آخر 10 مشاركات
إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          Wed for the Spaniard's Redemption by Chantelle Shaw (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree32Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-12, 08:25 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" انت الان في موقع قوة ".
" أنا ؟".
" نعم ، تعرفين إسمي وأنا لا اعرف عنك شيئا ".
" آه ".
ضحكتها الخافتة كان لها أيضا وقع شديد الجاذبية.
" إسمي كاريسا مارتن ، لكن معظم الأصدقاء ينادونني كريسي ".
" أفضّل إسم كاريسا ، له رنة غير مالوفة ".
" إختارته والدتي من كتاب كانت تقراه ".
" أمك تتمتع بذوق ممتاز ".
وسألها عن شقيقها الأعمى فأجابت :
" كليف يدرس الهندسة الألكترونية ".
" مجال صعب جدا ".
" نعم ... حتى على المبصرين ، ولهذا السبب بالتحديد إختار كليف تخصّصه هذا ، إنه إنسان عنيد جدا ، وأظن أنه يشعر بان عليه ان يثبت شيئا ما ".
" نعم ، أظن ذلك ، أليس لدينا كلنا شيء ما نريد أن نثبته " وأحس كايد أنه قريب جدا من كليف مارتن هذا ، رغم أنه لا يعرفه .
" انت استرالية ؟".
" لا ، نيوزيلاندية ، الأميركيون مثلك ، يرون كل اللهجات الأنكليزية الأخرى متشابهة ".
" لهجتك تميل اكثر الى طريقة اللفظ البريطانية ، سكان استراليا يتكلمون ببطء ويركزّون على مخارج الألفاظ ، هل انت في طريقك الى نيوزيلاندا ... الى عائلتك ؟".
" نعم ، عشت سنة في الولايات المتحدة ، وأنتظر بلهفة لحظة وصولي الى الوطن ".
تارجحت الطائرة قليلا وسقطت في فجوة هوائية ، فشدت كاريسا قبضتها بقوة على ذراع المقعد ، أحس كايد بخوفها :
" خائفة ؟".
" لا ، فاجأني تارجح الطائرة ، هذا كل شيء ، الحقيقة أنني لم أسافر كثيرا في حياتي ، لا بد انك معتاد على ذلك ؟".
لم تتوقف الطائرة عن الإهتزاز ، واحس كايد ان رفيقته تحاول جاهدة السيطرة على خوفها ، كانت تتكلم بسرعة حتى كادت تلهث ، امسك بيدها الصغيرة فإرتعشت أصابعها ، شدّ قبضته عليها ، ليطمئنها أولا ، ولأنه أحب ملامسة بشرتها الحريرية ثانيا .
"نعم سافرت كثيرا ، وغالبا في الطائرة، يقال أنها الوسيلة الأكثر أمانا للسفر ، هل تعرفين ذلك ؟".
" نعم ، قيل لي ذلك ".
بدا القلق بوضوح في نبرة صوتها ، فتابع حديثه وهو يحاول ان يعبّر بصوته الدافىء عن كل الحنان الذي يشعر به نحوها الآن ، كم أحبت هذا الصوت وهي تسمعه يغني ، وها هو الان يخبرها عن بعض الرحلات التي قام بها ، والأماكن الغريبة التي شاهدها .
خرجت الطائرة من الدوامة الهوائية ، وعادت تدريجيا الى ثباتها ، فسحبت كاريسا يدها برقة وهي تقول :
" شكرا ، أعتقد أنني سأغفو قليلا الآن :,
" لماذا ؟ هل كان حديثي مملا الى هذه الدرجة ؟".
" آه ، لا ، أرجوك لا تظن ذلك ، سررت جدا بحديثك يا سيد فرناند ، كان لطفا منك ان تحاول التخفيف عني ، لا بد أنك تعبت من مسايرتي ".
فاجأنه بقولها ، فرد بسرعة :
" ما الذي جعلك تظنين هذا ؟".
" حسنا ، كان من الواضح ، فور صعودك الى الطائرة ، إنك لا تريد ان تتحدث الى أحد ، لا بد ان حفلة المس أتعبتك جدا ".
" هل حضرتها؟".
" لا كنت في لوس انجلوس ، ولن أستطيع كذلك مشاهدة الحفلة التي ستقيمها غدا في سيدني ".
" ولماذا ؟ هل ستسافرين مباشرة الى نيوزيلاندا ؟".
" لا ، سأبقى يومين في سيدني ، عمتي تنتظرني ، حتى لو اردت حضور حفلتك لن استطيع ، من الصعب الحصول على بطاقة دخول ، فالأماكن تنفد قبل عدّة ايام من العرض ".
" ساطلب من جاك أن يترك لك بطاقتين على شباك التذاكر ، أنا أحتفظ دائما ببعض المقاعد لأصدقائي ".
سرورها الطفولي ، الذي لوّن صوتها بظلال دافئة عندما شكرته ، اقنعه أنها لم تكن تحاول أن تكون مهذبة فقط عندما قالت أنها تحب موسيقاه.
ثم ، ولأستغرابه الشديد ، أنزلت ظهر مقعدها وغفت.
توقفت الطائرة في ناندي ، فنزلت منها كاريسا لتشتري بعض الهدايا من المنطقة الحرة ، لم يتحرك كايد من مقعده ، فجلس جاك قربه يسليه حتى عودتها .
وعندما إقتربت منهما أخيرا نهض جاك من مكانه ليعود الى مقعده ، لكنها اوقفته بإشارة من يدها وهي تقول :
" لا ، لا تترك المقعد من فضلك ، سأجلس مكانك ".
لم يتوقع كايد ان يزعجه ذهابها بهذه القوة ، من ساعات قليلة كان سيرحب بالتغيير ، لكنه وجد نفسه الآن يرغب بالصوت الناعم قربه ، وببرود غير متوقع تجاهل جاك الذي كان يتحدث بحماس عن الجولة الفنية التي سيقومان بها في ارجاء أستراليا ، كان يرسم صورة ذهنية لما يمكن أن تكون عليه كاريسا مارتن
وهندما هبطت الطائرة في مطار سيدني ، سأل كايد مدير اعماله عن أوصافها :
" جميلة.... جميلة جدا ، شقراء ترفع شعرها الرائع الطويل في شكل عقدة، شابة أنيقة ، تستطيع ان تقول أنها سيدة بكل معنى الكلمة ، نعم ... جميلة جدا ، كم أتمن لو كنت أصغر بعشرين عاما ".
ولم يتوقف كايد عند الملاحظة الأخيرة بل سأل :
" ماذا عن عينيها ؟".
" لونهما داكن ، ليستا بنيتين ، رماديتين ! ربما ، أم عسليتين ! لا أدري ... هل يهمك امرها ؟".
وعرف كايد فورا ما يعنيه مدير أعماله ، فأجابه ضاحكا :
" لا ، لا أريدها كما تقصد ".
وربت على كتف صديقه ليخفي إشمئزازه من معنى كلمات جاك ، رغم أنه نادرا ما كان يشعر برفض مثل هذا الإقتراح.
لكن... ماذا لو جاءت الى الإستعراض.....؟
" جاك ، وعدتها بأن اترك لها بعض التذاكر على شباك الحجز، لن تنسى ، أليس كذلك ؟".
" طبعا لن أنسى ".
سيتذكر جاك .... وكذلك كايد.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 08:06 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان الإستعراض رائعا ، خرج الجمهور الأسترالي عن بروده العادي ليصفّق بحماس وإنفعال ، عرف كايد كيف يحرك مشاعرهم بصوته الدافىء وقيثارته المحمومة ، جعلهم يتماوجون مع الأوتار فحلّقوا معه في سماء الأنغام ، بدأ بأغنية بدائية متوحشة ، فأسرعت أقدامهم تضرب الأرض بإيقاع همجي فيه كل سحر الغابات ، غنى لهم أغنية حزينة من جنوب اميركا ، فصمتوا كانهم يبكون معه على حب ضائع وطفولة منسية ، أنشد لحن حب لأمرأة جميلة ، فشعرت كل سيدة في القاعة ان اكلمات موجهة لها وحدها ، الشحنات العاطفية التي حرّرها بصوته ، إخترقت جلده ، فإسترخى سعيدا تحت بقعة الضوء التي لم يكن يراها ، هنا ، في هذا المكان بالذات ، ينسى أنه أعمى ، كلهم غارقون في الظلام ، وهو وحده جالس في الضوء ، صحيح إنه لا يراهم لكنه يشعر بهم ، ويستطيع ان يجعلهم يشعرون به ، كم يحس بقوته الآن.
وعندما إنتهى من الغناء نادوه مرات ومرا ، صفروا ، صفقوا ، صرخوا ، فحياهم وإنسحب ، كان جاك ينتظره وراء الكواليس ، وعندما رىه همس في اذنه :
" إنها هنا ".
" من ؟".
جمهوره يناديه مجددا.. كما ينادون عاشقا ، وكعاشق عاد اليهم وكأنه لا يريد أن ينزل بعد من القمة التي رفعوه اليها ، ووصله صوت جاك مجددا :
" كاريسا مارتن هنا ".
" حسنا يا جاك ، خذها الى غرفتي الخاصة".
وعاد بثقله الى المسرح وهو يمد يديه بحب وكانه يريد أن يحتوي هذا الجمهور الذي وقف لتحيته.
شعر كايد بوجود اناس كثيرين في غرفته الخاصة ، عرفوه باسماء كثيرة ، وتقبل التهاني وكلمات الإعجاب بلا مبالاة ظاهرة ، بعض النساء قبلنه على وجنتيه ، كلهن يتحدثن بصوت حاد ومزعج ، وتذكر صوت كاريسا الدافىء ، وتساءل أين هي ؟
في تلك اللحظة أمسك جاك بذراعه قائلا :
" كايد ، لا بد أنك تذكر الآنسة مارتن".
وأحس كايد باليد المنعشة تتسلّل برقة الى يده ، وسمع صوتها الهامس يقول:
" شكرا لك على البطاقة ، كنت رائعا".
وتذكّر كايد فجأة انها لا بد جاءت برفقة عمتها ، ولأنه لا يريدها ان تذهب ، ولأنه أحس بان اليد التي يريد أن يستبقيها في يده بدأت تنسحب بخفر ، سارع الى القول:
" وعمتك ، هل اعجبها العرض أيضا ؟".
" لم تتمكن من المجيء ، إضطرت الى ملازمة الفراشلوعكة صحية أصابتها ، لم استعمل إلا بطاقة واحدة ...".
" ألا تعرفين أحدا في سيدني؟".
" لا أعرف أحدا في استراليا كلها بإستثناء عمتي .. وانت ".
وإنسحبت اليد الصغيرة بعناء من أصابعه ، رغم محاولته التمسك بها مدة اطول.
" لا تذهبي... جاك !".
إلتفت عندما أحس بيد صديقه تلامس كتفه برفق ، إنه يعلم أن جاك لن يدعها تغادر المكان قبل ان يتفرّق كل الحشد ، وفعلا كان مدير أعماله عند حسن ظنه به ، حتى انه إستأجر لهما سيارة خاصة ، وحجز لهما في مطعم فخم يقدّم العشاء للساهرين حتى ساعة متأخرة من الليل ، جاك يعرف دائما كيف يعثر على أفضل المطاعم والاندية بعد ساعات قليلة من وصوله الى أي مدينة في العالم.
كاريسا مارتن ، إمراة مميزة فعلا ، كانت ترشده وسط الطاولات بلباقة ، وهي تمسك ذراعه ببساطة وعفوية كما تفعل أية سيدة جميلة عندما تخرج مع رجل ، جلسا ، كما اراد ، جنبا الى جنب حتى يتمكن من الإحساس بأدق تحركاتها ، قرأت له لائحة الطعام ، وتركته يختار الأصناف التي يحب ، لم تتكلم كثيرا ، سألت النادل عن شيء أو شيئين في القائمة وسكتت ، لاحظ كايد رنة الإعجاب في صوت الرجل وهو يجيبها ، إلتقطت أذناه بسرعة وسهولة ذلك التغيير الخفيف في نبرته ، الذي يفصح عادة ردة فعل أي رجل امام الجمال الانثوي.
إبتسم كايد برضى ، حسد الرجال كان خير تعويض له عن عماه ، ولذا كان يحيط نفسه دائما بالنساء الجميلات ليفخر بهن في أماكن كهذه ، وفي المناسبات الإجتماعية ، وكأنه يسجل إنتصارا على الرجال المبصرين .
لم يكن كايد يشاهد أبدا برفقة إمرأة عادية ، وعندما إنتهيا من تناول الطعام ، ألقى يده برفق على كتفها ، وباليد الثانية اخذ يلهو بالساعة على معصمها ،وسألها:
" ساعتك ذهبية اللون أليس كذلك ؟".
" نعم ".
" والأحجار الكريمة التي تزينها ليست من الماس ؟".
" لا ، من الزمرد ، احجار صغيرة الحجم ".
" لتليق بلون عينيك ؟".
ضحكت بخجل قبل أن تجيب بدلال ورقة :
" لونهما يتبدّل وفق مزاجي ، عندما اغضب يميل الى الاخضر ، وعندما أكون في حالة رومنطيقية حالمة يصبح رماديا ، لكن معظم الناس يقولون أنني عسلية العينين " وسمع كايد صوت النادل ينظّف الطاولة قربه فناداه ، إنحنى الرجل امامه بأدب :
" نعم سيدي ".
إلتفت كايد الى كاريسا وهو يوجه حديثه الى النادل :
" إنظر الى عيني السيدة الجالسة قربي ، وأخبرني ما هو لونهما؟".
" رمادي ... رمادي داكن".
" شكرا ، هذا كل شيء".
إبتسم كايد بثقة وهو يتمنى لو يستطيع أن يرى الإنطباع الذي إرتسم على وجهها ، وعلّقت كاريسا بإحتجاج :
" لم يكن ما فعلته عدلا ".
وظلّ ممسكا بمعصمها رغم محاولتها الإفلات منه ، وضغط عليه بعنف ليتغلّب على مقاومتها ، قبل أن يجيبها :
" ربما ، لكنك أنت ايضا كنت غير عادلة ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-12, 08:23 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأحس بيدها ترتعش في قبضته فتابع قائلا :

" لو كنت مبصرا لما حاولت خداعي ، ضحكت علي لأنك أحسست انني لن أعرف الحقيقة".
جمدت في مكانها ، وللحظات طويلة لم تنطق بكلمة واحدة ،واخيرا جاءه صوتها خافتا :
" آسفة ، لم أقصد ذلك ".
ورفع يدها الى فمه قبل أن يحررها قائلا :
" هل نذهب الان ؟".
قبل ان تجيب ، نادى النادل مجددا ووضع في يده ورقة نقدية :
" هل تطلب لنا سيارة أجرة لو سمحت ! ".
" حالا يا سيدي".
وعندما إبتعد الرجل إلتفت كايد الى كاريسا :
"تعالي ننتظر السيارة في الخارج ".
لحقت به بإستسلام وأمام الباب الخارجي سألها :
" هل ترين أحدا في الجوار؟".
" لا ، الوقت متأخر جدا ، والشوارع خالية ".
إرتعشت عندما وضع ذراعه حول خصرها وهو يهمس :
" والظلام دامس ؟".
" نعم".
"حسنا ".
وبسرعة خاطفة عانقها، وللحظة أحس بها تتصلّب ... وكأن ما فعل فاجأها ن إبتسم بسخرية وهو يقول في نفسه : طبعا ستفاجأ ! إنها تمثل دور الفتاة البريئة !
" هل اطلب من السائق أن يأخذنا الى فندقي مباشرة ؟".
إبتعدت عنه بسرعة وكنه لدغها :
"هل تقصد .... انت تريد ... لا ... لا استطيع....آسفة ".
تساءل كايد عن السبب الذي يجعلها تمثّل هذا الدور السخيف ، قالت له قبل قليل إنها لا تعرف أحدا في سيدني ، لماذا المماطلة؟ سيجعلها تغيّر رايها ، لكن لا بد ان يفعل ذلك بسرعة ، يومان وسيذهب كل واحد منهما في طريقه .
وضع يده على شعرها وأخذ يربت على رأسها بحنان .
" أمامنا يوم واحد فقط ، ألا تحبين رفقتي ؟".
ترددت قليلا قبل أن تهز رأسها بالإيجاب .
" لماذا لا تمضين إذن نهار الغد كله معي؟".
" لا أعرف ، لا أستطيع ان أعدك بشيء ".
" لكنك أكّدت قبل لحظة انك ترغبين برفقتي ".
وسمعت صوت السيارة تقترب من المنعطف ، فإبتعدت عنه وهي تقول بإرتياح :
" سيارة الأجرة ".
عندما إستقرّا داخل السيارة ، حاول مجددا ان يلفها بذراعه فإبتعدت عنه لتلتصق بالزاوية ، ما بها ؟ هل صحيح إنها محافظة الى هذه الدرجة ؟ ماذا تفعل معه إذن ؟ هو يعرف جيدا انها تشعر بميل نحوه ، فلماذا تتصرف هكذا ؟ سيترك المدينة بعد يومين ، فلماذا المماطلة ؟
امسك بيدها اليسرى ، لم تكن تضع خاتم زواج ، ليس هذا السبب إذن ، وأحس كايد بإرتياح كبير ، ظل ممسكا بيدها ، وسالها مرة اخرى :
" لم تجيبي على سؤالي بعد ! ".
" أن أمضي نهار الغد معك ؟".
"والليل أيضا ! ".
" لن أجيب على الجزء الثاني من السؤال".
وكاد كايد يفقد السيطرة على أعصابه ، ما بها هذه المرأة ؟ هل تريد التلاعب بعواطفه ، عرف من صوتها انها أشاحت بوجهها عنه لتنظر من النافذة .
فقال بحدة :
" لن تجيبي على الجزء الثاني من السؤال؟".
" لا ".
كانت ما تزال مشيحة بوجهها عنه ، ضايقه تصرفها فسالها بسخرية :
" هل يعجبك المنظر الى هذا الحد ؟".
إرتعشت أصابعها ، واحسب ها تلتفت اليه بسرعة :
" آسفة ، كيف عرفت ؟".
يبدو أن شقيقها لم يعلّمها كل شيء ، لكن ربما لم يكن من عادتها أن تحدّق في جهة أخرى عندما تخاطب شقيقها ، ولاحظ فجأة انها المرة الثالثة التي تعتذر منه في تلك الليلة ، كان الأمر سيزعجه في مناسبة أخرى ، او من إمرأة اخرى ، أما هي فاحب طريقتها في الإعتذار ، وعاد يسال برقة هذه المرة:
" فلنعد إذن الى الجزء الأول من السؤال !".
" كنت أعتقد انك تريد لا سماع رأيي بالجزء الأول ما لم اعطك اولا جوابي على الجزء الثاني".
" كاريسا يا عزيزتي ، تعالي معي غدا لنتعرف معا على المدينة أعدك بانني لن اضايقك بعد الان ".
واحسب ها تستريح في مقعدها وهي تقول بصوت طفولي:
" يسرني ان أقبل دعوتك ".
رغم كل إعتراضات جاك الذي كان يصرخ بأن هناك اشياء أهم يجب الإهتمام بها ، اصرّ كايد على تمضية اليوم كله مع كاريسا .
" انت مدير اعمالي يا جاك ، تصرف كما يحلو لك ، أعطيت نفسي إجازة هذا اليوم ".
" كاريسا مارتن ، أليس كذلك؟ هل تعرف يا كايد ماذا تفعل ؟".
" أعرف جيدا ، وكما قلت لك لا اريد رؤيتك هذه الليلة ".
" لكن كايد ...".
" ساراك غدا يا جاك ".
وإستقل السيارة التي كانت تنتظره في الخارج ليذهب وكاريسا الى الجبال المجاورة ، أخذت تصف له بدقة وشاعرية معالم الطريق ، وكان يستمع اليها بحنان ، وهو يحاول أن يرى من خلال عينيها روعة المناظر الطبيعية الممتدة أمامهما ، رأى الشمس تتوسط السماء وتلقي بخيوطها الذهبية على البحيرات النائمة ، وراى أشجار الصمغ تقف بإعتداد لتستقبل الضوء والهواء ، والعصافير الملونة تملأ الدنيا بمهرجان رائع من الأخضر والأحمر والأصفر ، وأخذ السائق يحدثهما عن الأساطير المرتبطة بهذه الأرض الرائعة ، فأضفى على الجو رهبة وغموضا ، وفي بقعة خلابة ترجلا أخيرا في احضان الطبيعة ، كانت تقوده برفق وسط الدروب الوعرة وهي تصف له جمال الزهور البرية الطبيعية ، والنباتات المتنوعة ، وحين وصلا الى أعلى التلة جلسا على صخرة صغيرة يتحدثان بإنطلاق وحرية ، كانت تحاول أن تجعله يشاركها روعة المشهد الممتد أمامهما ، وكأنها ترسم لوحة كلامية .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-12, 11:35 PM   #14

ام منى
 
الصورة الرمزية ام منى

? العضوٌ??? » 211610
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 437
?  نُقآطِيْ » ام منى is on a distinguished road
Chirolp Krackr

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


ام منى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-12, 08:28 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وتشعّب الحديث فسالها:
" السائق رجل في اواخر الخمسينات ، طويل القامة ، ويميل الى البدانة... اليس كذلك يا كاريسا؟".
" نعم ، هل أنت دائما بهذه الدقة في معرفة شكل الشخص الجالس أمامك ؟".
إبتسم بخبث وهو يجيب :
" وأنت شقراء الشعر ، معتدلة القامة ، ونحيفة البنية ...".
وتابع وصفه متجاهلا شهقة التعجب التي صدرت عنها .
" اما عمرك فيتراوح بين الواحدة والعشرين والثالثة والعشرين .... اليس كذلك ؟".
توقف قليلا ومن ثم ضحك لصمتها المتواصل :
" لن تخبريني عن عمرك ؟ الم أقترب من الحقيقة ؟".
" بلى ، لكن ألا تعرف أنه من غير اللائق سؤال المرأة عن عمرها الحقيقي؟".
" ما زلت صغيرة على القلق .... عليك الا تفكري بقضية العمر قبل أن تصلي الى عمري على الأقل ".
" انت لا تتجاوز الثلاثين ، ومن ناحية ثانية العمر ليس مهما بالنسبة الى الرجل ، أليس كذلك ؟".
" تعرفين عمري ! ".
" طبعا ، انا من المعجبات بك ، وأقرأ كل ما يكتب عنك ".
" حسنا ، وماذا تعرفين ايضا ؟".
"ولدت في مكسيكو ، والدتك من اسرة أسبانية عريقة عارضت زواجها من والدك ، فهربا معا الى الولايات المتحدة ، توفي والدك وأنت لا تتجاوز الرابعة من العمر ، وكان كل ما تركه لك قيثارة متواضعة ، عندما بلغت السادسة عشرة أخذت تعزف في المقاهي لتعيل والدتك وشقيقتك الوحيدة التي تصغرك سنا ، إكتشفك ...".
أوقفها بحركة سريعة من يده :
" حسنا ، أنت من المعجبات بي ، اصدقك الآن ".
" الم تصدقني عندما قلت لك ذلك في الطائرة ، أو عندما جئت الى الحفل ؟ ألم أقل لك بانني أحب موسيقاك ؟".
" وكنت أنتظر ان تقولي ايضا انك تحتفظين بكل أسطواناتي ".
وإبتسم لها ، لا إبتسامته الساخرة الشهيرة ، بل اخرى فيها الكثير من المرح والحنان .
" لماذا تضحكين ؟".
وإزدادت ضحكتها إتساعا :
" لأنني أحتفظ فعلا بكل اسطواناتك ، اقسم بذلك ".
نهض فجأة ورفعها من مكانها ليقربها منه ، شعر بأنفاسها الرقيقة تمر على وجهه كنسمة منعشة ، اراح كفيه على كفيها وسالها :
" تركت شعرك منسدلا اليوم ؟".
" نعم ".
ومرّر أصابعه بين الخصلات الناعمة ، وود لو لا يتركها أبدا .
" هكذا تبدين اصغر سنا ".
" ماذا ؟ كيف عرفت ؟".
وضحكت لتخفي حيرتها.
" أعرف ... من الطريقة التي يتفاعل بها الرجال معك ".
حاول ان يعانقها فقاومته بإصرار .
" أرجوك دعني ".
رنّة الخوف في صوتها فاجأه فحاول السيطرة على غضبه ، وكطفلة صغيرة عادت ترجوه بصوت خافت :
" ارجوك كايد ، دعني ".
فتركها على مضض وعادا معا الى السيارة .
توقف السائق امام فندق كاريسا ، صعدت الى غرفتها لتستبدل ثيابها ، وإنتظرها كايد في الردهة ، ثم ذهبا معا الى فندقه ، وجلست كاريسا في غرفة الإستقبال التابعة لشقة كايد تنتظره حتى يغيّر هو ايضا ثيابه ليتناولا العشاء في مطعم الفندق.
وعندما خرج أخيرا من غرفة النوم سألها :
" ما رأيك بربطة العنق هذه يا كاريسا ؟".
" جميلة ".
جاءه صوتها من الكنبة العريضة فتوجه اليها وهو يقول في نفسه أنه ربما يستطيع الآن أن يطلب العشاء الى الشقة ، لكن حين نفرت من لمسة يده عرف انه لن ينتصر هذه المرة أيضا ، همس بصوته الدافىء :
" الا تبيقين معي يا حبيبتي ؟".
لم تجب فعاد يهمس برقة :
" حبيبتي ! ".
لم يصدّق صوتها الهامس وهي تقول بأنها ستبقى معه ، حاول كايد جاهدا ألا يدع فرحة الإنتصار تبدو بوضوح على وجهه.
" حسنا ، فلننزل الى المطعم إذن ".
تناولا العشاء على ضوء الشموع ورقصا معا وهو يهمس لها بأرق الكلمات ، وعندما عادا الى الشقة أحس كايد أن كاريسا عادت تتصلّب مرة أخرى ، لن تغيّر رأيها الآن ؟ ما بها تتلاعب بعواطفه هكذا ؟ لن يدعها تفلت منه هذه المرة !
" لماذا لم تخبريني ؟".
لم تجبه ، ظلت صامة، أحس انها تحاول بجهد المحافظة على هدو اعصابها ، لم تكن تبكي على الأقل .
" لماذا لم تخبريني أنك لم تعرفي رجلا من قبل ؟".
وتوقف فجأة عند فكرة إخترقت ذهنه بسرعة وجعلت قلبه ينبض ، أمسكها بكتفيها وهو يشعر برغبة مجنونة بهزّها بعنف ، سالها بقسوة :
" كم عمرك؟".
" عشرون عاما ".
بدت خائفة ، لن تخدعه هذه المرة ، عاد يهزها بعنف وهو يكرر سؤاله حتى إنهارت باكية وهي تعترف بالحقيقة.
" سبعة عشرة عاما ".
صرخ عاليا :
" يا ألهي ... يا الهي".
كم كره نفسه في هذه اللحظة ، شدّ اصابعه على كتفيها وكانه يريد ان يحطمها ،حاول جاهدا ان يسيطر على أعصابه كي لا يضربها ، يكفيه ماحدث ، وسمعها تقول :
" أرجوك يا كايد ، أنت تؤلمني ".
إبتعد عنها وهو يزمجر :
" يا لك من فتاة بلهاء ... يا لك من مجنونة ! ".
تركها وذهب الى الحمام ووقف تحت المياه الباردة ، وعندما عاد الى غرفة النوم وجدها تغط في نوم عميق ، لا بد أنها بكت كثيرا ، لن يشفق عليها ، إنها لا تستحق الشفقة ، فتاة مخادعة ، هي السبب في كل ما حدث ، جلس في غرفة الإستقبال يدخن بعصبية وعندما نفض رماد سيكارته لمس العلبة الصغيرة التي أعطاها له جاك بالأمس ، كان قد طلب منه أن يشتري قطعة من المجوهرات مطعّمة بالزمرد ، فتح العلبة وبدا يلهو بالأسوارة الذهبية الرائعة المزينة باحجار الزمرد ، جاك يعرف ذوقه تماما ، صحيح أنه لا يستطيع ان يراها لكنه يشعر يصياغتها الدقيقة ، بعد دقائق سمع كايد تململ كاريسا ، ووصله صوتها المتردد يناديه بخوف :
" كايد... كايد... اين أنت ؟".
نهض من مكانه وذهب اليها .
" كايد ، الغرفة مظلمة جدا وأنا لا ارى شيئا ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-12, 09:38 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وبعصبية أدار مفتاح النور وناداها آمرا :
" تعالي هنا ، أعطني يدك ".
إقتربت منه بخطى مترددة ، أمسك يدها بعنف ، وضع الإسوارة حول معصمها وإبتعد.
إرتجف صوتها وهي تسال :
" هذه الإسوارة... هل إخترتها لي خصيصا ؟".
" نعم ، الا تعجبك ؟".
" بلى تعجبني ... طبعا أعجبتني ، إنها جميلة جدا ، شكرا ... لكني لن اقبلها ".
سمعها تنتزعها من معصمها لتضعها على المكتب المجاور ، لامس شعرها خده وهي تمر به ، فعبق انفه برائحتها الذكية ، لم يعد يستطيع لجم غضبه فسخر منها بقسوة :
" طبعا ، آسف ، نسيت ان الصغيرات هنّ أغلى ثمنا من غيرهن ، أعذريني لم أكن أعرف عندما إخترت هذه الهدية أنك من تلك الفئة من النساء ".
" كايد ! ".
لفظت إسمه بالألم وكانها لا تصدق ما سمعت ، هل يقصد فعلا ما يقول ؟ وأحست بسكين يمزقها بدون رحمة ، أما هو فشعر بالرضى للألم الذي سببه ، وجاءه صوتها خافتا متشنجا :
" أنت لم تشتريني ".
" بلى إشتريتك ، أنا دائما اشتري نسائي بطريقة أو بأخرى ، هذه هي الوسيلة الوحيدة التي استطيع بها التأكد بأنهن لا يخرجن معي بدافع الشفقة فقط ".
" انا لم اشفق عليك ، أنت تعرف ذلك جيدا ، ومن جهة أخرى أنا لا أستطيع أن أقبل هدية ثمينة كهذه ".
"ولماذا ؟ فزت بها عن جدارة ! ".
" كفى يا كايد ، ارجوك ".
ستبكي الآن ، لا بد وان تنهمر دموعها ، لكن صوتها الذي خدعه بنضجه إرتفع هادئا ينم عن إعتداد غريب بالنفس ".
" وكيف أشرح لهلي سبب حصولي على هدية كهذه ".
تعليقها ذكّره كم هي صغيرة ، فعاد الغضب يتاجج في صدره ، كيف سيتصرف مع هذه الطفلة الغبية التي تحاول أن تلعب لعبة الكبار .
" ستختلقين لهم عذرا ، أنت ماهرة جدا في الكذب والخداع ".
" انا لم أكذب عليك ".
وتابعت بهدوء مفاجىء :
" أعلم أنك ظننت بانني أكبر سنا ،لكنني لم أخدعك أنا بحقيقة عمري ".
" قلت أنني لم اخطىء كثيرا حين اشرت الى ان عمرك قريب من الثانية والعشرين أو الثالثة والعشرين ...".
" او الواحدة والعشرين ! ".
ذكّرته برقة وعندما ظلّ صامتا اضافت :
" حسنا ربما إعتبرتها كذبا ، ألهذا أنت غاضب مني الى هذا الحد ؟ كم اجل كذبة بيضاء صغيرة ؟".
صرخ بغضب :
" نعم ، كذبة لم يكن ليصدقها أي رجل مبصر ، لم يكن بإستطاعتك الكذب على رجل سليم".
"كايد ، آه ، كايد ".
إحتجت بمرارة وهي تحاول أن تدافع عن نفسها .
" أي رجل كان سيصدق ، اقولها بصدق ، معظم الناس يظنون بأنني في العشرين ، أبدو أكبر من عمري الحقيقي ".
" اشك بما تقولين أيتها المخادعة الصغيرة ".
" لم أقصد خداعك ".
" بل قصدت ذلك ".
وأحس برغبة مجنونة في إيذائها أكثر .
" اردت إمرأة وليس طفلة ".
أصابها السهم بقوة فاجابت بألم :
" لست طفلة ، بل انا معجبة بك منذ زمن بعيد ،وعندما عرفتك شخصيا ... أحببتك ".
أجابها بوحشية :
" في يومين فقط ، احببتني ، لا تكوني بلهاء ولا تكذبي عليّ بقصص الحب هذه ".
" لا تكن قاسيا ، انا أعرف عنك الكثير ".
" ما قرأته في الصحف ؟ معظمه اكاذيب وقصص يختلقها جاك وغيره ، حتى إسمي ليس حقيقيا ... مجرد اكذوبة ، انت لا تعرفين شيئا عني ".
" بل أعرف الكثير ، لا يهمني إن كانت معظم القصص التي تروى عنك مختلقة ، أو أن كان إسمك مزيفا ... ما يهمني ، وأعرفه جيدا ، انك عملت بإصرار حتى تصل الى حيث أنت الآن ، ولتتغلب على كل الحواجز التي تعترض طريق أي فنان ، وأعرف ايضا انك تستطيع ان تكون طيبا ولطيفا ... وقاسيا ".
" وصفك لشخصيتي يتجاهل نقطة مهمة ، وهي ان الرجال يصبحون لطفاء عندما يريدون الحصول على شيء ما ، ويظهرون على حقيقتهم فور حصولهم عليه، الم تكوني تعرفين ذلك ؟".
" وكيف أعرف ؟".
" صحيح ، نسيت أنها المرة الأولى التي تتعرفين فيها على رجل ".
تكلم بسخرية لاذعة جعلتها تشعر وكأنها طفلة صغيرة يؤنبها الكبار على غلطة كبيرة إرتكبتها.
فقالت بإستسلام :
" آسفة ".
" ماذا كنت تفعلين وحدك في الولايات المتحدة أي نوع من الأهل لديك ؟".
وإحتجت بسرعة على هذا التعريض بوالديها :
" إنهما رائعان ، لا بد وأن يصابا بخيبة أمل كبرة عندما يعرفان بأنني ....".
" لا أظن ذلك وإلا لما تركا إبنتهما تجول العالم بمفردها ".
" ذهبت الى الولايات المتحدة في بعثة دراسية وعشت هناك سنة واحدة فقط ، كانا يظنان ان عمتي ستنتظرني في المطار ، قلت لك هذا من قبل ".
عمتها المريضة إذن موجودة فعلا.
" آسفة ".
ردّدت مجددا فغضب كايد لأعتذارها المتكرر .
" كفي عن الإعتذار ارجوك ".
إبتعد عنها وهو يلوح بيديه غاضبا ، ومرّر أصابعه في شعره محاولا أن يسيطر على إنفعاله .
" كان عليك أن تخبريني أنها كانت المرة الأولى ".
" لماذا ؟ ما الفرق ؟".
" لو عرفت ما كنت إقتربت منك ".
وتسمرت كاريسا في مكانها ، حتى لم يعد كايد يسمع صوت أنفاسها ،وبعد دقائق لم يعد يشعر حتى بوجودها ، اين هي ؟ هل غادرت الغرفة ؟ هل تركت الشقة ؟ وبغضب أخذ يدور حول نفسه في الغرفة بدون ان يحسب خطواته كعادته ، وعندما توقف اخيرا لم يستطع أن يحدد مكانه ، لا شيء قربه يدلّه على الموقع الذي يقف فيه ، ماذا لو إقترب خطوة اخرى وجد نفسه يصطدم بالحائط ، او بأحد المقاعد ، وفجأة تملكه الخوف فصرخ بحيرة :
" كاريسا اين انت ؟".
وأحس بها ترتمي على صدره فضمّها اليه بعفوية وهو يسمعها تهمس برقة :
" كايد انا هنا ، لا تخشى شيئا ، أنا هنا ".
وضع رأسه على شعرها ، وشدّها اليه بقوة وهو يمسح دموعها باصابعه، وأحس كايد بمرارة شديدة عندما عرف ان الفجر بزغ في تلك اللحظة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-12, 11:30 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- هل مرّ زمن !

قفزت كاريسا من الباص حتى قبل ان يتوقف تماما في المحطة، وتوجهت مسرعة الى مقر عملها ، ردهة البناية الكبيرة كانت شبه خالية ، ولم يكن هناك أحد غيرها في المصعد الذي صعد بهدوء الى الطابق الخامس .
مشت في الرواق الطويل المفروش بسجاد انيق ، وتوقفت امام لافتة سوداء مزينة بحروف ذهبية، كتب عليها ، موريس كاري ويات ، متعهد الحفلات الفنية في نيوزيلاندا ، فتحت الباب ودخلت الى المكتب الذي عملت فيه طيلة السنوات الخمس الماضية .
ألقت تحية الصباح على الفتاة الجالسة وراء مكتب الإستقبال ، هنا بدأت حياتها المهنية ، لم تكن تتجاوز العشرين من العمر عندما إلتحقت بخدمة موريس وبات ، متعهد الحفلات المعروف ، الذي يشهد له الناس بانه هو الذي وضع جزر نيوزيلندا على لائحة أشهر المغنين العالميين .
اليوم هي تشغل منصب المساعدة الشخصية لموريس وتعمل في مكتب خاص بها ، وتتقاضى راتبا يليق بمركزها الجديد ... هي اكثر من سكرتيرة من الدرجة الأولى ، انها تنوب عن موريس في الإشراف على كل الترتيبات النهائية المتعلّقة بالحفلات التي يتعهدها ، وتتخذ كل القرارات الحاسمة عندما يضطر موريس للسفر في مهمة ما ، كما هو الحال الآن ، مديرها الآن في استراليا وهي تتولى إدارة شؤون المكتب .
واوقفها صوت موظفة الإستقبال وهي تهم بالدخول الى مكتبها .
" السيد ويات ينتظرك يا نسة مارتن ! ".
" هل عاد من سفره ؟".
كانت تعلم ان طائرته وصلت في الصباح الباكر لكنها لم تتوقّع أن يكون في مكتبه قبل الظهر ، عاد يذهب الى شقته ليستريح قليلا ، قبل العودة الى العمل ، كانت رحلاته كثيرة ومتعبة ، لكن كاريسا لم تسمعه يشكو مرة واحدة من الإرهاق ، كم هي معجبة بهذا الرجل .
" قال انه يريد رؤيتك فور وصولك ".
" شكرا يا ساندرا ، ساذهب اليه حالا ".
وتوجّهت كاريسا الى مكتب موريس وهي تتساءل عمّا يمكن ان يستدعي كل هذه العجلة .
في الرواق المؤدي الى غرفة مديرها ، القت نظرة خاطفة على مجموعة صور لأشهر الفنانين العالميين ممهورة بتوقيعهم الشخصي، كلهم زاروا نيوزيلندا بناء على إلحاح موريس الذي كان يبذل كل ما في وسعه ليقنعهم بأن بلاده جديرة بإهتمامهم .
لم تكن كاريسا تعلم سبب زيارته الأخيرة الى أستراليا ، لا بد أن الرحلة كانت في غاية الأهمية ، قرات في الصحف انه من المتوقع أن يزور سيدني قريبا أحد اشهر المغنين العالميين ، لا بد أن موريس ذهب شخصيا ليقنعه بوضع نيوزيلندا على لائحة جولاته الفنية ، وهو يريدها الآن ، ليطلعها على كل ما تم بهذا الشان ، ومن المؤكد انه سيطلب منها الإشراف على الترتيبات النهائية لأستقبال الضيف المعروف.
كان موريس يقف قرب النافذة عندما دخلت كاريسا المكتب ، لاحظت فورا انه يضغط على ذقنه بحركة عصبية ، مما يعني أن أمرا هاما يقلقه.
" لم أتوقع عودتك بهذه السرعة يا موريس ، بلّغتني ساندرا أنك تريد رؤيتي ، لا بد ان الأمر في غاية الأهمية ".
أشار بيده الى مقعد قريب فجلست كاريسا تنتظر أن يبادرها الحديث.
موريس رجل ضخم الجثة ، كثيف الشارب ، شعره الأسود يغطي ياقة قميصه ، وفي عينيه الزرقاوين بريق حاد ينم عن ذكاء مميّز وقدرة على إلتقاط أدق التفاصيل .
وفجاة إرتفع صوته قائلا :
" كاريسا ، اريدك ان تساعديني في أمر مهم جدا ".
وأخذ يسير في الغرفة ذهابا وايابا وهو واضح العصبية ، إبتسمت كاريسا وهي تجيب :
" هذا ما اتقاضى راتبي من أجله ، ما الأمر هذه المرة ؟ هل تعاقدت مع فنان مزاجي الطباع ؟ شخص يحتاج الى الكثير من الصبر والإهتمام ؟".
كانت تحب المهمات الغريبة ، وتهوى التحدي ، ومن إيجابيات عملها انها كانت تتعرض دائما لمفاجآت مثيرة تكسر حدة الروتين وتدخل التجديد على حياتها.
كان من الواضح ان موريس يتردد في طرح الموضوع عليها ، لا بد أنه يعتقد أنها لن تحب هذه المهمة الجديدة، سألته بفضول فيه شيء من القلق.
" ما الأمر يا موريس؟".
" أريد ان احذرك اولا أن الأمر في غاية السرية والخطورة ، إنها قضية حياة أوموت ، لو نطقت بكلمة واحدة...".
وغمزت كاريسا بعينيها وهي تقاطعه :
" لن انطق باي كلمة ".
" وتستطيعين ايضا رفض المهمة ، لأنها ... لا تدخل ضمن نطاق المهام التي تتقاضين راتبك من اجلها ، لكنني اتمنى قبولك القيام بها ، لأنني أثق بك جدا يا كاريسا ، أنت إنسانة ذكية يمكن الإعتماد عليها ، هذه المهمة تحتاج الى شخص مثلك تماما ، واعرف أيضا أنك قادرة على التعامل مع هذا الفنان ".
إبتسمت كاريسا وهي تجيب :
" لماذا كل هذه السرية يا موريس ؟ من هو هذا الفنان ؟".
" إنه من المطربين المعروفين ، لا اريد ذكر أي أسماء الآن ".
وتلفت حوله وكان الغرفة مجهزة بآلات تنصّت خفية ، إبتسمت كاريسا رغما عنها .
رغم كل السرية التي يضفيها موريس على الموضوع ، كان من الواضح انه يستمتع بكل لحظة من هذه المغامرة الجديدة .
" ما اريده منك هو الإهتمام به بضعة أيام ، أو ربما بضعة اسابيع ، أعرف انك قمت بمثل هذه المهام من قبل ، لكن الأمر يختلف هذه المرة ، المهمة خطرة وقد تتعرضين لسوء ما ".
" لماذا ؟ انا لا أعرف أي مطرب مشهور له هذه الميول الإنتحارية ! ".
" لا ، ليس إنتحاري الميول ، لكنه مهدد ! ".
" مهدد ؟ هل تقصد أن شخصا ما يحاول قتله ؟".
" شخص ما حاول قتله مؤخرا : لا احد يعرف انه موجود هنا الان ... على القل آمل ذلك ، المهم أن يختفي عن الأنظار لفترة معينة ، هو بحاجة الآن الى من يهتم باموره .... انت يا كاري ... ارجوك ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-12, 11:21 AM   #18

omdaeme

? العضوٌ??? » 150802
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » omdaeme is on a distinguished road
افتراضي

A;vhhhhhhhhhhhhhhhhhhفين باقى القصة

omdaeme غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-12, 02:18 AM   #19

rena koka

? العضوٌ??? » 207842
?  التسِجيلٌ » Oct 2011
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » rena koka is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

rena koka غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-12, 05:32 PM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ولم تستطع كاريسا ان تستوعب كل هذه التفاصيل الغريبة دفعة واحدة فسالت :
" وهل احمل مسدسا ؟".
" كفي عن المزاح رجوك ، القضية في غاية الجدية والخطورة ".
" آسفة ، لكن قل لي بصراحة يا موريس ، هل تعتقد فعلا ان شخصا ما حاول قتله ، اليس الأمر مجرد خدعة إعلامية للفت أنظار الجمهور الى جولته الفنية الأخيرة ؟".
" لا يا كاريسا ، ليست لعبة ، أعرف مدير اعماله جيدا وهو الذي اخبرني بما حدث ، تستطيعين رفض المهمة إن كنت خائفة ، لكنني بامس الحاجة الى إنسان اثق به كنفسي ".
" شكرا على الإطراء ".
" تعرفين جيدا ان ما اقوله ليس إطراء الكلمات المعسولة والتي لم تمكن أي رجل من كسب قلبك ، ولذا إخترتك أنت بالتحديد لهذه المهمة ".
وقبل ان تجد الإجابة المناسبة أضاف قائلا :
" فكري جيدا بالأمر ، وإذا كان الجواب إيجابيا سنتابع الحديث في سيارتي ".
وبعد دقائق معدودة أجابت :
" الجواب...نعم ! لكن لماذا نتابع الحديث في سيارتك وليس هنا ؟".
إرتاحت ملامحه وهو يجيب :
" ساشرح لك كل شيء ونحن في طريقنا ... اليه ".
ولم تكد تمر دقائق حتى كانا في سيارته في طريقهما الى شقته ، وعندما لم ينطق موريس بكلمة واحدة سالته :
" قلت أنك ستشرح القضية بتفاصيلها قبل وصولنا الى البيت ".
"حسنا ، حدثت كل التطورات خلال رحلتي الأخيرة الى استراليا .... لا أريد ذكر أي اسماء".
ولاحظت كاريسا ان موريس يستمتع فعلا بكل هذه الأسرار ، وكل هذا الغموض .
" الشخص المعني بالأمر مطرب معروف جدا في الولايات المتحدة ، ويبدو أنه تلقى في الأشهر القليلة الماضية العديد من رسائل التهديد ، والمكالمات الهاتفية المزعجة ، ولذا نظم له مدير اعماله الجولة الفنية التي قام بها مؤخرا في أستراليا ، على أمل ان يتمكن رجال الشرطة من العثور على مصدر التهديد خلال غيابه ، وظن الجميع ان هذا المطرب سيكون بأمان طالما هو خارج البلاد ، لكن أحدا ما هاجمه في ملبورن وكاد يقتله ، لحسن الحظ لم يصب إلا بجروح طفيفة ... وهرب المعتدي ،وعندما فشل رجال الشرطة في القبض على المجرم ، رأى مدير اعماله ان يستعين بخدمات مؤسسة خاصة للتحري ، عرضت عليه وضع خطة معينة ...".
وتردّد موريس لحظات قبل ان يتابع :
" وعرضت عليهم مساعدتي ، منذ زمن طويل أحاول إقناع هذا المغني بزيارة نيوزيلندا ، لو ساعدته الآن ، لا بد وأن يبادلني خدمتي بخدمة اخرى ، اليس كذلك؟".
" نعم ، ما هي الخطة ".
" الفرقة الموسيقية المرافقة له عادت الى الولايات المتحدة في الوقت المحدد ، أي فور إنتهاء الحفلات في أستراليا ،وكذلك فعل مدير أعماله ، اما هو فجاء معي سرا".
" جاء معك ، هو في شقتك إذن؟".
" نعم ، ولذا كنت أريد العودة الى هناك باسرع وقت ممكن ، لا اعتقد أن أحدا يعرف بوجوده هنا ، لكنني اعترف لك أنني في غاية القلق".
" الى متى تنوي إخفاءه في شقتك ؟".
" الليلة فقط ، غدا ستذهبان معا الى المنزل الريفي".
" المنزل الريفي...".
وسرحت كاريسا بافكارها بعيدا ، إنه المكان الذي يستعمله موريس لأستضافة المشاهير للإستراحة في احضان الطبيعة ، المنزل يقع قرب بحيرة رائعة ، وهومحاط بغابات خضراء توحي بالسلام والطمانينة ، المكان آمن فعلا ، والمنطقة شبه منعزلة ، وغير آهلة إلا بعدد قليل من الصيادين يعيشون في أكواخ بسيطة تتناثر حول البحيرة... لكن ماذا لو تمكن المجرم من العثور عليهما هناك ! لن يستطيعا النجاة من براثنه.
وإحتجت كاريسا عاليا :
" أنا لم أحمل سلاحا في حياني ، كيف أحميه؟".
" لا تقلقي ، لن تكونا بمفردكما ، سيرافقكما حارسان إختارتهما وكالة التحري للسهر على سلامتكما ، مهمتك هي الإهتمام براحته ، وإعداد طعامه وغسل ملابسه...".
" أي مجرد خادمة متواضعة !".
" متواضعة ! بمرتبك ! ".
" انا استحق كل قرش اتقاضاه يا موريس ، وانت تعرف ذلك جيدا ".
واسرع موريس يؤكد لها :
" اعرف.... أعرف ، صدقيني لو وجدت خادمة اثقب ها تماما ،كما اثق بك ، لما طلبت منك القيام بذلك ".
" اكره إعداد الطعام ! ".
" لكنك ستفعلين ذلك من اجلي ... اليس كذلك ؟ لا تحدثيني الآن عن حقوق المرأة وتحررها ، انا بحاجة ماسة اليك يا كاري".
وإستسلمت كاريسا اخيرا :
" حسنا ، أوافق شرط أن لا تطلب مني إعداد الطعام للحارسين أيضا ، يكفيني الإهتمام بفنانك الذي يكاد يموت خوفا".
" لا ليس من النوع الذي يخاف شيئا ! إنه رجل مجنون وحاد الطباع ، لو ترك له المجال لذهب بنفسه للبحث عن المعتدي ، لم يكن ليأتي معي لو لم يرغمه رجال الشرطة على ذلك".
" ارى أنها ستكون إجازة ممتعة جدا".
" في كل حال أريد أن أطمئنك الى أنك لن تعدّي الطعام للحارسين ، سيتظاهران بانهما من صيادي الأسماك وسيعيشان في كوخ قريب لمراقبة كل التحركات المشبوهة ، وأنت و .... لا أريد ذكر إسمه... ستبقيان بمفردكما في المنزل الريفي ، إبعادا للشبهات ".
" ماذا تعني ؟".
" ستكونان عروس وعريس يقضيان شهر العسل في مكان حالم ، وهذا سيبرر عدم خروجكما كثيرا خارج المنزل ".
" آه ، فهمت الان ".
وصمتت كاريسا وهي تحاول ان تزن القضية من مختلف جوانبها ، لو كان والدها على قيد الحياة ، لما وافق على قيامها بهذا العمل ، لكنه توفي ووالدتها قبل أربع سنوات في حادث سيارة، أما شقيقها كليف فيعيش في مقاطعة أخرى ، لن يمانع حتى لو عرف بالأمر ، علاقتهما جيدة لكنهما لا يتدخلان بأمور بعضهما الشخصية.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.