آخر 10 مشاركات
بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          541 - ربيع صقلية - سالي وينتورث - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          Married to a Greek tycoon by Lucy Monroe (الكاتـب : SHELL - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أحب أن أعرف رأيكم بالشخصي والصريح بموضوع الرواية القادمة
جزء ثاني خاص بيوسف ومعتز وعمر 634 60.73%
رواية جديدة منفصلة كليا 290 27.78%
الخيار الأول أو الثاني لا فرق 77 7.38%
لا شئ مما ذكر 43 4.12%
المصوتون: 1044. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree378Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-03-14, 08:55 PM   #4091

Omima Hisham

مشرفة منتدى التصاميم والجرافيكس ووعضو فريق مصممي روايتي ومصممه في قلوب أحلام وقصص من وحى الاعضاءوفي قصر الكتابة الخيالية

alkap ~
 
الصورة الرمزية Omima Hisham

? العضوٌ??? » 10467
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,633
?  مُ?إني » فلسطين
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Omima Hisham has a reputation beyond reputeOmima Hisham has a reputation beyond reputeOmima Hisham has a reputation beyond reputeOmima Hisham has a reputation beyond reputeOmima Hisham has a reputation beyond reputeOmima Hisham has a reputation beyond reputeOmima Hisham has a reputation beyond reputeOmima Hisham has a reputation beyond reputeOmima Hisham has a reputation beyond reputeOmima Hisham has a reputation beyond reputeOmima Hisham has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
إنني لست راغباً في أي شيء... كل الأشياء التي اعتقدت أنني أحبها فقدت معناها تماماً.... لست أحسن التصرف مع الأصدقاء... ولست راغباً في الاستمرار أكثر داخل هذه الدوامة التي تدور كساقية مجنونة تفور في رمال صحراء عطشى منذ آلاف السنين
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 58 ( الأعضاء 42 والزوار 16) ‏غزل, ‏amt almjob, ‏مهرة..!, ‏ام ملك وهنا+, ‏samar1987, ‏omoramla, ‏زهرة الكاميليا4+, ‏fleur_lys, ‏maizidan, ‏كاميليا14+, ‏cloudy9, ‏bambolina+, ‏shada l+, ‏نويت الهجر, ‏عبث الحروف, ‏نداء الحق, ‏hedoq, ‏rola2065, ‏riane, ‏كن سعيد, ‏آية نصير, ‏غير عن كل البشر, ‏شكرإن, ‏TiHa, ‏marwaadel, ‏ebrU, ‏Tami.999, ‏mimi0000, ‏سما نور 1, ‏~*~رانـــيـــة~*~, ‏شاهندا 14, ‏Aisne, ‏ابن الشام2, ‏الود 3, ‏مريم1396, ‏دوسة 93, ‏ام علي اياد, ‏منيتي رضاك, ‏بيبه الجميله, ‏do3a, ‏thth


كويسة الصورة ولا ناخد وضعية تانية ههههههههههههههههههههههه


يلا يا نيفووو مش ضايل الا خمس دقايق مستنين شباك الحمام


Omima Hisham غير متواجد حالياً  
التوقيع
عاصم رشوان






تسلميلي يا احلى كاردينيا

شاهر ومهدي وماهر
عائلة المزز في بيتي
قلبي الصغير لا يحتمل







يونس



جو


تصميم رقيق من الرائعة الجميلة أوروا
رد مع اقتباس
قديم 10-03-14, 08:55 PM   #4092

نداء الحق

نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية نداء الحق

? العضوٌ??? » 122312
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,902
?  مُ?إني » العراق
?  نُقآطِيْ » نداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 57 ( الأعضاء 41 والزوار 16) ‏نداء الحق, ‏غير عن كل البشر, ‏rola2065, ‏amt almjob, ‏مهرة..!, ‏ام ملك وهنا+, ‏samar1987, ‏omoramla, ‏زهرة الكاميليا4+, ‏fleur_lys, ‏maizidan, ‏كاميليا14+, ‏cloudy9, ‏bambolina+, ‏shada l, ‏نويت الهجر, ‏عبث الحروف, ‏hedoq, ‏riane, ‏كن سعيد, ‏آية نصير, ‏شكرإن, ‏TiHa, ‏marwaadel, ‏ebrU, ‏Tami.999, ‏mimi0000, ‏سما نور 1, ‏~*~رانـــيـــة~*~, ‏شاهندا 14, ‏Aisne+, ‏ابن الشام2, ‏الود 3, ‏مريم1396, ‏دوسة 93, ‏ام علي اياد, ‏منيتي رضاك, ‏بيبه الجميله, ‏do3a, ‏thth
تسجيل حضور


نداء الحق غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 10-03-14, 08:55 PM   #4093

shada l

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية shada l

? العضوٌ??? » 302148
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 391
?  مُ?إني » فلسطين
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » shada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ههههههههههههههههههههههههه هههههههه اه طالعلك في السحبة اه ... انا من اكبر محبين كرم ليش انتي تاخدي وانا لأ ليييييييييييييه هههههههه

اسمعي كامي بتحكي ومن باب الحمام لرميلك حالي !! شو بتقصد هاى ... هالاغنية بتنطبق ع غزل بالضبط مرة الشباك ومرة الحمام ههههههههههههههههههههههههه ههههه


shada l غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 10-03-14, 08:56 PM   #4094

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههه هههههههههه
شوفوا يا بنات من ناحية هنشرحوا هنشرحوا
والحمام هندخلوا
وكاميليا هنقتلوا
وتصبيرات ماكو ماكو... بالعراقي هاااي
والفصل الجاي من هلا بقوللكم واللي أولو شرط آخرو نور...
راح ينزل في فترة تتراوح ما بين اسبوع لعشرة ايام عشان ما احط نفسي بمواقف بايخااااا وأقعد احسس واعتزر والحااااضر يعلم الغايب!!
وعفكرة عفكرة يا ست غزل انا من وقت النونو وانا كل رومانسيتي بصبها بالروااااية وبسسسس!!


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 10-03-14, 09:00 PM   #4095

نزووف

? العضوٌ??? » 130402
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 451
?  نُقآطِيْ » نزووف has a reputation beyond reputeنزووف has a reputation beyond reputeنزووف has a reputation beyond reputeنزووف has a reputation beyond reputeنزووف has a reputation beyond reputeنزووف has a reputation beyond reputeنزووف has a reputation beyond reputeنزووف has a reputation beyond reputeنزووف has a reputation beyond reputeنزووف has a reputation beyond reputeنزووف has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضووووور


بالتوفيييق


نزووف غير متواجد حالياً  
التوقيع
:qatarw_com_52228917
رد مع اقتباس
قديم 10-03-14, 09:00 PM   #4096

كاميليا14

نجم روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاميليا14

? العضوٌ??? » 309169
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,435
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond repute
Elk


ههههههههههههههههههههههههه ههههههه
حنقتلو ميين .. وماكو ماكو مين

بت يا نيفو أنا كنت بمزح .. لزوم الساسبينس يعني

10 أيام .. الرححححححححمة ..ومين يصبرني أنا

عاجبكم كذا يا بنات .. وانا الي قلت اكسب فيكم أجر ..


كاميليا14 غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 10-03-14, 09:00 PM   #4097

shada l

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية shada l

? العضوٌ??? » 302148
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 391
?  مُ?إني » فلسطين
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » shada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond reputeshada l has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

من اسبوووووووع لعشرة ايام !! نزلي الفصل هادا انتي وبعدين بنتناقش في موضوع التنزيل هههههههههههههههههههههههه ... هتناقش بعد ما تنزلي الفصل مشان ما تطرديني برا الرواية

سمعتو يا حرااااااااااام الرومانسية في الرواية وبسسسس هههههههههههههههههههههه


shada l غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 10-03-14, 09:01 PM   #4098

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

سأنزل الفصل حالا صبايا حتى ما أتأخر عليكم نورتوني جميعكم ويا رب الفصل يعجبكم.. أوقفوا التعليقات يا امورات

bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 10-03-14, 09:04 PM   #4099

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

الفصل الثالث عشر

مقامرة القلوب
الأمر يستحق... هذا ما انفك كرم يذكر نفسه به بين كل لحظة وأخرى بينما يراقب بألم وجه زوجته المحتقن وعرقها الاخضر النابض فوق صدغها بألم ويديها المرتجفتان، بقوة يمنع نفسه من حملها وأخذها لشقتهم ليلفها بعباءة لهفته مهدهدا اياها بحضنه مقبلا ذلك النبض المنتفض مطمئنا اياه أن ليس من بعد صاحبته نساء!
كان يجلس على رأس المائدة فيما فاتنته العسلية تجلس عن يمينه وفاتنة "مستوردة" على يساره!! تقابله في الجهة الأخرى خالته حيث مكانها منذ سنين طوال يتربع على يمينها قرة عينها وبكرها أحمد تجاوره زوجته وعن يسارها آخر عنقودها متململا كارها لمكانه حيث "الرؤية صعبة" الا ان كان عليه ان يبقي رقبته معوجة ناحية اليسار! أما الثنائي المرح فبعد جدل طويل من خلف الكواليس جلس يوسف ملاصقا لها ومعتز أمامها بالضبط حيث وعلى حسب قوله "البث" أوضح من عنده!!
كانت غزل تراقب انبهار الشباب من حولها وقبضة يدها تجعد قماش فستانها بغل كبير، تذكر كيف وقف ثلاثتهم مبهورين مخطوفي الأنفاس فاغري الفاه عندما دخل بها كرم المنزل... تسابق ثلاثتهم وقتها بقلة حياء لتحيتها مستعرضين لغتهم وذوقهم "المستعار" أيضا!! نظرت بوقتها لسراب التي كانت تبادلها النظرات محركة فمها لاوية اياه يمينا ويسارا كما بعض كبيرات السن بحركة استعجاب وعدم اعجاب... فأين الصفار يا سراب وأين أعواد الكبريت!!
صاروخ... هذا ما نعتها به يوسف وهذا ما هي عليه فعلا بشعرها الأسود الطويل وجسدها البرونزي المتفجر التضاريس الظاهر من الفستان الأصفر والذي ترتديه مظهرة من خلاله أكثر مما تخفي... فستانا ترددت طويلا قبل أن تقرر ارتداءه لكن تذكرها لبعض مظاهر الانفتاح ليلة سهرت مع كرم حسمت الأمر... تأملت غزل عيناها اللتان أخذتا من فستانها بعضا من لونه، وكما ينسف الصاروخ مدنا وبلدان، فقد توقف هذه الفاتنة بعض القلوب فقط بمرورها من بينهم بعطرها المثير... فما بالك ان ضاحكتهم ومازحتهم كما فعلت مع هؤلاء الصبيان أو لامستهم كما قد تكون فعلت مع ذلك المنافق كرم!!
لقد اهتمت هي اليوم بأناقتها بشكل خاص علّ المقارنة لا تكون شديدة القسوة بينها وبين الأخرى، فارتدت لهذا النهار من الألوان زاهيها وهو ما لم تفعله منذ مدة طويلة وخاصة أمام كرم، ليكون كلّ ما تسمعه من ناكري الجميل البلداء الأنذال الثلاثة هو نظرة استنكار و "هدول همي النسوان مش انتوا" موجهة لها ولسراب... ما أنذلهم... وان كان هذا رأي الحقراء الثلاثة فكيف برأي زوجها من رأى من هن بجمال ماريا بل وربما أجمل... هذا ان توقف عند الرؤيا!!
لم تسمع كرم للأسف يزجرهم موبخا "شو بفهمكم بالجمال انتو... لسة بدكم فت خبز كتير ليصير عندكم شوية ذوق" كما ولا تدري انّه قد حاول ازدراد ريق غصّ في خبايا الحلق متعثرا بالكثير من الآهات المكبوتة بقهر رجولي صارم من بهاء طلتها التي غطت بأوجها على كل من حولها، لقد كادت عيناه تخرجان من محجريهما وهو يراها تتهادى أمامه بفستانها السكري المطرز بحرير تركوازي زاهي مزين ببعض رشات من الفضة والذي استقى من جمال عينيها بعضا من الألق... تلك العينان اللتان لن يكون مقتله يوما الا ذبحا بحدّ اهدابها التي ترتجف الآن فتغفوا بين كل حين وآخر على صفحة وجهها القمري فتهفوا معها نبضات قلبه التي ما عادت تعرف متى تنبض ولا كيف فأفسدت في حنايا جسده نظام دورته الدموية!
كانت غزل منغمسة في مراقبتها كيف تلوي كفها الناعمة بأظافرها المشذبة بجمال حول ذراع كرم... زوجها هي... ومتابعة رأسها بشعره الذي يداعب كتفيها وذراعيها باغراء موح بينما تقترب به كل حين من رأس كرم لتسأله حول شئ ما وقد كادت عيونها وعيون معتز الجالس بجانبها والذي قد سمعت ازدراد ريقه فعلا ستقفز من محاجرها بينما يرونها تميل بجسدها قليلا نحو الأمام ليظهر المزيد من انحناءات صدرها! ومن الجهة المقابلة سمعوا صوت سراب المتتبعة من موقعها لكل التفاصيل تقول موجهة كلامها لمعتز ويوسف مستغلة جهل ماريا للعربية: عمهلكم عحالكم.. كلها شوية لحمة مجففة اللي طلعت عينكم عليها!!
تناهت بعض الأصوات على الطاولة ما بين همهمات موافقة وأخرى للاعتراض فيما عجز زوجها عن كبح قهقهته متبوعة برأيه الدائم بها "مجنونة"... بينما تنحنحت أم احمد لتقول بصوت كانت رنة الضحكة المكبوتة واضحة فيه: ماما غزل.. كرم.. شو مالكم اليوم... انتبهوا شوي لضيوفكم
وقبل أن تفتح غزل فمها بحرف كانت يد كرم قد سبقتها وملأت لماريا المزيد من الأطباق التي زكّاها لها فقط لكونها المفضلة لديه هو بينما هي بالطبع قد قبلتها منه بكل صدر رحب وبينما كانت تائهة فيهم سمعت تقريع أمها للمرة الثانية: غزل ماما شوفي الشباب شو ناقصهم مش نافعة اليوم انت بالمرة!!
وبهمسة احراج وتحت نظرات ماريا المتفحصة ونظرة كرم المتعاطفة، سألت معتز الجالس بجانبها ان كان يحتاج شيئا تضيفه الى طبقه، ليجيبها بوقاحة تليق به بينما عيناه لا زالتا متمركزتان على ما ظهر من جسد ماريا: صدر... احم... قصدي أعطيني صدر الجاج!!
ليكمل عنه ما بدأ من وقاحة يوسف متمتما وهو يختلس النظرات على ساقي ماريا الظاهرتان له فقط من تحت الطاولة بينما يكتم قهقهته غامزا: لييييييش عاد والله الفخدة أحلى... قصدي أزكى

لتلعلع قهقهتهما الوقحة فتثير عجب تلك البضاعة المكشوفة المعروضة أمامهما فتميل بجسدها أكثر لتستفسر من كرم عما يضحكهما، لم تسمع غزل تفسيره لكنها سمعت نهره لهما بينما الضحكة المكتومة تكاد تفضحه وهو يقول: الله يخزيكم فضحتونا اللي بشوفكم بحكي بعمركم ما شفتوا نسوان
ليجيبه يوسف: بصراحة شفنا بس مش هيييييك!!
رفع كرم حاجبيه قائلا: مش بحكيلكم ما بتفهمو ( ليستدير بوجهه ناحية غزل متأملا كلّ تفاصيلها فيما لمعة شغف تتوهج في عمق عينيه ويكمل بهمس وصلها وحدها بشكل حميمي جدا فضحه احمرار وجنتيها الشديد) شو هالحلاوة هاي... حرام عليك ارحمي قلبي!
قلبه... وما شأن قلبه... هذا ما كانت غزل تحاول استيعابه فيما كرم يدرك محاولة ماريا لفهم الوضع الحقيقي بينه وبين زوجته وهو واثق تماما من نظرة الاستغراب التي رآها في عيونها عند وصولهما حين رأت غزل بجمالها وشبابها وكأنها تتسائل بينها وبين نفسها عمّا يدعوه ليقوم بخيانتها خاصة وهو لم يوضح لها الكثير حين قام بمصالحتها بالأمس مخبرا اياها أنّ القصة بينه وبين زوجته كانت معقدة بعض الشئ منذ أربعة سنوات وهو يعمل حاليا على اصلاح الأمور ويبدو أنها ترى أنّ اثارة غيرة غزل قد يصب في مصلحته، ولكنه ورغما عنه يحاول جاهدا عدم التسبب لها بالمزيد من الألم وخلخلة المزيد من ثقتها بنفسها... كلّ ما يريده هو أن يريها أنّ لا امرأة في الدنيا قد تثير اهتمامه عداها ومن بين هذه الافكار سمع ماريا تقول بصوت تعمدت جعله مسموعا: زوجتك جميلة جدا كرم وصغيرة أيضا
نظر كرم لزوجته المتخضبة بحنان وابتسم لعينيها برقة ليمسك يدها ويقبلها بشغف بدا لأعين كلّ الحاضرين كم كان حقيقيا ومحرجا لغزل وهمس بعدها: بعرف!
ومن بين طنين أذنيها الهادر بدماء اللا معقول شعرت باندهاش الجالسين وسمعت أحمد من مكانه يقول: لطالما تشاجرنا أنا وكرم مع أولاد الجيران بسبب تغزلهم بها بطريقها من المدرسة الى البيت لتأتينا فزعة باكية تشتكينا معاكساتهم!!
وبعد بعض المزيد من الحكايا والضحك قالت ماريا: وأنت أيضا زوجتك جميلة أحمد ورقيقة... لا عجب أنّك لم تعد لأميريكا لتزور زوجتك السابقة دلال بعد ان أجهضت طفلك !!
سكوت عارم هو ما خيّم على الطاولة بينما طيور من الغرابان السود تحلّق فوق رؤوسهم... مبهوتة نظرت سراب نحو زوجها تتأمل اللون بينما يتقهقر رويدا رويدا فارّا من صدمة أفكاره العاجزة عن التقبل وعن الفهم بينما يهمس مبحلقا بماريا طالبا منها التأكيد: أجهضت!!
لم يكن منهم من لا يعرف الانجليزية ومن لم يستوعبه بداية فقد أدركه من شحوب لون أحمد حتى أنّ ماريا نفسها ارتبكت بينما تميل على كرم تسأله عن الخطأ الذي ارتكبته بينما كانت خالته تقول بصوت مستهجن: أجهضت... اجهضت يعني نزلت مزبوووط!!
لتتوجه بناظريها نحو ابنها قائلة: ليش هي كانت حامل بالأول عشان تجهض؟!! جاوبني!!
ماريا التي شعرت بهول ما فعلت دون ارادة منها اعتذرت بشدة ، أراد كرم أن يجيبها ولكن سبقه أحمد قائلا: لا بأس ماريا... وما أدراك أنت أنني سأكون الأب الغافل... أب!!! متى... أخبريني متى حصل ذلك أرجوك! هزت ماريا رأسها لتقول بعد حين: اممممم أعتقد أنّه كان قبل حوالي الأربعة أسابيع... كانت عائدة بسيارتها من مهمة صحافية مهمة خارج الولاية عندما صدمها أحد المخمورين
وقف أحمد بعنف أثار سخط الكرسي من تحته ليقول بعنف مكبوت: مهمة... مهمة.... لو كنت أعلم فقط... لو كنت اعلم!!
وغادر الطاولة تاركا زوجته وراءه مذهولة شاحبة مضطربة... لو كان يعلم ماذا بالضبط؟ لو كان يعلم أنها اجهضت أم لو كان يعلم أنّها حامل بابنه؟ ولو علم... ماذا كان سيفعل؟ أتراه كان سيعيدها لذمته؟ تعوذت سراب من ما وسوس لها بهذه الهواجس لتعتذر وتغادر المائدة لاحقة بخطاها أذيال زوجها الخائبة .................................................. .................................................. .................
دخلت سراب من باب شقتهم المفتوح فيما الكثير من الهواجس والافكار تتلاعب بعقلها ذات اليمين وذات الشمال... رأته على الكنبة جالسا يدفن رأسه بين ذراعيه بصورة تنضح بالبؤس بكل ما فيها...
التفت وراء الكنبة لتمد ذراعيها وتبدأ تمسيد كتفيه بطريقة تعلم جيدا أنّه يحبها، شعرت بتصلب كتفيه الشديد فاستمرت بما تفعل فيما أفكارها لا تزال متأرجحة عاجزة عن احتواء كلّ ما يلاعبها ترى انهياره الآن فتتأكد لها شكوكها التي كانت تقض مضجعها منذ يومين بشأن ملاحظته عن كونها قد تكون حامل... لا تدري لم لم تعتقد قبل ذلك أبدا أنه متلهف هكذا لانجاب الأطفال... ربما لكونه لم يتحدث عنهم أبدا سابقا في خططهم المستقبلية القريبة، ولكن مهلا... أية خطط تلك التي رسموها معا خلال فترة خطوبتهم؟ لا شئ!! وهي بكل غباء وسذاجة اعتقدت أنّ أمر تأجيل الانجاب هو أمر مفروغ منه حتى انتهاء فترة دراستها التي لم يتبق لها الكثير، وهذا ما كانت تريد مناقشته به منذ يومين لولا مناوبته الليلية التي أداها بالأمس مما لم يترك لها مجالا لفتح أية مواضيع معه... أمّا الآن فمن الواضح أنّ الموضوع يجب أن يغلق قبل حتى أن يفتح!
سمعت تنهيدته الخارجة من أعمق أعماق خيبته ترسل سهامها الحادة ممزقة فيها بطانة الخشية، شدت كتفيه بقوة لتركز رأسه وكتفيه على ظهر الكنبة قريبا منها بينما صدى جملته يتردد في تجاويف المخاوف يردد "لو أنني عرفت"... آآآآه لو أنه عرف ماذا... ترى لو علم بحملها قبل زواجهم أكان تزوجها... أم لكان عاد لدلال حبه الأول مظللا اياها تحت جناح حبه وحنانه من جديد تاركا قلبها هي يتقطّر ألما وقهرا كما فعل سابقا؟!!! عبثت بشعره بيدين مرتعشتين فيما تقترب بوجهها المتجبس تقبل وجنتيه كلا على حدى بشفتين باردتين لتميل بعدها تقبل له رقبته بجرأة لم تحترفها سابقا أثارت استغراب زوجها، مدّ كلا ذراعيه ليمسك بذراعيها ويسحب جسدها ناحيته أكثر ويقبل خدها بود قبل ان يهمس لها: تعالي هون!
اقتربت منه سراب بابتسامة متألمة وقبل أن تتجاوزه لتجلس بجانبه شدّها من ذراعها لترتمي بين ذراعيه على حجره فتتلقاه هي دافنة وجهه في كتفها مواسية اياه بهمساتها الرقيقة: لا تزعل حبيبي هيك الله بدّو
لو أنّه علم فقط لأوقفها رغما عن أنفها عن العمل... تلك المهنة وذلك الطموح الذي ضحت من أجله بالأخضر واليابس... ضحت بعشرة السنين رامية بها خلف ظهرها ركضا وراء تقدمها المهني فتفهمها وأعطاها في ذات الوقت حريتها رافضا أنصاف الحلول.. رافضا أن يكون درجة ثانية في سلم أولوياتها.. تفهمها... لكن أن تضحي بابنه مجازفة به تلهث وراء سبق صحفي حقير أيا كان... هذا ما لا يفهمه... أن تغدر به فتحمل منه طفلا لأشهر دون حتى أن تعلمه بذلك وهي التي تعلم مدى تحرّقه لطفل له يغدق عليه من نوافير حنانه المتدفقة... هذا ما لا يفهمه!
شعر بتربيتات فراشته الرقيقة على رأسه تداعبه وتهدهده كما طفل صغير، تنهد بقوة بداخله متحسرا على كلّ يوم ضاع منه عبثا بين أحضان أخرى فيما هذه الحنون كانت قد قدّمت له ما كفاه أربعة سنين عجاف في ليلة واحدة... لطالما أنّب نفسه على ركاكة حصونه في كلّ مرة استطاع خيالها فيه التسلل لتشققات روحه... ولكن أنّى له المقاومة وقد احتاج تلك النسمات الباردة لتهوّن عليه تصحّرات حياته غمرها بصدره بقوة شديدة حتى شعر بفقرات ظهرها تئن طالبة الرحمة فلا تجدها ليهمس في اذنها بعنف مقبلا اياها يقوة ما بين كل كلمة وأخرى: الله راح يعوضني عنه بابن منك انت حبيبتي... مزبوط؟ مزبوط حبيبتي؟ مزبوط!!
فتطمئنه هي بهمسات مشفقة: مزبوط حبيبي ان شاء الله مزبوط... الله كريم
وتلك الليلة نام أحمد متعلقا بها كما طفل صغير فيما رقدت هي متجافية مع النوم وعيونها لأول مرة مذ تزوجت أحمد تعرف الخوف والشك ولأول مرة تتجاهل تنبيه جهازها النقال مذكرا اياها بموعد حبتها اليومية!!!

.................................................. .................................................. .................

يتبع الجزء الثاني والاخير



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:33 AM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 10-03-14, 09:05 PM   #4100

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

قطرة قطرة واجهة من الثلج تذوب، تحتها رماد ومن تحته جمرة... لا أحد يلاحظها ولا هي تكاد تلحظ، لولا أنها من زاويتها في غرفة استقبال الضيوف أحست بعضا من البرود ينفض عنه كفن السنين ويبدأ بالتثاؤب نكدا كطفل صحى في غير موعده بسبب صخب غير مراعي ممن حوله!!!
أحسها هو فرفرفت الروح بجناحيها وكلما بادلها نظرة ود مشتاقة وصدّته هي بشزرى من النظر حلّقت أبعد حتى كادت تتوه منه بينما تلك الحبيبة تحدجه بقاس من النظرات كلما اندمج مع ماريا بغابر من الذكريات تجلجل لها ضحكات الشباب فوجد نفسه كلّ حين يهشّ على جمرات الأحاديث يخشى خفوتها علّ النيران تتزايد بالاشتعال فتكاثف من الانهيارات الثلجية الخطيرة... وكم يعشق الخطر وكم يتوق اليه!
وفي قمة الاندماج وبينما ماريا تحكي في احدى المواضيع جاذبة اليها اهتمام الحاضرين المصغيين لها وفي قمة الاستمتاع بل انّ من يراهم يظنّ أن فيروز بجلال قدرها تغني لهم بأعذب الكلمات وأشجى الألحان، وقفت غزل ببعض من الفظاظة وزفرت ببعض الملل ومشت من أمامهم ببعض الكبرياء تتمتم شيئا عن ابريق من الشاي
تابعها كرم بعينيه المتعطشتين لها دائما دونما ارتواء قبل أن يلاحظ من جديد نظرات ماريا الحائرة الباحثة عن قليل من ادراك فقد أصبح لها واضحا أنه لغزله عاشق عتيد... عاشق محروم!
بعد قليل من الوقت عادت غزل ومعها أكواب الشاي الحمراء المزينة بوريقات من النعناع الأخضر يتبعها عمر بصينية مرصوصة بأطباق من الكيك الشهي وبعد أن انتهت من توزيعهم على الجالسين سألتهم ان كان أحدهم يحتاج الى المزيد من السكر وبعد أن أضافت القليل منه ليوسف اقتربت من كرم بحركة أرادت بها أن تكون مكرا أنثويا لا تفهم حتى بأبجدياته
ترقبت دقات قلبه تهاديها نحوه بتشوق لذيذ بينما يلاحظ بعضا من الزهري الخجول الذي لم يكن منذ قليل يغمز له مصبوغا على شفتيها النديتين متواطئا يخبره أنّ صاحبيته قد استيقظت فيها الأنثى بعد سبات طويل...
لم يحاول أن يخفي أبدا لهفته في النظرات بينما يسمعها تهمس له بخجل ان كان يحتاج المزيد من السكرتناول منها "السكرية" بيد وأمسك معصمها بالأخرى ليشدها ويحشرها بجانبه على ذات الكنية ويتجرأ أكثر محميا من الجمهرة حولهم بينما يقول: أنت والسكر مع بعض مصيبة... خافي علي من السكري ( ليكمل لها همسا لم يصل لسواها) هاد وأنا يا دوووب بشوف... يا ويل قلبي لما تحني علي وترفعي عني الحمية الاجبارية اللي فارضتيها عليّ!
ومن غيمة الاحراج الهادرة بدماءها والتي كانت تطنّ بأذنيها لم تدر أي عفريت من عفاريته قد تلبسها لتهمس له لاهثة بجرأة لم تكن لها يوما: لأ حرام بخاف على صحتك!
وما ان تظقتها حتى ندمت خاصة وهي تسمع غصته بريقه التي لم يقدر على ابتلاعها حتى سعل مرة واثنتين قبل أن ينظر لها بعيون قد احمرت وتوهجت بينما يهمس لها بصوت قد نضح برجولته الشقية: لا لا لاتخافي علي بعجبك... ديبك أنا... واذا على صحتي مستعد أتحمّى عن كل اشي بالدنيا.. غيرك أنت!
كادت عروق جسدها كلها تتفجر من شدة تدفق دماءها وصفعة من الوعي أيقظت عمق ادراكها فتركتها تغرق في بحور من الخجل حاولت انتشال نفسها منها بمحاولة مفارقة المقعد فشدد من قبضته على ذراعها وأطلق أسر عينيها بداع من الشفقة وادّعى اندماجه مع الحاضرين متناسيا قالب الزبدة الذي كان يسيح بين نيران قبضته
كانت ماريا تتحدث عن انطباعاتها عن الأردن فرغم أنّها تدين ببعض من دماءها لهذه البلد الا أنّها في الواقع لم تكن تعرف عنها شيئا فأمها قد انسلخت عن أيّ مما يذكرها بعروبتها فباتت أميريكية أكثر من الأميريكيين أنفسهم ...
ومع حميمية الجلسة واهتمام المصغين وجدت ماريا نفسها تخبرهم كيف أنّ أوّل معرفة لها بالعرب كانت من شاب عربي تعرفت عليه هناك أثناء دراستها الجامعية وكيف أنّها قد كانت تعتقد أنّهما مرتبطان جديا حتى فاجأها عند تخرجه بالانفصال التام وغير المبرر عنها ما ان قرر مغادرة البلاد ويعود الى الوطن حيث أهله وخطيبته بانتظاره ليترك لها رأيا سلبيا عن كل العرب...
رغما عنها وجدت غزل نفسها تتأمل تخلجات ماريا بينما تروي قصتها ولاحظت بعضا من البلل يشوش جمال بؤبؤيها الذهبيين مشكّلة لوحة مبهرة من التراجيديا الشامخة... تفكّرت غزل بقصتها وبقلبها المرهف الحساس أطلقت لألمها سراحه ليصل الى ما يلوح من وجع الأخرى فيطبطب عليه بتعاطف أنثى شعرت سابقا بالخذلان... تعرف معنى أن تترك وحيدا مع أوجاعك وخيبة أملك ليتخلى عنك من لم تظن أبدا
وفي غمرة ذلك التعاطف شاهدت غزل كيف حانت من ماريا الفتاتة امتنان ناحية كرم لم تكن لتلاحظها لولا أنّها كانت في تلك اللحظة تراقب تعقبات المشاعر على وجهها... التفاتة لم ترد ماريا أن يلحظها أحد، كان مجملها واضحا بينما تتابع بصوت دافئ: في تلك الفترة بالذات تعرفت على كرم وكم كان رجلا نبيلا في وقوفه معي ومساعدتي على تجاوز تلك الأزمة... في الحقيقة أنا أحسد غزل بشدة فكرم شخص بعتمد عليه جدا بالأزمات وقادر على احتواء ألم الآخرين بكل مرونة!

خناجر... خناجر مسمومة هي ما تنحر نحرها وتحزه حزا بغير احتراف.... مؤلم... مؤلم هو جدا الاحساس بالغدر وطعم الخيبة شديد المرار... أغيرها كان أجدى باحتواءه لألمه؟ كم يا ترى قدّم من دعم وتفهم ليحظى بنظرة الامتنان الفائضة تلك؟!! أتركها هنا منبوذة تعاني من الوجع أقساه ومن المهانة أدناها تتجرع كأس النبذ والاحتقار بلذة الاستحقاق المرة بينما هو هناك يحتوي آلام غيرها مهدهدا خيبتها مقدما لها كتفا لكم احتاجته وحضنا هي أولى به وان ليس كزوجة ولكن على الأقل كابنة عم!!!
ودون شعور ارتجف كلّها وتراقص كأس الشاي في يدها للتتساقط بعض قطراته على حضنها يلسعها دون أن تشعر فنيران صدرها أقوى وأشد وطأة... شعر بها وسمعت منه "انتبهي" بأذن غير مصغية وقلب رافض ادّعاءه الاهتمام... اهتمام أجوف وفي غير موعده فقد تأخر عليها أربعة من السنين... اشمئزاز ذاتي انتاب روحها فانتزعت معصمها بقوة من قبضته القوية فوجعها كان أقوى ومع حركتها تلك انسكب الكثير من الشاي على صدرها ضاربا بوعيها من شدة حرقته لتشهق وتقوم بينما تصرخ دون وعي منها "اتركني"!
ما ان شهقت حتى شهق قلبه فزعا على من أصبحت له من الروح أغلى، لحق بها غير مبال بأمرها له بأن يتركها... وأكثر... بكم بدى مهتزا سهل التأذي متضعضع الحصون في تلك اللحظة أمام كلّ الجالسين
لم يكن خافيا على ماريا طوال الوقت أنّ كرم استغل وجودها خير استغلال للتقرب من زوجته واصلاح أي ما كان بينهم وكأنه يوصل لها رسالة واضحة المضمون... لا امرأة تنازعها مكانها في قلبه وفي حياته... وهي فعلا احترمت تلك الحقيقة وعلى قدر ما استطاعت حاولت أن تموضع علاقتها به وتقولبها في قالب الصداقة الخالصة أمامها رغم حقيقة كون ذلك مؤلما... ليس أنها تحب كرم فعلا لكن ذلك كان جارحا بطريقة أو بأخرى لأنوثتها المعطوبة وهي كانت أكثر حزنا كونها قد خسرته فعلا كصديق
.................................................. .................................................. .................
تراكضت أمامه نحو شقتهم في الطابق الثاني تسبقها شهقات الالم المكلومة التي منعت عنها أصوات خطواته المتعلقة بها بخيط لا مرئي من عنيف المشاعر... دخلت الشقة كما صاعقة واتجهت بخطواتها مباشرة نحو الحمام لتلمحه قبل أن تصفق الباب بلحظة... لحظة أذابت كل الثلوج ونفخت بحقدها على الرماد ولم يبق أمامه الا الجمر... جمر متوهج متزايد باضطراد مع نفخاتها من الغضب غير المفهوم له والذي ما ان اغلقت بوجهه باب الحمام حتى فرقع فيه بقوة بلسعات صوتها المذبوح: ليش جاي وراي شو بدك مني... خليك مع صاحبيتك غرقان بالذكريات الحلوة لأعمالك البطولية اللي كلها حنان وشهامة
غير قادر على الاستماع لها بتركيز فيما أنفاسه المتعالية تقطع على صوتها الاصطفاف في جنبات عقله.. أخذ نفسا عميقا واحدا مقررا كفايته بعده من المزيد ليختنق فيها فلا يسمح لها بمزيد من التشويش على فهمه...
أصغى السمع فوصله صوت حفيف ملابسها التي من الواضح انّها تخلعها لترى عمق الحرق.. يا الله... ومن بين لجة الفزع اقترب من الباب أكثر ملامسا اياه مناشدا من خلفه: غزل حبيبتي افتحي الباب خليني أشوف حرقك
ان كان قد لاح لها أحد عفاريته من بعيد منذ قليل في الأسفل فقد تلبستها عفاريته كلها فتفتق عنها ثوب البرود واللامبالاة الذي ضاق عليها لكثرة ما تزايدت فيها شحوم خيبات الأمل ودمامل الألم...
شهقت وعدة ضربات من الماء البارد تلسع ما اكتوى من نحرها بالشاي المغلي مبرّدة من حمّه قليلا عاجزة عن التغلغل في نيران صدرها، فلم تجد لها بدّا من لسانها تحاول أن تخمد فيه بعضا مما فيها لتقول بينما نهرا من الدموع يخذلها ساكبا بعضا من المرارة على صفحة وجهها وبفعل ساحر يزرع بعضا منه في جوف ذلك الرابض بقلب متخبط خلف الباب: منافق!!
جلدته تلك الكلمة في قلب الضمير بكل عنف مرددة صداها في أعمق أعماق الروح ليعيدها في تكرار أبله مرة اخرى: منافق؟!!!!
استمرت غزل في سكب الماء البارد على صدرها الذي كان يتزايد احمرارا بينما يتزايد تدفق دموعها فيما تقول: آه منافق وستين منافق كمان... من وقت اللي اجيت وانت بتسم بدني بكلامك اللي متل السم... لأ... ليش من وقت اللي اجيت... قول من أربع سنين... لما حسستني انو أنا أوسخ انسانة بالوجود وأكتر البنات انحطاط.... حاسبتني على اشي ما... الي.. اي ذنب فيه
كانت ترمي بسكاكينها التي تقذفها واحدة تلو الاخرى تاركة بطانة الروح فيها تنزف من كثرة الجروح... جروح بغرز هشة ما اندملت يوما مهما عبثا ادّعت ذلك لتكتشف الآن شدة خطر ما تعانيه من التهابات متقيحة... كلّ سكينة كانت تقطع في نصالها الروح فتتركها تشهق من شدة الوجع... وجعا تعبر فوقه دموعها شديدة الملوحة فتزيد من ألمه لكن ربما وربما فقط تطهره قبل أن يندمل هذه المرة بحق!
لكنها كانت غافلة في تلك اللحظات أنّ خناجرها المسمومة تنطلق بقوة الصاروخ فتنغرس مباشرة بقلب محدثها لتزيد على جروحه جروحا غائرة تزيد من تشوهات قلبه والروح... وصله صوتها من بين تلك الملحمة الدائرة في جنبات صدره بينما تكمل: قرفت مني... قرفت مني واتهمتني بالحقارة والوضاعة ونسيت حالك... لمتني على اشي صار غصب عني وما شفت حالك ماشي بطريق الرذيلة والوضاعة باختيارك... اشمأزيت مني وما قرفت من وحدة جسمها مش اكتر من لحمة رخيصة نهشها قبلك مية كلب وانت بكل سرور استمتعت بالضايل منها واللي فعليا فاحت ريحته من كتر ما انكشف للدبان... وطبعا هاي مجرد وحدة بصف طويل عريض من المحترمات المصونات المبجلات... مزبوط كرم ... مزبووو.. وووط
أكملت كلمتها الاخيرة فيما تنهار مكانها بشبه شلل فكري وجسدي... شعر بانهيارها فتلبسته حالة من الجنون منعت بعضا من الغصات التي اختنقت في جوفه أن تتسلل عبر عينينه فاضحة اياه بشكل علني مذل لكبرياءه... خبط الباب بقوة فيما بنادي عليها بجنون المشاعر: غزل افتحي الباب... حبيبتي افتحي الباب... والله انت معك حق بكل كلمة بتحكيها... أنا كلب وستين كلب... بس افتحي الباب خليني أفهمك... خليني أطمن عليك وعلى حرقك
تزايد شهقاتها حتى باتت عاجزة عن احتواءها فوصلت حدا من الاختناق جعل كلماتها هذرمات لا معنى لها لولا أنّه أصغى لها في قلبه قبل الأذنين: روح... روحلها احتويها واحتوي ألمها... حرااام مسكينة حبيبها بعد ما شبع منها وقرف قرر يرجع بلده يوخد وحدة أنضف منه ومنها بمية مرة...

ازداد اختناقها حتى بات التنفس عليها عويصا ولو رآها لفقد عقله مدركا مدى سوء حالها ولكنها رغم هذا وذاك أكملت: رحت تحتوي الي بتسوى واللي ما بتسوي عامللي حالك دون جوان عصرك وما في زيك بالدنيا لا بالحنان ولا التفهم وتركتني... أنا... هون... رميتني زي الزبالة... تركتني امووو... ووووت لحالي وأنا... أنا... كنت محتاجيتك... ما بدددد...يييي غيييرك...
ارتمى كرم بظهره على الباب متلقيا لسعات صوتها على ظهر خياتنه وغدره بقلب نازف دما أسود... عضّ على كلا قبضتيه بغلّ وقهر شديدين بينما يخبط برأسه بقوة الباب ممنيا النفس على فجّه واسالة دماءه علّ موته يخفف عنها بعضا من نار قهرها الحارقة
سمع من مكانه تزايد شهقات القهر والحرمان الذي فاض كيله في جنبات روحها... قهرا يصعب على عقل بشري فهم كيف احتواه جسدها الضعيف طوال أربعة سنوات كاملة... التف مرة أخرى على الباب مناشدا اياها الرأفة بحالها فحاله ما عاد يعنيه: غزل... غزل... أنا... افتحي الباب... حبيبتي أنت... ارحميني... لأ... لا ترحميني... ارحمي حالك وافتحي الباب...
ليفقد عقله فجأة متخيلا حالها خلف ذلك الباب اللعين ليصرخ بملء فيه: غزل اذا ما بتفتحي الباب هسة راح أكسره... واحد.. تنين.. تلات
وبخبطة حمّلها كل ما يحتويه من خوف وألم وعذاب كسر قفل الباب مترددا صدى ارتداده على الحائط بقوة هزت أرجاء البناية كلها دون أن تهزّ في تلك المنهارة شعرة... القلب سبق العينان والجسد... خفقاته صمّت الأذنين... رآها منكمشة في زاوية الحمام تعانق جسدها تخفف من انتفاضاته التي باتت مؤلمة كما صعقات كهربائية تضربها بقوة تفوق قوة جسدها الصغير بمراحل...

راقب احمرار وجهها الذي بات غير قادر على استيعاب قوة تدفق الدماء من العروق الضاربة فيه والتي برز غلبها من بشرة وجهه الشفافة... انحنى نحوها ملاحظا شدة زرقة شفتيها المغلقة بشدة مانعة ابتلاع الأكسجين ومروره عبر رأتيها، وكي يتزايد فزع قلبه... خيط رفيع أحمر اللون تهادى أمامه بخيلاء شاقّا طريقه من أنفها راسما على ذقنها ورقبتها طريقه بوضوح...

انتهى الفصل يا امورات
شكرا لكل من حضر وقراءة ممتعة
لا تنسوا اللايكات والتقييمات والتعليقات.. بتعرفوا عشان نفساويتي حرام انا!!



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:33 AM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عيون، النوم، bambolina، روايتي،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:58 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.