آخر 10 مشاركات
حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (الكاتـب : الحكم لله - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] مكيدة زواج ، للكاتبة / سلمى محمد "مصرية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          حرمتني النوم يا جمان/بقلمي * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : esra-soso - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الوصية ـ ربيكا ونترز ـ 452 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree90Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-14, 09:07 PM   #1051

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
Elk ~ الفصل الثاني عشر ~


مساؤكم عامر بالسعادة والحبّ ..







~ الفصل الثاني عشر ~






أقتطف اليوم زهورا من بستان شاعرة دمشق { غادة السمان }







ما قبل البداية ..~



{ مازن _ أما زلتِ تحبينني ؟

سما _ لو كان حبي حنجرة لعمّ القارات نشيد الفرح لشيللر كما لحنّه بيتهوفن
ولتنهدت رئة الليل خلسةً علي أرصفة الفوضي الباهره .

مازن _ ما الذي شّدكِ إليَّ ؟

سما _ أحببتُ ازدواج شخصيتك ..
لعلّي أحببتكَ لأنك الغموض
لأنني لا أعرف من أنت
أعرف من ليس أنت!
أحببتك لأنك الركض المستمر خلف شارات الإستفهام المشعة
لأنك الزلزال لا التثاؤب
لأنك رجل لا يُحصي
لأن الثلج لا يستطيع أن ينسي آثار خطاك حتي بعد ذوبانه
لأنك حقول تستعصي الحصاد
لقد حلّق بي حبك ذات يوم و أصبت بدوار المرتفعات

مازن _ هل تحقدين عليَّ؟

سما _ ها هي أيامنا تنمو وتزدهر بعد الفراق ، وتتبدي مفاتنها عبر ثياب الذكريات
حبي لك لؤلؤه تقرّ بأنها كانت حبة رمل ، قبل أن تغزل حولها ضياءك القمري
قبل حبك / الطعنه ،كان حرفي حبة رمل في صدفة منسيه قرب قاع البحر
النسيان خيانة عظمى!

مازن _ ألا تكرهينني ؟

سما _ ارتكبت الحياة والحرف ولم أعاقر الكراهية لكنني أتقنت فن اللامبالاة.
ثمة لحظات أركل فيها الكره الأرضيه بقدمي ككره قدم ولا أبالي
أراقبها تتدحرج علي السلالم المظلمة لتدخل في مرمي الفتور .
أقوم بدور حارس المرمي وأنا أتثائب!

مازن _ لماذا هجرتني ؟

سما _ لأنني أحببتَك كما أنت بكل نجومك وثقوبك
و أحببَت أنت َ ما سأكون عليه بعد أن تُدخِل تعديلات علي تضاريسي الروحية
وتُدخلني في قوالب مزاجك
لقد أحببت فيَّ إمرأة أخرى تريد أن تصنعها من " موادي الأولية" وعناصري
لقد زرعت مخبريك في شبكتي العصبيه ، ووضعت عدّادا علي دقات قلبي
وصرت تحصي عليَّ أصواتي و أمواتي ومصابيح روحي وتذكاراتي . }





دقّة أولى ..~




{ مجاناً أحبك

ولست أنتظر أن تسرق من تزاحم يومك وقتاً
لتبحث فيه عن كلمات لإرضائى
كثيرة كلمات الغزل حولي
ومع هذا صمتك يغنيني عنها جميعاً
حضورك الغريب لثوان
يشبع روحي العطشى إلى واحات الدفء
كنت ممتلئة بك
راضية مكتفية بك
ولكن زمننا كان مثقوبا
يهرب منه رمل الفرح بسرعة ! }







حينما توهمهم الحياة بالسعادة، فإنّها تخبئ لهم الكثير من المفاجآت، أغلبها تكون قاتلة دون موت. أحياء لكن قلوبهم دُفنت في قبر كتب عليه " ماضٍ سُحِق ". أرواح جديدة إحتلّت أجسادهم، طعنة القريب قاسية ولتبعاتها روح جامحة، روح تعلن عصيانها على كلّ جميل كانته يوما .. تلك هي الروح حينما تُجرح، تذبل كثيرا وأبدا لا تعود.


تساعد زوجها الجلوس على الأريكة، تضع بعض الوسائد وراء ظهره وتتثبّت من لفّ الغطاء حول ركبتيه لتسأله بإبتسامة " سالم حبيبي هل أنتَ مرتاح هكذا ؟ " يومئ برأسه، بعد أن أصبحت وسيلته الوحيدة للتعبير عن ما في داخله وإن كان الكثير ممن يتراكم يوما بعد يوما ليكوّن جبالا في قلبه، لن يتمكّن الزمن من محوها، يصعب أن تصفه تلك الهزّة الخفيفة من الرأس. أتكفي هزّة لتقول لـ ابنته أنتِ نجمة ستظلّ تلمع دوما وأنا أثق في برائتكِ التي شوّهتها أيادٍ ملوّثة. أتكفي هزّة لتطبطب على ظهرها وهو يسمعها تشكي له مصابها من حقد صديقة وغدر زوج، ظنّا منها أنّه غافٍ. أتكفي هزّة لتنهر زوجته التي تبكي ذلاّ، كان الأصحّ أن يكون فخرا، ابنتكِ لم تخطئ وإن هاجمتها ألسنة لا تصمت، هناكَ من ينصفها وإن طال الأمد. أتكفي الهزّة لتقول أنا فخور بـ ابنتي، بماستي، فافتخري بها يا أمّ سما. سما لم تتخلّى يوما عن سماء طهرها ولا سماء عفّتها. كم كنّا على صواب في تسميتها سما. هل رأيت السماء تنزل أو تقع ؟ كذلك ابنتكِ لم ولن تنزل ولم ولن تقع فامسحي دموع الوهن والذلّ، أرجوكِ.

تسأله وهي تراه هائما فيها، تحاول البحث عن عبارات لا تجرحه " سالم أنا أفهم عليكَ حبيبي، أنتَ تسأل عن سما أليس كذلكَ ؟ خرجت للتسوّق وستعود خلال لحظات " تلتفت إلى الباب حينما وصلها صوت الجرس لتردف " هاهي أتت ". بخطوات سريعة تتّجه نحو الباب وهي تلفّ وشاحها إحتراسا لأيّ زائر متوقّع، بإبتسامة ذابلة تفتحه لتخرج شهقة فرح صغيرة وهي تراها تقف شامخة غير سامحة للسنين بتعويج ظهرها " سارة، كيف حالكِ عزيزتي " تضمّها بقوّة تبحث في حضنها عن أخت تشكي لها همّها، وإحتياجها للمواساة. " حبيبتي أنا بخير ماذا عنكِ وكيف هي حال السيّد سالم ؟ وابنتي سما ؟ "
تسمعها تخرج بعض شهقات حاولت كتمها إلاّ أنّ الألم أكبر منها، تضمّها أكثر إليها تواسيها صمتا. تبتعد عن ضيفتها وهي تمسح دموعها الخفيّة لتغتصب إبتسامة وبكلمات تهليل مرحبّة تقول " تفضّلي سارة أنرتنا، لكم إشتقت إليكِ " إشتياق السند والعون يصاحبها رغم رؤيتها لها منذ أسبوع حينما زارتهم في المستشفى. تساعدها على خلع معطفها لتتّجه به نحو الخزانة تعلّقه، تستدير إليها لتردف " تفضّلي " بتمتمة إسم الله تبتدأ لتدخل صالة المعيشة بخطواتها الخفيفة وقامتها الشامخة، رغم تجاعيد وجهها الصارمة، إلاّ أنّ ملامحها دائما ما كانت مريحة. نقيّة سريرة وكلّ سريرة تنعكس على الوجه. تتقدّم حيث يقبع ذاك الجسد الذي أنهكته خطايا غيره، وسنين عمره. بإبتسامة تقترب إليه لتحيّيه ببشاشة " سيّد سالم مساؤكَ منعش، أوه إنّني أراكَ غدوت بصحّة جيّدة، يومان وأراكَ تمشي إن شاء الله " يرسل إليها إبتسامة تعطّل إرتسامتها، شفتيه اللتين تعانيان عجزا جعل منهما متيبّستين ليهزّ معهما رأسه ويقول على لسانها حينما عرفت مقصده " الحمد الله.. الحمد الله ".

تغلق باب الغرفة بعد أن تسلّلتا إليها حينما رأتاه قد غفى لتخلو لها الأجواء بإخراج ما ينغّص قلبها وقد فقدت من إعتادت مشاركته مكنوناته. ترفع عينيها إليها ما إن أحسّت بيدها تمسك بيديها المتكورتين في حجرها لتقول لها " لا تشغلي بالكِ كثيرا حبيبتي آمنة، سيعود كما كان وسيملأ البيت بحركاته وصوته .. ربّكِ كريم " هذه المرّة تترك العنان لدموعها للتساقط بهدوء على وجنتيها، ترفع يدها تحاول عبثا مسحها، لا ترغب أن تظهر فكلّما سقطت واحدة سقط معها بعض من صرامتها الواهيّة. لا يجب أن تضعف من أجلهما، كليهما يحتاجها فرغم تمثيل ابنتها للقوّة والصلابة ورغم سعيها للتكفّل بكلّ أمور البيت والأدوية والعلاج إلاّ أنّها تبكي على غفلة مستيقظة منها، فكلّما دخلت عليها فجأة وجدتها تمثّل الإبتسام وتمسح دموعها لتقول " أوه قليل من التراب دخل لعيني، جعلني أنزل بعض الدموع ".
تخرج صوتها هامسة بكلمات تؤذيها وتعلم أنّها ستؤذي مستقبلتها، لكن البوح هو ما تبحث عنه واللوم بالكلمات يخفّف ولو قليلا من الحمل " مازن لم أكن أتصوّره بهذا الجحود، كنّا سنفقده بسببه وكنت سأفقد ابنتي بسببه أنا لن أسامحه، وكّلت أمري إلى الله سبحانه .. " تشعر بقلبها يعتصر، رغم خطأه الذي لا يغتفر، يظلّ ابنها بكرها وإن لم تحمله في بطنها، غصّة تبتلعها صامتة، إبتلعت معها كلّ كلمات المواساة لتظلّ تنظر إليها دون إخراج حرف. كيف ستنطق لتواسي وهي تراها تحمل كثيرا من الشكاوى ضدّه إلى القاضي الأعلى، إلى من لا ينام ولا يغمض له جفن، إلى من يقول أنا العدل والعدالة لابدّ لها من طريق. ترغب أن تتوسّلها مسامحته وأن تدعوا له بالفرح والهداية، لكن ..!
تسمعها تضيف " سارة لقد قتل روحها بتهمته تلك، قتل روحنا جميعا. سارة أنا لم أكن موافقة على إرتباطها به لولا الحبّ الذي ترعرعت عليه، حينما عادت بها سنان يومها كنت أظنّه خلاف بسيط ووجومها ذاك كان لشدّة تعلّقها بزوجها. ظننا أنا وسالم أنّها ربّما أخطأت معه ونهرها، تعلمين أنّ سما لن تتحمّل غضب مازن " تصمت قليلا تتثبّت من إنصات ضيفتها لتواصل حين رأتها تهزّ رأسها موافقة على كلامها " لذلك حينما قرّر التحدّث معه بعد أن إنتظرناه طويلا أن يزورنا ويفسّر لنا الأمر لم أتوقّع أن يكون جحوده هكذا. تصوّري يا سارة يتّهمها ..."

تصمت حينما شعرتا بدخول أحدهم لترتفع العيون إليها، بإبتسامة فقدت بريقها منذ زمن تقترب منها لتقف الأخرى وتحيّيها بفرح " ابنتي سما كيف حالكِ حبيبتي ؟ " ترتمي في حضنها بهدوء يختلف عن ما إعتادت عليه كلّما إلتقتها في سنين مضت. تبتعد عنها لتجيبها " أنا بخير الحمد الله، ماذا عنكِ خالتي ؟ وكيف حال العمّ أنور ؟ " تخرج بعضا من حروف تتبعها تنهيدة بين كلّ حرف وآخر تحكي قصّة قلق يتآكلها.
صمت أطبق على ثلاثتهم، تجلس على كرسيّ قريب تنظر شاردة إلى الفراغ، عقلها يحكي الكثير وحساباتها تعدّ مصاريف العلاج وفواتير المشفى ومصروف بقيّة الشهر و...،تضع يدها على بطنها لتخرج تنهيدة صامتة، في حين تنظر والدتها إلى مزهريّة وضعت بدلال على الطاولة، زهورها ذابلة، تسأل صاحبتها لما تركتها تذبل وأنا التي كنت تدللينني كلّ يوم فتقطفين من حديقتكِ أجملها وتزيّنيني بها، فينتشر عبيرها بين أرجاء الغرفة. فما الذي جعلكِ تتخلّين عنّي ؟
في حين ظلّت ثالثتهم تنظر إلى تجاعيد يديها، سارحة فيها تبحث عن كلمات قد تواسي الجالستين بجانبها دون أن تلوم ولدها، رغم عقلها الذي يعاتب فعلته الشنعاء بحقّهما.



~~~







دقّة ثانية ..~




{ أحاول أن أتقن

علم التاريخ كي لا يعيد نفسه معنا بقصص الحب القديمة الخاسرة.
أحاول أن... وأفشل دائماً ... }







يقف غير بعيد من باب الإستقبال .. يملأ العبوس وجهه .. لا يصدّق أنّه هنا ينتظرها .. بعد إتصال والدته صباحا تخبره أن يستقبل إبنة خالته أو الزوجة المرشحة من قبل أمّه ( لافندر )، القادمة من فلوريدا لتمضي بصحبته بضع الأسابيع، وهو في حالة صدمة.

لا يعلم متى ستتوقّف والدته عن التدخّل في حياته وتحديد مصيره، كلّما إتّصل بها تنهي إتّصالها بتهديدها المعتاد " إن لم تتزوّج ممن إخترتها، انسى أنّ لكَ أمّا " لتصمت بعدها مدّعيّة أنّها بصدد إغلاق الهاتف، تنتظره أن يتكلّم ويوافق على ما تقوله. في كلّ مرّة كان يهمّ بإغلاقه بعد تهديدها ذاك، ليعود ويترجّاها " أمي أرجوكِ، أنا ولافندر لا نتّفق، اعطي لـ سنان فرصة، تعرّفي عليها، متأكّد أنّكِ ستحبّينها " وككلّ مكالمة تتلعثم قليلا وهي تقول " حسنا حسنا سأرى، انتبه لنفسكَ. وتغذّى جيّدا وارتدي ملابس ثقيلة فلقد سمعت أنّ موجة برد ستهجم على لندن خلال اليومين القادمين .... " تواصل توصياتها المعتادة لتنهي مكالمتها بـ " طراد بنيّ ما أفعله ناتج عن حبّي لكَ، لا تعتقد يوما أنّني لا أحبّك أولا أهتمّ بكَ ". يخرج تنهيدة عميقة، ليبتعد بأفكاره عن والدته وتستقرّ عليها. " سنان " يشعر بيد تعتصر قلبه وهو يتذكّر معاملتها الباردة معه في أغلب لقائتهم في المشفى، كلّما اقترب منها، زادت عنه بعدا. يشعر بالإرهاق، أعمال والده تنتظره ومرض الرجل الذي يحترمه كثيرا وواجبه نحوه يجعله يتواجد أغلب المساءات ليبيت في المشفى وهاهي المتيّم بها تذيقه من آلامها الكثير. ثمّ تأتي والدته بعاصفة جديدة، كأنّ بالمصائب الآخرى لا تكفي.. يزفر تذمّرا .. " هذا ما ينقصني .. لافندر .. وجنونها .. أخرج من عاصفة لأدخل أخرى ..".

ينظر إلى ساعته، مضت ساعة منذ وصول الطائرة وقد غادر أغلب القادمين مع ذويهم .. يستغرب عدم ظهورها .. يتمتم " أتمنى أنّها قد ألغت فكرة القدوم .."
يستدير مغادرا بعد أن أعجبته فكرة إلغائها لسفرتها .. يصعد سيّارته عائدا إلى بيته في حيّ نايتسبريدج، وكثير من الراحة مرسومة على وجهه.





~~~




دقّة حبّ ..~



{ ما أحلى الكلمات التي لانقولها ..

عندما نحس أن الحرف عاجز عن إستيعاب إنفعالاتنا. }







بقامته الرشيقة يتقدّم نحو المبنى الصغير، ليصعد السلالم بخفّة. بإبتسامة يحيّي موظّف الأمن الذي تعرّف عليه ما إن لمحه يدخل الباب الرئيسيّ، ليتّجه نحو مكتبها. يصله صوتها وصوت آخر يسمعه لأوّل مرّة، يشعر بببعض الإرتباك فما كان عليه المرور إليها دون موعد. لكن باله ظلّ مشغولا منذ تلك الليلة التي أوصلها فيها صحبة والدتها إلى منزلهم. تتّسع إبتسامته أكثر وهو يعيد أحداث تلك الليلة، يتذكّر كيف تفقّدا جميع أرجاء المشفى، يركض وراءها لاهثا. وكلّما توقّفت واساها بكلماته " ديانا والدتكِ لن تضيع فاهدئي أرجوكِ " يتذكّر كيف نظرت إليه في إحدى مواساته تلك لتقول بحزن كبير " أمّي مصابة بالزهايمر في مرحلة متقدّمة وقد أفقدها إن لم أجدها، أتعلم ماذا تعني الزهايمر؟ " تصمت لتحني رأسها قليلا تنظر إلى أرضيّة المشفى المزيّنة ببعض الورود الحمراء لتردف بهمس " أنا قد أفقدها " لا يعلم حينها كيف أتته الجرأة ليتقدّم نحوها يضمّها إلى صدره ويمسح بيده على شعرها، فتلتصق به أكثر تبحث عن الأمان، كم شعر بحاجتها لذاك الأمان، كانت كمن تاه في صحراء قاحلة ليجد طوق نجاته فيتشبّث به بكلّ جوارحه. أحسّ حينها بشعور يجهل ماهيته أو كيف يصفه، شعور رافقه طيلة الأيّام المنصرمة، جعله يبتسم ونشوة فرح تتراقص بين ثنايا صدره لترتفع روحه عاليا، غبطة وبهجة. وما زاد من ضخامة ذاك الشعور رغم تأنيب الضمير الذي صاحبه ما إن ابتعدت عن صدره لتعود إلى ركضها تبحث عن والدتها، يتبعها وهو يلوم نفسه على إستغلال ضعفها وحاجتها للأمان ليعيش أحاسيسه بكلّ أنانيّة دون أن يحترم حاجتها تلك، معانقتها له وهي تقفز فرحا ما إن وجدت والدتها في إحدى الممرّات تهيم تائهة بينها. رغم كونه عناقا صغيرا، عفويّا لم يتجاوز الثواني لكنّه كان كالزلزال له، جعل دقّات قلبه تتوقّف وأفكاره تجمح إلى أماكن بعيدة في عقله لم يصل لها يوما.


يدقّ دقّات خفيفة على باب المكتب يعلن بها عن نفسه، لترتفعا أربعة عيون إليه. يبتسم إبتسامة صغيرة وهو يراها تضع فنجان قهوتها وقطعة البسكويت التي كانت تهمّ بإبتلاعها لتنظر إليه بإستغراب، في حين بقيت الأخرى ممسكة بفنجانها وعيونها المتّسعة تدقّق بكلّ شبر فيه. يقول قاطعا الصمت المربك " مساء الخير ". تبتعد عن كرسيّها لتقف متّجهة نحوه وإبتسامة عريضة تزيّن ثغرها، ترفع نظارتها لتقرّبها إلى أنفها أكثر وبلهجتها السريعة تقول وهي تمدّ يدها إليه " مساء الخير عماد، كيف حالك ؟ " تتّسع إبتسامته أكثر فرحا بـ إسمه وهو يخرج من بين شفتيها بعفويّة، سعيد أنّها تتخلّى عن الرسميّة بينهما. يشعر بروحه ترفرف وقلبه يتراقص على أنغام صوتها وهي تناديه " عماد، عماد، ها .. أنتَ .. هل تفقد تركيزك دائما وتنظر ببلاهة لمن أمامكَ " يستفيق من شروده ليبتسم بإرتباك زاد من شكوكها ببلاهته، ويضع يده في يدها الممدودة منذ وقت غير قصير ليجيبها بمرح " يمكن أن تضاف لصفاتي التي عددتها سابقا " تخرج همهمة صغيرة لم يسمعها غيرها " كنت متأكّدة من ذلك، فجمعيتنا لا تجذب غير غريبي الأطوار " ترفع صوتها لتردف بإبتسامة مغتصبة " تفضّل اجلس، هل ترغب بفنجان قهوة ؟ " بعد التوبيخ الرقيق الذي تلقته من السيّدة ليزا حول أصول الضيافة في آخر زيارة له هنا، أرادت أن تحاول أن تكون لبقة معه هذه المرّة وتطلب له فنجان قهوة. يومها تساءلت ماالذي يجعل السيّدة ليزا توبّخها، إهتمامها الزائد به جعلها تسرح بأفكارها بعيدا ( ربّما معجبة به، رغم فارق العمر بينهما لكن يقولون الحبّ أعمى .. أيعقل أنّه معجب بها أيضا ؟ ) تتذكّر جيدا إبتسامته المغرية إلى السيّدة ليزا، لتؤكّد لنفسها صحّة أفكارها ( نعم ديانا لقد إكتشفت سرّهما ).

تتمعّن في ملامحه وهو يجلس بهدوء على كرسيّ مقابل لها، تسمعه يقول " جميل لون الكراسي الجديدة، هل إشتريتموها مؤخّرا ؟ " هذه المرّة تتخلّى زميلتها عن صمتها لتغادر كرسيّها وتتقدّم بدلال بفستانها الأسود الأنيق وتقول بصوتها الرقيق " ديانا ألن تعرفيني على ضيفنا " تمدّ يدها إليه، لتكمل " أنا ناز زميلة ديانا في المكتب " يضع يده في يدها ليهزّ رأسه ويخرج تمتمات ترحيب.

تراهما يتحدّثان بحماس حول أعمال الجمعيّة الأخيرة، تغادر مكانها لتدور حول مكتبها، تجلس على كرسيّها وتبدأ جولة التمعّن في تقاسيم وجهه الجذّابة. حواجبه تنعقدان مع كلّ كلمة تخرج من فاه زميلتها تخبره فيها عن نسبة الأطفال المشرّدين في العالم، أنفه صغير يقف بشموخ، عيونه سماويّة ملفتة، ترى كيف تشعّ إبتسامته لتضفي نورا جميلا على ملامحه وهو يتحدّث عن خبرته القليلة بالأعمال الخيريّة. تتّسع عيناها، حتى تكاد أن تخرج مقلتيها من مكانهما وهي تلمح ناز ترمي بشعرها عليه وهي تتظاهر بإرائه إحدى كاتالوجات معرضهم في نيوكاسل، للتتمادى أكثر وهي تقرّب وجهها نحوه. "ما هذا ؟ " تقف لتضرب بيديها على المكتب وتخرج تلك الكلمات بصراخ جعلهما ينظران إليها دهشة من تصرّفها ذاك.


رنين هاتف أنقذها من تبرير صرختها التي أخرجتها منذ قليل، بإبتسامة يعتذر ليبتعد مجيبا على هاتفه. تنظران إليه وهو يغادر المكتب إلى الرواق حيث يمكنه التحدّث مع مهاتفه. تبتعد عن مكتبها وشرارات عينيها تزداد إلتماعا لتقترب من صديقتها التي ما إن خرجت فريستها حتى توجّهت بسرعة نحو حقيبتها، تُخرج أدوات الزينة لتبدأ بوضع بعض حمرة الخدود ومرطّب الشّفاه ومن ثمّ ترتيب شعرها وفي الآخر رشّة عطر ثقيلة. تزمّ شفتيها وهي تقترب أكثر لتهمس بصوت خفيف " ناز ماهذه السخفات التي تقومين بها " دون أن ترفع عينيها عن مرآتها تجيبها " عن أيّ سخفات تتحدّثين ديانا ؟ " تضع يديها على خصرها لتخرج صرحة إستنكار " لا تعرفين !! ما تفعلينه الآن، وما فعلته منذ قليل " تكمل حينما لمحت نظرة الإستغراب من صديقتها ورفعة حاجبها " تسعين لإصطياد عماد؟ " " ديانا هل تريدينه لكِ؟ " هذه المرّة إنتقلت الدهشة إليها لتلجم لسانها، ثمّ يتحرّر فجأة فتخرج صرخة أخرى أكثر حدّة " أنا أريد ذاك !! " تشير بيدها نحو الباب حيث خرج منه ضيفها منذ قليل، تصاب بالغيظ، لتبتلعه ممثلّة اللامبالاة وهي تسمع صديقتها تقول " إذا مادمت لا تريدينه نا أريده ". تشعر بالغضب، رغم يقينها التامّ بمحاولات ناز المستمرّة في إصطياد العرسان، لم تعترض يوما عليها أو تغضب حتّى، كانت تكتفي دوما ببعض العتاب اللذي لا يتجاوز كلمات مختصرة. فما بالها اليوم تشعر بالغضب ورغبة برمي صديقتها بعيدا أو الخروج به من هنا ؟ لما تهتمّ له ؟ لما تخاف عليه من ناز ؟ تسأل نفسها حائرة وهي ترى صديقتها ترتّب شعرها وتضمّ شفتيها.


غير بعيد عنهما، يقف متّكئا على الحائط، يضع يده اليسرى في جيب بنطاله الجينز والأخرى يمسك بها هاتفه " نعم لديه مراجعة في المستشفى يوم الثلاثاء القادم، أنا اليوم لم أمرّهم، لكنّ جواد اتّصل بي وأخبرني أنّه زارهم للإطمئنان عليه وقد تكفّل بأخذه للمراجعة، لا عليكَ طراد ستأخذه أنتَ في مرّة قادمة، نحن نتناوب ثلاثتنا فكلّ منّا لديه أعمال ومشاغل. ممم " ينصت إليه قليلا، ليبعد الهاتف عن أذنه حينما وصلته بعض من صرختها " ذاك !! "، فضوله جعله يقترب قليلا إلى الباب دون أن يطلّ عليهما، ليبتعد بسرعة وهو يلوم نفسه على تصرّفاته الغير لبقة ليعود إلى هاتفه فيصله صوت طراد وهو يناديه " هاي عماد هل تسمعني ؟ عماد هل لازلت على الخطّ؟ ".




~~~




دقّة أنثى مختلفة ..~




{ هي الموجة تأكل الموجة

والحب السجين يأكل ذاته. }








ترتدي بنطالا رمادي أنيق .. مع بلوزة بيضاء .. وفوقها معطف أسود .. تضع قبّعة حمراء صارخة فوق رأسها .. يختبئ تحتها شعر أسود كالليل .. بعض الخصلات المتمرّدة تتطاير مع نسمات الهواء .. كل ما ترتديه يحمل علامات " ماركات" عالميّة .. وجه صغير تتوسّطه عينان كبيرتان مرسومتان بكحل عربيّ أكسبهما جمالا صاخب.. تضع أحمر شفاه صارخ .. تحمل غمّازة على خدها اليسار.. تظهر كلّما أفرجت شفتاها عن ضحكة أو زمّتهما إستياءا .. ملفتة وجذابة .. تعلم أنّها محطّ أنظار العديد .. غير مبالية .. تمشي بشموخ .. تجرّ حقيبتها التي بدت ثقيلة .. تتوقّف فجأة لتنظر إليها .. " أظنّني سأرميك .. ماذا وضعت أمّي فيك لتكوني بهذا الثقل .. أوف" تنفخ متذمّرة لتكمل مسيرها نحو موقف سيارات الأجرة .. تستقلّ واحدة .. لتتجه نحو شارع نايتسبريدج.



تعطي سائق السيارة أجرته لتنزل .. تلتفت إليه قبل أن يغادر .. لتسأله .. " سيدي هل أنت متأكد أنّه هو العنوان الذي أعطيتك إيّاه ..؟ " بإبتسامة واسعة .. ونظرات إعجاب تكاد تلتهمها، يجيبها .." نعم سيدتي هو العنوان الصحيح .. " تهزّ كتفيها .. لتغادر نحو المدخل بعد شكرها له .. تضع يدها على الجرس .. تعاود الكرّة .. تقترب من الباب لتلصق أذنيها فيه، علّها تستمع لأصوات في الداخل إن وُجِدت .. هدوء يلفّ المكان .. تقرر الجلوس على عتبة الباب .. هامسة .. " سأنتظره هنا .. " تصمت لتلتفت بعينيها نحو حقيبتها التي رمتها بإهمال بجوارها لتردف بإستياء .. " لولا تلك الحقيبة الحمقاء لذهبت إلى شارع إكسفورد للتسوّق .. "
لا تعلم كم مرّ من الوقت وهي تتجوّل في الحديقة تارة .. وتجلس لتتفقّد هاتفها تارة أخرى .. أو تراقب المارة .. تتملّل بين هذا وذاك .. حتّى سمعت صوت سيّارة تتوقف .. تهزّ عينيها إلى القادم .. تتثبّت من هيأته .. ثمّ تقفز إله لتتعلّق في عنقه .. " أوه طراد إشتقت إليك.. رائع أن أراك ثانية بعد هذه السنين .. " تتوقف فجأة لترجع برأسها إلى الوراء .. تظلم عينيها .. تظهر غمّازتها .. لتقول بعتب .. " أيها الغليظ لما لم تستقبلني في المطار .. " يبتسم بسخرية ليجيبها .. " كنت هناك .. لم أرك .. ما عاد سحرك ملفت لافندر .. فلو كان كذلك لما مررت دون أن أنتبه إليك .. " تلكزه على كتفه بكفّها .. " غليظ .. ليس الأمر كذلك .. لقد خرجت من باب الموظفين .. " بإبتسامة واسعة تكمل .. " أردت الهروب من نظارات الإعجاب في عيون المستقبلين .. لكنني نسيت أنّك ستأتي لإستقبالي .. " ينظر إليها نظرات يملأها الشكّ .. ليقول .. " وتلومينني على عدم مجيئي .. يا إلهي لازلت بنصف عقل .. هيّا يداك باردتان فلندخل .. " يضع المفتاح في الباب .. يحمل حقيبتها .. يفسح لها المجال لتمرّ .. وهي تتجاوز العتبة تسأله .. " لكنني لن أعيش هنا .. فهمت من خالتي أنّك إستأجرت لي شقّة صغيرة .. " يجيبها بعد أن وضع حقيبتها .. يشير بيده أن تعطيه معطفها وقبّعتها ليعلّقهما .. " نعم اليوم صباحا إستأجرت لكِ شقّة قريبة من هنا .. في نفس الشارع .. هكذا يمكنني الإطمئنان عليك .. رغم أنّ هذا يعتبر مستحيلا.. فأنت والمشاكل توأم.. سنتناول بعض القهوة والبسكويت ثمّ آخذك إلى شقّتك،.. اجلسي كفاك تمعّنا في الصورة .. " تنظر إليه بتمعّن ثمّ تعود بعينيها إلى الصورة .. لتطلق بعدها ضحكة عالية .. " أهذا أنت في سنّ صغيرة .. أوه كنت مخيفا .. ههههه بشعرك ذاك .. مثل أطفال العصابات .. " تقترب حيث يجلس .. لترمي بنفسها على الأريكة .. " اخبرني كيف حالك ؟ منذ تركتنا منذ سنتين .. ماذا جرى جديدا ..؟ "
تراه يقف .. ترفع إحدى حاجبيها تسأله " إلى أين ..؟ " " سأجهّز بعض القهوة .. " يبتعد إلى المطبوخ المفتوح على الصالون .. ليرفع صوته قليلا .. " كما المعتاد .. لا جديد يذكر .. " تقف هي الأخرى لتتجه إليه .. تحبّ الحركة .. تكره الخمول أو الإستكان في مكان واحد .. " ماذا عنها ؟ هل تصالحتما ؟ " يرفع أحد الفنجانين إليها .. تأخذه منه شاكرة إيّاه بإيماءة رأس .. ليجيبها .. " لا.. للأسف .. لازالت تكابر .. " ترتشف بعض القهوة الساخنة .. ثمّ تبتسم له .. " أتذكر طراد حينما زرتنا لأوّل مرّة منذ سنتيتن .. كنت أظنّك معقدا وشخصا كئيبا .. كانت لديّ فكرة خاطئة عن شباب الوطن .. " ضحك بصوت عال ..ليقول بعدها بنبرة سخريّة.. " إستقبلتني يومها بشراسة وتعالٍ.. كنت أظنّك مصابة بمرض الجنون .. كنت أشعر بالشفقة نحوك .." تنظر إليه بإزدراء .. لتغتصب إبتسامة هازئة .. " إيه .. مسكين .. أنا من كنت أظنّك مريضا .. ومعقّدا .. وتخاف النساء .. ولا تحترم المرأة وتنظر إليها نظرة نقص .. مثل أغلب الشباب عندكم .. " تصمت قليلا لتكمل بلهجة تحمل حنانا كبيرا .. " كنت أحسّ بوحدة قاسية بما أنّني الابنة الوحيدة .. لكنّك شاركتني أشياءا جميلة .. " تفرج شفتاها عن إبتسامة كبيرة لتردف " تسرّبنا ليلا دون علم والدي المتشدّد للذهاب إلى السينما لنشاهد فيلمي المفضّل .. تخييمنا في البراري التي لولا مرافقتك ما كان ليسمح لي والدي .. معك حققت أغلب أحلامي .. ذكريات جميلة .. ممتنة لك طراد .. لا تعلم كم إشتقت لك .. " يمسك بيدها مبتسما.. يضغط عليها بخفّة .. ليضيف .. " وأنا أيضا إشتقت إليكِ لافندر .. " تشعّ عينيها فجأة ببريق غامض .. تبتسم إبتسامة واسعة لتسأله بخبث .. " متى سنتزوّج ؟ "





~~~




دقّة صامتة ..~




{ لحظات الوداع ،،

لحظات شبيهة الصدق ،،
كثيفة الفضول بالغة التوتر ،،
تختزل فيها التفاصيل التافهة وتتعامل مع الجواهر ،،
تتألق البصيرة وتتوهج الروح،،
محاولة أختطاف آخر زهرة على شجرة الحب ،
في الوداع نحن لا نودع حقاً إننا نزداد إلتصاقاً بالمحبوب،
كأن الفراق أكذوبة أخترعناها لإنعاش حاسة الحب }






يدفع بالنقود لسائق الأجرة، يغلق الباب مبتسما ثمّ بخطواته الواسعة يتّجه نحو مدخل صغير. منذ يومين وهو يؤجّل زيارته هذه، أحيانا يحثّه عقله على المجيء فورا وأحيانا يُطالبه التريّث وبين هذا وذاك كانت أفكاره لا تهدأ. بضغطة صغيرة على الجرس، يأخذ شهيقا كبيرا ومن ثمّ زفيرا علّه يُهدِّئ قليلا من أنفاسه المضطربة. تفرج شفتاه عن إحدى إبتساماته الواسعة وهو يلمح الذي يمسك بطرف الباب طالا برأسه، يرتدي بنطالا رياضيا أسود وقميصا قطنيّا أبيض، حافي القدمين، يعود بعينيه إلى وجهه بعد أن أنهى جولته في ملابسه، ليتمعّن في لحيته غير المرتبة ممّا جعلت من ملامحه أكثر قسوة، بلهجته المرحة يحيّيه " مساء الخير مازن، مررت على عملكَ فأخبروني أنّكَ بإجازة فقرّرت أن أزوركَ في منزلكَ رغم أنّني كنت أشكّ في وجودكَ في هذا الوقت، الساعة الآن الرابعة عصرا، تصوّرتكَ ذهبت ربّما لزيارة أحد ما " إرتباكه يجعله يثرثر دون أن يعي ما يقوله، يتقدّم حينما أشار له الآخر بالدخول، يسمعه يقول " كيف حالكَ جواد ؟ " ينزع معطفه ليعلّقه في الخزانة، ليتبع مضيفه الذي لم يهتمّ بأصول الضيافة فيقترح عليه مساعدته في تعليق المعطف أو ينتظره حتّى يرافقه إلى صالة المعيشة. يراه وقد جلس فوق إحدى الأرائكِ، يتوقّف ليتمعّن في أرجاء الغرفة التي جعلت منها الفوضى العارمة شبيهة بمستودع قديم، ثياب متّسخة مرميّة بإهمال على طاولة الأكل، أطباق كثيرة متراكمة فوق الطاولة الصغيرة، بجوارها بعض كرتونات " الديليفري " للـ بيتزا والسندويتشات الجاهزة، مكنسة كهربائيّة خيوطها ملتوية تعيق كلّ من أراد المرور بين المطبخ وصالة المعيشة، يمسك أنفه وهو يقترب، لا يحتمل رائحة السجائر التي عبق دخانها بين جدران الصالة، يرفع عينيه إلى مطفئة السجائر ليملأ وجهه العبوس وهو يراها ممتلئة بل تكاد تختنق من كميّة بقايا السجائر التي تحويها. يخرج تنهيدة صغيرة ليقترب نحو أريكة مقابلة ويجلس عليها بهدوء، ثمّ ينظر مباشرة إلى عينيه ليستهلّ حديثه " مازن أتذكر جميلكَ معي في سنتي الثانية هنا ؟ " بإبتسامة ساخرة تكاد لا ترى يهزّ رأسه يستفهمه بصمت عن مقصده ليردف الآخر " عندما توفّي والدي وإضطررت للسفر إلى العراق لحضور العزاء، حينها لم أكن أملك ثمن بطاقة الطائرة، وقتها كنت في آخر الشهر ومصاريف المنحة لا تصرف إلاّ في الخامس من كلّ شهر، يومها إشتريتها لي دون أن أسألكَ إيّاها وأوصلتني إلى المطار من غير طلب منّي. أتعرف ماالذي جعلك تفعل ذلك ؟ " يصمت، يراه يمسك إحدى الوسائد ليقوّصها بين عضلات يديه الصلبة وعيونه تراقب بإهتمام تحرّك شفتي ضيفه، يكمل الآخر بلهجة تحمل الكثير من الإمتنان " ما جعلكَ تفعل ذلك هي الأخوّة والصداقة التي تكنّها لي، منذ تعرّفت على عماد وأنت تعاملني كأخ صغير لكَ، في الأعياد كنتُ أوّل مستدعٍ، في مشاكلي كنتَ أوّل من يفزع لي، لذلك " يعود إلى صمته مرّة أخرى، أفكاره متداخلة تجعله يفقد بعضا من إتّزانه، يبحث عن كلمات مناسبة، يقول بعد صمت طال وقد رآه لا يحرّك ساكنا " أنا الآن سأتحدّث معكَ حديث صديق لصديقه وأخ لأخيه، فهل تستمع لي برحابة صدر ؟ " يرمي بالوسادة التي أفرج عليها أخيرا لتنتفخ بهدوء وتعود إلى حجمها الطبيعيّ بعد أن أتعبها ضغط من يدي ماسكها، يزمّ شفتيه ليقول ببرود " جواد أنا أعتبركَ كما ذكرت، أخا لي، تفضّل " " ولن تغضب ؟" يرمي بسؤاله ذاك دون أن يفكّر في عواقبه ليضيف بعد أن إسمعه يُخرج (لا) جامدة " مازن أنتَ أحمق وأنانيّ ولا تقدّر كبيرا ولا صغيرا وأشكّ أن تملك عقلا يفكّر " يصمت، يراقب ردّة فعله، يرى عينيه وقد إتّسعتا وهو يسمع شتماته له، ليتقدّم نحو حافة الأريكة ويتخلّى عن جلسته المريحة وقد حرّكت تلك الكلمات بعضا من جموده، يضيف بعد أن تأكّد من أنّ لكمة لن تأتيه على غفلة " تعلم أنّني صريح جدا وفاشل في تنميق الكلام بل أفضّل المواجهة، لن أهتمّ إن غضبت منّي أو حتّى أكلتني ضربات على وجهي لكن تحتاج لأن تستيقظ من سباتكِ الذي طال. آسف مازن لكنّك بحماقتكَ هذه تؤذي نفسكَ والمحيطين بكَ، لم يكن تصرّفكَ حكيما ولا لائقا مع العمّ سالم ولو لا أقدار الله لكنّا خسرناه، اخبرني حينها هل ستنام مرتاحا ؟ " يكتّف يديه ليسأله بنبرة باردة " من أخبركَ بالأمر ؟ عماد ؟ " دون إلتفاف وبصراحة إعتادها يجيبه " عماد اخبرني على تهوّركَ مع سما، لكن الباقي إستنتجته بنفسي " يقف حينما رآه وقد وقف مبتعدا إلى النافذة ليوليه ظهره ويحثّه على المواصلة " هل تراني أحمق حقا ؟ لو كنت مكاني ماذا تفعل جواد ؟ " يقترب إليه لينظر أيضا إلى النافذة المطلّة على الحديقة الخلفيّة، يجيبه بهدوء " لن أؤذي من أحبّوني بصدق " " ومن خانوكَ ؟ " " سأتحرّى الأمر قبل أن أطلق أحكاما جائرة " يلتفت أليه ليقول بثقة عمياء، بلهجة من يملك الدليل " ليست أحكاما جائرة بل هي حقيقة مجرّدة " يلتفت الأخر مبتعدا عن النافذة ليقف مواجها للواقف أمامه، عيونهما تحدّقان إلى بعضهما، يقول بكثير من العتب " مازن أمقتنع بما فعلته ؟ اخبرني هل سترفع قضيّة إنفصال عن سما ؟ أحسبت حسابا لألسنة الناس " يقاطعه مبرّرا " لن أهتمّ لها هي من جنت على نفسها " يهزّ رأسه أسفا ليجيبه " ألسن الناس ستطالكَ أكثر منها، الكلّ سيربط إنفصالكَ عنها بما نشرته طليقتكِ الإنجليزيّة من أكاذيب حولكَ وستؤكّدُ لهم تلك الأكاذيب بإنفصال جديد وخاصّة أن لا وجود لأطفال بينكما " شاده ينظر إليه، كمن تلقى صفعة غير متوقّعة، عيونه تنظر إليه تائهة، عقله يعيد كلّ كلمة خرجت من شفتي محاوره .. صمت طويل أطبق عليهما ..







~~~




دقّة ساكنة ..~





{ معكَ إلتقيت الشمس ..صافحت الضحك .. راقصت البراءة

و قدمت أوراق اعتمادي إلى الشروق ..
و اكتشفت كم همسك الأزرق جميل عند الفجر .. }







ينظر إليها مصدوما .. للحظات فقط .. ثمّ سرعان ما تتحوّل الدهشة إلى سخريّة .. ليجيبها .. " أخبروك إذا بالمشروع الذي يخططان له .."

تستدير لتضع كأسها فوق الطاولة .. وتجلس على كرسيّ .. " هههه .. نعم .. لما أرسلوا بي إلى هنا حسب رأيك .. أظنّهما ستصابان بإحباط حينما يفشل مشروعهما .. حسنا عن نفسي مستمتعة بإجازتي في لندن دون رقيب .. هههه لا تتصوّر كيف إستطاعت أمي إقناع أبي بسفري وحيدة .. أوه ممتع سأتسوّق دون كلل وسأفعل أشياء مُنِعت عن فعلها في فلوريدا .. " يجلس هو الأخر على كرسيّ مقابل .. ليرفع إصبعه ويخرج حرفين صارمين .. " لا ..لا .. " يكمل بجديّة مصطنعة .. " عزيزتي أنتِ هنا تحت مسؤوليتي .. أرغب أن أعيدكِ سالمة إلى خالتي وإلاّ سأتعرّض لعقاب شديد .. ثمّ سعيد أنّك لا تفكرين بالإرتباط بي بجدّية .. لا تعلمين كم أشعر بالراحة الآن .." تبتسم له .. " طراد تعلم أنّني مخبأ أسرارك .. أعرف بحبّك الكبير لسنان .. ألم تحدّثني عنها طيلة فترة إقامتكَ في فلوريدا حينما كنت تبحث عن ثائر... " تصمت قليلا وقد عرفت من تغيّر ملامح وجهه أنّها دخلت إلى منطقة محرّمة .. تضيف محاولة تغيير الجوّ الذي تكهرب من كلامها الأخير .. " أنا أدعو لك دوما بأن تُسعد معها .. أحبرني لما ترفض العودة إليكَ ؟ " تغشى عينيه ضبابة أخرى .. يجيبها بهدوء .. " لا أعلم لما .. رغم يقيني بمشاعرها تجاهي .. ربّما الكبرياء العنيد هو الذي يمنعها .." تصمت قليلا تفكّر لتلمع عينيها .. تضيف بحماسة .. " اتركها عليّ .. الأنثى تعرف كيف تتعامل مع الأنثى .. " " كيف ؟ ماذا ستفعلين ؟ " تنظر إليه لحظات تفكّر .. ثمّ تقول بثقة .. " ستعود إليك .. سترى .. ثق بي .. هيّا ستأخذني إلى المحلات .. إنّه أسبوع الموضة "
( هذا ما كان ينقصني .. مجنونة تسوّق ..) يهزّ كتفيه دون أن ينبس بحرف .. تقترب منه لتمسك يده وبطريقة طفوليّة تجذبه ليقف .. تلحّ عليه ببعض كلمات .. " هيّا .. طراد لا تكن سمجا .. إنّه أسبوع الموضة واليوم هو آخر يوم .. إذن يجب عليّ أن أستغلّه جيدا .. لقد أعددت القائمة وأنا في فلوريدا .. هيّا " تدفع أكثر .. لكن صغر جسمها لم يساعدها على تحريكه .. فما بالك برفعه .. يرفع حاجبا .. مستغلاّ الوضع ليسألها .. " كيف ستقنعين سنان بالعودة إليّ ؟ " تتكئ على الطاولة لتجيبه بملل.. " اللباس من أهمّ الطرق التي ستجعل سنان تعود إليك .. هيّا سنشتري لها هديّة .." لا يكاد يقف موافقا .. حتّى يجدها أمام الباب تمسك معطفها وقبّعتها .. وتشير له بمعطفه ..






~~~



دقّة كبرياء .. أنثى تتحدى أنثى ..~




{
لقد تدفق الزمن كالنهر

وضيعت طريق العودة إليك
ولكنني ..
مازلت أحبك بصدق..
ومازلت أرفضك بصدق .. }






" سنان أنظري إلى ذاك الفستان .. واو رائع .." تشيح بعينيها إلى حيث أشارت أختها .. فستان بلون أسود ملكي .. يحمل بعض الخطوط الذهبيّة على مستوى الخصر .. طويل .. بحمالات فقط .. ومنطقة شفافة بالدنتيل ما بين الصدر والخصرجعلته يبدو جذّابا ومغريا .. و غاليا ..

تقرأ السعر مرّة أخرى .. لتنظر إلى أختها قائلة .. " سعره رائع أيضا .. إيسـ... " تصمت .. ثمّ تجري مسرعة لتمسك بها قبل أن تدخل المحلّ .. تشدّ على يدها .. لتوقفها .." إيساف هل جننتِ .. أستشترينه بهذا السعر ؟ ثمّ أنتِ قلت أنّك تحتاجين معطفا لا فستانا .. يكفي تبذيرا للنقود .. " تتأفّف متمتمة .. " لا أستطيع إمساك نفسي .. والنقود رافد أعطاني إيّاها لأشتري ما أرغب .. " تشدّ بيدها أكثر مخافة أن تفلت منها وتعود لتحقيق جنونها، تقول لها " إيساف لا نملك كثيرا من الوقت، علينا المرور إلى بيت عمّي سالم، تعلمين أنّني اليوم لم أجد الوقت لمروره وقد أتيت بي غصبا من عملي .. وأنا صدقا متعبة " تجيبها وهي تجول بعينيها بين أروقة المحلاّت " لكن لم أجد من يرافقني للتسوّق، تدرين أنّ رافد سيعود قريبا وأرغب أن أكون في كامل أناقتي حينما أستقبله، خاصّة بعد الولادة أشعر أنّني أصبحت عجوزا ببطني المهترئ وملابسي القديمة الواسعة وأنـ ... " تتوقّف فجأة عن الكلام .. تدقّق بعينيها في خيال غير بعيد .. صمتها المفاجئ ونظراتها المركّزة جعلت الأخرى تشيح بناظريها حيث الخيال الذي تنظر إليه أختها .. تفتح فاها مصدومة .. تفقد القدرة على الكلام .. والتنفّس .. تشعر أنّها ستختنق .. تراها تكاد تلتصق به .. تنزل بعينيها إلى يده .. يمسك يدها بدلال واضح .. تعود بعينيها إلى وجههما.. تراهما يضحكان .. تبدو السعادة عليهما .. منسجمان .. تستفيق من دهشتها على نداء أختها .. لتلتفت إليها دون أن تنبس بكلمة .. فقط بعض الدموع التي تمسكها غصبا تعلن رغبها بالسقوط .. " سنان .. أقسم أنّني سأريه كيف يكون الرجال .. مخادع .. كذّاب .." تغضب أكثر حينما تتذكّر وعده لها في المشفى يوم زارها ..( سأكون زوج أختكِ .. سترينني دائما إذا .. ) ثمّ مساعدتها له .. بإعطائه معلومات عن تحرّكات سنان اليوميّة .. وعن مشاعرها نحوه وهي كالحمقاء كانت تخبره بكلّ صغيرة وكبيرة وهو يعشق ويستمتع مع حثالة.. يتأجّج غضبها ليصل إلى مرحلة الغليان.. تمسك بيد أختها تجرّها .. لتصرخ الأخرى .. " إلى أين ؟ " تستدير إليها وعيناها تستشيطان غضبا .." سنذهب إليه .. أنتركه دون أن نسلّم عليه وعليها " ترى أختها تحرّك رأسها معربة عن عدم رغبتها في ذلك .. تضيف بصرامة غير قابلة للنقاش .. " سنان كوني قويّة .. بيّني له أنّه ما عاد يعني لكِ شيئا .. وكما يستمتع هو .. أريه أنّك تستمتعين أيضا بحياتكِ .. هيّا .. " دون كلام .. تصرّ الأخرى بلا .. أمام إصرار أختها ونار الغضب التي تأكلها .. تقدمت نحوهما بعد أن تركت الأخيرة واقفة مشدوهة .. تعاني ألامها والغدر الذي يرفض تركها .. هي لا تستطيع كتمان القهر مثلها .. يجب أن تصبّ جام غضبها على من يسبب ذاك الغضب .. تتوقف فجأة لتتنفّس بهدوء وتكلّم نفسها .." عليكِ بالهدوء إيساف .. يجب أن يكون الإنتقام فعّالا .. يعيد لسنان كرامتها " ثمّ تمشي ببطء نحوه .. وعلى شفتيها إبتسامة واسعة مصطنعة .. وبنبرة دلال .. " أوه طراد .. ياه .. ما أجمل الصدف .. " يلتفت إلى مصدر الصوت الذي ميّزه جيدا .. ليقول مبتسما .. " المدلّلة إيساف .. هل إشتريت كلّ السوق ؟ "تضحك غصبا .. لتسأل بلهجة ساخرة .. تحمل تحتها رغبة في الهجوم عل كليهما .. فتعضّ الأوّل وتمسك شعر الأخرى ..
" ههه تقريبا.. ألن تعرفني على هذه الجميلة .. "
( سخيفة .. وجميلة جدا .. يا إلهي ..لا لا سنان أختي أجمل منها .. ثمّ من نظرتها البلهاء تلك يتبيّن أنّها حمقاء لا تملك ذكاء سنان .. شعرها جميل .. لا ليس جميل بل أسود قبيح .. ياه عينيها جذاباتان .. لا عينا سنان أجمل .. سنان أجمل .. سنان أجمل ..)
تستفيق من أفكارها على صدى إسمها وهو يتكرّر .. لتنظر إله متسائلة .. " أه ..؟ "يضحك على شرودها .. ليعيد ما قاله سابقا .. " أقدّم لكِ إبنة خالتي لافندر .." لتقاطعه الأخيرة .. تشبك أصابعها في أصابع يده .. وبإبتسامة واسعة تبرز جمال أسنانها .. تقول بدلال .. " مرحبا أنا لافندر .. خطيبة طراد .. وإبنة خالته .. " " ماذااا .. ل ا لأ .. " تتلعثم .. لم تتوقّع شيئا من هذا القبيل .. حينما رأته رفقة إمرأة .. خُيّل إليها أنّها مجرد أنثى عابرة .. بسرعة تمتصّ دهشتها لترسم بسمة مشابهة إلى التي رُسِمت على وجه غريمتها لتضيف .." أوه تشرفت بكِ لافندر .. أنا إيساف صديقة لطراد .." ثمّ تستدير إليه .. دون أن تنتبه إلى الصدمة التي تعلو وجهه .. فصدمته بما سمع من إبنة خالته ليست أقلّ من صدمتها .." أترككما إذا فسنان تنتظرني .. منهمكتان في التسّوق .. فموعد زفافها قريب .. "تشيح بعينيها إلى المرأة لتكمل .. " تشرّفت بمعرفتك لافندر .. وداعا .. " تهمّ بالمغادرة حينما إستوقفها صوت حادّ يناديها .. لتستدير إليه .. رافعة حاجبها .." تتزوّج ؟ ممن ؟ " تغتصب إبتسامة أخرى لتجيبه " نعم فقد حدّد زواجها قريبا من صديق لـ مازن " يقترب إليها ليترك أصابع الآخرى، وجهه مظلم وعيونه مكفهرّة يسألها بلهجة المتأكّد من الجواب " أحمد ؟ " تكتفي بهزّ رأسها إيجابا لم تستطع نطق حرفا وهي ترى عينيه يشوبهما غضب جامح .. ووجهه محمرّ .. ويضغط على يديه بقوة .. نمر ينتظر الإنقضاض على فريسته .. " أين هي ؟ "تشير بيدها إلى حيث تقف أختها .. رأته يبتعد .. لتلحق به مسرعة .. تتبعها الأخرى ..


ضائعة في عالم بعيد عن ما يحيط بها .. لم تهتمّ لضربات المارّة ولا بصراخهم .. مكتفية بأفكارها الحزينة .. منزوية بعالمها المؤلم .. تسأل وتعيد السؤال .. ( كيف يمكنك يا طراد؟ ) تحسّ بأحد يمسكها من كتفيها .. تراه يصرخ فيها .." تتزوجين .. أجننتِ ؟ أقسم أن أقتلك قبل أن تزفّي إليه .. أنت ملكي .. " لا تعلم عمّا يتحدّث .. لكنّها تحسّ في داخلها عاصفة تنتظر الهجوم وها قد جائها بملئ إرادته .. تنفض يديه عنها بقرف .. لتجيبه صارخة هي الأخرى .. " لا تلمسني ولا تقترب منّي .. لست ملكك .. أنت ما عدت تعني لي شيئا .. هل تفهم ؟ " بعينين محمرتان غضبا .. يقترب إليها .. لم تتحرّك .. كانت تحسّ بنار القهر تغذّي قوّتها .. تجعل منها مسيطرة .. غير خائفة .. تبادله النظرات بعينين أكثر إحمرارا .. " سنان .. لا تستفزّي غضبي .. لا تجعليني أظهر أسوأ ما عندي .. أن تكوني لي أو لا تكوني لغيري .. أتفهمين ؟ " تضحك بهستيريا .. غير مبالية بنظرات المتوجّسة التي يرميها بها المارّة .." هههه .. أضحكتني .. أكرّر علّك تفهم .. أنا لست ملكك .. " يقف مواجها لها ليصرخ في وجهها ينفّس بعضا من قهره " مادمتِ إنتظرتني هذه السنين دون أن تتزوّجي فلن أسمح لكِ بالإرتباط بغيري " تخرج كلماتها الغاضبة " أنا إنتظرتك ؟ لا لم أنتظركَ .. أتظنّني أحد ممتلكاتكَ تركنها على جنب لتعود إليها متى ما أردت ..! لا طراد أنا لست إحدى أشيائكَ .. هل تفهم، أنا لست ملككَ " تستدير مبتعدة .. لتغادرهم .. يلحق بها ليمسك ساعدها بقوّة ويديرها إليه .. يترك يدها ليمسك ذقنها .. رافعا رأسها، لتلتقي عينيه بعينيها .. يقول بلهجة صارمة باردة .. تختلف عن سابقاتها .." أقسم يا سنان .. أنّك لن تكوني لغيري .. " يتركهم .. يبتعد بخطوات مستعجلة .. تلحق به الأخرى منادية إيّاه .. إلاّ أنّه يعيش غضب صاخب جعله لا ينتبه لها .. تلهث ورائه محاولة مجاراته في الركض، تعضّ بأسنانها على شفتها السفلى، لم يخيّل لها وهي تخرج كذبتها تلك أنّها ستتسبّب بكارثة..

تبحث عن شيء يسندها بعد أن فقدت كلّ قوّاها .. تحسّ بأنّها ستنهار .. تجد يدي أختها تقدمان لها العون .. تستند عليها .. لتسألها بهدوء .." لما كذبت وقلت له أنّني سأتزوّج ؟ "تصمت حائرة بماذا تجيب .. أتخبرها .. تعلم سيزيد الخبر آلامها .. وكعادتها لا تستطيع كتم أمرا في نفسها، تخرج ما يغيظها " هو عرّفني على خطيبته تلك القبيحة التي معه .. فأردت المحافظة على كرامتك .. فقلت ما قلته .." تتوقف الأخرى عن المشي لتهمس .. " خطيبته ! "ثمّ تمكل السير صامتة .. تبكي في عالمها ..


،،
،،
،،
/
إنتهى.




أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

رد مع اقتباس
قديم 13-02-14, 09:07 PM   #1052

نداء الحق

نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية نداء الحق

? العضوٌ??? » 122312
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,902
?  مُ?إني » العراق
?  نُقآطِيْ » نداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 6 والزوار 4) ‏نداء الحق, ‏daily-m-s, ‏Aisne+, ‏bambolina+, ‏أمة الله+, ‏سديم الذكريات

تسجيل حضور غاليتي


نداء الحق غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 13-02-14, 09:09 PM   #1053

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
Elk

مساء الخيرات والمسرات على عيونكم حبيباتي ^^

قراءة ماتعة ..


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 7 والزوار 5)
أمة الله, ‏rola2065, ‏نداء الحق+, ‏daily-m-s, ‏Aisne+, ‏bambolina+, ‏سديم الذكريات



أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

رد مع اقتباس
قديم 13-02-14, 09:38 PM   #1054

mimi0289
alkap ~
 
الصورة الرمزية mimi0289

? العضوٌ??? » 262108
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 422
?  مُ?إني » الشلف
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mimi0289 has a reputation beyond reputemimi0289 has a reputation beyond reputemimi0289 has a reputation beyond reputemimi0289 has a reputation beyond reputemimi0289 has a reputation beyond reputemimi0289 has a reputation beyond reputemimi0289 has a reputation beyond reputemimi0289 has a reputation beyond reputemimi0289 has a reputation beyond reputemimi0289 has a reputation beyond reputemimi0289 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضووووور.انا مشغولة حاليا
ساعود لاحقا لقراءة الفصل و التعليق عليه .تحياااااتي للجميع.


mimi0289 غير متواجد حالياً  
التوقيع
في انتظار طفلي الاول ...
رد مع اقتباس
قديم 13-02-14, 09:45 PM   #1055

Asma-

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاء وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية Asma-

? العضوٌ??? » 294445
?  التسِجيلٌ » Apr 2013
? مشَارَ?اتْي » 4,916
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Asma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond repute
?? ??? ~
قد لا يكون الوطن أرضاً .. فقد يكون قلباً .. أو قلماً .. أو أرواح قريبة منا .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الله مشاهدة المشاركة
مساء الخيرات والمسرات على عيونكم حبيباتي ^^

قراءة ماتعة ..


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 7 والزوار 5)
أمة الله, ‏rola2065, ‏نداء الحق+, ‏daily-m-s, ‏aisne+, ‏bambolina+, ‏سديم الذكريات



في الواقع ممتعة جداً بل مذهل
لا اريد ان اغفل عن تفاصيله
انا ارجع اقرأ مشاهد رائعه جداً من الفصل
ولي عوده للتعليق ،، نونتي


Asma- غير متواجد حالياً  
التوقيع


بسم الله الرحمن الرحيم
" فأن تولوا فقل حسبي الله ربي لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم"


من يتعذر انه لا يوجد وقت لقراءة القرأن
أجعل هذه العباره نصب عينيك :
ما زاحم القران شيء إلا باركه
د أحمد عيسى
رد مع اقتباس
قديم 13-02-14, 09:57 PM   #1056

نداء الحق

نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية نداء الحق

? العضوٌ??? » 122312
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,902
?  مُ?إني » العراق
?  نُقآطِيْ » نداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخيرات والمحبة والبركة على كل من سيمر ويترك بصمته بتعليق ولايك وتقييم وعلى صاحبة الدار نونو
ماحدث للعم سالم شديد الوقع على النفوس
وكله بسبب مازن
ابدعت في وصف ألم هذا الاب وكيفية ان روحه محبوسة عن التعاطي مع ماحدث ويحدث
الام وما حملته من هم الاب المريض والابنة التي عادت اليهم بقلب مذبوح وتهمة ببهتان عظيم
جواد اضحكني جدا وهو يحاول ان يستشف مزاج مازن قبل ان يكلمه
عن المصيبة التي فعلها
عماد وديانا وعلاقة الشد والجذب بينهما
ودخول عنصر مساعد على التفاعل ناز التي اشعلت اهتمام ديانا
طراد الى متى ستبقى تقول انني مفلوب على امري
اذا كنت كذلك فاعتق هذه الروح البريئة التي كان كل ذنبها انها عشقتك بيوم
وبقيت بمحراب حبك تتعبد
ليكون جزاءها هو القهر المستمر من قبلك وعائلتك
لافندر وقنبلتها الاخيرة امام ايساف التي ان فرحت احرقت الدنيا وان غضبت اشعلتها جحيما
والاخ عامل حالها مجنون سنان
لن تكوني لغيري
سأقتلك قبل ان تكوني لغيري
اذا كنت كما تقول
كن رجلا وقرر كيف تسعدها لاتشقيها


هذه الكلمات وجدتها تصف حال اغلب الابطال

“مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي..
والعشق والله ذنب لستُ أخفيه..
قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني..
كيف انقضى العيد.. وانقضت لياليه..
يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني..
كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه..
حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا..
عدنا إلى الحزن يدمينا.. ونُدميه..”
فاروق جويدة,


نداء الحق غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 13-02-14, 09:59 PM   #1057

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نداء الحق مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 6 والزوار 4) ‏نداء الحق, ‏daily-m-s, ‏aisne+, ‏bambolina+, ‏أمة الله+, ‏سديم الذكريات

تسجيل حضور غاليتي
مساؤكِ سكّر ندوشتي ^_^


أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

رد مع اقتباس
قديم 13-02-14, 10:07 PM   #1058

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mimi0289 مشاهدة المشاركة
تسجيل حضووووور.انا مشغولة حاليا
ساعود لاحقا لقراءة الفصل و التعليق عليه .تحياااااتي للجميع.
مساء الحضور الرقيق ميمي ^_^


أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

رد مع اقتباس
قديم 13-02-14, 10:08 PM   #1059

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aisne مشاهدة المشاركة
في الواقع ممتعة جداً بل مذهل
لا اريد ان اغفل عن تفاصيله
انا ارجع اقرأ مشاهد رائعه جداً من الفصل
ولي عوده للتعليق ،، نونتي
مممم صديقتي الرائعة أحبّكِ ^^


أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

رد مع اقتباس
قديم 13-02-14, 10:29 PM   #1060

رواند محمد

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 118580
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 661
?  نُقآطِيْ » رواند محمد has a reputation beyond reputeرواند محمد has a reputation beyond reputeرواند محمد has a reputation beyond reputeرواند محمد has a reputation beyond reputeرواند محمد has a reputation beyond reputeرواند محمد has a reputation beyond reputeرواند محمد has a reputation beyond reputeرواند محمد has a reputation beyond reputeرواند محمد has a reputation beyond reputeرواند محمد has a reputation beyond reputeرواند محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

هادا الروقان الي وعدتيني فيه؟ ماتهديني الفصل مابدي ههههههه. انت ايمي اليوم رفعتو ضغطي هههههه.

فرصة أجمعي لافندر بجواد. سما حامل؟. ماتقوليلي عماد سمه ديانا.

عم بكتب من التلفون انشالله برجع بعلق بكره. يعطيكي العافية


رواند محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أُحُبُّكِ, مُرْتَعِشَةْ

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.