11-02-12, 09:57 PM | #11 | ||||
| قناع من الخداع 19 فترة قصيرة في اليومين الماضيين بسبب تأخر موعد الطائرة ، كما وانني مرهق ، وهذا هو سبب دعوتي لك وليس هناك من سبب آخر . مفهوم ؟ " قالت بهدوء : " بالتمام . " بدت وكأنها غير متأثرة بكرهه الظاهر لها فقالت : " لكنني اريد الحفاظ على استقلاليتي . اصر على دفع نصف الاجرة . " نظر اليها متفاجئاﱟ وهز كتفيه : " حسناﱟﱟ . لما علّي ان أفقر نفسي لأجلك ؟ " شحب وجهها ، وبالكاد سمعته يصرخ بالسائق لينطلق . سارت السيارة ببطء في الليل المظلم بينما جلست ميرديث بدون حراك ، تتذكر بألم متى سمعت هذه الكلمات من قبل : " افقر نفسي . " لقد حدث ذلك منذ سنة تقريباﱟ ، عندما اوصل ساعي البريد رسالة من فينيس الى كوخ صغير في وايلز كانت تتشارك بالسكن فيه مع جدتها . قرأت جدتها الرسالة ، صرخت بألم وسقطت منهارة . شعرت ميرديث ان الذكرى تجلّدها حتى العظم ، متذكرة كم عانت لتخفف عن جدتها خلال الانتظار الطويل لوصول سيارة الاسعاف لنقلها الى المستشفى ، وهي تعرف ان جدتها تتعرض للمرة الثالثة لأزمة قلبية . بعد فترة طويلة قرأت تلك الرسالة . انها مرسلة من شخص يدعى كورزيني ، طالباﱟ منها ان تعي له المفتاح ومهدداﱟ بأنه سيتقدم بشكوى ضد جدتها مدعيا عليها بالابتزاز . وانهى رسالته بالقول : " لقد افقرت نفسي لأجلك لسنوات طوال . ولن استمر بذلك ابداﱟ . " حتى الان ، مجرد تذكر الامر ، يملأها بشعور أليم يحز داخل 20 قناع من الخداع قلبها . كان اتهامه خطأ غير معقول . كانت ترغب بمراسلة الرجل لتعترض عما قاله ، لكنها لم تكن تملك عنواناﱟ له ، وفقط عندما امتلكت الوكالة الكاملة بالتصرف عن جدتها وجدت صلة وصل بين فينيس وبنك دو أورو . والان هي وجهاﱟ لوجه مع الرجل الذي يعتقد حقاﱟ ان جدتها مذنبة . اخذت نفساﱟ عميقاﱟ لتستجمع قوتها . وسألت بهدوء : " ما هي العلاقة بينك وبين كورزيني ؟ " نظر اليها بعينيه الغامضتين للحظة ثم ابعد عينيه وهو يقول : " ان لديه حساب في البنك . " على الرغم من دقات قلبها السريعة ، حاولت ان تهدأ نفسها وان تكون منطقية : " لقد فهمت ، ومن الطبيعي ان تقف بجانبه ، اذا كان من احد زبائنك . استطيع ان افهم تجهمك علّي . " قال بسخرية قوية : " هذا كرم منك . اولاﱟ حاولت تضليلي بأنك ستدفعين نصف الاجرة والآن تخبريني انك تسمحين لي باحتقار المجرمة . " صرخت وهي ترفع نظرها نحوه : " المجرمة ! لا ، لا ... اعطني فرصة لاشرح لك . " " سأعطيك ذات الفرصة التي اعطيها لثعلب جائع في قفص للأرانب ، لا تحاولي ان تتملقيني . انني محصن ضد النعومة والتصرف بخفة . " قالت بكبرياء واضح : " اه ، هل تدينني بكل بساطة ؟ " تنهدت بقوة وهي تحاول التخيف عن نفسها . بسرعة امسك وجهها بيديه : " نعم ، انا افعل ذلك . " واخذ يدرس وجهها باهتمام . نظر الى عينيها ، وكأنه يسلط عليها اشعة ليزر لتصل الى دماغها . قناع من الخداع 21 تعجبت ميرديث من شدة تأثرها به وسألت بصوت اجش : " ما الذي تنظر اليه ؟ " " البراءة . " " وماذا ؟ " ساد صمت غريب في السيارة . ابتعدت عنه لتجلس في زاوية السيارة بينما ابعد يديه عنها ليفك ازرار معطفه ، وليظهر بدلة مخططة انيقة وثمينة . تمتم قائلا : " انني ادرس الوقائع باهتمام . " قالت ببطء : " انت لا تملك اية وقائع . " امسك بربطة عنقه الذهبية ليخفف من شدتها حول عنقه وعندما شاهدت قميصه ذات اللون الكريم الشاحب ووجدت نفسها تشعر بتشوش غريب في داخلها . ابتسمت من نفسها ، على تفكيرها السخيف . فهذا ليس ابن مزارع في قريتها ، يهتم ليقترب من الفتاة الوحيدة الجميلة على بعد عشرين ميلاﱟ ! تمتم يائساﱟ : " انت لا تشبهين بشيء الرجل الذي كنت اتوقع قدومه . " قالت بقسوة : " شكراﱟ لك ، اعتقد ان هذا مديح لي . ان تخيلاتك الواسعة جعلت من ميرديث وليمز عضو في عصابة مشهورة . " ابتسمت ابتسامة مقتضبة ، تريد ان تخفف عنه ببعض المرح : " وعوضاﱟ عن ذلك لقد وجدت امرأة شابة تضع قبعة على رأسها كغطاء لإبريق الشاي . اتمنى ان لا يكون قد خاب ظنك ؟ " لم يجب ، لكنه حرك شفتيه بطريقة كأنه سعيد بشيء ما ، فتمنت ان يكون ذلك بسبب طبعها المرح الشجاع . ربما 22 قناع من الخداع تستطيع ان تربحه لجانبها في النهاية لكن كلماته التالية قضت على كل آمالها . " خاب ظني ؟ اجل ، انني كذلك . كنت اتمنى لو انك علقت بعاصفة ثلجية . " احمر وجهها من كثرة الاحراج ، وصرخت : " هذا امر غير لطيف البتة . " " كذلك الابتزاز . " قالت بحزن : " أوافقك الرأي ، وسنعمل على توضيح سوء التفاهم هذا ، اذن اخبرني ماذا تعتقد انك تعرف عني . " اصبحت عيناها الزرقاوان غامضتين ، وهما تنظران اليه بتحد . فهناك عواصف قوية في عيني ذلك الرجل ، وقد تسقط كلها على رأسها . اشارات صغيرة تخفي وجود الخطر المسيطر عليها . وجهه القاسي ، الخيوط البيضاء حول شفتيه . والاعصاب المشدودة واضحة في جسده لكن ، مهما كان ذلك خطراﱟ لها ، عليها العمل على وضع كل شيء في نصابة . قال بصوت قاسٍ : " اعلم كل شيء ، انا من أستلم رسالتك الى البنك ، متسائلة عن الحساب الشهري الذي يصل الى حساب جدتك . " قالت متلعثمة : " نعم ، وهذا ما يدهشني ، اذ قد يكون هناك علاقة بين هذه الاموال واتهام كورزيني . لم تجب ابدا على رسالتي . " قال بسرعة : " هذا أمر لا يعنيكِ . " اجابت تدافع عن نفسها : " بالطبع يعنيني ! قلت لك ان لدي وكالة تتعلق بكل اعمال جدتي . " | ||||
11-02-12, 10:43 PM | #12 | ||||
| قناع من الخداع 23 " لكن لماذا ؟ " " لقد تعرضت الى ذبحة قلبية واصيبت بشلل كامل . " سأل بتوتر واضح : " ولا ... كلمة ؟ " لم تفهم ميرديث ردة فعله ، همست : " عزيزتي المسكينة ، حتى انها لم تتمكن من كتابة رسالة لتقول فيها ما تريده . لقد حاولت ايضا ، بصعوبة بالغة ... " تمتم بنعومة : " اراهن على ذلك . " صرخت مندهشة من فقدانه الاحساس بالرأفة : " انك رجل كريه . اعلم انها قد تعرضت سابقاﱟ لأزمة قلبية ، لكنني ألوم كورزيني بالتأكيد على ما اصابها . اذا كنت سأكره احدا ما ، سيكون هو بالتحديد ، وسأخبره بذلك ، عندما أقابله . " لمعت عينا ليسنزو على الفور لكن ميرديث على تتأثر بذلك . " الابتزاز حقاﱟ ! كيف يمكن ان تكو سيدة عجوز بريئة لا تعمل الا بأبرتها ، وتصلك رسالة كهذه ؟ " " انها بريئة ! " عادت ميرديث تجلس في آخر المقعد ، لا تهتم لشيء الا ان توضح للرجل ، كم ان جدتها امينة وصادقة . قالت وكأنها تنفجر من شدة الغضب : " كلامك سخيف ! كيف يمكن لامرأة لم تترك بلدها يوما ان تتعرف على شخص من فينيس ؟ حتى انها لا تحب الغرباء ! فهي من وايلز ، كما وانها لم تكن تعترف بباقي الشعب الانكليزي ، فكيف بها مع الايطاليين . " قال معترفا : " انت تدافعين عنها بقوة ، ولو كانت على خطأ . اكاد ان اعجب بك بسبب شدة ولائك . " قالت بحماس : " انا ادافع عن اي شخص من عائلتي يتعرض للتحدي وللاهانة . الا تفعل ذلك انت ايضاﱟ ؟ " 24 قناع من الخداع ضاق وجهه حتى بدا وكأنه مصنوع من رخام وليس من لحم ودم . قال " بالطبع ، افعل ذلك . فعائلتي هي حياتي . " لمعت عيناه بحرارة واضحة وهو يتابع : " سأعمل على تحطيم اي شخص يهدد سلامتهم . " بدأت بالقول ، محاولة ان تجد امراﱟ مشتركاﱟ بينهما : " يسعدني انك تشعر كذلك ... " " اذا ، ليس من الحكمة ان تفرحي . لأن ما اشعر به يجعلك في وضع خطر . " قال هذا بصوت ماكر وعيناه تهزآن من غضبها " لا تحاولي ان تفهمي ما اقوله على طريقتك . اخبريني . لما انتظرت كل هذا الوقت لتحضري الى هنا ؟ " شد بيده على ركبتها وهو يسأل بكبرياء : " هل احتجت لكل هذا الوقت لتخترعي هذه القصة ولتختاري ثيابك من مركز للاحسان ؟ " صرخت : " ايها الوحش ! كيف تجرؤ لتسخر من ثيابي ؟ لا استطيع ان افعل احسن من ذلك . اما بالنسبة لتأخري عن الكتابة ، اليس لديك فكرة كم يتطلب منك الوقت ، للعناية بشخص متعرض لأزمة قلبية ؟ " رفعت رأسها بتحد ، لأنها لا تريد ان تقدم له اي احساس بالتفهم ، قالت ببطء : " لم يكن لدي وقت للتفكير ، حتى انتهت مراسيم الدفن . " اذا كانت تتوقع اي احساس بالضيق او حتى اعتذار ، فمن الواضح انها اخطأت . سحب يده عن ركبتها وبدا الارتياح على وجهه . همس ببطء : " اذن لقد توفيت . " فكر للحظة ، وطال الصمت بينهما . قناع من الخداع 25 حدقت ميرديث بالظلام ، متمنية ان تنتهي هذه الرحلة المؤثرة للاعصاب . " قضى الاحساس بالذنب عليها في النهاية . " شهقت وانهمرت الدموع من عينيها : " لم اسمع شيئاﱟ باطلاﱟ كهذا يوما . " قال بسرعة : " انها الحقيقة ، لقد كانت تأخذ مالا ليس لها منذ عشر سنوات . " صرخت ، مرتعبة : " عشر سنوات ؟ " سأل بحدة ، واصبحت عيناه السوداوان باردتين كالحجر : " ألم تتأكدي من حساب البنك ؟ فالابتزاز الذي قامت به جدتك لابد انه أمن لك مستقبل زاهر . " احمرت خجلا لكنها لن تسمح له ان يسبب لها الاحباط : " لقد ادركت الان ان لدى غران مبلغ من المال . ولقد اصيبت بصدمة كبيرة عندما عرفت كم يبلغ . قال ليسنزو ساخراﱟ : " انني متأكد من ذلك . " عندها ميرديث خطر بفكرها أمر غريب ، اتسعت عيناها من انذار ما . لقد مضى عشرة سنوات على وفاة والديها ، في حادث اصطدام القطار ، ومن الواضح ان الدفع قد بدأ حينها . رجفة قوية احست بها . ما معنى كل هذا ؟ هل هذا تعويض ام اجر ؟ هل كانت جدتها تعرف بأمر المال ... او انها كانت تطالب به ؟ عضت على شفتها ، محاولة ان تبعد الشك الذي كان يزحف في فكرها كالمرض . كانت جدتها ايضا لديها احساس العدالة الطبيعية . قد يكون ذلك بسبب من كان وراء الحادث . وقد يكون ذلك كورزيني . قالت ميرديث : " علّي ان الاحق زبونك . " 26 قناع من الخداع شد على شفتيه وقال ساخراﱟ : " بالطبع ، فالبيت الصغير الذي لك ليس كافياﱟ ، اليس كذلك ؟ لقد وجدت جرة الذهب ، واصابعك الصغيرة الجشعة تريد كل ما فيها ... " انكرت بسرعة : " لا ! " " لا تقاطعيني ! فأنا لست معتاداﱟ على الاحاديث الملفقة . وان كان لديك اي احساس بالمنطق ، لن تقومي بالاستخفاف بي . الفينسيون يعرفون كل شيء عن الخداع . فكل ما تقومين به وتقولينه هو كلعب الاطفال . " قالت بامتعاض : " اذن قل لي ما هي مخططاتي ، اذن . " " لقد قلت لك . لتتابعي عادات عائلتك بابتزاز كورزيني . " شعرت ميرديث بتشنج اعصابها وبشحوب وجهها . همست : " كيف يمكن لأفكارك الخاصة ان تستنتج دوافعي ؟ " ارتجفت ما ان امسك باصابعه القاسية ذقنها ورفع وجهها وهكذا اجبرت عيناها الخائفتان للنظر اليه . قال بسرعة : " توقفي عن هذه المسرحية السخيفة . لقد حذرتك ، لا تلعبي دور الفتاة البريئة معي . انا احتقر جدتك على كل ما فعلته وعلى كل ما سببت لكورزيني من ألم . وانا لا اصدق للحظة واحدة انك كنت حقاﱟ تجهلين انك غنية . ماذا كانت تفعل ؟ تعيش على الخبز والجبن ؟ " صرخت ، وهي تحاول التخلص من هزئه : " في الواقع ، لم يكن لدينا ابداﱟ مالٍ كاف ! كنا نعيش في كوخ مستأجر في وادي وايلز بدون اية رفاهية . ولقد اصبحت الحياة اكثر قساوة عندما اضطررت للتخلي عن عملي من اجل الاعتناء بها ... " قاطعها بنعومة واستهزاء : " اه ، توقفي ، الان ، انت لا تتوقعين مني ان اصدق هذه القصة الحزينة ! " | ||||
11-02-12, 11:30 PM | #13 | ||||
| قناع من الخداع 27 قالت بكبرياء : " انها ليست " الحزينة " وأنا لست اطلب الشفقة . انا بالكاد اشرح لك ... " " لكنني اعرف تماما ان مركز الخدمات الاجتماعية كانت وضعتها في اماكن خاصة ، ان كانت فقيرة كما تدعين ... " صرخت على الفور : " ما كنت حلمت بترك الغرباء يهتمون بصحة جدتي . " نظر اليها غير مصدق : " اه ، الحفيدة المثالية ، لا يستطيع المرء الا ان يتخيل انه يجري في عروقك دماء زرقاء ، مع صفات نادرة . " احست ميرديث بلهجة الازدراء في صوته ، فنظرت اليه بحدة ، وسألته : " ما الذي تعرفه عن عائلتي ؟ " ربما كان يدرك ان أمها فنانة ، لذلك هو يهزء منها ، ازداد تسارع نبضات قلبها . اذا كان كذلك ، فكيف له ان يعرف ؟ لا ، قالت بحزم لنفسها . لا يمكن ان يعرف ... لأنه ليس هناك اي اتصال بينها وبين كورزيني . لا ، لا ! بدأت اعصابها تنتفض وهي تجمع هذه المعلومات مع بعضها البعض وقد بدأ قلقها بالتزايد . لقد أخذ والدها اسم عائلة أمها عندما تزوجا . قال ذلك بسبب شهرة أمها وبقى يستعمل هذا الاسم طوال عمره ، السيد وليمز . هل كان هناك سبب آخر ؟ بدأت يداها بالارتجاف . لاحظ ليسنزو ذلك فقال بنعومة : " كان لدى جدتك المال الكافي لشراء منزل خاص بها لو ارادت ذلك . " قالت باحباط : " لكنني لم اكن اعلم بذلك ! ليس قبل ان استلم اعمالها . و ... في كل الحالات ، كنت سأبقى اهتم بها ... " قال من بين اسنانه ، بغضب وببطء شديد : " امر مقنع جدا . " 28 قناع من الخداع اعتذر منك ، اعتذر منك ! أمر مؤسف انه ليس هناك مشاهدين كثر لرؤية فقرك وولاءك . لكن لقد ولدت هكذا ، اليس كذلك ؟ " همست بخشونة : " ولدت ... ؟ لا اعلم ماذا تعني ! " ونظرت الى وجهه لتفهم الغموض الذي يحيط به . قرب وجهه منها اكثر ، وقال : " لا ، فكري بالامر . انت لا تعلمين الكثير عن الفينسين ، اليس كذلك ؟ " قالت بشجاعة : " لست متأكدة انني اريد ان اعرف . " " لو كنت تعرفين لما كنت تحاولين ان تنزعي الغطاء عن عيني . " قال ذلك وشد قبعتها على وجهها اكثر ، فرأى الخوف في عينيها . تابع قائلاﱟ : " من الحكمة ان تخافي . لأنك جزء من عملية الابتزاز . اين كنت تحضرين كل هذا في مختبر من الرفاهية . " انكرت بضعف : " لا ، لم يحدث ذلك . " شعرت وكأنها ستنهار " لقد قلت لك ... " لكن الشرر في عينيه لم يدعها تكمل ، والان عملت كيف شعرت جدتها ، حين ارادت ان تتكلم ولم تستطع القيام بذلك ! اصبح وجهه غاضباﱟ ما ان ترقرقت الدموع في عينيها وبدأت بالانهمار على خديها . قال بسرعة ، وقد بدا غير متأثر مطلقاﱟ : " يمكنك ان تتخلي عن ذلك ، فالحياة قد جعلتني اقوى من الشفقة . لقد ضحيت بكل انواع السعادة منذ ان كنت طفلاﱟ . لقد عملت ودرست عشرين ساعة في اليوم لأساعد عائلتي ... بينما انت ، تبا لك ، كنت تعيشين عالة على مال كورزيني ! " همست مرتعبة : " اه ، ارجوك ! لا تفكر ذلك بي ... " صرخ بغضب : " كفى ! كفى ! انك تضيعين وقتك ان كنت تتوسلين اي رأفة مني . ليس هناك اي احساس نحوك . قناع من الخداع 29 فالجشع والاختلاس تستحقان العقوبة . " ارتجفت تحت نظراته وهو يقول : " اعترض على طريقة ارتدائك للثياب وكأنك تعملين في احد المنازل وقد اتيت تحملين اغراضك في حقائب يدوية وكأنك ذاهبة الى مكان لغسيل الثياب . " " حقيبتي ... " " نعم ، نعم ، اعرف القصة . لقد كسرت . انك تهينين ذكائي بأساليب الجشعة ! اذا كانت هذه اساليبك ، لتدخلي بطريقة مؤثرة على حياتي ، فلقد فشلت . اعلم تماماﱟ ماذا تريدين ، واني متأكد من ذلك تماما كوجودك هنا . " امسك بيدها بقساوة وكأنها سجينة وتابع ، سأمنعك من الحصول على ما تريدين . " | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|