آخر 10 مشاركات
310 - هبة من السماء - بات جيل - م.د** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          316 - الشك القاتل - ليندا بيوتشستر - م.د** (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          [تحميل] أعشقه و هو في دنيتي الجنه و صعب أنساه لأني نسيت أنساه ، لـ }{!Karisa!}{ (الكاتـب : Topaz. - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          حصريا .. تحميل رواية الملعونة pdf للكاتبة أميرة المضحي (الكاتـب : مختلف - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree899Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-13, 04:09 AM   #1181

احمد كيمو

? العضوٌ??? » 295679
?  التسِجيلٌ » Apr 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,097
?  نُقآطِيْ » احمد كيمو has a reputation beyond reputeاحمد كيمو has a reputation beyond reputeاحمد كيمو has a reputation beyond reputeاحمد كيمو has a reputation beyond reputeاحمد كيمو has a reputation beyond reputeاحمد كيمو has a reputation beyond reputeاحمد كيمو has a reputation beyond reputeاحمد كيمو has a reputation beyond reputeاحمد كيمو has a reputation beyond reputeاحمد كيمو has a reputation beyond reputeاحمد كيمو has a reputation beyond repute
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

احمد كيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 03:32 AM   #1182

اربيلا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 167404
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 364
?  نُقآطِيْ » اربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond repute
افتراضي





حلللللللللللللللللللللللل لللللوة


حلللللللللللللللللللللللل للللللللللللللللللللللللل للللوة


كتير كتير

يسلمو
مستعجلة اكتب الرد

مشان اتابع الرواية

يسلمو مرة تانية




اربيلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 08:20 PM   #1183

حفصه بنت عمر

? العضوٌ??? » 200082
?  التسِجيلٌ » Sep 2011
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » حفصه بنت عمر is on a distinguished road
افتراضي

ان شاء الله متابعه

حفصه بنت عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-13, 05:26 AM   #1184

hebaa
alkap ~
? العضوٌ??? » 148271
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 482
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hebaa has a reputation beyond reputehebaa has a reputation beyond reputehebaa has a reputation beyond reputehebaa has a reputation beyond reputehebaa has a reputation beyond reputehebaa has a reputation beyond reputehebaa has a reputation beyond reputehebaa has a reputation beyond reputehebaa has a reputation beyond reputehebaa has a reputation beyond reputehebaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

hebaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-13, 01:15 PM   #1185

دندونة كمان وكمان

? العضوٌ??? » 307191
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » دندونة كمان وكمان is on a distinguished road
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

دندونة كمان وكمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-13, 03:11 PM   #1186

sihamo

? العضوٌ??? » 108333
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 610
?  نُقآطِيْ » sihamo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة princess sara مشاهدة المشاركة
انا عارفه والله يالولو انك مشغوله وكنت هتردي علي تعليقي لما تفضي
بس انا قولت اشاكسك بس مش اكتر
وربنا يعينك في الاستعدادت بتاعت رمضان ان شاء الله
وانا كويسه الحمدلله اهو
المهم انا في انتظارك بكرة علي النار
بالتوفيق ياقمري
rewaya helwa wa fiha ba3de lromode o haniki 3aliha


sihamo غير متواجد حالياً  
التوقيع
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
رد مع اقتباس
قديم 08-11-13, 04:05 PM   #1187

lossil

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة في قصر الكتابة الخيالية

alkap ~
 
الصورة الرمزية lossil

? العضوٌ??? » 82178
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,367
?  مُ?إني » ajaccio_france
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » lossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
لا تفكرفي المفقود كي لا تفقد الموجود.لماذا عندما تغيب الحاء ويبدأ الألف يتحول الحلم لألم؟
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile13

السلام وعليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إزيكم حبيباتي وحشتوني كتيييييييييييييييييييروحت وحشوني أكترهههههههههههه ....مش فزورة حشرحلكم دلوئتي..
زي ما معظمكم عارفين أنا كانت عندي ظروف وحستغل الفرصة ده عشان أشكركل من سألت عني ووقفت جنبي ودعتلي بجد إنتو نعمة الصحبة والأخوة...
أنا لسة مطينة فعشتي لا طايلة سما ولا أرض بس واثقة فربنا وهو أكيد معايا ويستحيل يتخلى عني...والحمد لله على كل شيئ...

المهم :
أنا كتبت فصل سابع وحنزلو دلوئتي بس 8 مش عارفة حنزلو إمتى وبقلكم من دلوئتي ويااااااارب الفصل يعجبكم وما تزعلوش مني لتقصيري وعلى غيابي المستمر...
بحبكم والله...

Dr. Aya likes this.

lossil غير متواجد حالياً  
التوقيع
احلى هدية من احلى سما في الدنيا
رد مع اقتباس
قديم 08-11-13, 04:25 PM   #1188

lossil

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة في قصر الكتابة الخيالية

alkap ~
 
الصورة الرمزية lossil

? العضوٌ??? » 82178
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,367
?  مُ?إني » ajaccio_france
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » lossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
لا تفكرفي المفقود كي لا تفقد الموجود.لماذا عندما تغيب الحاء ويبدأ الألف يتحول الحلم لألم؟
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع:


وقفت للحظات متجمدة وقد صدمتها تلك الخادمة الثرثارة مرتين...مرة عندما أخبرتها عن الحياة المنفصلة ليزن وزوجته ومرة عندما حدثتها عن إبنهما...إبنه من إمرأة أخرى...أحست برجليها ترتجفان فجأة قبل أن تستلما بسهولة لتنهارعلى سريرها وعقلها لم يتوقف عن التفكير في شيئ واحد،...إبنه...لديه إبن من إمرأة غيرها...
لقد كانت تخترقها تلك الجملة كما مئات السكاكين...طعنتها غدرا...ظلما وإفتراءا...ألمتها...ألمتها حقا وإن إعتقدت سابقا بأن خيانته...عدم حبه لها...زواجه من أخرى قد ألموها فإن ما كانت تعانيه في تلك اللحظة أقوى وأشد من الألم...أقسى وأمرمن العذاب...فمن قال بحق الجحيم أننا ما إن نتعود على الألم حتى ننسى كيف نحس به؟...من قال أن الصفعة الأولى تُؤلم ...الثانية تُبكي والثالثة لا تترك أثرا أو إحساسا؟...كذب من إدعى القوة في مواجهة الدمار...وما سمعته في تلك اللحظة كان أكثرمن دمارلقلبها ومشاعرها وَ...

_سيدتي...سيدة أثير..هل أنتِ بخير؟؟

(رفعت نحوها عينين يملأهما الألم الذي ترجمه ضعفها على شكل دموع...دموع!!!...مررت لسانها على شفتيها لتتفاجأ بالطعم المالح عليهما...إتسعت عينيها بدهشة...لقد كانت تبكي وبحرقةٍ أيضا وهي التي قد سبق وأخذت عهدا على نفسها ألا تفعل...إنها تبكي حقا...شهقت بصوتٍ مرتفع لتسمع صوت الخادمة مجددا وهذه المرة يسألها بقلقٍ بدا صادقا :

_سيدتي أرجوكِ...أخبريني مالأمر؟...هل تتألمين؟...هل أنادي على السيد يزن؟؟

(لا إلا يزن...إلا يزن...حركت رأسها علامة الرفض...لتدفن وجهها في يديها وهي تقول بصوت حزين يقطع نياط القلب :
_وبماذا قد ينفعني يزن؟...هل سيعيد لي سنوات عمري التي قضيتها أبكي وأتحسرعليه بصمت...ضياع روحي وغُربتي...خططي الفاشلة في محاربته؟...والأهم من ذالك هل سيعيد لي قلبي؟...قلبي يا نسمة قلبي...هل سيعيده لي،...هل سيفعل؟؟

(إقتربت منها نسمة لتبعد يديها عن وجهها برفق لتقول بحكمة أكبرمن سنها :

_سيدتي أنا لن أدعي تفهمك أو حتى سؤالك عن ما حدث ويحدث بينك وزوجك لأنني لم أجرب يوما الإحساس بالحب كما أنني لن أتدخل بين رجل وزوجته...لكنني مع ذالك سأخبرك بشيئ أعيش أنا من أجله رغم كل صعوبات الحياة...الحياة أقصرمما نظنه جميعا وعيش أيامها في هم ونكد وحزن ودموع ما هو إلا خسارة لنا...لذا كفى دموعا وبؤسا سيدتي...هدئي من روعك وصدقيني مهما كان ألمك قويا تستطعين أن تكوني أنتِ أقوى منه.

(نظرت إليها أثيربذهول لتتأملها متفحصة...كانت شابة صغيرة في بداية العشرينيات...كانت لتكون جميلة جدا لولا نحول جسدها وأثارالتعب على ملامحها الفتية...لكن مع ذالك كانت تبدو واثقة جدا من نفسها وعينيها...عينيها الذهبيتين كانتا تلمعان بطريقة مشرقة غريبة...دفعتها لمسح عينيها بظهريدها بإحراج لتسألها بهدوء :

_ما هو عملك بالضبط هنا يا نسمة؟؟

(إرتدت عنها بقوة وبدت كأنها أجفلت بسؤالها لتقول معتذرة منها بأدب :
_أسفة سيدتي يبدو أنني قد فتحت فمي الكبير أكثر مما...

(قاطعتها أثيربسرعة وقد أدركت أن الفتاة قد فسرت كلامها بطريقة خاطئة :
_لم أقصد ما فهمته يا نسمة...أنا فقط أجدك صغيرة وواعية جدا لتكوني خادمة.

(أشرقت ملامحها لتبدو أكثرجمالا لتجيبها بحماس :
_أنا في الثالثة والعشرين من عمري وهذه سنتي الأخيرة في الجامعة...وأعمل هنا مع أمي إنها الطباخة لديكم.

(سألتها أثيرباستنكار:
_طالبة جامعية وتعملين في خدمة البيوت؟!

(أجابتها بمرارة :
_سيدتي...لقد سبق وبحثت كثيرا عن شيئ أفضل لكنني لم أوفق...هناك من لم يرضى بتوظيف طالبة مثلي بدون خبرة وهناك من فعل لكنه كان يتوقع مني خدمات أخرى لم أشأ القيام بها عموما...(هزت كتفيها بعدم إكتراث لتتابع مبتسمة بقناعة ورضى نادرين :
_الله كريم وهنا أنا في أمان...أساعد أمي إلى جانب عملي والعم صالح وحتى السيد يزن يهتمان بالخدم كأنهم من العائلة.

(هزت أثيررأسها بتفهم وهي تفكرفي كلامها الحكيم وللرضى في نبرة صوتها رغم كل ما تعانيه لتتمتم
بشرود :
_حقا من يسمع بمصائب الناس تهون عليه مصيبته...(تنهدت بصوت مرتفع لتتابع متساءلة بلطف وقد أحبت الفتاة التي تصغرها بثلاث سنوات :
_أخبريني يا نسمة هل تحبين العمل هنا؟...أعني لو وجدت شيئا أقرب لدراستك وربما أرفع مستوى قليلا هل ستتركين العمل هنا؟؟

(أجابتها بصراحة :
_ومن قد يكره الإرتقاء بنفسه سيدتي.

_حسنا جيد جدا...(وقفت لتنظرحولها بحزن لتردف بفتور:
_أنتِ محقة لا شيئ أجنيه ببقائي هنا بين أربعة حيطان وبكاء حظي العثرأنا أحب العمل ولقد إعتدت عليه لذا سأخذ مكان أبي في الشركة وأنتِ يا نسمة ستكونين سكرتيرتي.

(تلعثمت نسمة بعدم تصديق :
_لكن ...لكن سيدتي أنا لا خبرة لي وأنا...أنا...

(قاطعتها أثيربحزم رغم الرقة التي تلمع بها عينيها :
_أنت مثقفة وذكية وتملكين روحا أنا أحببتها وهذا يكفي بالنسبة لي أما الخبرة والأشياء الأخرى فستحصلين عليها مع الوقت...(مدت يدها نحوها والتي سرعان ما أمسكت بها نسمة مما جعلها تتابع برجاء :
_أنا وحيدة هنا يا نسمة...عائلتي الوحيدة هم العم صالح وصديقاتي وكلاهما لايستطيعان مساعدتي في هذا الوقت لذا فأنا نوعا ما لا أحتاج لسكرتيرة فقط بل لصديقة أيضا تدعمني وتهزني بقسوة عند الضرورة فهل تقبلين يا نسمة...أرجوك؟.

(إلتمعت الدموع في عيني الفتاة لتقول بتأثر:
_سأفعل سيدتي سأفعل وكما أقول دائما...الله حقا كريم.

(إبتسمت لها أثيربمودة لتجيبها :
_أنتِ محقة...والأن إذهبي وأخبري أمك وأنا من سيكمل ترتيب ملابسي...

(قاطعتها نسمة معترضة :
_لكن سيدتي أنا...

_أثيرنادني أثير...ويا نسمة لقد كنت أرتب ملابسي دائما بنفسي صدقيني.

(هزت نسمة رأسها موافقة على مضض لتنظرإليها للحظاتٍ قبل أن تقول بشيئ من الحدة :
_كم أنتِ مختلفة عن السيدة الأخرى...الأن بتُّ متأكدة بأن الرجال حقا حمقى .

(هربت أثيربعينيها بعيدا كي لا تقرأ نسمة لهفتها في معرفة كل ما يخص ضرتها وما قصدته هي بالضبط بكلامها لتقول بصوتٍ حازم فاجئها :
_لا تذكريها أمامي يا نسمة...نحن أي نعم ضرتين وسنعيش في بيت واحد من الأن وصاعدا لكنني لا أريد الإحتكاك بها أو معرفة أي شيئ عنها...(إتجهت صوب ملابسها كي تكمل ترتيبها أو بالأحرى تتلهى بها لتتابع مغيرة الموضوع :
_إذهبي الأن لتخبري أمك نسمة وأنا سأخبريزن لاحقا عن عملنا في الشركة.

(خرجت نسمة بعد أن شكرتها بامتنان عن الفرصة الذهبية التي منحتها لها...لتنهمك هي في ترتيب ملابسها كما سبق وقالت لكن عقلها كان في مكان أخر...يحاول لملمة أشلاء قلبها التي مزقها حب يزن بقسوة.

**** **** **** ****

أوقفت سيارتها الحمراء الرياضية في باحة الفيلا لتخرج منها بسرعة ومنها سارعت الخطى حيث كانت تنتظرها والدتها...التي ما إن رأتها حتى سألتها باهتمام :

_ها يا رهف ما الأمر...لقد أقلقني إتصالك؟؟

(إرتمت على أقرب كرسي لتقول بألم :
_لقد عادت ...أثير زوجة يزن الأولى...قد عادت.

(تجهم وجه والدتها لتسألها بحيرة :
_وإذن مالذي يؤلمك في الأمر؟...أنتِ كنت تعرفين دائما بأنها ستعود في يومٍ من الأيام.

(صرحت رهف بإحباط :
_أنا كنت أتوقع ذالك بالفعل أمي لكن ليس لتبقى بل لتطلب الإنفصال وترحل للأبد بعدها.

(هزت والدتها رأسها بعدم فهم لتقول بحيرة :
_ضعيني في الصورة يا رهف فأنا لا أزال ضائعة قليلا هنا.

(وقفت لتسيرجيئة وذهابا في االغرفة لتقول بقلق :
_أنا أحبه أمي...إكتشفت بأنني أحبه منذ سنوات...وكنت أمل بأنه يوما ما سيعود لي...سيدرك أنني الوحيدة التي تناسبه...الوحيدة التي ستسعده خاصة بأنه كان دائما مخلصاً لي و...

_مخلصاً لكِ أم لها...(إستدارت إليها بعنف لتتابع والدتها بجدية :
_كنت أعلم بأنك ستحبينه في النهاية فيزن رجل بكل ما للكلمة من معنى...محترم...طيب...عاقل...مخل ص وصادق...

(إعترضت بثقة :
_لكنه لا يحبها...أنا متأكدة من هذا.

(صرحت والدتها بحدة :
_ولا يحبك أيضا وما يخيفك أنها قد تنجح حيث فشلت أنتِ...أنها قد تستميله نحوها.

(تشدقت بغرور:
_هو لن يتخلى عني أبدا ليس وبيننا سراج...لقد وعدني.

(رفعت أحد حاجبيها باستفهام ساخرلتسألها بتعجب :
_وهل تصدقين أنت تلك المقولة التافهة بأن الأولاد يربطون الرجل بزوجته؟!!!

_لا أمي أنا لا أصدق ذالك وهذا ما يخيفني...(نظرت إليها بتوسل لتظيف بصوت متحشرج :
_لقد فاجئتني بعودتها...إنها جميلة جدا...واثقة من نفسها ويزن...يزن رجل جذاب وأنا ...أنا شبه متأكدة بأنه ...بأنه حسنا أنتِ تفهمينني أمي أليس كذالك؟؟

(تساءلت والدتها بتفهم :
_تقصدين لم يلمس إمرأة منذ مدة؟؟

(إعترفت بخجل :
_أخبرتك بأنه مخلص .

_مالذي تريدينه الأن يا رهف؟؟

(إعترفت رهف بعذاب :
_يزن...أريد زوجي الذي أحبه.

(تمعنت والدتها في ملامحها المتألمة للحظات لتسألها بصرامة :
_أواثقة أنتِ بأنك تحبينه أم أنه مجرد غرورأنثوي أحمق ظهرفجأة بظهورغنيمة تنافسك عليه؟؟

(هتفت رهف بحرقة :
_بل أحبه يا أمي...أحبه حقا ومستعدة لأفعل أي شيئ لأحصل عليه وعلى حبه لي لوحدي.

(إقتربت منها والدتها لتربط على كتفيها بمودة لتقول بنصح :
_إذن إلعبي بعدل ...أنتِ إمرأة وهو رجل وأيضا زوجك...إجعليه يحس بمشاعرك...أصلحي ما سبق وأفسدته قبل سنوات ويا رهف لا تتعمدي الخداع أوالظلم وإن إختارها هي فلا تقفي في طريقه...لا تدعي قلبك يُعميك وتذكري دائما ما فعله يزن من أجلك.

**** **** **** ****
دلف إلى جناحه وهو يحس بالتعب فجأة من كل شيئ ...لقد تراكمت الأعمال عليه...في المصرف لديه وأيضا في شركة والده ...شغله إهتمامه بذاك الأخير عن كل شيئ أخروالأن وبعد إستيقاظه وتعديه لمرحلة الخطرنوعا ما أمضى اليوم بطوله وجزءا كبيرا من الليل في الشركة ليتدارك ما فاته لكن هل ذاك كل شيئ أم أنه تغيب متعمدا ليبتعد عن رهف وأثير...
أزال بذلته وبدأ يفك أزرارقميصه بعينين مغمضتين...لقد إستطاع إقناع أثيربمساعدته والعودة لحياته ولو بطريقة مزيفة لكن ما لم يحسب حسابه هو غضب رهف التي لم يتوقع أن تثورعليه كما فعلت في وقت سابق من نهارتلك الليلة...لقد طلبت منه الحديث عن شيئ ما يخص سراج وتبعها وهو قلق على إبنه ليتفاجأ أن موضوعها الحقيقي يتعلق بشأن عودة أثير...كانت تتحدث كزوجة غيورة وهذا وضعه في حيرة رهيبة...خاصة أنه وهي قد سبق وحددا طريقا لحياتهما إتفقا عليه معا وعن تراضٍ...فما الذي حدث لها؟...هل جنت فجأة أم أن عودة أثيرأشعرتها بالتهديد والخوف على مكانتها في المنزل؟...هل تذكرت كلام والده عندما أخبرها بأنه يعترف بسيدة واحدة للمنزل بعد زوجته وهي أثير...هل ذاك ما يقلقها؟...
فتح عينيه ليرمى قميصه بغضب فجأة وهو يشتم من بين أسنانه...كل ما فيه في تلك اللحظة بسبب والده ووفاءه الذي زاد كثيرا عن حده...فإلى متى؟...إلى متى سيتحمل؟...وإلى متى سيظل الماضي يلاحقه و...أخرجه صوت تنهد منخفض من أفكاره لتتجه أنظاره بطريقة ألية صوب سريره لتتسعا حدقة عينيه على أخرهما...
لقد دخل للجناح ناسيا أنه لم يعد له بمفرده...كان على وشك النوم على سريره الذي لم يكن خاليا تلك الليلة...لقد نسيها...نسي أنها ستنام هناك بدلا منه من الأن وصاعدا...ستتوسد وسادته وستستلقي على فراشه ويالله كم بدت مناسبة لذالك المكان...كأنها تنتمي إليه و...تحركت فجأة مما جعل الغطاء ينحصرعن جسدها ليحبس أنفاسه هو ...لا يعقل أن أثيرالتي نبذها بأبشع الطرق فيما مضى هي نفسها تلك الأنثى الساحرة التي تحتل فراشه...
تحرك نحوها كالمنوم مغناطسيا لتتجولا عينيه بإعجاب ورهبة على تفاصيلها الأنثوية المتناسقة التي ظهرت بسخاء خلف ثوب نومها الشفاف القصير...لقد كانت رائعة...تخطف الأنفاس والأهم من ذالك كانت كما الملاك بملامحها المسترخية وشعرها الأسود المبعثرحولها بطريقة...بطريقة...أغمض عينيه ليستديرعنها بغضب...أمسك بقميصه وبذلته ليتحرك تاركا الغرفة بسرعة جنونية قبل أن يتهور...يتهور!...ما ذاك المصطلح الغريب؟...إنه لا يفعل شيئا كذاك أبدا...
كما لا تحدق في نساء شبه عاريات بنظرات ملتهمة وقد فعلتها قبل قليل!!...سخرمنه عقله بقوة مما جعله يتخلل شعره بعصبية ليتحرك خارج الجناح الذي أصبح محرما عليه...زفربارتياح ما إن أصبح خارجا لكن إرتياحه ذاك لم يدم طويلا إذ سرعان ما سمع رهف تقول بسخرية مريرة :

_هل طردتك؟؟

(رفع وجهه نحوها ليتفاجأ بثوب نومها الغيرمحتشم ونظراتها التي كانت تمررها بإغراء على صدره العاري...أغمض عينيه للحظات بشدة وهو يتساءل إن كانتا قد إتفقتا عليه ليفتحهما بعد برهة وهو يقول بقسوة تعمدها :
_لقد أخبرتك هذا الصباح يا رهف أن ما يحدث بيني وبين أثيرلا يعني أحدا غيرنا لذا أرجوك عودي لغرفتك ولا تتدخلي مجددا .

(قالت بإلحاح وهي تقترب منه :
_لكن يا يزن أنا أحتاج...أنا كنت أرغب...

(قاطعها بحدة :
_رهف إنها الثانية بعد منتصف الليل وأنا متعب لذا تصبحين على خير.

(تحرك مبتعدا عنها غافلا عن النظرات المليئة بالتصميم التي رمتها بالتجاهه والتي سرعان ما تحولت لغضب أعمى عندما إستدارتا صوب الجناح حيث كانت أثيرنائمة بعمق...غافلة عن كل ما حدث.


lossil غير متواجد حالياً  
التوقيع
احلى هدية من احلى سما في الدنيا
رد مع اقتباس
قديم 08-11-13, 04:26 PM   #1189

lossil

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة في قصر الكتابة الخيالية

alkap ~
 
الصورة الرمزية lossil

? العضوٌ??? » 82178
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,367
?  مُ?إني » ajaccio_france
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » lossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
لا تفكرفي المفقود كي لا تفقد الموجود.لماذا عندما تغيب الحاء ويبدأ الألف يتحول الحلم لألم؟
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لوكان بيده إيقاف الزمن...لو كان يملك عصى سحرية يُخضعه بها لكان أمره أو حتى توسله أن يتوقف في تلك اللحظة...لحظة إحتوت ذراعيه جسدها في أول تقارب حقيقي لهما...
لقد سقطت على صدره وبدون أن يفكركثيراً إمتدت كلا يديه ليحملها بغية حمايتها من الوقوع وهي...هي تمسكت بكتفيه بطريقة ألية...وجهها كان مدفونا في صدره...وعبيرشعرها المسكر كما رائحة عطرها كانا يحاصرانه بطريقة تدفق لها الدم في عروقه لينفجر البركان النائم بأعماقه منذ سنوات ليتحول غضبه من تهورها وخوفه عليها لرغبة ألهبت قلبه وعواطفه...وما زاد الطين بلة أنها رفعت وجهها في تلك اللحظة نحوه لتلفحه أنفاسها الدافئة ...المسكرة...
كانت تنظرإليه بعينين مرتبكتين...محرجتين ...وجهها كان موردا بطريقة فاتنة أنسته الماضي والحاضر وكل شيئ ما عداها...جمالها...خجلها وذاك اللمعان المميز في عينيها والذي شده أكثر وأكثرإليها...
ظلا للحظاتٍ يتفرسان في بعضهما البعض وكل منهما يحاول السيطرة على دقات قلبه ومشاعره التي كانت قاب قوس أو أدنى من التهوروالتمرد عليهما لتنهي هي تلك الثواني المميزة حين تململت بين ذراعيه بعدم إرتياح لتتمتم كلمات متوترة غير مفهومة طالبة بها أن يتركها...يتركها!...وهل يستطيع أن يفعل بعد أن لمسها أخيرا...بعد أن تحقق المستحيل؟
يا إله السماوات إن كانت مجرد لمسة لا معنى لها تغربل مشاعره بتلك الطريقة فماذا سيحدث له لو تعدَّاها لشيئ أخر؟...لو تجرأ وحاول...لو...إستقرت نظراته المتعطشة على شفاهها اللامعة...التي كانت تبدو برجفتها المترددة...والمغرية في نفس الوقت كأرض بتول لم تطأها قدم إنسان من قبل أو...لكن لا...بالتأكيد لا... إكفروجهه فجأة ليدفعها عنه بقسوة وهو يفكر بمرارة أنها كلها بجسدها وروحها وحتى قلبها لم تعد تلك الأرض المقدسة...النقية التي كانت عليها...لم تعد رنده ولا أرضه و... وعليه عدم نسيان ذالك أبدا..عليه التحكم بمشاعره وضعفه نحوها أكثرمن ذالك..عليه تعلم تجاهل رغباته والسيطرة عليها متى كانت بجواره بل عليه التخلص منها..دفعها بكل الطرق الممكنة والغير الممكنة للرحيل عن مكتبه حيث إعتاد قضاء كل وقته....آآآه أجل ذاك ما عليه القيام به وفي أقرب فرصة أيضا.

(لو يستطيع أن يدرك ما فعلته بها لمسته الحازمة...القوية عندما تلقفتها ذراعيه...لو يستطيع فقط أن يتخيل..أن يحس...أن يعود ولو للحظات حبيبها الحنون..الرقيق..الذي كان يسدل أهدابه الكثيفة على عينيه كلما إلتقتا صدفة بعينيها فقط كي لا تخيفها مشاعره..كي لا تجرح رغباته روحها البريئة...فقط لو يتوقف الزمن...
آآآآه الزمن...لماذا كلما عصفت بنا الحياة نجدنا مولعين برمي أعباء أخطائنا ونتائج خياراتنا عليه؟...لماذا نتوسل عودته واعدين أنفسنا بالتغييروالتصحيح ؟...ولماذا...

_لا تعيدي أبدا...أبدا الوقوف على أي من هذه الكراسي اللعينة.

(رمشت للحظات وقد أجفلها صوته الرعديدي القاسي قبل أن تستعيد سيطرتها على نفسها لتجيبه محتجة بقوة :
_لم تدع لي الإختيار...ثم أنت من صرخت فجأة من ورائي ...(إنحنت قليلا لتعيد لبس حذاءها لتتابع ساخطة :
_ولا تنسى بأنك قلت خمس دقائق.

(تحرك بالتجاه الخزانة دون أن يكلف نفسه عناء إجابتها ليخرج الملف الذي طلب منها البحث عنه ...مده نحوها ليقول ببرود :
_ها هو الملف وحاولي مستقبلا إستخدام عقلك.

(أمسكت بالملف وهي ترمقه بغضب لتقول ببرود وهي تشير للخزانة :
_إذا سمحت لي طبعا فسأعيد ترتيبها بطريقتي الخاصة.

(هز كتفيه ليقول بجفاف :
_إفعلي ما شئت وعلى كل حال هذا ما أنتِ من أجله هنا...أليس كذالك؟؟...(نظرلساعته نظرة ذات معنى ليتابع بضيق :
_هيا بنا لقد أخرنا تهورك بما فيه الكفاية.

(كزت على أسنانها بغضب كي تمنع لسانها من إجابته بشيئ ما قد تندم عليه لاحقا لتتحرك صوب مكتبها بخطوات رشيقة حيث أخذت حقيبة يدها ثم عادت إليه...أشارت للباب وهي تقول بتهكم ساخر:
_من بعدك...سيِّدي.

(تقدمها دون أن يهتم بسخريتها...وما إن توقف أمام المصعد حتى وقفت بجانبه متخلفة عنه ببضع خطوات...رنت إليه بنظراتها خاطفة مرورا بشعره الأسود المصفف بعناية نزولا لأكتافه العريضة وخصره المتناسقة لتفكربسخط...بحق الجحيم أكان عليه أن يكون بتلك الرشاقة والجاذبية؟...اللعنة عليه وعلى تأثرها المزمن به...أخرجت لسانها لظهره في حركة طفولية ساخطة لم تستطع مقاومتها لكن الذي لم تحسب حسابه هو المرآة الضخمة للمصعد الذي إنفتح فجأة لتجد نفسها في مواجهة العينين الخضروين الجليديتن المحروستين بحاجبين سودوين كثيفين كانا في تلك اللحظة مرفوعين في إستفهام ساخرمما جعلها تخفض عينيها بسرعة وهي تشتم بصوت منخفض لتتقدم بخطوات مرتبكة بالتجاه المصعد الذي ما إن أغلق عليهما حتى سمعته يقول بجفاف :

_إعتقدت أنك قد توقفت عن كونك طفلة منذ سنوات.

(لقد فعلت لكنك تثيرأسوء ما بي...مررت لسانها على شفتيها ترطبهما قبل تسأله مغيرة الموضوع بطريقة عملية :
_هل هناك ما قد ترغب بإطلاعي عليه بشأن هذا الإجتماع ؟

(تفحصها للحظات بغموض ليجيبها بعدها ببرود :
_أليساندرو بالديني هو الممثل الأجنبي للشركة أما داليا فهي مديرة كفوءة وإبنة الشريك العربي وهما من سنلتقي بهما لمناقشة شروط صفقتنا القادمة وهذا ليس أول تعاون بيننا وبينهم...(توقف المصعد فجأة ليتوقف بدوره عن الكلام...خرج برشاقة وهي تتبعه لخارج المصعد ومنه لخارج المبنى وما إن توقفا أمام سيارته حتى أظاف بصوتٍ حازم ..أمر:

_أي شيئ أخرقد تحتاجين معرفته موجود في الملف...تفحصيه أثناء طريقنا للمطعم.

(أي وبعبارة أخرى أنه يريد منها الجلوس والبقاء ساكتة...رمقته بغضب قبل أن تصعد لتجلس بجانبه في السيارة ولسان حالها يقول...لك ذالك يا إبن عمي...لك ذالك...

(ما إن دخلا للمطعم حتى لفتت شقراء جميلة تجلس مع رجل وسيم نظرها لكن ليس مظهرها ولا حتى رفيقها الوسيم من أثارا إنتباهها بل نظراتها المغرية المليئة بالوعود التي كانت ترمي بها إبن عمها...زمت شفتيها بامتعاض لتتحرك وبداخلها تتمنى أن لا تكون الطاولة التي تجلس عليها تلك المنحلة هي نفسها الطاولة التي يقصدانها ليخيب أملها كليا عندما وجدته يقف عندها...وقفت بجانبه لتسمعه يقول بإنجليزية سليمة وبصوتٍ واثق جهووري:

_أسف للتأخيرداليا...سينيورأليسا? ?درو...(جلس دون أن يكلف نفسه عناء تقديمها لهما أو سحب الكرسي لها مما جعلها تغتصب إبتسامة فاتنة على شفاهها لتقول بعذوبة وهي تجلس بجانبه مكرهة :
_طاب نهاركما...أنا رند مساعدة السيد بسام.

(رمقتها المدعوة داليا بعينين ضيقتين شبيهتين بعيني قطة لتسأل بإغراء وهي تعود بنظراتها صوب بسام متجاهلة إياها كأنها غيرموجودة :

_تخلصت أخيرا من تلك البلهاء التي كانت لديك...أرجو فقط أن لا تقع في نفس المشكل مع المساعدة الجديدة.

(ثارت أعماقها لتلميحات الشقراء لكنها حافظت بأعجوبة على هدوئها واكتفت بإلقاء نظرة لامبالية نحوها لتسمع بسام يجيبها بنبرة كسولة...ناعمة :
_أنا أرجو ذالك أيضا وإلا فأنني سأحطم رقما قياسيا في عدد الموظفات اللواتي طردتهن.

(توترت ملامحها بطريقة واضحة مما جعلها تغرزأظافرها بقسوة لا شعورية في رسغها لتسمع المدعو أليساندرو يقول بنبرة مشجعة :
_من الصعب إيجاد موظفات قديرات في كل شيئ مثلك داليا لكن لو كانت مهارة السنيورة بمثل جمالها فأنا أأكد لك سنيوربسام أنك لن تضطرللبحث مجددا.

(أحست بنظارتهما عليها لكنها تجاهلتها لتقول بإيطالية متقنة وبحلاوة تعمدتها :
_شكرا لك على المجاملة الرقيقة سنيورأليساندرو.

(إتسعت حدقتا الرجل إعجابا ودهشة ليتساءل بلهفة :
_أنت تتحدثين الإيطالية بطلاقة بعكس داليا والسنيور؟!!

(هزت رأسها موافقة لتجيبه بصدق :
_لقد تعلمتها عندما كنت في الجامعة.

(سألها باهتمام وقد بدا جليا أنها قد إستحوذت على كل إنتباهه :
_هل درست اللغات؟

(هزت رأسها نافية لتقول بمرح وهي تتذكر كيف قررت تعلم تلك اللغة :
_لا...في الواقع وأأكد لك إنها قصة طويلة وقد حدثت بمحض الصدفة.

_أنتِ تعرفين كيف تثرين فضول رجل.

(ضحكت رند بطريقة جذابة أظفت عليها مزيدا من الجمال والجاذبية مما جعل أليساندرو يقول بجدية :
_لا أدري إن كان هذا جيدا أو لا...مسموحا به هنا أو لا لكنني أود حقا دعوتك للغذاء أو للعشاء في يوم ما.

(نظرت إليه بدهشة لتلتفت بدون شعور نحو إبن عمها لتتفاجأ بانسجامه الكلي وداليا التي رفعت أحد يديها في تلك اللحظة لتداعب وجهه في حركة تدل على أنها أكثر من مجرد عميلة لديه...كتمت شهقة قوية كادت تفلت منها لتسارع بإبعاد عينيها عنهما لتخفي الألم الذي إكتسحهما لتقفز جملة زوجة عمها القاسية لمخيلتها...'' إبني ناضج الأن...لديه شقته الخاصة وحياته الخاصة أيضا ونادرا ما نراه...''،
آآآه أجل لقد نضج!...
الأن فقط تستطيع أن ترى وتفهم السبب الذي يجعله يأخذ شقته الخاصة وأيضا يتخلى عنها فيما مضى و...

_هل سؤالي صعب جدا؟

(أخذها أليساندرو من أفكارها الكئيبة مما جعلها تنظرإليه بأسف لتقول بتردد :
_ليس صعباً ...فقط إنه يبدو لي غيرمناسب...أنت تعرف نحن مجتمعنا ليس كمجتمعكم و...(قاطعتها ضحكة ناعمة من داليا لكنها رفضت النظرإليها أو لمسبب تلك الضحكة بل تابعت بشيئ من الإشمئزاز :
_مع كل إحترامي لك لكنني لست هي.

_ومع كل إحترامي لك أيضا إنه مجرد لقاء ودي...بريئ ...(سكت قليلا ليمد يده لجيب سترته ليخرج منه بطاقة صغيرة وضعها على الطاولة بجانبها ليظيف بلطف :
_فكري في الموضوع واتصلي بي...سأحب جدا سماع دافعك لتعلم لغتي الأم.

(حسناً ولما لا...إنه يبدو رجلا لطيفا ومحترما وقد أفهمته بوضوح بأنها ليست سهلة المنال...لذا لا ضير من التفكيرفي الأمر...أمسكت بالبطاقة وهي تهز رأسها موافقة لكن قبل أن تضعها في حقيبتها سمعت صوت داليا يقول بمكر:
_يبدو أن مساعدتك الجديدة من النوع الحذق بسام.

(لدهشتها تجاهلها لينحني نحوها ليهمس لها بقسوة أجفلتها :
_يبدو أن سنوات الغربة قد أنستك من أنتِ لكنني لا أستغرب هذا من إنسانة جاحدة ومستهترة مثلك...(إستدارعنها باشمئزاز واضح كأنه لم يعد يطيق النظرلوجهها ليتابع ببرود وبصوتٍ عملي :

_بالنسبة للصفقة سينيورأليساندرو هل راجعتم كل شروطنا وهل لديكم أية إعتراضات أو إقتراحات؟

(أجابه ليساندرو بهدوء :
_لنطلب الغذاء أولا سينيوربسام ثم سنناقش مسألة الصفقة بعدها.

(مرت عليها اللحظات في ذالك المطعم كأنها سنوات من العذاب...لقد ألمتها جملته كما حيرتها لكن ما ألمها أكثرتصرفاته...فمن جهة كان قاسيا وباردا معها ومن جهة أخرى كان دافئا ولطيفا مع داليا...داليا التي ودت لو تغرزأظافرها في وجهها أو حتى تقتلع عينيها الناعستين بإغراء مستفز...

لقد كان حقا قاسيا...باردا...عدوا لا شفقة ولا رحمة في قلبه...تعمد إذلالها وجرحها أكثرمن مرة...تجاهل وجودها واستحقرها أيضا أكثرمن مرة...أخذها معه لعدة غذاءات عمل ولعدة إجتماعاتٍ خارجية وفي كل مرة كانت هناك أنثى ساحرة تسلط سهام نظراتها عليه وبينما كانت الغيرة تنهش قلبها كان هناك إستعداد كلي وترحيب حار من جانبه...
لقد حاولت إدعاء عدم الامبالاة به وبما يفعله...إحتفظت دائما بكبريائها وقوتها في مواجهته لكن بأعماقها كانت حقا تنهاروببطئ...ولولا مساندة عمها الحارة لها والجنون الذي تراه في عيني زوجته لعملها مع إبنها لكانت إستسلمت منذ اليوم الأول وغادرت كما يبدو أنه يتمنى خاصة وأنه كان يفعل ما بوسعه ليجعله جحيما مستعرا لها...

تنهدت بحرقة وهي ترمي بجسدها المتعب على أقرب أريكة بعد أن أنهت يوما أخرمن الجحيم في المكتب،...أغمظت عينيها طلبا للراحة لكن ذالك لم يدم طويلا إذ سرعان ما سمعت صوت نحنحة صغيرة تبعها صوت ناردين يقول بتردد :
_ مرحبا رند كيف حالك؟

(فتحت عينيها بسرعة لتنظربضيق لإبنة عمها التي لم تراها منذ اليوم الأول لوصولها والتي يبدو أنها قد أحست بضيقها إذ سرعان ما تابعت بارتباك :
_هل أزعجك...لقد أردت فقط أن...أن نتحدث قليلا؟

(تنهدت رند بصوت مرتفع لتقول بتعب :
_مالأمرناردين...مالذي قد نتحدث عنه أنا وأنت؟؟

(أجابتها بسرعة وحماس :
_أي شيئ عملك في الشركة مثلا...هل أحببته؟...هل...

(قاطعتها بسخرية :
_وبما يهمك عملي في الشركة ناردين؟...هل أرستلك والدتك لتستقصي الأخبارلها ؟

(أنكرت بذعروهي تهزيديها في حركات رافضة :
_لا...لا ...طبعا لا أنا فقط أردت...أردت...

(قاطعتها مجددا لكن بعنفٍ وقسوة في تلك المرة :
_ماذا ناردين...ماذا أردتِ؟

(تدفقت الدموع من عينيها بطريقة سريعة صدمتها لتسمعها تقول بصوتٍ منهار :
_عن ما حدث في الماضي...عنك عني عن بسام...وأمي...


lossil غير متواجد حالياً  
التوقيع
احلى هدية من احلى سما في الدنيا
رد مع اقتباس
قديم 08-11-13, 04:27 PM   #1190

lossil

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة في قصر الكتابة الخيالية

alkap ~
 
الصورة الرمزية lossil

? العضوٌ??? » 82178
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,367
?  مُ?إني » ajaccio_france
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » lossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
لا تفكرفي المفقود كي لا تفقد الموجود.لماذا عندما تغيب الحاء ويبدأ الألف يتحول الحلم لألم؟
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

(وقفت ديالا مترددة لا تدري إن كان عليها تلبية رغبة قلبها والموافقة على إقتراحه أو تجاهله كما يملي عليها عقلها...
إستدارت نحوه في محاولة منها لقراءة ما يدورفي خلده وما إذا كان صادقا باقتراحه...لكنها فشلت فشلا ذريعا لحتفاظ ملامحه بغموضها مما دفعها لسؤاله بتشكك :
_مالذي تقصده باقتراحك هذا يا سيد أمجد؟.

(قال بابتسامة مرحة وعينيه تتأملانها بلطف :
_أمجد...إسمي هو أمجد فقط أم أنك نسيت بأننا أقرباء؟!

(كتفت ذراعيها بهدوء لتقول ببرود متجاهلة عن تعمد سؤاله المرح:
_ليس هذا هو الرد الذي أنتظره لسؤالي.

(إختفى اللطف من عينيه فجأة ليتحول لشيئ غامض لم تفهمه ليجيبها بجدية وهو يتحرك باتجاهها :
_ومالذي تريدينه أو تتوقعينه كرد؟...لقد قدمت لك إقتراحا بنية سليمة ولك أن تقبليه أو ترفضيه ...(توقف قليلا قبالتها قبل أن يتابع تقدمه وهو يظيف ببرود :

_سأكون في غرفة المكتب إن غيرت رأيك سأحب جدا تعريفك على الحصان.

(راقبته يتحرك مبتعدا بغضب لا تدري سببه وما إن غاب حتى همست لنفسها بحدة :
_كأنني سأنتظرك أنت لتري لي ما رأيته قبلك.

(دخلت لغرفتها حيث أعادت جهازها لقياس الضغط لمكانه قبل أن تنطلق قاصدة الإصطبل بعد أن مرت بالمطبخ لأخذ بعض السكر...كانت تعرف طريقها جيدا لكن إن كانت تعتقد بأنها ستجد المكان كما تركته قبل سنوات فقد كانت مخطئة...كان الإصطبل ضعف ما كان عليه في الماضي كما إزداد فيه عدد الأحصنة...تجولت بنظراتها المتلهفة تبحث عن فرسها التي كانت مهرة صغيرة عندما تركتها وفي أعماقها كانت تتساءل عم إذا كانت ستتذكرها،...وكيف أصبحت؟...وهل...شد نظرها فرس كستنائية اللون جميلة بطريقة لا تصدق وأيضا شبيهة بمهرتها...تقدمت منها بلهفة وقد إمتلأت عينيها بدموع الحنين لكن صوتا هادئا سرعان ما إخترق ضباب أفكارها قائلا :

_لا أنصحك بالإقتراب منها إنها عنيفة مع الجميع وترفض أن يمتطيها أحد.

(نظرت صوب الصوت لتجده هناك بجانب فحله الأسود الرائع الذي سبق ورأته يمتطيه،...تجاهلت تحذيره وتابعت التقدم صوب الفرس...فتحت الباب الخشبي المربع حيث مربط الكستناء التي سرعان ما صهلت بتوترلتتراجع للخلف بطريقة قد تربك أي شخص غيرها...لكن ديالا كانت تملك سحرا غريبا على جميع الأحصنة...رسمت إبتسامة هادئة على شفاهها لتقول بنعومة وهي تمد كلا يديها بحذر نحو الفرس :

_إهدئي صغيرتي ....هيا شش أنا لن أأذيك أعدك...أنت بأمان كليا معي...(تقدمت منها بخطوات هادئة وهي تتمتم لها بكلمات تحبب بسيطة إلى أن هدأت الفرس...أمسكت بلجامها لتنحني على أذنها هامسة لها بحب :
_إنها ليست أنت...لكنك جميلة بقدرها حبيبتي...جميلة جدا...(هزت الفرس رأسها كأنها تفهمها مما جعلها تطلق ضحكة مبتهجة لتتابع هامسة :
_أنت تسمعينني...تفهمينني أليس كذالك جميلتي...(داعبت رأسها بحنان لتصهل الفرس بسعادة واضحة مما جعلها تظيف برقة :
_أنا سأسميك الكستناء على إسمها...سأحبك كثيرا بقدرها وسأعتني بك...سأعتني بك جدا...(وضعت السكرأمامها وهي مستمرة بهدهدتها بكلمات ناعمة ...رقيقة وكل ذالك وهي غافلة عن أمجد الذي كان يراقبهما مفتونا بها والذي كانت قد نسيت وجوده كليا إلى أن أحست به ينضم إليهما وهو يقول بإعجاب :
_لقد أحبتك.

(سألته بسخرية لاذعة :
_ظننتك قلت بأنك ستكون في غرفة المكتب.

(أجابها بمكر:
_وظننتك غيرمهتمة باقتراحي.

(رمقته بحنق قبل أن تعود بنظراتها للفرس التي كانت أكثرمن وديعة...إقترب منها ليداعبها بدوره مما جعل الفرس تتحرك بسرورواضح مما دفعها لسؤاله بشيئ من الغضب :
_قلت بأنها شرسة ولا تدع أحدا يقترب منها.

(إبتسم لها بطريقة مغرية أظهرت أسنانه اللؤلؤية الناصعة البياض ليقول بنعومة :
_هذا صحيح لكنني لم أكن أتحدث عن نفسي...(إقترب أكثرمن الفرس التي سرعان ما دفنت وجهها في عنقه السمراء ليتابع هو بعدها ضاحكا :
_لحسن حظي للخيل تفكيرأخرعندما يتعلق الأمربي.

_أنت حقا رجل مغرور...(هتفت بحنق قبل أن تشد لجام الفرس نحوها بقوة وقسوة أغضبت تلك الأخيرة وجعلتها ترفع نفسها بطريقة مخيفة وكادت تقوم بدفعها لولا أنه تحرك نحوها بسرعة البرق ليجذبها بعيدا مما أدى لسقوطهما معا على كومة من القش...رمشت ديالا عدة مرات بذهول قبل أن تنتبه للجسد الضخم الذي سقط فوقها والذي سرعان ما رفع صاحبه رأسه قليلا وهو يصرخ بغضب :

_أنت أنثى غبية وغيورة ولقد كدت تقتليننا ب...ب...(سكت فجأة عندما إلتقت نظراته الغاضبة بنظراتها المصدومة ...
ظلا للحظات يتبادلان النظرات بطريقة لا شعورية وقد بدا كلاهما دهشا لوضعهما الحميمي والمحرج الذي وجدا فيه أنفسهما فجأة قبل أن يقطع هو ذالك التواصل الغريب عندما تحرك لينهض مبتعدا عنها وهو يقول بعصبية :
_الأحصنة مخلوقات حساسة جدا ويجب أن تتعاملي معها بهدوء وروية وإلا فسيكون مصيرك ضربة موجعة على رأسك الحجري...العنيد.

(وقفت بدورها وهي تشعربالحرج وشيئ أخرلم تستطع تفسيره لتقول بجمود وهي تبعد القش عن ملابسها وشعرها :
_أنا أسفة لكنني حتما لم أتعمد ترويع الفرس أو إغضابها.

(أجابها بخشونة وهو يتحرك صوب أحد الأفراس:
_جيد...الأن لننسى الموضوع ودعيني أعرفك على رماد إنها فرس مطيعة و...

(قاطعته بتصميم :
_أنا سأخذ الكستناء هي ستكون فرسي خلال فترة تواجدي هنا.

_لا...

(كان رفضه حازما مما جعلها تستديرنحوه لتقول بعناد :
_بلى ولقد رأيت بنفسك أننا نتواصل جيدا معا.

(هدربحدة :
_هذا كان قبل أن تستفزيها بتهورك ثم إنها عنيدة جدا ولقد سبق وطرحت الكثرين أرضا.

(تحدته بثقة :
_ليس أنا...هي ستتقبلني.

(رفع أحد حاجبيه في إستفهام ساخرليسألها ببرود :
_من فينا المغرورالأن؟.

(هزت كتفيها بعدم إكتراث لتقول بهدوء مستفز:
_فكر كما تشاء وعموما أنت لست مسؤولا عني وأكيد لن تحجمني بكلامك .

_لكنني مسؤول عن المزرعة وأنا أمنعك من ركوب الكستناء كما تسمينها...(نظرت إليه بغضب أعمى وقد أدركت أنه هزمها ولبد أنه أحس بذالك بدوره إذ سرعان ما تابع ببرود وعيناه تلمعان بانتصار :
_ماذا قلتِ رماد أو لا شيئ؟.

(حدجته بكراهية قبل أن تقول بحقد وهي تتحرك خارج الإصطبل :
_ولما لا تذهب فقط للجحيم وتدعني وشأني.

(كانت غاضبة جدا مما جعلها تسلك طريق الغابة المؤدي للبحيرة وذالك رغم علمها الأكيد بأن الطريق سيكون بعيدا لكنها لم تكن في حالة تسمح لها بالتفكيرالمنطقي...
كانت في البداية غاضبة وناقمة جدا على المدعو أمجد لكن شيئا فشيئا بدأ هدوء المكان وجماله الطبيعي الخلاب يستولي على مشاعرها ويخدرها عن كل شيئ...سارت وسارت كالمسحورة غيرعابئة بتلوث بنطلونها ولا بمرورالوقت بل أنها تجاهلت كليا الألم الذي بدأ يكتسح رجليها ولم تتوقف إلى أن وجدت نفسها أمام مقصدها " البحيرة ''كانت تقبع تحتها مباشرة إذ أصبح الطريق إليها منحدرا حتما بسبب الأمتار وتآكل التربة لكن ذالك لم يمنعها من النزول إليها بتصميم رغم كل تعبها وجوعها الذي بدأ يزحف إلى معدتها وبالفعل ماهي إلا دقائق قليلة حتى إبتسمت بانتصار عندما وجدت نفسها أمام أجمل مكان في الوجود...أزالت حذاءها كما قامت بطي بنطلونها لركبتيها ثم فتحت الأزرار العلوية لبلوزتها قبل أن تتقدم بحذرلتنحني على مياه البحيرة الصافية...الزبرجدية لتغسل وجهها وعنقها والتي كانت باردة حد الإنتعاش لتجلس أخيرا على أحد الصخورتاركة رجليها تتنفسان بحرية في برودة المياه...
هناك ودون العالم بأسره كانت تكون هي...هي بكل أوجهها...هناك كانت تلجأ وهناك كانت تنسى الوقت كما في تلك اللحظة و...

_أما من حد لتهورك وعنادك أبدا؟

(أجفلها الصوت الذي لم تحس باقتراب صاحبه كما لم تتوقعه...نظرت نحوه حيث كان يربط فرسه قبل أن يتحرك نحوها نازلا المنحدربرشاقة يحسد عليها...رمقته للحظات ببرود قبل أن تعود بنظراتها للبحيرة دون أن تكلف نفسها عناء الرد عليه .

_اللعنة عليك أنا أكلمك هنا...ألا تسمعين؟.

(أجابته بفتور:
_لم أطلب منك التحدث معي أو اللحاق بي.

(هدربغضب أخافها للحظات :
_لقد غبت لساعات ولقد قلقنا جميعا عليك .

_قلقتم علي!!...ومنذ متى يهتم أحدكم لوجودي من عدمه؟...(إبتسمت بسخرية مريرة لتتابع باستهزاء :
_آآآآه هيا الأن كفاك كذبا ونفاقا.

(قطع المسافة الفاصلة بينهما ليمسك بكتفيها بقوة رفعتها من على الصخرة التي كانت تجلس عليها...نظرلعينيها بطريقة مخيفة ليقول من بين أسنانه :
_نحن نهتم شئتِ أم أبيتِ...نهتم وعلى عقلك الصغيرأن يفهم جيدا أنه وطوال بقاءك هنا في هذه المزرعة بأننا سنكون المسؤولين عنك كما شأننا مع الجميع هنا...هل فهمت كلامي أم أعيده عليك بطريقة أخرى؟.

(إعترضت بصوت مرتجف وقد أربكها الإصرارفي صوته وذالك البريق الغريب في عينيه :
_أنا أعرف المزرعة كراحة يدي وما من مكروه قد يصيبني هنا.

(خفف قبضتيه على كتفيها لتصبح لمسته مدمرة للأعصاب ليجيبها بحزم وعينيه تحدجانها بنظرات مبهمة :
_كنتِ تعرفينها!...لقد مظت سنوات وسنوات على غيابك وكل شيئ يتغير...هذه البحيرة مثلاً...(نظرحوله بتمعن ليظيف بصوت أهدأ وأرق :
_صارالطريق إليها منحدرا جدا...كان من الممكن أن تدقي عنقك الجميلة هنا ولن يعرف أحد بذالك...(فتحت فمها لتقاطعه لكنه سرعان ما أظاف هامسا وهو يشدها نحوه بطريقة مُتملكة...غريبة :

_ولا تقولي لي بأن لا أحد سيهتم لأنني سأغضب حقا هذه المرة.

(سألته بصوت هادئ...غريب لم تتعرف عليه :
_وماذا كنت منذ قليل...تمازحني؟

(تحركت عيناه على ملامحها بطريقة متمهلة...مُربكة ليسألها بصوت دافئ :
_وهل أخفتك؟

(هزت رأسها رافضة لتقول بصوت متحشرج :
_أنا لا أخاف بسهولة.

(إبتسم مجددا تلك الإبتسامة الساحرة ليقول بنعومة :
_أراهن بكل ما أملك بأنك لا تفعلين أي شيئ بسهولة.

(سألته عابسة :
_ماذا تقصد؟

_لا تضحكين بسهولة...لاتبكين بسهولة...لا تُحسين بسهولة...لاتقتنعين بسهولة...لا تتحدثين عن أي شيئ أيضا بسهولة...باختصارلا تفعلين أي شيئ...أي شيئ بسهولة.

(حررت نفسها منه لتعود للجلوس على صخرتها وهي تقول بجفاف :
_أنت لا تعرفني.

(مازحها بنعومة وهو يجلس على مقربة منها :
_أعرف أنك عنيدة جدا ومغرورة جدا أيضا ولديك سحرخاص مثلي على الخيل.

(نظرت إليه بدهشة لتسأله بضيق :
_هل تسخرمني؟؟

(لم يجبها بل تابع قائلا بنعومة وهو يتفرس في ملامحها برفق وترها :
_كما أعلم بأن هذه المزرعة هي الشيئ الوحيد الذي تحبينه حقا.

(أنكرت بحدة :
_هذا غيرصحيح.

(سألها بلطف بينما عينيه تتحديانها بصمت :
_ماذا تحبين أيضا إذن؟

(تأملته للحظات وشيئ ما بداخلها يرغب بإخباره أن يذهب للجحيم هو وأفكاره عنها لكن بدلا من ذالك أبعدت عينيها عنه لتنظرحولها بشرود للحظات قبل أن تتمتم بنعومة :
_أنا أحب المزرعة حقا ولن أنكرذالك لكنني أحب أيضا أشياء أخرى قد تكون بسيطة التفاصيل لكنني أحبها...(أغمظت عينيها لتتنهد بصوت مرتفع لتتابع برقة:

_أحب تساقط المطرفي يوم صيفي والمشي فيه وتحته بدون تفكير أو هدف...مشهد في التلفاز...مقطع من رواية...كوب من الكاكاو الساخن...أحب صديقاتي...إجتماعاتنا في لاحظات الفرح كما لاحظات الحزن... أحب أزهار الياسمين...رائحة التراب...أحببت أمي وسأحبها دائما...أمي...(إختفت إبتسامتها لتفتح عينيها فجأة بقوة ...نظرت إليه بدهشة وهي لا تصدق بأنها تتحدث إليه هو عن ما تحبه...هو شخص من أولاءك الذين نبذوها هي ووالدتها لتعيش الجحيم على الأرض...هو المغرورالمستفزالذي يعتقد نفسه سيد المزرعة الثاني...هو!!...وقفت بعنف لتتحرك مبتعدة عنه حيث تركت حذائها...إنتعلته رغم ألمها لتقول ببرود وهي تتحرك صعودا حيث قام بربط فرسه :

_من الأفضل أن نغادرلقد تأخرالوقت كما قلت.

(شعرت بخطواته خلفها لكنه لم يعلق على كلامها أو رغبتها في الرحيل فجأة بل بدا هادئا جدا ورائعا جدا أيضا...حررفرسه الذي بدا متوحشا بسواده الداكن وتعابير وجهه المخيفة ليمتطيه برشاقة...ليمد لها يده بعدها وهو يقول بلطف :
_تعالي إذن...دعينا نعود.

(هزت رأسها رافضة لتقول بحزم وهي تتحرك بعيدا عنهما :

_لا شكرا أنا أفضل العودة سيرا كما جئت وتأكد أنني ...شهقت فجأة عندما أحست بجسدها يرتفع بخفة لتجلس أمامه على حصانه الذي تحرك متململا من الوزن الزائد مما جعلها تتمسك به بدون شعوروهي تصرخ به غاضبة :
_مالذي تظن نفسك فاعلا بحق الجحيم؟؟

(أحاط خصرها بأحد يديه بينما شد اللجام بيده الأخرى ليقول بهدوء :
_أختصرمشاجرة أخرى لا طائل منها وأعيدك للمنزل سالمة.

(ضمت نفسها إليه بقوة عندما إنطلق حصانه الجامح فجأة بسرعة جنونية وهي تقول برعب :
_لكن ...لكن...

_أتعلمين بالنسبة لشخص مثلك محب وملم بالخيل تبدين الأن جبانة جدا...(شد على خصرها بطريقة دفعت بالقشعريرة لجسدها ليظيف هامسا قرب أذنها :
_إهدئي واسترخي الفحل حصان رائع ويعتمد عليه...ثقي بي.

(تهدأ...تسترخي...تثق به...لماذا تحس بأن كلماته وحتى همسه كأن لهما مفعول السحرعليها؟...إن الأمرغريب...قد بدأ يصبح غريبا حقا...شيئ ما بداخلها يميل بقوة لتصديقه وللثقة به حتى ولو قال لها بأن القمرمربع وبأن الفيلة تطير...وبأن...أبعدت وجهها المدفون في صدره قليلا لتغمرها رائحة عطره الممزوجة برائحة جسده الرجولية الخالصة...حبست أنفاسها فجأة وقد بدأت مشاعرغريبة تتلاعب بها لتسمع نفسها تهمس بصوت ضعيف..مرتجف بدا شبيها بصوتها :

_أرجوك ...أرجوك أنزلني...سأكون بخيرأعدك بذالك.

(صدرعنه صوت مرتفع ليشد اللجام فجأة ناقصا بذالك من سرعة الحصان ليسألها باهتمام :
_مالأمر...هل أنا مسرع جدا...هل يخيفك الحصان؟؟

(بل أنا خائفة مما يحدث لي و...آآآآه أي ورطة جديدة تلك التي وجدت نفسها فيها؟...إبتلعت ريقها بصعوبة لتقول بصدق :
_أرجوك فقط أنزلني...سيكون الأمرمحرجا جدا لي لو عدت وأنا راكبة معك هكاذا.

(سألها بتعجب :
_ولماذا الحرج أنا أركب مع رنيم دائما وَ...

(قاطعته بعصبية وقد أغضبها فجأة ذكره لتلك الطفلة المدللة :
_اللعنة أنا لست رنيم...لذا أنزلني حالا أرجوك...(رفعت نحوه وجهها المحمرمن الغضب والإحراج لتتابع بلهفة :
_أرجوك...

(أبطأ من حصانه لكنه لم يحررها بل قال بخشونة وهو ينظرلعينيها المرتبكتين :
_حسنا سأنزلك متى إقتربنا أي على بعد خطوات قليلة من المنزل...(ترك اللجام فجأة ليلمس بظهريده خدها بطريقة مترددة لتسمعه يقول باستغراب مصحوب بدهشة :

_أنت غريبة...غريبة جدا.


lossil غير متواجد حالياً  
التوقيع
احلى هدية من احلى سما في الدنيا
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...'', مولودتي, الماضي, الخامسة, والدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.