الفصل الثامن عشر


لم ينم تقريبا في هذه الليلة ...عقله يعمل بطريقة محمومة و لم يتوقف منذ الامس عن العمل و هو يفكر ماذا يفعل بعمه و عائلته و كيف سيعاقبهم على ما فعلوه، لابد ان يكون العقاب شديد و لكن ما يشغل باله هو جده، كيف يعاقب عمه و هو من تبقى لجده من ابنائه ، كيف ستكونردة فعل جده حين يقوم بطرد عمه نهائيا من القصر، جده الذي كان دائما عونا و خير سند له حتى عندما كان مغتربا، كيف سيتحمل انهيار عائلته الوحيدة امام عينيه و في هذه الحالة الصحية التي لا يتحملها، ربما شيئا كهذا سوف يؤثر صحيا عليه.
لا عليه ان يكون حريصا و الا يؤذي جده باي طريقة كانت، نزل بهدوء من غرفته ليجد جده جالسا ينتظر الجميع ليلحق به على مائدة الافطار و لكن هذه المرة في غرفة الطعام.
وقف لدقائق ينظر الي جده و هو يجلس مسالما يستمتع بكوب من الشاى الاخضر مع الافطار الخفيف، عندما وجد جده يبتسم له و وجهه يضئ بهجة عندما لمح حفيده، ابتسم له ثم اقترب يجلس بجانبه
"صباح الخير يا جدي"
" صباح النور يا ابني"
" شو وين الباقيين عنك؟"
" راح يجو بوقتن...انا الي نزلت اليوم بكير لافطر...طلعت افطر بالشمسات برا بس لقيت في هوا ...لهيك طلبت فطوري يجي لهون"
"صحتين جدي"
" طيب و انت شو بك ؟"
نظر بانتباه لجده و قال بجدية " ليش هالسؤال يا جدي؟"
" انا اليوم نزلت بكير للفطار لانو صدري شوي كان تعابني ...بس انت نازل بكير و هاي مش بعادتك تنزل هالوقت... و السؤال هون اذا ما كان صدرك بيوجعك انت كمان ...اكيد في شي شاغل تفكيرك و ما عم تعرف تنام ...صارلك يومين ما بتنام لا تفكر اني كبير بالسن و ما عم انتبه شو بيصير.... الشخص يلي بيكونوا الكل مأمنله و ما عم يعملوله حساب ... بيكون ملاحظ و ماخد باله من كل شي... و بيتابع بصمت كل يلي بيصير حواليه"
" لا تقول هيك ... الكل بيعملك الف حساب ..بس يمكن ما بنحب نضايقك بمشاكلنا... عموما يلي بشغل تفكيري متعلق بالشغل"
لم يكن يكذب على جده، ما قاله كان صحيحا الي حد ما ، فبعد كل شئ كان الامر يتعلق بمصالحه في العمل، و لكن لم يتجرأ على قول الوجه الاخر للحقيقة لجده.
انتهى حديثهم حين وصل باقي افراد العائلة الي طاولة الطعام مرة واحدة، قبلت داليا وجنة جدها ثم جلست الى جانب وائل قائلة
" كيفك وائل ...انشالله تمام "
نظر وائل لها بغموض " انا باحسن حالاتي"
قام الجد من مكانه قائلا " انا سبقتكن بالفطور من زمان و هلا وقت روح اخد ادويتي"

ذهب الجد الي الاعلى ليبقى وائل بالقرب من من اسهروه ليلته الماضية يفكر طويلا دون توقف... الان جميعهم امامه، اوضح من أي وقت سابق يشاهد ملامحهن القبيحة و لكن ما يضغط عليه هو جده، ما يمنعه من ايقاع جام غضبه عليهم.
نظر الى كل منهم بغموض و هو يدق باصابعه على الطاولة امامه بطريقة اثارت ارتيابهم و بدأت تشعر الحضور بتوتر اصبح ملحوظا و بقوة.
توقفت ليلى عن تناول طعامها " شو بك وائل؟ ليش ما عم تاكل؟"
تعمد وائل الا يرد فورا، يجب ان يرهقهم التفكير و التوتر، بعد لحظات طويلة توقف الجميع ع طعامهم و تسمروا في امكنتهم نظراتهم شاخصة نحو الشخص الوحيد في القصر الذي يمكنه ان يحدث هذه الرهبة من نظرة عين واحدة.
"زهران بيك بيوجهلك سلامه ليلى خانم"
شهق عمه و ه بدأ يسعل بقوة جراء توقف الطعام في حلقه من الصدمة ، بينما اتسعت زوجين من العيون بصدمة.
امال وائل برأسه ببطء لينظر الى عمه " من ردة فعلك بقدر افهم انك على علم بالموضوع...ما هيك"
بدأت ليلى بالتحدث " مين زهران هاد وا..."
" اخرسي"قال بصوت راعد تردد صداه في انحاء القصر
خبط وائل يده بطريقة كادت تكسر الطاولة امامه و تسببت في اجفالهم " بيكفي كذب...اذا كلمة واحدة بس كذبتي فيها ما راح ارحمك ..فاهمة؟"
عاد الى عمه " و انت؟ احكي ؟ مفكر لانك عمي راح ارحمك انت و ياهم؟ انت بعدك ما عشت معي و لا عرفتني منيح... و هلا كل واحد فيكو يخبرني شو صار و كيف عملتو عملتكن هاي ... بالتفصيل و من دون كذب...لاني متل ما اكتشفت مين الي عمل فيي اكتشف و بسهولة كل كذبكن"
لم يرد احد منهم، امسك داليا من شعرها " انتي ؟؟ هلا بدك تحكي شو الي صار ...كيف سرقتوا وراقي؟
قام عمه من مكانه و دار حول الطاولة ليخلص ابنته من قبضته، و لكن قابلته عيون وائل بقسوة جعلته يتراجع.
بدأت داليا تتكلم باكية " حاضر وائل و الله لاحكي كل شي...بس دخيلك عم توجعني"
" بعدك ما عرفتي الوجع...راح تعرفوا قريب ..يلا احكي"
" بتتذكر و قت الي نطرتك باوضتك و كنت محضرالك العشا"
"ايه؟"
" كنت حاطة بالعصير منوم ...و بس نمت فتشت عالمفتاح و لقيته بجيبتك... تاني يوم الماما فتشت باوراقك ع وراق مهمة ...كنا محضرين حالنا و متفقين مع زهران بيك... و بس لقينا الوراق الي بدنا...اخدناها و رجعنا المفتاح تاني يوم بجاكيتك"
" و كيف تعرفتوا بزهران بيك... كيف عرفتوا شو هي الاوراق الي بده اياها زهران؟"
سكت الجميع و تهربوا بنظراتهم خجلا..
" ما في داعي تحكوا ...اكيد انت يلي خبرتهن ... اكيد واحد بيشتغل بمجال الاعمال هو يلي بيعرف المنافسين و بيفهم طبيعة شغلي هو الي دلكن ع هالشي"
نظر الي عمه بخيبة امل " كيف طاوعك قلبك تتطعني بظهري و انت ساكن ببيتي ؟ كيف و انا يلي دعمتك و قت الي خسرت كل شي بالبورصة و اعطيتك راس مال لتعاود تفتح شركة و ترجع تنزل بالسوق... كيف و انت نايم تحت سقف بيتي و عم تاكل انت و عيلتك من خيري"
تنحنح عمه و كأنه على ةشك الرد و لكن لم يجد ما يقوله ، بل سمع صوت داليا محاولة تبرير تصرفاتها
" وائل نحنا ما كان قصدنا نضرك ...نحنا كان كل شي ببالنا انه تعرف رينا ع حقيقتها...هي طمعانة فيك.. و ما بدها الي مصرياتك ..نحنا بنحاول نفتحلك عيونك"
" و نجحتوا...انا هلا عيوني مفتحة ...عليكن ... انا هلا بعرف حقيقتكن و خستكن ... بعرف لوين ممكن توصلوا باساليبكن الحقيرة لحتى توقعوا رينا بمصايبكن"
" بس بتعرفوا شي...حتى لو كانت رينا الي عملتها كنت راح سامحها...بس انتوا ما الكو فرصة تانية معي"
وقف يوجه كلامه اليهم جميعا " من يوم و طالع كل المزايا الي كانت منعطية الكن راح تروح... كل مفاتيح سيارتكن اليو بتسلموها... الفيزا كارد يلي معك ست داليا قبل ما تطلعي من هالاوضة بدتحطييه... و مصاريف جامعتك الااجنبية بتدوريلك ع شي حدا يدفعلك اياهن لاني ما راح حط فيهن دولا مرة تانية ... مصروف القصر الشهري ما بتمسيه مرة تانية ست ليلى... راح ينعطى لست انعام و هي بتدبره... اما انت يا عمي ... بما انه الشركة يلي حضرتك بتشتغل فيها هي بالاساس لالي و انا صاحب اكبر حصة اسهم فيها فانت من اليوم ما عدت ر~يس مجلس ادارتها... انا راح ارجع ديرها ... و انت راح تكون حيالله موظف بتقبض راتب فيها... توقع المدققين بكرا يزورك ليدققوا بكل اوراقها قبل ما استلمها ... اخر شي كلكن بتسلموا مفاتيح القصر لالي...من هاللحظة انتوا ضيوف فقط بهالقصر... و احمدوا الله اني ما رميتكون برا القصر .. و هيدا بس كرمال خاطر جدي و هيدا الشي وحده ماسكني من ايدي الي بتوجعني ...لكن لو نص غلطة بدرت منكن ما راح ارحم حدا فيكن و ما راح خاطر لحدا"
قال ما قاله و انسحب ليذهب الى عمله... لديه الكثير من العمل ليعوض به عن خسارته في المناقصة الماضية. و لكنه شعر براحة كبيرة بعد مواجهته لهم...علي الجميع ان يعلم انه ليس من السهل اللعب معه او تحديه.

" يا الله ، متى بده ينتهى هاليوم؟" قالت لنفسها حانقة جراء نظراته المحدقة بها.
"رينا"
عادت من تأملاتها على صوته الكريه و هو ينادى باسمها
"نعم منير بيك؟"
" تعي لعندي هون"
يا الله شو بده مني هالمرة ، قالت و هي تقوم من مكانها بعصبية لتذهب الى مكتبه
" كيف بقدر ساعدك؟"
" جيبي كرسي و تعي هون قريب مني" قال بصوت يشبه فحيح الافعى.
" ليش ؟"
" ليكي بدي تساعديني بتحضير الموازنة ...تعي اقعدي لحتى تقدري تتطلعي علي الملف بالشاشة"
حسنا كيف لها ان ترفض طلب يختص بالعمل ، عدا انها تعلم جيدا انه لا يريدها بالقرب منه من اجل العمل، سحبت كرسي من امامه مكتبه و وضعته بجانبه على مسافة قليلة منه ، و قالت بجدية " و هلا شو مطلوب مني اعمل"
" و ليش هيك بعيدة؟ يعني شو رايك قربلك الشاشة لعندك و انا ما شوف شي"
قربت كرسيها قليلا منه ثم شخصت نظرها على الشاشة حيث طلب " و هلا شو؟"
" و هلا شو رأيك بالموازنة حتى الان ...بدها تعديلات .بس كيف انتي شايفاها؟"
استوعبت رينا تفاصيل الموازنة الموضوعة و جهت عدة اقتراحات اعجبته و تشجع لتغيرها، بعد ان كادت تنتهي ، اشارت الى شئ ما بالجدول الموضوع امامها و تفاجأت حين وجدته يمسك بذراعها الممدودة بطريقة جريئة اثارت اشمئزازها
" شو بك منير بك"
" ما في شي ...شو بني؟ انا بس كنت بدي ارفع ايدك لحتى شوف شو في"
" كل هاد بترفع ايدي ...يعني مو ملاحظ انك وجعتني"
" نظر لها بشهوة و هذه المرة نظرته جعلتها تريد ان تتقيأ خاصة بعد ان امسك ذراعها مرة اخرى و هو يقول بهمسات و صوت تنفسه السريع مسموع
" تسلملي هالديات ...بيجننوا" قالت بعنف و هي تحاول تخليص يدها منه " ترك ايدي هلا ... راح صرخ و لم كل الموظفين هلا "
ترك يدها بسرعة ثم قال " الله يخليكي لا تواخذيني...انا ما بعرف شو صارلي"
" يعني اذا بتدير بالك مرة تانية و لا ترجع لهالحركات منير بيك اذا هالقد كتير خايف عصورتك قدام الموظفين و هيك خفت بس جبتلك سيرتهن"
" انشالله رينا ..لا تقلقي هاي اخر مرة اخرج عن سيطرتي و ضايقك"
" و هلا بدك تعذرني ...خلصت شغلي و بدي روح"
و دون ان تنتظر موافقته ذهبت لمكتبها و تناولت حقيبة يدها ثم خرجت و اغلقت الباب خلفها بقوة.

عادت للقصر بوجه احمر من الغضب، كانت طوال الطريق تفكر كيف ستتخلص من العمل لدى هذا الحقير . لم تعد تطيق نظراته و تلميحاته .. و يوم بعد الاخر تزداد جرأته، و لكن لا يمكن الان بعد ان اقنعت وائل بتركها للعمل بعيدا عنه ان تستقيل، لن تفعل ذلك.
كادت ان تفتح الباب و لكنه فتح وحده قبل ان تدخل المفتاح في قفل الباب، ثم وجدت وائل يقف خلف الباب، بعيون باردة و و ملامح كالصخر
" وينك لهلا رينا"
لم يعطها فرصة لتجيب، بل سألها و هو يتفحص و جهها " ليش هيك مصدومة و جهك احمر؟"
تنقلت نظراته من وجهها ليديها " ليش هيك ذراعك حمرا؟ شو في احكي؟"
" ما في شي وائل ...انخبطت بخزانة الملفات الحديد و ايدي من وقتها حمرا..ما شي مهم؟"
" و ليش متأخرة"
" ما انت بتعرف وائل وظيفتي اني ضل لبعد ما يخلص المدير من كل شغله لحتى سكر و زبط كل شي من وراه"
" مرة تانية ما بتتأخري للمغرب ابدا ...بتروحي متلك متل باقي الموظفين..مفهوم؟"
" طيب وائل ... يعني انا مروحة من نهار كتير طويل و صعب لحتى تصرخ عليا... يعني كلمة حلوة منك بعد هالنهار الصعب كانت راح تفرق معي كتير"
الله وحده يعلم كم هي بحاجة لكلمات مطمئنة منه لتهدئتها ، كم هي بحاجة لدفء ضمته لها لتنسى هموم يومها و لتنسى حقارة منير التي ترعبها و تجعلها في توتر دائم
" تعي" بعد ان وعى كلماتها ضمها بصدره بقوة و هدهدها بلمسات لطيفة من يده ، و لكنها كانت تعي جيدا ان يفكر بعمق من وراء صمته هذا
رفعت نظرها و هي بين ذراعيه لتنظر الى وجهه، كان ينظر لنقطة بعيدة و غير منتبه لتحديقه هبه
لمست ذقنه الخشنة " وائل؟"
نظر اليه فجأة و كأنه انتبه لوجودها " بشو عم تفكر؟"
" كتير اشيا بالشغل عم تشغلني هلا"
" يعني انت عم تخبرني بمنتهى الجرأة اني فقدت تأثيري الانثوي عليك لدرجة انك عم تفكر بالشغل و انا بحضنك؟"
" اه؟؟؟ هالتلميح ها يبده انكار كبير و اثبات اكبر ...بتحبي اثبتلك هون قديش تأثيرك الانثوي قوي و خطير؟"
" لا ... اوعك وائل تعمل شي"
" طيب خلص اهدي شوي و خبريني ليش كان يومك صعب هالقد"
لم ترد التفكير بهذ اليوم او تتحدث عنه " انا بحضنك ما بتذكر الشغل و لا بدي احكي عنه"
لاحظ تغيرها المفاجئ عن تحدثه عن عملها و سجل هذا التغير في عقله دون ان يوضح لها ذلك
" طيب متل ما بدك ...انا كمان معك ما بحب احكي بشغل .. بس بحب احكي بجمالك و دلعك و هضامتك" اغرق وجهه في رقبتها و هو يقول لها ما يعشقه فيها.
كان هذا ما تحتاجه في هذا اليوم، وحده القادر على تحسين مزاجها و نقلها بسرعة الي عالم ابيض جميل من الاحلام.
" خلص وائل بدي روح قبل ما ماما تستفقدني"
" و انا كتير مستفقد و مشتاق و تعبان"
" سلامتك من التعب يا حبى انا... يا رب عيونك ما تشوف شر و لا هم و لا وجع ...انا هون موجودة لاحرس هالعيون ما تشوف الا كل شي حلو بهالعالم"
" كيف بدك تحرسيها و انا بشوفك باليوم دقايق معدودة و انتي حرماني منك...بدك عيوني ما شوفا لا الجمال بس ضلك قبالي رينا ...ما تخلي عيوني تقع عشي غيرك"

عشي غيرك"
"راح بيصير... انا بهالوقت عندي امتحانات ..بروح من الشغل لادرس و بستأذن ساعتين كل يوم من الشغل لحتى روح امتحن ...لهيك بروح متأخر لاني بعوض الساعات يلي بتروح بالجامعة...يعني هلا مثلا لازم روح ادرس مادة كتير صعبة و برجع فضي حالي لالك"
" تمام خلص راح ارفع ايدي عنك و اتركك تروحي تدرسي"
" وائل انا خلص فقدت الامل بهاي المادة و حاسة حالي راح ارسب فيها"
"ليش شو هي المادة"
"رياضيات"
"و شو خص الرياضيات بتخصصك؟"
"مهو هاي المادة متطلب جامعة، الكل بيدرسها"
"اممم طيب روحي جيبيلي كتبك و انا راح درسك"
"عن جد؟"
"ايه عن جد ، شو ناسية اني دارس اقتصاد ، و بعدين انا بحضر موازانات لشركاتي بملايين الدولارات يعني بمشي حالي بالرياضيات"
"شو متواضع، بس بتعرف التواضع ما بيلبقلك لا تحاول مرة تانية"
ضحك قائلا "يلا روحي جيبيلي كتبك و تعي عمكتبي و يا ويلك اذا بتغلطي في شي اجابة"
"طيارة حبيبي" سرقت منه قبلة سريعة و ذهبت لتجلب كتبها و لكن قبل ذلك توجهت للمطبخ حتى تحضر له شيئا يأكله، حبيبها الجميل يبدو متعب فهي لم تعد تراه كثيرا لتتأكد من انه تناول الغذاء.
ضحك بخفة ثم استعادت ملامحه جديتها عندما تناول هاتفه من جيبه ليقول بتركيز للطرف الاخر
" اشرف بدي تجيبلي كل المعلومات عن شركة المالكي و صاحبها منير المالكي باسرع وقت...كل شي اشرف سواء بيتعلق بالشغل او بالشخص نفسه او أي شي مريب بالمكان او الموظفين ..ما تنسى أي شي...مفهوم؟"
اغلق الهاتف و هو ينظر الي الظلام الذي عم المكان مع شريط احمر من الغسق يعلن بدء الليل الطويل.