آخر 10 مشاركات
الزهرة المحترقة (41) للكاتبة الخلاقة ::وفاء محمد ليفة (أميرة أحمد)*كاملة* (الكاتـب : وفاء محمد ليفة - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          الضياع - بقلم الكاتبة ضي الشمس *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          علمني الحب (21) للكاتبة: Susan Stephens *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          89- جرح الغزالة - آن هامبسون - ع.ق ( كتابة / كاملة) (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          429 - لعبة بين يديه - عبير دار ميوزيك (الكاتـب : samahss - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
  • 1 Post By اسطورة !
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
[/TABLE1]


التعديل الأخير تم بواسطة اسطورة ! ; 12-02-14 الساعة 11:01 PM
قديم 12-02-14, 10:43 PM   #1

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي وكان خريفاً الكاتب / جرح الامارات , فصحى مكتمله


[TABLE1="width:100%;background-color:black;border:6px double orange;"]



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم إن شاء الله دائما بخير ؟



نقدم لكم رواية جميله , فصحى وان شاء الله تنال على اعجابكم

قراءة ممتعة
اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-14, 10:47 PM   #2

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1. صباحات خريفية
أكتبُ أحرفي.. أو هي التي تكتبني..!
أبكي بصمتٍ.. بلا دموع..فقد استكثرت عليّ تلك الدموع أن أغسل بها همومي..!
أصرخُ بصمت..أتنفسُ بصمت..و أكتبُ بقلمي الذي أبى إلا أن يعبث بجرحي..كذلك
بصمت..! نعم فقد أصبحتُ من سكان مدينته..
مدينة الصمت..!!
هناك قريباً مني و فوق قبر صمتي ..أناسٌ تبكيني..تودعني بصمت..لأعلم متأخرةً
بخيبةٍ أو بخيبتين أنه من الأجدر بي أن أرحل..لأطِرْ بعيداً إليك يا
إلهي..نعم..الآن عرفت..عرفتُ أخيراً أنه يجب لروحي أن تطير إليك!!آن الأوان
بعد أن أعدت إعمار قلبي الطفولي مرة أخرى..لم أعد أرغب بمزيدٍ من هذا الهواء
الملوث بأنفاسهم..!! فلم و لن يحتمل قلبي جرحاً آخر و طعنةً أخرى و حقداً آخر
كاد أن يقضي على براءتي أو ما تبقى منها..!
لا مهلاً..لا أريد أن أموت الآن..أجلوا مسألة صعودي إلى السماء ..فهي بحاجةٍ
إلي..!
فقد حدثَ فجأةً.. أن أخذني الحنين إليها..! قبل أن أسلم الروح..دعوني
أقابلها..و أكتبني..أكتب قصتي..
قصة البراءة..!

كان هذا في 1 / 10 / ؟؟؟؟ م
و في ساعةٍ مبكرة من الشوق..
أمطارٌ خريفية تتساقط بغزارة في الخارج..
تتوقف فجأةً..أتنفس رائحة التراب بعد المطر ملئ رئتي..لقد أدمنتها مذ كنت
طفلةً..أركضُ بفرحةٍ طفولية تحت تلك الأمطار غير عابئةٍ بـ خوفِ أمي و
صراخها..!
الآن كبرت..كما كنتُ أتمنى..كبرت أمي..نعم.. وكبرنا يا أمي..!!
و لكنني أتمنى في هذه اللحظة أن أعود طفلةً بل أتمنى أن أغادر الوجود..!
أجد يدها توضع على كتفي..أتنفس رائحتها ..
أنا : لماذا أتيتِ بي إلى الوجود..لماذا جعلتني أتنفس أحقادهم..لماذا.. ؟!ما
الذي فعلته بكِ ؟! لماذا لم تلديني ميتتةً حينها؟! لماذا ..؟!
لم أجد جواباً حينها غير تينك الدمعتين لأمسحهما بيدي..و أنا آسفُ على ما
تفوهتُ به للتو..لم أكن بهذه القسوة في كل حياتي..! يا إلهي..هل أنا هي
أنا..؟!
أنا : لا تزال دموعكِ غاليةٌ علي..لا أريد أن أراها مرة أخرى..
أمي..لم تقل شيئاً سوى أنها ضمتني إلى صدرها و بدأت تجهش بالبكاء..
أنتزع سماعة هاتفي و أضعها على أذن أمي المسكينة..كان صوت فيروز ينساب
بعذوبة..
- دخيلك يا إمي مادري شو بني..تركيني لهمي زهآني الدني...
أبعدت السماعة..ذهبت..و رجعت بشيءٍ ما مع ابتسامتها الحنونْ و هي تهديني
شيئاً ما مغلفاً بعناية..اسطوانة أناشيد..كان بينها النشيدة التي ذبحتني و
جعلتني أقبل يديها منذ هذه اللحظة حتى ساعةٍ من الزمن..!

حرام علي تقسا تدري حرام و هم تجفا..
..إنته الظنا و إنته أنا ليه الجفا ما بيننا؟!
أنا أمك أنا أمك..ليتك تحس الآه
ولهانة على ضمك الله عليك الله..!
و إذا مليت مني..على هالحال خلني
و كيفك لا تجيني أويلي أويلي أويلي..
حسافة يا سنيني..
أنا اللي قد تعبت سنين..حطيتك على راسي
و أشوفك بالعسر و اللين حياتي و دنيتي وناسي
و تالي البعد عني ولا مرتاح مني
كيفك لا تجيني أويلي أويلي أويلي..
حسافة يا سنيني..

أمي..تلك الإنسانةُ الأمية..ترى..
من دلها على ذلك النشيد..؟! لماذا استحملتني كل تلك السنين..؟! كيف استحملت
إنسانةً .. معاقة.. غريبة الأطوار..، ذات مزاجٍ جدلٍ مثلي..
آهٍ يا أمي..
تراكِ لو علمتي أنهم سيجلبون لي هذه العاهة المستديمة..ماذا كنتِ ستفعلين..؟!
هل كنتِ ستتخلصين مني قبل أن أكمل شهري الرابع في بطنكِ..! لا لستِ أنا من
يفعلُ ذلك..!
يالي من بلهاء..! مالذي أهذي به..!
تأخذني فجأةً ذاكرتي بعيداً..بعيداً جداً..
في صباحٍ ضبابي آخر في تلك المدينة التي اتشحت بالضباب..لندن..و قبل عدة
سنوات..
أستمعُ و الدمع يسيل دماً بحرقةٍ على خداي إلى صوت جارة القمر بالعذوبة نفسها
كانت تشدو:
- فزعاني يا ألبي..أكبر بها الغربي و ما تعرفني بلادي..
تأتي صديقتي التي ودعتني و راحت..كلهم.. كل الأرواح الطاهرة سبقَ و أن ودعت
بلا رجعة زمناً يصيح فيه الكل..: إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب..!!
هي و قد عرفت ما دهاني..غيرُ مستغربةٍ من الدماء المتدفقة من عيناي..فقد حدث
أن رأتها سابقاً: براءة ماذا دهاكِ..؟! لا شيء يستحق البكاء..لم يبقَ إلا
القليل و نرجع إلى الوطن..
أنا: آهٍ لو تعرفين كم اشتقت له..لو كان بوسعي لـ لثمتُ كل شبرٍ من
ترابه..لقد قررت أن لا أبرحه بعد عودتي إليه..
هي :كلنا مثلكِ عزيزتي..
أنا محاولةً تغيير مسار الحديث : هل سمعت البارحة ما حل بـ الطفل محمد الدرة
و والده..؟!
هي بأسف : أولئك اليهود..مالذي فعلناه بهم..؟!
أنا و بمزيجٍ من السخرية و الألم: لن يرتاحوا حتى يفتكوا بآخر عربي..فدمائنا
الرخيصة هي شرابهم المفضل..لن أستغرب إن امتلأت أسواقهم بها و هم يعلنون عنها
ببرودة أعصاب..دماء عربية طازجة..سارعوا فالكمية محدودة..!!!
هي : لن تكون دمائنا رخيصةً قط..
أنا بثورة: و ما معنى أن يتعرض المئات للقتل دون أن ينبس حاكم عربي ببنت شفه
..ما معنى أن يتعرض عالم عربي للاغتيال لمجرد رفضه الانتساب إلى جنسياتهم..و
ما الذي يعنيه ما نحن عليه الآن..؟!لقد أصبحنا يا عزيزتي ضميراً مستتراً
للخضوع تقديره الذل و الهوان..
هي كمن يتذكر شيئاً:لماذا لم تخبري البروفيسور بنيامين عن بلدك البارحة
أنا : ذلك اللعين..و لكني قلت له أنني عربية..أنتمي للوطن العربي من المحيط
إلى الخليج..لا أعترف بتفككنا إلى ذلك العدد من الدول..و يبدو أن إجابتي
صعقته..؛فلربما فهم ما عنيته..
صديقتي اليوم تركتني لوحدي..أجر أذيال الخيبة و أتجرع سمهم الزعاف..
تبكيني أمي ليل نهار..تدعو لي في صلاتها و قيامها..أماه.. إنني حتى لا أستحق
دمعةً من دموعكِ..! أرجوكِ .. احبسي تلك الدموع..!
ققرت أن أخرج إلى السوق في هذا الصباح الجميل..لأشتري شيئاً ما لأمي..ربما
عطراً أو عقداً..!فغداً ذكرى ميلادها..! أرتديت ملابسي على عجل بمساعدةٍ من
أمي التي تعمتد أن لا أخبرها عن وجهتي..و قصدتُ أسواقهم مع سائقنا الذي هو
بمثابة عمي..قليلٌ هم من يحملون طيبته في هذا القرن..!كان من يراني لأول مرة
يظن بأنني قد خرجت من فيلمٍ سينمائي قديم..ربما يعود للستينيات من القرن
المنصرم..بملابسي هذه و نظارتي الشمسية و كرسيّ المتحرك الرمادي كما أحلامي!!
بحثت عني..أو بالأحرى عن أجزاءٍ مني..من براءة..!! و لكنني لم أجدها سوى في
أطفالٍ كانوا ينسابون بفرحةٍ طفولية..! غريبٌ أن تكتب البراءة..و الأغرب أن
تجسد بآنسةٍ مثلي..إلى الآن لم أعد أعي..أتذكر فجأةً أحداث ولادتي
الغريبة..لم يعرفوا إلى الآن كم أبلغ من العمر ولا كيف أتيت إلى هذه
الحياة..!
غريبةٌ هي أنا..أتراني حقيقةٌ أم أنني الآن في حلمٍ من أحلامي أو ربما في حلم
أحدهم..؟! هل..
طردت تلك الأفكار الـ غير منطقية من ذهني و أنا أبحث عن ما يناسب يوماً
عظيماً كهذا..يوماً ولدت فيه من تستحق بجدارة أن يطلق عليها لقب أمي..!كم
أحبكـِ يا أماه..!
و لكن ما جعلني أصدمُ حقاً..و ما جعلني أذرف دموعاً ساخنةً ..و أكاد أقفُ
أخيراً من
هول الصدمة بعد أن كنتُ أفكر بمن تستحقُ وحدها أن تنادى أمي هو..

2. ثلاثة أرواح..و عاشق
فتحت عيناي على اتساعهما..فركتهما بيداي..
لأتأكد من حقيقة ما أرى..
ها أنا ذا أمام ثلاثة أرواح أمامي و بكل حزن الدنيا تطير بنفس ذلك الصمت و
بهدوء مهيب و كأن تلك الأرواح خافت أن تزعج برفرفة أجنحتها ذلك الشاب الذي
كاد البياض أن يغزو عيناه من شدة بكائه على حبيبته..كان المنظر أقرب أن يكون
إلى لوحةٍ فنية رسمت من قبل فنانٍ محترف..بدأتُ أنا بالتقصي عنهم..
شابٌ كـ هذا بات يجسد مثالاً حياً لرائعة قارئة الفنجان..و كأنه هو من زار
تلك البصارة و كتب بحزنٍ اعتصر قلبه رائعةً كـ تلك..!! إلا أن هناكـ اختلافاً
وحيداً..
هو..لم يعشق غيرها..و لمـ يكن دون جوان عصره !!لم يحب كثيراً و لم يعشق كل
نساء الأرض..!
ها هي عيناه و قد ابيضت أخيراً..


جَلَسَت والخوفُ بعينيها
تتأمَّلُ فنجاني المقلوب
قالت:
يا ولدي.. لا تَحزَن
فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب
يا ولدي،
قد ماتَ شهيداً
من ماتَ على دينِ المحبوب
فنجانك دنيا مرعبةٌ
وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..
ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..
وتموتُ كثيراً يا ولدي
وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..
وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب

بحياتك يا ولدي امرأةٌ
عيناها، سبحانَ المعبود
فمُها مرسومٌ كالعنقود
ضحكتُها موسيقى و ورود
لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..
وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود
فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي
نائمةٌ في قصرٍ مرصود
والقصرُ كبيرٌ يا ولدي
وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود
وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..
من يدخُلُ حُجرتها مفقود..
من يطلبُ يَدَها..
من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود
من حاولَ فكَّ ضفائرها..
يا ولدي..
مفقودٌ.. مفقود

بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً
لكنّي.. لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبهُ فنجانك
لم أعرف أبداً يا ولدي..
أحزاناً تشبهُ أحزانك
مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً
في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر
وتَظلَّ وحيداً كالأصداف
وتظلَّ حزيناً كالصفصاف
مقدوركَ أن تمضي أبداً..
في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع
وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...
وترجعُ كالملكِ المخلوع..

بعد سماعه لتلكـ الأغنية لـ آلاف المرات..!
هو..شاب أصيب بالعمى أخيراً لأجلها..سهر الليالي..عشق القمر..أغرقها بـ كلمات
الحب حتى الثمالة..أصيب بـ حالةٍ عشقية غريبة من نوعها..ربما كان مرضاً
خبيثاً كـ الحب أخفُ وطأةً من حالته.. فكلمة صغيرة كـ الحب لا تعبر عن
1/سنكليون من ما يحسه..!!
"هو - كما قالت أحلام مستغنامي - رجل الوقت سهواً . حبه حالة ضوئية . في عتمة
الحواس يأتي . يُدخل الكهرباء إلى دهاليز نفسها..يشعل كل شيء في داخلها و
يمضي..
هو قال : (( أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر )) "

أما هي .. فـ كانت فتاةً لا يتعدى عمرها أصابع الأيادي الأربع..كـ تفاحةٍ
ناضجة..هاربة من شجرة..!!
لا نستطيع أن ننكر حبهما العذري إلا أنّ "هي" ذهبت إلى عالمٍ آخر..بلا
رجعة..و لن تعيدها إليه القبل كما أسطورة سنووايت..!!
أما تلكـ الأرواح الثلاثة فقدكانت لـ ثلاث أجساد بلا حياة لفتيات اختُطفن من
قبل رجل فارسي لم يعرف حقوق الجيرة..و لم يعرف معنى للـ إسلام الذي يدين
به..فلم يكن لأرواحهن إلا أن تحلق إلى بلادهن..
لم أعرف كيف أهون عليهم..وبلا شعور..
وجدتني أقترب منهم بكرسيّ المتحركـ..!!
و أنا أضع يدي على كتف ذلك الشاب الأعمى..
هو : من هناك..؟!
الأرواح : إنها فتاة..تجلس على كرسي متحرك..!!
أنا و بابتسامةٍ ودودة.. : أنا براءة..من أنتم..؟!
هو : لم أعد أستحق العيش بعدها..أفضل أن أبقى بلا هوية و بلا اسم..كما أصبح
كل عربي..بلا هوية..!!
الأرواح : وفقاً لـ إشاعة سمعناها..نكون نحن أرواحاً لفتيات فارسيات ..عفواً
إماراتيات..!!
بعد عدة دقائق من حديثي إليهمـ..
أنا : سألتقيكم في يومٍ آخر..الآن أستميحكم عذراً..فالوقت داهمني..
بعد ذلك الحوار القصير ودعتهم بود..لأبحث عن شيءٍ ما يليق بها..بـ أمي.. حتى
وجدتُ أمامي زهوراً و فراشات بلا حياة..!
و قررت أن..
و للحديث صلة..

ملاحظة..:
الأرواح =طنب الكبرى و الصغرى و أبو موسى..!!
3.جونسون..نيدو..و سيريلاك..!!
مهلاً..
لم أعقد صفقات من النوع الذي تتوقعونه لأقوم بالدعاية لتلك المنتجات..!
هي فقط تذكرني بـ براءتي و شيء من طفولتي..!
فبعد ذلك الحوار السريع مع الأرواح و " هو " .. ، و بعد أن ابتعت الزهورة و
الفراشة الصناعية ذاتها.. - ضعوا أسفل الصناعية سطراً أو سطرين.. فـ كل شيء
حولي أصبح كما تلك الأشياء..
بلا حياة..
حتى مشاعرنا أصبحت متبلدةً و معلبة في علب مقيتة..! -
و ها أنا بلا إحساس أبحث عن البراءة في من التقيتهم للتو..يبدو أنها عادة
جديدة ستلاحقني أينما ذهبت..لم يسعفني ذلك الحوار الصغير لأقرر..غير أنني لم
أستبعد أن يكون بداخلهم أطفالاً يصرخون..يلعبون.. و يعيشون على المنتجات
سالفة الذكر..!!
وجدتني بجنون طفولي أبحث عن تلك المنتجات و أدسها مع باقي الأغراض كمن يخاف
أن يكشف أمره بعد أن توجهت لإحدى الجمعيات التعاونية ..!!
بعد دقائق ..و أمام منزلنا..
هنالك _ حيث كنتُ أقف و أركض بفرحٍ طفولي قبل عقدٍ من الزمن _ أوراقٌ جافة
تساقطت على دفعات بشكلٍ "قد" يكون عشوائياً..نظرتُ بألمٍ و أنا أتذكر
استمتاعي بالمشي عليها و استماعي في نفس الوقت إلى صوت تكسرها تحت قدمي
الحافيتين..!
طردتُ تلك الذكرى و أنا أدخل بكرسي المتحرك إلى المنزل حيث أستمتع الآن و أنا
أخط لكم أسطري هذه بمذاق السيريلاك..!!
في هذه اللحظات..
وجدتني أمسك بـ الفراشة و الزهور و أحاول إلصاق الفراشة ذاتها مع إحدى
الزهرات على ورقٍ مقوى..كتبت عليه..أحبكِ..!

هديةٌ متواضعةٌ جداً كتلك قد تفي بالغرض..!
***
اليوم يصادف ذكرى ميلادها..
بشيءٍ من الشرود اقتربت من أمي و أنا أحرك عجلات هذا الكرسي..
كانت أمي تدعو الله مكتسيةً بالبياض و النور يشع من وجهها..بعد أن انتهت للتو
من صلاة القيام..xxxxب الساعة تشير إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل..لم
أشأ إزعاجها..
انتبهت أخيراً إلى وجودي..
لأقترب أكثر..قبلت رأسها..و أهديتها ما صنعته..!
أنا : كل عام و أنتِ أجمل..!!
أمي : أعلم جيداً بأن اليوم هو ذكرى مولدي يا ابنتي..، و لكننا _ نحن
المسلمون _ لا ينبغي لنا الاحتفال إلا بعيدينا..
أصبتُ بالذهول..ليس لـ كلامها..بل لأنني انتبهتُ أخيراً أنها لا تقرأ..!!!
و كأنني أهنتها بدون قصد بكتابتي لتلك الكلمة .. إلا أنها تطلعت إلى هديتي
البسيطة بطيبة شديدة لم أعهدها بأحد..و قالت :
- أنا أيضاً أحبك بنيتي..!!
رباه..
كيف استطاعت قراءتها..؟! هل قالت ما سمعته للتو..أم أن أذناي قد خدعتاني..؟!

تداركت بعفويتها المعهودة.. : لم الذهول..لقد قرأتها بقلبي..
لم أعد أعي ما يحصل حولي..إلا أنني حاولت ضمها إلى صدري..
و دموعي تبلل وجهي..!
***
استلقيت بطريقةٍ أو بأخرى على سحابتي..عفواً..سريري..!!و أنا أفكر بـ
براءة..بي..!
و بدأت بتذكر مأساتي..
و البقية تأتي..


4.وحيدة في صالة الذاكرة
ها أنا ذي كمن يشاهد فيلماً في صالةٍ يفاجئ بأنها خالية..
كم هو مرير إحساس الوحدة هذا..أن تعيش وحيداً..و تتوقع أن تموت وحيداً.. و أن
أحداً لن يتذكرك حينها سواها..
" ست الحبايب يا حبيبة..
يا أغلى من روحي و دمي..
يا حنينة و كلك طيبة..
يا رب يخليكِ يا أمي..
ست الحبايب يا حبيبة..
و يا حبيبة..يا حبيبة يا حبيبة..
و حبيبة..!!! "

وجدتني أشدو بتلك الأغنية في الفترة التي تعرض فيها الإعلانات المملة..!
لعل ذكرها ينسيني وحدتي التي لاحقتي حتى دور السينما.. (!)

و بدأ العرض..:
كانت البداية أن ودعت البطلة ـ و التي هي أنا ـ صديقتها بود ذات 5 ديسمبر في
عاصمة الضباب لتعقد الدهشة لسانها كما يقولون في الروايات البوليسية !
و تفاجئ بعصابة حائزة على جوائز مهمة في فقدان البراءة..! تتكون من قتيات "
لابسين من غير هدوم " كما يقول عادل إمام..!! و فتيان اجتاحهم مرض فقدان
الشهامة..تماماً كما روك و الشاذ سالم في قصة "بقايا حُلم" .. !!!
حاولوا اغتصاب البطلة و اغتيالها..لعلهم يحوزون على جائزة أخرى..!
إلا البطلة و التي كان الخوف يسكن كل خلية من خلايا جسمها أخذت تدعو الله كما
لم تفعل..

اقتادوها إلى مركباتهم حيث تعرضت لحادث أصيبت فيه رجليها و احتفظت بآخر و أعز
ما تملك من براءة لمحاربة الحقد الذي كاد أن يجتاحها..
و ها هي ذي تكتب لكم قصتها..قصة البراءة.. (!)

***
لم أعد أهتم بما حدث أو سـ يحدث للـ كلاب.. مع اعتذاري للكلاب التي أصبحت
مثلاً للوفاء..ذلك الوفاء الذي أصبحنا نحن البشر نفتقده في زمنٍ لا و لم و لن
أعيبه..لكي لا يعيبني هو الآخر إذا ما حدث و نطق كما يقول الشاعر.. فأولئك
الكلاب البشرية ـ أكرر اعتذاري ـ أقل أهمية من أن أشغل خلية من خلايا دماغي
الرمادية بالتفكير بمصيرهم المعروف مسبقاً ..
جهنم بإذن الله.. !
كل شي جائز ـ لن أقول في زمنٍ كهذا للسبب نفسه !! ـ فـ إذا ما نطقت البراءة و
أصبحت تكتب قصتها.. لا تستبعد و لا تتعجب و لا تستغرب أيضاً عزيزي القارئ أن
تنطق كل الأشياء المادية و حتى المعنوية من حولك و تجرمك..!
فـ التعجب و الاستغراب شيئان انقرضا منذ زمنٍ بعيد..زمنٍ انهارت فيه كل القيم
و المعاني و القضايا الجميلة..زمنٍ حدث أن اغتيل فيه الشيخ ياسين..و استشهد
على مرأى من الجميع ليودع الدنيا بابتسامة سعادة .. و معاشر المسلمين و العرب
كـ العادة .. في سباتهم العميق يرددون شعاراتهم الرنانة و خطبهم المملة و
يقيمون مؤتمراتهم بلا فائدة ترجى..
سحقاً..!

ندى تدى likes this.

اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-14, 10:50 PM   #3

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أطللت على شرفة روحي..
يبدو أن النوم جافى عيناي.. فقررت أن أقيم ليلتها صداقة مع الأرق و القمر و
النجوم و الليل .. و كذلك الأرق..!
يا قمر..يا نجوم..يا ليل..
عمتم مساءً..!!
أنت يا قمر..
لقد أفقدوك برحلتهم المزعومة الأولى إليك شاعريتك..
لوثوك وهماً بعلمهم الذي رفرف كما ظهر في الصورالملفقة!
عجباً..ياللسخرية.. (!)
علم ((يرفرف)) في الفضاء الخارجي و على سطح القمر..
لقطة تاريخية أخرى..وكذبة كبيرة أخرى..بل هي أكبر كذبة..أكاد أجزم أن معظم من
يسكنون ((الويلات)) المتحدة إنما هم أناس يتنفسون كذباً..!
أرفع قبعتي احتراماً لهذه القدرة على الكذب و التمثيل.. (!)
أتعلم يا قمر..أنني بعد أن عرفت أنك مجرد كوكب ((يسرق)) الضوء من النجوم
الأخرى..كوكب مليء بالحفر..ليس فيه أي حياة أو إحساس..
بدأتُ أعي أن لا شيء يستحق العيش في جيفةٍ كـ هذه يدعونها بالـ دنيا..!
مع ذلك لا أزال أحلم بالتحليق و القفز على أرضك في رحلةٍ إليك أختمها
بالاحتفاظ بـ ذرات من ترابك.. !
أعدك..سأحاول نسيان الحقائق العلمية سالفة الذكر..و سأنظر إليك بلهفة
العاشقين..و دهشة و براءة الاطفال..و سأتغابى محاولةً خلق شاعرية و رومانسية
اغتيلت .. و سأغض النظر عن زعمهم بامتلاكك.. فأنت لي وحدي فقط..!
***

مع بزوغ فجرٍ جديد..
قمتُ بتكاسل..محاولةً مقاومة النوم الذي باغتني..صليت الفجر على كرسيّ
المتحرك.. يالله..
ما أجمل دين اليسر هذا..
قمت بطقوسي الصباحية..التي لا تخلو من استماعي إلى سمفونية تغاريد العصافير
الباحثة عن أرزاقها..و التي أدمنها بشراهة.. حتى بتُّ أخاف فكرة أن أموت
بجرعة زائدة من استماعي لها.. !!
كانت غرفة أمي مضاءة.. إلا أنني لم أشأ إزعاجها..

بعد ما يقارب الأربع ساعات..
دقّ الباب.. ظننت أنني توهمت ذلك فلم أجب..و أخيراً توقف الصوت..
ذهبتُ أفتح الباب لأجد طبقاً من الطعام يبدو أنه لأحد جيرننا.. نظرت إلى
الأفق بحثاً عن صاحبه لأجد طفلاً في العاشرة.. إنه أحمد..
- أحمد إلى أين .. ؟
ابتسمتُ له.. و تنبه إلى صياحي .. ودعني بود مشيراً إلى أن أمه طلبت منه أن
يبعث بالطعام لنا..

تلاشى بعيداً خياله في الأفق..
لا أزال أذكر ذلك الموقف الذي آلمني .. كم هو بريءٌ هذا الـ أحمد !!

أحد أصدقاءه بمكر و خبث لم أتوقع أن يتملك قلب طفل: أين والدك ؟
أحمد و الذي ردد ما قالته له أمه : لقد ذهب إلى الهند.. سيجلب لنا دراجاتاً
هوائية..!!
طالعه صديقه و رمقه بنظرة سخرية : هكذا إذاً..!
ما لا يعرفه أحمد.. أنّ والده في السجن لسببٍ ما..لا أملك أن أقوله..
لا أحتمل أن أتحول فجأة إلى سارقة تفاصيل لأناس ربما سـ يكتشفون سرقاتي بعد
قراءتهم لقصتي هذه..
نعم..
فـ سرقة مهذبة كهذه تدعى بالكتابة ـ لا يعاقب عليها القانون ـ لا أريد أن
تلطخ براءتي.. !!

" الروائي سارق بامتياز . سارق محترم . لا يمكن لأحد أن يثبت أنه سطا على
تفاصيل حياته أو على أحلامه السرية . من هنا فضولنا أمام كتاباته ، كـ فضولنا
أمام حقائب الغرباء المفتوحة على السجاد الكهربائي للأمتعة "

كلمات جاءت في رواية عابر سرير .. لا تزال تتردد على أذني مع كل حرف أكتبه..
هل حقاً تحولت البراءة فجأةً إلى سارقة.. و بامتياز تحسد عليه .. ؟!
يالَسخرية القدر.. !!

***
5. مدرسة الحياة
أواصل السرقة..عفواً..الكتابة..!!
قررت أخيراً أن أبحث عن البراءة في مدرسةٍ ثانوية مختلطة قريبة.. لربما
أجدها.. و لكن كيف لي أن أدخل مدرسة بلا ذريعة..أنا التي لا أتقن فن
الكذب..!!
تمنيت حينها أن أمتلك طاقية الإخفاء.. !!
لماذا..؟! لـ أتلصص عيهم.. !!
ها أنا أواصل جرائمي..
اليوم سرقة..غداً تلصص.. و لا أمتلك ذلك الخيال الخصب لأخمن ما قد أفعله بعد
غدٍ..!
ها أنا أفقد ثقتي بنفسي..
سأواصل رحلتي في البحث عني..لا عليكم..
إلا أنني أجهل إلى هذه اللحظة كيف سيكون دخولي إلى هذه المدرسة..!!
***
نعم..
و جدتها وجدتها..!!
لدي ابنة أخ ـ كما سـ أدعي ..! ـ و سأتفقد المدرسة لتسجيلها فيها العام
المقبل..!!

***
تابع
5. مدرسة الحياة (ب)
ذهبتُ و الأملُ يتقدمني بأن أجدَ ذرة براءة في مدرسةٍ كـ تلك..،بعد أن
استأذنتُ أمي..
التقيت بإدارة مدرسة الحياة..و الذين عاملوني برسمية و رتابة..استأذنتهم
لأقوم بجولة في هذه المدرسة بكرسيّ المتحرك هذا..
مسافة قليلة تلك التي قطعتها حتى وصلت إلى جانب دورة المياه..استمعت إلى
أصوات و ضحكات عالية.. تنبعث من هذا المكان..و دخان سجائر ملأت المكان الذي
عبق برائحتها الكريهة..
رسوم مقززة و كلمات بذيئة..خطت على الجدران.. كدت أتقيأ و أنا أقرأها.. لم
أرد أن أرى الكثير..
فمجيئي كان بحثاً لـ براءة مفقودة.. لا لأرقب مزيداً مما يسمونه تحضراً و
عصرنه.. (!)
ابتعدتُ قليلاً..
لأرى مشهداً انطبع على جدران ذاكرتي ..
أستاذ لغة إنجليزية..مدمن لعمله..ارتعد و هو يستمع لصوت الفرقعة ذاك..
كانت أحداهن تلوك علكة انفجرت بقصدٍ منها..
ضج الفصل بالضحكات..و حاول أستاذهم أن يتغاضى..تابع الشرح..
على النقيض تماماً.. شاب متدين.. متشدد .. رفض تعلم حرف واحد من هذه اللغة..
حاول الأستاذ المتفاني استمالته للتعلم مذكراً إياه بحديث الرسول " من تعلم
لغة قومٍ أمن مكرهم / شرهم " أو كما قال صلى الله عليه و سلم ..
و لكنه ترك ورقة الامتحان الأخير بيضاء لتشدده الغبي .. متناسياً أن إسلامنا
هو دين اليسر..
غريبٌ ما يحدث في هذا الفصل.. !!
فها هو طالبٌ ضخم الجثة يخرج بلا استئذان ..
الأستاذ بلطف : إلى أين طالبي العزيز .. ؟!
الطالب بشيء من الغضب : مللت من هذه الحصة السخيفة ..
الأستاذ : أما كان عليك استئذاني على الأقل.. ؟
الطالب و بنظرات احتقار : و من تكون لأستأذنك .. ؟!
الأستاذ : عفواً .. لن أسمح لك بالخروج..
مع آخر حرف نطق به..ها هم ثلاثة طلبة.. ينقضون على الأستاذ الذي كاد أن يكون
رسولاً .. قمة الاحترام..(!)
أمطُ شفتاي أسفاً لحال هذا المعلم..مستدعيةً الأخصائي..
بعد هذا الموقف..كدتُ أن أفقد أملي بوجود براءةٍ في هذه المطاردة التي جعلتني
أحد أطرافها..إلى أن..

***
تمزق قلبي و أنا أرقب فتاةً تجمع بقايا الطعام..و تضعها في حقيبتها..
يا إلهي..مالذي دفعها إلى ذلك.. ؟!
وددتُ تتبعها..إلا أن الوقت داهمني أخيراً.. و تمنيت أن تجمعنا الأيام ..
ربما .. (!)

***
في طريق عودتي.. وددتُ أن أشتري شيئاً لآكله.. فقد تضورتُ جوعاً في مشواري
إلى مدرسة الحياة تلكـ ..
طلبت من السائق أن يتوقف بي لأشتري شيئاً من الخضار .. أو ربما الفواكه.. (!)
كان البائع قد تجاوز عقده الثامن..سألته عن سعر تفاحةٍ واحدة..
و لكنه لم يجبني.. !!
قدمها لي مجاناً..انهمرت دموعي..تذكرت كيف كنت أبحث عن البراءة..ها هي ذي
أخيراً تتجسدُ لي في رجلٍ ثمانيني ..
نظرتُ إليه بحنان أم..مع أنه يكبرني..تطلع علي باستغراب..
هو من ذلك الزمن الجميل .. زمن الأبيض و الأسود .. حيث لا يستقبلون إبريل
بكذبة لونوها بألوان قوس قزح .. ولا يجعلون للأم يوماً .. و للحبِ عيداً ..
يالله..
نسيتُ جوعي.. و قبلت التفاحة بدلاً من أكلها..عدتُ إلى المنزل.. و احتفظت بها
في صندوق ذكرياتي الجميلة.. تماماً كما وردة في كتابٍ تكادُ صفحاته أن تتساقط
كأوراق الخريف..

***
6. الصندوق الذي يعرض برامجاً و مسلسلاتٍ و أشياء أخرى.. !!
قررت أن أقضي ليلتي في مشاهدة التلفاز..
تعجبتُ في برنامج منواعات فنية بـ فتاة صغيرة تعترض لأن صورتها في ملصق
الفيلم الذي قامت ببطلوته لم تناسبها و عند سؤالها عن بعض الألفاظ الخادشة
للحياء في الفيلم و التي اعترضت عليها النقابة أجابت بعجرفة و عنصرية لا تمت
للطفولة بصلة..
- هذه الألفاظ لا يتلفظ بها الأطفال الـ " كلاس" ..فقط أطفال الملجأ هم من
يستخدمونها.. (!)
شعرت بالغثيان فتسلحتُ بـ " الريموت كونترول" لأقلب القناة..
قناة مملة سخيفة تعرض فضائحية أخرى و مهزلة أخرى من مهازل تلفاز الواقع..
مجموعة شبان و فتيات لا يشعرون بالخجل من ما يفعلونه بذريعة الغناء.. هم
الذين لا يملكون موهبة حقيقية..
لـ تجد هذا يحضن هذه .. و هذا يغني .. و الآخر يرقص و يتكسر في مشيته .. و
تلك تصرخ .. و منهم من يسجد لفتاة .. أو يسجد لمجرد نتائج تصويت في برنامج
السخافة الأول ..
كدت أن أطفأه لولا أن الـ " ريموت كونترول " لا يزال بحوزتي.. !!
قناة سخيفة أخرى فارغة إلا من الأغاني.. و من رسائل الجمهور الـ " .... " كـ
:
- حبيبي لقد حصلت أخيراً على الطلاق لا تنسى أن تتصل ..!!
- أبحث عن فتاة عربية للتعارف..
- هل هنالك شاب رومانسي ؟؟!!
بين هذه القاذورات ..
لا تزال هنالك فضائيات محترمة..
فـ بعيداً عن فضائيات الغباء كليبات و غيرها .. تجد فضائيات أخرى تحلق خارج
السرب..
كـ هذه المحطة التي تعرض لـ عمرو خالد برنامجاً يدعونا لصنع الحياة..
يبدو أنني لن أفقد الأمل أبداً في هذه الرحلة بعد مقابلتي لـ بائع الخضار
الطيب .. أو عند مشاهدتي للمحطات الهادفة سالفة الذكر..

و لا تزال الرحلة مستمرة.. !

7. شبكته العنكبوتية تصفحتني..!!
أ.تلميذةٌ فاشلة هي أنا..!!

عالم واسع مترامي الأطراف هو العالم الافتراضي هذا..
عفواً..!!
لقد نسيت أن أخبركم..عن عالمي الجديد..عن حاسوبي..و شبكته العنكبوتي..
جاءني هديةً من أمي كـ العادة بـ لا مناسبة..!! كم أحبها..
بدأتُ بمقاتلةٍ مع الفأرة المسكينة في محاولةٍ لاستكشاف ما يسمونه حاسوباً..
بعد أن قرأتُ دروساً مبسطة للمبتدئين للتعامل مع هذا الجهاز..استهوتني برامجه
و إمكاناته الفائقة..إلا أنه سـ يبقى رمزاً للغباء!
و بعد الاشتراك بشبكته العنكبوتية..
لا أنكر عشقي لرائحة الأوراق و الحبر الذي يحدد تضاريسها..اشتقت للرسائل و
لمظاريفها القديمة.. تلك الرسائل التي أصبحت إلكترونيةً رهينة للـ " إنترنت "
و علب الحاسوب..إلا أنني غدوت مشروعاً لمدمنة جهازٍ مقيت.. و شبكةٍ ضخمة..
بين موقع و آخر..
وجدتني أتنفسُ لاهثةً..في مارثون إلكتروني لا حدود له..
حتى توقفت عند منتدى للحوار..يدعى أوراق الخريف..!! وجدتني بلا شعور أقوم
بالموافقة على شروط الانتساب..
أدخلت معظم المعلومات..و لكنني لا أملك بريداً إلكترونياً..!!
أدخلتُ بيانات أخرى في موقع يوفر مجاناً خدمة البريد الإلكتروني..!! و بدأت
رحلتي مع المنتديات..
ترى..
هل سأجد البراءة هنا..؟!!

***
حسناً..
كنتُ جديدةً على هذا العالم..و لكم كانت فرحتي بموضوعي الأول الذي وضعته في
ساحةٍ غير ساحته .. لينقل بعد ذلك..!!
تعلمتُ شيئاً فشيئاً.. حتى أصبحت أُلِم بكل ما يختص بهذا المنتدى..!!كونت
مجموعة صداقات مع عدة أخوات من الوطن العربي..
في هذا العالم الحلم.. كنتُ كـ الغريبة..كـ ورقةٍ خريفية بدأت رياحٌ بالعبث
بها.. ربما لأنني أحسستُ بأنني بين مجموعة من البشر.. كونوا شخصيات جديدة غير
شخصياتهم.. و سكنوا في عالم إفتراضي.. غير عالمهم.. عالم رقمي رسموا تضاريسه
بأنفسهم..
في البداية.. تخيلتهم شخصيات كرتونية..لا إلكترونية..
فـ هذه جودي أبوت الحالمة.. و ذاك كابامارو المشاغب.. و تلك ماروكو
الصغيرة..!! و أنا الطفلة الإلكترونية التي تشاهد مسلسلاتها الكرتونية
المفضلة من خلال هذه الشبكة..و من هذا المنتدى الخريفي على وجه التحديد..‍و
الذي أصبحتُ ورقةً من أوراقه التي لن تسقط أبداً..!!

***
في إحدى الساحات..أو الأوراق الخريفية بالأحرى.. فـ في هذا المنتدى
الإلكتروني الخالي من الأحاسيس..تجد أمامك عبق الخريف و ملائكيته.. بل و
أوراقه المتناثرة هنا و هناك..مُـتَرجَمين رقمياً على شكل منتدى للحوار..!!
وجدتُ حواراً ملفقاً ببعضٍ من السخرية و كثيرٍ من التجريح..حمل عنواناً
شدني..:
براءة: لا أحمل شيئاً من البراءة..
حوى كثيراً من الكلمات التي مستني..و جرحتني..
كدت في هذه اللحظة أن أقوم بأي عمل جنوني..دموعي سالت كمطرٍ أسود.. مَن هذا
العضو الجديد الذي لا أحتمل مجرد ذكر اسمه..لماذا كل هذا الكم من التجريح..هل
خرج من تجربة أصبح على إثرها معقداً نفسياً..أم لاختبائه وراء اسم مستعار
استباح حقوقي ..كيف لي أن أرد اعتباري..هل أحزم حقائبي و أرحل من هذا العالم
الرقمي إلى الأبد..؟؟!!
سجلت خروجي و أطفأت جهازي..و أجهشت بالبكاء..
صوت حنون سمعته بقلبي قبل أذني..
- براءة..ما بكِ..؟؟!!
يا إلهي.. أمي..أمي..!!!!!
منذ أن أصبحتُ سيدةً رقمية و أنا بعيدةٌ كل البعد عنها.. ما الذي فعلته..؟؟!!
وجدتني أضمها إلي بكل ذعر الدنيا و أنا أشدو وسط حفلة دموعي :
- " و مادري شو بني..!!! "

***
فاشلةٌ هي أنا..
كـ تلميذة لم تعي إلى الآن معادلةً أو نظريةً أو ربما كان قانوناً لهذا..
لم يكن - ما أنا فاشلةٌ به - نظرية نيوتن و تفحاته.. ولا تلك التي توصل إليها
فيثاغورث و لا قاعدة أرخميدس التي وجدها..وجدها..!!!
كلا..ليس معادلةً كيميايئة يهرب الطلاب من وزنها في الامتحانات النهائية
..ولا حتى نظرية جيولوجية كـ تكتونية الألواح أو الإنجراف القاري..
إنه الكره عزيزي القارئ..(!)
نعم.. لم أكره ذلك الذي جرحني.. لم أحقد..لم أتمنَ له الموت..لم أصرخ و
أردد..:
لا يضير السحاب نباح الكلاب..!!
كل ما قلته..و أنا أشعل حاسبي.. : سامحه الله..أتمنى لقاءه بالجنة..!!!!!
صوت مجهول يصرخ بداخلي:
"سوف أهرب من هذا العالم الرقمي كـ الجبناء.. سوف لن أعود إلى ذلك المنتدى
الخريفي..و سوف.."
عندما..
***
قبل أن أسجل دخولي للمنتدى..
قررت أن أبحر في فضاء الموقع السرمدي الذي يتبع له المنتدى..أبهرني الموقع
بتصميمه..و أبهرني بل و أذهلني مضمونه..أردتُ أن أسجل إعجابي في سجل الزوار
الخريفي..!!
و أعجبتني عدة كلمات للزوار*1 :

" يا بوح الحلم .. ..
كم نحلم بقلب ينبضنا ؟؟
وكم نرجو الحروف كي تشي بنا أكثر مما تحتوينا ؟؟

وحده " الخريف " يبقى فصلاً متلهفاً على قارعة الحلم . .
وحده " الخريف " يبقى فصلاً ملائكياً لا يعبث به الوقت . .
وحده " الخريف " يعكس بهاء باقي الفصول . . "

وقعه : روح

"الغروب.. خريفاً !!
لا يبقى أكثر من هشّة انكسار لـ ورقة خريفية ساقطة
أو.. حلم..
[ مجرد حلم ]
نلبسه حال يقظتنا ..

كنت هنا - كعادتي - متأخرة
صلي عنّي يا عصفورتي الأجمل
صلّي لله... ألاّ يمضي بنا العمر كعادته
متأخراً !!


لكِ عمري.. بوده "
وقعه : jakal ghada khalid
" شيء ما ..
يجبر الاوراق ان تتساقط بالخريف

شيء ما ..
يرغم النسمات ان تتوارى خلف السحاب
وتكون صواعق مضيئة لنا
ربما تهتك اجسادنابشحناتها

الثقه
الصدق
الوفاء

والزاد يحتاج منه الكثير
وغيرهم الكثير

هو حب علينا ان نخلطه بكل تلك الاهازيج
قبل ان نفكر في ( الحب ) "

وقعه : إحساس دمعة
أولئك و تعليقاتهم التي جعلتني ألوذ بالصمت .. قالوا كثيراً عن هذا الفصل
الذي قارب على نهايته..كثيراً عجزتُ أنا عن البوح به..
فصلٌ كـ هذا يشتتني..يدوخني..و يخرسني بورقة خريفية أخرى..حملتها الرياح إلى
فمي..!!
ليتحداني معلناً..:صمتكِ هو مدينتي التي لا فصول لها إلاي..!!
طفلة و خريف..ثنائية غريبة..!!
***

لجأتُ ثانية إلى المنتدى.. لأرى ما حلّ بالموضوع لأفاجأ بـ رسالةٍ خاصة..
..يتبع
*1 تنويه : التواقيع في سجل الزوار موجودة فعلاً بأسماء أصحابها على قارعة
موقع خريفي..

كل التحايا..
7. شبكته العنكبوتية تصفحتني..!!
ب . و رسالته الخاصة قرأتني..!!
قرأتها.. و لم أكن لأرد عليها.. فقد كنت تعِبةً ساعتها.. و خلدت للنوم..
فرحي بتلك الرسالة فاق تعبي..و بتُ ليلتي أفكر بصاحبها..


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-14, 10:51 PM   #4

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

استيقظت صباحاً..
و عقدتُ مصالحةً مع السعادة..و أصبح هذا الصباح و عصافيره و فراشاته و هواءه
أصدقائي..
نعم.. بدت لي الدنيا بخير..نسيت كل ما كتبته في مقدمة هذه القصة و رميت به في
مكانٍ سحيق..البراءة لن تموت.. و سوف لن تضعوا باقاتٍ من الورود على قبر
صمتها..
سوف يظل هناك أناسٌ أسكن قلوبهم.. التي أناصفها مع أطفال يصرخون في وجه كل من
لوثوا عالمهم.ما أجمل هذه الصباحات التي وقعت فيها على اكتشافات لم أكن لـ
أأمن بها يوماً..!!
توجهتُ ثانية إلى حاسبي..لأقرأ مرةً أخرى رسالته التي قمتُ بحفظها لدي.. :
" آنستي براءة..
عمتِ مساءً..
أحبُ أن أعتذر لكِ عن ذلك الموضوع من الذي أجزم بأنه جرحك..
تم حذفه و اتخاذ الإجراءات ضد كاتبه..
نحنُ هنا كالعائلة.. من يجرح أحدنا فـ إنه أصاب كل فرد فينا بجرح عميق لن
يندمل..
همسة أخيرة.. :
هل لي بمعرفة سبب اختيارك لهذا الاسم المستعار..علماً بأنه عكس لنا روحك بهذا
المنتدى.. كنت كـ طفلة منسابة بفرحٍ طفولي أختي الكريمة..
أخوكِ الذي لطالما تابع بـ إعجاب ردودك و مواضيعك :
رجل شرقي "
كان هذا الذي يختبئ وراء اسمه المستعار.. " رجل شرقي " أحد مشرفي أوراق
الخريف..
مفرحةٌ هي رسالته..!! أخ إلكتروني جديد..و ليس صديقا إلكترونياً..و كنت لأصرخ
في وجهه بجرأة كـ ماجدة الرومي..: كن صديقي..!! إلا أنّ شرقيتنا و إسلامنا و
و كل ما أحمله من براءة منعوني عن تنفيذ ذاك العمل الـ .. جنوني..
" سيدي /رجل شرقي
شكراً لاهتمامك..أخي الإلكتروني..
لكم أفرحتني رسالتك.. !!
البراءة هو اسمي الحقيقي..!!
يا رجلاً شرقياً أحببته في الله كـ أخٍ حقيقي لي.. أخ لم ينعم الله به لي من
قبل..
هل تقبلني أختاً لك..؟ "

ابتدأت بمراسلة أخي الإلكتروني الجديد..!! لا أعلم إن كانت مراسلتي له فِعلاً
معيباً.. إلا أنني اعتبرته بصدق كـ أخي..

كان إنساناً محترماً من طراز آخر..شهماً .. مرحاً .. و أخاً حقيقياً..!!
حتى صارحني ذات شوق :

***
" آنستي الصغيرة.. / براءة..
لا أعلم كيف لي أن أبوح..
و لا أعلم كيف وصلت بيّ الجرأة إلى أن أصارحك..
و لا أعلم إن كانت هذه جرأةً أم وقاحة..
فـ عندما عاملتني كـ أخٍ إلكتروني لك.. كنت أنا أنسج أحلامي.. و أتخيلكِ لي و
لي وحدي فقط..!!

لا أعلم إن كان الله سيحاسبني على أحلامي.. و على إحساسي و حبي.. !!
أحسستُ آنستي بحبٍ جارف علمتُ بأنه سيكون مستحيل..
أحسستُ بأنني تخليت عن شرقيتي و رجولتي..و أصبحت عاشقاً يتعبد بمحراب حبكِ..
أحسستُ بمزيدٍ من الألم و أنا أعلم أن طريقي إليكِ مسدودٌ مسدود..
اعذري وقاحتي..
و لكنني أحببتكِ.. و سأظل أحبك حد الجنون..!! "

8.و كان خريفاً..
رياحٌ خريفية عصفت بي إحساساً إلكترونية..غريباً.. لم أعد أعي ما قرأته في
تلك الرسالة..

تلك الرسالة التي حملت رياحها أوراقاً خريفية تطايرت في غرفتي الطفولية..و
جعلت خصلات شعري تتطاير معها..لأحس بـ بردٍ و حرارة..خريف و ربيع..صيف و
شتاء.. أصبحت فجأةً أجمع كل الأضداد في روحٍ طفولي ظننتها سـ تحلق إلى تلك
السماء..(!)
يا إلهي..

هل للبراءة أن تحب.. و هل للحب أن يجتث قلب طفلة في فن المحبة..
" مازلت في فن المحبة طفلة
بيني وبينك أبحر وجبال"

صدقت يا نزار.. لـ كأن أحرفك تلك لم تكتب إلا لي..و لـ كأنني أنا تلميذتك
التي طلبت منك أن تقول لها ولو كذباً كلاماً ناعما..!!

"الحب ليس رواية شرقيه
بختامها يتزوج الابطال"
فماذا هو إذا يا نزار.. ؟!

" لكنه الابحار دون سفينه
وشعورنا ان الوصول محال
هو أن تظل على الاصابع رعشة
وعلى الشفاة المطبقات سؤال
هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله وغلال
هو هذه الازمات تسحقنا معا
فنموت نحن , وتزهر الامال
هو أن نثور لاي شئ تافه
هو يأسنا .. هو شكنا القتّـال
هو هذه الكف التي تغتالنا
ونقبل الكف التي تغتال"
بعدك يا نزار..
لم تترك كلاماً ليقال.. ولا شعراً لينظم.. ولا نثراً ليكتب.. بماء ذهبٍ
خالص.. !!
وجدتني.. و بـ لا وعي أبعث له برسالتي..:
" ألتقيك في مطعم مكاتيب فيروزية في تمام الساعة السادسة مساءً..ارتدي معطفاً
و قبعةً سوداوين ؛ ليسهل علي التعرف إليك..!!"
ما عساه يقول بعد أن يعرف أن البراءة ما هي إلا فتاة مقعدة..حاولوا اغتصابها
و كسر أحلامها ذات حلم..
و ما عساه يقول إن عرف بأنني عشت أيامي خريفاً..ملائكياً زارني كل سنة..بل و
كل ساعة و دقيقة و ثانية حتى أصبحت ثنائية الخريف و الطفلة هي ثنائيتي
الأجمل..!!
أنا التي أصرخ : " زوروني كل سنة مرة حرام.. "
زارني هو حتى أصبحت البراءة خريفاً..
اليوم ينتهي بالنسبة لهم.. ولكن ما لا تعرفونه.. أن كل فصولي خريف طفولي ما
لا نهائي.. !!
كانت تلك السويعات دهوراً بالنسبة لي..
كيف وصلت بي الجرأة إلى أن أحدد معه موعداً.. هل هو حسن الظن..؟!!
أم هو غباء و ثقة عمياء..؟!!
خرجتُ قاصدةً ذلك المطعم الفيروزي..مع السائق بعد أن أبلغت أمي..
***
تحت جسرٍ كان بقرب المطعم..
و في طريقي وجدتها.. إنها هي.. تلك الفتاة.. التي كانت تجمع بقايا الطعام في
مدرسة الحياة..تتبعتها فلا تزال هنالك دقائق.. على موعدي معه.. أتراه
سيأتي..؟؟!!
يا إلهي..أوكانت صدفةً..يقولون..لا صدفة في الإسلام..!!
هي من أسرةٍ فقيرة كما يبدو..و لكن ذلك الطعام كان له..لذلك العاشق..الذي
أصيب بالعمى..ذلك الذي وجدته مع الأرواح الثلاثة..
هما بلا مأوى..جمعتهما الظروف..و أصبحا كـ الأخوين..دموعٌ تترقرق من عيني تلك
الفتاة البريئة..و هي ترقب أخاها الأعمى.. تحت جسر البراءة..
إذاً.. فـ هناك من لا يزال الخير عنواناً له..
إذاً..فالبراءة لا تزال موجودة.. نعم لم تمت بعد..لم أمت..!!!!
و إذاً..هنالك ألف فتاةٍ بريئة..و ألف شابٍ يعرف معنى الأخوة..و ألف
رحلة..تُقطع مسافاتها شوقاً للبحث عن براءة لن تكون مفقودةً قط..!!
توجهت إلى المطعم..كان صوتها الفيروزي العذب ينساب..:
" تعا ولا تجي ..و اكزوب عليي..
الكزبي مش خطيي..اوعدني إنو راح تجي ..
و تعا..ولا تجي.. "
و لكنه أتى يا فيروز.. !!
لمحته بمعطفه و قبعته اللذان يكسوهما السواد.. انتابتني قشعريرة و أنا أقترب
بكرسيّ المتحرك..و بتردد : رجل شرقي..؟!
وقف بذهول.. : براءة..؟!!
- نعم..هي أنا..براءة مقعدة.. حاولوا اغتصابها.. و خرجت بحادثٍ
مروري..محافظةً على أعز ما تملك..هي أنا.. براءة..بحثت عن نفسها في رحلتها
الخريفية..لتجدها..أخيراً..
وسط ذهوله لا تزال نظراته مليئةً بالحب..أفبعد كل ما سمعه.. و عرفه.. مازال
على حبه؟؟!!
- لا يهمني ماضيك..فلا تزالين كتلة من البراءة..و طفلةً طاهرة..لم يلوثوكِ
آنستي..و هذا ما يهمني حقاً..حبيـ..
سكت بغتةً.. ليكمل..
- لن أسمعك كلمات الحب صغيرتي..أنتِ أبرأ من أن تسمعيها.. نزار قال..:
" كلماتنا في الحب تقتل حبنا
ان الحروف تموت حين تقال "
جال بخاطري.. " هي نفس الكلمات..!!هل حقاً كتبها لي ذلك النزار..؟؟! "
أنا و بشيءٍ من التردد.. : لا أعلم إن كان للبراءة أن تحب..و ..
قاطعني :كل ذلك بيدها..هي.. أنا لا شيء.. هل تدركين معنى أن أكون لا شيء
دونكِ سيدتي..؟!!!
بشيء من القسوة.. أردت أن أنهي هذا الحوار..لا أعلم إن كنت أحببته..!!:
اعذرني تركت أمي وحدها في المنزل.. و لا أستطيع أن أبقى لأكثر من هذا..
أجابني ذلك الشرقي بلهجةٍ جعلتني معها أن أشفق عليه: و تتركينني..لـ أموت
وحيداً كما عشت وحيداً..؟!
استدرت بكرسي المتحرك و أعطيته ظهري.. و هممت بالمغادرة..
و لكنه صرخ : براءة..
***


عزيزي القارئ..
قد تبحث عن أحرف خريفية أخرى لـ تعرف ما حل بالبراءة و رجلها الشرقي..و
رحلتها..
و لكنك لا تجد.. (!)
فـ لك أن تتخيل ما تبقى.. هل كانت له.. أم هل تركته..؟!!
و.. " هل كان للبراءة أن تحب..؟؟!! "
عزيزي القارئ..
رحلةٌ جميلة تلك التي قطعنا مسافاتها شوقاً..براءة اليوم لم تعد تبحث عنها..
عن البراءة..
فقد آمنت أخيراً بأنها ستظل تحيا في قلبك..فلا تزال الدنيا بخير..ولا يزال
هنالك أكثر من براءة..أكثر من طفلة..و أكثر من رحلة للمضي بحثاً عن براءة
يخيل إلينا أنها نادرة ذات تشاؤم..
عزيزي القارئ..
يكفي أن تتذكرها..و تتذكر رحلتها..و تناصفها قلبك.. مع طفلٍ صغير ذات براءة..
و يكفي أن تتذكر أنه كان ذات براءة..كذلك..
أناسٌ اتخذت من الغاب بيتاً..؛ فالحياوانات المفترسة في زمنٍ تحول فيه بوش
إلى شارون..أصبحت أقل خطورة.. و أكثر " إنسانية"..و أقل تحضراً و عصرنة.. في
ظل الهجمات العجرمية و الحروب الإليسية..و أحمد أبو خاطر يصرخ:
" يا أمتي انتزعوا صباحكِ عنوةً..
فـ متى يعود الصبح للشطآن..
يا أمتي آن الأوان لصحوةٍ..
فاستبشري بالفجر في بركان..
يا أمتي انتزعي لواء حضارةٍ..
فـ الكون في صخبٍ بلا ربان.."
فـ صمتاً "يا أمةً ضحكت من جهلها الأمم.."
يا أمةً لا حقّ لها..حتى في البكاء..ولا حق لمواطنيها في مجرد الصراخ
كفانا..(!)
يا أمةً أخرستني سلبيتها..
صمتاً..
لا نريد مزيداً من خطبكم و شعاراتكم ولا قممكم.. قد سئمنا كلاماً بلا أفعال..
صمتاً..صمتاً..صمتاً..لا نريد سماع المزيد من تراهاتكم..فقد بكينا و ضحكنا حد
الجنون..و الغرق..و الإشباع..
صمتاً.. (!)
هنا..
تنتهي القصة..
و تبدأ ألف رحلة و رحلة..للبحث عن براءة في حارات قلوب وشوارع أوردة ألف قارئ
مسافر..
دمتم بود


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-14, 09:54 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم إن شاء الله دائما بخير ؟

قراءة ممتعة لكم جميعاً.....



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-23, 05:45 AM   #6

ندى تدى

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ندى تدى

? العضوٌ??? » 142345
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 8,588
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرا حبيبتي على الرواية الرائعه

ندى تدى غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مكتمله, الامارات, الكاتب, خريفاً, فصحى, وكان

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.