظات من انه تم رميها خارج القصر, في نفايات المدينة, كانت تفتح عينيها وتعيد اغلاقها تلقائيا, تئن ألما, فليساعدها أحد, فليأتي أحد لينقذها, حلم تحول الى كابوس عندما توقفت سيارات معتمة عند اخر الشارع الضيق, وهناك خرج منه رجال اقوياء, تتقدمهم امرأة توقفت بحذائها الانيق أمام وجه باتريسيا, التي قامت بمجهود عظيم حتى تستطيع فتح عينيها على وسعهما والتركيز في ضوء النهار الساطع على الوجوه المحيطة بها, وخصوصا وجه المرأة الهادئ, كل ما تمنته حينها باتريسيا وهي تعيد إغلاق عينيها, هو ان تموت والا ترى وجوه عائلتها ثانية ولكن أمنيتها طبعا لم تتحقق, تلك العائلة كانت تسعى للانتقام بوحشية, حتى أنهم قاموا بإنقاذها من الموت الوشيك, وقاموا بالمستحيل لكي تنجح عمليات رحمها الممزق, فيُخيل لمن تُحكى له حكايتها أن كل مجهودات عائلتها تلك من اجل ان يشفى اخر غصن في شجرتهم, ويستمر بالحياة, لكن الحقيقة كانت أنهم أنقذوا الغصن حتى يكسروه ويجردوه وهو على قيد الحياة من جذره, بالتعذيب والتذليل, لأنها لم تخن فقط ثقتهم واشعرتهم بالذل عندما رماها الملك في مطرح النفايات ممزقة الرحم بدمائهم ودمائه المختلطة, كمن يخبرهم انه كان أول من رفض ذلك الاختلاط, واول من قام بقتله, ورمى الابنة التي تحمل دمائهم في الشارع كالمتشردات بعد ان اكتفى منها, الا انهم ايضا أنقذوا حياتها حتى تعلن عن الاسرر التي اكتشفتها في القصر.


أبعدت باتريسيا أنظارها عن بطنها وقالت للأميرة:


-صاحبة السمو, دعيني ارافقك, إني اتوق للانتقام منه وتمزيقه ورؤيته يتعذب ويتمرغ في نار مشتعلة لعله يطفأ نار الغضب منه, انا احببته ولكني أحببت اكثر ذلك الطفل الذي خنت حتى نفسي من اجله, والكسندر حطم كل احلامي, صدقيني أنتم لن تجدوا من تكرهه مثلي, حرريني وسأخبرك كل أسراره, حريريني وسأقتله بيدي الاثنتين.


ظهرت ابتسامة مستهزئة على وجه سمو الاميرة وهي تنظر لباتريسيا المليئة بالحقد والكراهية, قبل ان تستدير تاركة إياها وحيدة في الزنزانة وتقول لها:


-لا أحتاج لكراهيتك, بل إني لم أعد أحتاج لأحد لتحقيق هدفي.


خرجت الاميرة من الزنزانة بملامح جامدة, وتجاهلت الحراس الذين كانت تجدهم في طريقها اثناء عملهم المشدد, واستقلت المصعد لتوجه للجناح الملكي في قصرهم الصغير العصري, يعيشون كاي عائلة ثرية للبلاد مظطرين لإخفاء اصولهم الحقيقية. عندما دخلت عند الملكة الام والتي اقتربت منها على كرسيها المتحرك سألتها مباشرة:


-هل اعترفت الخائنة بشيء؟


أجابتها ابنتها ببرود:


-لا شيء أماه, إنها تطالب بأن تكون هي المنتقمة منه لا نحن.


زمت العجوز شفتيها المجعدتين الرقيقتين بغضب قبل ان تهمس بصوتها الشحيح:


-الخائنة, مع أنها تغضبني حتى وهي تريد الانتقام منه فهي تريد فعل هذا فقط لقتله طفلها النجس وليس لأجلنا, الا انني سآمرك أن تحرريها, فهي ورثت جينات عمتها المجنونة بابنتها الضائعة, نار الانتقام ملتهبة بها وإما ستقتله أو سيقتلها وفي كلتا الحالتين نحن لسنا بالخاسرين.


-لا.


فتحت الملكة الام عينيها الصغيرتين على وسعهما تستفسر عن معنى تلك الكلمة المختصرة التي قد تقيم حربا في العائلة, وكانت ابنتها سريعة الجواب الشافي عندما قالت لها:


-لن انتظر مزيدا من الوقت, لن اخطط وانتظر سنوات أخرى لخطط تفشل في أخر لحظة, أنا سأهجم.


امتزج الهول والغضب الشديد على صفحة وجه العجوز التي ازدادت تجاعيدها حتى أصبحت مخيفة لناظر وهي تهمس ببحة قوية:


-أين تعقلك الملكي؟ إن هجمتي عليه في قصره الرئيسي وهذا ان نجحتِ أصلا في الاستلاء عليه فلن تنجحي بالسيطرة على غضب الشعب, لانه لا يعرفنا ولن يتقبل ملكيتنا, بدون السر الملكي نحن لا نستطيع استرجاع عرشنا يا سمو الاميرة.


ضمت الاميرة قبضة يدها بقوة وهي تتصرف بعدم لباقة لاول مرة امام الملكة الام:


-لم تعد تُهمني الأعراف الساذجة للملكية, ان لم يقبلوا سأرغمهم على هذا ولا يهمني الدماء التي ستجري امام قدمي من اجل تحقيق هدفي.


-أراك تتحدثين بصيغة الفرد يا سمو الاميرة, هل نسيت بأنك لست أكثر من فرد من عائلة كبيرة جدا, والقرارت تتخذها افراد العائلة بأكملها بموافقتي الاولى والاخيرة.


ارتسمت ابتسامة مخيفة على شفتي الاميرة حتى شعرت الملكة الام بتوتر مفاجئ لم تختبره منذ زمن طويل وبكل تأكيد ليس من ابنتها كما حصل في تلك اللحظة الغريبة قبل ان تقول الاميرة لها وهي تخطوا ناحيتها بهدوء مريب:


-وهل ظننتِ بأنني كنت أنتظر كل هذا الوقت من الزمن وأخاطر بحياتي بعد ان سخرتها كلها من اجل الملكية, ثم في اخر لحظة اسلم العرش لعجوز متكورة على نفسها على كرسي متحرك, ترفض ان تترك الحياة وتموت ولا تجيد سوى ان تلقي الاوامر على اصغرها سنا وأقواها؟؟ هل سأترك لمرأة ضعيفة يحوم الموت حولها طوال الوقت ان تحكم هي بلاداً بأكملها؟؟ برأيك المريض لماذا سأفعل هذا؟


-لأنني جلالة الملكة, ولأنني والدتك.


أطلقت الاميرة صوتا ساخرا غير مهمتمة بالشحوب الكبير الذي اجتاح وجه العجوز امها, وهي تهمس بتلك الكلمات غير مصدقة ما توقعته من الجميع الا ابنتها البكر, الوفية الامينة.


-أنت لم تهتمي لأحد من العائلة يوما, في شبابك قتلتِ كل من وقف ضدك في العائلة, وفي كبرك مات ايضا العديدون بآمر منك, فلماذا أهتم انا بصلة الدم التي بيننا؟


تقطع صوت العجوز وقد بدأ يرتفع ضغطها وظهر الذعر لأول مرة في عينيها وهي ترى الاميرة تقترب منها:


-أنت ترتكبين خطئا لا يغتفر.


-لن يكون أسوء من خطأ تركك تعيشين لكي تكوني ملكة علي.


حال ان أكملت كلماتها حتى حركت العجوز كرسيها المتحرك حتى تهرب من ابنتها, لكن الاميرة كانت اقوى واسرع منها وهي تمسك بمقبضي الكرسي المتحرك وتديرها بقوة اليها, اوشكت الام الملكة على الصراخ, فأسكتتها ابنتها بصفعة قوية على وجهها لم تتحملها العجوز الخرفة, فأصابها الوهن والدوار وهي ترمش بعينيها اللتين أصبحت بيضاوتين, أمسكت الاميرة بمؤخرة راس امها التي كانت ما تزال عليها بعض الشعيرات الخفيفة البيضاء, وجذبتها بكل قوتها من الكرسي المتحرك حتى صدمت جبينها مع الطاولة المتينة التي كانت تزين وسط الجناح الملكي, طارت الدماء في الحال من راس العجوز, لكن الاميرة لم تكتفي بذلك فعاودت جذب رأس أمها التي كانت قد فارقت الحياة ثم اعادت ضربه بشدة بحافة الطاولة, كررت الفعل مرات عديدة حتى تهمش راس الام الملكة بين يديها, وتعبت هي من جنون السلطة, فرمت امها ارضا, ومسحت وجهها التي كانت تتطاير عليه الدماء, ثم ذهبت لتغيير ثيابها بسرعة قبل ان يراها احدهم وهي تقفل باب الجناح الملكي بالمفتاح على والدتها الميتة في بحيرة من دمائها.


عندما خرجت من جناحها كانت بكامل اناقتها, وهدوئها, لا احد كان سيعلم بموت الملكة الا عندما تستولي على عرش الكسندر وتكون ساعتها ملكة على الجميع, حينها لن يستطيع الباقي من افراد عائلتها التجرأ على محاسبتها, وذلك ما كانت هي في طريقها لفعله, اجتمعت بأفراد العائلة الباقية, وهناك اخبرتهم عن قرار انطلاقهم للقصر الرئيسي لهجوم مباشر عليه, وعندما رفض الجميع قرارها ذاك, جائتهم بجواب لم يستطع احد منهم الاعتراض عليه:


-إن هذا آمر الملكة الأم. وآسفاه صحتها متدهورة في الايام الاخيرة لذلك اوكلت لي بأن اوصل لكم قرارها هذا.


وقبل ان تنطلق العائلة في معركتها الدموية, استأذنت الاميرة الجميع لزيارة ضيف شرفها في المعركة, ابتسمت حال ان فتح الحراس باب غرفته, فالتقت عيناها بعينيه الامعتين, قال لها على الفور وهو يراقب اقترابها منه:


-لن ارافقكم لكنني سألتحق بكم.


صمتت, لم تعارض ولم توافق, فقد كانت تلك دعوة واضحة منها له لكي يشرح لها معنى كلماته:


-لقد توصلت لأحد أسرارها أخيرا وعلي الذهاب لجلبه أولا. وبنبرة ثقة وانتصار كبيرين اضاف قائلا:



-هذه المرة ستسقط فيكتوريا الى الابد, لن تستطيع القتال بعد أن اكتشفنا سرها الدفين.

.............

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 04-02-14, 12:36 AM   #4342

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
Elk

كان يستمع بهدوء لذلك الصوت الانيق لكعبي حذائها وهما يطرقان الارضية عندما دخلت لجناحه الملكي, ارتسمت ابتسامة قاسية على شفتيه, فهي لم تظهر ثانية امامه بعد ذلك اليوم الذي انتهكها فيه ضد رغبتها, وهو لم يطلب رؤيتها من قبل, فقد اكتفى منها كليا وأهملها كأنها قطعة آثاث تزين قصره المظلم , ولكنه استدعاها اخيرا لجناحه وهي لبت طلبه بهدوء دون ان تثير المشاكل مع الحراس الذين ذهبوا لجلبها له.


سمع تجمد حركتها, توقفت خلفه بصمت ونظرت لفيكتور الذي كان على غير العادة يرقد على سرير والده الواسع, يبكي بحرقة لإهمال الجميع له, ثم التفتت للألكسندر عندما جذبها الصوت الحاد الذي اصدره المسدس الملكي عندما بدأ الكسندر بتلقيمه, كانت تراقب حركاته السريعة المتقنة بعينين ميتتين, قبل ان يتوقف عنما كان قوم به ويتحدث إليها قائلا:


-إنها النهاية فيكتوريا, وفي النهاية دوما علينا ان نضع النقاط على الحروف.


استدار إليها وفي يده مسدسه الموجه اليها, لكنها ظلت في مكانها دون حراك, ونظرت ليديه لا تتأمل مسدسه بل جروحها الكثيرة والتي كانت في طور الشفاء, سبب تلك الجروح يعلمه جميع من كان في القصر, بعد ذلك اليوم عندما اختفت باتريسيا لا تعلم فيكتوريا بمصيرها, وسجنت هي نفسها في برجها العالي, حينها بدأ الكسندر يستعيد بعضا من التعقل الانساني والذي جعله يفكر في كل ما حصل وما اكتشفه وما فعله هو, صحيح أنه لم يندم على ما فعله حتى بعد مرور اسابيع طويلة على الكارثة الملكية, ولكن غضبه طال روح والده ايضا, حطم غرفة والده بكاملها, فقط بيدين مجردتين, وكان الخدم والحراس يسمعون اصوات صراخه في جناح الملك الكبير, يشتمه ويلعنه ويتمنى مكوثه في الجحيم, لكن كل من اولئك المقيمين بالقصر الذين وصلتهم أصواته الهستيرية, وظنوا جنونه حينها لم يستطيعوا التدخل ومنع ملكهم الشاب من فقدان عقله, عقله الذي لم يفقده في النهاية عندما برهن للجميع انه مازال يستطيع استعادة سيطرته على نفسه, فبعد أن انْهار في غرفة والده, وأمضى في غرفة والده ليلة كاملة حالكة الظلمة هادئة كالقبور, حتى أن سكان القصر ظنوا أنه لقي حتفه في غرفة والده, انتحر, او اذى نفسه بدون عمد او حتى بعضهم ذهب لفكرة ان يكون شبح الملك الاكبر قد انتقم من ابنه شر انتقام لإقتحامه حرمة جناحه ولعنه للأعراف الملكية العظيمة.


الا فيكتوريا .. فرغم انكسارها الذي لم تشهده على نفسها من قبل, إلا أنها كانت متأكدة من أن ثورته تلك نتيجة استيقاظ عقله الثائر على الحقيقة التي لم يريد ان يفكر في بشاعتها لحظة ان اخبرته بها, عقله الهائج التقط فقط سر نقطة ضعفها, أراد لحظتها فقط إيلامها ولم يهتم بما عانته والدتها بسبب والده, المرأة الرقيقة, والعازفة الجياشة المشاعر, كان عندما يستمع لعزفها يتردد في أنحاء القصر يتوجه لجناحها خفية عن ابيه, يدخله ويجلس احيانا بجانب فيكتوريا إن كانت موجودة معها وأحيانا اخرى يجلس وحده معها يستمع لألحانها ولم تعرب له يوما عن انزعاجها من تطفله على جناحها, بل كانت عندما تنهي عزفها وتسمعه يصفق لها بلباقة ولي عهد البلاد, تستدير اليه, توجه له ابتسامة امتنان صامتة فيرحل بعدها بهدوء من جناحها.


اختفت جروح يدي الكسندر عن انظار فيكتوريا عندما دس الكسندر مسدسه في غشائه المعلق بحزامه الجلدي ثم قام بارتداء قفازيه الجلديين السميكين, بعدها نظر اليها بعينين انطفأ لونهما ذلك الامتزاج بين الرمادي والازرق الداكن الذي كان يذكرها بالمحيط الوحشي مساءً وهو يحيط القصر الملكي كحارس مُسخرٍ من الطبيعة العظيمة.


-فيكتوريا اتختارينه؟ سألها ذلك وهو ينظر الى فيكتور الباكي على سريره وسط اغطية الفرو الفاخرة ثم أكمل سؤاله وهو ينظر لعينيها بقوة:-أم تختارين الملكية؟


-هل أنت راحل إليهم؟


نظر للبعيد عبر زجاج الشرفة وهو يجيبها ببرود وغموض لم يفهمه غيرها:


-بل هم القادمون إلينا.


ثم أضاف بنفس النظرة الخاوية:


-أستطيع سماع اصوات خطواتهم من مكاني, قادمون حتى ينشبوا الحرب الاخيرة.


-وأنت ستنتظرهم هنا دون أن تفعل شيئا؟


-سأفعل. قال ذلك وهو يلتفت اليها من جديد, وأكمل قائلا:-اني افعل الان بتخييرك بين حياتك وحياة ابنك وهوسك بالملكية التي يمكن أن تدخلك في حرب طاحنة قد تخسرين أو تكسبين فيها كل شيء.


-هل أفهم بأن رجلا استكثر الموت علي حتى يتلذذ بتعذيبي, قد وصل اخيرا الى مرحلة يحررني فيها من آسره.


رفع رأسه عاليا بشموخ يقول لها:


-اجل أنا أحررك فيكتوريا, أحررك من حبي, من زواجنا, من عائلتي ومن قصري, إن كنت ترغبين بهذا طبعا, وإن كنت تمنحين الاولية لنفسك وابنك فسأحرركما الان, لتهربا بعيدا عن هذا المكان الذي سيتحول لمذبحة بعد سويعات قليلة, وإن لم تُريدِ الهرب وفضلتِ ان تحكمي العرش وان تظلِ وفية لوالدك إلى الابد, فهذا أيضا سأوافق عليه, وسأتركك تنتظرين معي هنا اولئك الاشخاص, تحاربينهم. لا يهمني ما سيحصل لي, كسبتُ ام خسرتُ, فإني سأحارب لوحدي هذه المرة مع سلاح وحيد, لا ادري من علي ومن معي في قصري, لأني صرت متأكدا بأن كل ما يحيط بي هم خونة, ليس فقط انت وباتريسيا, هناك الكثيرين الذين سيفتحون لهم ابواب قصري ببساطة لقتلي, وانا لن امانع بل سأنتظر هنا بشموخ الملوك, لن أقف مكتوف الأيدي, بل سأحارب بكل ببسالة وأنا أتمنى الموت لنفسي حتى ينهش الجميع بمن فيهم انت بعضهم بعضا عراكاً على العرش الملكي.


اهتز قلبها في صدرها, لحقيقة أنه لم يعد يهتم للعرش الملكي, لحقيقة أنه يتخلى على كل شيء ولكن ليس ببساطة, بل يريد ان يفعل ذلك بعد أن تسفك دمائه وهو واقف يدافع عن ملكيته بشرف النبلاء, اومأت فيكتوريا برأسها بتفهم, قبل ان تتحرك من مكانها وتتقدم لسريره, غطت ابنها بأغطيته الوفيرة ثم حملته بين ذراعيها ونظرت له بصمت, حينها تحدث الملك قائلا:


-قرارك قد اتخذ إذن.


تحرك الى الامام, فتبعته وهو يخرج بها من الجناح الملكي, لاحظت كيف رفض مرافقة الحرس له, لقد اصبح يشك في كل من حوله, ولذلك اصبح يخطط ويحارب وحيدا, اصحطبها الى حيث المرآب الخاص به الذي يؤذي مباشرة للباب الخلفي والخارجي للقصر, اوقفها عند سيارة سوداء معتمة قوية, هناك اخذ منها الطفل بصمت وأدخله السيارة, ثبت مهده الصغير جيدا على مقاعدها الخلفية, ثم خرج منها ووقف أمام فيكتوريا, مد لها يده بمسدس كان قد تركه من قبل في السيارة برفقة مفاتيحها, أخذتهما منه في الوقت الذي كان يقول لها:


-أعلم بأنك قادرة على حماية نفسك.


وبنظرة صارمة من عينيه نحو الحراس الواقفين عند الباب الخلفي, اسرعوا بالاستعداد لفتح الباب لها, فاستدار تاركا اياها خلفه, ومشى عائدا لداخل قصره بخطوات ثقيلة وهو يعلم تمام العلم انها لم تتحرك بعد من مكانها, حتى اقترب ان يصل للباب حينها سمع صوتها يرن بنبرة القوة والجمال ممتزجا بحزن نادر, رنة لم يكن ليفهمها سوى من له أذان تحب ان تتوه في غموض النوتات الموسيقية:


-انتظر, لا ترحل بعد...


توقف مكانه, لم يستدر, بل ظل ينظر أمامه يفكر لعدة ثواني, هل يستجيب لسحر نبرتها, ام لا؟ في الاخير استدار, انه واقع في سحرها منذ زمن, ولكنه ظل في مكانه, حيث التقت الأعين بنظرات طال الشوق اليها, كانت هناك رقة وشفافية في عيونهم, نظرات لا حدود لها حتى تمنعها من البوح بأسرارها العميقة, نظرات جامحة منطلقة متحررة, حينها تحدث بما جلبته له افكاره العفوية:


-فاجأتيني, ما ظننت أنك ستختارين الطفل الذي سبق وتخليت عنه, وتتركين الملكية, وما ظننت أنني عندما أعطيك مسدسا واوليك ظهري لن تغتنمي فرصة الانتقام مني بعد كل ما فعلته بك.


زادت من رفع رأسها وهي تتنفس الهواء بهدوء وتقول بنبرة مهيبة وببضع كلمات استرجعت ما خسرته قبل ايام:


-إني ارى نفسي امرأة عادلة, فلما انتقم من عدو اصبحت انا واياه متعادلان؟ ما فعلته بي كان ردا على ما فعلته انا بك أولا.


ابتسامة خاوية اعتلت شفتيه المزمومتين وهويقول لها:


-لم أعد انسانا ذو قلب ينبض الحياة حتى يتألم لتشفي زوجته منه, لا تحاولي فيكتوريا استفزازي لأني لن أتألم من جديد كما أني لن اعتذر عن ما فعلته بك لأنك تستحقينه.


استدار لكي يرحل, حينها اوقفته ثانية بكلامها قائلة:


-انا لا افتخر بما فعلته, ولكنني ايضا لن اعتذر عنه, لأنه لدي اسبابي.


رمقها بحزن عميق, حينها اقتربت منه بخطوات متريثة, وظهر التردد لأول مرة في خطواتها عندما كادت تصل اليه, هل تتوقف عن بعد خطوتين أو ثلاثة أم تحترس من مشاعرها الخائنة وتزيد الرابعة كخطوة امان بينهما؟ لم تفعل كل ذلك ولم تنصت لصوت العقل, فالقلب كان شُجاعا وجريئا وهو يجعلها تقف على مقربة شديدة منه, أنفاس واحدة يتشاركانها, وهي تكلمه:


-لكم يؤلمني انك لا تستطيع فهمي؟


-انت من أردتي الا افهمك.


ابتسمت بغرابة, عيناها اتسعت بحزن شفاف وهي تتأمل كل جزء من وجهه وفردت يديها المضمومتين لشعور سري بينها وبين نفسها أرادت الامساك بيديه معا واحتضانهما بقوة, ولكنها في الاخير لم تستطع التخلي عن الجزء الباقي من كبريائها, فالوداع لا نتذكره بالاحضان بل بقوة اللحظات وربع خطوة تفرقنا عن شفاه الحبيب, ترافقنا للابد ذكرى قبلة لم يكتب لها ان تحصل وعناق لم تتشابك فيه الذراع. لذلك تركت فيكتوريا الفرصة لخيالها ان يظل ينبض بأسئلة ترافقها مدى الحياة, ماذا لو عانقته حينها, ضمته أو قبلته؟؟


عادت أخيرا نظراتها لمسقط رأسها حيث عينيه الملكيتين بجمالهما الرجولي وبوحشيتهما القاسية وبحزنهما الشامخ, توقفت نظراتها على نظراته وهي تعيد ضم اصابعها اليها بقوة تمنعهما من التمرد عليها ثم تقول له:


-معك حق, لم تكن تستطيع فهمي, لا مَلامة عليك.


أوقف جدالهما العقيم ذاك, وهو يقول لها راسما نقطة النهاية:


- سواء بقيت حيا او ميتا فإني لا اتمنى أن اراك.


-أما أنا فلدي شعور بأنني سأراك من جديد, أتمنى بأن يكون حدسي مُصيبا.


-وداعا فيكتوريا.


-الى اللقاء يا جلالة الملك.

قالت ذلك وهي تقوم بالانحناءة الملكية, تودعه برسمية قبل ان تستدير وتتوجه لسيارة, راقبها وهي تحتل مقعد السائق, ادارت محرك السيارة بقوة ورمته بنظرة ضيقة قبل ان تدير المقود, وخرجت من البوابة الخلفية بدون رجعة, بدون حتى التفاتة واحدة للوراء حيث ظل هو يراقب خيالهما الاسود هي وصغيرهما يرحلان بعيدا عن القصر الدامي.

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 04-02-14, 12:39 AM   #4343

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
Elk



في القصر المعادي, هناك في الزنزانة التي كانت باتريسيا ما تزال مسجونة فيها, مطأطئة الرأس بيأس, لم ترفعه حتى سمعت الباب يفتح, بترقب كاد يفقدها صوابها راقبت الباب وهو يدفع ببطء, ضمت حاجبيها لبعض وهي ترى اخر شخص توقعته قدومه إليها, لكن عندما بدأ يقترب منها بنفس نظرته الحقودة والكارهة التي عاش بها لسنين طويلة, فكرت بأنه في الحقيقة اول شخص كان يجب عليها انتظار قدومه, شعرت فجأة بالسعادة الغامرة لرؤيتها حتى عندما كزت عمتها على اسنانها وقالت لها:


-أيتها الخائنة, أحببت وحملت من رجل ذو دماء قذرة عائلته كانت السبب في حرماني من ابنتي للأبد.


أضافت المرأة تحت صمت باتريسيا المريب: -لم تهتمي لموت والدك على يده, بل لاراقتهم لدماء الكثيرين من افراد عائلتنا على مر الزمن, ولم تهتمي لوجعي ايتها الخائنة.


كلمتها الاخيرة نطقتها وهي تصفع باتريسيا, حتى صرخت تلك الاخرى بوحشية تحارب المها, وقد رسمت اظافر عمتها الحادة أثرا نزف الدماء على خذها الايمن, بعدها صرخت باتريسيا من جديد في وجه العمة:


-وابنتك ايضا خائنة, خائنة مثلي تماما لانها وقعت في حب أخ الملك.


-اصمتي .. اصمتي


كانت العمة تصرخ وصفعاتها تتوالى على باتريسيا المقيدة, حتى انهكها التعب, فتوقفت مخلفة خدوشا وجروحا كثيرة تنزف في وجه باتريسيا الصغير, وبدأت العجوز تتنفس باضطراب وهي تنظر بحقد كبير لباتريسيا التي استغلت لحظة ضعفها تلك وتحدثت اليها قائلة:


-الفخ الذي نصب لبعض افراد عائلتنا والتي كانت ابنتك من بينهم وقُتل الجميع فيه على يد أخ الملك الذي كان مكلفا بتلك المهمة, هو نفسه الشخص الذي ترك ابنتك على قيد الحياة, اتعلمين ماذا فعل بها؟؟


احتقن وجه العجوز وهي تتبادل النظرات الشرسة مع باتريسيا التي اكملت قائلة: -لقد ادخلها القصر على انها من العامة, جعلها تكمل دراستها كوصيفة في القصر, وفي الاخير تزوجها فجأة وارغم الجميع على تقبلها, ابنتك يا عمتي تزوجت بذلك الرجل وهي تعلم بانه عدوها, وتعلم بانه ابعدها عنك للابد وكانت تعلم ايضا انه قتل افرادا من عائلتها, وتعلم بانها ستخون عرقها وشرف عائلتها الملكية, وستعيش كزوجة سَيُنظر اليها دوما بنظرة فوقية لأنها من العامة, فضلت ان تخفي دمائها الملكية وأن تعيش في الذل والمهانة فقط من اجل ذلك الرجل "مكسيم", ظلت حتى اخر لحظة من حياتها تحميه, تحمي الرجل الذي غفرت له كل مساوئه فقط لأنها احبته...


-زوجة مكسيم ليست ابنتي, ابنتي ماتت وهي صغيرة, وانت .. انت عليك ان تموتي الان على يدي ما داموا هم رحلوا الى العدو دون ان يضعوا حدا لحياتك الملعونة.


قالت العمة ذلك وهي تتحرك من مكانها, شاهدتها باتريسيا وهي تتوجه لطاولة التي كان السوط ما يزال موضوعا عليها, امسكته ثم اقتربت من ظهرها, تمسك بكلا طرفي السوط, وفي نيتها ان تحيطه برقبة باتريسيا تخنقها به حتى الموت, لكن باتريسيا المكبلة بالسلاسل بدأت تتحرك يمينا وشمالا الى الامام والى الخلف بكل طاقتها في حركات عشوائية وهستيرية حتى تمنع عمتها المجنونة من التقدم اكثر اليها وهي تصرخ فيها:


-بلى انها هي, وكيف لك ان تعلمي بامرها وانت لم تريها يوما, اخبريني هل تركوك يوما ترين زوجة مكسيم؟؟


ترددت العمة في التقدم اليها, ونظرت بتوتر لباتريسيا, بعد ان ارسلت كلماتها لعقلها الغاضب انذارات حادة.


-عمتي, انت لم تريها يوما, لأنك لا تعلمين ما يحصل خارج أسوار قصورنا, وهذا لأن عائلتنا تآسرنا هنا وتتحكم بمصائرنا. الجميع كان يعلم بحقيقة ان ابنتك ماتزال على قيد الحياة, ولكنهم تركوك في عذابك لسنين طويلة, صمتوا حتى لا تتدخلي في خططهم وتخريبيها بلهفتك على ابنتك, عائلتنا وبالخصوص اختك الاميرة الكبرى اخفت امر ابنتك عنك وحبستك داخل قصورها كالمجانين.


وفي الوقت الذي ظلت العمة جامدة في مكانها وباتريسيا متأكدة من ان السمكة قد ابتلعت الطعم, كانت فكتوريا خارج القصور, تقود السيارة التي اعطاها لها الكسندر بسرعة وحذر كبيرين, لم تكن تنوي الهرب كما آمرها الكسندر, فكيف تفعل والفرصة التي انتظرتها طويلا وكادت تفقد حياتها بسببها قد اتتها على طبق من ذهب, فمن اجل ذلك الاسم خاطرت بكل شيء ودخلت لجناح الملك الراحل, في سردابه السري حيث تأكدت من وجود الاسم الثالث, الذي لا يعلم بأمره أحد, حتى هي لم تكن متاكدة من وجوده, الا ان عقلها الذي لا يستسلم ولا يترك شيئا الا ويشك فيه قادها للمجلد الذي يحمل أسماء أفراد رجال العائلة الملكية التي عاشت فترات تدريبية في المعقل الحربي, وهي المرآة الوحيدة والاسم الاخير الذي كان يجب ان يكون في الائحة بعد الكسندرالذي يتبع اسمه اسم والدها الامير الاصغر قبل الملك نفسه وبقية كبار العائلة, لكن على غير المعتاد كان هناك اسم اخر يليها, ذلك الاسم الذي بحثت عنه طويلا بأنفاس لاهثة, واستعدت لقتل الحي والميت حتى تصل اليه, سنوات وسنوات طويلة وهي تبحث وتخدع وتخون وتقتل فقط لكي تجد ذلك الاسم.


خففت السرعة عندما بدأ المعقل يظهر لها من بعيد, ثم انحرفت في طريقها الى الغابة وادخلت السيارة بين الاشجار الباسقة والتي كانت تصدر صوتا حاداً اثار انبتاه فيكتور الذي بدا يتأمل الاغصان الكبيرة وهي تصطدم بنوافذ السيارة. أطفأت فيكتوريا المحرك, ثم التفتت لفيكتور, التقت عيناهما, بصمت تبادلا النظرات, كان قد هدأ تصرفه بعد نوبة بكاء قوية تجاهلتها هي بكل برود اثناء قيادتها لسيارة, ابعدت عينيها عنه دون ان تقترب منه اكثر من ذلك وخرجت من السيارة, وكأن بنظراتها تلك كانت تحذره من الصراخ, تركته وحيدا وركضت بأقوى سرعتها بين الاشجار, حتى اصبحت قريبة من المعقل, عندها تسللت بين الاشجار وهي تحكم قبضتها على المسدس الذي اعطاه لها الكسندر, راقبتهم من خلف الجذوع العريضة للغابة الى حيث يقع باب المعقل العملاق والذي كان مفتوحا على مصراعيه من بعيد, زمت شفتيها اكثر عندما كان رجال مسلحين يقفون عنده, ولم تكن تحتاج لوقت إضافي لكي تعلم بأنهم ليسوا من حراس المعقل الملكي, هم دخلاء, بل اعداء, تراجعت نصف خطوة للخلف عندما تحركت سيارة ضخمة كانت متوقفة أمام المعقل, انطلقت بسرعة جنونية بعيدا عن المعقل تاركة الكثير من حراسها يحكمون قبضتهم على المقعل وكل من فيه, الا من أتت من اجله, عادت راكضة الى سيارتها تسابق الرياح لا تشعر بالالم التي كانت تسببه الاغصان الشائكة وهي تقوم بجرح وجهها وكل جزء من بشرتها كان عاريا, فكل ما كانت تفكر فيه لحظتها, ان اعدائها سبقوها الى سرها, بعد ان اكتشفوه.


مرة ثانية في حياتها تعترف بان هناك من فاجأها.


أصوات الرصاص والقتال والدماء كانت تجري في ردهات القصر الملكية .. كما توقع, عندما أرادوا الهجوم استطاعوا ذلك بسهولة, فهناك من ساعدهم من داخل قصره, الكثير خانوه لا يعلم الان من يقاتل في الخارج مدافعا عنه ومن يقاتل حتى يصل اليه, لكن مع ذلك ظل الكسندر هادئا في مكانه, فأكثر شيء تعلمه من والده وكان فخورا به, هو شجاعته عند الموت وكلماته التي كان يرددها دوما على مسامعه:


(الملوك العظماء, لا يهابون الموت, لا يحزنون لمفارقة الحياة, لا يتألمون لرحيل, انهم يحاربون الموت ببسالة حتى لا ينال منهم بسهولة وعندما يرون أن الموت آتٍ إليهم بفوز محقق, يجلسون على عروشهم بصمت ملكي في انتظاره بنظرة مكتفية من الحياة.)


هكذا فعل هو, مسدسه على يساره على طاولة مكتبه, وكمانها على يمينه, لا يلمسه, فقط يتأمل كل جزء فيه, من تصميمه المتقن, طلائه المميز, رائحته من عبق الماضي الذي لا يقدر بثمن, والاكثر لمساتها, كانها رسمتهم عليه بألوان غير مرئية فقط سحرية تتوعد ان لا احد يستطيع ان يعزف عليه لأنه قطعة من المرأة التي لن يكررها الزمن.


فُتح باب المكتب عليه .. وصلوا اليه بسرعة اكثر مما توقع, مع ذلك حافظ على هدوئه وهو يضع يده على مسدسه الملكي, دخل رجال عديدون اليه, هناك من يحمل الشيب في راسه, ومن تعتليه نظرة متعالية واخرون بلباس اسود موحد وعضلات مفتولة كانوا حراسهم الاشداء, الكل كان مسلحا والكل وجه أسلحتهم المتعددة الى رجل واحد بسلاح واحد.


تقدم منه اكثر رجل في الحضور كان اللون الابيض قد اكتسى شعره بالكامل حتى اصبح وكانه ولد من رحم جليدي, بينما في تجويفتي عينيه المتعبتين عيون خضراء باهتة, كان ذلك الرجل هو لورانت, ابن أخِ الملكة الام, والذي مات في المذبحة التي تمت على يد مكسيم بآمر من اخيه الملك, تكلم الرجل قائلا:


-سلم العرش يا الكسندر, فهو لم يكن يوما لك.


-بل دوما كان لي, وإن كنت علي أن اتركه, فلن افعل ذلك سوى وأنا جثة هامدة عليه.


حال أن اكمل كلماته حتى أطلق رصاصة متمردة من مسدسه, غير مبال لتهديداتهم, صرخ احد حراس لورانت محذرا سيده في اللحظة الاخيرة مما جعله يتحرك من مكانه فاخترقت الرصاصة ذراعه بدل صدره, ومباشرة تلتها رصاصة أخرى انطلقت من مسدس احد حراس لورانت الذي كان قد أطبق أصابعه على ذراعه وصرخة مكتومة علقت بين شفتيه, قبل ان يصرخ في حراسه بقوة عندما راهم سيقتدون بزميلهم ويطلقوا وابلا من الرصاص على الكسندر:


-توقفوا...


توقف الحراس ينظرون امامهم بملامح جامدة, كالآلات التي تتحرك بأمر سيدها, ونظر لورانت للالكسندر الذي رفض الصراخ, او حتى التحرك من مكانه, حتى ان يده لم تتحرك بعفوية كما يفعل اي انسان متؤلم ليتحسس جرحا خطيراً كالذي اصابه, ظلت الدماء تنزف من خصره, بينما هو ينظر بشموخ لهم جميعا, لولا ذلك الشحوب الذي اكتسى وجهه بسبب الرصاصة التي استقرت في جسده, وافتضح المه الذي كان يخيفيه بكبرياء رجولية, عندما قام بالضغط على زناد مسدسه, فانطلقت رصاصة مشوشة عن هدفها, واصطدمت بعشوائية بإحدى حافظات الكتب الضخمة, نظر الجميع لرصاصة الضائعة ثم عادوا لنظر إلى الكسندر الذي بدأت الرؤية تتشوش عليه, وحينها أمر لورانت حراسه بنبرة تمطر استهزاءً على الملك الشاب:


-لا تحققوا أمنيته بأن يموت على العرش الملكي, هيا انزعوه من هناك.


اقترب الحراس من الكسندر الذي حاول الضغط على زناد مسدسه من جديد, ولكن احد الحراس كان اسرع منه عندما رمى المسدس من يده قبل ان يكبلوا يديه وراء ظهره وهو يحاول رغم جرحه العميق ان يتخلص منهم, جراه بعيدا عن العرش وارغموه على ان يركع امام لورانت الذي نظر اليه بانتصار وهو يأمر تابعيه:-فلينادي أحدكم على سمو الاميرة.


ذهب أحد أفراد عائلته والذي كان اصغر سنا من لورانت لإستدعاء فخامة الاميرة التي ظلت تحت حراسة شديدة من حراسها خارج القصر حتى لا يصيبها أذىً .. ودقائق قصيرة وبدأ الكسندر يسمع خطوات الاميرة تقترب من حجرة المكتب الملكي, لم يكن يعلم من هي تلك المرآة التي اقاموا لها رجال اشداء ضخام كل تلك الهيبة والوقار, رفع الكسندر راسه عاليا حتى يرى اميرتهم المبجلة التي تنازلوا لها على عرشه, في الوقت الذي اخفضوا فيه رؤوسهم احتراما لها وهي تدخل بخطواتها الثقيلة الى المكتب الملكي, تجمدت عينيه وهو يراها تمر امامه بابتسامة منتصرة, لم تهتم حتى للوقوف امامه, بل أكملت طريقها حتى وصلت للكرسي وقفت خلفه للحظات .. تأملت الكسندر الجاثي على ركبتيه وسلاح الحارس فوق رأسه, بهدوء جلست على العرش ونظراتها لا تفارقه.


-كنت تنزفين, والطبيب أعلن عن فراقك للحياة أمام الجميع وبنفسي ودعتك وأنت في تابوت الموت, وقبرك مشيد حتى الان في مقبرة الحشم الملكي, فهل هذا ما يسمى بالعودة من الموت؟


شبكت أصابع يديها المتجعدة ببعض وهي تجيبه:


- هل صدقت فعلا بأنني لن أعود, بأن دوري مُكتفٍ على امرأة أفنت عمرها كله للعمل كمسيرة للقصر ومربية لعدوها تحت اللقب السخيف للكونتيسة مارغريت بينما هي سيدة الملوك, ودمائها تملك من الزرقة ما يفوق زرقتك المزيفة؟؟ انا يا الكسندر اعطيت عمري لعائلتك حتى أخذ منها كل شيء في الاخير, وأسترجع حقوق عائلتي التي سلبتموها منا.


تسلل الدم من جانبي فم ألكسندر وهو يكلمها:


-انتقامي من باتريسيا وفيكتوريا شمل ايضا غضبي على موتك.


-بني, بني, بني النبيل حد السذاجة .. قالت ذلك وهي ترسم على وجهها تعابير الشفقة ثم تكمل:-فيكتوريا لم تعلم يوما بأمري, وباتريسيا قتلتني فقط زيفا.


رأت الضياع يمتزج بألم جسده ففسرت له كلماتها قائلة:


-كان يسهل إرغام تلك الحمقاء وإطماعها ايضا بأنني سأتركها في حالها عندما اخرج من القصر كجثة هامدة فارقت الحياة, فتتخلص للأبد من مراقبتي وتهديدي الدائم لها, ضَرْبتها لي على رأسي كانت بأمري ولم تكن ضربة مميتة بالطبع, ولكن المحلول الذي تناولته, جعلني اغيب على الوعي لمدة طويلة, ابدوا فيها كالموتى وقد انخفضت دقات قلبي لدرجة لن يميز نبضها الضعيف شخصا عاديا الا الطبيب, ولكن طبيبك كان رجلا خدوما جدا لنا..


رأت الكونتيسة مارغريت شفتي الكسندر وهما تتحركان بصمت, كان لحظتها يتمتم باسم الطبيب, وهو يدرك أخيرا حقيقة خيانته للعائلة الملكية, وتساءل بصمت كم من جاسوسٍ وخائنٍ عاش معه تحت سقف قصره؟؟


تحولت نبرتها لقساوة الصخر وهي تحدثه بعنجهية:


-قراري الاخير بالخروج من القصر بصفة نهائية كان الافضل فهو من اوصلني لهذا المكان. قالت كلماتها الاخيرة وهي تربت على ذراعي الكرسي الملكي, ثم تضيف:-اضعت حياتي بين هذه الجدران, لكن لا بأس المهم انني حققت ما لم يحققه أجدادي, إنها قرون طويلة عندما سلب اجدادك عرشنا ومملكتنا بنفس طريقتي التي اتخذتها معك لهذا اليوم, انتم لستم بعائلة ملكية ذو جذور حقيقية, كل هذا زيف من عائلتك الطاغية وأنا...


قاطعها الكسندر بضحكة مريبة, جعلت الجو يشحن بين الجميع, وهم يحدقون اليه رغم ان ضحكاته انتهت بسعال لفظ معه دماء ثخينة من فمه وهو يمسك بجانب بطنه, وقال لها:


-افنيت عمرك انت واجدادك من اجل لا شيء. استمر بعدها في الضحك الهستيري مما جعل الكونتيسة تقف من على كرسيها وهي تصرخ فيه فاقدة لاول مرة في حياتها سيطرتها الجليدية على نفسها:


-اصمت يا من خانتك كل نسائك.


توقف عن الضحك وهو يجبها:


-وأنتم خانتكم عقولكم, هل تعتقدين بأن الشعب سيتقبلك؟ انت بنفسك قلتها كونتيسة, قرون مرت على سلبنا للعرش منكم, اجيال واجيال صعدت ونسيت ذلك التاريخ, الا انتم بقيتم تتوارثون انتقاما لعرش لم يعد احد يعترف به لكم, البقاء للاقوى كونتيسة ونحن كنا الاقوى.


قال ذلك وهويكز على اسنانه بقوة, وفي داخله اصبح هناك خواء كبير, كل من حوله خونة, ابتداءً من عائلته وخصوصا ابيه, كلهم اخفوا عنه تاريخهم الدموي, ثم فيكتوريا التي احبها ببراءة الطفولة وباتريسيا التي آمن لقلبها, وفي الاخير تأتي الضربة التي حطمت ما تبقى من انسانيته, ان تكون الاميرة الكبرى التي ادخلت باتريسيا لقصره ولعبت بقلبه, هي الإمرأة الاقرب اليه, مربيته التي وضعها دوما في مكانة الام له, ومن غير الكونتيسة المراة التي تعلم كل شيء عنه وعن القصر كان يمكن ان تسهل مهمة باتريسيا في القصر؟ المراة التي لم تصل بأمومتها للأسرار الملكية فاختارت ان تجلب له حبيبة لقلبه لكي تصل لمبتغاها؟


أعادت الكونتيسة رأسها للوراء قليلا وهي تشدد على حروفها بشدة:


-الإرث الملكي, تلك الوثائق الملكية القديمة تشير لملكيتنا للعرش وهي كانت بحوزة عائلتك, اخر من وقعت في يده كان والدك قبل ان يجن جنونه وتسرق منه تلك الوثائق, لم يستطع استرجاعها, فقرر التخلص من المرأة التي كانت تمتلك سر عائلته الكبير, وهي زوجة عمك التي قتلها ليس فقط لأنها رفضت أن تكون عشيقته السرية بل أيضا حتى يخرسها للأبد هي وأسرارها.


-أنا أموت الان مارغريت, فهل ستخرجين هذه الوثائق التي لا وجود لها من جثتي؟


حملت الكونتيسة كمان فيكتوريا الذي لمحته على المكتب الملكي, وبدأت تُمرر عليه اناملها أمام أنظار الكسندر وهي تقول له:


-لقد أخطأت في البداية عندما خطفتك ظنة بأنك أنت من تخفي الوثائق, لكن مع هذا انا متأكدة بأن الوثائق لم يخرجوا من هذا البيت, والشخص الوحيد الذي يظل الشك يحوم من حوله الان هو فيكتوريا.


تمنى الكسندر لأول مرة في حياته لو تكون فكتوريا هي من تحمل معها الوثائق الملكية, لا يهم لمن المُلك؟ ولا يهم ان كانت فيكتوريا قد اخفت عليه امر السر الملكي, المهم انها ذهبت بعيدا مع اسرارها, لن تعود ولن يعود اي سر معها, وحتى ان استطاعت العجوز الخائنة قتله فهي لن تستطيع السيطرة على شعب لن يتقبل ملكيتها بدون دلائل موثقة, مارغريت لا شيء بدون تلك الوثائق السرية ...


قاطع أفكاره كارثة لم يكن لها حسبان, عندما دخل حرس مارغريت فجأة المكتب الملكي, كادت عينا الكسندر تخرج من محجرهما وهو يرى فيكتوريا بين يدي اولئك الحراس, مقيدة بإحكام لا تستطيع الحراك قيد انملة حتى يدفعوها هم الى الامام, رأى كيف ان الحارس الذي كان خلفهم تقدم الى الكونتيسة بمهد متنقل يحمل فيه الامير الصغير, التقت انظاره بفيكتوريا التي اوقفوها امام الكونتيسة, فظهر لأول مرة الخجل في عينيها, لقد خيبت أمله, هي بنفسها كانت تشعر بالعار من فشلها الذريع الذي لا يمكن لها ان تتقبله, لقد تمكنوا منها بكثرة عددهم واسلحتهم عندما فقدت اثار السيارات التي كانت تتبعها, متأكدة بأن تلك السيارات توجهت للقصر ولذلك حاولت دخوله من جديد لاسترجاع ما أخذوه منها.


-يا صاحبة السمو الملكي, لقد وجدناها تحاول اختراق القصر من إحدى بواباته الخلفية.


حملت الكونتيسة المهد المتنقل الذي كان يستلقي فيه الامير فيكتور, ولمست وجهه بحركة استفزازية, ظلت فيكتوريا معها هادئة رغم اسنانها التي كانت مطبقة بشدة على بعضها, والكونتيسة تقول:


-ما رايك فيكتوريا؟ حتى انت المرأة التي تبجج الجميع بذكائها وبقوتها لم تستطيعي كشف حقيقتي .. إني أقف الان هنا وأبرهن لك كيف أني أدهى منك, لقد جعلت حبيبك وزوجك يحب ابنة اخي ويتزوجها وسلبت العرش منك وحتى ابنك الان بين يدي.


ببرود اجابتها فيكتوريا:


-تتوقعين مني ان أصدم؟ ان اصرخ بأن هذا غير ممكن؟ ان الومك على كل ما حدث؟ لا يا مارغريت, في حياتي لا اعرف المفاجآت لانني أتوقع كل شيء, كما أنني لم أثق فيك يوما فلطالما رأيتك كعجوز خبيثة تخفي أكثر مما تظهر, وامرأة مثلك ليس صعب عليها الخيانة.


-لورانت أعطني سِكينك.


-لورااانت.


عاودت مارغريت مناداته بنبرة اكثر قسوة, فهرع اليها وهو يسحب سكينه الحادة, اعطاها لها, فقالت وهي تشير بها لرقبة الطفل الباكي:


-شاهديني كيف انهي سلالتكم .. كيف ستكون النهاية لولي عهدكم, وكيف أنه لن يكون هناك وريث لكم بعد الان.


-ليس هو بوريث لعرشهم يا مارغريت.


التقت نظرات فيكتوريا بنظرات المتوافد الجديد عليهم, ظلت تنظر اليه بوجوم وهي تسمع الكونتيسة تهلل فرحا بقدومه قائلة:


-لقد انتظرناك طويلا مكسيم, حتى بدأت اشك في قواك العقلية.


-تبادل النظرات مع ابنته ثم مع ابن اخيه الذي كان ينظر اليه باحتقار شديد, ثم أجاب الكونتيسة قائلا:


-قوايا العقلية كانت مصيبة في تحليلاتها, شكرا لمساعدتك لي مارغريت, بدون حراسك واسلحتك ما كنت لاستطيع احتلال المعقل الحربي.


ابعدت الكونتيسة نظراتها عن مكسيم وقالت لفيكتوريا والكسندر بتشفٍ بالغ القسوة:


-مكسيم كان ذكيا ولجأ للعائلتي بعد ما هرب وحيدا منك في بيتك الشاطئي, انه رجل يسعى للانتقام منك بأي طريقة يا ألكسندر حتى ولو بتخليه عن نزاعه من اجل العرش او بخيانة ابنته وكشف أسرارها.


حركت رأسها لوالدها, حتى لا يفعل ما ينويه, كانت متأكدة بأن سرها معه الان, فهو من هجم على المعقل وهو من أخذ ممتلكاتها وجلبها لأعدائها.


لكن مكسيم لم يبالي بنظرات فيكتوريا وبقسوة دون أن يحيد عن عينيها قال للحرس المرافقين له:


-أدخلوا الوريث الشرعي للعرش الملكي.


تهدجت أنفاس الكسندر غير قادر على استيعاب المشهد الاخير من موته, اي وريث شرعي يتحدث عنه الجميع, فيكتور هو ولي عهده, ام ان هناك سر ملكي اخر وهو اخر من سيعلم به, حدق بأنفاس سريعة الى الطفلة ذو الشعر الاسود المشعث والنظرات الخشنة بعيدة تماما عن براءة الطفولة التي كان يجب ان تكون عليها, ملامحها كانت جميلة ولكن قاسية, تبدوا عليها الوحشية في تعابيرها, حتى ان الحراس كانوا مقيدين ذراعيها خلف ظهرها, كأنهم خائفون من طفلة لم تتجاوز الحادية عشرة سنة.


أمسك مكسيم بقوة بكتفي الفتاة يوقفها امامه ويوجهها للجميع, وقال:


-أقدم لكم أيها السادة الوريثة الشرعية للعرش الملكي, إنها أول ولية عهد في تاريخ عائلتي, صاحبة السمو الملكي الاميرة الكسندرا.


"رائع."


قالت الكونتيسة ذلك لمكسيم ثم التفت كغيرها من العيون الى فيكتوريا, الكل سلط عليها النظرات المذهولة, بينما هي لم تستطع اخفاء المها الذي أصبح شفافا أمامهم ونقطة ضعفها الوحيدة قد اكتشفت لأعدائها بمساعدة والدها, نظرت لإبنتها التي لم تراها منذ تسع سنوات, أخذها الملك منها بالقوة, بعد ان اكتشف حقيقة إصرارها على السفر خارج المملكة بحجة دراستها, بينما هي لم تسافر بعيدا سوى لتكمل شهور حملها وتلد طفلتها وحيدة في بلاد غريبة عنها, وربت ابنتها لسنتين كاملتين احبتهما فيها وتعلقت بشراسة بأمومتها, حتى أصبحت هي الشي ءالوحيد الذي يتصدر قائمة اولوياتها. وفي تلك اللحظة العظيمة الغريبة, وهي ترى فيها ابنتها بعد سنوات من الغياب, تلتقيها ولا يبدوا على ابنتها أنها عرفتها وكلما يظهر على ملامحها الطفولية هي قسوة الرجال واثار السوط على جسدها, وتصلب عضلاتها الصغيرة لتدريبات القاسية في المعقل, لم تستطع التحديق في عيني الطفلة التي لم بدا عليها الحقد الشديد وهي تتأمل فيكتوريا بغرابة, فأبعدت عينيها لكي تلتقيا بعينين تحملان قسوة أكبر من ابنتهما والكثير من العتاب, عيني الكسندر, والذي ظهرت الصدمة الشديدة فيهما, لقد تحمل حتى خيانة امه المربية له, ولكنه أبدا لم يستطع استيعاب ما فعلته فيكتوريا به, لقد ظن بأن له طفل واحد من فيكتوريا وهو فيكتور, كيف تظهر في اخر لحظة الكسندرا, وسنها الذي يفوق سنوات زواجهما؟؟


أغلق عينيه وهو يصل لحقيقة ان سن الطفلة يوافق السنة الوحيدة والمرة الأولى قبل زواجهما التي سلمت له فيها فيكتوريا نفسها, حين جائت إليه بسرعة في بيته الشاطئي وشاركته اجمل لحظات حياته ورحلت بنفس الطريقة الغريبة, يتذكر كلماته حينها وهي ترتدي ثيابها امام مرآة الزينة:


-دعينا نتزوج, فماذا لو حملتي مني الان؟


عندها رفضت, مأكدة له بثقة أنه لا يمكنها أن تكون حاملا, ثم تحججت بوالده, لن ينكر بأن حجتها كانت قوية, فوالده لم يكن ليسمح بزواجهما, لكنها كانت قد فاجأته بعد شهر واحد بقرار تسبب في غضب كبير منه عليها وفصلهما عن بعض لسنوات طويلة, عندما سمعها في جلسة عائلية ملكية تخبر الملك عن قرارها في السفر بعيدا لدراسة, حينها حاول رفض قرارها امام الجميع, ناسيا بأن تدخله كان يُعتبر حينها وقاحة منه أمام جلالة الملك والذي حدجه بنظرة قاسية اسكته بها وهو يعيده لمكانه خائب الامل محرج الكرامة, بعدها استأذن الكسندر من الجميع ورحل عن المجلس, وعندما علم بوجودها في غرفتها الخاصة, اقتحمها عليها بالقوة, وجدها تمشط شعرها الاسود قبل النوم, وضعت فرشاة شعرها على طاولة الزينة ونظرت اليه عبر المرآة بهدوء رغم صراخه فيها:


-بحق الجحيم من اين اتيت بقرار السفر ذاك؟ تعلمين بأنني لن أستطيع السفر معك لواجباتي في المملكة كولي العهد, وابي لم يصدق طرحك لموضوع كهذا, حتى يرسلك بعيدا عني, الا تفهمين ما تفعلينه؟ انك تبتعدين عني بموجب رغبتك, بعد أن توطدت علاقتنا واصبحت اكثر حميمية وعمقا؟


فتح عينيه ونظر لفيكتوريا الاسيرة امامه, اما كان عليه ان يفهم حينها بأن نبوءته تحققت وان فيكتوريا كانت حاملا منه, ولم تصر على السفر رغم غضبه منها ومقاطعته لها إلا لأنها كانت لا تريد ان يعلم احد بأمر حملها, ولكنه مع ذلك لم يفهم سبب احتفاظها بجنين تسبب في إبعادها عن القصر وعن أهدافها وحياتها الرغيدة, وجد نفسه يتكلم ويقول لها امام الجميع:


-لماذا؟ كنت مستعدا لتنازل عن العرش إن لزم الامر حتى أتزوج بك حينها ضد رغبة والدي وأعيش معك ومع اطفالنا حياة عادية.


-ليس بهذه البساطة الكسندر فلو علم احد بأمرها لما تركها تعيش, وإني أيضا لم اكن لأتنازل عن الانتقام من والدك, او من عائلة أمي.


لم تبالي الكونتيسة بكلماتها ولكن الكسندر اجابها قائلا:


-وها أنت ستُقتلين اليوم انت وهاذين الطفلين, دون ان تحققي اي من انتقامك.


-بلى حققته. قالت فيكتوريا ذلك وهي تنظر لوالدها بنظرة ذات مغزى وتضيف:


-هل تظن حقا بأنني كنت لأترك المرض يأخذ مني أبيك الملك دون الانتقام منه؟


-أيتها الحقيرة القاتلة...


بتر الالم كلماته, وهو يعود لمكانه عندما لم يستطع النهوض, ضغط على جرحه وهو يغمض عينيه لبرهة قبل ان يعاود فتحهما يحدج فيكتوريا بنظرات شرسة, بينما هي كانت ما تزال تنظر لوالدها, تذكره بتحالفهما القوي السابق, فقد كان ولدها المسؤول عن المرض الذي عذب الملك طويلا في حياته وحير اطبائه, فما من علاج وجد لذلك المرض الذي كان يلتهم جسده يوما عن يوم, تركته يتعذب امامها حتى اقترب الموت منه فدخلت \غليه مصرة على ان تدون هي لحظاته الاخيرة بيديها, ثم كتمت أنفاسه للأبد, وبعدها ذهبت لمواساة حبيبها الكسندر عن الموت الذي اخذ والده فجأة عندما كان وحيدا على فراش المرض.


لم يُلاحظ احد النظرات الوحشية التي رمقت الطفلة بها فيكتوريا, ورفع مكسيم مسدسه في وجه طفلتها الكسندرا فابتسمت له مارغريت برضى عن حركته تلك ثم قالت لابنته فيكتوريا:


-هل ستمنحينني وثائق ملكية عائلتي ام تريدين ان تري موت الكسندرا وفيكتور الذين ضحيتي من اجلهم حتى بوالدهم ..حبيبك الكسندر.

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 04-02-14, 12:50 AM   #4344

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
Elk

-انا لا أعرف مكانها.



ضاقت عيني الكونتيسة قبل ان تقول لها:

-لا افهم, انت تعلمين بأننا أيضا عائلتك وبأن العرش سلب منا ظلما وقهراً, ومع ذلك تحاربيننا ولا تريدننا ان نسترجع حقنا والذي هو حقك أيضا.


-أنت تعلمين بأنك لا تملكين شيئا فأولادي هم الأولى بهذا الحق, هم يحملون دماء العائلتين, ألكسندرا وفيكتور سيفضان للأبد النزاع المتواجد منذ قرون على العرش الملكي .. ومن يُعيق طريق أولادي حتى لو كانوا من عائلتي سأحاربهم وأسفك دمائهم.



-مكسيم.



صرخت ماغريت باسمه تأمره بأن يطلق الرصاص في رأس ألكسندرا برصاصة من مسدسه, التفتت فيكتوريا بعينين فزعتين لوالدها, لكي تفأجا وتهدأ أنفاسها عندما رفع والدها مسدسه في وجه مارغريت بدل ان يوجهه لرأس حفيدته الصامتة, فتحت الكونتيسة عينيها على وسعهما وهي تحدق في فوهة المسدس, كاد لورانت يتحرك الى الامام هو وحراسه عندما اوقفهم مكسيم في مكانهم وهو يقول:



-خطوة واحدة منكم ضدي وأفجر رأس أميرتكم المبجلة.



مكسيم كان الاقرب للكونتيسة, لذلك اي رصاصة متهورة من افراد عائلتها باتجاهه كانت ستسبقها رصاصته الى مارغريت, توتر الجميع وأصبح كل واحد فيهم يشعر بأنه يقف عند حافة الهاوية, هبة ريح ويسقط في الجحيم, وحل الصمت لا تخلله سوى اصوات الانفاس المتهدجة للجميع وبعض الكحات المتعبة والمصاحبة لنزيف من فم الكسندر, تحدثت الكونتيسة بخفوت قائلة:
-ما الذي تفعله؟ تعلم بأنك اصبحت بسبب ابن اخيك وحيدا بدون أتباع او اموال, اما انا فقد منحتك كل هذا مقابل ان تنظم لجهتي.
نظر لأولاد أعمام الكونتيسة ومن بينهم لورانت ثم قال لهم:
-أميرتكم العجوز هذه ساذجة للغاية, ثم نظر في عيني الكونتيسة وقال لها بنبرة مولعة بالخبث والانتصار:
-هل ظننتِ بأنني سأثق في كلام عجوز عاشت حياتها كلها تخدع أهلي؟ هل حقا ظننت بأنني سأخون ابنتي .. ثمرة حبي الوحيدة بزوجتي الراحلة والتي تخليتم انتم عنها؟ اشار للكونتيسة وهو يكمل بحقد شديد:-انت بالذات تركت ابنة أختك تُعدم ظلما رغم انك كنت موجودة معها في القصر تتخفين تحت قناع المربية الصارمة؟
ترك نظرات الكونتيسة الغاضبة ونظر لفيكتوريا موجها كلامه التالي لها:
-انا لم احب أولادك لأنهم يحملون دماء الكسندر, وعندما أنقذتك من حريق القصر الصيفي وبعد شفائك طلبتِ مني ان تعودي للقصر الملكي من جديد, وافقت على خطتك, رغم انك خدعتني بتبريرك الكاذب لي ان سبب عودتك للقصر هو رغبتك في قتل الكسندر كما فعلت مع والده, مع أنك كنت محقة بأن الكسندر لن يستطيع قتلك رغم اكتشافه خيانتك, و أطلقت عليك الرصاص كما رغبتِ وهربت حتى اتركك تحت رحمته التي يتحكم فيها عشقه وها انت لحد الان مازلت حية كما خططتِ لن اخفي كم شعرت بالغضب عليك وانا اتتبع اخبار القصر من بعيد, لأنك قبلتِ بعشقه الخائن والذي تشاركه معك ومع امرأة اخرى, وعندما لم يصاب الكسندر بأي أذى, أيقنت حقيقة حبك له والتي لطالما كان عقلي يحذرني منها ولكنني كنت أسكته, وتأكدت بأنك تخفين عني اسرارا كثيرة, فكان الحل الوحيد أمامي أن أوهم مارغريت باتحادي معها, وعلمت منها بأنك كنت على علاقة حميمية مع الكسندر قبل زواجكما, دون ان اكشف لها الشكوك التي كانت تتضخم في عقلي, بحثت عن سبب سفرك الطويل والغريب الى خارج البلاد, فعلمت من مصادر آمنة بأنك انجبتِ, واخي اخذ منك طفلتك لسنوات جعلتك تبحثين عنها بصمت, بينما هي كانت تدرب بقسوة في المعقل السري.



اضاف مكسيم وهو يرى فيكتوريا تتأمل ابنتها بألم, فتحدث موجها كلامه للجميع:



-انا لا يمكن ان اخون ابنتي حتى لو أنها خدعتني وخيبت أملي بضعف قلبها أمام الحب, فهي رغم أخطائها حافظت على حياتي, انا وهي نتشارك رابطا قويا وهو حبنا لنفس المرأة, غضبِنا لموتها ووحشيتنا امام من حرمونا منها, اني افضل ان اتنازل على العرش لابناء الكسندر على ان اعطيه لالكسندر او لك مارغريت, فعل الاقل هم يحملون دمائي اما انتِ فقد ساهمتِ في قتل زوجتي وسعيت لقتل ابنتي ايضا.
شدت الكونتيسة قبضتها على السكين في يديها وبينما ذراعها الاخرى تحمل فيكتور قالت له:
-ستموتون جميعكم هنا ايها الاحمق, فحتى لو قتلتني الى ان عددنا يظل متفوقا عليكم, انظر من حولك كلهم يحيطون بكم ينتظرون فقط اللحظة التي يقتنصون فيها عليكم.
-اذن سنموت جميعا.
قال مكسيم ذلك وهو يلقم مسدسه فسمع ايضا اصوات مسدساتهم تلقم ايضا استعدادا لقتلهم, لكي يفاجأهم صراخ حاد عند باب المكتب:
-ايتها الحقيرة, اخفيت عني امر ابنتي الضائعة طوال حياتي فقط من اجل مصلحتك الشخصية.
حاول احد الحراس منع الاميرة اخت مارغريت من الدخول, لكنها دفعته بعيدا وهي تصرخ فيه بجنون قائلة:
-كيف تجرأ على منعي, اني ايضا اميرة ذو شأن كبير في العائلة الملكية وكلكم حشمي.
بتلك الكلمات كانت قد دخلت القصر الذي اصبح تحت سيطرتهم, تفاجأ الجميع بلحاق الاميرة المجنونة بهم, والتي لم تكن تخرج من قصرهم السري ابدا, كان بها غضب جنوني جعل حدقتي الكونتيسة تتوتران قبل ان تفهم مثلها مثل الجميع من كان وراء تحريضها على عائلتهم وذلك عندما دخلت باتريسيا خلفها, نظرت اليهم نظرة سريعة قبل ان تلتقي نظراتها الاليمة بنظرات الكسندر الذي رفع عينيه اليها, شاهد شحوبها المرضي واثار التعذيب على جسدها, خدوش وجهها الذي كان ناعما بريئا فيما قبل, فستانها الذي تمزق ظهره بسبب الجلد وتهدل على جسدها كاشفا الكثير منه, نظرة الاميرة الى فيكتوريا, ودموعها تنزل على وجنتيها وهي تعض على شفتها السفلى وتقول:
-أنت من تحملين دماء ابنتي.
ظلت فيكتوريا على صمتها, حتى تلاشى العطف من على ملامح جدتها وهي تحول نظراتها الى اختها الكبرى وكادت تهجم على مارغريت عندما اوقفها ابن عمها الاكبر بتوجيه مسدسه اليها يقول:
-كيف تجرئين على ان تطلقي سراح الخائنة باتريسيا وتفكري بأذية الاميرة الاولى؟ انها قدوتنا, عظمتنا بعد الام الملكة.
هنا صاحت باتريسيا مفاجئة الجميع بكلامها:
-الام الملكة ماتت لورانت, لقد قتلتها سمو الاميرة مارغريت حتى تعتلي هي العرش.
-كاذبة...
صرخت مارغريت بذلك في باتريسيا وهي تنظر بعدها لأفراد عائلتها وحراسهم, وقدظهر توتر غريب في كامل تعبيرات جسدها, حتى انها اسقطت السكين من يدها غضبا وهي تصرخ فيهم:
-أياكم ان تصدقوها.
لم يجيبوها ولكن عدم الارتباك اجتاحهم هم الاخرون لا يدرون من عليهم تصديقه, لكي تقيم جدة فيكتوريا الفوضى في الجميع عندما هجمت على مارغريت, صاحت باتريسيا بفزع وهي تركض لكي تأخذ الطفل الذي كادت تسقطه الكونتيسة من يديها, حينها اطلق مكسيم النار على الحارس الذي كان يمسك بفيكتوريا, ففكت هي بسرعة رباط يديها الذي كانت قد أرخته بعد أن ظلت طوال الوقت تحاول التخلص منه, ركضت باتريسيا بالطفل فيكتور خارج المكتب الملكي, وكانت تضمه اليها بقوة وهي تسمع الطلقات الرصاصية للحرب التي نشبت بين الجميع, مع أنها لمحت رجال أخرون يركضون الى داخل المكتب الملكي, وبسببهم تضاعف الطلق الرصاصي, الا انه بسبب سرعتهم وركضها هي وخوفها لم تستطع كشف هويتهم.
الاميرة كانت قد سقطت ارضا عندما ضربتها اختها مارغريت بقوة على وجهها, بينما تبادل مكسيم وفيكتوريا الرصاص مع حراس لورانت الذي ذهب يفض النزاع بين الأميرتين, فأصيب بطلق رصاصي من مسدس جدة فيكتوريا التي كانت تخفيه بين طيات ثيابها, رأت فيكتوريا كيف ان الكسندر امسك السكين الذي كان مرميا على الارض, ولكنه قبل ان يتحرك اي خطوة الى الامام احاط به رجال أشداء يحمونه من الرصاص الطائش, نظر الكسندر لهم فوجد انهم بضع من حراسه الخاص, تأمل وجوههم من بين ألم جرحه, كانوا الوحيدين من بين حراسه الاوفياء الذين ظلوا على قيد الحياة, بينما بعض من زملائهم ماتوا في سبيله أثناء اشتباكهم المميت مع رجال عائلة مارغريت. حاول ألكسندر بعناد ابعادهم عن طريقه حتى يقتل بنفسه الكونتيسة التي تشابكت مع اختها المسلحة هي وعائلتها, لكن فيكتوريا كانت له بالمرصاد عندما أسرعت إليه وحاولت إيقافه على قدميه وهي تهمس له:
-لا تثير انتباههم الينا, دعهم ينهشون بعضهم البعض.
وعلى مضض وافقها ونهض معها, جرته بمساعدة أحد حراسه خارج الحجرة الملكية, ولم يتوقف حراسه عن تبادل النار مع حراس مارغريت حتى وهم يحافظون على ذرعهم الفولاذي من أجسادهم يحمون ملكهم هو وزوجته وابنته الكسندرا التي جرتها فيكتوريا بحدة معها, وعندما نجحوا في الوصول لباب المكتب بأمان توقفت فيكتوريا مكانها والتفتت خلفها تهتف بحسرة قائلة:"ابي."
كانت على وشك العودة لداخل عندما منعها الحارس الخاص بزوجها قائلا لها:
-إن دخلتي لن تخرجي من جديد وهم بحاجة إليك يا صاحبة الجلالة.
نظرت الى حيث أشار الحارس, أطفالها والكسندر الجريح, فاكتسحتها الصلابة والقسوة لكي تودع الحراس بامتنان لوافائهم وتمسك بذراع الكسندر تحثه على المشي الى الامام, وفي داخلها متحسرة على والدها الذي كان يحارب من أجلها وعلى تلك المرأة التي رأتها لأول مرة في حياتها والتي تكون جدتها الحقيقية, بسبب تضحية الاثنين وجنونهما استطاعت هي ان تخرج من المكتب الملكي هي واطفالها وحبيبها على قيد الحياة, نظرت لباتريسيا التي وقفت أمامها بعد ان كانت تنتظرهما وهي حاملة ابنها فيكتور بين ذراعيها, وبصمت تقدمت منهما وأمسكت بيدها الاخرى ذراع الكسندر, تساعد فيكتوريا في اسناده عليهما, نظر الكسندر ساعتها لوجه باتريسيا القريب منه, شعر بذنب كبير في داخله لنظراتها الحزينة, شاهد وفاء في قلبها له, وفاء رفض تصديقه لحظتها حتى لا يشعر بالندم على ما فعله بها, لذلك نفض ذراعيه عن الاثنتين, واستمر في المشي لوحده محاديا للجدار يستند عليه, تاركا المرأتين خلفه تحدقان به, قبل ان تجذب فيكتوريا ابنتها من جديد وتتقدم باتريسيا بفيكتور معها حتى وصلا اليه في نصف ثانية, لكي توقفه فيكتوريا عن المشي وهي تقول:
-انت تجهدك نفسك, مما يزيد هذا من ألمك ونزيفك.
-وبعد؟ إني لست خائفا من الموت.

-ولكنني انا خائفة من أن يأخذك الموت منا.

تجمد الكسندر في مكانه عندما سمع كلمات باتريسيا اللهفة تلك, بينما ظلت فيكتوريا على صمتها تحدق فيهما وهي ترى باتريسيا تدس يدها تحت ذراعه وتتشبث به محاولة من جديد اسناده عليها, ولم يلاحظ اي منهما شفتي فيكتوريا التي شدتهما على بعض بقوة عندما لم يرفض الكسندر مساعدة باتريسيا, ومشى معها بجانب الجدار, وهو يقول:
-هناك ممر سري, متأكد انهم لم يكتشفوه بعد, لأنني الوحيد الذي يعرف بأمره بعد والدي.
عندما وصلوا لذلك الممر السري في أحد الغرف المعزولة في القصر بعيدا عن كل ممراته الرئيسية والنشطة بالحراس, هناك تركهم الحارس الشخصي الذي رافقهم لحمايتهم حتى يكملوا طريقهم لوحدهم بينما هو ركض عائدا لبداية الممر حتى يمنع حراس مارغريت من اللحاق بهم. توقف الكسندر وعائلته الصغيرة عند باب الممر السري, فتحه بواسطة الكلمات السرية التي يحتفظ عقله بها, ارتفع بسرعة الباب الاول للمدخل, وهناك رأيا بابا ثاني ذو قضبان حديدية واسعة والذي كان ألكسندر يعلم بأمره عكس الجميع, اعطت باتريسيا فيكتور لوالدته حتى تدخله المعبرالسري, ووضعته فيكتوريا ارضا بجانب اخته الصامتة, ثم هبت لمساعدة باتريسيا في جر الكسندر الى داخل الممر, حال ان تجاوزت فيكتوريا عتبة المدخل هي والكسندر حتى تفاجأت بباتريسيا تدفعهما بعيدا عنها وهي ترتد بسرعة للوراء .. اختل توازن فيكتوريا وكادت تسقط هي والكسندر ارضا لولا انها كانت سريعة في اسناد ظهرها على الحائط خلفها, وهي تضم إليها الكسندر الذي توأه الما, قبل ان يفتح الملك عينيه بقوة وهو يستوعب ما فعلته باتريسيا التي خرجت من المعبر السري واغلقت عليهم الباب الحديدي, كانت الدموع تترقرق في مقلتيها بقوة, وهي تقول له:
-لا استطيع مرافقتكم, على احدهم أن يخلي الطريق لكم, لابد انهم لاحظوا هروبنا الان, وسيتبعوننا للخارج وذلك الحارس لن يستطيع حمايتنا لوحده, لابد أنه سيلقى في اي لحظة حتفه.
تحرك الكسندر بسرعة من مكانه حتى يصل اليها ولكنه تعثر في طريقه فاسرعت فيكتوريا تمسك به, تنفس الصعداء وهو جاثٍ على ركبتيه قبل ان ينفض ذراع فيكتوريا عنه وينهض من على الارض لوحده ويقترب من القضبان الحديدية, وضع يديه على يدي باتريسيا التي كانت تمسك بتلك القضبان وقال لها:
-سيقتلونك ان عدت إليهم.
-نزلت دموعها من عينيها وهي تجيبه:
-انت ايضا اردت قتلي كما قتلت ابني يا صاحب الجلالة.
زم شفتيه بكبرياء الملوك حتى لا يفتضح ألم قلبه الكبير, قبل أن يقول لها وهو يمد يده من بين القضبان ويلمس خذها الجريح:
-هذا سبب كاف لكي يجعلك لا تضحين بحياتك من أجلي.
-هناك شيء أقوى مني يا جلالة الملك...
-قاطعها وهو يحرك راسه برفض كبير:
-لا تناديني بهذا اللقب, فإني لم أعد ملكا.
-لاتقل هذا, انت ستظل دوما صاحب الجلالة الملك الكسندر, صدقني انا لم اريد يوما ان اخدعك حتى اخذ مكانك الملكي وامنحه لعائلتي, انا خدعتك فقط لكي أكسب قلبك.
كاد يتحدث, فوضعت اناملها على شفتيه حتى تكمل كلامها وقالت:
-سامحني جلالتك لمقاطعتك, لكني احتاج لإخبارك بكل ما يحمله قلبي لك, انها لحظاتي النهائية معك, واريدك ان تعلم بأنني حقا احببتك ومازلت احبك حتى لو لم تكن قد بادلتني نفس الشعور, واريدك ان تعلم ايضا بأنني حقا كنت اتمنى لو اننا نبدأ حياة جديدة, نعيش فيها انا وانت وأطفالنا, هوحلم لن يتحقق لكنني أتمنى فقط من جلالتك أن لا تسخر من حلم ساذج لعاشقة بلهاء مثلي.

-باتريسيا
همس باسمها بألم كبير, قبل ان يتمتم:
-صدقيني انا لم اكن لانتقم منك بتلك الطريقة لولا حبي لك, انت ايضا احببتك بطريقة خاصة.
ابتسمت بسعادة بريئة ودموعها تنهمر اكثر من عينيها, ثم اقتربت منه تحت انظار فيكتوريا الباردة لهما ولمست شفاهه من بين تلك القضبان الحديدية بقبلة ناعمة,مبتلة بدموعها, لكنها ابتعدت عنه بارتباك عندما سمعت خطوات قريبة منهم في الممر, فهتف فيها بسرعة :
-مازال معنا وقت, افتحي الباب بسرعة ورافقيننا.
لكنها لم تجيبه بل قامت برفع فستانها الطويل اليها ومزقت طرفا طويلا منه لكي تدخل يدها من بين القضبان وتضعه على جرحه تضغط عليه وهي تقول له:
-أتمنى أن يساعد جلالتك في تخفيف نزيفك.
-باتريسيا افتحي الباب, انه امر مني.
صاح بذلك وهو يضرب القضبان الحديدية بيده, حينها نظرت باتريسيا لفيكتوريا وقالت لها:

-ارجوك ارحلوا من هنا,وانا سأعطلهم عنكم.

-شكرا لك باتريسيا.

-لا تشكريني, فأنا أفعل هذا من اجل فيكتور, لاأظن بأنني كنت سأحب طفلي الراحل مثلما أحببت ابنك.

عند كلمات باتريسيا الاخيرة حملت فيكتوريا بسرعة ابنها, ثم اقتربت من الكسندر الذي حاول منعها من ابعاده عن الباب الحديدي وهو يصرخ أكثر في باتريسيا التي كانت تستعد لاقفال الباب الاخير عليهم:
-باتريسيااااا
كاد يجن ألكسندر وهو يرى شهقات بكائها الخائف من ما توشك على فعله, أيقن لحظتها أنه يعرفها, يعلم بأنها امرأة ضعيفة, لا تستحمل حتى رؤية الدماء فكيف بالفتاة الرقيقة أن تعود لقتلة في مذبحة وحشية سيقتلونها فيها بلا رحمة, لكنه وجد نفسه يتوقف عن الصراخ عندما حل الظلام الحالك في الممر بإغلاقها الباب نهائيا عليهم, حينها استسلم ليدي فيكتوريا التي امسكت بذراعه وحثته برفق على المشي بجانبها, أربعتهم استطاعوا الخروج من ذلك المعبر السري بأعجوبة, عندما اصبحوا خارج القصر, كان التعب والالم قد هد الكسندر, فلم يعد قادرا على الاستمرار في المشي حتى انه اسقط السكين الذي كانت بيده على الارض وبدأ يتعثر في خطواته فأوقفته فيكتوريا وساعدته على الجلوس على عشب الغابة بين أشجارها, مسحت حبيبات العرق التي كانت تتصبب على وجهه وهي تسأله:
-لن تهزمك طعنة خائنة من سكين صغير الكسندر.

-قلبي هو من لم يعد يحتمل الحياة فيكتوريا.

-إما نحيا معا او نموت م...

لم تكمل كلماتها, عندما ظل فمها مفغورا, ويدها بدأت تتحسس ببطء طريقها باتجاه قلبها الذي طُعن غدرا من خلف ظهرها, ترنحت فيكتوريا في مكانها فأمسك بها الكسندر وبهلع وضعها على الارض بجانبه, أبعد تلك القطعة من قماش فستان باتريسيا عن خصره ووضعها على قلب فيكتوريا يضغط على الجرح ثم قال لها:
-لن أسحب السكين لأنه هو يحبس دمائك في داخلك, وإياك ان تفعلي انت هذا, والا ستموتين في الحال.
أومأت له بالموافقة, قبل ان يتركها مكانها وينهض والغضب الاسود يُعمي بصيرته, نظر لابنته الكسندرا التي ارتدت للوراء بملامحها المخيفة والخائفة في نفس الوقت, حتى انها تعثرت بجذع شجرة من خلفها وسقطت ارضا, فهتف ألسكندر وهويقترب منها بكراهية شديدة:
-ايتها السفاحة الصغيرة, تقتلين والدتك التي فقدت كل حياتها من اجلك انت وأخيك.

تحشرج صوت الطفلة وبدت عليها اخيرا بعض من الانسانية عندما ترقرت الدموع في عينيها وظهر الخوف جليا في نبرة صوتها وهي تقول:

-جلالة الملك دربني فقط لقتل هذه المرأة,علمني بأن هذا هو هدفي في الحياة.

الحقير .. تمتم بذلك في داخله قبل ان يصرخ بقوة فيها:
-انها امك.
اجابته بصراخ طفولي:
-ليست امي إنها قاتلة جلالة الملك, سيدي الراحل, وهذا ما اعترفت به قبل قليل امامنا جميعا داخل ذلك القصر.
أمسك الكسندر برقبة طفلته بقوة وهو يكز على اسنانه صارخا فيها:
-سببك تخلت فيكتوريا عني, وبسببك أصبحت على ما عليه الان,انت فعلا لا تستحقين الحياة أيتها المجرمة الصغيرة.
كادت ابنته الكسندرا تموت بين يديه لولا ان افاقته طعنة حادة رميت من يد تحترف رمي السلاح وإصابة الهدف, سحب السكين التي ولجت خصره, وهو يصرخ ألما, شدد على السكين بقوة حتى جرح كفه بعمق, مما جعل ذلك الكسندرا تنظر اليه بخوف شديد, لكنه فاجأها عندما رمى السكين بعيدا عنهم, وتركها وزحف الى فيكتوريا التي كانت قد فارقت الحياة, فمرة اخرى عصت فيكتوريا أوامره, وسحبت السكين من جسدها والذي كان يحافظ على حياتها, لكي ترميه به وتصيبه بجرح خطير قريب من جرح الرصاصة .. همس لها من بين دموعه وهو يغلق جفنيها صاحبة الرموش الطويلة:

-ألهذه الدرجة احببت اولادك فيكتوريا؟ لدرجة ان تقتلي نفسك وتقتليني حتى تمنحيهم الحياة.

اضاف وهو يضع راسه على صدرها يضم نفسه اليها ويقول باكيا:

-كيف يعقل لمرأة امضت طفولتها وشبابها في معقل حربي, ودربت كما يدرب كبار الرجال على القتال والقسوة أن تملك كل هذه الامومة وتضحي بكل شيء لأجل أطفال قتلوها.
-فيكتورياااااا
وصل لمسامعه ذلك الصراخ الاتي من بعيد مُترددا في أنحاء الغابة, فرفع رأسه عاليا لكي يرى القصر يتصاعد منه سحابات عملاقة من الدخان, فتمتم باسمها "باتريسيا." لكي يعيده لواقعه صوت ذلك الشخص وهو ينادي بإسم فيكتوريا بجنون, استطاع ان يعلم بسرعة لمن يعود ذلك الصوت مما جعله يلتفت بسرعة الى الكسندرا التي كانت دموعها تبلل وجنتيها الحمراوتين ثم آمرها قائلا:

-اياك ان تخبريه عن ما فعلته بوالدتك, او تخبري اي احد بما حصل, لا تتذكري شيء سوى أن الملك الذي قام بتلقينك كراهية والدتك, كان عدو والدتك, وخاطفك منها, وجهي كرهك لروحه الملعونة, واحفظي هذا جيدا: أنت ملكة هذه البلاد وأنت صاحبة الجلالة الملكة الكسندرا .. تحملين دماء العائلتين المتنازعتين على الحكم واخيك هو صاحب السمو الملكي الامير فيكتور.
-ولكنني قتلت زوجتك.
-اصمتي.
صاح فيها بذلك قبل ان يسقط على الارض بجانب فيكتوريا عندما بدأت انفاسه الاخيرة تلفظ, وخرج صوته بخفوت:

-لقد قتلتني وقتلت نفسها من اجلك, وهذا يوضح حبها الشديد لكم فحافظوا على حياتكم من أجلها.
ضم فيكتوريا من جديد اليه, قبل ان يصل اليهم مكسيم, وينتزع منه جسدها الهامد ثم يمسك بوجهها بين يديه وهو يصرخ:

-لما تغلقين عينيك هكذا ايتها الابية؟؟ لما جسدك مرتخ أيتها الصلبة؟؟ انت ابنتي القوية, انهضي يا ياغوري الاسود.
-لا تتعب نفسك, لقد فارقت الحياة.
كز مكسيم على اسنانه بوحشية وهو يطلق جسد فيكتوريا من يديه ويمسك بتلابيب قميص ابن اخيه يصرخ فيه:
-من فعل هذا بها, من طعنها؟
تبادل الكسندر نظرات هادئة مع الكسندرا التي ظلت جالسة في مكانها بعيدا عنهم, ثم كرر جملتها الاخيرة:
-إما نحيى معا او نموت معا.
-ايها المجرم, قتلت ابنتي لأنك تُحتضر, لأنك أناني وتريد أخذها معك الى الموت.
صرخ مكسيم بذلك وهو يقوم بضرب الكسندر بعشوائية في كل جزء من جسده, قبل ان يكتشف بعيون مذهولة بأن الكسندر قال جملته تلك لكي يفارق الحياة الى الابد, تركه من يده وظل صامتا يحدق في الاثنين وهما ممددين بجانبي بعضهما بهدوء, نظر اليهما بنظرات خاوية, قبل ان يحمل الكمان الذي كان قد اخرجه من القصر الذي التهمت النيران كل من فيه, انقذه من اجل ابنته لكي يكتشف بأنه انقذ شيئا لن تمسكه بين يديها من جديد, نهض واقفا على قدميه, ونظر لولديها, فيكتور الذي تركوه على العشب الرطب يبكي بشدة غير مدرك لما يحصل من حوله, والكسندرا التي كانت جامدة في مكانها بعد صدمة شهادتها لمذبحة عائلتها التي اكتشفتها لتوها, كلمها مكسيم باستسلام كبير:
-ابقي مع اخيك, سأعود بعد قليل يا صاحبة الجلالة.
راقبته الكسندرا وهو يمشي بين الاشجار, حتى ابتعد عن عينيها, حينها اقتربت من جثة والديها الهامدتين طلت عليهما بخوف, رأت كيف ان يد والدها كانت فوق يد أمها كما كان يؤكد لها وهو على شفير الموت, حينها بدأت بيديها الحافيتين تحفر في الارض بهدوء, قبل ان تخونها شهقاتها الطفولية, وتبدأ بالنشيج وهي تزيد من سرعة وقوة نبشها للأرض بجنون, حتى أن تراب الغابة اختلط بدماء أناملها الجريحة ودموعها الغزيرة وهي تظن أنه باستطاعتها ان توريهما التراب في قبرٍ من صنع يديها.
ظل يمشي مكسيم في الغابة , حتى وصل لطرفها, فسطع نور الشمس بقوة وهو يخرج من بين تلك الاشجار العملاقة الباسقة, هناك عند المنحذر الجبلي, ظهر امامه المحيط الواسع الوحشي والذي كان يطل عليه القصر الملكي, رفع مكسيم كمان زوجته وابنته اليه, وتأمله لوقت طويل, قبل ان يرفع يده عاليا, ويرميه بأقسى قوته الى المحيط, أغمض عينيه وهو يقول لها:
-وداعا فيكتوريا وكل ما أعدك به أن أحب من أحببتهم.



اصطدم الكمان بالعديد من صخور المنحذر الجليدي, واثناء تدحرجه عليها, تحطمت أجزاء من الكمان, وانقسم لنصفين, وهناك انكشف السر الملكي للمحيط, فقد وقعت منه اوراق ملكية تاريخية, اوارق بحث عنها الكثيرون لزمن طويل, ومات الجميع دون ان يعلم احد بمكانها السري, ودون ان يفهم كل من قرأ القصة, هل فيكتوريا كانت تعلم بأمر تلك الوثائق المخبئة في كمان والدتها ولهذا كانت تترك دوما الكمان خلفها لألكسندر, فربما اردته هو ان يجد تلك الوثائق ويتخلص منها, وربما لم تكن تعلم بأمرها يوما, وبهذا سجل التاريخ للمحيط العميق سرا جديدا يضمه في قعره المظلم, سر الاوراق الملكية واجزاء كمان شهد قصة عشاق لم يرحمهم عشقهم, ففي إحدى الايام اوصدت ملكة شقراء على نفسها وعلى عائلتها ابواب قصر ملكي, لكي تضرم النار فيهم من أجل ان تنقذ حبيبها, وملك الكسندريٌ فقد عظمة الملوك وتردد نواحه في أرجاء مملكته على العشق, اما الملكة السوداء, فمن قال بأنها تمردت على العشق وقتلت نفسها وحبيبها من اجل اطفالها, الم تفعل ذلك لانهم يحملون دمائه؟؟ هي اختارت بنفسها ان تنجب ثمرات حب محرم مدركة النتيجة لكنها لم تكن بقادرة على ايصاد طريق الجيحم والهروب منه, فالوقت كان قد تأخر عندما أدركت انها أحبته, تلك هي قصة ملوك وقعوا تحت رحمة العشق.






التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 07-02-14 الساعة 12:23 AM
maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 04-02-14, 01:02 AM   #4345

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
Elk

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 100 ( الأعضاء 84 والزوار 16) maroska, ‏رااما, ‏دعاء 99, ‏pearla, ‏anna dayob, ‏اية المني+, ‏roumaissae, ‏fatmeh, ‏زمردة الحب, ‏اميرة كيليسا, ‏غزل, ‏meryam, ‏ALAA, ‏nanash, ‏dekaelanteka, ‏sasad, ‏arwa-1, ‏zozo nabeel, ‏luz del sol+, ‏نهولة, ‏خفوق الشوق, ‏جعلنى عاشقه, ‏بسنت محمد, ‏انت عشقي, ‏sweetgana, ‏ريمين, ‏noorvay, ‏nermen.fozy, ‏غيداء هلال+, ‏mouna ABD, ‏ندى الفجر, ‏خلود سعد, ‏a7la sweet, ‏سهرانة الليل, ‏نوراني, ‏To7af, ‏marwaadel, ‏maynou1286, ‏camela, ‏غمزة نظر, ‏samahss+, ‏intissar2, ‏la luz de la luna, ‏m0ly80, ‏مس اشواريا, ‏سوما, ‏soma samsoma, ‏سوريا حبيبتي, ‏hidaya 2, ‏هلولة 1989+, ‏raniaone, ‏زهرة برية, ‏ام ملك وهنا+, ‏bambolina+, ‏cmoi123, ‏shada l+, ‏أريج الزهور, ‏crazygirl-1995, ‏rainfall, ‏أزعجهم هدوئي, ‏كاميليا14+, ‏avrodett, ‏dr.violet, ‏بنت السيوف, ‏تراتيل الامل, ‏Aisne+, ‏هبة, ‏Gemini Rose, ‏Im Mahmoud+, ‏scarlet, ‏riham612, ‏dada19, ‏أحلام الوادي, ‏LeRona, ‏بنوتة كيوت 92, ‏انفاس الحبيب, ‏مليكة النجوم, ‏توني 26
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 83 ( الأعضاء 73 والزوار 10) maroska, ‏مس اشواريا, ‏سوما, ‏maynou1286, ‏زهرة نيسان 84, ‏ندى الفجر, ‏soma samsoma, ‏سوريا حبيبتي, ‏hidaya 2, ‏هلولة 1989+, ‏ريمين, ‏raniaone, ‏زهرة برية, ‏شيكو وزوزو, ‏ام ملك وهنا+, ‏bambolina+, ‏اية المني+, ‏cmoi123, ‏pearla, ‏shada l+, ‏أريج الزهور, ‏زمردة الحب, ‏meryam, ‏crazygirl-1995, ‏سهرانة الليل, ‏rainfall, ‏arwa-1, ‏أزعجهم هدوئي, ‏marwaadel, ‏sasad, ‏كاميليا14+, ‏avrodett, ‏noorvay, ‏dr.violet, ‏nermen.fozy, ‏zozo nabeel, ‏بنت السيوف, ‏تراتيل الامل, ‏دعاء 99, ‏غيداء هلال+, ‏Aisne+, ‏samahss+, ‏la luz de la luna, ‏rewaida, ‏خلود سعد, ‏anna dayob, ‏نوراني, ‏a7la sweet, ‏nanash, ‏هبة, ‏Gemini Rose, ‏Im Mahmoud+, ‏lolololy909, ‏camela, ‏m0ly80, ‏scarlet, ‏riham612, ‏dada19, ‏sweetgana, ‏أحلام الوادي, ‏LeRona, ‏بنوتة كيوت 92, ‏انفاس الحبيب, ‏مليكة النجوم, ‏توني 26, ‏thetwin, ‏roro.rona, ‏خفوق انفاس


والان لن أقول انتهى الفصل كالعادة بل انتهت الرواية أعزائي القراء

كما لم يكن لرواية مقدمة لن يكون لها خاتمة, أؤمن ان ما يبدأ سريعا وحادا عليه ان ينتهي بنفس الطريقة أتمنى بأن يكون منكم من يشاركني رأيي هذا.

وأتمنى أيضا ان تكون رواية قد راقت لكم, احببتموها بغرابتها وبخيالها وبجنونها كما أحببتها أنا.

أنتظر أرائكم الصريحة وشعوركم حيال الرواية والنهاية, من تقبلها ومن لم يفعل؟ كل هذا اتمنى ان اعرفه, واتمنى ان نتناقش حولها.

ورحلتنا القادمة إن شاء الله ستكون الجزء الثاني من مذكرات مغتربات

شكرا لمتابعتكم الوفية, اسعدتموني طيلة الوقت بتواجدكم ومرافقتكم الدائمة لي في عوالم رواياتي.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 04-02-14, 01:18 AM   #4346

ندى الفجر

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ندى الفجر

? العضوٌ??? » 132014
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,276
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond reputeندى الفجر has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 99 ( الأعضاء 82 والزوار 17) ‏ندى الفجر, ‏maroska, ‏رااما, ‏دعاء 99, ‏pearla, ‏anna dayob, ‏اية المني, ‏fatmeh, ‏زمردة الحب, ‏اميرة كيليسا, ‏غزل, ‏meryam, ‏ALAA, ‏nanash, ‏dekaelanteka, ‏sasad, ‏arwa-1, ‏zozo nabeel, ‏luz del sol, ‏نهولة, ‏خفوق الشوق, ‏جعلنى عاشقه, ‏بسنت محمد, ‏انت عشقي, ‏sweetgana, ‏ريمين, ‏noorvay, ‏nermen.fozy, ‏غيداء هلال, ‏mouna ABD, ‏خلود سعد, ‏a7la sweet, ‏سهرانة الليل, ‏نوراني, ‏To7af, ‏marwaadel, ‏maynou1286, ‏camela, ‏غمزة نظر, ‏samahss+, ‏intissar2, ‏la luz de la luna, ‏m0ly80, ‏سوما, ‏soma samsoma, ‏سوريا حبيبتي, ‏hidaya 2, ‏هلولة 1989+, ‏raniaone, ‏زهرة برية, ‏ام ملك وهنا+, ‏bambolina+, ‏cmoi123, ‏shada l, ‏أريج الزهور, ‏crazygirl-1995, ‏rainfall, ‏أزعجهم هدوئي, ‏كاميليا14, ‏avrodett, ‏dr.violet, ‏بنت السيوف+, ‏تراتيل الامل, ‏Aisne, ‏هبة, ‏Gemini Rose, ‏Im Mahmoud+, ‏scarlet, ‏riham612, ‏dada19, ‏أحلام الوادي, ‏LeRona, ‏بنوتة كيوت 92, ‏انفاس الحبيب, ‏مليكة النجوم, ‏توني 26+

الف مبروك سكينة نهاية روايتك الجميلة
كانت رحلة مشوقة جدا معك
فى حياة هذه العائلة الملكية المجنونة
استمتعت بكل لحظة فيها

وفى انتظر الجزء الثانى من مذكرات مغتربات
على نار

دمتى بود


ندى الفجر غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 04-02-14, 01:20 AM   #4347

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى الفجر مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 99 ( الأعضاء 82 والزوار 17) ‏ندى الفجر, ‏maroska, ‏رااما, ‏دعاء 99, ‏pearla, ‏anna dayob, ‏اية المني, ‏fatmeh, ‏زمردة الحب, ‏اميرة كيليسا, ‏غزل, ‏meryam, ‏ALAA, ‏nanash, ‏dekaelanteka, ‏sasad, ‏arwa-1, ‏zozo nabeel, ‏luz del sol, ‏نهولة, ‏خفوق الشوق, ‏جعلنى عاشقه, ‏بسنت محمد, ‏انت عشقي, ‏sweetgana, ‏ريمين, ‏noorvay, ‏nermen.fozy, ‏غيداء هلال, ‏mouna ABD, ‏خلود سعد, ‏a7la sweet, ‏سهرانة الليل, ‏نوراني, ‏To7af, ‏marwaadel, ‏maynou1286, ‏camela, ‏غمزة نظر, ‏samahss+, ‏intissar2, ‏la luz de la luna, ‏m0ly80, ‏سوما, ‏soma samsoma, ‏سوريا حبيبتي, ‏hidaya 2, ‏هلولة 1989+, ‏raniaone, ‏زهرة برية, ‏ام ملك وهنا+, ‏bambolina+, ‏cmoi123, ‏shada l, ‏أريج الزهور, ‏crazygirl-1995, ‏rainfall, ‏أزعجهم هدوئي, ‏كاميليا14, ‏avrodett, ‏dr.violet, ‏بنت السيوف+, ‏تراتيل الامل, ‏Aisne, ‏هبة, ‏Gemini Rose, ‏Im Mahmoud+, ‏scarlet, ‏riham612, ‏dada19, ‏أحلام الوادي, ‏LeRona, ‏بنوتة كيوت 92, ‏انفاس الحبيب, ‏مليكة النجوم, ‏توني 26+

الف مبروك سكينة نهاية روايتك الجميلة
كانت رحلة مشوقة جدا معك
فى حياة هذه العائلة الملكية المجنونة
استمتعت بكل لحظة فيها

وفى انتظر الجزء الثانى من مذكرات مغتربات
على نار

دمتى بود
اكيد هذا ليس هو ختامك لي؟؟؟
بانتظارك غدا


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 04-02-14, 01:27 AM   #4348

زمردة الحب
alkap ~
 
الصورة الرمزية زمردة الحب

? العضوٌ??? » 180376
?  التسِجيلٌ » Jun 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,329
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » زمردة الحب has a reputation beyond reputeزمردة الحب has a reputation beyond reputeزمردة الحب has a reputation beyond reputeزمردة الحب has a reputation beyond reputeزمردة الحب has a reputation beyond reputeزمردة الحب has a reputation beyond reputeزمردة الحب has a reputation beyond reputeزمردة الحب has a reputation beyond reputeزمردة الحب has a reputation beyond reputeزمردة الحب has a reputation beyond reputeزمردة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ل
ا تعليق
ممكن بكرة يكون عندي كلام لاني
تحت تاثير الصدمة من الفصل


زمردة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-02-14, 01:28 AM   #4349

توني 26

نجم روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية توني 26

? العضوٌ??? » 274116
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,738
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » توني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 96 ( الأعضاء 80 والزوار 16)
‏توني 26, ‏أزعجهم هدوئي, ‏arwa-1, ‏سهرانة الليل, ‏زهرة برية, ‏mo'aa, ‏أم أسماء, ‏بنت السيوف, ‏ندى الفجر+, ‏نهولة, ‏shada l, ‏nanash, ‏rewaida, ‏cmoi123, ‏عندلييب, ‏rainfall, ‏la luz de la luna, ‏raniaone, ‏mona mohamed, ‏رااما, ‏دعاء 99, ‏pearla, ‏anna dayob, ‏اية المني, ‏fatmeh, ‏زمردة الحب, ‏غزل, ‏meryam, ‏ALAA, ‏dekaelanteka, ‏sasad, ‏zozo nabeel, ‏luz del sol, ‏خفوق الشوق, ‏جعلنى عاشقه, ‏بسنت محمد, ‏انت عشقي, ‏sweetgana, ‏ريمين, ‏noorvay, ‏غيداء هلال, ‏mouna ABD, ‏خلود سعد, ‏a7la sweet, ‏نوراني, ‏To7af, ‏marwaadel, ‏maynou1286, ‏camela, ‏غمزة نظر, ‏samahss, ‏intissar2, ‏m0ly80, ‏سوما, ‏soma samsoma, ‏سوريا حبيبتي, ‏hidaya 2, ‏هلولة 1989, ‏ام ملك وهنا+, ‏bambolina, ‏أريج الزهور, ‏crazygirl-1995, ‏كاميليا14, ‏avrodett, ‏dr.violet, ‏تراتيل الامل, ‏Aisne, ‏هبة, ‏Gemini Rose, ‏Im Mahmoud, ‏scarlet, ‏riham612, ‏dada19, ‏أحلام الوادي

أنا جيت
و الفصل جه
أمممممممممممم أنا خايفة
أعااااااااااااااااااااا
عارفين إلي خايف يفتح ورقة الأسئلة ..... هاي أنا


توني 26 غير متواجد حالياً  
التوقيع

إهداء نوفيلا للعشق لونه الدموي لـزهرة الكاميليا4 ... صديقة قل مثيلاتها , في إحدي المرات و بعد إنقطاع عن الحديث عبر الفيس بوك كتبت لها ... (توووتة محتاجاكي في شغلة) , و خلال أقل من دقيقة كانت حاضرة تعرض عدتها و عتادها , طلبت منها قراءة النوفيلا و فوجئت أنها لم تتأخر لحظة
بالعكس أنتهت منها و أعادتها لي مع تعليق في وقت لا يذكر
الإهداء ليس لأنها قرأت النوفيلا ... لكن لروعتها و تواجدها مع صديقتها وقت إحتاجتها دون أن تسأل
صديقتي الليبية الحلوة ما أرووووووووعك
النوفيلا قليلة بحقك , لكنها كل ما أملك إهدائه لك اليوم
عسي ربي يجمعني بك علي خير قريباً ... أحممممم و ناكل أيس كريم مع بعض

إهداء لــعاشقة الكلمات (أم حمودي) معك أجد عاطفة أمومية خالصة تغرقني , شاكرة لكل رسالة تبادلناها و كل نصيحة حياتيه تكرمتي بها علي قلبي المتلهف
رد مع اقتباس
قديم 04-02-14, 01:31 AM   #4350

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمردة الحب مشاهدة المشاركة
ل
ا تعليق
ممكن بكرة يكون عندي كلام لاني
تحت تاثير الصدمة من الفصل
اكيد حبيبتي ممكن
اقدر تأخر الوقت
ولكن انا فعلا انتظر منكم في اي وقت تعليقا دقيق برايكم ونقدكم وشعوركم حيال الرواية
لان الفصل اتعبني جدا والرواية كذلك .. يعني استحق ولا لا
شكرا عزيزتي


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مُلوك, العشق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:05 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.