آخر 10 مشاركات
الحب بلا مقابل(42)الخطيئةالأولى من سلسلةخطاياي السبع للواعدة:السسسيم*كاملةروابط*مميزة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لحظات الحب (36) -شرقية- للكاتبة الواعدة: mema ameen *كاملة * (الكاتـب : Just Faith - )           »          ترنيمة الفجر(82)-قلوب شرقية[حصرية]-للمبدعة عشق الياسمين{مميزة}**مكتملة& الروابط** (الكاتـب : عشق الياسمين - )           »          رغم وجود الحب(81)-قلوب شرقية-للجميلة: Asmaa Ahmad~مميزة(حصرياً)[كاملة&الروابط] (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          إلا نسيانك..! (50) -قلوب شرقية-للكاتبة الرائعة:حكايا شهرزاد *مميزة & كاملة بالروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          قد ننسى..!!-ج3 من متاهات القلوب -للكاتبة الرائعة :ليلى أحمد[زائرة]*كاملة&الروابط* (الكاتـب : Layla Ahmed - )           »          هل يخفق من جديد؟(62)-ج2 متاهات القلوب-للرائعة:ليلى أحمد [مميزة]كاملة &الروابط * (الكاتـب : Layla Ahmed - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          ثلاثتهم بين حب وجحيم(مميزة)-قلوب شرقية-حصرياً-بقلم المبدعة:رؤى صباح مهدي*كاملة&روابط* (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          مياسين(80)قلوب شرقية-حصرياً-للكاتبة المتالقة:بسمة محمود *مميزة*كاملة &الروابط* (الكاتـب : basma mahmoud - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-13, 08:57 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 عقوق الحب / للكاتبة نبض الحنين ، فصحى مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية باللغة العربية الفصحى وهي بعنوان
عقوق الحب
للكاتبة / نبض آلحنين



موآآآصفآآت ..!

رواية : عقوق الحــب
النوع : درامـي – اجتماعي
الحلقات : 24 حلقة
الملاحظات : القصة جريئة بحدود


مدخل ..

هو .. ذلك الصبي الذي
اختيرت سراب زوجةً له
لأخلاقها و جمالها ..
فكان الزواج تقليدياً بحتاً ..
قضى سنينه معها ..
بالحب و الوفاء ..
و أنجبوا طفلين أحداهم في الصف الأول
و الآخر لم يتجاوز الثلاث سنين
أيسر « هذا الرجل الذي طالما كرّس حياته من أجلهم بدأ يتغير شيئاً فشيئاً..
بلغ هو الـ 37 عام بينا هي تسير في العام الـ 29
يعانقان معاً الحب و المودة الحقيقة ..
إلى أن قُلِبت المشاعر نحوها
و لأسباب مبهمة ..
تدارج قلبه في نبذها ..
دون سابق إنذار أو سبب يغفر له موقفه

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 14-10-13 الساعة 08:22 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-13, 09:10 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الحلقــة الأولــى .. !

على شَرَفات الغرفة تقف متبسمة ..
تستوقفها عبارة التقطتها قبل بضع سنين ..
تحمل الكثير من الأحاسيس القرمزية ..

"أحبــــكِ سراب "

نفضت من رأسها الذكرى و الأمل معاً ..

سراب " لا يمكنني إجباره ، لقد فشلت في كل محاولة أقوم بها "

.............

أيسر ، يرتشف القهوة مع إخوته في الصالة ، مستمتعاً بالحديث معهم..

يتلقى سؤالاً خاطفاً من أخيه ..
" أين تنصحني قضاء شهر العسل مع خطيبة المستقبل ؟ "

أبتسم أيسر" فكر في هذا لاحقاً ، أتمم المتبقي من أمور خطبتك ثم اختاروا معاً المكان المناسب "

قاطع حديثهم صوت سراب " أيسر هل لك أن توصلني إلى بيت والدي ؟ فاليوم قد وصل من الهند "

نظر أيسر في أخيه " أتقدم لي المساعدة و توْصِلَها عِوَضاً عني ؟ "

أخيه محمد " و لكن ، لا تود الاطمئنان على صحته ؟ فقد أتى بعد تلقي العلاج هناك "

أيسر " ليس الآن ، سأطمأن عليه لاحقاً "

تدخلت سراب " شكرا لك محمد ، لن أذهب ، أعاود شكري لك ، لك وحدك "

عادت أدراجها إلى شقتها المتواجدة في الطابق العلوي ..

..........

محمد " أيمكنك إخباري لمـ "
قاطعه أيسر " لا يمكنني "
أنزل رأسه " حسناً "

غادر أيسر من وسط أخوته متجهاً لها ..
فتح باب الغرفة ، فوجدها تحتضن الفراش باكية ..
أقترب منها ، جلست تمسح دموعها دون أن تنظر في عينيه ..

أيسر " أأعتبره حماقةً منكِ ؟ "

رفعت رأسها تبصره بتعجب " حماقة ؟!! و الله كنت أضنك أتيت لتمسح على جروحي "

أيسر بلا مبالاة " لا ترفعي الأمور إلى مستوى عالي ، و كفي عن التذمر سراب ، فأنا أصبحت لا استسيغ الحديث معك "

سراب " أصبحت ؟!! فأنت كنت و لا زلت لا تستسيغ حتى النظر في عيناي ، صبرت على ذلك ليس من أجلك ، من أجل أولادنا فحسب "

قاطعها " لا تتظاهري بالأم المثالية كثيراً ، فما تقدميه من أجلهم اقل بكثير من الأمهات العاديات "

لم يكن بمقدورها تقبل ما تسمعه ، وقفت لتفتح الباب و وهي تشخص بأنظارها نحوه ..

سراب " أخرج منها ، و أعلم انك لن تتمكن من دخولها ثانيةً "

وقف قليلا ، ثم أنصرف غاضباً ، بينما هي ، ارتمت على الأرض تبكي بحرقة ..

كانت عيون الناس تتربص لهم حاسده ، أما الآن فعيون الحساد لم تدرك ماذا فعلت السنين بهم ..

•• بعد أسبوع ••

في تلك الليلة الساكنة ، خرجت سراب من غرفتها تقصد أبناءها ، لتطبع قبلة على جبهتهم و تطمأن على أحوالهم ثم تغدو إلى النوم مجددا ً ..

فتحت باب غرفتها لتتفاجئ بوجوده هناك ، و لكنها اعتبرته كقطعة أثاث في الغرفة ، فـ لم تعيره أدنى اهتمام ، و استلقت على سريرها لتخلد إلى النوم ..

أيسر " أريدك أن تنصتي لي فقط "

سكت قليلاً ثم واصل " أريدك أن تفهمي إن ما اشعر به حِيالك هو بسببك ، لا أريد أن تعذريني و لا أطلب منك تقدير موقفي ، ما أريده هو أن تسترجعي كل الماضي لتدركي أنكِ المخطأ الأول ، عندما كنت احبكِ ، لم أسمع قط كلمة طيبة منك ، فكنتِ زوجة تقوم بواجبها فقط ، تأخذين حقكِ مني و أأخذه منكِ ، انجبتي الطفلين و أنا مدرك أنكِ لم تقصري بتربيتكِ لهم و عنايتك و أناقض حديثي معك قبل أسبوع بشأن هذه النقطة ، و لكن ليس من حق الزوج أن يلتمس الحب في عيني زوجته ؟ أليس من حقه أن يسمعها ولو مرة واحدة ؟ كلمة أحبك الذي استفقدتها 10 سنين ربما تغير الكثير ، جحودك العاطفي جعل قلبي يهوى غيرك ، فقد كنت أجد لديها كل ما استفقده عندكِ ، ربما تسمعيني الآن فـ لم تبالي بكلامي ، و ربما غرقتِ في النوم فـ لم تسمعي كل ما قلته و لكن كنت بحاجة إلى البوح ، ربما ارتاح قليلا من كتمة الصدر الذي ترافقني "

وقف قليلا ، ثم أنصرف من الغرفة و أغلق الباب من خلفه ..
لم يعلم أنها مختبئة بنفسها و مشاعرها أسفل هذا الغطاء ..
تماسكت قليلا و هي تكتم بكاؤها ..
لم تستطع التصبر أكثر ، أجهشت باكية ..
تبكي بحرقة كادت أن تُوْقف قلبها عن النبض ..
و هو من خلف الباب يستمع إلى بكاؤها ..

=)




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-13, 09:11 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الحلقة الثانية ..

رفعت هاتفها بتوتــر ، استجمعت كُل قواها لتضغط على الزر الأخضر ..
أغمضت عيناها و هي تتطلق تنهيدة خرجت من الأعماق ..
بعد حين لم يكن بطويلاً ، تلقّت الإجابة على الهاتف ..

قالت بهدوء " دكتورة نورة ؟ "
أجابتها " نعم "
سراب " أود الاستفسار عن موقع العيادة التابعة لكِ "

دوّنت سراب المعلومات في ورقة صغيرة كانت مستقرة وسط كفِها ..

..............
هو ..
خلع حذائه عند باب شقته ..
فتح الباب و تقدم بخطوات مهلوعة ..
أراد السيطرة على تنفسه المضطرب و لكن يعجز ..
تقدم للصالة ، وجدها بجانب طفليها المندمجين في مشاهدة التلفاز ..
تركها و قصد غرفته ليرتاح قليلا من عبئ الموقف ..
طفليه الذين تسابقوا من أجل استقباله ببهجة و ابتسامة ، تركهم دون أن يعيرهم أدنى اهتمام ..
حالته الغريبة أثارت فضول سراب ، و لكنها عاهدت نفسها أن تكون بعيدة عنه و عن حياته و تبقى لأطفالها فقط !

مسك القبضة ، أنزلها بهدوء و تفاجئ بإقفال باب الغرفة ..
شَخّص بأنظاره نحوها ، لم يرغب بإجبارها على فتح الغرفة ، فقد عرف جيداً مقصدها ..
أوّت أن تقف لتفتح له الباب و قد تنازلت عن قرارها تعاطفاً معه ..
وقفت بمجرد أن رُفِعَت يده لتمنعها ..
و كأنه بذلك يشير بعدم قبول تعاطفها ..

دخل غرفة أبنيه و أغلق خلفه الباب ..
نظرت سراب لساعة الحائط ، فتداركت الوقت فأخذت طفليها و نزلت بهم إلى غرفة ياسمين ' اخت زوجها ' ..

سراب " لي طلب ! هل لك أن تقدمي المساعدة لي ؟ "
باسمين " تفضلي "
سراب " ذاهبة إلى مشوار مستعجل ، أريدك أن ترعي أطفالي إلى حين عودتي "
ياسمين " لا تقلقي بشأن ذلك ، سوف أتولى رعايتهم "

تركتهم ، و خرجت ..!
نقطة واحدة استطاعت تدبيرها ، أما الثانية فوقفت عاجزة ..
فكرت ، و استفكرت ، فـ لم تجد أي بديل سوى الاتصال بالتاكسي ، و هي مدركة جيداً أن أيسر لا يقبل بذلك على أي حال ..

ركبت خلفاً ..
فتحت حقيبتها لتخرج الورقة التي دوّنت بها موقع العيادة ..
بحثت أكثر فأكثر ..
طلبت منه الوقوف قليلاً ريثما تذهب لتجلب الورقة ..
نزلت من السيارة ، تسابق خطواتها ..
تضع يدها على قلبها ، تستمع إلى دقاته المضطربة ..
فتحت باب غرفتها و بدأ مشوار البحث هنا و هناك ..

وقفت متجمدة عندما تذكرت أنها كانت في غرفة طفليها و هي تتحدث مع الدكتورة ..
وضعت يديها على جبهتها بتوتر ..

اقتربت من النافذة لتطمئن على وجود سائق التاكسي ..
تنهدت بارتياح ..
فكرت قليلاً ووجدت أن تعاود الاتصال بالدكتورة أفضل بكثير من الدخول للغرفة ..

عادت إلى السائق مرة أخرى ..

سراب " أعتذر يا عم عن تأخري "
السائق " لا بأس ، أين تودين الذهاب ؟ "
سراب " إلى عيادة الدكتورة نورة ، تمهل قليلاً ريثما تجيب على الهاتف ، الورقة التي كنت قد كتبت بها العنوان قد فقدتها "
السائق " حسنا ، و لكن ألا تعلمين في أي منطقة تتواجد ؟ لعلها تجيب على الهاتف و نحن في المنطقة ذاتها ..
سراب " أجل ، اتذكر جيداً في اي منطقة "

أعطته اسم المنطقة و هي لا زالت تضع الهاتف عند أذنها تأمل أن تجيب و تخلصها من الموقف المحرج ، و لكنها تفاجأت عندما سألها السائق ..

" أتقصدين عيادة الأمراض النفسية للدكتورة نورة ؟ "
تجمدت ملامحها و هي تجيب بتوتر " نعم "

قدّم لها حل دون أن تتوقع ، و لكن لازمها الإحراج طوال الوقت ، فقد جهلت تماماً اللافتة الكبرى للعيادة ذاتها ..

وصلت إلى هناك ، و دقاتها تتسارع شيئاً فشيء ..
قد تأخرت عن موعدها ما يقارب 20 دقيقة ..
تأمل أن يسير الموضوع على خير ..

...........

مستلقي على سرير ابنه الأكبر ..
متأثر جداً بما مرّ به من موقف ..
نطقها دون قصد و أمام جميع زملائه ..
لم يستطع تعديل موقف ..
فتركه كما تركه ، و كلٌ منهم برمج الموقف حسب رأيه ..
و هو ..
أنسحب ، ليتفادى الإحراج الذي وقع فيه ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-13, 01:05 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الحلقة الثالثة ..

تقف عند طاولة الاستقبال ..
توّجه أنظارها بقلق إلى العاملة التي انشغلت بالحديث مع الدكتورة على الهاتف ..

أغلقت السماعة لتقول " تفضلي ، الدكتورة بانتظارك "
هزت رأسها بارتياح " شكراً "

تناولت حقيبتها من الطاولة و توجهت للغرفة ..

........

تجلس مواجهة لدكتورة ، تأخذ نفس عميق كما طلبت منها لتخفيف من توترها الحاد ..

الدكتورة " عزيزتي ، أريدك أن تغمضي عيناك الجميلتان ، و تضبطي من تنفسك المضطرب "

فعلت كما أمرت ..

الدكتورة " ما المشكلة التي تعانين منها ؟ "
صمتت قليلا لتجيب " برودي العاطفي يرغم زوجي بالنفور مني "
هزت رأسها " أكملي "
سراب " تزوجنا تقليدياً منذ 10 سنوات أو أكثر بشهر أو شهرين فقط ،أحبني حباً جما لدرجة كنت أخاف أن افقده ، مرت السنين و تحقق ما كنت أخشاه ، و لكن لم افقده هو ! بل فقدت قلبه ، بعد 5 سنوات من الحب و المودة أصبح ينفر مني شيئاً فشيئاً ، يختلق المشاكل على أتفه الأمور و أبسطها ، أحيانا يشب بيننا شجاراً و السبب يعود في عدم استطاعتي قول كلمة أحبك ، ربما أنطقها صحيح ! و لكن لا يستشعر معناها ، أحبه كثيراً ، أراه نصفي الآخر و كذلك نصفي الأيسر ، لأنه يمتلك قلبي ، و لكن لا استطيع ، صدقيني لا استطيع ، حاولت كثيرا و افشل في كل محاولة ، أحيانا استغل فرصة خروجه من المنزل لأقوم بتجهيز كل ما تفعله الزوجة الرومانسية شموع و بتلات ورد ووو ، و فور دخوله الغرفة لا يرى شيئاً ، لأني قمت قبل دخوله بإطفاء جميع الشموع و إزالة كل شيء ، لا أمتلك الجرأة في ذلك ، كلمني كثيراً و حكا لي أنه يشعر بنقص في حياتنا الزوجية ، و ما أنا سوى زوجة تقوم بواجبها فقط ! 8 سنوات من زواجنا ، فإذ به يصارحني برغبته بالزواج من أخرى و "

قاطعتها لتسأل " لديكم أطفال ؟ "
أجابتها " أجل ، طفلين أحدهم في العام السابع و الأخر لم يتجاوز الثلاث "
هزت رأسها " امممم حسناً ، أكملي ، ما كان شعورك عندما أبدى رغبته بالزواج ؟ "
أجابتها " تحطمت كثيراً ، و لكنني لم أمانعه ، فقط طلبت منه أن لا يخبر أحداً بذلك ، فليتزوج سراً ، و من ذلك الزواج بدأ يكرهني تدريجياً ، ناهيك عن هجره لي "

أطرقت الدكتورة رأسها لتلقي نظرة شاملة على الأحداث ..

بعد هدوء " لا زلتي تحبيه ؟ "
سراب بعد صمت " ليس كالسابق "
الدكتورة " حسناً ، كما فهمت أنه ينام خارج المنزل "
سراب " أبداً "
بتعجب " لم ينم يوماً واحداً خارج المنزل "
سراب " بلا ، و لكن قديماً جدا ً "
الدكتورة " قبل أن يتزوج ؟ "
سراب " بكثير "
بعد تفكير " حسناً ، و النهار ؟ متى يعود ؟ أحكي لي يومه كاملاً "
سراب " يستيقظ صباحا ليغدوا إلى عمله و بعد الساعة الثانية ظهراً يأتي للمنزل يستلقي قليلا و عند الساعة ثلاث ظهراً ينزل إلى بيت والده فقد جعلهم يعتادون على إزالة طبق له فهو أصبح لا يرغب في طعامي ، يجلس في بيت والده وسط أخوته يستمتع بالحديث معهم ، و أحياناً كثيرة يخرج مع أخيه لينضموا مع رفاقهم في المنطقة ، يأتيني الساعة العاشرة بعدما أستمتع معهم ، و يضع رأسه لينام مرة أخرى "
الدكتورة " امممم ، لا استطيع أن أقدم لك بعض العلاجات النفسية الآن ، لان هناك الكثير من الأمور المبهمة في حياتك ، ما أطلبه منك الآن أن تستكشفي حقيقة زواج زوجك بأي طريقة من الطرق ، لأن و لربما كان كلاماً فقط ، و الله أعلم "

تجمدت أنظار سراب و هي تبصر الدكتورة ..

" أمِنَ الممكن أن تكون زواجه كذبة ؟ "
الدكتورة " نسبة من الاحتمال "
سراب " لا أضن ، كذبة تمد سنتان و نصف ؟!! "

أجابتها الدكتورة " عزيزتي سراب ، معظم الرجال يتعايشن مع كذبات لأغراض عديدة ، منها كانتقام ، و منها كتسلية ، و منها أيضا من يجد المتعة فيها ، و بعضهم يكذب و يتورط في البوح عن كذبته "
سراب بعدم تصديق " بدأت أطرافي ترجف "
الدكتورة " لا داعي للخوف أبدا ، كوني طبيعية جداً "
مدت يدها بتحية " نلقاك بعد إسبوع "
هزت رأسها وهي تصافحها " حسنا ً "

.............

عادت إلى المنزل و طيور الوساوس تحلق فوق رأسها ..
أخذت طفليها و غدت لشقتها ، فرأته مستلقي على الكنبة أمام التلفاز ..
نظرت إليه ثم أمرت طفليها بالدخول إلى الغرفة و قد عزمت على مصارحته و كشف الحقيقة المجهولة خلف ثنايا جحوده ..
أوت أن تتحدث فجاءها السؤال خلف ملامحه المكفهرة ..

أيسر " أين كنتِ ؟ "
سراب بجرأة " كنت حيث كنت "

وقف مسترسلاً " مادمتِ على ذمتي فأنت غير مسموحة على خروجك دون إذني "
سراب بلا مبالاة " و هل تطلب مني طاعتك ؟ "
أيسر " دامكِ على عهدي أنت مجبرة بطاعتي و الالتزام بجميع واجباتكِ "
سراب باستهزاء " هذا و إن كنت يا سيد أيسر تعطيني حقوقي بأكمل وجه ، مضحك أنك تطالب بالواجبات و لا تلتزم بالحقوق ، كن منصفاً يا أخي ! "

ألقت عليه كومة الكلمات لتنسحب من وقع الخِطاب ..
مسك ساعِدُها ليلويه بغضب ..

سراب " أتضن نفسك رجلاً ؟ "
أيسر بغضــب " رجلاً رغم أنفكِ و أنف أبيكِ أيضا ً "

جاءهم من خلفهم صوت أبنهم الأكبر




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-13, 01:06 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الحلقة الرابعة ..


جاءهم من خلفهم صوت أبنهم الأكبر ..

بنبرة طفولية خائفة " ماما ، بابا ، ما بكم ؟ "

ألقوا أنظارهم عليه فتحسسوا نظراته الخائفة ، أنجبر أيسر على ترك يد زوجته و بداخله يتوعد بها اشد الوعيد ..

أيسر " عزيزي إياد ، ليس هناك شيء ، عد إلى غرفتك حبيبي "

ثبت إياد خطواته و كأنه لم يشعر بالأمان لكلماته ..

أيسر بأمر " إياد ، عُد ، إلى ، غرفتك "
هز رأسه " أريد البقاء معكم "

كاد أن ينطق أيسر غاضباً ليرغمه على الدخول و لكنها تدخلت في الوقت المناسب ..

سراب " حبيبي إياد عُد إلى غرفتك و استمتع باللعب مع أخيك ، و أنا سوف أقوم بإعداد أشهى عشاء لأعز أبن "
إياد بابتسامة " أريد بطاطس مقلي "
سراب " من عيناي "

عاد لغرفته متبسماً ، بينما سراب دخلت المطبخ هروباً من غضبه المخيف ..
انشغلت بالطبخ و قلبها الهلوع يتراقص خوفاً ..

وقف و سند جانبيه على الباب ..

أيسر بهدوء " أتعلمين ما الموقف الذي مررت به اليوم ؟ "

استقوت لهدوئه ..

سراب بكبرياء " لستُ راغبة بمعرفته "
أيسر " عندما كنت أتحدث مع زملائي عن الحب و المسؤولية و الحياة الزوجية ، شعرت بأنني أقل خبرة بينما كنت أكبرهم سناً و أكثرهم فترة في خوض التجربة "

كانت هي تستمع لحديثه بإنصات و لكنها تظاهرت بعدم المبالاة ..

واصل حديثه " عندما حكا زميلي قصة أحد معارفه و قال بأنه أنفصل بعد 5 سنوات من الزواج و السبب يعود إلى عدم قدرتها على تحمل المسؤولية ، لم أشعر بنفسي و أنا أفتري عليك كذباً ، أخبرتهم بأنك عديمة المسؤولية في كل النواحي ، الشخصية و الزوجية و كذلك التربية ، أعلم ما قلته خاطئ و لكني لم أفقهه ، كنت أريد أن أكبر في نظرهم و قد أنزلتك في أقل المستويات "

لم تتحمل سراب ما يقوله و لكنها تظاهرت بعدم المبالاة فقط دموعها كانت تسقط بحرارة ..

أيسر " لا أود الاعتذار ، و لكنني مجبر ليس حباً بكِ ، و لكني مسئولٌ عند الله "

اقتربت من المغسلة بقهر و أخذت تعيد غسل الأواني النظيفة ، حاولت ضبط أعصابها و لكن لسانها خان الموقف ..

سراب " و لما الاعتذار ؟ فما قلته عادي جداً أمام تصرف الأطفال "
أيسر يحاول تهدئة الموقف " أحفظي لسانكِ "
سراب " جيد جداً ، يجب عليّ أن أحفظ لساني أمام ما يدعى برجل و هو في الحقيقة خاليٌ من الرجولة !! صحيح ؟ "

أبصرها بحدة فالتفتت له ..

سراب " أتنكر ذلك ؟ أتنكر أنك عديم الرجولة ؟ لما لم تذكر هذه النقطة عند زملائك ؟ رجاءاً أخبرهم عندما تلتقي بهم بأنك من تطالب بالحقوق و تدعي بفقدانها قد حرمت زوجتك من أبسط حقوقها و انت تعرف مقصدي جيداً "
أيسر " أنهي الحديث الآن ، لأني لا أود أن أتصفح الدفاتر القديمة "
سراب " لن أسكت ؟ إلى متى و أنا صامتة ؟ كفى إلى هذا الحد "
أيسر بنبرة حادة " سراب "
أعطته ظهرها و هي تتذمر " سراب و سراب ! أنا المخطئة الذي أضعت سنين عمري مع رجل عفواً طفل لم أرى منه جميلاً "
أيسر بغضب " كفي عن التذمر و إلا .. "

قاطعته دون أن تبالي " و إلا ماذا سيد أيسر ؟ "

واصلت سراب في البوح عما كان يجول في خاطرها ، تنطق بكل كلمة و كأنها تزيح من قلبها صخور الهموم ، و لكن أيسر ما كان ينصت لها ، فإدعائها له بعديم الرجولة كفيلة بأن تمر كل ذكرياته معها و لكن ليست الجميلة ، و بذلك فقد أعصابه حينها ..

صرخ بأعلى صوته " سراااااااااااب ! "
صمتت وهي تنظر في عينينه المخيفتين ..
أقترب منها و بنظرة حادة و نبرة تهديد " من الطفل ؟ أعيدي ما قلتهِ سابقاً ، من عديم الرجولة ؟ "

ابتعدت عنه وهي صامته و في كل خطوة تبتعدها يقترب منها ليصرخ بها ..

أيسر " مـــــــن ؟! "
أجابت بخوف " و من تعتقد يكون غيرك ؟ "

و منها لم يتمالك أعصابه ، مد يده لشعرها و أخذ برأسها لعند صنبور الماء ، فتح الصنبور و جعل يغمر رأسها بماؤه و هو يقول ..

أيسر " أغسلي من رأسكِ ما قلتيه فأنا رجلاً رغم انفكِ "

سراب تمسك بيده تحاول أن تبعده عنها ، حاولت جاهدا أن تفر من الماء و لكن يده كانت أقوى ..

أخذها ليرميها أرضاً و غادر الشقة تاركها بدموعها و نحيبها ، وقف عند الباب يحاول تهدئة أعصابه الثائرة قبل أن يخرج ..
أخذ نفساً طويلاً ، و حاول السيطرة على اضطرابات تنفسه ..
مسك قبضة الباب ليخرج ، فأنصدم لاحمرارها ، وقف يتأملها ، و قد بدا يحس بحرارتها ..
لحظات قليلة و إذا به يدرك عظم المصيبة ..
عاد بكل خوف و هلع ، عاد يجري لها ، تقدم نحوها مسك وجهها و هو ينادي ..

أيسر " سراب ! سراب "

لم تجبه بل كانت تبكي بحرقة ..

أيسر " اقسم إني لم أدرك أنه ماء حار ، سراب أيؤلمكِ "
أبعدت يديه عنها " أتركني "
أيسر هز رأسه " لا استطيع "

تركها يجري ليعود مسرعاً حاملاً معه عباءتها ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-13, 01:10 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الحلقة الخامسة ..


أخذها معه ، يسندها إليه بعدما ألبسها عباءتها ..
و فور نزوله رأى أخته و منه انطلقت عبارته المستعجلة ..

أيسر " ياسمين ، أعتني بطفلينا ريثما نعود "

قابلت طلبه بعدة تساؤلات ..

ياسمين " ما بها سراب ؟ ما الذي حل بها ؟ لماذا وجهها محمر إلى هذه الدرجة ؟ أجبني أيسر قبل أن تذهب ، أيسر ! أيسر! "

لم يبالي إلى جميع التساؤلات ، فقد غادر المنزل مسرعا ً ..

..........

•• في المستشفى ••

قابل أيسر الطبيب ليطمأن على حالِها ..

الطبيب " 80% من الحروق أصابت الرأس و فروتها ، مما أدى إلى تلف في جذور الشعر ، أما بالنسبة للوجه فنسبة حروقه و أثرها لا تتعدى 10% ، من الواضح أنها كانت تحمي وجهها بيديها ، لأن اليدين أصيبت بانتزاع قليل في الجلد السطحي "
أيسر " ما فهمته إن إصابتها خطيرة نوعاً ما ؟ "
الطبيب " ليس إلى هذا الحد "
تنهد بارتياح " الحمد لله "
الطبيب " أتعجب من قساوة قلوب الرجال أمثالك "

ناظره أيسر بتعجب ..

الطبيب " لا تنظر لي باستنكار ، فهي لم تبوح لي بشي غير بإكذوبات غير مقنعة ، القضية واضحة ، تمركز الحروق في أعلى الرأس كان دليل على تعرضها للماء الحار مباشرة من أعلى دون الوصول للوجه بشكل تام يؤكد إنها كانت تحت سيطرة ذلك الموقف "

مسك الطبيب بيد أيسر " و هنا يقع الدليل على المعتدي "

أنزل رأسه و صَمت !

الطبيب " الحمد لله أن الماء الحار لم يكن بدرجة حرارة عالية جداً جداً "
أيسر " أجل ، فقد كان صنبور الماء البارد يعمل ، حينها فتحت صنبور الماء الحار و لكني لم أدرك انه حاراً إلى بعد فوات الأوان "
الطبيب " على كل الأحوال ، يمكنكم العودة "

أستأذن الطبيب و توجه إليها حيثما تجلس ، على كراسي الانتظار ، و ما أن أقبل عليها رآها هائمة بأفكارها و قد رٌسمت على ملامحها ألم عميق ..

أيسر " ســـراب " !

رفعت رأسها لتلقي نظرة عليه ..

أيسر " هيا بنا لنعود "

وقفت ، و سارت بخطواتها اتجاهه ..
و لكن !
صدمة قد حلت به عندما رأى سراب تقترب من أخيها و ليس له ..
ألتفت لينظر إليه و بدأت دقاته تحتفل خوفاً و توتراً ..
أقترب أخيها منه و من هنا بدأ تنفسه يختنق ..

قال أخيها بنبرة انتقامية " لو ما أن سراب استحلفتني بأن لا أتعرض لك ، لكدت الآن داخل أحدى ثلاجات هذا المستشفى "

أيسر بارتباك " لكني لم أكن .. "

ألقى عليه نظرة حادة و ذهب دون أن يعيره أدنى اهتمام ..
مسك شقيقته من ذراعها و غادر معها ..

..............

أيسر ، عاد هو الآخر و لازال في دوامة التفكير ..
لم يستوعب الصدمة بعد ..
المسألة وصلت لأهلها ، و لهذا السبب قلبه كاد أن يتوقف عن النبض ..

عاد إلى المنزل يتقمص اللا مبالاة ، و لكن ملامحه تفضحه ..
و ما أن أقبل رأى أخيها يقف بجانب باب المنزل ، فأدرك أن زوجته لا زالت هنا ..
سارع خطواته، تمنى أن يلتقي بها و لو كانت اللحظة الأخيرة ..

جرى بأسرع ما لديه ليتمكن من اللحاق بها ..
فتح باب الشقة و قصد غرفتهما ..
لم يجدها ، فلم يقف إلى هذا الحد ..
توجه إلى غرفة ياسمين ربما يجدها ..
و بالفعل وجدها هناك ، وقف عند الباب يلقي نظرة على الموقف الذي أمامه ..
ياسمين تمسك بيد سراب مترجية معرفة ما حدث ، و سراب تمسك بطفليها و تكتم بكاؤها ..

ياسمين " سراب أرجوكِ ، اطمئني قلبي ، ماذا حل بكِ عزيزتي ؟ ما هذه الحروق ؟ ما سبب رفضكِ في البقاء هنا ؟ أين ذاهبة ؟ هل أيسر يعلم برحيلك ؟ "

ألتفتت لها و كادت أن تتحدث و لكنها فوجئت بوجود أيسر ..
ألتفتت ياسمين له ، و قد ضاعت بين نظراتهم ..

أيسر " ياسمين ، خذي إياد و عبد الله من هنا و اتركينا لوحدينا قليلاً "

هزت رأسها و غادرت الغرفة مع أطفاله ..

أقترب منها قليلاً " لن أجبركِ على البقاء و لكن ألا يستحق أطفالنا أن ننظر إليهم ؟ سراب لا تكوني أنانية ، أجعلي لطفليكِ جزء من تضحياتكِ "
سراب " لا تحاول إقناعي بأنك الأب العطوف " !
أيسر بنبرة حادة " سراب " !

لم تستجب له ، فقد تركته و غدت عنه ..
أمسك يدها المصابة ، نظرت إليه بتوجع ، فأنزلها ..

أيسر " أعيدي التفكير و لو لأخر لحظة "
سراب حركت رأسها معبرة بـ لا ..
أيسر " و طفلينا ؟ "
سراب " نتحدث بهذا الشأن عند المحكمة "

ألقت عليه هذه العبارة و خرجت ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-13, 01:11 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الحلقة السادسة ..


فتح أخيها باب المنزل مرحباً بقدومها و نظراته لها توحي بالاطمئنان و كأنما يقول ، أنتِ هنا و بحفظ الله ثم حفظنا ..

تقدمت مع طفليها و هي تكتم شهقاتها بقدر استطاعتها ..
مد يده - أخيها - ليزيل الغطاء من رأسها ..

بسام " لا ترتدي الحجاب الآن ، الطبيب دعا إلى ذلك "
سراب " حسناً "
بسام " اذهبي إلى غرفتك كي ترتاحي قليلاً أخية "

هزت رأسها و توجهت للغرفة ..

وقف بسام يراقب خُطاتها المعقمة بالصبر ..
و يعجــز عن فعل شيء أمام وعده لشقيقته ..

........

أيسر ، بعدما غادرت سراب المنزل ، صعد شقته قبل أن يتلقى الكثير من التساؤلات ..
فهو لا يرغب بالإجابة على أي سؤال يوجه له ..

رمى بثقله على كنبات الصالة ، يغمض عينيه و عقله عن استرجاع ذكرى ما حدث ..
طُرقَ باب شقته ، نهض سريعاً ليفتحه ..
ضنَّها هي ، و لكن تفاجئ بشقيقته ياسمين و شقيقه محمد ..

عبس " نعـــم ؟ "
محمد " أعلم أنك لا ترغب بالحديث معنا و لكننا مجبرين على ذلك "

ترك لهم الباب مفتوح و سبقهم للصالة ..

ياسمين " ما الذي حدث يا أيسر ؟ "
أيسر " هو الذي رأيتيه "
ياسمين " و لكن كل ما رأيته كان لغزاً لم يستطع عقلي أن يتقبله بعد "
محمد " أيسر ، دون أن تأخذنا يميناً و شمالا ، قُل ما الذي حدث ، ربما يكون باستطاعتنا فعل شيء قبل .. "
قاطعه أيسر " من فضلكم ، أنا لست بحاجة إلى مساعدة أحد ، أستطيع تدبر شئون حياتي دون تدخلكم "

التقت نظرات محمد و ياسمين لبرهة ..

محمد " حسناً كما تشاء "

حاول الخروج ، و لكن قدميه ثُقلت على الابتعاد دون تقديم ما بوسعه ، فعاد له مرة ثانية ..

محمد " لم أعود كي تمنعني من قول ما جرى ! أيسر رجاءاً قُل ما الذي حدث "

..........

بسام ، شقيق سراب ، لم يقف إلى هذا الحد ..
فقد قام بعدة اتصالات لعدة من المحامين كي يحمل قضيتها ..
و قد عزموا على حسم الأمر ، و الأخذ بما تطلبه سراب وهو - الطلاق -

.........

حكا أيسر كل ما حدث بينهما ، و بهذا أثار غضب محمد ..

محمد " أيُ قلبٍ لديكَ يا رجل ؟ "
أيسر " طلبت مني معرفة ما جرى فحسب ، إذاً نصائحك هذه لا حاجة لي بها "

أقترب محمد بغضب ليمسك بصدر أيسر ..

محمد بغضب " و الله لو كنت مكان أخيها لقتلك و لم أبالي "

تدخلت ياسمين لفض النزاع قبل أن تكبر المشكلة بينهما ..

ياسمين " محمد دعه من فضلك "
محمد بأشد غضباً يهزه و يصرخ به ..
" لو كانت ياسمين عِوضاً عن سراب ما كنت فاعل ؟ لا اعتقد أنك امتلكت قلباً كي تجيب "

قال و هو يضرب على صدر أيسر " هنا خالياً ، يفتقر للضمير "

تركه ليغادر و لكن يد أيسر أوقفته ..
مسكه من يده و حاول منعه ، ألتفت محمد لأخيه و لكنه صمت عند رؤية عيناه المغرقات بألم عميق ..

عانقه أيسر و أخذ يبكي بحرقة، محمد بقى صامتاً لا يعرف ما يقول ..
ياسمين تنظر إلى الموقف و الدموع قد اشتركت مع مشاعرها ..
أيسر صاحب القلب القاسي كما يدع الكثير ، وقع أسير دموعه ..

..............

سراب ، أينما تنظر لها تستشعر بآلامها ..
جميع أهلها يقفون معها ، و لكن ..
ماذا عن أهل أيسر ؟
كان هذا السؤال الذي يجتاح قلقها و توترها ..

لحظات قليلة من التفكير و إذ بهاتفها يرن ..
رفعت الهاتف لتنصدم بالمتصل ..
إنه محمد ، ترددت كثيراً في الرد و لكنها استقرت على الإجابة ..
رفعت الهاتف لتجيب ..

سراب " مرحبا "
محمد " كيف أخبارك سراب ؟ "
سراب " من الله الحمد "
محمد " لي طلبٌ لديك ، هل أجد الإجابة ؟ "
سراب بعد تردد " قُل ما لديك "
محمد " أريد مقابلتك ، أينما شأتِ ولو كان في منزل والدكِ "

صمتت و لم تجيب ..

محمد " و ما قولكِ ؟ "
سراب " يمكنك المجيء "
محمد " شكراً سراب "

أغلقت السماعة .. وقد وقعت في قلقٍ عميق ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-13, 01:12 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الحلقة السابعة ..


على أمواج الألم ترسوا الأماني ..
و على مرفأ الأمل تقف الذكريات ..
البكاء لم يعد دواءاً للقلب ..
بل أن القلب سببٌ للبكاء ..

هو / يحاول أن يتأقلم مع الحياة الجديدة ..
حياته » بدونها ..

هي / رغم إصرارها على ما اتخذته من قرار و لكنها تبحث عن أملٌ واحد فقط تستطيع بذلك إعادة النظر بشأن العودة ..
ليس لأجله » بل لأجل طفليها ..

..............

ياسمين " أأتي معك ؟ "
محمد " لا "
ياسمين " إذاً أتصل بي فور خروجك "
محمد " حسناً "

تناول هاتفه من الطاولة و توجه للسيارة قاصداً منزل سراب ..

هناك ، عند باب المنزل و دقاته تزداد ، خشى أن ينال العقاب عوضاً عن أخيه ..
و لكن الاستقبال كان في أعلى درجات الأخلاق و سيادة الأدب ..

أستقبله بسام ، فأدخله الصالة ..

و ها هي سراب تنضم معهم لينقطع الحديث الذي كان يدور بين محمد و بسام ..

وقف مُرحب " كيف حالكِ سراب ؟ "
سراب بابتسامة ممزوجة بألم " الحمد لله ، تفضل "
بسام " أدعكم الآن ، خِذوا راحتكم "

أستأذنهم و خرج ..

محمد " ما هو أخبار عِلاجك ؟ "
سراب " وصف لنا الطبيب بعض الأدوية "
محمد " امممم ، سراب أنا لم أأتي إلى هنا لإقناعك بالعودة ، فهذا القرار لك وحدك و أنتِ أعلم بمصلحتكِ ، و لكِ كل الحق في ما تتخذيه ، و لكن فضلاً و ليس أمراً عاودي التفكير مجدداً ، ليس لأجلي و ليس لأجل أيسر ، بل من أجل أبنيكما "
سراب " سأكون معك صريحة ، و لنأخذ الأمور بواقعية ، أطفالي هنا و هناك كما الحال ، لن يتغير في أمرهما شيئاً .. "
قاطعها " بلى ، سوف يتغير ، و سيتغير الكثير أيضا ، سراب الطلاق علاج لشيء معين و لكنه قد يميت بعض الأمور الأخرى ، عودي إلى منزلك و بحمايتنا ، أيسر دعيه و شأنه أعِدك بأنه لن يتعرض لك مرة أخرى "
وضع يده على صدره " أعِــــدكِ "

صمتت قليلاً " و لكن ، أنا لا أجد لعودتي فائدة أبداً ، بل إن وجودي بجانبه قد يختلق الكثير من المشاكل ، أعتذر محمد ، لن أعود "

•• بعد مرور أسبوع ••

لازال محمد يقدم ما بوسعه من أجل أبناء أخيه ..
حيث يرى أن الانفصال قد يدمرهم ..
جميع محاولاته تبوء بالفشل ..
و لكنه لم ييأس في إقناعِها ..

سراب / تواجه صراع بين الضمير و العقل ، كل يوم يمر تدرك إن بُعدِها عن أيسر لم يجني النفع لأولادها ..
فهم دائمي الاشتياق له ، حقيقةً إنه لم يقدم شيئاً لهم و لكن وجوده كـ أب كان كافياً لإحساسهم بحياة مكتملة ..
هذا ما أدركته سراب خلال مَضيّ 7 أيام ..

أيسر / حياته أصبحت مبعثرة المشاعر ..
يخرج و يأتي و لا يجد في يومه طعماً ..
وجود سراب مع الكثير من الخلافات جعلت لحياته رونقاً حتى في كرهه لها ..
و انزعاجه من فوضى أولاده أدركت به أن لوجودهم أسمى درجات السعادة ..

...........

سراب / أخيراً استطاع محمد إيجاد الحل ..
و كان لسراب أن اتخاذ ما أقترح به كان من أفضل الأمور ..

أيسر / وقف عند الباب ، وقفة تأملية ..
قاطع تفكيره صوت بداخل الشقة ..
أقترب أكثر .. استرق السمع أكثر فأكثر ..

أيسر" هم أجل هم ، أبنائي ! سراب قد عادت "

فتح الباب بسرعة ، ألقى نظرة ..
أبتسم و هو يرى أبنيه يمرحون فأحس أن المنزل بدأ ينبض لوجودهم ..
رفع رأسه ليلتقي بها ..
تقف عند الزاوية تنظر في عينيه و ابتسامة تسمو على ملامحها و تفاؤل تملئ نظراتها ..

تلاشت تلك البسمة من ملامحه ..
عندما أدرك انه خيالاً ..
فالمنزل يفتقر لهم ..
أغلق الباب و رمى بثقله على أقرب كنبة ..
أغمض عينيه ، و في جعبته الكثير من التساؤلات ..
هل أنا أحببتها مجدداً ؟ أو إني لم أكرها ؟ أو أن اشتياقي لأبنائي ، و ليس لها موطن في مشاعر الاشتياق ؟ ..

قطع كل هذه التساؤلات طرق الباب العشوائي ..
أفاق من تفكيره ، و فتح الباب مسرعاً ..
تسابق الاثنين في عناقهم لأيسر ..

إياد و عبد الله " بابـــا ! "

ضموا رجليه و ابتسامة طفولية احتلت ملامحهم ..
أنحنى لمستواهم ، يعانِقهم بعِناق أبَوّي ..
رفع أنظاره ليلتقي بها ، سراب ..
أبتسم لها ، فلم تعيره اهتمامها ..
وقف ، و كاد أن يتحدث ، و لكن لحضور محمد أثر في الموقف ..

محمد " أيسر ، أريدك قليلاً "
أيسر هز رأسه " حسناً "

أنصرف مع أخيه بينما هي عادت إلى منزلها مجدداً ..
بعد غياب ما يقارب أسبوعان، كانوا بمثابة السنتان..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-13, 01:26 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الحلقة الثامنة ..


دخلت سراب منزلها مجدداً ، و هو ذهب مع أخيه ..

أيسر " ماذا لديك ؟ "
محمد " سراب عادت "
أيسر " أعلم بذلك "
محمد بعد صمت " و لكن ؛ بشروط "
رفع رأسه يناظر في عيني أخيه " شروط "!!!
محمد " عليك مغادرة الشقة ، لتجعلها تسكن مع أبنائها هناك ، تريد فقط الابتعاد عنك "
أيسر " و لكن ، هي زوجتي و لازالت بعهدي و ذمتي ، فأنا حر التصرف بها و معها "
محمد " لو إنك أحسنت التصرف مسبقاً لكان الوضع مختلفاً تماماً ، حاولت إقناعها بالعودة من أجل أبناؤك فقط ، و ليس لأجلك ، أنزل عند مشيئتها "
أيسر " و إلى متى ؟ "
محمد " سؤال تردد في ذهني فعجزت عن امتلاك الجواب ، أعتذر أيسر لا يمكنني مساعدتك "

صمت ، و ذهنه بقى شارداً ..

..............

هناك ، عند سراب ..
يروي لنا الزمن حكايته ..

تقف جانباً ، تنظر إلى ياسمين و هي تلملم كل حاجيات أيسر ..
ملابس ، كماليات ، ملفات العمل .. كل شيء

تقدمت " سأساعدكِ قليلاً "
أخذت تجمع معها الملابس في تلك الحقيبة ..
قلبها يتقطع و لكنها تكابر ..

رفعت رأسها " ياسمين ، في غرفة الأطفال ستجدين ملفاً له "

ذهبت إلى هناك و أحضرته ..
ياسمين تقف صامتة ، تنظر في عيني سراب الخائفتين ..

سراب بتوتر " ما بكِ تحدقين بي هكذا ؟ "
ياسمين بعد صمت " لا شيء ! هل انتهينا ؟ "
حركت رأسها " أجل "

تناولت ياسمين الحقيبة و قد تثاقلت على حملها ، و لكنها استطاعت بكل ما أوتيت من قوة أن تضعها عند بداية السلم فيأتي محمد ليأخذها ..

أيسر ، مستلقي على سرير أخيه ..
يضع يدينه أسفل رأسه ، فقد نزل عند مشيئتهم ..
تقدم محمد ووضع حقيبة حاجياته أمامه ..

محمد " سوف أدع ياسمين ترتبهم في الخزانة ، أعتبر الغرفة غرفتك "

استلقى أيسر جانباً و أعطى محمد ظهره ..

محمد " أعذرني يا أخي ، فهذه هي أفضل الحلول "

لم ينطق بشيء و لم يحرك ساكناً ..

محمد " أيسر ! "
أيسر " إذاً تولى كل أمور احتياجاتهم ، فأنا لست مسؤلاً عنهم بعد اليوم "

أطلق محمد تنهيدة ..
تقرب من أخيه ..
وضع يده على كتفه ..

محمد " لا تجعلني أندم و أعتبر كل محاولاتي فاشلة ، فعلت هذا لأجل أبناؤك ، فأنا لا أريدهم أن يكونوا ضحية خلافات انتهت بالطلاق ، فأنا اعرف جيداً ماذا سيحل بهم إذ انفصلتم لذلك أرى لعودتها أفضل الحلول ، فكلا الأمرين هنا أو هناك سوف تكونون بعيداً عن بعضيكما "

أيسر بقى صامتاً ، و لكن مالا يعلمه محمد ، بأن نسيج تلك الوسادة قد امتزجت بدموعه ..

ياسمين " محمد ، الوالد يريدك "
محمد " حسناً "

ترك محمد الغرفة و ذهب ، كادت أنت تذهب خلفه و لكنها توقفت ..

ياسمين " أيســــر " !

لم ينطق ! و لم يتحرك ! و كأن وجوده كعدمه ..

ياسمين " أيسر أتسمعني ؟ "

مسح الدموع من عينيه و أعتدل في جلسته " ماذا لديكِ ؟ "
ياسمين " كنت أود القول أن سراب .. "

قاطع حديثها صوت والدتها و هي تنادي مسترسلة موطنها ..

ياسمين " أنا هنا أمـــي "
الوالدة " بحثت عنكِ طويلاً "

ألقت نظرة جانبية على أيسر ثم خرجت " تعالي معي "

قبل أن تخرج ياسمين ، تلقت سؤالاً من أخيها ..

أيسر " ما بها تنظر إلي هكذا ؟ "
نكّست رأسها " أمي تقف مع سراب ، لذلك فهي غاضبة منك قليلاً "

أغمض عينه بألم وهو رافعاً رأسه ..
أحست بأوجاعه و لكن تعجز عن فعل شيء ..

ياسمين " أتركك الآن "
أيسر " عودي لي بعد ذلك ، أود الحديث معكِ قليلا "
هزت رأسها " حسناً "

............

سراب / مستلقية في الصالة تضم بين أحضانها دفتر ..
تكتب كل ما يجول بخاطرها في تلك السطور ..

إياد يشد ملابسها " ماما ، ماما "
سراب " نعــم "
إياد " سأنزل للأسفل ألعب قليلاً "
سراب " حسناً ، أذهب "

صوت نغمة الهاتف يعلو شيئاً فشيئاً ..
تركت ما بيدها و رفعت الهاتف ..
عيادة الدكتورة نورة تتصل مجدداً ..
تضع الهاتف على الطاولة ، و تهمل رنينه ..
و كذلك رسائل التذكير الذي تجاهلتها ..
فقد عزمت على تركها و بدون أسباب ..
و ما دفعته في المرة السابقة لم تبالي به ..

..............

غرفة محمد ..
تطرق ياسمين الباب و تنتظر الإذن ..

أيسر " تفضلوا "
فتحت الباب " هناك من يسأل عنك "
أيسر بتساؤل " مـــن ؟ "

تقدمت قليلاً و دعت إياد يدخل لأبيه ..

أيسر نهض مبتهجاً " إيــــــاد ! "

فتح ذراعيه ليضمه بحنان أبّوي ..

أيسر يمسح على رأسه " كم إنك وحشتني "
إياد رفع رأسه يناظر في عيني والده " لما لا تأتي فوق ؟ "
أيسر بعد لحظات تفكير " لأن رجلي تؤلمني فلا أستطيع الصعود "

دفن رأسه على صدر أبيه و هو يبتسم ..


الحلقة التاسعة ..


غرفة محمد ..
تطرق ياسمين الباب و تنتظر الإذن ..

أيسر " تفضلوا "
فتحت الباب "هناك من يسأل عنك "
أيسر بتساؤل " مـــن ؟ "

تقدمت قليلاً و دعت إياد يدخل لأبيه ..

أيسر نهض مبتهجاً " إيــــــاد "!

فتح ذراعيه ليضمه بحنان أبّوي ..

أيسر يمسح على رأسه " كم إنك وحشتني "
إياد رفع رأسه يناظر في عيني والده " لما لا تأتي فوق ؟ "
أيسر بعد لحظات تفكير " لأن رجلي تؤلمني فلا أستطيع الصعود "

دفن رأسه على صدر أبيه و هو يبتسم ..

ياسمين " أدعكم الآن "
أيسر " حسناً ، و لكن لا تنسي أن تأتي لي في حينٍ آخر "

حركت رأسها بالقبول و خرجت ..
رفع أيسر أبنه ليلقيه على السرير و يستلقي بجانبه ..

أيسر " كيف حالك عزيزي ؟ "
إياد " الحمد لله "
أيسر " ماذا فعلت بغيابي ؟ فقد اشتقت لك كثيراً "
اياد " لما لم تأتينا إلى هناك ؟ جدي كان يذكرك كثيراً "
أيسر باسترسال " ماذا كان يقول ؟ "
إياد " لا أتذكر و لكن ذات يوم سمعته يقول بأنه أأتمنك على أمي فلم ترد الأمانة سليمة ، ماذا كان يقصد ؟ "

شرد الذهن و هام في أفكاره ..

إياد " بابا "!
أيسر " نعم ؟ "
إياد " ماذا كان يقصد جدي ؟ "
أيسر " لا أعلم عزيزي "
إياد " امممم أقول لك شيئاً أيضا ؟ "
أيسر " بالطبع ، قُل ما تشاء "
إياد " تعدني بأن لا تخبر أحداً ؟ "
مسك أنف أبنه " أعدك يا بطل ، قل ما لديك "
إياد " خالي بسام "
عبس " ما به ؟ "
إياد " دائماً يحاول أن يشوه صورتك أمامي ، فكان يقول بأنك ضربت أمي لذلك وجهها و يديها مصابتين ! أحقاً ذلك ؟ "
أيسر " هل سألت والدتك عن سبب الإصابة ؟ "
إياد " بلى ، قالت بأنها استحمت خطأً بماءٍ حار "
أيسر " أرأيت ؟ صدقت من حينها ؟ والدتك أم خالك "
إياد " اممممم ، أمي "
أيسر " إذا خالك يكذب ، أو إنه يريد أن يمازحك كي يرى هل أنت بطل لكي تدافع عن أبيك أم لا ؟ فكن بطلاً مرة أخرى و لا تسمح لأحدٍ قول ذلك "

.................

سراب / على سجادتها تجلس ، و القرآن في أحضانها يرتمي ..
و دموع الخشوع تنساب على الوجنتين ..
لجأت لكل الطرق و لكنها لم تدرك الطريق السليم ..
هز أبواب السماء ..
بنو آدم مديم اللجوء لمن حوله و لكنه يغفل عمن يملك الدواء ..
تقف الآن بين يدي الله ، تبث شكواها له وحده دون غيره من العباد ..

.............

أيسر / خرج إلى الصالة ..
كي ينضم مع أخوته و يستمتع بالحديث معهم ..
لم يرى أحداً ..
لا أحد إطلاقاً، بل لا صوت لهم هنا ..
لاحت علامات التعجب في ملامحه ، فالآن موعد تناولهم للغداء ..
ترك الصالة و قصد المطبخ ، يبحث عن شيء ما يأكله ..
الطبق المديم الاعتياد على وضعه هنا لم يعد موجوداً اليوم ..
و لا أثر لوجود ما طُهي أساساً ..
لم يكترث كثيراً ، فضن إنهم لم يطهوا شيئاً في هذا اليوم ..

فتح الثلاجة و إذ به يسمع صوت ياسمين و هي تتحدث مع ابنه ..

ياسمين " لما تخرج دون أن تستأذن ؟ هيا بنا نعود فالغذاء شارف على الانتهاء و أنا لازلت ابحث عنك "
إياد " أتيت أبحث عن أبي ، فجميعكم معنا إلا هو "
ياسمين " والدك لا يستطيع الصعود ، رجلهم تؤلمه عزيزي هيا بنا نعود "

هنا وضحت الصورة لديه ، هنا فقط أدرك ما قدموه له من صفعة ..
أرتطم الكأس الذي كان بيده بالأرض و بقوة تعبيراً عن غضبه الثائر ..

جاءت مسرعة تتفقد مصدر الصوت ، صمتت و هي تراقب غضبه ..

أيسر بقدر استطاعته يمتص غضبه " يعجبكِ ذلك ؟ "

ياسمين بخوف " ماذا ؟ "
أيسر " لا شيء ، فالحياة معكم أصبحت كالجحيم "

دفعها جانباً و خرج ..

ياسمين " يا إلهي ، ماذا فعلنا نحن ؟ "

لحقت خلفه و مسكت يده قبل أن يخرج من المنزل " أيسر عزيزي انتظر ! ربما هناك سوء فهم "

نظرت في عينيه و قد ارتعبت من حمرتهما ..

ياسمين " أرجوك ! أسمعني و لو مرة واحدة في حياتك "

شدته من يده و أجلسته في الحديقة ..
سارعت بخطواتها و لتجلب له كأساً من الماء ..

ياسمين " هدئ من روعك قليلاً ثم دعنا نتحدث "

جلست معه ما يقارب نصف ساعة ..
كِلاهما صامتان، قطع ذلك الصمت سؤاله ..
أيسر بهدوء " كنتِ ستتحدثين عن سراب فأتت حينها أمي لتقطع الحديث بيننا ! ماذا كنت تودين القول ؟ "
ياسمين بتردد " ليس شيئاً مهماً "
أيسر " أود سماعه "
ياسمين بعد صمت " عندما كنت ألملم حاجياتك أتت لتساعدني ، حينها طلبت مني الذهاب لغرفة الأطفال كي احضر ملفاً لك ، و عند عودتي رأيتها و بحركة خاطفة تأخذ قميصاً لك لتخبئه أسفل السرير ، استشعرت بتوترها و لكني لم أوضح لها بأني رأيتها و كأن شيئاً لم يحدث "

أحدق أيسر في ياسمين ، و علامات التعجب تلوح فوق رأسه ..

أيسر بجمود " حقاً ؟ "
حركت رأسها " أجل "

دقاته بدأت تزداد ، و تنفسه يضرب ..

ياسمين " سراب لازالت تحبك ، أحسن التصرف معها ، ليتكم تعودون لبعضيكم "
أيسر بعد صمت " و ماذا تضنيني ؟ أكرهها ؟ "
ياسمين " أتريد الحق ؟ أجــل "
أيسر وجّه أنظاره للطبيعة " كنت أضن مثلكِ تماماً ، ضننت إن كل ذرة حب زُرعت بداخلي تحولت لكراهية ، و لكن ؛ خلال أربعة عشر يوماً فقط أدركت إني مخطأً في مشاعري ، أدركت إن غيابها جعل من حياتي لوحة سوداء و ها أنتم جميعاً تشتركون في تلوينها ، سراب عزيزة على قلبي ، و إن لم تكن تبادلني المحبة "
أشار إلى قلبه " سراب لازالت تسكن هنا ، و لكن بعد فوات الأوان "

ياسمين " لما تزوجت إذاً ؟ "
نظر في عينيها بدهشة " و من أين تعرفين ذلك ؟ سراب ؟ "
ياسمين " لا ، أوراق الزواج هي من أثبتت لي "
أيسر " أين ؟ "
ياسمين " في أحد ملفاتك ، لا تراوغ بالإجابة ، قل لي لما تزوجت ؟ "
أيسر " أمور لا أود الإفصاح عنها ، و لكن ما يجب أن تعلميه إن هذا الزواج لم يستمر إلا يومان كاملان فقط ! و كلٌ مِنا ذهب في طريقه "
ياسمين " سراب تعلم بزواجك ؟ "
أيسر " نعم ، و لكن مالا تعلمه إن علاقتنا لم تدوم "
ياسمين " يا إلهي يا أيسر ، كم إن حياتك أشبه بنسيج العنكبوت "
أيسر " حياتي مرّ المذاق ، و لا أحد يشعر بذلك "
ياسمين " أنت من جعلتها مِرّة "
أيسر نظر في عينيها " حتى أنتِ ؟ "
ياسمين " و لنأخذ الحقائق بموضوعية ، فتاة لم تقصر معك في شيء ، كرست حياتها من أجلك و من أجل أبناءك أتستحق مكافئتها بزواجك من أخرى ؟ أتستحق مكافئتها بهجرها ! أتستحق المكافئة بحرمانها من الحنان ! أتستحق مكافئتها حتى بضربها ! أتستحق ذلك أيسر ؟ أجبني أتستحق ذلك ؟ "

نكس رأسه و صمت ..

ياسمين " أعلم ما يراود ذهنك الآن ، تتساءل من أين لي عِلمٌ بذلك و أنت تعلم جيداً بأن سراب لا يمكنها البوح بشيءٍ من هذا القبيل "

مدت يدها له " خذ هذا الدفتر ، و أقرأ جيداً ما كُتِب في محتواه و اكتشف حقيقة جحودك "

أعطته الدفتر و الذي تناولته من شقتهم عندما كانت تتغذى هناك ..
ربما بذلك تستطيع أن تفيق صحوته الميتة ..




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 03-08-17 الساعة 09:16 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-13, 01:27 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الحلقة العاشرة ..

أيسر " مسك الدفتر بيده ..
و على الصفحة الأولى استقر ..
تجول بكل الحروف و الكلمات ..

••••
كم هي صعبــة تلك الليالي
التي أحاول أن أصل فيها إليك
لقلبـــــك ..
لروحـــك ..
كم هي صعبة تلك اللحظات
التي يعجز فيها اللسان عن التعبير
فيقف عاجزاً عن النطق ..
كم هي مؤلمة تلك اللحظات
الذي تعجز أنت فيها عن فهمي
من عيوني ..
و جنونــي ..
حان للزمان أن يبعدنا ..
فلم يربطني به سوا بضع كلمات
تحمل باقة من الآهات ..
و على مرّ الذكريات ..
أيسر .. هو الإنسان
الذي سكن الوجدان ..
و على مر الأزمــان ..
يغادر ،
من قلبي .. من روحي ..
و من الديار ..
••••

قَلبَ الصفحة ..

••••
للعيون لغة لا يفهمها إلى من أحب بصدق ..
فهو لم يفهمني ..
إذاً [ لا يحبني ]
أروع ما قد يكون أن تشعر بالحب ..
ولكن الأجمل أن يشعر بك من تحب

في مدينة الحب ..
على شاطئ الغرام ..
هناك ، أيقضتني من غفلتي ..
وصلتني رسالتك ..
أدركت مشاعرك ..
خارج قلبك أسكنتني ..
و بالهواجس أحببتني ..
و في الواقع تركتني ..
••••

لم يكتفي إلى هذا الحد ، فرغبته بمواصلة القراءة تعدت كل الرغبات ..
ففي هذه السطور استطاع الدخول لقلبها ..
و الذي عجز عن فهمه طوال سنوات زواجه ..

••••
أكرهكِ ..
كلمته لازالت تتردد على مسامعي
يجرحني في كل حين ..
لم يدرك إن لدي قلب ..
ينبض و يشعر ..
أصبحت كدميته متى أرادني تسلى بي ..
يتلذذ في قسوته معي ..
يستمتع في رؤية دموعي ..
يشبع رغبته في ذلي و إهانتي ..
لم أكن له زوجة الآن ..
فأنا خادمته فحسب ..

ربـــي ، من لي ألجىء إليه ؟
فها هو يريد الزواج !
أحـــرق قلبي بقراره ..
قلبي يعجز عن وصف ما بداخلي ..
حرارة قلبي لا يمكن أن تُمثّل على سطور الورق ..
لا أود الإنحناء تضرعاً و الدعاء عليه ..
فهو لازال يسكن قلبي رغم جحوده ..
اشتقت لترنم كلمة أحبك على لسانه ..
اشتقت لعبيره أنفاسه ..
اشتقت له ..
و هل يستحق الاشتياق من بمثله ؟
••••

اكتفى بهذا الحد ..
لأنه أدرك حقيقة كانت مبهمة !

أغلق الدفتر و قربه إلى قلبه ..
أغمض عيناه و هام في أفكاره ..

...........

في اليوم التالي ..

سراب / تتجول في كل زوايا المنزل ..
ترفع هذه الوسادة ، تحرك هذه الطاولة ، تلقي أنظارها فوق الخزانات ..
تبحث عن دفترها ، و لكنها لم تجده ..

أيسر / يجلس في صالة منزل والده ، يستلقي على أحد الكنبات ، يشاهد إحدى القنوات الاخبارية ..
محمد و ياسمين ينضمون معه ..
و تبقى الجلسة معهم مليئة بالضحك و الأحاديث الممتعة ..
ينظر إليهم أيسر و الابتسامة تلوح على محياه ..
يشعر بأن غشاء سميك أزيح عن قلبه ، رغم أنه لازال بعيداً عنها ..

أستأذنهم للحظات ثم عاد ، و لكن ..
تفاجئ بها .. سراب ، تجلس معهم ..
تقدم و جلس في مكانه ، أحس بتوترها و عدم رغبتها في الانضمام إليهم بوجوده الذي يربكها ..

سراب " أستأذنكم الآن "
ياسمين " إلى أين ؟ لم تجلسي طويلاً ، فقد اشتقنا إلى جلساتكِ سراب "
تظاهرت بابتسامة " مرة أخرى إن شاء الله "

خرجت ، و من بعدها مباشرة خرج خلفها ..
نادها عندما كانت تصعد إلى شقتها ، لم تعيره اهتمامها فواصلت مسيرها ..
جرى للحاق بها ، وقف أمامها يمنعها من الدخول ..
نظر في عينيها فتثاقل لسانه ..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عقوقق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:50 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.