آخر 10 مشاركات
انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          410 - عائد من الضباب - ساندرا فيلد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          قلبي فداك (14) للكاتبة: Maggie Cox *كاملة+روبط* (الكاتـب : monaaa - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          عشيقة ديسانتيس (134) للكاتبة: Maisey Yates (الجزء 2 من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          طيف الأحلام (18) للكاتبة: Sara Craven *كاملة+روابط* (الكاتـب : nano 2009 - )           »          المتسابقة الأولى بمسابقة قصة من وحى أغنية "همس حائر" وقصتها آه يا حب (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-12-08, 09:32 PM   #1

كونان

نجم روايتي وكاتب وقاص في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية كونان

? العضوٌ??? » 8564
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,464
?  مُ?إني » رحــال
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » كونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond repute
?? ??? ~
كل عين تعشق حليوه وانتِ حلوه في كل عين
افتراضي جــــــــــــانيت (1) *مميزة ومكتملة*.. سباعية حيرت قلبي معاك





كانت الشمس تلفظ آخــر أنفاس النهار حزينه مصفره .. كي تتوارى خلف هذه الهضبه الممتده بطول النظر وعرضه.. في هذه اللحظه .. توقف القطار قبل المحطه بكيلومترات .. وهذا الشاب المسافر الي مسقط رأسه بعد طول غياب .. وجدها فرصه جيده لينزل هنا .. فهنا يكون أقرب الي منزل أهله من المحطه ..

لم يفكر طويلا إنما أخذ حقيبته بسرعه وقفز من القطار .. ثم تواري في زراعات قصب السكر .. مشي في هذا الطريق الضيق بين المزارع الذى كان رفيق صباه .. كثيرا ما مشي فيه بعيدا عن الانظار خلف جميلات القريه من طالبات المدارس .

ظل يمشي وهو يستعيد ذكريات الماضى العذبه الشقيه ويبتسم . وكان الربيع يقف على عتبات الرحيل .. ونسمات الهواء البارد تلفح وجهه وهو يسير .. ها هى الشمس قد غربت تماما .. وبدأ الليل يكسو بعباءته السوداء خضرة المزارع .. لتختفى بهجتها ويحل محلها رهبة الصمت .. صمتا تذبحه الضفادع بنقيقها المتعالي.

وصل الي نهاية الطريق الضيق وخرج من زراعات القصب وظل يسير .. وفجأه توقف .. توقف عندما لمح من بعيد .. هذا البيت الصامت الذى يلفه الظلام من كل جانب .. البيت الذى يقف وحيدا منفردا فى عزلته على أطراف القريه.

شعر الشاب أن دقات قلبه تتسارع .. واصابت القشعريره بدنه وهو يستعيد ذكريات الماضى مع هذا البيت الخالي .. فكر الشاب قليلا ثم خرج عن الطريق وانحرف ناحية المنزل حتى وصل اليه .

كان المنزل يقف صامتا ساكنا وكأنه شبح وقف هنا ليخيف منازل القريه المختبئه في حضن الجبل خوفا منه .. ووقف الشاب أمام بابه .. وذكريات الطفوله البعيده تمر بخياله وكأنها شريط سينما .. ظل واقفا وقد سرقه الوقت .. فقد بدأت الحياه تموت من حوله .. والصمت والظلام ضماه الي حضنهما ضمه مخيفه كضمة القبر .

وفجأه سقط قلب الشاب بين قدميه .. فقد فـُـتح الباب .. ووجد الشاب نفسه أمامها ... أمام جـــانيت .. إنها هى .. هى هى لم تتغير شعره رغم مرور اكثر من عشرون عاما .. لم تكبر يوما منذ تركها .. هذا وجهها الصبوح .. هذه عيناها بسهامها المنطلقه الي صميم القلوب .. هذه وجناتها التفاحي و شفاهها التوت الوردي الذي اذا اقتربت منه رأيته تين .

تبسمت جانيت للشاب .. وقالت بصوت اعذب من نغمات العود الذى في يده .. من أنت .. تمالك الشاب نفسه ورد عليها بهدوء .. ألا تعرفينني .. قالت وهى تتوكأ علي الحروف في دلال وفتنه جعلت كلماتها كأنها سهام كيوبيد .. هل التقينا قبل الأن؟ .. ملامحك ليست غريبه عليا .. فرد الشاب بسرعه وكأنه يلهى مشاعره بالكلمات حتى لايسقط في بحر فتنتها الهادر .. أنا من ذبحتي براءته منذ اكثر من عشرين عاما .. وها أنا عدت اليكي للثأر .. رجعت كى اذبحك واستعيد روحي الأسيره عندك .. فلازالت حبيسه في هذا البيت .. وأكمل ضاحكا .. جئت كي اذبحك واحررها من الأسر .. ضحكت جانيت ضحكه هزت اركان الليل فتخلى عن جلاله .. وارتعش الصمت فجثا على ركبتيه وخلع رداءه لصوت ضحكتها الكروانيه .

قالت للشاب .. الآن عرفت من أنت .. ادخل !! .. فأنا في انتظارك منذ سنوات طويله .. قال لها .. ليس الآن .. سأعود غداُ في موعدي هذا .. الآن لابد أن اذهب فقد تأخرت كثيرا وأهلى في انتظاري .. واستدار ليمشى ثم التفت اليها .. فلم يجدها علي عتبة الباب .. فقد دخلت واغلقت الباب خلفها دون أن يسمع هو صوت الباب .. فأكمل الشاب طريقه حتى وصل الي بيتهم .. وما أن طرق الباب .. حتى وجد نفسه ينتقل من حضن الي حضن في شوق وفرحه مع اخوته وابتائهم وبناتهم واعمامه وعماته وباقي افراد اسرته الكبيره التي تعيش كلها في منزل واحد كبير وكأنه معبد الكرنك .

ولكن الشاب كان يبحث بينهم عن صديقه ورفيق صباه .. أين هو .. لماذا لم يخرج لملاقاتي .. وضحك بصوت عالي سائلا اخوته .. أين العريس .. اخذته العروس الحسناء مني !!! ... فسمع من خلفه صوت صديقه يقول له .. بل اخذنى البرد وأنا انتظرك علي محطة القطار .. ووصل القطار وانت لم تصل .. وتليفونك مغلق.

قال الشاب .. اعتذر لك يا خليلي .. فقد توقف القطار قريبا من هنا فنزلت ... أريدك في أمر هام جدا .. اريد أن حكي لك من قابلت في طريق عودتي .. لقد قابلتها وتحدثت معها .. جـــانيت ..

فجأه ارتفع حاجبا صديقه في ذهول وقال .. ألا زلت اسير لجانيت هذه حتى فقدت عقلك ..
رد عليه الشاب .. لا لا .. لست اسيرا لأحد .. لم اتذكرها إلا عند المنزل القديم .. وغدا سوف اقابل هذه المرأه العجيبه التى لم تهزم حسنها السنين .. ولا يؤثر فيها سحرها مرور الليالي والايام ..

لازال صديقه فاغرا فاهه من الدهشه ثم قال .. تقابل من .. وحادثت من .. جانيت !!! ... جانيت ماتت في بلدها منذ اكثر من ثلاثة اعوام .




الي لقاء في الجزء الثاني
تقديري
كونان
26/12/2008

رابط الرواية ككتاب إلكتروني بصيغة Word
جــــــــــانـيــت.doc - 4shared.com - document sharing - download




ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-10-18 الساعة 12:13 AM
كونان غير متواجد حالياً  
التوقيع
عازفالعـود
رد مع اقتباس
قديم 27-12-08, 04:20 AM   #2

MESHARY

? العضوٌ??? » 70916
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 26
?  نُقآطِيْ » MESHARY is on a distinguished road
افتراضي

مشكوووووووووور

بنتظار الجزء الثاني


MESHARY غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-08, 01:13 PM   #3

كونان

نجم روايتي وكاتب وقاص في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية كونان

? العضوٌ??? » 8564
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,464
?  مُ?إني » رحــال
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » كونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond repute
?? ??? ~
كل عين تعشق حليوه وانتِ حلوه في كل عين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة meshary مشاهدة المشاركة
مشكوووووووووور

بنتظار الجزء الثاني
الاخ الطيب
كنت افضل تنتظر حتى تكتمل القصه بابقى الاجزاء
لكنها لفته كريمه .. اسعدتني
وشجعتني أن اكمل قصة جانيت وبعدها قصة عباس
لازال بالجعبه الكثير .. لن تنتظري طويلا إن شاء الله

شكرا


كونان غير متواجد حالياً  
التوقيع
عازفالعـود
رد مع اقتباس
قديم 27-12-08, 10:03 PM   #4

كونان

نجم روايتي وكاتب وقاص في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية كونان

? العضوٌ??? » 8564
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,464
?  مُ?إني » رحــال
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » كونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond repute
?? ??? ~
كل عين تعشق حليوه وانتِ حلوه في كل عين
افتراضي





ياســاده كان ياما كان ، راجــل فقير غلبان ، إسمووو علي بابا ، اسمووو علييي بااابااا .. هكذا كان شاعر الربابه يغني ويحكي هذه القصه الشهيره بصوته العذب ووقفاته الشيقه .. ليحكي مسترسلا تاره .. ويغني ماحكاه على انغام الربابه تاره .. يجلس شاعر الربابه في المساء في ساحة القريه الصغيره وجموع الناس حوله يجلسون في دائره مركزها الشاعر ومساعده . ويتناثر في وسط الدائره بعض ( ركوات) مشتعله .. نار توقد في بعض الحطب تسمى ركوه .. يوقدها المجتمعون بغرض التدفئه والاناره .. وتقف خلف الدائره من بعيد دائره اوسع من الظلال السوداء .. نساء القريه وفتياتها يستمعن الي غناء الشاعر وقصته الجميله .. شغوفات ليعرفن مادور مرجانه.

ياســاده كان ياما كان ، راجــل فقير غلبان ، إسمووو علي بابا ، اسمووو علييي بااابااا .. في وسط الجموع من الرجال جلس هذان الطفلان .. عيناهما مربوطه بحبال في جسد الشاعر لاتتزحزح .. وحواسهما منتبهه مستغرقه مع مرجانه وعلى بابا وأخيه قاسم .. يسمعان بتركيز وترقب حتى انتهى الشاعرمن قصته بالصلاة على النبي .

وإن هى الا دقائق حتى انفضت الدائره .. وابتلعت البيوت اصحابها .. فقد انتصف الليل أو يكاد .. وذهب الطفلان الي المخدع الذى يضمهما معا .. نام احدهما سريعا وظل الاخر يستعيد حكاية علي بابا ونغمات الربابه لازالت ترن في اذنه حتى غلبه النعاس فنام ..

في صبيحة اليوم التالي .. اشرق الطفلان قبل شروق الشمس على صوت الجد الغاضب دائما .. وهو يصرخ في ابناءه وابناء ابنائه .. ياا أهل الكهف قد انتصف النهار .. البركه في البكور ياكسالى .. لن تفلحوا انتم ولا ابناءكم اذا كان هذا حالكم .. .. كل يوم هذه الخطبه بالصوت الصارخ الجهوري للجد .. فتجد جميع اهل البيت يسارعون بالقيام خوفا من غضبه ..

الرجال منهم يخرجون من غرفهم يركضون قبل اطفالهم .. والنساء كلأ منهن تتظاهر بأنها استيقظت منذ الفجر .. ولكن طفلها الرضيع منعها من الخروج من مقعدها حتى ترضعه ..

دقايق معدوده وكل فرد في هذه الدوله الصغيره يكون قد بدأ عمله المكلف به والذى يعرفه .. هذا يضع افطار العجول .. وذاك يعد المحراث للخروج .. وهذا يحلب البقره ليشرب اطفال الدار حليب الصباح .. وهذه توقد النار لتعد الافطار للجميع .. واخري تجمع الثياب لتبدأ الغسيل .. وهذه تنخل الدقيق للخبز .. والجد يراقب الحركه من على دكته بجوار الباب .. وبعد أن يطمئن الى أن العمل اليومي على اكمل وجه يعود هو الي نومه من جديد ..

خرج الطفلين من الدار فقد كان عملهم اليومي فقط هو اللعب صباحا .. وكُـتـَّاب سيدنا عصرا .. وفى المساء ينضمون الي اهل البيت يتسامرون .. كانت حياتهم ثابته في هذا البيت الفسيح وكأنها يوم واحد ويتكرر بكل تفاصيله .. وكان الطفلين متمردين بطبعهما .. لم يرضيا أن يكونا اسيرين لهذا اليوم يعشيونه كل يوم رغما عنهما .. وكان التجديد في اللعب هو السلاح الذي حاربا به هذا اليوم اللحوح ..

اليوم ماذا سنلعب .. هكذا سأل أحدهما الاخر .. فأجابه الآخر بسرعه .. لانه قضى ليلته يخطط للعبة الصباح ويعد العده لها .. أنا علي بابا .. وانت قاسم .. احتج الآخر .. لا لا .. لن اكون قاسم .. انت هو وأنا علي بابا .. لا لن تكون علي بابا انت .. سترفضك مرجانه انت دائما تضربها وتنهى اللعبه .. وهنا انتبه الطفل الاصغر ( ببضع شهور) الي أن اخته الطلفه لم تخرج من حجرتهم حتى الآن .. وهى التى كانت دائما تسبقهم دائما الى اللعب .. فقال للآخر سأذهب اليها وأحضرها لتكون مرجانه .. ورجع البيت مسرعا .. ولكنه عاد وحده بعد دقايق قائلا ... اختى مع جدتي في حظيرة الدواجن ولن تحضر الآن .. لم تستطيع الهروب من جدتها .. نحتاج مرجانه

قال الاخر .. لا لن نحتاج مرجانات .. سوف اكون انا (شيخ المنصر) زعيم الاربعين حرامي وتكون انت على بابا .. واستقر الرأي .. وبدأ الاطفال يتجمعون وبدأت كبيرهم يوزع الادوار ..

وهنا .
قال بطلنا الطفل الصغير ... تعرفون المنزل المهجور الذى على اطراف القريه ؟؟ سيكون هو المغاره .. فلن يطردنا منه احد ... صاح الاطفال لا لا .. هذا البيت مسكون .. لن نذهب الي هناك ابدا ابدا .. قد تمسك الجنيه احد منا وتأكله .. لن نذهب .. قال هو يتظاهر بالشجاعه لانه متمرد عنيد .. انا اذهب .. لكن لكن اممممممم لن ادخل .. اممم لماذا ادخل ولا يوجد بالبيت شئ بالداخل .

وبدأت اللعبه .. وتتبابعت مشاهدها حتى وصلوا ا الي جزء المغاره .. و ياســاده كان ياما كان ، حطاب فقير غلبان ، إسمووو علي بابا .. مشي علي بابا الصغير حتى وصل الي المغاره .. وقف امام الباب .. وباقى الاطفال ينظرون من بعيد .. وقف امام البيت والخوف يعصف به ولكن العند منعه من التراجع .. وقال بصوت مرتعش .. افتح ياسمسم .. افتح ياسمسم

وفجأه انفتح الباب .. ولمح هو بطرف عينه الجِـنيه .. انها حسناء معشر الجن .. فاتنة العفاريت .. ما إن فتحت الباب هى .. حتى أطلق على بابا ساقيه للريح .
.


نكمل في وقت لاحق ان اشء الله
تقديري
كونان
27/12/2008




كونان غير متواجد حالياً  
التوقيع
عازفالعـود
رد مع اقتباس
قديم 28-12-08, 09:49 PM   #5

كونان

نجم روايتي وكاتب وقاص في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية كونان

? العضوٌ??? » 8564
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,464
?  مُ?إني » رحــال
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » كونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond repute
?? ??? ~
كل عين تعشق حليوه وانتِ حلوه في كل عين
افتراضي





إستمر الطفل المذعور خوفا من حسناء الجن و فاتنة العفاريت يجري .. وأنفاسه متقطعه تتصادم مع بعضها من السرعه والارتباك .. دخل بيتهم والقى بنفسه في حضن جدته .. لاهث .. يريد أن يتكلم فلا تمهله انفاسه .. تخرج الكلمات من لسانه حروف متقطعه .. ضمته الجده قلقه .. اسمالله عليك يابني .. مالك مالك .. تنظر الي وجهه في قلق وترقب لتعرف حقيقة امره .. وهو لازال يتكلم كلاما لاتستطيع فهمه من لعثمة لسانه وتناثر الحروف مرعوبه وكأنها مثله تخاف أن تتشابك في كلمات واضحه .

جاء الطفل الآخر .. فالتفتت اليه الجده وسألته ماذا حدث لاخيك .. قال لها لم اكن معه لكن الأولاد يقولون أن الجنيه خرجت له من المنزل المهجور وكانت ستأكله لكنهم جروا منها .. صمتت الجده وضمت الطفل الي صدرها مشفقة عليه من الرعب المرسوم على وجهه .. وبدأت تقرأ بعض آيات من القرآن .. وتطمئنه انه الآن في حضن الأمان .. تجمع كل من بالبيت حول الجده الجالسه وفي حضنها الطفل يتصبب عرقا .. وقد بدأت انفاسه تهدأ تدريجيا حتى هدأ .. قالت الجده للحشد المجتمع .. ( كل واحد يروح يشوف شغله واتركوني مع ابني وحدنا ) .. لاتجتمعوا هكذا .. فانصرفوا وهم يتسائلون بينهم ..( مالو الولد .. جرالو ايه ؟ ) . لم ينالوا اجابه من احد ولكنهم انصرفوا بعد صدور أمر الجده .

هدأ الطفل تماما .. فقالت الجده وكأنها تحدث نفسها بصوت مسموع .. ( صعبانه عليا المسكينه .. ياتري في حد عندها حيضمها ويطمنها ويزيل خوفها .. مسكينه ) .. نظر اليها الطفل باستغراب .. فهو لم يفهم عمن تتكلم .. من هذه المسكينه الخائفه .. فقالت الجده له تحدثه .. ( ايوا المسكينه زمانها خايفه ومرعوبه) .. قال لها .. من هى ؟ .. قالت أنا اتكلم عن الجنيه العفريته .. لم يفهم الطفل ولازالت أمارات التعجب من حديثها على ملامحه .. فأكملت الجده تقول .. ( آآآه .. انت متعرفش إن الجنيات والعفاريت بتخاف وتترعب من الرجاله .. هو انت مش راجل وللا إيه .. هى شافتك اكيد .. وزمانها ميته من الخوف المسكينه .. ولو كنت وقفت لها شويه كانت اتحرقت من الخوف منك .. مسكينه ) .. اعتدل الطفل في جلسته وبدأ يشعر ببعض الزهو بعد أن عرف هذه المعلومه الجديده التي كان يجهلها .. لو قال احد غير الجده هذه المعلومه ما كان له ان يصدقه ابدا .. لكن كلام الجده عنده هو الصدق المطلق .. ثم سألها ..( مسكينه ليه .. دي جنيه عفريته .. تستاهل تموت ) .. قالت له .. ( لا لا لا .. هى كمان خلق ربنا ولها ام واب أهل .. هى في حالها واحنا في حالنا .. مش عشان بتخاف منك تقوم انت ترعبها كده وتموتها وهى ماعملت لك شي .. هى عملت لك شي ؟ ) .. قال لاااا لم تفعل شيئا .

لما كان الحديث دائراً بين الجده وطفلها .. دخل والده متسائلا ( ايه فى .. مالو الولد .. أخواته البنات بيقولوا اتلبس .. مالو يا حجه ) .. فتركت الجده الطفل وانتحت بالاب جانبا وقالت له .

لاتخاف عليه .. لم يحدث شئ .. يبدو انه رأى شيئا غريبا فى ذلك البيت المهجور .. اسمع .. لاتترك ابنك يمر عليه هذا اليوم وينام ليلته هذه حتى تذهب به الي هناك .. لابد أن تذهب معه الي هناك ليعرف الحقيقه .. ولاتؤثر فيه هذه الواقعه باقى عمره .. لقد هدأته انا وبدأ يستعيد نفسه .. ولكني لازلت خائفه عليه .. فلن تذهب هذه الحادثه من رأسه .. وينشأ جبانا يخاف من ابسط الامور .. فقد كان مذعورا بشكل مخيف . الآن لابد أن تذهب به ..

خضع الاب لحكمة الجده .. فقد كانت حكمتها الفطريه التى اكسبتها لها السنين والاحداث أفضل من حكمة الاطباء النفسيين .. ثم التفتت الجده للطفل وقالت له .. اذهب مع والدك حتى يرى ماذا فعلت بهذه المسكينه .. ولا تنسي أن تقول لها لاتخافى مني .. أنا صحيح رجل .. واكن لن أضرك ولا أسبب لكي أي اذى .. هيا اذهب .

تردد الطفل قليلا ولكنه بلا اراده امسك بيد والده التي امتدت اليه في هذه اللحظه .. ومشي معه .. وفى الطريق كان الطفل صامتا والاب يحدثه ولكنه لم يكن يسمع حديثه .. فقد كان مشدودا بين خوف الطفوله من المجهول وزهو الرجوله التي تخيف العفاريت ..

وصلا امام البيت المهجور .. لم يكن البيت صامتا .. بل كان هناك اصوات من الخلف الباب .. اصوات زحزحه اثاث وهمهمات غير واضحه .. فطرق الأب الباب عدة مرات ..

فتحت الباب سيده عجوز تمسك في يدها مكنسه .. انها الحجه ( أم الكل ) .. انه يعرفها .. الحجه أم الكل .. عاملة ا لنظافه في مدرسته الابتدائيه .. ترى ماذا تفعل هنا؟ .. انه ليس بيتها .. قطعت الحجه (أم الكل) لحظة الصمت قائلةً .. أهلا وسهلا بكم .. خير!!! ؟ .. فرد عليها الأب .. ( أبدا .. لاشي .. فقط سمعنا صوت بالبيت فقلت أري من هنا؟ .. كما تعلمين أن البيت خالي .. ومالكه يعيش بالقاهره .. هل رجع ؟؟ .. )

كان الاب يكلم الحجه أم الكل .. فظهرت من خلفها حسناء الجن .. هذه الفتاه الجميله .. وأطبقت يد الطفل بشده على يد والده كرد فعل للخوف المتبقي بداخله .. ولكنه لم يتكلم ..

ظهرت الحسناء لحظه ولكنها تراجعت بسرعه لانها كانت تلبس ثياب تكشف بعضا من جسدها الخمري .. وتراجعت خلفها الحجه أم الكل للحظه .. لم تبتعد عن الباب ولكنها فقط التفتت لها كي تسمعها وهى تكلمها .. وعادت أم الكل تكلم الطفل ضاحكه .. ( هو انت اللي بتعاكس من الصبح .. وانا دايما اقول عنك الطيب ) .. سألها الأب .. ماذا فعل .. قالت يأتي وينادي بصوت عالي ثم يجري .. فقال لها الأب قاطعا حديثها .. ماذا تفعلين هنا ياحجه ومن معك؟ .. قالت الحجه أم الكل .. إنها فتاه استأجرت المنزل من أهل المالك .. وصلت من المدينه صباح اليوم .. ونحن ننظف لها المنزل .. فهى معلمه جديده منقوله الي مدرستنا .. والتفتت الي الطفل وقالت له .. (وانت ياعفريت .. من أول يوم تعاكس معلمتك .. أهى عرفت شكلك .. حتوريك الأبله جــانيت )

ابقـــــــــــــــــــــو ا معـــــنا

تقديري
كونان
28/12/2008




كونان غير متواجد حالياً  
التوقيع
عازفالعـود
رد مع اقتباس
قديم 29-12-08, 11:10 AM   #6

~sẳrẳh

إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ~sẳrẳh

? العضوٌ??? » 1678
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 15,447
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كونان واصل
ابداعكـ
لي عودة لتعليق بعد اكمالها كما تريد انت


~sẳrẳh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-08, 10:32 PM   #7

كونان

نجم روايتي وكاتب وقاص في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية كونان

? العضوٌ??? » 8564
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,464
?  مُ?إني » رحــال
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » كونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond repute
?? ??? ~
كل عين تعشق حليوه وانتِ حلوه في كل عين
افتراضي





عــاد الطفل مع أبيه .. منكس الرأس .. يشعر بالخزي والعار .. ماذا سيقول لأهله بعد أن رأوا بأعينهم الخوف والرعب الذى كان فيه .. ماذا سيقول لجدته بعد أن اتضح الامر .. وليس هناك عفاريت ولا جنيات .. كيف سيبرر لهم الجبن الذى افتضح أمره فيه .. ماذا سيقول لأخوته .. كان يتوقع أن تناله السنة التهكم والسخريه من خوفه ورعبه بلا سبب .. يمشي مع أبيه ويتمني أن يطول الطريق .. يتنمى أن لا يصل الي البيت أبدا ... ولكن الطريق خذله وسرعان ماانتهى .. الطريق الذى كان طويلا جدا وهو يجري خائفا من الجنيه .. اصبح الان طوله خطوات ..

تشجع .. وقرر .. أنه ليس هناك حل آخر .. لابد أن يتمسك بموقفه .. لابد أن يكذب حتى يحفظ لنفسه كرامتها .. ليس هناك من سبيل إلا الكذب .. نعم لقد رأي عفريته من الجن .. نعم لقد كانت تحاول أن تلتهمه .. ولكن .. اين ذهبت .. كيف يحل هذا الموقف الصعب الذى هو فيه ..

لم يكن الطفل يتوقع أن والده يقرأ افكاره في هذه اللحظه .. لم يكن يعلم أن أباه يفكر في كل مايفكر فيه هو .. لم يكن يخطر بباله أن والده يحاول صامتا أن يجد مخرجا لأبنه فلايجعله سخرية لاخوته ولا للأطفال .

وصلا البيت .. وجلسا على الدكه التى أمام الباب ليستريح عليها من يشاء من الماره أو الضيوف .. الطفل منكس الرأس يشعر بالخزي .. دقيقه وانهالت الأسئله على الأب والطفل .. جميع من بالدار يخرجون إليهم يتسائلون .. ماذا حدث وأين ذهبت به .. هل رآه إمام الجامع وقرأ له .. لماذا لا تجيبوننا..
إطمئن الطفل بعض الشئ وتنفس الصعداء عندما قال الأب ..( ذهبنا الي دكان ( الهمشري) ليشتري ما يعجبه) ... قد وجد في كذبه طوق النجاه .. لقد ازاح عن كاهله هم اكتشاف حقيقة جبنه .. نعم هذا هو الحل الوحيد .. الحل الذى جاء على لسان الأب الكاذب .. لابد أن يقول انهما لم يذهبا أصلا الي البيت المهجور .. لقد ذهبا الي دكان الهمشري .. واشتري حـــلاوه وشرب مشروب الكوكاكولا المبرد بالثلج المجروش .. أما الجنيه العفريته فقد رأها وخاف منها قليلا ونسي أمرها .. فهو يمكن أن يخاف ولكن خوفه مؤقت لا يستمر .. مجرد لحظات خوف بسبب المفاجأه .. أمر غير مخزي .. اقتنع بهذه الافكار فشعر بالرضا والراحه .. ودخل والده لبعض شأنه بالدار

ولكن راحته لم تدم طويلا .. فقد خرجت الجده في هذه اللحظه .. نظرت الي عينا الطفل .. فنكس رأسه خجلا .. ابتسمت الجده وقالت .. ( هل طمئنتها ياولدي .. الحمد لله .. اسمع .. لا تقول لإخوتك ولا لأي أحد حتى لايخافون .. لاتقل لهم انك رأيت جنيه عفريته .. فهم ليسوا شجعان مثلك .. قل لهم رأيت ثعباناُ ضخما بجوار المنزل المهجور حتى لا يخافوا ) .. كان يسمع صامتا ولايستطيع أن يضع عينيه في عينا جدته التي ادركت من اول وهله مدى الخزي الذى يشعر به .. أرادت أن تطمئنه بأنها لم تحكي شيئا .. وأنها تضع له المخارج من هذا الموقف بشكل لايجعله سخريه لمن حوله .. واكملت .. هيا ادخل لتتناول طعامك أنت لم تأكل ..

قال الطفل لنفسه.. الحمد لله انها لم تسأل .. ولم تعرف الحقيقه .. لازالت جدتى تعتقد اني رأيت عفريته .. وأني أخفتها .. كم هى طيبه وسازجه جدتي هذه ... لم يكن يعلم أن أباه قد اخبرها بكل ماحدث عندما دخل البيت و لذا خرجت هى اليه .

ومــر يومي الاجازه الاسبوعيه من المدرسه .. وغدا سوف يعود الي مدرسته .. الي معلمته الجديده .. ترى ماذا ستفعل معه .. قالت الحجه أم لكل أنها رأته وعرفته وحـ توريه.. لابد أن يثبت لها أنه لم يقصد مضايقتها .. وانه افضل تلاميذ فصلها حتى تنسي ما كان منه عندما كان يلعب دور على بابا الذى جاء الي مغارتها . .. فقضى ليلته يرتب حاجيات المدرسه ويذاكر الدروس مسبقا قبل شرحها بالمدرسه .. ثم نام

جلس فى مكانه بالصف الأول بالفصل .. إنه الآن فى الصف الثاني الإبتدائي .. لكن مستواه يوازي مستوي لتلاميذ بالصف السادس .. فهو يجيد الكتابه والقراءه والتعبير والحساب .. ومهارات اكتسبها من كُـتاب سيدنا .. ومن حفظ القرآن الذى قطع فيه شوطا طويلا .. وكذلك من حبه للقصايد التى يغنيها المنشدون بالقريه فيحفظها بنغماتها .

كان جالسا والي جواره صديقه واخيه ( زعيم الاربعين حرامي ) .. وفجأه دخل ناظر المدرسه من خلفه دخلت المعلمه الجديده ومن خلفها كل مدرسي المدرسه والسكرتاريه والعمال وكثير من أولياء الامور من الشباب .. كان جمع حاشد من الشباب والرجال .. كلهم خلف جميلة الجن و فاتنة العفاريت .. قال ناظر لمدرسه .. قيااااااااام .. وقف التلاميذ .. اكمل الناظر .. اقدم لكم اليوم معلمتكم الجديده الأبله جانيت .. ستكون مدرسة فصلكم .. وارجو أن تكون راضيه عنكم .. وأي شكوى تشكوها لي من احدكم فإن العصا في انتظاره .. كان الناظر يتكلم سعيدا متباهيا .. فهذه هى المره الأولي في تاريخ القريه منذ عصر أمنحوتب الفرعوني الذى تدخل فيه معلمه الي المدرسه وليس معلما .

فجأه .. نظر الناظر الي الجموع الغفيره من المدرسين والآباء التى ملأت الفصل وماحوله بالأضافه الي المتزاحمين علي شبابيك الفصل .. فقال صارخا .. (الله الله ... كل واحد سايب فصله وبيعمل إيه هنا .. فى حاوي هنا !! .. يللا كل واحد على فصله يااساتذه .. والساده اولياء الامور من فضلكم انتظروني عند مكتبي وليس هنا.. ) ..

هنا تكلمت الأبله جانيت .. اشكرك ياحضرة الناظر .. اتفضل حضرتك واترك لي أمر التعارف مع تلاميذي .. أنا اشكرك على هذه الحفاوه والترحاب .. وأتمني أن اكون عند حسن ظنك ) .. كان صوتها العذب اجمل من نغمات الربابه .. كانت كلماتها تخرج وكأنها ضحكات تشكلت في حروف .. تتكلم والجميع صامتون وكأن على رؤسهم الطير .. لكنتها جديده لم يسمعوها من قبل .. كلماتها لينه تتلوي وترقص على لسانها .. الحروف على لسانها غير الحروف التي سمعها من كل النساء .. تتمني أن تظل تتكلم الي الابد ولا تصمت لتستمتع برقة صوتها . ..

تململ لناظر قليلا .. فقد كان يريد أن يبقى معها بالفصل باقي النهار .. بل باقى العام الدراسي .. ولكنها قطعت عليه الطريق .. فلم يجد إلا أن يرضخ ويخرج وهو يصرخ في الواقفون لينصرفوا .. وبعد جهد انصرف الجمع الذى جمعته فتنه وجمال وصوت جانيت .. و وانفض على صراخ وعويل وصوت الناظر.

جسلت الأبله جانيت في مقعدها .. وقالت .. هيا .. من اليمين .. كل واحد يعرفنا بنفسه ويقول اسمه .. فوقف التلميذ الذي فى أول اليمين قائلا اسمه الثلاثى .. فضحكت الأبله وقالت ... (لا لا لا لااستطيع أن احفظ كل هذا .. يكفي فقط اسمك انت لاداعى الباقى الأسره ).. فأعاد التلميذ اسمه فقط وجلس .. وقام من يليه ثم من يليه .. وكل من يقوم يذكر اسمه فقط .. حتى جاء الدور علي صاحبنا .. فوقف ونظرت هى اليه .. فقال إسمه الرباعي أو قد يكون الخماسي .. ضحكت الأبله ضحكه تغار من طربها الكروانات ... وقالت ضاحكه .. كما تريد .

انتهى التعارف .. وبدأت المعلمه في المنهج الدراسي .. كانت طريقتها في الشرح مرحه خفيفه سهله .. وكان التلاميذ يتجاوبون معها بإمتياز.. الا صاحبنا .. فهو الوحيد بالفصل الذي كان صامتا .. لم يرفع يده للاجابه على أي سؤال طوال اليوم .. وهى بدورها لم تسأله بشكل مباشر بعد أن احست بضعف مستواه . وانتهى اليوم الأول. وقرع جرس المدرسه .. فقالت المعلمه .. غدا نكمل بعد أن تنتهوا من واجباتكم الليله .. وخرج التلاميذ من الفصل .. وعندما وصل صاحبنا قرب الباب ... نادت عليه المعلمه .. انتظر أنت .. فوقف مكانه .

اخذت العلمه حقيبتها وامسكت يده وقالت .. هيا امشي معي .. وفي الطريق كانت تسأله عن بعض الامور في القريه . كيف تشتري هذا .. كيف تجري اتصال تليفوني .. وهكذا .
ثم قالت له .. الحجه ( أم الكل ) بتقول انك اشطر تلميذ في المدرسه .. لماذا لم تشاركنا اليوم .. هل شرحي لم يعجبك .. . فصمت لانه لم يعرف كيف يجيبها .. ثم قالت وكأنها تذكرت فجأه ماحدث البارحه .. فقالت له لماذا ناديت ولما فتحت لك جريت ولماذا عدت مع هذا الرجل ..

بدأ الطفل يشعر بالموده في كلماتها واسلوبها الرقيق .. فتماسك .. وقال لها كنت العب (على بابا) .. وكنت اقول افتح ياسمسم وانا اعرف انه ليس بالمنزل احد .. لكن الباب انفتح .. ففكرتك الجنيه العفريته التى تأكل الناس ..

كادت جانيت تسقط على الأرض من الضحك عندما سمعت الي كلماته البريئه .. واستمرت تضحك .. ثم قالت .. (هل أنا بشعه الى هذه الدرجه التى تجعلك تراني عفريته ) .. فأجابها بسرعه دون أن يحاذر علي كلماته بعد أن احس أنه اساء اليها بكلماته هذه . فقال .. (انتي حلوه قوي ياأبله والله حلوه قوي ) فردت عليه وهى تضحك بكلمات شكر سريعه وودعته .. فقد كانت قد وصلت عند البيت الذى تقيم فيه واكمل هو طريقه .. ولكنها قبل أن تفتح الباب التفتت اليه قبل أن يبتعد .. ونادته .. فعاد اليها جرياُ .. فقالت له هل يمكن أن تأتي بعد أن تستريح لتشتري لي بعض حاجيات البيت .. فقال حاضر ياأبله سوف اعود قبل المغرب ..

وفي المغرب كان يقف أمام الباب .. ففتحت له وادخلته .. رآها تلبس ثيابا غريبه ولكنها محتشمه .. جلس علي اريكه وهى دخلت الي غرفه جانبيه .. تحضر له النقود وورقه مكتوب عليها طلباتها .. وقالت هل تستطيع أن تقرأ هذه .. فأمسك الورقه وقرأ المكتوب بها من طلبات .. قرأ بلسان عربي واضح وبدون استهجاء أو تلعثم .. فلاحظ نظرة الرضا والاعجاب من معلمته التي خذلها في الفصل أما الآن فهو أفضل من ممتاز .

خرج من منزلها مسرعا .. وفي خروجه لاحظ أن البيت المهجور الذي كان يقف في عزله قد اصبح عيدا .. هؤلاء شباب القريه ورجالها .. رائحون غادون حوله ..لم تنقطع الارجل من حوله والعيون معلقه بالبيت وبابه ونوافذه .. الجميع يريد أن يرى هذا الحدث الفريد .. معلمه في قريتنا . وليست معلمه عاديه .. انها جانيت
الفتاه التي تخرجت من مدرسة المعلمات هذا العام .. لم يكن عمرها قد بلغ العشرين عاما .. كانت ذات جمال يخطف العيون .. انوثه تسرق الألباب .. هى المخلوقه طبقا لمواصفات الحسن والروعه .. هى التى خلقها الله رمزا للجمال ومشعلا للانوثه ورفيقة للنجوم هبطت الي عالم البشر ..

عاد صاحبنا وعيون الناس عليه في دخوله وخروجه .. نظرات حسد على ماناله من قرب من هذا الابداع الخلقي والسحر المجسد المسمي جانيت ... دخل فأخذت منه الطلبات وبدأ هو في طلاقه كأحسن الصيارفه في الحساب لها .. حتى أنه كان يسبقها في الجمع والطرح .. وهى مذهوله من مستواه وامتيازه الذى لم تتوقعه منه .. وكان هو يشعر بالفخر وهو يري نظرة الاعجاب بتميزه في عينيها الواسعتين الجميلتين .

ما أن انتهى من حساب المصروفات .. حتى سألته يلهجه جاده .. ( هل يمكن أن تبيت عندي هنا ؟) .. فتردد هو قليلا .. ثم قال لها .. أقول لجدتى أولا .. فإن وافقت سوف اعود لابيت هنا . فردت عليه .. إذا اذهب وأخبرها فإن وافقت أرجع .. أنا في انتظارك .. وافق على الفور وانطلق مسرعا يجري .. كان في عجله ليرجع اليها .. كان يجري كما جري يوم هروبه منها ... وانقضى الليل ولكنه لم يعد اليها..

.


سنكمل بإذن الله .. ابقـــــوا معـــــنا
تقديري

كونان
29/12/2008




كونان غير متواجد حالياً  
التوقيع
عازفالعـود
رد مع اقتباس
قديم 30-12-08, 12:24 AM   #8

كونان

نجم روايتي وكاتب وقاص في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية كونان

? العضوٌ??? » 8564
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,464
?  مُ?إني » رحــال
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » كونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond repute
?? ??? ~
كل عين تعشق حليوه وانتِ حلوه في كل عين
1111

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soon مشاهدة المشاركة
كونان واصل
ابداعكـ
لي عودة لتعليق بعد اكمالها كما تريد انت



الرقيقه soon

ها قد اقتربنا من النهايه
حلقتان وخاتمه ثم تنتهي

في انتظار تعليقك بعدما تنزل الستار

اسعدني مرورك .. ندى الفجر الصبوح
كل تقدير





كونان غير متواجد حالياً  
التوقيع
عازفالعـود
رد مع اقتباس
قديم 06-01-09, 10:32 PM   #9

كونان

نجم روايتي وكاتب وقاص في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية كونان

? العضوٌ??? » 8564
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,464
?  مُ?إني » رحــال
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » كونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond repute
?? ??? ~
كل عين تعشق حليوه وانتِ حلوه في كل عين
افتراضي


هذا واجب يابني .. لابد انها خائفه وهي وحيده في هذا البيت البعيد .. واجب علينا أن نساعدها فهى بنت وضيفه فى بلدنا .. ولكن أولا اخبرها أني كنت أتمنى أن اذهب اليها ولكني لاأستطيع .. وأدعوها كي تأتي لتشرب الشاي عندنا ونتعرف عليها .. هكذا قالت الجده للطفل عندما اخبرها برغبة معلمته في أن يبيت عندها ..

كانت الجده حريصه على حفيدها .. وتريد أن تعرف عن قرب .. من هذه الفتاه التي ستأخذه اليها .. كانت تريد أن تطمئن عليه .. فهى تعرف محبته التي تقع في القلوب بمجرد النظر اليه .. وكثيرا ما جاء اليها يبكي من اثر عضه في خده أو ضمه توجع اضلاعه .. كانت شابات القريه وبناتها تهوي اللعب به وليس معه .. وكثيرا ما كان يختبئ في حضن جدته منهم ومن حبهم له .. حب يبلغ درجة الرغبه في الافتراس .

في اليوم التالي .. دخلت جانيت الفصل .. وصاحبنا متلهف لأخبارها بسبب عدم عودته بالأمس .. ظل منتظراُ أن تسأله لماذا لم يعد اليها .. ولكنها لم تفعل .
في نهاية الحصه .. تقدم بكراسته اليها وهي تصحح أخطاء الإملاء للتلاميذ .. وقال بصوت هامس .. جدتي وافقت .. لكنها اشارت اليه أن يقول لها التفاصيل فيما بعد في طريق العوده بعد انتهاء اليوم .. فرجع الي مقعده .

وفى طريق العوده وهو يسير معها الي البيت قال لها .. جدتي وافقت .. ولكن طلبت أن تحضري بيتنا اليوم لكي تتعرفي على العائله.. لأن جدتي عجوز ولم تستطيع أن تحضر هي اليكي ..
صمتت المعلمه قليلا .. ثم قالت .. تعالى قبل المغرب خذني إليها .. جميل أن يكون لي أصدقاء هنا .. ثم بدأت تسأله عن اهله .. اخواته البنات .. واخوانه الأولاد وجدته وكل من بالبيت .. وهو يحكي لها عن كل فرد .. اسمه وعمله وطباعه .. حتى انتهى الطريق .. فقالت له سأنتظرك .. وعاد هو الي البيت ليخبر جدته بأنها ستحضر اليوم .. فقامت الجده بإصدار الأمر الي فتيات البيت بترتيب المضيفه واعداد عشاء فاخر يليق بفتاة مدينه ..

مع آذان المغرب كان الطفل يطرق باب بيتهم وفي يده جانيت .. ففتحت أحدي فتيات البيت الباب .. وما أن رأت المعلمه حتى انهالت عليها بعبارات الترحاب والضيافه وجاءت الجده لتأخذها في زراعها وتدخل بها المضيفه ...

كان اللقاء حميميا وكأنها احد افراد لأسره .. كان غائبا فعاد .. وأقاموا لها مأدبة عشاء فاخر .. حضره نساء البيت .. وكان الدخول محرما على الذكور إلا صاحبنا .. أما الباقين فقد كانوا يحومون حول المضيفه بحجج مفضوحه كي يروا جانيت .. هذا جاء يسأل عن الشال .. وذاك يبحث عن نعله .. وثالث نسي نبوته في المضيفه .. والجده تدرك المغذي من هذه الحيل والألاعيب .. فتكتفي بنظرة للقادم .. فيعود فورا من حيث آتي ..
وفى نهاية الزياره .. قالت جانيت للجده .. ياجدتى أنا طلبت منه أن يأتي ليؤنس وحدتى .. أنا لا أخاف واشعر بالآمان في هذه القريه الطيب اهلها .. ولكنها الوحده ولاأستطيع أن اخرج لأقضى حاجياتي وانا لازلت جديده هنا .. لاأعرف احد ولا يعرفني أحد .. وطلبت منه لأنه من افضل تلاميذي وهادي الطباع واحسست من اول لحظه انه مثل اخي الصغير..
قالت الجده .. ياابنتي لو لم تطلبي أنتي كنا طلبنا نحن أن يبيت احد معكي .. فأنتي بنت من بناتنا وهذا واجبنا .. من اليوم اعتبرينا أهلك .. ولولا أني متأكد من رفض عمك الحاج ورفض أزواج البنات كنت أرسلت معكي بنت من بنات البيت تقيم معك دائما .. لكن من تقاليدنا أن لاتبيت بنت خارج بيتها إلا لضروره ماسه.. ثم التفتت الجده الي حفيدها وقالت .. إذهب معها ولا أريد أن أسمع عنك إلا كل خير عندها .. ثم استغلت الجده الحوار الدائر بين جانيت وبنات البيت فجذبت حفيدها اليها وهمست إليه وهى تبتسم (جميله العفريته الجنيه .. أوعى تكون خايف تبات عندها .. لو حتخاف قول .. لاتذهب غصب عنك ) ولكنه أجابها سرعه .. لا لا لست خائفا .
وانتهت الزياره وانصرفت جانيت وفي يدها الطفل ومعه حقيبه بها بعض كتب المدرسه وأدواته وملابس المدرسه ..

دخلت جانيت ومعها الطفل وضمهما بيت واحد خلف باب مغلق وحدهما .. كان صاحبنا يشعر ببعض الخجل الذى يقل تدريجيا وهى تحادثه .. ويرد بكلمات مختصره .. فقالت .. لاأظن بعد هذا العشاء الدسم والمشروبات التي شربناها منذ قليل عندكم تكون محتاج لشئ آخر الآن .. علينا أن نبدأ المذاكره .. قد ضاع اليوم .. ودخلت الغرفه غيرت ثيابها ولبست روبا من الحرير وعادت لتجلس بجانبه وهو يفتح كتبه وكراساته .. استمرت المذاكره فتره من الوقت .. وأدهشها بسرعة فهمه وقدرته الفائقه على الحفظ وأسئلته التي تدل على نضوج عقله رغم حداثة سنه .. وبعد مرور الوقت سريعا .. رفعت جانيت يدها تتثاءب وقالت حان وقت النوم يكفي هذا حتى نستطيع أن نصحو مبكرا ..

وقف صاحبنا وهو في حيره من أمره .. فهو لايعرف أين سينام .. ودخلت هي الغرفه وظل هو واقفا في مكانه يتشاغل ويتظاهر بأنه يجمع كتبه وكراساته .. في انتظار أن تقول له أين سينام .. وبعد لحظه نادت عليه من غرفتها .. فتقدم بخطوات متردده حتى وصل الي باب الغرفه .. فوجدها تقف أمام المرآه تربط شعرها الحريري حتى لايعربد على جبينها ولايقبل وجنتيها وهي نائمه .. كان لابد من تقييد حرية هذا الشعر حتى لا يستغل فرصة نومها فيعبث علي خدها الحريري أويلتف فيحضن رقبتها المرمريه .

لازال صاحبنا يقف عند الباب .. فقالت له المعلمه ألا تريد أن تنام الليله .. فلم يجد بداً من أن يسألها .. فأجابها قائلا سوف انام علي الكنبه التي بجوار الباب .. ولكنها نظرت اليه بدهشه قائلةً .. لا لا .. أنت ستنام هنا علي هذا السرير بجواري .. ثم ضحكت وقالت .. أنت لاتحب أن ينام بجوارك أحد .. لاتخاف .. لن تشعر بوجودي فأنا أنام كالقتيل بلا حركه .. هيا لاتتردد .. ليس جيدا على صحتك أن تنام هناك على هذه الكنبه .. فرضخ صاحبنا لكلامها .. لم يكن ليستطيع أن يخالف معلمته أو أن يجادلها كثيرا ..

صعد على السرير .. وقامت هي بخفض نور اللمبه (لمبه من الجاز) لم يكن بالبيت كهرباء كشأن العديد من بيوت القريه .. انخفض الضوء في الغرفه وكبرت الظلال .. وخلعت جانيت الروب الذى كانت تلبسه .. كان منظراُ لم يغيب عن ذهن صاحبنا باقي حياته .. وجد أمامه إمرأه لم يشاهد مثلها من قبل .. بقميص نومها الأسود القصير الشفاف .. هذا القميص الملتصق بجسدها العاري القرمزي اللين ...

كثيرا مانام مع بنات من قريته منذ وفاة والدته .. لم يكن يري هذا الزي أبدا ولا وقعت عينه عليه قبل اليوم .. اغمض صاحبنا خائفا من أن يفتح عينيه .. مستحيا أن ينظر اليها فتلاحظ نظرة الدهشه في عينيه .. اغمض عينيه وانفاسه تلهث يحاول ترتيبها حتى يبدو لها نائما .. وتقدمت جانيت من السرير ونامت بجواره .. ورائحة عطرها في انفه زادت من قلقه واحساسه الغريب الذى يحسه لأول مره في حياته .. احساس اختلط فيه الحياء بالخوف بالدهشه بالفضول .. كلمته جانيت .. ولكنه لم يرد .. فقد اتقن تمثيل دور النائم .. فقالت جانيت وكأنها تحدثه .. يابختك .. بهذه السرعه تستطيع أن تنام .. ثم استدارت واصبح صدرها الي وجهه وسحبت الغطاء عليهما معا .. كان صاحبنا يحس حرارة صدرها علي وجهه .. ظل مستيقظا والصمت يلف المكان .. ظل مغمض العينين وهو يحس انفاسها علي شعر رأسه .. نامت جانيت .. والتحم جسده بها .. وهو مستيقظ مغمض العينين ملفوف حول نفسه كالجنين في حضنها وزراعها حوله تضمه اليها ... فأراد أن يستغل فرصة نومها ليبتعد قليلا عنها .. فتزحزح عنها ولكنها ردته مره أخري الي مكانه في حضنها قائلةُ (كده ممكن توقع) .. فأدرك انها لم تكن نائمه .. أو انها استيقظت من حركته .. فصمت من جديد وظل طوال ليلته الأولي معها مستيقظا الي الفجر فلما احس بضياء الفجر قام وتوجه الي الحمام يغتسل ويرتب حاجياته .. وبعد قليل جاءت خلفه وقالت .. يبدو أنك لم تستريح جيدا الليله .. اعرف هذا .. كل انسان يغير مكان نومه يحدث معه هذا .. هيا نستعد للمدرسه.

افطرا سويا وارتدي زي المدرسه .. كانت هى تغير ثيابها أمامه .. أما هو فأخذ ثيابه ودخل الحمام ليغير ملابسه .. وهي تنظر اليه وتضحك من تصرفاته .. وذهبا الي المدرسه .. كانت كل فتره تقترب من مقعده في الفصل وتلمسه بالعصا على رأسه .. لأنه كان ناعسا .. والنوم يغتصب يقظته ويحتل عيونه . وفي طريق العوده .. قال لها سأذهب الي بيتنا .. فقالت وهي تضحك .. اذهب ولكن لابد أن تعود فأنت الآن رجل بيتي.

عاد اليها عندما عاد المساء .. قالت .. لماذا تأخرت .. قال .. طلبوا مني احضر لهم اشياء كثيره وجدتي سألتني وكنت احكي لها .. فالتفتت جانيت وكأنها لدغها ثعبان وقالت بسرعه .. ماذا حكيت .. قال لها قلت ذاكرنا ثم نمت على الكنبه .. هدأت ثائرة جانيت .. وتظاهرت بأن الأمر لايعنيها كثيرا ولكنها فرحت من داخلها بكذبه .. فالفرحه والرضا كانت تبدو علي ملامحها .. وقالت لماذا لم تقل انك نمت بجواري .. هل هو عيب أن تنام جنب خواتك .. قال لها لا ليس عيبا ولكني استحييت من جدتي .. قالت له بإهتمام .. اسمع .. انا في المدرسه معلمتك .. وفى البيت اختك الكبيره .. وفي الليل (ثم ضحكت ولم تكمل ماذا في الليل) .. ولكنها اكملت .. الرجل الحقيقي لايحكي ما يدور في بيته للناس أبدا .. وانت رجلي الآن .. ضحكت وكأنها تداعبه وتمزح معه.

وكان هذا المساء كسابقه .. من مذاكره مع بعض سندوتشات واكواب الحليب التي اعدتها هي .. حتى جاء موعد النوم .. فقالت هيا بنا .. ارجو ان تنام الليله افضل حتى لاتنام في الفصل .. هيا بنا .. وأخذته في يدها الي الغرفه وهو يحس ان كلامها وتصرفاتها غريبه هذه الليله .. ولكن كان مستسلما لها .. وقفت تغير ثيابها أمام عينيه .. ظل ينظر اليها فلما رأته ينظر إليها في المرآه قالت .. لماذا تنظر إليا هكذا .. هل أعجبك وضحكت .. ثم قالت مستغربه .. لماذا تنام بكل ثيابك هكذا .. قال لها عادتي دائما أن أنام هكذا .. فقالت .. جرب الليله أن تغير عادتك هذه .. فتردد .. ولكنها وبلا استئذان توجهت اليه وامسكت جلبابه ترفعه عنه .. تشبث بالجلباب قليلا وهو يحس انه يريد ولا يريد .. ولكن أمام إصرارها استجاب ليديها وتخلى عن الجلباب .. ثم خفضت النور .. وكبرت الظلال .. وجانيت مطمئنه الي كتمان سرها في باطن هذا الطفل الصغير.. الذى اصبح منذ هذه الليله كاتم سرها .. وبدون تحفظ ولا تحايل .. صار منذ الليله دميتها التي تقضي بها علي رغبتها المحمومه .. لم تكن أمينه على براءة طفولته .. حولته الي شاب مراهق وهو في الثامنه من عمره ..كانت تأمره فيفعل .. قتلت طفولته بخنجر انوثتها الطاغيه دون رحمه ولا شفقه .. كانت جانيت شخصيه لها وجهان .. في النهار هي المعلمه ذات الخلق والمهابه والصلاح .. لايمكن أن يتصور أحد أو يخطر ببال أن لها وجها آخر .. وجه مختلف تماما .. وجه سافر الفجور.. أنوثه متفجره هي لاتستطيع السيطره عليها .. زلزال يتخطى مقاييس ريختر .. جسدها بركان منفجر بحمم الرغبه الملتهبه .. وهو مستسلم بين يديها بلا إراده.

بدأ هو يتخلص يوما بعد يوم من حياءه وخوفه منها .. قفز وتخطى حاجز الطفوله وحاجز الحياء .. وصار يعشق ماتفعله به كل ليله ويكتم مايدور بينهما ..
وفي أحد الليالي وهو علي صدرها رأت الدموع في عينيه .. يحاول أن يخفيها عنها .. لكنها شعرت بحزنه فوضعته جانبا وهى تهمس له .. لماذا .. لماذا ..

سنكمل فابقـــــــــــوا معـــــنا
تقديري
كونان
6/01/2009



كونان غير متواجد حالياً  
التوقيع
عازفالعـود
رد مع اقتباس
قديم 10-01-09, 03:21 PM   #10

كونان

نجم روايتي وكاتب وقاص في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية كونان

? العضوٌ??? » 8564
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,464
?  مُ?إني » رحــال
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » كونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond repute
?? ??? ~
كل عين تعشق حليوه وانتِ حلوه في كل عين
افتراضي




لماذا تبكي ياحبيبي .. دموعه البريئه أيقظت بعض من الشفقه التى توارت خلف رغبتها .. وسألته عن سر دموعه .. قال لها أبكي لأني لا أستطيع .. لا استطيع .. لا أستطييييع ثم ادهش بالبكاء .. أفاقت من سكرتها واستيقظت شفقتها وهي تراه منهارا باكيا .. فقد حولته في لياليها الساخنه الي رجل محبوس في جسد طفل .. شاب يشعر من داخله بمشاعر الشباب ورغبتهم .. ولكنه سجين طفوله وجسد عاجز لم يكتمل بنيانه .. جسده اصغر من احساسه .. جسد لايطاوع رغباته التي يشعر بها وهو في حضنها ..

فهمته جانيت .. حاولت أن تهون عليه إحساسه قائله .. لاتحزن .. لاتبكي .. تعجبني هكذا .. ثم قامت واخدته الي خارج الغرفه .. تتكلم معه حديث صريح .. تحاول أن تنزع منه هذا الشعور بالعجز .. ظلت تقول له .. هذا أمر طبيعي .. والأيام تمر بسرعه بعدها ستكون من افضل الرجال .. لا تستعجل الفحوله ياحبيبي .. وسنظل معاً .. انت اعطيتني ما لايعطيني أحد غيرك .. حفظتني طوال هذا الايام وكنت رجلا أمين علي ضعفى وسري .. انا لك وانت رجلى .. أرجوك لا أحب أن اري هذه الدموع مره أخري ..

هدأت نفس الرجل الطفل .. وبدأ يعود إليه بعض من روحه التي تشعر بالعجر .. وقال لها سوف أنام هنا (على الكنبه ) هذه الليله .. قالت .. إذا كان هذا يريحك فنام هنا .. ودخلت غرفتها .. ظل صاحبنا ممدا على الكنبه وهو شارد يعانده النوم .. روحه مشدوده بين رغبته المشتعله في روحه وإحساسه بالعجر .. لقد ذهبت طفولته الي الأبد .. رجل بمعنى الكلمه في مشاعره واحساسه.. وطفل في بنيانه لم يكتمل نموه ... ظل هكذا باقي ليلته ..

استيقظت جانيت في الصباح الباكر .. وخرجت من غرفتها لتوقظ زوجها الطفل كي يستعدا للمدرسه .. ولكنها لم تجده .. بحثت عنه في البيت ولم تجده .. فقد خرج .. ذهب الي البيت وقد لفحته برودة الفجر بعد ليله بارده على الكنبه .. فوصل البيت وجسده ساخن.. وجد جدته مستيقظه على سجادتها وقد انتهت من صلاة الفجر .. فارتمي في حضنها .. وهو يرتعش من الحمى .. فأخذته جدته الي مخدعها ودثرته بالاغطيه وهى ملهوفه خائفه عليه .. وايقظت ابنتها لتعد له المشروبات الساخنه والليمون .. وطلبت من والده أن يأخد المهره (غوايش .. هكذا أسماها طفلنا) ليحضر له طبيب المركز على بعد كيلومترات من القريه ..

فى المدرسه .. جانيت مهمومه .. حزينه .. خائفه .. مرتبكه .. لم يكن رجلها موجودا .. ولا رفيقه حضر اليوم .. كاد الخوف من افتضاح أمرها أن يعصف بها .. لم تستطيع الشرح للتلاميذ .. ولا أن تركز مع أحد منهم .. طلبت منهم أن يخرج كل واحد منهم كراسة الرسم ويرسم موضوعا عن الريف . وانتهى اليوم ..

ورجعت جانيت الي البيت ولم يحضر رجلها أيضا .. ترى ماذا حدث؟؟ .. قلقه .. تقطع البيت جيئة وذهابا .. الأسئله كادت أن تصيبها بالجنون .. لماذا لم يحضر؟؟ .. لماذا غاب عن الدراسه؟؟ .. هل سيقول مايفعله معها وماتفعله معه كل ليله منذ شهور؟؟ .. تتوجه الي الدولاب .. وتمد يدها الي فساتينها لتذهب اليه في منزله .. ولكن يدها تعود اليها بعد أن تتخيل أنه قال لأهله عما يحدث بينهما .. اصاب جانيت الجنون .. ظلت طوال ليلتها لم تذق عيناها النوم .. وفي اليوم التالي .. خرجت الي المدرسه مسرعه قبل موعدها .. تريد أن تعرف ماذا حدث .. وماذا قال .. وأين ذهب .. وما أن دخلت الفصل حتى أطمأنت قليلا لما وجدت رفيقه في مقعده ولكن رجلها الطفل لازال غائبا .. فسألت رفيقه .. أين صاحبك لماذا هو غائب .. قال لها إنه مريض ملازم فراشه .. لقد زاره الطبيب أمس وقال لابد أن يستريح .. قالت ملهوفه .. ماذا به ؟؟ .. فأجابها (حمى) .. فقالت لابد أن اذهب له اليوم خذني معك بعد الدراسه .

اطمأنت جانيت بعض الشئ .. وسارت مع رفيقه الي بيتهم .. وبعض من القلق ظل يساورها .. هل قال شيئا بعد ازمته في هذه الليله؟؟ .. وفي البيت .. دخلت جانيت عليه في مخدع جدته .. وهى تقول بعض العبارات التي تقال عند زيارة مريض .. وتمدح في اجتهاده ذكاءه .. استقبلتها الجده بالترحاب .. وغادرت الغرفه لتأمر البنات يحضروا لها واجبات الضيافه .. هنا فقط .. اطمأنت جانيت وبدا الارتياح علي وجهها .. وجلست علي مقعد بجوار المريض تهمس له .. الف سلامه .. لقد اصابني الجنون .. لاتفعل هذا بي مره اخرى .. ارجوك حبيبي .. امسك يدها وامسكت يده واجابها وكأنه رجل .. لاتخافى ..الرجل الحقيقي حتى لو كان مريضا لا يقول اسرار بيته .. انتى قلتي هذا .. مالت عليه تقبله .. وقبل أن تلمسه شفايفها .. إذا بالجده تقف وراءها .. فحولت شفتيها عن طريقها الي شفتيه لتستقر علي جبينه .. قالت الجده .. كم انتي انسانه حنونه ياابنتي .. انه يحبك كثيرا ومتعلق بك.. لقد كان محموما يهذى باسمك طوال الليل .. فارتجفت قلب جانيت كما ارتجف قلبه هو من الهلع .. ولكنها تظاهرت بأنه غالي عندها ومن أفضل تلاميذها وهى مهتمه به بشكل خاص لأن له مستقبل باهر كما أنها تشكر له وقوفه جنبها ومؤانسة وحدتها فهو اخيها الصغير الذى لم تلده أمها .

ظل صاحبنا مريض عدة أيام .. وجانيت تزوره كل يوم حتى تعافى تماما .. وعاد الي مدرسته .. وعاد ليبيت معها من جديد .. كانت تعامله بطريقه اخويه اخري غير التي اعتاد عليها معها .. وظل هكذا اياما ..

وفي ليله من اليالي .. خرجت من غرفتها وقالت له .. هل ستظل بعيد عني دائما .. لم لاتأتي لتنام مكانك !! لم يجيبها .. فقد كان ينتظر ملهوفا أن تطلب هي منه هذا .. فقام من مكانه وتوجه الي مكانه بجوارها .. كان كمن غاب عن زوجته سنين .. وكانت كمن عاد اليها زوجها من سفر بعيد .. تجردا من ثيابهم واستسلم لها راضيا سعيدا .. فعوضت به ليالي الحرمان الطوال وهو يساعدها .. واستمرا

تكررت هذه الليالي طويلا .. وكلما مرت الأيام زاد احساسه بالقصور .. وزاد احساسها به فزادت من رغبتها .. وزاد احساسه بالعجز .. وهكذا تمضى الأيام .. رضا وأمان من الطرفين .. طفوله ذبيحه .. طفوله بلا براءه .. رجوله عاجزه .. انوثه مشتعله .. رغبه محمومه تنسى معها الرحمه بطفولته .. واحساس بسعاده وتميز في نفسه لأنها له هو ليس لغيره .. وعجز وحزن على جسم لايسعفه ليبادلها رغبتها ..

كل عام جانيت تقاتل كي تكون مدرسة المرحله والفصل الذى هو تلميذ فيه .. ويقاتل هو كي يكون تلميذ بفصلها .. فانفصل عن رفيقه الذى انتقل الي فصل آخر . .. حتى بلغ الصف الرابع ..

في أحد الأيام جاء والده الي المدرسه .. ليسحب أوراقه وأوراق رفيقه منها .. فقد قررت العائله نقلهم الي مدرسة للغات بالمدينه .. كان الجد والأب يتمنيان أن يكون ابناءهم من المرشدين السياحيين .. يعملون مع السياح في المعابد الفرعونيه المنتشره في كل المنطقه حولهم .. كثيرا ماذهب الأب يراقب المرشدين والمرشدات في وادي الملوك وهو معجب بهم ويتمني أن يري إبنه مثلهم ..

بلغ جانيت الخبر .. ثارت ثائرتها .. حاولت أن تثني الأب عن عزمه .. توسلت إليه بشكل يلفت النظر .. لم يكن يهمها في هذه اللحظه أن يلاحظ أحد .. اصابها الجنون .. ولكن ارادة العائله نفذت .. وهاهو صاحبنا يستعد للعيش في المدينه .. ذهب إليها قضى معها ليلته الأخيره .. وعدها أنه سيعود كلما استطاع ..لن يفارقها مهما أبعدوه عنها .. كانت تبكي ..

فى كل الليالي السابقه كانت هى إمرأه .. وكان هو رجلا مسجون في جسد طفل .. أما الليله هذه .. كان هو طفلا بلا براءه .. وكانت هى طفله مسجونه في جسد إمرأه ..

في الصباح .. لم تذهب جانيت الي المدرسه ظلت معه حتى منتصف النهار فى آخر لقاء .. تستحثه أن يحاول أن يحضر إليها .. أن يتزرع بالحجج .. وترسم له خطط الهروب اليها .. والحزن يعصرها .. لقد فقدت دميتها .. لعبتها الحيه التي تطفئ بها ظمأها .. كاتم سرها الذى ساقه لها القدر .. فهى على يقين إنها لن تجد دميه أخرى .. لن تجد لعبه أخري تكتم ضعفها وتستر وجهها الآخر .. ورحل صاحبنا الي المدينه ولكن ..

سنكمل فابقـــــــــــوا معـــــنا
تقديري
كونان
10/01/2009




كونان غير متواجد حالياً  
التوقيع
عازفالعـود
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
جانيت، كونان عازف العود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.