آخر 10 مشاركات
حكاية قلبين (باللهجة العراقية) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : شوق2012 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-13, 09:56 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 وشايات المؤرقين / الكاتبة : ضحكتك في عيوني , كاملة




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية

وشايات المؤرقين

للكاتبة

ضحكتك في عيوني

كلمة الكاتبة



عدت من جديد لمكاني الذي به أستريح .. نعم هنا حيث أشارككم حكاياتي أجد متنفسي و راحتي ...

و كلي رجاء أن تقرئوا هذه الرواية من دون الرجوع للمقارنة لما خط قلمي قبلها من روايات ..

فأنا اليوم أختلف عمن كنت با الأمس .. حتى ولو كان اختلافا لا يُلحظ لكن أنا أشعر به ...

أتمنى أن يكون الاختلاف للأفضل لكني لا أدعيه ...

و أخيرا أريد فقط أن أخبركم أنني أشعر بشعور لذيذ لا يوصف و أنا ابتدأ الحكاية التي ستروى مرة في كل

يوم خميس من كل أسبوع ... و السبب .. أنني لا أريد لكم و لا لي أن ننقطع عن القراءة و أن لا نحصر

وقتنا في رواية .. و للأمانة هناك متعة أجدها في القليل الكثير ..

أحترمكم و أحترم نفسي .. و لا يمكن لي أن أخلف و عدي إلا إذا خالفتني ظروف قاهرة ..

فا المستقبل و ما يحمل ليس بيدي ...

ملاحظة : أنا مشتركة بأسمي " ضحكتك في عيوني " في منتديين كا كاتبة و أنشر من خلالهما فقط ..


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة درة الاحساء ; 10-10-13 الساعة 11:37 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-13, 10:26 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

" وشايات المؤرقين "

*
*
*

الجزء الأول :

*
*
*

طرفه ...

أدعوها "طرفه" لأغيض والدتها التي هي سجاني ...

أختي الكبرى فينوس تعاني من تنادر التضادات !!

والدتها التي نسخت جيناتها الوراثيه ورثتها القبح و أهدتها أسما يناقض تفاصيلها ..

فينوس آلهة الجمال عند الإغريق و طرفه في قاموسي !

أما أنا فقد بدأت حكايتي قبل إدراكي .. عندما كشفت زوجة أبي الثرية خيانة والدي الذي انتشلته من

الفقر ..فا والدتي ابنة العم التي عشقها و هو في ربوع الصبا و خطفته الثرية شابا يافعا يبحث عن فرصه ,

لكن عندما اشتد عوده و رسم الغنى ملامحه الجديدة حن لتلك الأنثى التي أسرت مشاعره , و كيف لا و

هي تعيش تحت سقف بيت أخته ! .. فا رؤيتها و استشعار وجودها كان سببا خفيا لأواصر الأخوة القوية

بين والدي و خالي أبن العم المحبوب و سببا متينا لإعالة كل من سكن ذالك المنزل المتهالك ..

و لرد الجميل ! .. ضُحي بأمي زوجة با السر لمرعوب ... و هكذا اتفقوا على مداراة السر الذي أنكشف

بولادتي على ارض جرداء !

*
*
*

ردينه : لسانج يبيله قص يا بنت فديه ..

ديمه بنبرة تحدي : فاديه .. أمي أسمها فاديه .. لهدرجة لاقيه صعوبة بتهجئة أسم المره اللي خطفتي بنتها رضيعه

ردينه المشتعله غضبا : خطفتج !! .. قصدج انقذتج و حطيتج في حضن أبوج بس طلعتي مو كفو ..

ديمه بضحكه متهكمه : قصدج حطيتيني في حضنه عشان تلغين السبب في رجوعه لحضن أمي .. يا مسكينه ما تدرين أن الخيال لا يمكن تختطفينه و هذا هو متحضنها بأحلامه ..

ردينه تبتر كلمات ديمه بإطباقها بشراسة على ذراعيها : ما تهمني أحلامه و لا خيالات أمج اللي يهمني أن ذاكرتج تكون قويه عشان ما تنسين أني المعيل الوحيد لج و لهم بس ما أقول إلا أنا الغلطانة اللي حفظتك و أتمنت خالج الحرامي على حلالي ..

ديمه تتقيح مر الحقيقة : إن كنا نبي نتذكر كل شي أجل لا تنسين أن أنتِ السبب في أمتهان أنسانية كل حي في بيت خالي .. أنتِ من قيديتهم بظروف صعبه و رميتي قدامهم فرص تقيدهم أكثر عشان ما يجي يوم و يتحررون منج . .تبين تعاقبين الكل بذنب أبوي .. بس ربي مو موفقج حتى في بيتج ..


خرس لسانها و تصاعد غضبها لتكوُنه صفعه استقرت بقوة على خدي ..

لكن لا تتخيلوا أبدا أنني حزنت أو حتى غضبت بل أطلقت قهقهاتي عاليا أعبر بها عن سعادتي ..

سعيده .. جدا .. بإستفزازها و سلب مبرارتها السخيفه ...

أخرستها با مفرداتي الحره و تركتها تشتعل غيضا لأسلب منها الراحة لهذا اليوم على الأقل ..

و هذا أقل ما يمكن لي أن افعله انتقاما لهم !

*
*
*

تمنيت اليوم فقط أن يتم تأجيل كل القضايا و أن نتآزر لمواجهة هذه المصيبة !!

لكن تتلاشى الأماني أمام ضعفي و قوتهن .. لذا هربت من جدالهن لأقصى مكان في هذا القصر لا يصل له

صوت بشري ... فا يبدو أن والدتي و ديمه يُجيّرون كل المصائب لترافع عن قضاياهن الشخصية !

نعم أنا فينوس كما سمتني أمي و طرفه كما لقبتني أختي الوحيدة ...

.................................................. .......... ........................

*
*
*
حتى عندما نركن راضيين بما هو عليه الحال .. يصبح رغما عنا من المحال ..

و بين انتحاب والدتي و نشيجا مر مصدره عمتي ضعنا نحن الثلاث فا يبدو أن كل من له قوه ظاهريه في

هذا المنزل أعلن استسلامه أمام حالة الخذلان التي ترافقنا دائما على أيديهم !!

*
*
*

أنفال تزجر هند : مو ناقصني إلا أنتي بعد مو كافي أمي و عمتي ..

هند التي تسارع بمسح دموعها و تطلق غضبها باعتلاء الصوت : عاجبج اللي صار .. أنفضحنا قدام الكل ..

أنفال التي توازيها غضبا تصرخ بها هي الأخرى : قصدج قدامهم .. أكيد بس هذا اللي هامج يعني مو هامج
مصير أبوج ..

و هدير لصوت مسوم بشؤم يخترق الباب الموصد و يصرح با المزيد من الخذلان ..

......... و مصير أختكم ........

لينشق آخر ستر ... و يتداعى كل شيء !

لتهرول هند نحو الباب لتفتحه على مصارعيه باحثه عن الغراب .. و عندما لم تجده أرسلت عينيها لي تطلب

المساعدة ..

حاولت أن أصل لها و أنا أعرف أن صدمتها توازي صدمتي لكن قدماي لم تسعفاني ..

و اكتفيت بمجاورة الجمادات و الصمت حدادا ..

بينما وثبت هي كا لبوه مغدوره !

*
*

تركتُ أنفال و أنا أختنق أبحث عن الهواء لأتنفس من جديد ... و عندما انتهيت من آخر زفير ...

بحثت عن أبن الخال القاسي الذي منذ أن حكم هذا المنزل التعيس و نحن في بؤس !!

ووجدته هناك بين أمي و عمتي يمارس طقوسه في زرع الخوف و حصده بمتعه ..

هو .. و .. هي ... ناتج كل المعادلات الصعبة ...

فا وعود أختي وصايف الكثيرة و المتكررة با الانتقام لنا جعلتني أتفحص أكثر المذنب لأجد أنه ظالم وجد له

مساعد ! .. نعم .. والديً و عمتي الضعيفة لا يقلون عن ردينه ظلما .. هم من امتهنوا كرامتهم و سلبوا

بإدارة و إرادة وجة خالي الدميمة منا المستقبل ..

و ها نحن نُقبِل على ظلمة أبدية . .سوادها بلون هذا الغراب القبيح ...

*
*

وجدتها في ثواني أمامي تُلقي على مسامعي لعناتها و تصفني با الغراب الذي يتواجد فقط في الخرابات و

حول الرفاة !

*
*

أم ساري بصوت متعب : بس يا هند عيب عليج ..

شملان بأبتسامه متهكمه : خليها يا عمتي أطلع حرتها فيني خاصه أنها خايفه عرسها ما يتم بعد ها الفضيحه ...

*
*

أرتجفت مفاصلي و لُجِمت كلاماتي لكن عمتي الظالمة و المظلومة هبت بمحاولة ضعيفة لمؤازرتي و النتيجة
بضع كلمات رتيبة ..

العمه أم ديمه : يا شملان صحيح أن البيت بيتك و حنا ضيوفك بس مهما يكون ما يحق لك ترفع الكلفة بينك و بين بنات عمتك و تضايقهم في الكلام ..

شملان بابتسامه متلاعبة : هو فعلا بيتي بس ما أنتم ضيوف فيه .. هو بيتكم بعد .

هند تقاطعه : بيتنا با الإيجار يا ولد خالي و مثل ما أنت عارف المؤجره على الأكيد غضبانه على الكل و مو بعيدة بيلحقنا اللي لحق أبوي و اختي.. فا شنو خططك للمستقبل لأننا ما نقدر ندفع لك الإيجار لا لها الشهر و لا لباقي السنة ..

شملان أطلق ضحكه تردد صداها في زوايا منزلهم المتهالك ..... ليقطع بكلماته فجأة الصدى ...

.. الخطة أنتم اللي تحطونها لأن الدين بيزيد و إلا ما تبون محامي يدافع عن أبوكم و أختكم ؟!!

.................................................. .......... .

بمسح سريع للوضع ... و نظرة عابرة لكل تلك الوجوه .. أعترف أنا بذرة كل المصائب !

فأنا من رضيت بقيود ردينه و استسلمت منذ زمن بعيد حتى عندما رأيت أبنائي الذين من صلبي يتمادون

بعدائي .. رضخت و تركت نفسي أسيرا بين أيديهم ..

لكن آن لي أن أتحرر و لو خِلسة .. من أجلهم !

*
*
*

أبو عذبي يضع كفه على كتف أبنه البكر : اسمعني يا عذبي دقيقة ..

عذبي يلتفت لوالده و بين فكيه يموج الغضب : شتبيني أسمع .. أعتقد أنا و أنت سمعنا اللي يكفينا ..

أبو عذبي : يا ولدي مهما يكون هذي زوجتك .. أم عيالك و بنت عمتك ..

عذبي يقطع حديث والده : و كل هذا ما شفع لي عندها .. تخيل !! ...

أبو عذبي بنبرة رجاء : طلبتك و أنا أبوك سامح ..

عذبي و على ملامحه بانت ملامح الخيبة : كنت أعتقد أن ها المره بتوقف معاي .. بتحس فيني ..
و بتبديني عليهم و لو مره ...

ما أن نطق آخر حروفه حتى سارع با الابتعاد عني بينما روحي تركتني في مكاني و تبعته ...

و لم أستعدها إلا عندما وصل لسمعي صوت الآخر ...

أصيل يؤشر بعينيه لسيارة التي توجه لها عذبي : بتروح معانا و إلا بتروح لهم ؟

أبو عذبي بنبرة مستسلمة : معاكم و أنا أبوك ...

*
*
*

معنا عاد بجسده و كله رابط هناك ... و كنت أنا و هو متشابهين في اتشاح بسواد ...

لذا في الليلة السابقة عندما توقف بنا أصيل أمام المنزل لم استطع الترجل و طلبت منه أن يتركني أنا و

أبي للحظات ... حاولت أن أنطق و لو بكلمة تخفف عنه كل هذا الألم الذي أستوطن ملامحه لكني لم

استطع فقط تجمعت في رئتي كل صرخات القهر ... مقهور إلى حد سفك الدماء ...

*
*
و صلني ما أراد أن يقول و منعه القهر من نطقه .. لذا كل ما استطعت قوله مؤازرا..

تمالك نفسك من أجلهم ..

و أي نصيحة ثقيلة عليه و علي أن أتبع ؟!!


*
*

تركني و هرب كا عادته على الدوام ...

و كل ما ترك خلفه ... " تمالك نفسك من أجلهم " !!

و وسط التشتت و غياب العقل و طغيان المشاعر رددت نصيحته حتى حفظتها ...

نعم .. يجب أن أتمالك نفسي من أجلهم .. قبل أن أدخل المنزل و أجد أطفالي أمامي متسائلين أين

والدتهم ... و لكن كل ما طال بي الليل ... ضعفت قدرتي على استجماع قوتي .. أنهرت منتحبا تحت جنح

الليل و بين أحضان سيارتي الباردة ... و لم ينقذني من رثاء نفسي إلا صوت المؤذن داعيا لصلاة ...


*
*
*
مرت ساعات الفجر بطيئة و العصافير قررت اليوم أن تكون كسولة ..

بينما أنا هنا أشعر با الوحدة على الرغم من احتضاني لهم ...

ما سيكون عليه مصيرهم .. و مصيره ؟

هذا كل ما كنت أتساءل عنه منذ الأمس و فشلت بإيجاد أي إجابة له حتى الآن ...

*
*

الحل .. سأبسط لهم أجوبة أسألتهم المصيرية التي سينهالون بها علي بأصواتهم الطفوليه

سأكون صادقا معهم بقدر براعتي سابقا بخلق الأعذار لتلك .. و سألون الصورة الرمادية بقدر الإمكان

لعلي أترك لهم ذكرى سليمة ! ...

هذا كان آخر ما كنت أفكر به قبل أن أدخل شقتي الفخمة في قصر والدتي ...

لكن تفاجأت .

. فا لم أجد أي منهم باستقبالي !

... استغرابي مبرر .. فا هم شمسي التي تشرق قبل الفجر ...

و عصافيري التي تسبق الكل بأدعية الصبح ...

غمرني بلحظة شعور الخوف .. و رددت مستنطقا الفراغ .. أين هم ؟

ليقودني إحساسي لها ... هناك حيث يتجه الطاهرون فقط ...

ليصدق حدسي هذه المره بينما خاب دهرا ...

أطفالي نيام بأحضان تلك الطفلة التي لا تكبر .. أختي الطاهرة التي ما إن رصدت طيفي حتى طارت كا

الفراشة لأحضاني ..

*
*

عذبي يهدهدها بأحضانه : بس يا فينوس لا تبجين و تقومين عيالي و يسوون لي مناحه ...

فينوس تبتعد عن أحضانه متسائلة برجاء : ليش ما جبتها معاك ..

عذبي بنبرة عتب مملوءة ألم : و انتي بعد بتصفين معاها ؟!!

فينوس تلتفت لأبناء أخيها النائمون : أنا بصفهم ...

عذبي : و تبيني أغمض عيوني و اجذب نفسي و أنكر اللي عرفته عن دورها في مؤامرة الاختلاس و أمنها
مره ثانيه على نفسي و عيالي و بيتي ؟!!

فينوس تنطلق بدفاع صادق : صدقني يا عذبي وصايف ما تسويها تلقى أبوها قص عليها و آخر شي حط السالفة براسها ..

عذبي يبتسم بسخريه : أنت تكلمين عن وصايف اللي أعرفها و إلا وصايف بنت عمتج وصديقة طفولتج ؟

فينوس تبتلع دفاعها و هي تعرف أن عذبي محق : يعني تحسب انه ما راح يطلعها ؟

عذبي : أبوي ها المره بيوقف في صفي و هذا اللي فهمته منه ..

فينوس تجتر كلماتها : أنا ما أقصد أبوي ..

عذبي كأنه تلقى ضربة على رأسه بمطرقة : شملان ...

*
*
*

لا أعرف كيف تجاهلت شبح أبن عمي شملان كل هذه المدة .. كيف تركت السنين تركني لخانة الأمان !!

با الطبع شملان .. و من غيره ؟ .. هو الضلع الثالث في كل المجازر ...


*
*
*

في نهايات الغضب و على بدايات الخجل أقبع هنا متسائلة .. ماذا حدث ؟!!

كيف مهدت الطريق أمام فنائي بينما كنت أحارب من أجل بقائي !

و كل ما انتهيت له ..

أن هذه المرة أنا من ظلمت نفسي أكثر من كل المرات التي ظلموني بها !

أنا من تركت حريتي عارية على حافة النهاية و أنا من دفعتها عنه للهاوية ...

و الآن كل ما أستطيع فعله هو البحث عن من يلتقط ما أبث من صرخات الاستغاثة ....

و لها اهتديت ... هي ...

تلك المحطمة التي تتوارى كا الشبح في زوايا العتمة و تختفي تحت الضوء ..

ابنة عمي و زوجة أخي المهجورة .. و من كانت صديقة الطفولة !



*
*
*

وضوح بهدوء : أنتِ تحالفتي مع الشيطان و تخليتي عنا و جايه اللحين تطلبين أساعدج ؟!!

وصايف : الشيطان اللي تحالفت معاه أخوج اللي لو تطلبينه عيونه عطاج ..

وضوح : صحيح .. بس عيونه .. أما روحه في إشارة منج يتنازل عنها في لحظة ..

وصايف بغضب : وضوح أنا مو جايه هنيه أفتح الملفات القديمة .. أنا طلبي واضح ..

وضوح : و طلبج ما اقدر أنفذه لأن ساري علاقته فيني مثل علاقته فيكم يا خواته ..

وصايف : عارفه طبيعة علاقتكم و عارفه أنه ما عاد يمر البيت .. بس أنا متأكدة لو توقفين بصفي
بيوقف هو بعد بصفي ..

وضوح : هو بيوقف معاج بكل الأحوال .. و حتى لو نسيتي أنه أخوج هو لا يمكن ينسى أنج أخته ..

وصايف بنبرة قاطعة : وضوح انتي عارفه بشنو أبيه يوقف معاي .

وضوح بمعرفة مسبقة بكل ما يدور في عقل وصايف من خيالات تجذرت من أماني : لا يمكن يكلم عذبي و عيالج أنسيهم و القضيه شملان بخبثه بيطلعج و أبوج منها بسهولة بس عاد تحملي الثمن اللي بتدفعينه له ..

وصايف بانكسار يجبره رجاء : وضوح أعترف .. أنا غبيه اللي جاريت أبوي و نفذت كل خطط شملان كان مفروض أعرف أن هدفه أكبر و ابعد و أنه يبي يهدم حياتي مع عذبي في المقام الأول ..

وضوح بغضب : يا سلام اللحين بتبرئين نفسج و تحطين كل شي براس شملان ؟!! .. أنتِ معقول ما فكرتي أنج راح تنكشفين في يوم .. معقول حسبالج في هذاك البيت الكل عميان ؟!! .. نسيتي أصيل ؟!!

*
*

أكتفت وصايف بغمر رأسها الذي يموج مع أعاصير أفكارها المشوشه بين يديها المرتجفتين ..

أعتقد أنها لتو أدركت عمق الهوة التي كانت تعتقد بسهولة الخروج منها ...

و أصيل هو الهاوية التي تبتلع كل من يهدد راحة و استقرار تلك الغولة .

لكن ...

عندما تكون المحن هي من تعزز قوة السدود

فلابد من التيار الهدوء حتى استعادة مجمل القوى .

*
*
*

نهاية الجزء .









لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-13, 10:28 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

*
*
*

الجزء الثاني :


*
*
*

الرمال أول من يخون عندما تهب الرياح

لتتخلى عن أثارنا لجيوش الانتقام ...

*
*

هنا على جدار الكره رفض جنين الحقد أن يُجهض ...

تعلق بي حتى أصبح عضوي النابض الحي و الأساسي

حملته سنينا في ظل الخوف ... حيث كنت دوما مطارد بين جنبات هذا القصر ...

أرى انعكاس صورتي في كل المرايا المحدبة حيث وجهي يكبر و يصبح أوضح كلما اقتربت متفحصا تجاعيد

الحزن و نظرات الحقد و ابتسامة الوعيد التي لا تفارق محياي ...

مشوه بكل الآفات .. و هي سبب كل هذا التشوه ....

*
*
*

ذهبت له و عقلي متردد بين فكرتين .. أحداها تحث خطاي و الأخرى تقيدها ..

لا أعرف ما علي أن أنطق به في أول مواجهة لي معه بعد سنوات من الجفاء .. أعلي أن أكون مهادنة و

مستسلمة كما أعرف أن أكون أو أن أخالف طبيعتي و أهاجمه با قسوة ؟! ..

و بين رغبتي و خوفي و ما علي أن أفعل من أجل صغار أخي اخترت أن لا أعيد التفكير و أنطلق بما يعذبني

دون تمهل ...

*
*
*

فينوس بنبرة حزن : ليش صعب تحب أحد ؟ ..

أصيل با النصف ابتسامة : و ليش أنتي تحبين الكل ..

فينوس و دمعه خانتها لتسقط على شفتيها المرتجفتين : لأن في كل شخص شي ينحب مهما كان قبيح ..

أصيل و بعينيه الحادتين يطيل النظر لوجهها : بس ها الشي بياخذ وقت و جهد و نوايا طاهرة ..

فينوس بنبرة عتب : يعني أول مرة ترد لي الصوت من سنين و مع هذا اخترت تستهزئ فيني و تحور كلامي
و تصبه في مجرى الألم ؟!!

أصيل يعيد ظهره لكرسيه الوثير في علامة لبحثه عن الراحة : شنو تبين با الضبط يا فينوس و لو سمحتي اختصري لأني راد من الشغل تعبان و أبي أرتاح ..

فينوس بنبرة رجاء : طلّع وصايف من القضية ..

أصيل يزفر بضيق : اللي يسمعج يقول أنا متبلي عليها ..

فينوس تقاطعه : أدري أنك ما تبليت عليها و أعرف أنها مذنبة لكن أعرف أن من كلمة منك أمي بتنازل ..

تكفى أصيل عشان عيال أخونا و عشان عمتنا الطيبة ..

أصيل : و الله ما في طيب غيرج يا فينوس .. عادي عندج ينوكل حقج و تصيرين مظلومة أهم شي ما تصيرين في نظرهم قبيحة ..


*
*
*

اكتفيت بسياط كلماته التي أختزلها سنوات في جوفه و وليت ظهري له هاربة أتعثر بخطواتي الجبانة .. ألعن

دموعي التي تتمرد دوما علي و تظهرني با قمة الضعف ..

*
*
*

كان بإمكاني أن أتجاهلها كما فعلت لسنوات .. لكني أردت أن تعرف أن انتقامي من أجلها و من أجل أبن عمي

الراحل .. أردت أن تعرف أنني أنتقم لها و له و لكن لأنها لم تكبر يوما عن ذاك اليوم .. و ما زلت تتخبط

في عباءة السذاجة قررت أن لا مجال لتفاهم .. يجب أن تًجلد ألف مرة و مرة حتى تموت أو تولد من جديد ..

قاسي .. أعرف و متأكد و اعترف .. لكن قلبي يكاد ينفطر من أجلها .. و مصدر قسوتي عليها هو غضبي

من كل من آذاها .....

و منها غضبي يتصاعد .. منذ أن جعلت من نفسها أضحوكة .. مسخ سخره عبد متمرد ..

و أغتاظ كلما تساءلت كيف لها أن تتناسى .. جرحه و امتهانه هو .. و خيانتها و استعمالها با عبث من قبلها

هي ..

كيف لفينوس أن تتمسك با صورة متجعدة لصديقة الطفولة العذبة ..

ألم ترى كيف كبرت لتصبح وصايف الحسن و سبب كل التأوهات ..

وصايف تلك الأنثى المتباهية با اجتماع كل ذرات الحسن في صفها .. المتفردة الجمال ..

تلك الأنثى المغرية . .الحرباء .. السامة ..

تلك التي أوقعت الكل في هواها ! ..

واحد تلو الآخر تساقطنا أمامها .. صياده ماهرة كانت ..

ابتدأت با شملان و أحالت حياته جحيم بإدخال أخيه علي با المنافسة ..

أما أنا المختال أبن الجاه و المال فا كنت فريسة سهله .. رفعت راياتي منذ أن قررت أن تضعني على القائمة

هو فقط الذي استعصى عليها .. هو من تمرد على حسنها و رآها عادية !

و خدعها و خدعنا .. و مارس ألاعيبه حتى استسلمت هي .. ليفوز هو و يخسر الكل !

فاز بها و تداعى الكل .. موت علي و تشوه وضوح و ثورة شملان و سقوط فينوس ضحية ...

و كلما حرمت على نفسي تغذية الحقد و هربت من طقوس تأجيج الكره تلقفني صوت أحد أبنائها يناديني عمي

لأسمع صداها أبي ! .. لأعود لطقوسي أكثر عزما ...

و أخيرا انتقمت منها و منه و من نفسي قبل الكل !

لكن شملان .. ماذا أفعل به ؟

فا هو يقف با الجهة الأخرى عدو مشترك بيني و بين عذبي و حليف لي ضد أخي !

سبقني شملان و لعب بقذارة ..

و جعل فينوس تعاني فوق معاناتها و ادخلها شريكة صامتة و مثل بها كا ضحية !

بينما أنا كنت في غيبوبة رثاء ..

و عندما استيقظت على مصيبة جديدة ..

تظاهرت بعدم المبالاة .. و أن ليس بيدي حيلة ..

لكن على الرغم من معرفتي بعظم ألمه و تنامي أحساس الفقد في جوفه .. و أن هو و أنا متشابهين لحد

التناسخ إلا أن من المؤكد أن هناك ما يفصلنا و يجعلنا دوما في تباعد

فا عند .. فينوس .. يتنحى كل التعاطف معه ليصبح موجة انتقام مؤجله ..

.................................................. .......... ........................

*
*
*

مهملة .. هذا هو إحساسي في هذه اللحظة ..

اعتدته .. نعم .. أعتدت التجاهل و الإهمال .. منه !

يعتقد الكل أن بحسني استوطنت مضادات الحزن .. و الحقيقة أن حسني جلب لي الهم ..

تمنيت أحيانا أن أكون بتواضع مظهر فينوس حيث يوجه كل التعاطف ..

و با الأخص منه هو ..

حياتي مع عذبي لم تكن وردية كما يرى الكل ..

فا هو يردد لي دوما أنه يحبني و سلوكياته اليومية تخبرني انه مل ..

مل من الدمية الجميلة فا قد حفظ تفاصيلها .. و جردها من كل الغموض .. و ركنها على رف التحف القديمة ..

و على الرغم من أني صرفت أحاسيسي المنتهكة و صببتها في منبع الأمومة إلا أن أشباح مهدده بدأت اقتحام

دائرة الرضا ... اتصالات متتابعة لنساء منتهكة و رسائل تحمل الصور لعذبي و لهن ..

و مواجهات و غضب و قلق و أسى و دائرة لا تنتهي من الحزن ..

و مرت سنتين و أنا في صراع معه .. أتهمه با الخيانة و يتهمني با الجنون ..

و على خط النهاية أصبحت رسميا أنا الخائنة و المجنونة ...

فا في لحظة غضب و تمرد اتفقت مع أبي متغاضية عن أحاسيسي التي لا تخيب ..

إحساسي العميق أن شملان يقف هناك وراء أبي متخفيا يدير المشهد من خلال لوحة تحكم ..

شملان و على مر السنين أصبح واقعا في منزل عائلتي .. ضيف و صاحب بيت .. ثقيل بكل حالاته ..

كنت في عقلي الباطن أتساءل متى ستكون اللحظة التي سينقض بها علي منتقما ..

و أعتقد أنني ساعدته و تواطأت معه عن رضا حتى و إن أنكرت ... أردت أن أنتقم و أن أنهي مسألة

انتقامه .. أردت أن أصل لنهاية حتى و لو خسرت !

لكن التخيلات لا توازي الواقع شعورا ... فا شعور الخسارة مر ...

و لسذاجتي اعتقدت أني كأم لا يمكن أن أخسرهم .. و أن مهما غضب علي الكل إلا أنهم سيعترفون بحقي

في حضانة أبنائي ... لكن خالي أول من تخلى عني و وقف مع ابنه ضدي ..

و فينوس الطيبة أصبحت شرسة و هي تلعني عبر أسلاك الهاتف .. و تصفني بأقبح الأوصاف حتى أنني تهيأت

صوت أصيل لبرهة يصل لأذني بمفرداته الملغومة ...

*
*
*

أنا و هي فقدنا التواصل منذ ما حدث .. حتى أصبحت غريبة لا تهمني با شيء ..

لكن عندما وصلني صوتها اليوم و هي تصرخ با الكل " أريد ابنائي .. أعيدوهم إلي " ..

وجدت قلبي يتحرك بكل المشاعر .. أحسست بها فأنا في النهاية أم ..

و شعرت بخفقات قلبها تدق با التزامن مع خفقاتي .. ألم تكن تؤم الروح في يوم ..

و موضع السر .. الشاهدة على عشقي لساري و الحليفة لي .. من خططت و دبرت و وضعتني أمامه

في كل تقاطع ... حتى تحقق لي ما أتمنى و أصبحنا زوجين ..

حتى أمي لم تفرح لي بقدر فرحة وصايف بتلك الليلة و هي تحارب دموعها و تعدل لي طرحتي و تمنع الكل

من تقبيلي حتى لا يفسدوا زينتي لتهمس سرا في أذني و تحقق الحلم ...

يااااااااا .. كم تبدوا تلك الأيام بعيدة و مبكية يا وصايف ..

*
*
*

وضوح بعد طرقات قصيرة : ممكن ادخل ..

وصايف تنتفض عن سريرها و تسارع لفتح الباب على مصارعيه لتلقي بجسدها المتعب بأحضان وضوح ..

وضوح تتبلع عبراتها : بس أهدي يا وصايف و أن شاء الله الأزمة بتعدي ..

وصايف المنتحبة : أبي عيالي يا وضوح .. أبيهم ... اشتقت لهم ..

وضوح تبعد وصايف بتأني عن احضانها : ممكن تهدين و تخلينا نفكر با عقل ..

وصايف تحاول استجماع قواها و نهر ما تبقى من الدمع : با فكر معاج يا وضوح بس دليني ..

وضوح : ردينه .. كل الحلول عندها تنتهي ..

وصايف بجزع : وضوح أنت شتقولين .. أنا بايقتها و تبينها تساعدني و تحل لي الموضوع !

وضوح : و ليش لا .. زوجة عمي عملية و مو عاطفية .. بتحل الموضوع إذا شافت لها مصلحة .

وصايف : و شنو مصلحتها بأنها تعفي عني و ترد لي عيالي ؟!

وضوح تثبت عينيها بعيني و صايف : أنتِ تعرفين ..

وصايف بجزع : خالي لا يمكن يطيعني .. خالي على الرغم من جبنه وخوفه إلا انه لهذا اليوم ما تنازل لها

فا شلون ممكن يتنازل لي .. أنا رحت له و ترجيته يكلمها لي و يلين قلبها بس هو رفض لأنه عارف الثمن ..

وضوح : أنا ما أتكلم عن عمي .. و لا عن زواجه المعلق من عمتج ..

وصايف و قلق ظاهر في صوتها : أجل عن شنو تكلمين ؟!!

وضوح : عن فينوس ..

وصايف بأستغراب : فينوس ؟!!

وضوح بتاكيد : أي فينوس .. قلب أمها و روحها .. فينوس اللي تشوف ردينه نفسها فيها ...

وصايف : فينوس معصبة علي .. و هي أصلا تهاب أمها و لا يمكن تتوسط لي عندها و هي عارفه أنها غضبانه علي ..

وضوح : معقول للحين ما فهمتي علي ؟!!

وصايف بتذمر : وضوح تكلمي بشكل مباشر عشان أفهم مو ملاحظة أني صايرة غبيه لدرجة طيحت نفسي
با مصيبة ..

وضوح : ردي شملان على فينوس ..

وصايف ترفع احد حاجبيها بعدم فهم :أردهم لبعض ؟!! .. شلون .. و بأي صفة ؟

وضوح تبتسم بمكر : أنا أقولج شلون ..

.................................................. .......... .....................

*
*
*
هربت من المنزل فا أسألتهم لم تتوقف و بكاء ردينه الصغيرة مازال يرن في أذني ..

كلهم يريدونها .. و أنا أريدها أكثر !

عشر سنوات لم يفارق محياها صباحاتي .. و لا دفء أحضانها مساءاتي ..

عشر سنوات بحلوها و مرها كانت هي فتاتي .. ملكي .. و رعيتي ..

و أنا بعيد عنها أكاد أجن .. ومن صدمتي با عظم ما فعلت أكاد انتحر .. كيف خانتني .. وداست على كل

ما يعني لي و لها .. كيف لم تزن حياتي معها في ميزان المصالح شيء ؟!

أيعقل .. أنها كانت محتاجه و لم تنطق .. أم أنها كانت تعد العدة لرحيل و تجمع ما تستطيع من مؤنه ؟!!

*
*
*
لا اعرف كيف يكون من صلبي و يكون بهذه القسوة على فلذات كبده ..

و خانت .. و عبثت بمصيرهم .. أتنتهي حياته ؟!!

لو أتبعت منذ سنوات ما ينتهج الآن لكانت حياتهم مختلفة .. لحرمتهم من والدهم و جلبت آخر بديلا عنه لأنجب

منه أرواح أخرى تلهيني عنهم .. أليست أموالي دوما كانت مطمعا للكل ؟

*
*
*

ردينة عبر أسلاك الهاتف : تعال اللحين و أحفظ عيالك ..

عذبي : يمه الله يخليج لي ما عليج من عيالي و هم مو بروحهم عندهم عمتهم و الخدامات ..

ردينه الغاضبه : أي عمتهم المربية .. اللي أنت و الهانم سخرتوها لكم ..

عذبي : لا حول و لا قوة إلا با الله .. الهانم راحت با اللي ما يحفظها و أختي لها الحشيمة ..

ردينة : أجل تعال و قابل عيالك يمكن تقدر تفكر بشكل أوضح ..

عذبي : شنو افكر فيه ؟!! .. في حياتهم و مصيرهم .. في يتمهم و ضياعهم .. أنا حتى أفكر أردهم لها

مهما يكون هم عيالها با الأخير حتى لو كرهتني و كرهتها ..

ردينه بهدوء : يا مجنون .. أنت بيدك كل الحلول .. تعال و خلنا نتفاهم ..

.................................................. .......... .......................

*
*
*

هند تغلق السماعة لتنادي بعجالة على أختها : أنفال الحقيني ..

أنفال تترك الكتاب الذي بين يديها : شفيج .. خير ..

هند : خالد يقول أهلي طلبوا مني أطلقج و انا أبيج . .

أنفال بتوجس : أي و بعدين ؟

هند : يقول لي الليلة لازم أقرر .. أروح معاه و إلا اقعد في بيت أهلي مطلقة ..

أنفال بأستهزاء : يعني شنو .. بيجي قدام البيت و يطق لج هرن وتطلعين له ؟!!

هند الغاضبه : أجل تبينه يكبر قدر أبوي الحرامي و ينزل له في ديوانه ..

أنفال تُسقط كفها بقوة على خد أختها الأكبر : قطع لسانج .. أبوي أشرف منج و منه ..

هند تمد يدها في بداية لتعارك إلا ان والدتها استوقفتها زاجرة ..

أم ساري : أنتم ما تستحون .. كل وحده أطول مني و كل يومين في هوشة ..

أنفال : تعالي يمه أسمعي بنتج تبي تهج من البيت مع عريس الغفله ..

هند تسارع لدفاع عن نفسها : جذابه يمه .. أنا كنت اقولها ان خالد شاريني و واقف ضد أهله ..

أم ساري : شسالفة ؟ .. شفيهم أهل خالد ..

أنفال : أهله مستعرين من نسبنا .. و السيد خالد مو بعيد عنهم ما يبي يسوي عرس و لا يتعب نفسه و ويوقف في وجههم يبي ياخذ بنتج ليلة و إلا ليلتين و يقطها مره ثانيه في وجهنا ..

هند تسارع للانقضاض على أنفال بينما أم ساري تهب لتفريق بينهما ...

*
*
*

أم ساري : حسبي الله و نعم الوكيل ..

أم ديمة : أذكري الله يا أم ساري .. و فكري بعقل ..

أم ساري ترد النظر لأم ديمة : أفكر بعقل ؟!!

أم ديمة : خالد شاريها و أهله ما علينا منهم .. خلي هند تتصل عليه و حنا لوقف عند الباب خليناه ينزل

و يكبر قدرها قدام الكل .. قومي اللحين أعزمي كم وحده من معارفنا و جاراتنا و خلينا نسوي للبنت حفله

تستانس فيها ..

أم ساري تصمت للحظات : أخاف أبوها ما يرضى ..

أم ديمة : أخوي اللحين مو يمنا .. خليه بمصيبته ...

أم ساري : و ساري ؟

أم ديمة : و ساري وينه يا أم ساري ؟

.................................................. .......... .....................

*
*
*

نعم .. هذا صوت وضوح لا يمكن لي نسيانه ..

بحة تميزه و نعومة تغلفه .. و سحر يتخلله .. تشبهه !

لكن .. ما الذي ذكرها بي ؟!!

*
*
*

وضوح : أكيد انتي مستغربه من أتصالي ..

فينوس بخجل و اضطراب : يعني تقدرين تقولين مستغربه شوي ..

وضوح : لا .. لا تستغربين .. الموضوع و ما فيه أن بكره عرس هند و بنسوي لها حفلة صغيره في البيت

و أنتِ أول المعزومين .. ممكن تشرفينا باجر و تخلينا نجتمع مثل أيام قبل ؟

*
*
*

ترددت .. بماذا أجاوب ..

أعود .. لهناك حيث كنت و كان .. حيث امتهني و أهانني أمامهم ..

حيث طردني في منتصف الليلة كا قطة مشردة ..

أعود .. لأراه في ملامح وضوح .. و أحس به في زوايا ذاك السجن !!

أأعود لحيث تأبى الذاكرة أن تغادر ..

*
*
*
........... من ذاكرة فينوس .............

*
*

شملان : تبين أطفال ؟!! .. قلتيها ألف مره .. فهمت .. بس أنا ما أبي .. فهمتي يا زوجتي ؟ ...

فينوس بمهاودة : حبيبي شملان أنا أبيهم مو لأني ابي أكون أم اكثر من زوجة لك .. بس لأنك بتكون أبوهم
متشوقه اشوفهم .. تعرف ها الأطفال أكيد بيشبهونك ..

شملان بمرارة : و بيشبهونج .. و يشبهون أمج .. و ما راح يلقون احد يحبهم إلا لمصلحة ..
أنتظري علي شوي خليني أكوّن نفسي و نجيبهم في عز يجذب لهم الحظ مثل ما جذبني لج ..

فينوس تتعثر بما واجهت : شملان .. أنا ..

شملان بقهر يزفره بأعلى صوت : انتي اصبحتي عبأ .. خلاص ما أقدر أتحملج أكثر .. واضح اني عاقبت نفسي أكثر مما عاقبت أهلج يوم عصيتج عليهم ..

فينوس التي بدأت البكاء بخوف : شملان أنت شتقول ؟!!

شملان الذي هب كا أعصار لخزانتها يفرغها من كل محتوياتها : أقول خلاص ما عدت طايق أشوفج ..أطلعي من حياتي ... أطلعي قبل ما أتورط أكثر ..

*
*
*

لازلت أتذكر كلماته با التفصيل و حتى نبرته و هو يلقيها بلا هوادة مخترقة قلبي تمزقه و تلوعه

حتى بعد مرور السنين ..

ما زلت أتذكر .. عندما وقفت في وجهه اثنيه عن قتل حبي له ليرميني بعيدا عنه .. و يصرخ بأعلى صوت ...

أكرهك .. أكرهك .. و لم أقدر و لن أقدر أن أحبك في يوم ...

لم أتحرك من مكاني من هول ما سمعت .. كيف مثّل علي كل هذا الوقت أنه متيم .. و لماذا و كيف ..

و كل .. كل الأسئلة اغتالتني في لحظة ... و في غفلة مني وجدت نفسي أُجر كا الذبيحة أمام أنظار الكل ؟!!

لم يهب أحدا منهم لنجدتي .. و لا لتخليصي من قسوته .. لم يقف أحد أمامه ليحتضنني و يسكت صرخاتي التي

مصدرها أحتضار قلبي و سفك كل أحساس نابض به ..

رأيت في عيونهم الشماته و صورة أمي تنعكس في خلاياها .. أيعقل أنهم تخيلوني بصورة أمي ..

أيعقل أنهم رضوا أن أهان و أجرح و هم يتفرجوا أنتقاما منها ؟!!

و تريد مني وضوح أن أعود ! ...

لماذا ؟!!


.................................................. .......

*
*
*

عندما نزور القبور تضل ذاكرتنا تستحضر أشباح كل من نخاف

و من الجنون أن ندعي الشجاعة حتى نختال بأننا قهرنا الجراح ..


*
*
*
نهاية الجزء






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-13, 10:29 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


،


الجزء الثالث :
*
*
*

البكاء حين توطنه التفاصيل المتجهمة يقود لهمة الحواس المعطلة
لنجمع بتصميم كل ما تبعثر منا طوال السنين من تفاصيل تكوين الكارثة !
*
*
*
تطاول نظري ليخترق الدخان المتصاعد من فنجال القهوة الذي أمامي لتثير
ابتسامته المخفية خلف صلابة تعابيره كل التساؤلات التي أحتفظت بها لسنوات ..
و ها هو يجلس أمامي بكل التيه و التبجح مدركا أن الرهان كسبه منذ أن عرضه
علي , نعم راهن و هو واثق و أنا كلي يقين أن كل ما فعله في سبيل الكسب هو
الانتظار و المتابعة عن قرب لا غير !
في أي خانة ممكن لي أن أصنفه .. أخ أم عدو ؟
أشعر به دائما يترصد بي . .بمفرداته الملتوية و أفعاله الغير مفسره ..
دائما يقبع بظل خلف والدتي و كأني به موشوشا لها أنظري ما هو فاعل !
ما بك أخي تبدوا دائما ضدي ؟!! ..
*
*
عذبي على مائدة الإفطار التي تضمهما فقط : ربحت يا أخوي .
أصيل يرفع عينيه عن جريدته ليصل لنظر أخيه متسائلا : ربحت ؟!!
عذبي يتناول فنجال قهوته ليرتشفه على عجالة منهيا تردده في المواجهة : أي ربحت .. تذكر أول ما وقفت قدام أمي و قلت لها بتزوج بنت عمتي و رفضت و ثرت أنا و قلت ما عاد راح أقعد في ها البيت ليلة ..
أصيل يستعيد الذكريات : وركضت انا وراك و قلت لك أرجع .. أمي وافقت من لقيتها ظهرك يا ظالم .. بس تذكّر بيجي يوم بتندم بتندم يا أخوي ..

عذبي : وقلت لك لجى هذاك اليوم بقول لك ربحت يا أخوي .. بس من غبائي فكرت أن سبب موقفك هو وقفوك بصف علي و أمي بس اللي الحين فهمته أن الموضوع اكبر و أنا توني أنتبه ..
أصيل يشعر بعدم الراحه من اتجاه هذا الحوار المفاجأ لذا سأل بتردد : و شنو السبب في ظنك و إلا لأنك خسرت بدور سبب يطلعك مظلوم و أنا الظالم .
عذبي يركز نظره بحده على ملامح أخيه و هو يسأل من دون مقدمات : أنت ليش للحين ما تزوجت ؟
أصيل يرتد بسرعة لظهر الكرسي حتى يستند عليه و يجمع أفكاره : ليش للحين ما تزوجت ؟!! .. سؤالك غريب ..
عذبي يضع قبضته التي يشعر بها تتكور رغما عنه تحت ذقنه ليثبتها : و إجابتك أغرب .. بس خلني أعيد صياغة السؤال : أنت كنت حاط وصايف في بالك ؟
أصيل ينهض بغضب من كشف سر كل عذاباته : أنت شفيك أنجنيت .. جننتك وصايف ..
عذبي الذي مازال على نفس الوضعيه أبتسم بضعف : فهمت ..
أصيل يعود للجلوس و يلتقط ببرود جريدته : أفهم اللي تبي ما يهمني .. و بعدين أكيد انا ربحت لأن فبيت عمتي الكل طمعانين فينا , و بحسبة بسيطه وصايف فكت خطبتها من علي عشان تاخذك .. ما فكرت ليش ؟ و شنو زودك على علي الله يرحمه ؟
عذبي : أنت عارف شنو في علي ..
و على العموم الله يرحمه كان مفروض عليها عائليا و أنا اختيارها ..
أصيل بنبرة تشكيك : و ليش أنت بذات اختيارها ؟ .. ما سألت نفسك ؟
عذبي بتصريح : قصدك ليش أختارتني و ما اختارتك .
أصيل يتخلى عن هدوئه و يعود لأمتطاء ظهر الغضب الجامح : أنت شفيك .. علمني .. ليش الحين بذات قمت تشكك فيني . وصايف أشتكت مني ؟!!
عذبي : ما اشتكت منك بس دايما كانت تتحاشاك .. أنا مو أعمى .. و صايف اللي دايما واثقة من نفسها كانت بوجودك تختفي ..
أصيل : طبيعي لأنها تدري أن علي كان اقرب لي من روحي و أن هي سبب موته
عذبي أختار هذه المره أن يكون هو من يقف بغضب : وصايف ما لها دخل علي كان مجنون . .مجنون ما فاد فيه لا طب شعبي و لا طب المستشفيات .. صديقك أو خلنا نقول تجربتك الخيريه الفاشله حرق نفسه لأنه فقد عقله كليا ..
أصيل أنفجر با البكاء فاجأة و عذبي الذي أرتبك قفز ليكون بجانبه ..
عذبي بنبرة تحمل كل الخوف : أصيل شفيك ؟
*
*
*
بماذا أجيبه .. أأخبره أني سبب فقد علي لعقله كليا و سبب توقفه عن تناول دوائه الذي كان يساعده في مكافحة الآفة التي أستقرت في خلايا دماغه التي كانت تلازمه منذ أيام الطفولة .. أأخبره بما حدث تلك الليلة حيث انتهت حياته بتحول جثته لرماد ..
*
*
..................... من ذاكرة أصيل .........................
*
*
علي الثائر يشد قميصه بحرقه : أحترق .. أحترق .. أنا أحترق .
أصيل يبحث في أدراج علي عن دوائه: وين حبوبك ؟
علي يلتفت على أصيل و هو يضرب على صدره : ما عاد تنفع يا أصيل ما عاد ينفع معاي شي ... صدري شاب فيه حرايق .. كله منك كله منك ..
أصيل يلتفت عليه فجأة و كأنه كُشف على حين غره : كله مني ؟! ..
علي بنبرة تدل على حوار داخلي يموج في عقله الغائب : شلون ما فهمت .. أي أكيد .. ليش .. أي .. أكيد أنت المستفيد .
أصيل يقترب منه ليدفعه لخلف أسوار جنونه و يبقى هو بعيدا : و شنو مستفيد أن أخوي يتزوج بنت عمتي اللي حاولت أخلصها منك يا ولد عمي ..
علي باستغراب يقترب أكثر و يترك الأسوار خلفه : تخلصها مني ؟!
أصيل يتمادى : أي أخلصها من ولد عمي المجنون اللي رافض يتعالج و اللي يبي يمرضنا كلنا معه .
علي بنبرة منكسرة : أصيل أنت صرت مثلهم .. تشوف أني مجنون ؟
أصيل أصيب في مقتل و تردد ليلوح بيده لإنهاء الحديث: ما عليك مني أنا بس معصب من عذبي ..
علي يضع كلتا يديه على إذنيه ليسكت الأصوات التي بدأت تضج في رأسه : ما أبي .. ما أبي ..
أصيل بنبرة تحمل الخوف : علي شفيك ؟
علي بمفردات غير مفهومة : ما أبي أحرقهم .. ما أبي .. ينتهون .. أبي أتنفس .. اختنقت .. اختنقت ..
أصيل يمسك بجسد علي المنتفض في محاولة لاستعادته من المكان الذي أرتحل إليه ...
علي يعود من وراء الأسوار مرة أخرى و بصوت يتهجد انكسارا : بعد عني .. أنا مجنون أي مجنون بس مو غبي ..
أصيل يطلق مفرداته المهادنه : أنت ذكي و صاحي و ما فيك شي بس نفسيتك تعبانه و ما تنلام و لك عذر .
علي ينظر بجزع لأصيل : أفهمها منهم كلهم إلا أنت يا أصيل ..إلا أنت ..
أصيل يشعر بأن علي بدأ بحديث العقلاء الذي يشبه الجنون : شنو تقصد ؟
علي : لو رضت فيك كنت راح تتنازل عني ؟ .. عن صداقتنا ؟ .. عن الأخوة اللي جمعتنا يا أصيل ؟
أصيل بأفكار متعثرة أمام مفردات علي الثاقبة : بدينا عاد في شكوك المريضة ..
علي بصراخ : أنا فعلا مريض بس مرضي مالي يد فيه أما مرضك أنت اللي اخترعته ..
أصيل بنبرة ساخرة : تبي تجنني معاك .. تبي تخترع لي علة ؟!!
علي برجاء : أصيل أعترف .. ريحني مره و قول أني عاقل و افهم كل اللي يدور حواليني ..
أصيل الذي يدرك أن درجة جنون علي أوصلته لصفاء تفكير لا يدركه عاقل :
بقولك أن عندك حاسة ما يملكها عاقل .. ضنيت أني ما تركت اثر .. و نسيت إحساسك اللي يتتبع اختلاج النبض الخافت .. أكيد أحساسي الخاين فر مني في غفلة و أنت رصدته بس تأكد أن حتى هي ما درت .. و لا فكرت في يوم يا علي أحطكم في كفة التفاضل لأنك على الكل مفضل ..
علي يجر قدميه لفراشه : روح يا أصيل .. روح و خلني يمكن جنوني يعتقني من ظنوني .. و يطلع حوارنا تهيآت ..
*
*
أأخبر عذبي أني تركته في غرفته خلفي خجلا من نفسي و ركنت لديوان عمي كي أكون قريبا منه و يمكن لي أن أتفقده كلما شعرت با الهواجس تهاجمني ... و غفت عيناي لأخونه كما خانني السهر الذي اعتدته ليالي طويلة و أنا أعاتب ضميري و أحاول أن أنعشه لعله يفيق من أجل الصداقة ... لكن لم يفق إلا و أنا أتنفس بصعوبة في المشفى ناجي بإعجوبة من النار التي غيرت ملامح منزل عمي للأبد ..
*
*
عذبي يمد كأس الماء لأخيه : تعوذ من الشيطان و سم برحمن ..
أصيل يتناول كاس الماء من يد أخيه الممتدة إليه و يردد اسم الله ليهدئ من نبضات قلبه المرتاعه ..
عذبي بنبرة خجولة : أنا آسف .. معاك حق انا أدور أحد يطلعني مظلوم ..
أصيل يلتفت لعذبي و في عينيه بواقي من الدمع : أنا تعبان .
عذبي يضع كفه على كتف أخيه المتعب : اليوم أستريح لا تروح المؤسسة و أنا بغطي شغلك ..
*
*
لأول مره منذ سنوات أشعر بأن أصيل أخي .. لأول مره منذ سنوات أشعر بأنه يحاول الوصول إلي .. و أعرف أننا نحتاج للمزيد من المواجهات .. و أعرف أنه علي أن لا أجعله يستريح و أن من المهم أن لا أتيح له أي فرصه لاستعادة قواه .. لكن هذه المره ضعفت فا رؤية الدمع متفجرا على صفحة وجهه المتباهي دوما با صلابة أفقدني تركيزي و ارتأيت لوم نفسي حتى أخفف عنه كل الألم الذي استشعرته بنبرته ؟!!

.................................................. .......... .............
*
*
*
منذ مغيب شمس الأمس حتى شروقها اليوم و أنا أفكك طلاسم غيبوبتي الحسية
.. صوت وضوح أضاء شعلة التفكير في عتمة ليلي الذي اعتدته .. و أقتص منه
السويعات القليلة التي أنعم بها وحيده با الهدوء حيث يعتُقني الكل من نصائحهم و
توجيهاتهم و الأسى علي بكلمات سليطة في كثير من الأحيان ! ..
حاولت في ساعات الليل الطويلة أن أستفهم من نفسي لِما أربكني اتصال وضوح
و أنا أعرف مغزاه و إن تجاهلته ..
من المؤكد أنها اتصلت في محاولة منها لإعادة ترميم المثلث الذي كنت أنا ركيزته
.. نعم لا تستغربوا رغم ضعفي كنت أنا أساس متانته !
أنا المتأهبة دوما في تنفيذ جميع الأوامر بحرفيه .. أنا التي أملك كل التسهيلات
و الوسائل لتحقيق الرؤى التي كانت وضوح تتفنن في صياغتها و أنا التي كنت
دوما ظل وصايف و مساعدتها في تحريك قطع الشطرنج التي تلهوا بها ..
و العائد علي هائل كما رأيته و أنا أتخبط في تلك الغيبوبة .. الانتماء.. هو كل ما
كنت أبغي .. أن أنتمي إلى المجموعة الأجمل و الأقوى .. إلى تلك الفتاتين اللتان
تفوقتا علي دوما في ميزان الربح الذي أقيس فيه أقصى النجاحات .. أهملت
دراستي و نبذت كل الكتب التي كنت أعشق مجالستها حتى أخوتي عذبي و أصيل
أصدق أصدقائي ابتعدت عنهم تحت مضلة " أنا أنثى لا يفهمني رجل " ..
و أشرقت الشمس لتخبو شعلة التفكير بخجل و أمام حجم التنهيدة التي ضاق
بها صدري انطفأت على عجل ..
*
*
*
فينوس بعدما أنتهت من مسح آخر قطره ماء تعلقت على صفحة وجهها المسالم :
بسم الله الرحمن الرحيم ...
ديمه : ليش شايفه جني ..
فينوس تستغفر بهمس : شعندج مصبحتني ؟
ديمه : أبوي يقول ما راح يوديني لعرس هند إلا و انتِ معاي .. و من دون أي و لا .. تراني بقول له انج وافقتي و انتي عاد أقعدي بغرفتج طول اليوم عشان يعتقد أنج رحتي العرس و يعتقني ..
فينوس تبتسم لديمة : و ليش عاد الف و دوران نختصرها و أروح معاج .
ديمه بإستغراب : بتروحين ؟!!
فينوس : أي بروح ... مو عرس بنت عمتي .
ديمه محتاره : أي بس .. أنتِ متأكده من قرارج .
فينوس : قصدج متأكده أني أقدر أروح بدون ما أمي تعترض .
ديمه : با الضبط .
فينوس : أصلا أمي بنفسها عطتني هديه لهند و قالت لي أروح أوجبهم و احضر العرس .
ديمه باندهاش : لا مو معقول .. أكيد أمج وراها شي .
فينوس بصوت رخيم هادئ : أمي اوضح من كل وجيه المعابيس اللي تعرفينهم .
ديمه بانفعال مفاجأ : احترمي نفسج .
فينوس بذات الهدوء : أنتِ اللي أحترمي نفسج و أحشمي أمي اللي هي حسبة امج ..
ديمه في محاولة لمعاودة الهجوم : تخسي أمج تكون ام لي ..
فينوس تقترب من ديمه لتقاطعها : أنتِ ليش تعاندين با اللي تعرفين ..امي كل اللي تبيه منج تحترمينها و هي راح تحترمج .. و فكينا من الهواش كل يوم ترى تعبتينا كلنا .. أو أختصري الموضوع و روحي عيشي عند أمج .
ديمه و كلمات فينوس أصابتها بمقتل : هذا بيت أبوي و ماراح اطلع منه .
فينوس تبتسم لأختها الصغيره : طبعا هذا بيت أبوي و بيتج و بيت أمي و بيتنا كلنا .. و أكيد أنتِ عارفه أن مالج مكان إلا بينا لان حنا اللي نبيج و غيرنا تخلى عنج .
ديمه تبتلع دموعها و تصر على المكابرة : أي خير تبوني .. خلصيني بس أستعدي بعد المغرب نروح لهم مو نوصل العرس بعد ما يوصلون كل المعازيم .
*
*
با القاضية تخلصت مني فينوس .. لم أستطع المكابرة أكثر و الكذب بما هو واضح .. و لِما أكذب و كلانا نعرف لب الحقيقة .. فينوس على علم تام بطبيعة العلاقة بيني و بين أمي فقد أطلعت على تفاصيلها عندما تزوجت شملان عندما رأت و سمعت أمي و هي تحثني على التقرب من ردينه .. عندما رأت أمي تدفعني بعيدا عنها باتجاه أحضان المرأة التي أبعدت زوجها عن أحضانها !!
*
*
رق قلبي لمرأى طفله متوحشة تريد أن تفترس قدماي التي تخطو باتجاهها .. و جل ما أريد هو قربها .. أن أكون لها ما لم تكنه أمي لي أريد أن أبعدها عن المثلثات و كل أشكال العلاقات الواهنة .. أريد أن أبعدها عن هند و أنفال حتى لا تكون نسخة عني أريد أن أكون موضع سرها و مصدر قوتها .. أن أكون الداعم لها و المشارك لها .. أن أدفعها للأمام و أخلصها من كل درب يجرها للمتاهات ..

.................................................. .......... ...........................

*
*
*

عصاها التي أتكات عليها دوما و هي تحث خطاها لتنجز ما ترانا نعجز عن إنجازه نحن الرجال تبدو اليوم ساكنه عكس صخبها الذي أعتاده هذا البيت الذكوري الذي خلى منذ تأسيسه من النساء عداها ..
وحتى رائحة الهيل في قهوتها الصباحيه اليوم أعلنت تنحيها .. معقول .. أتحتسي قهوتها من دون إضافات .. مُره غير مبهرة !
*
*
خالد يهم لتقبيل كف أمه التي جعدتها سنوات التعب : طلبتج يمه أرضي .. أرضي علي .. أنا لا يمكن أتزوج و أنتِ مو راضيه علي .
أم خالد بنبرة حنونه : أنا ما أبي لك يمك إلا الزين .. انا من أول قارصني قلبي من ها العايله .. و حنا ناس ندور الستر .. و شلنا في الفضايح ..
خالد مدافعا : يمه الموضوع مو مثل اللي فاهمينه كل الجيران .. هند بنفسها قالت لي انه خلاف صار بين أبوها و زوجة خالها اللي يشتغل في مؤسستها و انتهى با المخفر غصبا عنهم بس أنحل الموضوع و لحظة شيطان عدت . ..ترى يمه تصير حنا بشر و خطائين .
أم خالد تمسح على رأس أبنها البكر : أنت ضناي و قلبي ما يحن على احد كثر ما يحن عليك .. وقلبي يا أمك خايف عليك .. هند ما تصلح لك .. طيعني و طلقها مدامكم على البر و تنازل عن المهر رضاوه لأهلها و ربي بيرزقها و يرزقك ..
خالد بنبرة رجاء يستعطف أمه : و قلبي يمه .. قلبي شسوي فيه ؟
أم خالد التي استغربت حديث أبنها الصريح تراخت : أمري لله .. ربي يوفقك و يهنيك .

*
*
و كأني عدت طفلا و صرحت لي أمي بلعب خارجا لأطير لأحضانها أدغدغها بقبلاتي المتوالية و هي تضحك بخجل كا طفلة ... يااااااااااااا كم أحبك أمي كم أحب طهرك الذي يشي به حرفك و عنفوان المرأة المدافعه عن كل ما يخص فلذات كبدها الذي مسكنه أنتِ ..

*
*
سند : مو قلت لك أمي مالها قلب و على طول بترضى ..
خالد : أدري و عارف بس الشيطان خلاني أعصاها و أزعل منها .. و الله يا سند أني مستحي من نفسي مدري شلون راددتها با الكلام و هي تنصحني ..
سند : يا ابن الحلال قدامك العمر كله تعوضها و إن شاء لله زوجتك بتكون لها البنت اللي ما جابتها ..
خالد : أكيد و أنا أصلا حاط هند با الصوره و قايل لها أهم ما علي أمي ..
سند : أي هذا الكلام قبل ما تقول لها أن أمي ما تبيها .
خالد ينفي بعجل : لا أنا حطيتها براسكم كلكم و قلت ( أهلي ) ..
سند يرفع حاجبه الكثيف باستغراب : يعني تبليت علينا و حنا يا غافالين لكم الله .
خالد يطلق ضحكه قصيره : أجل تبيني أقول لها أمي ما تبيج و أكبر قلبها على أميمتي حلوة اللبن .
سند : معاك حق .. المهم أستعد الليله بنطوف فيك شارع الخليج على طوله ..
خالد برجاء : لا فكني من خططك تبيني أوصل لعشا الرياجيل دايخ ..
سند بخبث : قصدك ما تبيني أوصلك لعروسك خائر القوى .
خالد يرمي على سند شماغه : أقول ضف و جهك بنام لي ساعتين .. صج ما تنعطي وجه .
*
*
*
الضيق هو الشعور الذي يؤخر كل المشاعر الموجبة التي أعددتها لهذا اليوم .. أشعر بضيق يتنامى بأقتراب الساعة التي تجمعني به للأبد .. ها أنا أرى فرحتي ناقصة تُبتر بساعات معدودة غير مخططا لها و تسكنها آلاف الأخطاء .. حتى فستاني الأبيض يبدو رغم الاعتناء به في الخزانة متجعدا من غير أي تجعيده .. و مرآتي تصر على إبراز كل ما أكره في وجهي .. أرى حتى البثور تنطق ساخره " أنتِ معنا أجمل " !!
و هنا أجلس بهدوء محاولة لخلق السرور ..أحاول وأحاول أن أستحضر وجه خالد و أخفي ورائه كل المخاوف .. و تأبى مخيلتي الانتصار لي .. بل مخيلتي تصر أن تصور لي أمه العجوز و هي تدعي الاحتضار حتى تثنيه عن قراره الذي فرضه علي ..
و ذاكرتي هي الأخرى تصر على التضيق علي .. تذكرني بنبرته و هو يأمرني و و يبتزني عاطفيا ..
كيف لم يخطر على بالي ؟!!
من المؤكد أن قراره با الهروب يعني أنه يريد أن يهرب قبل أن يستسلم ..
و أن هناك إمكانية أن يتخلى عني تحت أي ضغط أكبر ..
ممكن ان تكون أنفال محقة .. قد يأخذني كا زوجة ليومين و بعدها يجعلني في مواجهة غير منصفة مع والدته ليتخلى عني مبديا أسفا غير متقن تحت ذريعة التخلص من عقوق به أُتهم !
نعم .. نعم .. محقة أنفال .. كان علي أن أجعله يجاهد من سبيلي .. كان علي أن اجعله أن يثبت تمسكه بي و أن أراه يأخذ كل الوقت اللازم لإقناع والدته و كل من أعترض من أخوته .. كان علي أن لا استسلم أمام تهديده بل كان علي أن أثور و اتهمه با البحث عن أي ذريعة لتملص من وعوده ..
و أن هو من عليه إثبات حبه و ليس أنا إن كان صادقا في كل تعابيره !
لكن .. زفافي بعد سويعات .. ماذا علي أن أفعل .. نعم ممكن أن أعتصم في غرفتي و أن أرفض الخروج له لكن سيعني هذا في نظره من غير شك التخلي عنه .. و أنني أقطع كل ما يربطني به .. لن يسامحني .. قطعا لن يسامحني .. و سينتهي كل شيء .
*
*
*
أنفال التي دخلت على أختها لتنبهها بوصول المزينه : هند شفيج .. ليش تبجين ؟
هند تمسح دموعها على عجاله : ما فيني شي .. بس شوي متوتره .
أنفال : أيييي متوتره .. عادي .. بس إذا للحين خزان الدموع ما خلص الأفضل تسرعين قبل ما ينحط لج المكياج .
هند : و أنتِ إذا عندج كلمتين خانقينج قوليهم عشان أكمل بجيتي مره وحده ..
أنفال : و الله بقفدج ..
هند التي تفاجأت من تصريح أنفال : بتفقديني ؟!
أنفال : أي بفقدج منو مرتب و كشخه و ملابسه قياسي مثلج ؟ .. اللحين أنا في ورطه ولازم دايما اكوي و اغسل .. يوووه من له خلق .
هند : في احد قال لج دمج ثقيل ..
أنفال : أي .. أنتِ ..
هند بنبرة رجاء : انفال عن جد بتفقديني ؟
أنفال : لو هو قطو بيختفي من ها البيت بفقده شلون عاد و حده بحجمج معقول ما راح أفقدج ..
هند التي تتباهى دوما برشاقتها : شقصدج بحجمي ..
أنفال: قصدي خلصي علينا لا تفشلينا في المره و هي ناطره تحت ..
.................................................. .......... ..

ما أن رأتني حتى تعاظم الفشل على محياها .. و عرفت أنها فشلت في استنساخ صورة إمرأة رأتها على غلاف أحد المجلات التي تصوغ الموضة ..
تعابيرها الصغيرة التي تشي بما تفكر به تظهرها ضائعة بين طفولة تتقنها و أحاسيس أنثى خجولة تأبى الأعتراف بتواجدها ..
أود أن أخبرها أنها ما زالت تبدوا طفلة رغم كل محاولاتها الخجولة التي برزت في تفاصيل ثوبها . . و قد أكون في نظرها طرفة لكن من المؤكد أنها ظريفة رغما عنها !
*
*
*
ديمة : مو كأنج كاشخه أكثر من اللزوم تراه عرس ملموم في البيت مو في قاعة
فينوس : أدري بس أحاول أرفع أسهمي ..
ديمه لم تستوعب ما ترمي له فينوس : ليش بتنزلين في البورصه ؟
فينوس تطلق ضحكتها الأنثوية التي تميزها : با الضبط .. أمي موصيتني أركز على نقاط القوة و أنزل بكل قوتي في أهم صفقه .. و انتي بشنو انصحتج أمج ..
ديمة تعيد النظر لهيئتها ثم ترد النظر لفينوس : تستهزأين حضرتج .. أنا لابسه على قد ما تستدعي المناسبه وإذا بتسمعين نصيحتي ردي غيري ملابسج و خففي زينتج أحسن ما تصيرين مضحكه ..
فينوس ترفع كتفيها دلالة على عدم المبالاة : و ليش ما أصير مضحكه على الأقل راح أفهمهم لما يتهامسون حواليني و يبتسمون با مسخره ..
ديمة بعنجهية تفشل دوما في تقمصها : بكيفج .. يله بس خلينا نروح ..
فينوس ببساطه تتجاوز أختها الصغرى : يله مشينا ..

............ في السيارة ..............

ديمة : بتسلمين على وصايف ؟
فينوس : أنتِ بتسلمين عليها ؟
ديمه : ودي و ما ودي ..
فينوس : سلمي عليها و هنيها أنها قدرت تغيض أمي بس لا تنسين تعاتبينها لأنها جرحت عذبي ..
ديمه تحادث نفسها بصوت مسموع : مالت عليها الغبية ..
فينوس تبتسم من تحت غطاء وجهها : بقولج شي عشان يكون عندج علم ترى أمي ردت كلمتني بعد الظهر و قالت خليت الهدية هديتين .. جيبي فينوس معاج الليلة خلي عيالها يباتون في حضنها و أنا سامحتها ..
ديمه و كأنها كشفت لغما : أنا قلت موافقة أمج على حضورج وراها شي ..
فينوس : و دعوتهم لي وراها نفس الشي فتلقين أمي قالت في نفسها نختصرها و نتغاضى عن الموضوع كله عشان خاطر عيال عذبي .
ديمه : أي و عشان تحملونهم جمايل فوق جمايلكم اللي ما تخلص و غثيتوا العالم فيها ..
فينوس : واضح أن تفكيرج يدور في نفس الحلقة عشان جذيه ما راح اتعب نفسي و اشرح ..
ديمه تصرف نظرها لنافذة و تتمتم كا طفلة عنيدة : مو مهم تشرحين أنا أعرف كل شي .
*
*
*
رعشة مجنونة أجتاحتني و حرارة بدأت تسري في عروقي و السبب رؤية الخرابة التي فيها تحطمت ... كم كنت ساذجة و أنا أستسلم لشملان و أصدق كل ما يقوله .. اخبرني أن هذا قصري و رأيته أكبر القصور التي شيدت في الوطن .. واخبرني انه يخصني أنا فقط و رأيت كل من سكن معنا زوار دائمون لمناسبة فرح ! .. حتى ضيقه و تأففه من كل ما انطق به رأيته كما صوره لي تقويم و تأهيل لي للقيام با دور زوجة حضرة المحامي على أكمل وجه .. حتى منزله المحترق الذي يأبى أن يرمم و جعله شاهد على موت أخيه جعلني أول المدافعين عن قراره بشأنه .. و كم مرة وقفت في وجه وضوح و انا أخبرها أن المنزل المحترق قبر لا يمكن نبشه .. كان صوتي يحمل أفكاره .. حور تفكيري و جردني من أبسط ما يؤمن به عاقل !
و الخوف .. الخوف هو كل ما تركه لي ...
حتى الحجارة تخيفني .. فا كيف في البشر الذين يسكنون خلفها و أعرف يقينا أنهم في انتظاري ..

*
*
*
ديمه ما أن رأت الباب الجانبي المؤدي لبيت عمها المحترق مفتوح حتى سارعت بفضول لولوجه ...
فينوس بسرعه لا تتقنها أمسكت بذراع ديمة : وين رايحه ؟
ديمه بحماس : أول مره أشوف ها الباب مفتوح دايما انا و هند و انفال نحاول نفتحه و ما يفتح .. تهقين وضوح أقنعت شملان يحط البوفيه في ديوان عمي
فينوس : أنت مجنونه البيت كله محترق و شلون يقلطون فيه العشا ..
ديمه : اجل شنو تفسيرج للباب اللي مشرع ؟
فينوس بتساؤل مماثل : أي فعلا ليش الباب مشرع ؟!!
*
*
*
تساؤلاتنا العفوية تقود لفتوى تحرم المجهول الغير مفهوم
و في المعرفة بعض الخلاص إن لم يكن كله ..

*
*
*


نهاية الجزء


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-13, 10:30 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



،
الجزء الرابع :
*
*
أخطائنا المتعمدة تتباهى في زرع الحزن بين مآقينا
و نتمادى نحن برسم الظل لنحبسها فيه و نرهن الوقت
و نتناسى أنه سيمر بنا و يسلمنا لندم بلمح البصر ..

لا يلائمني الدور مهما ملأ قلبي الحب و الحنان اتجاهه . .أشعر بأني أحمق لا أعرف كيف أتدبر أموره الصغيره يريد أن يأكل و لا يمكن لي أن أعرف لما يبصق كل ما أقدمه له .. يريد أن يشرب و لا يستسيق الحليب الذي أشتريته بجهل .. لا اعرف حتى كيف البسه ملابسه الصغيره جدا فا هو يبدوا دائما غير صبور أمام جاهل مثلي بأموره .. عشرة أيام وحيدا معه أرهقتني و با الأخير استسلمت لما كنت أعرف أنه الحل الوحيد و الصحيح .. لابد ان يعرفوا بتواجده في حياتي .. هو ابني .. أبنهم .. و با الأخص بعد أن هربت والدته و ألقته خلفها كا شيء ثقيل ملت حمله و العنايه به .. توحده في عالم يخصه فصل مشاعرها الأمومية و جعلها تنبذه ! ..
و هكذا بدأتُ رحلة العوده الطويله من المدينه العربيه البعيده مرهق متعب أريد فقط ان أستلقي في فراشي و انام لساعات طويله من دون ان أقلق على ابني الصغير .. لكن ما إن وصلت و رأيت معالم الاحتفال تحيط منزلنا حتى ترددت ... فا أنا كنت على أهبة الاستعداد لما سيهب في وجهي من عواصف .. تبدأ من وضوح و تنتهي بأمي .. لكن أن أدخل عليهم الآن و سط انشغالهم با فرح سيكون مصيبة .. لذا توجهت لمنزل عمي المحروق و صارعت الباب المقفل حتى خلعته و طفلي يبكي حيث وضعته فوق أمتعتنا القليلة .. كنت كا لص خائف أتلفت حولي و أنا أرجوا أن صوت الموسيقى العاليه ستغطي على بكاءه .. و ما كانت إلا نصف ساعة حتى اكتشف أمري .. و رأيت فينوس و ديمة أمامي ..
*
*
*
تجاوزتني بسرعة فائقة و تعثرت أنا بفستاني الطويل و أنا أحاول ألحاق بها .. فعلا أختياري سيء .. كانت جدا محقة !
*
*
فينوس بصوت متوجع تنادي أختها الصغرى : ديمة تكفين لا تروحين و تخليني ..
ديمه الغاضبه تتوقف فجأه : شفيج ؟
فينوس تعرج و تحاول الوصول إليها : ركضت وراج و نسيت أني كاشخه اكثر من اللزوم ..
ديمة بطبيعتها البسيطه رسمت أبتسامة شقيه تناست بها غضبها مؤقتا : أحسن تستاهلين ..
فينوس : أنزين أستاهل بس تعالي ساعديني رجلي تعورني ..
ديمة بشك: احلفي ؟
فينوس بدهشة مصطنعه : أحلف ؟!!
ديمة : أي أن رجلج تعورج ..
*
*
كم أنا سخيفة ألتف عليها كما أفعل دائما أريد أن اقترب و مفرداتي تستصغرها .. يجب أن أغير أسلوبي معها .. أنا متأكدة أنها ستفهم و ستقدر .. ألم أكن أشبهها قبل سنوات مضت .. مندفعه بما أرى أنه حق .. ألم أكن أحارب أشباح صنعوها و أقفز أمام كل من يعترض طريقهم .. ألم أنبذ نفسي من دائرتي حتى أكون ضمن دائرتهم .. و النتيجة خسارتي لكل الانتماءات التي ناضلت من أجلها و تلك التي نزعت روحي منها ..
*

فينوس تضم أختها لدائرتها بمفردة الجمع : راح نكون مسؤولين عن تخريب عرس هند و آخر شي بنطلع حنا الغلطانين .. اللي عرفناه بيعرفونه الليلة .. كم ساعه ما تفرق .. خليني نحترم قراره ..
ديمة با تفاني الصادقين : إذا أنتِ تعرفين تجذبين أنا ما أعرف ..
فينوس : و شلون بتجذبين من غير ما يعرفون و تنسألين ؟
ديمه : أعرفوا و إلا ما عرفوا أنا أجذب لما أعرف و ما اقول لهم .. لما أجابلها طول الليل و أنا عارفه شي يخصها و أخشه عنها هذا أكيد جذب .
فينوس تعاود المحاولة لكسب اختها : إذا عرفت منا بتنجرح أنا أعرف شلون تفكر .. و حنا نقدر ننسى الموضوع و نحترم خصوصيات ها البيت اللي حنا مو من ضمن أهله ..
ديمه بغيظ : تكلمي عن نفسج أن أعتبر نفسي وحده من أهل ها البيت ..
فينوس تستمر با المحاولة : فعلا اهل ها البيت اهلنا بس ها البيت مو بيتنا .. الخصوصية يا ديمه لازم تحترم و أنت كبيرة و أكيد تفهمين شنو خصوصية ..
ديمه بدأت تفكر بما قالته فينوس لتقفز فكره : أنتِ أكيد طايره من الفرح ؟
فينوس تنطق با المفرده المخفية : قصدج متشمته ؟
ديمه تؤكد على الكلمه : أي .. متشمته ؟
فينوس : شوي .. طبيعه أنسانيه .. لما ننجرح من اللي نحبهم .. تعاقبنا السنين بمشاعر سلبيه تكبر في داخلنا و مهما صديناها نلقاها تكبر من غير وعينا .. و في أول مناسبه لشماته نقترب و نتفرج و طبيعتنا الطيبه تخلينا نواسيهم و أنانيتنا تبينا نكون شاهد عن قرب على جرحهم اللي نتمناه أكبر من جرحنا ! ..
ديمة تسترسل بتساؤل : يعني مثل ما سووا أهل هالبيت لما شملان أطردج ..
فينوس بصوت يتهدج حزنا : لا مافي وجه للمقارنه .. إذا هم يعتقدون أمي أذتهم أنا ما جرحتهم في يوم .. لا تحاولين يا ديمة تنبذيني و تصيرين محامي عنهم .. أنا أختج .. طرفه و إلا فينوس .. أنا أختج لا تنسين ...
ديمة بدأت تشعر بضيق يتنامى في قلبها الصغير حتى قفز كا عبرة سدت مجرى التنفس : أختي .. اختي .. فهمت .. خلينا نطلع من ها المكان اللي يخنق ..
*
*
خرجنا بسرعة من منزل عمي الراحل أبو شملان و اتجهنا لمنزل عمتي الذي يتصل به عبر ممر قصير يخلو من أي إنارة .. و كل ما كان يتردد في عقلي ..أرتكبنا غلطة .. غلطه كبيرة أننا اخترنا أن نكون اليوم من العائلة و ان ندخل للمنزل من خلال الباب الجانبي .. كان يجب علي أنا على الأقل أن أتحلى با الذكاء و الفطنه و أن أكون أكثر رسميه .. و أن لا ألتف و أختلق الأعذار و اجعل ديمة الصغيره وعلاقتي الجديدة بها الشماعة .. نعم .. أتفقنا على اختيار المدخل بشكل تلقائي لكن لكل منا أسبابه .. هي أختيارها عفوي .. لكن أنا .. أردت أن أستخدم الباب الخلفي متعمده .. فا قلبي الخائن تمنى سرا أن يراه صدفه .. كا متعاطي سابق يتذكر نشوة المخدر و ينسى العاقبة .. أردت أن أستعيد تلك الدغدغة اللذيذة التي تسري في أعصابي و كل أوردتي لتفقدني صوابي عند كل غزوة عاطفية يمن بها عليَ من خلال نظراته العميقة ! .. هو .. لعنة أبدية أهرب منها لأعود لاهثه أتصيدها صدفة .. و في غمرة أستغبائي لذاتي و خداعي لِما رممت من عقلي ظهر ساري أمامي صدفة .. ساري و طفل يبكي في أحضانه .. يهدهده و يخبره بأن غياب والدته لن يطول .. و يسأله بنبرة أبويه حانيه لم اعرفها في صوته يوما .. ألا تحب أن تكون معي أنا أبيك .. ألا تحب أن تكون معي يا صغيري .. و الطفل يتعلق بعنقه خائفا كأنه يهذي من بين شهقاته ..
من هي أمه ساري ؟ .. من هي تلك المرأة التي نافست وضوح سرا .. من هي المرأة التي جعلتك خجلا أمامنا و أنت تتوارى كا المذنب في البيت المهجور .. و تردد برجاء .. أعطوني فرصه أن أكون من يخبرها أولا ... ماذا سوف تخبرها ساري .. ماذا سوف تخبرها .. واضح ساري كل ما تريد قوله .. واضح بهيئة طفل لم تنجبه هي و كم تمنت أن تكون هي أمه .. هل ستخبرها بأنك تناسيت فاجعتها بفقدها أخيها و مولودها في نفس اليوم .. و قررت ان تنجب أنت و تحقق ابوتك بعيدا عن من فجعت في أمومتها .. سيحترق قلبها لا محاله كما أحترق جسدها الشاب في منزل الرعب الذي سلب روحها للأبد ... سيحترق الليلة ذاك القلب الذي وهبته لك !
*
*
*
عيناي كا مرصاد و جسدي مثقل من تطرف هذا الانتظار .. أنتظرها و كأني به هو الآتي .. أنتظرها لتوعد بي هناك لقربه و قربهم بذات ..
*
*
أم ساري تسد الطريق على وصايف : وين رايحه ؟
وصايف التي تتابع فينوس من خلف والدتها : بروح أسلم على فينوس .
أم سار ي: أقول أستريحي بس و لا تفشلين نفسج و تجيبين الكلام لنا قدام المعازيم
وصايف : يمه شدعوه . .لسلمت على بنت خالي حماتي تصير سالفة و فضيحه .
أم ساري : مسرع ما نسيتي و إلا حسبالج سامحوج مدامهم أسحبوا القضيه ضدج
وصايف بدهشة : سحبوها ؟
أم ساري : أي سحبوها.. شملان بلغني اليوم و أبوج في إجرائات بيسويها و يطلع بعد هو ..
وصايف بفرحه غمرتها تحتضن والدتها : الله يبشرج با الخير .. بس يمه ليش ما قلتي لي أول ما عرفتي .
أم ساري بتأفف : هذا أنت عرفتي ما فرقت ساعه أو ساعتين ..
وصايف و علامات الدهشه تنبثق من بؤبؤ عينيها : ما تفرق .. شلون ما تفرق يمه و انا بموت عشان اشوف عيالي ..
أم ساري : و شدخل هذي ف هذي .. شفتي أنج ما عاد تفكرين .. هم سحبوا القضيه بس عيالح أنسيهم و أكل طبختيه يا رفله أكليه ..
*
*
تركتني أقف مكسورة بعد ان وبختني كما ظلت تفعل لأيام ... كأم لا يمكن لي أن أفهم هذه القسوه .. لماذا تصر أمي أن أثقب ذاكرتي و أصرف صورهم لنسيان .. با الأمس وقفت فوقي كا مطرقة تهوي علي با اللوم و العتب .. و عندما انتفضت و أخبرتها انني سأجد الحل هوت علي مره أخرى بكلماتها التي مزقت فؤادي .. لا تصلحين وصايف أن تكوني أم !! .. و رددت فينوس ستكون لهم أم .. اتركيهم لها و أقلبي الصفحة و عيشي حرة مره أخرى !!
*
*
لا اعرف كيف أعبُر لها فأنا أكره القفز في وجهها و هي تبدوا محلقة بعيدا ..احتاجت لأكثر من خمس دقائق لتنتبه لتواجدي أمامها ... و كل ما صفته من عبارات السلام أطلقته على موجة مشحونة بالتوتر .. بدت لي وصايف على غير عادتها .. مضطربة غير متماسكة تكرر جملها كأنها تحاول أن تصطاد مني كلمه تفتتح بها أهم مطالبها .. لم أساعدها و اكتفيت با الابتسام لها ..

*
وصايف تبدأ المواجهة بعد أن تعبت من أختيار الجمله الاستهلالية المناسبة : آخر مره كلمتج فيها قلتِ لي محد بخير .. و صرختي فيني ما ابي أشوفج مره ثانيه بحياتي ..
فينوس : هذاك أمس و حنا اليوم ... أنت غلطت و خسرتي بس حنا كلنا صرنا بخير
وصايف توترت أكثر و نقلت التوتر لكفها التي فشلت في ضم كفها الأخرى : أمي قالت لي أنكم تنازلتم عن القضيه ..
فينوس : صحيح .. با الأخير حنا اهل حتى لو أنتي نسيتي ..
وصايف التي تعرف بضعف موقفها : تعرفين فينوس بحياتي ما ظنيت أني بسمع منج ها النبرة الهجومية ..
فينوس : قصدج لما كنت اعرف أن الكل يهاجم امي ما رفعت في يوم الصوت و قلت لكم بس .. معاج حق بس اليوم عشان الأبرياء اللي انا عمتهم بقول لج بس يا وصايف بس و خلي اللي صار درس و لا تحاولين تعيدين اللي سويتيه مو لأن بنسمح لج و بنعطيج فرصه بس لأنج بتكونين في بيتنا أم لعيال عذبي و بس ...بنأمنج عليهم فا أحفظي الأمانه ..
وصايف بنبرة مستنكرة : بتوصيني على عيالي .. تعتقدين أني بانتقم فيهم ؟!!
فينوس بنبرة هجومية : أسألي نفسج شنو اللي تقدرين عليه بعد ما ضميرج سمح لج تخونين الثقه و تهددين استقرار عيالج المعوني و المادي ..
وصايف تلتقط آخر ما لمحت له فينوس : أنت ما تعرفين في شغل المؤسسه و مسمى الاختلاس أكبر من القضيه اللي ورطت نفسي فيها ..
فينوس تقطع عليها طريق التبرير : سرقتي . .أي أو لا ؟
وصايف تنفي بشده : طبعا لا .. الموضوع كله أني أتفقت مع ابوي ناخذ عمولة اكبر من اللي متفق عليها عشان يعادل تعبنا و جهدنا اللي مو معترف فيه ..
فينوس بضحكه قصيرة متهكمة : ماني متعلمه مثلج و لا اعرف في الشغل بس أنتِ أدنتي نفسج بنفسج ..
وصايف تبتلع غصه : أنت ما فهمتي علي ..
فينوس تقاطعها : أنا أقولج با المختصر اللي أنا فاهمته .. .أنتِ مثل ما يعرف الكل كل يوم بهوشه مع عذبي و بما أنه في الاخير مل من الهواش و ما عاد يلقيج بال قلتي بلفت اتتباهه با اللي هي فيه ... و تعاونتي مع ابوج اللي الغراب وشوشله با الخطه اللي مشيتوا عليها با الملي بس أصيل خرب عليكم با الأخير ..
وصايف ملت من تلقي اللوم : و أنت جايه تقولين لي اللي فهمتيه عشان تبررين المكان اللي رسمت حدوده أمج لي و بتحبسني فيه ..
فينوس : و انت شايفه أي مكان مع عيالج حبس ؟!!
وصايف بكبرياء : أنا غلطت و اعتذرت بس لا يمكن أصير مثل عمتي أم ديمة و أتحمل العقوبة للأبد ..
فينوس ملت الحوار : يعني ما تبين عيالج ؟
وصايف بنبرة تحمل التوجس : أبيهم بس ما ابي أدخل نفسي بمواجهة مع أمج و لا ابي أقيد نفسي و أعرف أن تعاستي مع عذبي بتستمر .. يعني راح يزيد وضعي سوء ..
فينوس : حيرتيني يا وصايف .. يعني تبين يرجع الوضع مثل ما كان .. تبين تردين لجناحج و تامرين و تنهين كأنج وحده من أهل البيت .. يعني ما راح تكتفين بدور المربية ؟
وصايف بتحدي و عنجهيه قفزت من أعماقها الحقيقية : أي يا فينوس لأن هذا حقي و حق عيالي .. و عذبي أنا راح احل مشاكلي معاه بشكل مختلف ها المره .. و لا تخافين راح أعطيج مقابل يرضيج و يرضي أمج .. انا مستعده اتوسط بينج و بين شملان .. أدري أنج للحين تحبينه ...
فينوس بنبرة باردة لحد التجمد : عذبي طلقج يا وصايف ؟
*
*
أشرت لها باتجاه العتبة و مهدت لها الطريق إليها حتى أنني أرشدتها في كيفية
تخطيها لكن قبل أن تقف عليها عادت لطيران كا عصفور خشى أن يتبلل !
*
*
وضوح بحزم : بنزف هند اللحين يله انزلي قبل ما ينتبه احد انج اختفيتي ..
وصايف التي تدور في غرفتها و تتنفس با صعوبه : اقولج طلقني .. طلقني .. فينوس تقول طلقني ...
وضوح : يعني أنت كنت منتظره شي ثاني .. اكيد بيطلقج .. المهم اللحين عيالج ..
وصايف تقف أمام وضوح و هي تنتفض ب غضب حجر الدمع في مقلتيها : ما أبيهم .. خليهم له يربيهم ..
وضوح : هذا كلام وحده منفعله .. بكره بتنسين كل شي إلا هم ..
وصايف كمن فقد عقله : انسى شنو يا وضوح .. انساه .. شلون ..
وضوح بنبرة رجاء : طلبتج وصايف انسي كل شي بس لربع ساعه و خلينا نزف هند بعدين بنفكر بكل شي .. يله قبل ما عمتي تعصب و يرتفع ضغطها ..
.................................................. .......... .....
*
*
*
أريد أن تقف اللحظة الآن و تعود الساعات بشكل عكسي سريعا ... مستلقية في فراشي و أنفال توبخني لأني لم اغلق إنارة الممر خلفي .. أسيبوخني خالد لأني أكره الظلام الدامس و أشعل أي إناره تعطي المكان أمانا !
كيف سيكون مزاجه صباحا عندما أصحوا مبكرا و أركض باتجاه النافذة أستقبل الشمس لتتربع اشعتها في كل إرجاء المكان ...
المكان .. كيف يستوطن الأمكنة ؟
هل سيكون خالد فوضوي يترك كل شي خلفه مرمي على الأرض و أنا ألهث خلفه أعيد كل شيء لمكانه .. أعلي أن أهتم بكل تفاصيل حياته .. ماذا يحب أن يأكل و ما هو ممنوع أن يوضع على المائدة أمامه .. هل هو نزغ و لا يعحبه أي شيء ..
هل يحب السهر ؟ ..أنا أكرهه .. لا أطيق أن تشرق الشمس إلا و أنا معها ..
ماذا عن الرياضه .. كرة القدم و السباقات .. لا .. لا أطيق هذا النوع من الرياضة
.. كيف إذن إن كان مدمن لها ... و ستكون هي محور حديثنا كل ليلة .. لا هو لم
يتكلم في الرياضه معي قط .. لما خطر هذا في بالي من الأساس ..
توقفي .. توقفي عن التفكير السلبي .. كل الإجابات ستحصلين عليه في الغد ...
*
*
*
خالد الذي أنعطف بسيارته لشارع المجاور : حبيبتي بنمر أمي ..
هند بدهشه : بنمرها ؟
خالد : أي أميمتي حبيبتي كان ودها اليوم هي اللي تزفج لي بس تعرفين الروماتيزم متعبها اليومين .. عاد قلت لها تستريح و حنا بنمرها قبل ما نروح للفندق ..
هند بحرج : بس خالد شلون تبيني أنزل بنفنوفي و حوستي أنا يله ركبت السياره و امي و اختي حولي ..
خالد بحنان : و أنا حولج و معاج و إلا ما أنفع ...
هند بخجل تبتسم من تحت غطائها : أنت البركه كلها .
خالد يطلق ضحكه : الله يبارك لنا و يهنينا قولي آمين ..
*
*
*
أبتعلت ضيقي من قراره الذي فاجأني به .. و نزلت بصعوبه من السياره و فستاني الثقيل يعيق حركتي و غطائي الطويل يمنع الرؤية أمامي .. تمسكت به على الرغم من خجلي و تمنيت بشده لو أنني كنت أكثر شجاعه و أصريت على أن ترافقني والدتي و أنفال للفندق .. لكن الآن فهمت لما كان اعتراضه !
*
*
*

أم خالد بعد أن هم خالد لتقبيل جبينها و قدم هند بين يديها : الله يباركلكم و يهنيكم و يرزقكم الذريه الصالحه ..
خالد يقبل كف والدته و يستنشق الحنه فيها :و يخليج لنا و تربينهم على ايدينج يا اميمتي ..
أم خالد تلتفت على هند : علامج واقفه يا هند ترى البيت بيتج لا تستحين يا بنيتي .
هند بنبرة خجوله : أكيد يا خالتي بس ..
خالد يقاطع هند : لا تقولين خالتي أمي ما عندها بنات و أنت اللحين بنتها يا هند .. قولي لها يمه ...
هند لم تستطع أن تخفي ملامح الضيق التي داهمتها و هذا ما رصدته أم خالد : الخاله حسبة الأم يا خالد و ما تفرق قالت خالة و إلا يمه ..
خالد بنبرة حازمة : لا أنا مصر .. هند بتناديج ..يمه ..
*
*
*
لم أنادي عمتي التي شاركت بتربيتي ب " أمي " و ها هو يطلب مني أن انادي أمه التي عارضت زواجي به ب " يمه " !! ..
*
*
*
خالد بعد أن وصلا لغرفتهم الصغيره التي حجزها ليوم في فندق يطل على البحر : خيلنا نصلي السنه و بعدين راح أطلب عشى لنا .. أحس بموت من الجوع .. اليوم أسند و حمد بذات غثوني ما خلوا مقلب ما سووه فيني ... تخيلي أقولهم ..

هند التي تحبس غضبها منذ أن غادرا منزل والدته تقاطعه : شكلك يا خالد بتسولف طول الليل و أنا زهقت من ها النفنوف و تعبانه من الفراره بسياره ..
خالد فهم مقصدها و هاجم : الفراره ؟!! .. الحين عشان مرينا أمي خمس دقايق صارت فراره ؟!!
هند تدافع عن نفسها : ما قصدت بس أنا فعلا تعبانه.. من الصبح بين اللي تحط لي مكياج و اللي تسوي لي شعري و أحاتي النتيجه و بعدين مقابله المعازيم و الباقي تعرفه .. مفروض تحس فيني ..
خالد يهدأ من نبرته و يتلطف في كلامه : أنا آسف حبيبتي .. روحي بدلي و خلينا ننقذ اللي باقي من الليله ..
*
*
*
تبدوا أنثوية جدا بازينتها الطاغية .. أحبها ابسط .. لا أحب التعقيد و الإسراف و التزييف ..
و هذا ما أحببته جدا في هند .. دائما تبدو بسيطه في كل شيء .. غير معقدة التفكير لا تلف و لا تدور و ما يعجز لسانها عن التعبير به يعوضه جسدها بتعبيره .. حتى اليوم و تحت كل هذه المساحيق استطعت أن أقرا كل تعابيرها التي تصرخ بعدم الرضى .. أعرف إنني فاجأتها و أحرجتها بطلبي لها أن تنادي أمي كما أناديها لكن أنا عازم أن أرسم الحدود اليوم .. أريدها أن تعرف ماذا أريد و أن لا أجعل أمامها أي فرصه لتفاوض .. أردت أن استقل خجلها و حضور أمي الهادئ لأفوز بما أريد من غير معارك ..
و كم أود اليوم أن أجعلها بكل المعاني زوجتي ... لكن ما كان يزعجني و تناسيته أصبح أكثر وطأه و هي بقربي .. فقد فقدت حماسي لهذه الليلة منذ حل نهار هذا اليوم .. تسرعت في قراري .. هذا أول ما خطر في بالي قبل أن أبرح فراشي و السبب أبدا لم يتعلق باختياري .. أنا أحب هند و مقتنع بها جدا .. لكن ما وشوش به صديقي حمد جعلني أوسوس و اشك في صحة قراري ..
*
*

..... من ذاكرة خالد ......

*
*

حمد : ليش معصب علي .. أنا بس أسأل
خالد : أحتفظ با سألتك لنفسك ..
حمد : لا ما راح احتفظ فيهم لنفسي .. مدامك مدخلني في كل موضوع و ناط لي بكل وقت و صاجني بمرتك تحمل اللي بتسمعه .... أبوها معقول لهدرجة مشغول و إلا فعلا للحين بسجن ؟ .. زين خلنا من ابوها .. بنقول أنت عارف ظروفه .. أخوها وين .. كم مره شفته من خطبت لين ملكت .. و ولد خالهم ها الغريب ليش ساكن بشقه فوق السطح و مضيق عليهم و بيته المحترق جمبهم و لا تقول لي ما عنده يرمم بيته ترى السياره اللي يسوقها ما تقل قيمتها عن عشرين ألف .. و خالهم اللي ماخذ عمتها ليش ماله حس حضر الخطبه و غاب عن الملكه ! .. يعني با المختصر كلهم وينهم ليش محد حاسبك و لا احد قال لك ليش لعجله ..
خالد بنفاذ صبر : جيب من الآخر . أنت شتقصد ؟
حمد : ما اقصد شي أنا بس مستغرب منهم .. تعرف كلنا جيرانهممن عمر بس ما نعرف عنهم شي .. رجالهم غامضين و ما يتواصلون مع أحد .. يمكن لو ما حريمهم يطلعون و يجون جان أعتقدنا أن ما في البيت أحد !
خالد بغضب : انت واضح تلمح لشي . .شايف شي و بتقوله .. تكلم ..
حمد يتملص من الإجابه : أنت وين راح تفكيرك .. أنا بس أسولف ..
خالد يقف للمغادرة : سوالفك تغث ..

*
*
*






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-13, 10:31 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



*
*
*

حمد أصبح صديقي منذ أول يوم ارتدنا المدرسة الابتدائية سويا .. أعرف عنه كل شيء .. متى أبتدأ نطق حرف العين بشكل صحيح لأني كنت أتعمد إغاظته على الدوام و أفقدني هو تلك المتعه بتصحيح نطقه .. أعرف لأي طول أستطاع أن يترك شعره قبل أن يلاحظ والده و يجره للحلاق ليجعله " أقرع " .. و أعرف أنه معتوه و متسلق محترف للجدران فكم من مره رافقته مرغما للهروب من بعض الحصص حتى لا يصفني با الشاطر أكال الكتب ! .. أعرف تاريخ اليوم الذي حصل على رخصة قيادته .. و اعرف متى خلع ضرس العقل و بدأ عقله با الاتزان ! .. ليصبح " تكانه " كما يصفه أخوته ممازحين له .. و برغم من كل صفاته الشقيه التي ميزت أيام مراهقته إلا أني أعرف أنه صادق و لا يمكن له ان يكذب .. لا يتدخل في شئون الآخرين و لا يكثر الثرثره إلا إذا كان هناك ما يضايقه .. لذا عندما أخبرته إنني اخترت هند زوجه لي و بدى غير متحمس و أكثر في الثرثره و تمادى في تشكيكي بأهم قرار لي .. شككت انه كان يخطط لخطبتها و اني سبقته لها .. لكن ما قرأته صدفه في بعض الأوراق الملقاة في سيارته أعاد لي الأمان .. فا صديقي بصمت يعشق أبنة عمه .. إذا هناك فعلا شي يخيفه و يخفيه .. ما هو حمد .. ما الذي عجز لسانك الفصيح عن نطقه ؟!!

.................................................. .......... ......................

ما إن غادرت آخر المدعوات حتى نسينا كلنا هند و التففنا حول وصايف التي ألقت برأسها بين أحضان عمتي و هي تأن من كثرة البكاء ..
طلقها عذبي . . لن اقول أنني تفاجأت فقد كان هذا كل ما نتوقعه منذ زمن بعيد لذا محكاة الصدمة و ادعاء المفاجأ بعدما حدث مؤخرا سذاجه .. لم يكونا سعيدين .. أو على الأقل هذا ما كنت أراه و هي تأتي حامله حقائبها و مردده لن أعود إليه لنفاجأ بعد بضع ليالي بهروبها في منتصف الليل خفيه عنا لتعود إليه !
أصبح الأمر روتينيا .. تغضب منه و تعود لمنزلنا لتبيت بضع ليالي لتعود بعد أول اتصال منه يطالبها فيه با العوده إليه .. و كلما حاولت أمي منعها من معاودة الكره و العودة من غير كرامه منكسة أعلامها تمادت في الحماقة .. أذكر آخر مواجهة لها مع أمي .. كيف أتهمتها أنها تريد أن تدمر زواجها الذي لم تكن راضيه به منذ البدايه .. أتذكر كيف قاطعتنا لشهر و كيف حاولت أمي أن تخفي حزنها عنا من قطيعة وصايف لها .. و عودتها كانت فقط من أجل خالي الذي رأف في حال أمي ..
*
*
*
العمه أم ديمة تأخذ كاس الماء من أنفال لتناوله وصيف : سمي يا قلبي ..
وصايف بدموع تأبى التوقف : آخ يا عمتي .. آخ .. ما يقدر الماي يطفي النار اللي بصدري ..
العمه : النار تولع في عدوينج قولي آمين .. لا تبجين و لا تحرقين قلبج و الدنيا كلها قدامج .. طلقج أحسن من أنه يعلقج و يروح شبابج في رجاه ..
وصايف تشهق بدموعها التي عاودت النزول : لو علقني يا عمتي جان قدرت اخدع نفسي و أقول للحين شاريني و مو قادر يتخلى عني .. و إن الموضوع كله مسألة عقاب و لما تطيب نفسه بيسامحني .. بس يطلقني .. يطلقني .. يا عمتي .. هذا اللي ما جى في أسوء كوابيسي ..
*
*
*
مازلت صغيره وصايف .. لا تعرفين كيف هو مؤلم أن يضيع شبابك في رجاء رجل كبريائه يأبى أن يطلق حبلك و جبنه يمنعه أن يقترب و يعتذر .. لا .. لا تريدين أن تكوني نسخه عني ... أن تمر الليالي بك و أنتِ نصف زوجه و نصف أم و عزباء من دون حلم ..
أنت محظوظة وصايف حتى و إن رأيتي أن الليلة حبيبك يقتلك على ارض غريبة ..
*
*
*
تركت وصايف المنهارة في أحضان عمتها و ذهبت ابحث أنا عن عمتي التي لم تبخل علي يوم با عاطفتها .. عمتي التي ربتني مع بناتها وكانت دوما اقرب لي من أمي التي بدت لي دوما غريبه تزورني فقط في المناسبات و عند الحاجة .. و أنا بأحضان عمتي لم أحتاج لها في يوم .. و لأصدقكم القول .. أنا مدينه لها بإنجاب تؤم روحي و حبيبي ساري أكثر من امتناني لها بتربيتي ..

*
*
*
تمنيت لو أنها صفعتني و حققت لي ما توقعته منها .. لكن رؤيتها و هي تنهار على المقعد و تحاول استعادة القدرة على التنفس أفزعتني ..
*
*
أم ساري ما زالت تحاول أن تستوعب : أبي ماي .. جيب لي ماي ..
*
*
ساري الذي يحمل طفله النائم على كتفه سارع بإنزاله و هو في قمة التوتر ليضعه بين أحضانها من غير تفكير واضح .. و ذهب بسرعة البرق لتلبية طلبها ..

*
*
*
طفل صغير نائم بأحضان عمتي .. لوهله أعتقدت أنه صلاح الصغير أبن وصايف لكن ما إن اقتربت لتقبيله حتى اكتشفت أنه يشببه لحد كبير و لكن من المؤكد أنه ليس هو ..
*
*
وضوح بإبتسامه متسائله : منو ها الحلو يا عمه ؟
أم ساري المضطربة و التي اختفى الدم من عروقها منذ دخول وضوح ألتزمت الصمت و هي تركز نظرها با طفل ساري ..
وضوح بقلق من ملامح عمتها الغريبه و صمتها الأغرب : عسى ما شر . .فيج شي يا عمه ؟
*
*
......... سمي يمه هذا الماي .............

هذا ما نطقت به قبل أن أتبين أن وضوح و ليس أنفال هي من تقف أمام والدتي .. لم أتعرف عليها لوهلة .. فانا لم أراها بكامل زينتها منذ سنين طويله .. قبل سبع سنوات با الضبط ...
*
*
................... من ذاكرة ساري .........................

*
*
*
ساري : و الله حلوه ... خلاص عاد تعالي ..
وضوح التي ما زالت تتأمل شكلها با المراية : ساري تكفى لا تجذب أعرف أني من حملت و انا مختبصه .. كأني مو أنا .. كل شي فيني متغير . ..
ساري يضحك من أعماقه : أي حليانه زود على حلاج ..
وضوح بنبرة متململة : أنت ما ينوخذ منك لا حق و لا باطل بتقعد تمسخر علي لين أولد ..
ساري الذي كان يتمدد على سريره نهض ليقترب منها : قولي أن شاء الله تولدين عن قريب قبل ما ينبط خشمج .. و تتمزق أصابعج و يتساقط شعرج كله و تصيرين واحد من الربع ..
وضوح بدلال غاضب : أي شعليك تمسخر أنا اللي أحمل و اتعب و أنت اللي تنكت و تختار الاسم ..
ساري يقف خلفها ليحتضنها : و الله ما يسميه إلا انتِ ..
وضوح بفرحه تلتفت لتمسك وجهه الحبيب بين كفيها الناعمتين : أحلف .. أحلف ساري أن أنا اللي راح اسميه ..
ساري يقترب ليضع أرنبة انفه على أنفها : بس عاد مو تختارين اسم صعب و اقعد اشرح للعالم و مختار الصحاح في جيبي ..
وضوح تبتسم له با حب : لا الاسم اللي مختارته سهل ..
ساري يمرر الاسم الذي يتمناه : ما في أسهل و أحلى من اسم محمد ..
وضوح بدبلوماسية : أكيد عشان جذيه هذا بيكون أسم ولدنا الثاني أن شاء الله بس ها الولد أبي أسميه علي ..
ساري بضيق مفاجأ : علي ؟!!
وضوح برجاء : تكفى ساري أنت وعدتني لا تغير رايك اللحين ..
ساري يحاول استعادة توازنه : ما راح أغير رايي بس ماني فاهم ليش نسمي أسم موجود في عايلتنا خلينا نغير أحسن .
وضوح : لا أنا خاطري أسمي على أخوي ..
ساري : الله يهداج وضوح تكلمين عنه كأنه ميت ..
وضوح تقاطعه : بسم الله عليه .. الله يطول في عمره ..
ساري : آمين . بس أنتِ غريبه تبين تسمين على اسمه كأنه مو موجود ..
وضوح بحزن : وهو موجود يا ساري ؟ .. صار عقله يغيب أكثر كل سنه .. أنا خايفه الأيام تمر بسرعه و ما عاد يعرف أحد منا.. و ينسى حتى اسمه .. و يغيب عنا كلنا و ما عاد احد يفقده و لا يناديه بأسمه ..
ساري تأثر بعمق الحزن الذي تجرد في صوت وضوح : خلاص حبيبتي ولدي ماله اسم إلا علي ..
وضوح بفرحه غمرتها و أنهت نبرة الحزن في ثانيه : أحلف لي إذا تحبني ..
ساري يبتسم بصدق : و الله اللي حط لج الغلا كله في قلبي أن ما ينادوني الناس إلا . . يا أبو علي ..
.................................................. .......... ...................
*
*
*
منذ أن عرفت أنه طلقها و أنا قابع هنا بين الملفات ابحث عن عمل يلهيني عن كل الأفكار الخبيثة التي هاجمتني في لحظة و على دفعه واحده ..
فرصه .. فرصه .. هذه الكلمة الوحيدة التي كنت أراها في كل الأوراق التي أمامي .. طلقها نعم لكن يبقى هو أخي و هناك بينهما أطفال .. ما هي الفرصة التي أراها أمامي ؟!!
نعم فرصة .. و اكبر فرصة تلقى أمامي لتصحيح وضعي ! .. أنتقم و اشبع نفسي لما تاقت له لسنين .. و بعدها أستعيد زمام الأمور و أرتب حياتي كما أريد ..لكن كيف أضمن أنه لن يعيدها لعصمته .. و ما الذي يضمن لي موافقتها أن تكون لي من بعده ..و ذاك المشئوم شملان لابد انه بدء التخطيط منذ الآن .. و هو يسبقني بخطوة .. هي هناك تعيش في نفس المنزل الذي يعيش به .. وأخته من المؤكد في صفه و عمتي من الإستحالة أن تقف ضده .. و والدها الذي خرج من السجن الليلة خالي الوفاض سيقتنع بأي لقمة يمررها الثعبان شملان أمامه ..
لذا يجب أن تكون خطوتي كبيرة و أن أصل إليها قبله . .مهما كان في الأمر من خبث .. يجب أن أفكر بنفسي أولا و قبل الكل !
*
*
*
فينوس تتصل بأصيل لأول مره منذ سنين و بنبرة خجوله تبدأ حديثها : أنا متصله اسأل عن عذبي .. موبايله مسكر ..
اصيل : و انا المربيه اللي لازم تصير ظله و هو منزعج ؟
فينوس بتردد : أنا بس أسال إذا شفته أو تعرف مكانه ؟
أصيل : لا أنتي متصله علي توصيني عليه بس بشكل مو مباشر .. لأن أكيد أتصلتي على ابوي قبل ما تتصلين علي و قالج أنه معاه في المزرعه ..
فينوس باضطراب تخلل نبرتها المتعبة : وفيها شي إذا وصيتك على أخوك ؟
أصيل : أيه فيها أنه كبير و واعي و يقدر يدبر أموره .. و شرط يومين و بتلقينه على أول طياره و متناسي همومه ..
فينوس : ما اعتقد .. الموضوع مو مثل كل مره زعل و هواش مع وصايف .. هو مصدوم من اللي صار و زادها بسالفة طلاقه ..أنا أقول هذا وقتها نصير يد وحده و نساعده ..
أصيل شك بما سوف تقترحه لذا بدأ الهجوم : ما في شي نساعده فيه .. لا هو أول ولا آخر واحد يطلق .. أنا أقول دوري له وحده بنت حلال و زوجيها له خليها تقابل عياله و يمكن هو بعد يعقل و يركد في مكانه و مو كل يوم شايل جنطته و مسافر ..
فينوس : بس ..
اصيل يقاطعها : أنتِ اللي بس و مالج شغل بشي و روحي دوري لج شغله تسوينها بدال ما تدخلين بأمور ما تخصج ..
فينوس تنطلق بغضب : أخوي يخصني و كل أمره يهمني و بساعده ..
أصيل يقاطعها : بتساعدينه ؟! .. انت لو عندج نص عقل جان ساعدتي نفسج با الأول .. تبين كلنا نقعد نحن على راسه عشان يرضى بشي مو مقتنع فيه .. أجل خلينا كلنا نقعد نحن فوق راس شملان عشان يردج و نخلص من همج ..
*
*
*
عرف كيف يسكتني كل ما كان عليه هو تذكيري بخيبتي ... أنا المخطئة . .اعرف جيدا أنه مبدع في اختيار كلماته السليطة و يعرف كيف يوصلها بشكل موجع و أنه لا يبالي أبدا لو احترق عذبي أو أنا أمامه .. لكن حلقت مع أحلامي و ظللت نفسي بتمني .. تمنيت فعلا أن تكون هذه المحنه فرصه لإعادة الشمل و الاقتراب من بعض .. فأنا ما زلت أرى أصيل أخي الذي كان يحملني على ظهره كلما طلبت أن يطير بي .. أصيل كان أكثر ما قد تتمنى أي أخت في أخيها .. الكل كان يحسدني عليه .. كان دوما حنونا علي و صبورا أمام حماقاتي و مدافعا عني أمام والدتي التي تراني ملئ بالأخطاء التي لا تصحح .. لم يكن أبدا قاسي أو خبيث .. ماذا دهاه ... لما تغير ؟ .. من المؤكد أن ذاكرتي تأبى أن تسعفني إلا بما يخصني أنا .. لكن ماذا عن ما يخص عذبي ؟! .. لما هذا الشقاق بينهما .. لماذا يبدوان دوما في تشاحن صامت .. و الآن يبدوا كلاهما لا يكترث للآخر ..
*
*
*
من أبتدع النقر على الخشب لمنع الحسد ؟!!
لما لم يحثنا على زرع الشجر لنحبس فيها نسخنا الشريره
لنبقى صور ثابته لأرواح طاهرة لم يلوثها الحقد و لم يرهقها الحسد .
.................................................. .......... .................................
*
*
*
انتهى الجزء .








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-13, 06:01 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الجزء الخامس :

*
*
*

في صحاري الضياع تحتشد الهمم في رجاء العفو

لنتيمم موقنين في ساعة الخلاص من كل ذنب ..

ليصل الماء و يبطل التيمم .. و نعود لما كنا عليه في نقطة الصفر .

*
*

يهتز القلم في يده المزوره .. صوره مشوهه لضمير يريد أن ينتفض !

و ليس هذا الوقت المناسب لزيادة حنقي فا أنا غاضب جدا مما وصلت إليه الأمور

مخططاتي ممتازة و إدارتي عبقرية لكن المشكلة تكمن في شخوصهم المهزوزة ..

ليس منهم أحد يمكن لي أن أعتمد ليه بشكل مطلق فا هم ملئ با العقد !

*
*

شملان : يا حضرة المحقق أنت تاخذ من وقتك و وقتي .

المحقق : يا أبو علي المسألة فيها نظر ..

شملان بنبرة آمره : قض النظر .

المحقق : ما اقدر لو كسرت قانون ورى قانون ها المره قلبي هو اللي مو مطاوعني .

شملان بنفاذ صبر : وبعدين يعني معاك .. وقع و خلصنا .

المحقق يصر: ولد عمره 12 سنه مكسور له ذراع و كدمات مغطيه ظهره و كلها بهوشة و تبي تغطي الموضوع ليش ؟ .. خلني أفتح قضيه و أعاقب اللي ضروه .. و إذا يهمك أمره بتوافقني لأنه ممكن يتعرضون له مره ثانيه ..

شملان ينقر فوق الورقه : قطع ها الورقه وريح و أستريح إذا فعلا يهمك أمره .

المحقق بنبرة مشككه : سؤال أخير .. أنت اللي طاقه ؟

شملان ينتفض :.. أنجنيت أنت ..أنا استقوى على طفل ؟!!

المحقق : أجل ليش تغطي الموضوع .. كل القضايا اللي ساعدتك فيها لقيت لك مبرر إلا هذي ..

شملان بابتسامة متهكمة : قصدك كل القضايا اللي وسخت أيدينك فيها أخذت ثمنها ..

المحقق بحرج : أنت استغليت ظروفي اللي حدتني .. بس لا تضغط علي أكثر لأن ممكن في يوم أنفجر .

شملان بنبرة تهديد : إذا مفكر با الموضوع ممكن أنا أختصره عليك و أفجرك بنفسي

*
*

الليلة طويلة و لن تتوقف عند هلوسات ضمير معذب .. هناك الكثير مما يجب علي

ترميمه .. و علي إعادة الأمور لمسارها الطبيعي من جديد !

*
*

شملان : ممكن أكون أول واحد يوقع لك على الجبيرة ؟

سالم بنبرة شرخها البكاء لساعات : أنا أكرهك ... أكرهك واكرهه .

شملان بابتسامه متلاعبة : زين تكرهه معقول و افهم ليش . بس أنا شنو سويت عشان تكرهني ؟

سالم يتراجع عن نبرته الهجومية لتعليل : لأنك أنت اللي مخليه يعيش معانا .

شملان : اللي مخليه عايش معاكم هو أختك .. مو هي زوجته .

سالم بنبرة أقوى هاجم بها : أنا مو جاهل واعرف أنك أنت اللي زوجتها المجنون .

شملان يزفر التعب : أقول تقدر تربط حزام الأمان أو تبيني أنا أربطه لك ...

*
*
*

الألم الذي كرر غزواته لجوفي الليلة لأكثر من مره أصاب جسدي با الوهن ..

فا ذاكرتي لا تكف عن معاودة تكرار الصور وإعادة عرضها أمامي بشتى الألوان

و في كل مره تبدوا الصورة أصفى و أكثر وضوحا بجميع اتجاهاتها و با عمق

الانعكاسات الحقيقية لها ..

صورة عصفور أنتفض كا صقر ليهب لنجدة أمه التي وقفت بيني يدي مفترس في

نوبة جنون متكررة .. رأيت روحي و هي تغادرني عندما شل الجسد و عجز عن

الوقوف في وجه سيل محتدم ..

سالم الصغير من تحدى بشجاعته المجنون أعاد لي صوابي الذي فقدته من طول

البقاء با القرب من علي الذي ربطني به القدر ! ..

قصتي معه بدأت قبل سبع أعوام ...

أذكر أني كنت فتاة تائهة لتو عادت من آخر مكان بحثت به عن والدها الذي أصابته

المخدرات بلوثة عقلية سلبت منه مداركه ليظل دوما الطريق و دوما يجعل الكل في

مهمة بحث عنه ... فقد بحث معي جيران كنا لهم أسوء جيره .. و أصدقاء كانوا

يجدون با لكثير على والدتي المرحومة عطفا و رأفة بها كلما تعاملوا مع والدي

التعيس .. لأفاجئ با المحامي أمامي .. و تساءلت عفويا عن أي مصيبة أتى بها ؟!

ألم أكن قبل عدة أيام أمامه أستحثه بكل كلمات الرجاء أن يساعدني في

إيجاد والدي و هو يتحاشى حتى أن يعيد النظر إلي !

.. أتى و ليته لم يفعل ..

أذكر وقتها كيف وشوش لي بأمور لا يصدقها عقل لكن صدقته .. نعم أبي مجنون

تراكم عليه الدين و با الأخص له و بين شد في الكلام و انفعالات غير منطقية

لا استغربها على والدي .. أحرق منزل المحامي و هرب !

هذا با الملخص ما قاله بغمته المسيطرة التي دأب فيها على امتلاكي ..

عرف كيف يستغل وضعي كا فتاة صغيرة تركت كا حاضنه لأخيها الوحيد لذي لم

يتعدى سنواته الخمس .. خائفة ..تائهة .. و ما بيدها إلا قلة الحيلة ..

موافقة هذا ما جاوبته به عندما طرح اقتراحه .. زوجة و ممرضة لأخيه الوحيد

الذي يعاني من مرض لم يفسره .. و هذا كل ما طلب بأدب ! ..

و علي هو الحكاية التي كنت أريد أن أروى كا احد شخوصها !

عبقري .. متفرد .. أول جمل تقافزت من رأسي الصغير في أول مقابله لنا معا ..

كل ما أحتاجه هو إدهاشي بجمل مبتورة طرزت بدهشة ...

إننا نتشابه هكذا بدأ الرواية .. ظروفنا متناسخة و صورنا واحده مع اختلاف تعريفها

في بطاقة الهوية .. طرقنا متوازية و الآن التقت .. كل منا يحتاج الآخر .. ليصل !

*
*

أوصلت سالم و تحاشيت أن أقترب من الباب الرئيسي حتى لا أجدها خلفه و ادخل

معها في مواجهة ممكن أن تفقدني صوابي .. و اعترف !

فضلت أن ألتف للباب الخلفي الذي أحكمت غلقه منذ سنوات مضت حتى لا يمكن له

أن يفر .. و تكون السجانة منه في مأمن .. تشرف عليه و تمرضه من باب واحد

له قفل ذكي بيدها مفتاحه !

*
*
*

شملان الغاضب : رد لك عقلك .. و إلا للحين تشوف شي ما حد غيرك يشوفه ؟

علي الذي كان منكبا على كتابه يقرأ بنهم ألتفت لأخيه و على وجهه السخريه و عاود القراءة ..

شملان : بقيت تذبح الولد و ما قصرت في أخته .. هذا جزاتهم و جزاتي عندك ...

علي يتخلى عن صمته :

لا تحملنَّ لمن يمنُّ
مِنَ الأنَامِ عَليك مِنَّة
وَاخْتَر لِنَفْسِكَ حَظَّهَا
واصبر فإنَّ الصبرَ جنَّه
مِنَنُ الرِّجَالِ عَلَى القُلوب
أشدٌ من وقع الأسنه


شملان : اليوم متغمس شخصية الشافعي ! ... و من ساعتين منو كنت متغمس شخصيته .. الفك المفترس ؟

علي يترك الكتب من يده و يتجه لشملان ليقف أمامه : لما أكون ورى السور من أيدي أضيع .. هم اللي يشكلوني و لكم يردوني صوره ما تعرفونها ...

شملان يأسر وجه علي بين كفيه : و أنت اللحين علي أخوي .. هربت منهم لي ؟

علي برجاء طفولي : شملان ما ابي أرد لهم .. شملان لا تخليني ..

شملان : علي أنا دايما معاك بس أنت لازم تصير قوي و حتى إذا ما شفتني بعيونك لازم تكون متأكد أني موجود بس الظلمه تخفيني .. لا تطيعهم و تذكر كلامي ..
وداد و سالم يحبونك و بس يبون يخدمونك .. لازم ما تضرهم و تساعدهم عشان يساعدونك ..

علي يفاجأ شملان : وين أصيل .. أصيل ما يخاف مني بأي صوره .. جيبه لي ..

شملان بتهرب : ما في احد أسمه أصيل هذا أكيد واحد شفته ورى السور .. ما في أحد معاي إلا وداد و سالم .. تذكرهم و بس .. فهمت يا علي ؟

علي يتخلى عن هدوءه و يبدأ با العويل كا ذئب في أسر كا عادته كل مساء ...


*
*

و كا عادتي اهرب من نوباته التي لا أستطيع السيطرة عليها بكل الأدوية التي

أستوردها خصيصا له .. و اليوم نوبته كانت في منتهى العنف و خائف أنا من تعاظم

جنونه و تكرار المأساة بحريق آخر أعجز عن إطفائه ..

با الطبع لا يمكن أن تسلم الجرة مثل كل مره ..

فا قبل سبع أعوام أخفيته من الوجود با التزوير في شهادة وفاة لجثة والد وداد

المحترقة .. نعم والد وداد الذي أنكرت معرفتي بمكان تواجده و أنا من كنت سبب

موته .. لا لم أحرقه با الطبع فا علي هو سبب كل شيء لكن قراري المتهور

بإحضاره لمنزلي في منتصف الليل لأتحفظ عليه لليوم الثاني حيث كنت سأتوجه به

للمحكمة لأثبت براءته من أحد التهم الموجة له كان السبب الرئيس في كل ما حدث ..

ولم تعد بعد ذلك براءته مهمة مع اختفائه بتهمه دبرتها أنا له !

لكن وجه وداد لم يعتقني و كل التزوير و الرشاوى لم تمحى صورتها من أمامي

و وجدت الحل .. و با الأخص عندما خفت أن يكتشف مكان علي الذي هربت به له

.. هي و هو في مكان آمن .. و أنا مع ضمير أكثر راحه .. هكذا فكرت .

لكن ها هو ضميري الآن تعلق با سالم أخيها الصغير .. أشعر با المسؤولية اتجاهه ..

فقد عرفته طفلا لم يتجاوز الخامسة يركض باتجاهي كلما قمت با الزيارة .. في وجهه

رأيت علي أخي الأصغر و في ملامحه تذكرت البراءة ..

تمنيت سرا لسنوات لو كان ابني .. رغبة أبويه فجرها تواجده ... أم فجرها السر الذي

احتفظت به لنفسي ؟ .. لست متأكدا من السبب لكن الشعور واحد ..

فا عدم قدرتي على الإنجاب سلبتني مداركي و عرفت أنني للهلاك المحتم بت متوجه

فقد حطمتني الحقيقة .. و أصبحت رغما عني أشعر بعدم أهليتي .. شعرت بنواقص

الرجولة تتراكم بين أضلعي ... و علي بات هو الأمل .. رددت الفكرة الغبية مرار ..

علي يجب أن ينجب طفلا حتى وإن لم يدرك تواجده .. أنا من سيدرك و يعرف أنه

من دمي و ابن أخي .. أبني ... لكن يبدوا أن وداد لم تسعى لحلمي الذي لمحت لها

به .. في أكثر من مناسبة .. و علي فاقد للأهلية لن يفهم ما أصبوا إليه سواء اعتمدت

التصريح أو التلميح معه ! ..

*
*

توارى تحت ستار الظلام حتى لا أراه ... و استعمل الباب الخلفي لكن أنا له با المرصاد ..

*
*

وداد تقف أمام شملان الذي حاول التسلل با هدوء لسيارته : وين منحاش ؟

شملان با غضب يكبله المكان : أدخلي بيتج قبل ما احد يشوفنا ..

وداد با نبرة تحدي : خلهم يشفونا .. شنو المشكله إذا أشبعنا فضولهم ..

شملان لم يجد بدا من جرها بقسوة لداخل : أنتِ الظاهر استخفيتي ..

وداد تتلمس ذراعها التي غرز شملان أنامله الصلبه بها من غير حق : أنا اللي

أستخفيت و إلا أنت .. شلون تمد أيدك علي ؟!!

شملان أدرك خطأه : أنتِ اللي حديتيني .. و بعدين قصري حسج أخوج أكيد من
التعب نايم و ما تبين تقومينه با نص الليل ..

وداد : عشان اخوي بتكلم و ماني مقصره حسي إلا بعليه أكثر وأكثر .. أنا أستقيل
من وظيفتي كا ممرضه لأخوك و أبي أتعاب نهاية الخدمة ..

شملان يطلق ضحكه متهكمة : حلوه هذي تبين تستقيلين .. تراه زوجج يا مدام ..

وداد : أنت تقص على نفسك و إلا علي .. أخوك فاقد للأهلية و ما في عقد وقعه يعترف فيه .. أصلا أنا للحين ما شفت له أي أوراق ثبوتيه .. و لا أي شي يثبت أنه
موجود على وجه الكره الأرضية .. أصلا أنت خاشه هني عن الكل .. ليش يا شملان .. شنو السر ...

شملان الذي أصيب با الهلع من أقتراب وداد من الحقيقه : أنتِ معصبه و معاج كل الحق و ما راح آخذ أي كلمه منج اللحين .. بكره أجي و نتكلم ..

وداد تسارع للوقوف مره أخرى أمامه قبل أن يخرج من باب المنزل : قصدك بكره لما ترتب أوراقك و تصفي أفكارك .. لا .. أنا أبي أحل الموضوع اللحين . .أنا خلاص كشفتك .. أنت وراك قصه كبيره و أنا ما أعرف منها إلا وجود مجنون فيها .

شملان : تبين تعرفين القصه ؟ ... القصه يا مدام أن عندي كمبيالات و عقود توديج ورى الشمس للأبد و الخسران الوحيد سالم .. و أنت ذكيه و أكيد بتعرفين مصلحتج
.. تصبحين على خير يا مدام .

*
*

في مأزق وضعت نفسي و به تعاظم الأسى حيث لا مفر ..

.................................................. .......... ...........................

*
*
*

بين زوايا عش الحب الذي كنت به المنتظرة دوما ترامى الحزن ...

هنا حيث كل شيء أمثلى بك لا يمكن لي إدعاء التناسي .. فا عقود العشق هنا منحوته

بين طيات الحرير و على وسائد الريش ..

أنثاك نشرتك في كل الأماكن كا عطرها المفضل أحاطت الكل بك ..

و أنت .. ها أنت .. أرخيت عيناك تصد بها عني .. و تنفي أن يوما لي خدرها الوله

في ليالي طويلة من الولع ..

أنت يا من بك ملكت كل شيء أصبحت أمامي نصف رجل و أنا عن كامل أنوثتي

تجردت و أنت السبب ..

فا كف عن أتهامي بما أجرمت !

*
*

كنتِ أكثر من فتنة .. أنت نعمه كنت بها أباهي و أحيانا أغيظ بها كل من يتحداني

أنثى بكامل عنفوانها لي ملّكت نفسها .. ملِك .. هكذا كنت في حضرتك أيتها الأنثى

التي تنازلت عن دورها منذ زمن ..

أنتِ من جعلتني أدمن الصورة .. رتبتي أفكاري بمنهج معشوقة و عاشق و كل با

الوله عامر .. دوما مغردين و لا نكف عن التغازل .. و فجأة قررتي أن تكوني في

صومعة ناسك ! .. و أنا يا معشوقتي لست بقديس ألهوني أصحاب المذاهب المنحرفة

.. أنا مؤمن أرفض أن أكون على غير طبيعتي حتى لو من أجلك !

*
*


ساري الذي كان يجلس بعيدا يراقب صورة وضوح المعكوسة بالمرآة التي جلست أمامها : مستعده تسمعيني ؟

وضوح تستعمل المرآة للوصول إليه و بعينيها تتساءل ألست هنا و أسمعك ؟

ساري يكمل : طبعا أنا أعترف أني غلطت بشي واحد .. أني ما جيتج و قلت لج قبل ما اتخذ قراري و أتزوج مره ثانيه .. و تماديت سنين و خليت لي حياة سريه و أنا كنت أردد أنتِ كل حياتي .. خاين و منافق و كل الصفات اللي تجي في بالج ممكن
تقولينها و أنا راضي بس الي لا يمكن أرضى فيه أنج تفكرين و لو للحظة أني ما عدت أحبج ..

وضوح تخونها دمعه تسقط على عجله لتستقر على صفحة خدها الآسر : تحبني ؟!!

ساري بنبرة عاشق : و في قلبي تربعتي .

وضوح تمد أناملها الرقيقه في محاولة لصد سيل الدموع التي أنهمرت على صفحة و جهها الحزين : و هي .. يا أبو قلب واحد وش كان لها ؟

ساري بصدق : هي حاولت و أنا حاولت بس أنتِ اللي انتصرتِ .

وضوح تلتفت عليه : قول هي اللي تنازلت و أنت اللي خسرتها ... لأني أكيد ما حاربت ..

ساري يعض على شفتيه و يقف ليبتعد با خطواته لنافذة .. وبعد تفكير قصير :

و إذا طلبت منج تحاربين ؟

وضوح : أحارب عشان شنو و لمنو ..

ساري : عشاني يا وضوح .. حبيبج و إلا السنين نستج ..

وضوح : بس أنت ملكي شلون أحارب و أنت كلك ملكي .. مو توك تقول أني في قلبك متربعه ؟

ساري : أنتِ فاهمه شنو أقصد .. ممكن تحاربين عشان تحكمين مكانج و إلا بتكتفين
بمعرفة حدود ملكيتج ؟

وضوح : لو سألتني قبل جاوبتك بس اللحين لما ما تركت إلا إجابة وحده أنا أقولك عنك كلك متنازله ...

*
*

نظرتها التي أدعت بها القساوة و نبرتها المهزوزة أرهقت قلبي الذي يئن تحت وطأت

الحقيقة المره التي انتهت بها نهاية قصتي كا صعلوك يتسول من القحط أي قلب يمد

الحب زادا ..

*
*
*

لم يكن لصوت صرير الباب أي صدى فا القلوب الشقية الليلة جدا متوعكة ..

حبلى با تواريخ مضت تأخر وضعها ..

*
*

أنفال : ممكن أنام عندج اللي باقي من الليل؟

وصايف التي كانت لتو نفضت الحزن مع آخر قطره بللت بها جسدها المتعب : تنامين عندي ؟!!

أنفال : إذا ما عندج مانع ..

وصايف المرهقة تبتستم بتعب : : طبعا ما عندي مانع .. بس مستغربه ..

أنفال تقترب لتضع وسادتها على سرير أختها و ترتب الفراش على عجل : مستغربه ..
بعد اللي صار كله و في شي يخليج تستغربين ..

وصايف : معاج حق .. مع ها الليله اللي مو طبيعيه ما في شي ممكن نستغربه ..

أنفال تجلس على السرير : تصدقين وصايف خايفه أصبح الصبح و أكتشف أن وضوح صار فيها شي ..

وصايف تزجرها : تعوذي من الشيطان . شسوالف البايخه آخر ها الليل .. ناقصين حنا ..

أنفال : شفيج وصايف هبيتي فيني .. تراني صاجه ... وضوح بينها وبين الجنون الشعره .. جى أخوج الليله و كملها عليها ..

وصايف بشجن : تدرين أنفال يصغر بعيني كل مصيبه لتذكرت اللي مرت فيه وضوح .. حتى الليله على كثر ما كنت حزينه على كثر ما نقدت على نفسي ..
قارنت بين حالتي و حالتها ولقيت إني بنعمه .. زواجي كنت عارفه انه فاشل و كان عندي أحساس قوي بأن نهايته قربت أصلا أنا اللي نهيته قبل ما عذبي ينهيه .. و عيالي حتى لو مو في حضني أنا أعرف أنهم بمكان آمن و بخير .. و انا للحين شابه متعلمه حلوه و بصحه زينه و ممكن أبدأ حياتي من جديد مثل ما قالوا لي الكل ... بس وضوح .. وضوح أفقدت الكثير و اللي بقى لها اليوم فقدته للأبد ..

أنفال : تبين الصراحه .. هي اللي عقدت نفسها .. ما هي أول وحده في البشرية
تبتلى .. أكيد صعب انها تشوف جسمها نصه محترق و أكيد صعب تنسى طفلها اللي فقدته و الأصعب فقد علي اللي كانت تموت فيه و هو روحها .. بس وين وضوح .. المؤمنه اللي تعرف أن كل شي مقدر و له سبب ...
كلنا كنا حوالينها و خاصة ساري بس هي عزلت نفسها عنه بذات و آخر شي طفشته و هذا هو جاب لها ولد و قهرها بعد و سماه علي ..

وصايف : تدرين حسيته منها ينتقم على ها الحركه ..يعني ضاقت الأسامي ..
و إلا بيفهمها أنه خلاص رضى بحدود علاقتهم اللي رسمته و أنه مو منتظر منها .. .. علي .. !

أنفال : اللي أحساسي يأكده أن بنصبح و في بيتنا مطلقتين مو وحده ..

وصايف تلوح با الوساده في وجه أنفال : شرايج تنامين قبل ما اعلمج المطلقه شنو تقدر عليه ..

أنفال تمد يدها بسرعه للحاف : تصبيحن على خير .


.................................................. .......... ..........

*
*
*

مر شهر و تعرفت عليه عن كثب ...

لا يحتاج لساعة لتنبيهه بموعد صلاة الفجر و هذي أول إيجابيه .. فطوره بسيط و لا

يهتم أبدا بنوعية طعامه مادامت القهوة أمامه حاضره .. و صفحة الرياضة أول ما

يتفقد عندما يخطف الجريدة من أمامي .. نعم هذي هي أول سلبياته .. لا يهتم أن كنت

قد استحوذت عليها قبله .. بل هو لا يا هتم بالأشياء الصغيرة التي تنم عن الاحترام

.. يحرك حاجياتي من دون إعادتها لمكانها و الذنب با الطبع ذنبي فا هو يبحث عن

حاجياته التي رتبتها له في مكان مخصص بعيد عن أشيائي لكن دوما يصر على

ابتداء رحلة البحث من مكاني ! ... فوضويته تحتاج لكثير من الصبر .. فا هو لا

يعرف كيف يرتب خلفه أي من حاجياته و يبدوا طفلا في حاجه دوما للمساعدة ..

*
*

خالد بنفاذ صبر : الله يهداج يا هند ما تترتبين شي إلا يختفي ؟!

هند ترفع حاجبها بإستغراب بينما يديها ما زالت في الدولاب تبحث له
عن ما أضاعه :

خالد الله يعافيك أنا وحده مرتبه و أعرف وين أحط الأغراض بس تلقاك أنت مثل العادة لبقيت شغله جست الكبت كله و با الأخير تضيع كل شي ..

خالد : زين أنا هذا طبعي و أحوس كل شي بس أنتِ يا المرتبه ليش مو قادره للحين تستوعبين طبعي و تحاولين تلقين طريقه ترتبين فيها شغلي بعد ما احوسه ..

هند لم يعجبها المنطق الغريب : و انت جاهل يا خالد أعقد نفسي وراك و اسوي مناهج بترتيب عشانك ..

خالد يبتسم بتسلط : جاهل عاقل صغير كبير .. أنت زوجتي و مسئوله عن البيت ... أمي المره الكبيره كانت شايله البيت كله على راسها و حنا خمس و لا مره ضاع لنا شي إلا و حصلته في أقل من ربع ساعه و انت صارلج ساعه تحوسين في شي بسيط لشخص واحد ما تعدى مكانه ..

هند تنامى غضبها من المقارنه الغير عادله : إذا بنبدأ المقارنات أجل خلني أقدم لك نموذج .. شملان ولد خالي لا أم و لا زوجة و لا يعتمد على أخته بشي مرتب و نظيف و لا عمره طلب من احد حاجه ...

خالد أستمع لها إلى آخر كلمه ليهب فيها : أنت ما تستحين على وجهج .. تقارنيني في ولد خالتج .. أصلا شلون يطري في بالج و تقارنين فيه زوجج ..

هند أدركت مدى خطأها : خالد الله يهداك شملان حسبة أخوي و عايش معانا في البيت عشان جذيه طرى في بالي مو أكثر ولا أقل ..

خالد يحاول أبتلاع غضبه : اسمعيني يا هند حنا تونا متزوجين عشان جذيه انا مستعد أوسع بالي و لا أوقف على الكلمة لأني أدري أن محتاجين وقت طويل نفهم على بعض بس في أمور ما ينفع تتأجل .. لازم تفهمين أني أصلا مو فاهم ليش ولد خالج عايش معاكم و ماخذ راحته على الآخر و أنا ناقد على اهلج و على راسهم أخوج اللي مخليه في البيت و خواته تارسينه ..

هند تنتفض با غضب : و أنت لازم تفهم أن احترامي من احترام أهلي و الكلام اللي قلته عيب في حقي .. و ولد خالي حسبة أخوي و مخه و قلبه نظيف و ما يجي منه عيب ..

خالد إزداد غضبه من ترديد هند لمحاسن شملان : و يوم فيه كل ها الصفات الحلوه اللي ما تنطوف ليش ما ضميتوه رسميا للعائله ووحده منكم يا البنات تزوجته ..

هند لم تعد تحتمل و أنفجرت با البكاء : و الله عيب عليك الكلام اللي تقوله ومدام هذا تفكيرك ما أنت بمحدود علي يا ولد الناس ..

خالد أضطرب من انفجارها با البكاء : لا حول و لا قوة إلا با الله .. خلاص عاد مو تسوينها مناحه ترانا نسولف ..

هند ترفع رأسها له : و هذي سوالف يا خالد ؟!!

خالد : يا بنت الحلال شي مر في تفكيري و قلته عاد مو توقفين لي على الكلمه ..

هند : ليتها وقفت على كلمه .. واضح أنك حابس ها الفكره في راسك من زمان و الظاهر كنت أدور على أول فرصه عشان تقطها في وجهي ..

*
*


أعترف أنها لامست لب الحقيقة ...

منذ أول أسبوع من زواجنا و أنا أشعر أني سأنفجر و أريد فقط أن أجد مناسبة تشرع

لي هذا الغضب من دون ان أخسر أكثر مما أقدر عليه ...

و الذي أشعل الشرارة الأولى صديقي حمد و شكوكه .. و من بعدها مناسبة العشاء

الذي أقامه شملان بمناسبة أول زيارة لهند لمنزل أهلها بعد زواجها ..

كنت أجلس في صدر الديوان و أشعر أنه المسيطر على أركانه .. بدى لي كا أب أو

أخ لها .. يتكلم عنها بكل بساطه و من دون تحفظ !

تغاضيت عن الأمر و أنا أردد أنني أبالغ في غيرتي .. فا هذا الرجل في مقام أخيها

لكن هو ليس أخيها لا الدين و لا العرف يسمح له بأكثر من إلغاء السلام ..

و تنامى شعوري الغريب الذي عجزت عن تصنيفه بعد حادثه قصيرة ..

كنت لتو عائد من السوق و في يدي عطر جديد أريد أن اسألها رأيها فيه ..

و انطلقت ما إن لمحته با العبارة التي فا قمت رعبي ...

" يوووو خالد ها العطر قديم شملان جننا فيه " .. عندما طلبت منها تفسير معنى

" جننا " ضحكت با أنثوية " هو في الواقع جنن بنت خالي اللي كانت زوجته و حنا

بس متفرجين " .. و تغاضيت مجددا و فسرت جملتها بشكل بريء .. لكن طفح

الكيل .. فعلا طفح ... بعدما عقدت مقارنه بيني و بينه .. هذا الذي دفعني للجنون ..

أي زوجه تقارن رجلا آخر بزوجها و ما ترمي له بهذه المقارنة !!

أيعقل أنها لم تستطع الحصول عليه و قررت استنساخه !

*
*
*

.................................................. .......... ........

أصبح يتفادى عناقهم .. و قبلاتهم .. أصبح يهرب منهم كا مذنب موقن بأن من أخطأ

في حقه سيفيق من غفلته و يحاسبه لا محالة ..

*
*

فينوس : لا تبي تعطيهم حنان و لا تبيهم يروحون لأمهم يا خذون حنان ..

عذبي ينفخ ما حبس من دخان سيجارته : تبينهم يصيرون مثل ديمه .. يروحون لذاك البيت عشان يتلوثون .. يروحون و هم مودعينج با فينوس و يردون و ما ينادونج إلا طرفه ؟

فينوس : لا تحطني و لا تحط ديمه عذر .. اللي يمنعك أبعد من اللي تعرضه في تبريرك ..

عذبي : تبيهم .. تجي لهم .. محد مانعها .. بس أنا و أنتِ نعرف أنها اتخذت قرارها
من أول لحظة خانت فيها ..

فينوس : ليش تحصر كل شي فيها .. و ين دورك أنت في كل اللي صار ..

عذبي يرمي ما تبقى من سيجارته في المنفضة : بس فينوس ترى مالي خلق أعيد و أزيد با السالفة .. عيالي بينسونها عطيهم بس وقت و راح يتأقلمون ...

فينوس بنبرة حازمة : أنا راح أزور عمتي و آخذهم معاي يشوفون أمهم ..

عذبي : إذا أخذتيهم ما راح تقدرين تردينهم معاج و بيتعلقون في أمهم ..

فينوس : يصير اللي يصير المهم هم يرتاحون ..

عذبي يستسلم : خلاص سويي اللي تبين بس لسألتني أمي بقول أنتِ السبب و أنا مالي شغل ..

*
*
*

فرصه .. ستكون لي فرصه أن أقف على ارض ثابته و أنا متمسكه با الحق و

منطلقه من ثقه بدوافعي ... نعم سأواجه والدتي و أدافع عن أطفال أخي ... لن

اجعلهم يكابدوا ما كابدت ديمه .. لا .. لا يمكن أن أسمح للمأساة أن تتكرر .

.................................................. .......... ................

*
*
*

تتبخر مخاوفنا عندما تتزاحم أخطاؤنا ...

لنقف بين ما هو في منتهى الصحة و ما هو مجرد صحوة متأخرة !

*
*
*
انتهى الجزء .







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-13, 06:02 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الجزء السادس :

*
*
*

الهاربون يستعمرون المنافذ لسد كل معبر ..

هم فقط العازمون أمرهم من يتخطون الحواجز ..

ليسكنوا على وجه المسطحات و يقيمون المملكات ..

*
*
*

على مساحات الضجر كانت ليلتي باردة .. وحيد إلا من ظل الوجع ..

أقاسي متراميات إخفاقاتي ..

نعم .. أخفقت بكل ما يتعلق با علي ..

أعتقدت بأني أنقذه من دهاليز المستشفيات حيث يخطون له آلاف التشخيصات

و حفظت له إنسانيته من سياط الجلاد .. نعم جلد حرفيا و أدميَ ظهره و قدماه

" مخبول " .. " مجنون " هكذا دوما كان ينعت من كل من تعرض له علي من غير

وعي , لم أفهم .. إذا كان هكذا يرونه .. كيف إذا طاوعتهم قلوبهم أن يعاملوه كا

حيوان ! ..

يضرب ليصبح أليف على حسب مناهجهم الدموية ؟!

علي منذ أول خطواته كان شقيا هكذا دوما رددت والدتي يرحمها الله ..

و أبي من كان مركز الأمان أوصاني دوما بأن أراقب المخبول , سيجلب لنا المتاعب

و يجعلنا أضحوكة لكل تافه .. حتى وفاته رددها .. رددها حتى صدقته !

كنا دوما نخفيه عن أعين الغرباء و عندما يهرب في غفلة منا كنا نعيده تحت مسمى

مخبول ... كنا له ظالمين أكثر من ظلم كل العالمين ...

لم أتعض .. و لم تكفل لي سنين عمري التي تفوق سنين عمره أن أوقف انحدار عقله

لبؤرة الظلام .. لا .. لم يكن علي مخبولا .. كان فقط يعاني من مرض نفسي حولناه

بجهلنا لمرض عضال أصاب العقل وحده !

المرض الذي حوله لمجرم تسبب في مقتل أبو سالم و احتراق وضوح التي ولدت

طفلها ميتا و إقصاء صديقه و ابن عمه أصيل لدائرة المذنبين ...

.. تبدوا الذكرى جدا قريبه و بالأخص و الريح تطرق نافذتي .. صوتها

الذي يشبه هلوسات و أنين علي المختبئ خلف حاوية القمامة !

و صوت خطواتي المتثاقلة عائد من المسجد حيث وجدت فيه الراحة بعد أن فقدت كل

شيء في الحريق الذي اعتقدت أن أخي أول ضحاياه ...

ياااا كيف في لحظة تغير كل شيء .. قمة الأسى تحولت لوديان زاهرة با

الفرح عندما أعدت النظر و دققت بمن كان مختبئ .. هذا هو أخي حي يرزق !

لم أضمه في حياتي كما ضممته في تلك اللحظة و لما أراه ضعيفا مكسورا كما رأيته

و هو يجاور القطط ... خفت عليه وزورت و كذبت ظنا مني أني أنقذه من مصير

مخيف و مظلم .. لكن ها أنا سجانه و اكبر مذنب ... و معذب .

مذنب .. من .. إلى .. حياة علي با المجمل ...

و ها هو آخر الليل يذهب بي بعيدا في معركة قديمة مع ضميري الذي يحاول

الصمود ... و من ثقل الكوابيس التي تشربت في جميع المسامات أصبحت ملهوفا

لرؤية الشمس و انقطاع الذكريات ...

*
*
*

أم ساري : حلفت ما تطلع قبل ما تريق معاي ..

شملان يقترب من عمته ليقبل جبينها : اليوم راضيه علي ؟!

أم ساري ترسل نظرها بملامحه الوسيمة : كل ما تكبر أشوف أخوي في ملامحك ..

شملان يبتسم و يقترب ليجلس : و طبايعه ؟!!

أم ساري تصب له القهوة : هو كان قاسي و أمك معاه كانت تعاني بس فينا يا أخوانه

ما كان يسمع و لا يشوف .. كان الأبو لنا كلنا ..

شملان : و أنا سديت بمكانه أو فشلت ؟

أم ساري : أنت ما قصرت على أنك ما أنت بمجبور ..

شملان يرتشف قهوته و يمد لها الفنجان : آسف ما قدرت أرد الحق ..

أم ساري : ما لنا حق عند ردينه و لا نبي منها شي .. طلبتك يا شملان خل أبو ساري و لا عاد تعرضه هذا هو في دين و عماة عين و فوقه خسر شغله ..

شملان بإصرار : ردينه مصيرها بتعاقب على كل شي سوته في أهلي و فيكم ..

أم ساري تمد كفها لتمسك ذراعه قبل أن يغادر : كانت شراكه يا شملان و كان لازم يكون فيها خاسر و ربحان ..

شملان بسخريه : و ردينه دايما هي الربحانه !! .. ما سألتي نفسج شلون و ليش ؟


*
*
*

استيقظت بمزاج ثوري ..

و يقين بأني كنت سوف أبقى لو أني رأيت ضوء في آخر النفق لكن مع إستحالة

البقاء في ظل الخوف كان علي أن أتخذ القرار با الرحيل .. ليس من أجلي بل من

أجل سالم أخي الصغير ... لو أن شملان عتقني من أخيه و أعاد لي إنسانيتي بدل أن

يبتزني و يمارس قوته على من لا قوة له لكنت له ممنونة و شاكرة و ممكن خادمة !

لكن القمع يولد القهر و منه تولد الثورة ..

نعم ردد أنه سوف يزجني في السجن و التهمه ملفقه بأوراق وقعتها ساذجة في غفلة

عن أي مخططات لشيطان .. لكن أليست الساذجة الآن أكبر و تعرف أنها ارتبطت

بمجنون .. و تعرف يقينا أن ليس هناك غيرها و غيره من يعرفون بوجوده ..

هو يخفيه . .لماذا ؟ .. لا أعرف .. لكن لا يهم .. لأن الأهم أنه ورقتي التي سأساوم

بها شملان ...

بدأت أول خطوة و لملمت ما يمكن حمله من حاجياتنا و سارعت في المغادرة من

دون حتى أن ألتفت خلفي .. خريطة مسيري واضحة في ذهني لكن مخاوفي تتعثر

بها خطواتي ... و أجد نفسي أردد مخاوفي ... أنا فتاة صغيرة لم تتجاوز الخامسة و

العشرون من عمرها و بمعيتها طفل بعقل مراهق .. مفلسة و جاهلة و مقطوعة من

شجرة ... هذه ببساطة كلي أنا ! .. من سيكون الطامع التالي بي .. و أين سيصل بي

قد يكون شملان شريرا لكن اعتدته و أعرف كيف التعامل معه ..

كل ما علي أن أفعل لدحر مخاوفي من المستقبل هو أن أعود أدراجي قبل أن يدرك

شملان اختفائي !

لا .. هكذا رددت و أنا أنفض الشحنات السلبية من رأسي قبل أن يلتقطها سالم ...

*
*

سالم بتذمر : أنا تعبت من المشي ..

وداد : خلاص خلنا نستريح قريب من المسجد .

سالم بانفعال : لو أموت ما أقعد عند المسجد بعدين يحسبوني شحاذ ..

وداد بغضب : أنا قلت لك بنستريح عند المسجد .. ما قلت بنشحذ ..

سالم بغضب مماثل: و الناس شدراهم ..

وداد ترضخ رغم المزاج السيء : أفففف منك .. خلاص وين تبينا نقعد ..

سالم بحماس : شوفي هنااااااك ورى المجمع فيه حديقة عامه خلينا نروح لها و نشتري السندويشات اللي و عديتني فيها و نستريح با المره ..

وداد تمد نظرها بعيدا : متأكد أن ورى المجمع فيه حديقة عامة ..

سالم بحماس : أي متأكد وداني لها شملان مره لما كان فيها سوق خيري ..

وداد بذعر : شملان يدل الحديقة .. لا أجل هونا خلنا نروح مكان ثاني ..

سالم بضجر : يوووووووو وين نروح أنا تعبت ..

وداد : سالم أنت رجال اللحين مو وقته تتصرف مثل الأطفال .. أنا قايله لك ما فيه راحه لين نوصل حارتنا القديمة و نتغدا هناك بأي زاوية..

سالم بنبرة متعبه : أنا شسوي مكسر و جسمي كله يعورني أبي أرتاح ..

وداد باستسلام : خلاص نروح الحديقة و ندور لنا مكان صاد ..

سالم يسارع بفرح و يجر أخته خلفه : يله اجل عشان نوصل بسرعه ..

وداد : شوي شوي .. مو توك تقول مكسر و تعبان !!


.................................................. .......... .............

لم يكن لأي حائك أن يحيك لي لحاف يقيني برد الجفاء ...

تجافيني منذ ذاك المساء و أنا الذي كنت أجافيها من قبل .. أم هي من بدأت ؟!!

في دائرة مغلقه من موت المشاعر أنا و هي .. تجافيني لأجافيها و تجفى لجفاف

تفطر فيني ! ..

با الرغم من ابتعادها و ابتعادي إلا أني أتمنى لحظة التلاقي ..

وضوح هي من غيرت كل مساراتي .. من حولتني من صعلوك إلى ملك يحكم

و يأمر و له كل ما يتمنى و يطلب !

قبلها .. كنت لأعوام أرتدي عباءة المحتال أمجد الكل و في السر أتجه فقط لمصدر

الفائدة ! .. أتسكع مع عذبي في مدن العالم عيناي تنهش ما لم يحله الله لي .. كنت أبن

عمته با الاسم و مرافقه الخاص با الفعل .. خادم أو تابع لا فرق .. فقد كنت مجرد

ظل لزير نساء ألتقط فضلاته و أوهم نفسي با النصر !

إلا أن نبهتني وصايف با الأنثى التي اكتملت أمامي ..

*
*
............. من ذاكرة ساري ..............

*
*

وصايف تساعد ساري على ترتيب حقائبه : شراح تجيب لي ..

ساري : و شجيب لج تراني مفلس مو شفتيني كل يوم أسافر قلتي هذا مريش ..

وصايف بإبتسامة ساخره : لا أنا عارفه أنك محمول و مكفول ..

ساري يرد عليها بإبتسامه مماثله : عليج نووور

وصايف : زين أنا أقدر أسلفك و قاصدني على مهلك .

ساري يطلق ضحكه عفوية : أحط الدين على ظهري عشانج .. مجنون أنا ..

وصايف ترمي على مهل نسارتها : لا مو عشاني .. عشانها .

ساري في غفلته : أصلا بليا ما تقولين أمي و بعد عمتي بشتري لهم هدايا أما أنتِ و
خواتج أنسوا ..

وصايف بتأفف : ياربيييييي أبتليت في أخو مخه مسكر .. و شجاب أمي و عمتي بسالفة ... أنا أدري أنك تذكرهم دايما و لا أنت محتاج توصيه ..

ساري بانتباه : أجل من تقصدين ؟!

وصايف بإبتسامة خبيثة : وضوح .

ساري يرفع حاجبه علامة تعجب و بنبرة بلهاء : وضوح بنت خالي ؟!!

وصايف تقلد نبرته : أي وضوح بنت خالي .

ساري بتوجس : و ليش أجيب لها هي هدية بذات ما باقي إلا تقولين جيب لفينوس ..

وصايف : و شجاب لجاب ؟!! .. اللحين وضوح اللي تقط الطير من السما تقارنها بفينوس ؟!! .. أنت الظاهر ما عاد تشوف . عاد أنا قلت مع ها السفرات و التفتح على العالم بترتقي بذوقك و بتشوف الجمال الحقيقي في بيت جيرانا .. جيرانا الحلوين اللي يطللون عليك من دريشتهم و أنت رايح و جاي .. أنت شنو ما تحس ..

ساري الذي كان منصتا بدهشة : يعني بتفهميني أن وضوح معجبة فيني أنا !

وصايف : مالت عليك .. شنو معجبة .. البنت مغرمة .. معقول أنت عمي ما تشوف .

ساري يرفع يده بتهديد : أقول روحي من وجهي اللحين ليجيج كف يطير راسج الفاضي ..

وصايف بتصميم على إفهامه : ساري أنا أتكلم جد .. حرام عليك من أمس وضوح ميته بجي جايينها خطاب و أنت و لا حاس ..

ساري يبعدها ليكمل ترتيب حقيبته : الله يوفقها .. و أستحي أنتِ على وجهج و بلا ها السوالف الماصخه و لا تقعدين أطلعين كلام من مخج لأنج تبين بنت خالج ما تروح بعيد عنج ..

وصايف با غضب : تدري ساري صداقاتك مع عذبي كسرت شي في داخلك .. أنت أكيد تسأل نفسك اللحين ليش وضوح حبتني أنا بذات و ما حبت عذبي أو أصيل ..

ساري بإندفاع : سؤال منطقي . .و جوابه ممكن يكون لأن وضوح في داخلها شي منكسر و تبي تجبره بأحد تظنه اقل منها ..

وصايف : أو بكل بساطه لأن وضوح شفافه و صادقة قدرت تكتشف فيك شي أنت للحين ما أدركته ..

ساري بفضول : مثل ؟

وصايف تهم با الخروج : لا تضيع الفرصة و اسألها بنفسك ..

*
*

منذ ذالك الحوار الذي قلب كياني أصبحت وضوح بؤرة اهتمامي ..

عيناي برعت في ترصدها و أصغت مسامعي لكل ما يأتي في ذكرها ..

و بدأ قلبي يرتبك من مجرد معرفتي بتواجدها في منزلنا ..

و ما أن وقفت أمامي بخجل ذات مرة تخبرني بأنها رسول بمطالب ثقيلة لمن يحملها

فا البنات احترن من يوصلهن لسوق و هي من تحدتهم بي أنا ..

نفضت ما كنت عليه و استلهمت من جرأة عذبي و حاكيت سلوكياته التي أوقعت

كل فتاة ترصدها بشباكه ..

و انهمرت عليها بلذيذ الكلمات و و شوشت لها بما يوسوس به عقلي و قلبي و كلي

في حضرتها .. لتحتضن كفها الصغيرة خدي بصفعه و تنطلق بأسى مبتعدة ..

باكيه و هي تردد .. كم خيبتي بك الآن متعاظمة !

جننت بها .. و كل صد واجهته بعزم أكبر لتقرب منها .. لكن كانت أبية شريفه و أنا

المذنب كليا با تغافل أبناء خالي !

و عندما هربت لأقصى بقاع الأرض و عدت تابع لعذبي أدركت ما لمحت له

فينوس .. أنا هنا و العالم بين يدي ناقص .. و معها كنت كما أريد .. واثق .

عدت سريعا و قبل أن ينطلق الكل بترحيب أخبرتهم أنني أريد الزواج من وضوح ..

*
*
*

أنفال منقطعة الأنفاس تقطع على ساري انسياب ذكرياته : ساري وضوح اختفت .. كبتها فاضي ما خلت شي وراها !

ساري يقفز من مكانه : وين راحت ؟!!

أنفال في قمة القلق : و أنا شيدريني .. أتصل على شملان أكيد يعرف وينها ..

.................................................. .......... ............

في قمة الحماس كل منهم يريد أن يسترعي أنتباهي ...

هل ألبس هذا الفستان ؟ .. ليبعدها المتنمر من أمامي و يسألني أن اصفف له شعره فا

هو يريد أن يشبه عمه أصيل بكل التفاصيل ! ..

فينوس تسرح شعر فطومي بينما تحادث عبدالله : عبودي يا قلبي الجل مو زين
لشعرك بعدين يتساقط ..

عبدالله يضخم صوته ليفخم من عمره الذي لم يتجاوز الست : أنتِ ما تعرفين هذا جل أصلي مو بطقه مثل مال السايق ..

فينوس تطلق ضحكه تملئها الدهشة : و منو شرالك الأصلي ؟

عبدالله بشقاوة : ما شريته .. أنا أخذته من غرفة عمي أصيل ..

فينوس تسارع بتأنيبه : لااااا عبود لازم ما تاخذ شي من غير ما تستأذن .. اللحين عمك يزعل عليك ..

أصيل الذي سمع الحوار يقتحم الغرفة بحضوره الآسر : أبو عذبي كلي حلاله ..

عبدالله يسارع لتقبيل عمه الذي يراه قدوة : عمي أبي أقص شعري مثل قصتك .

أصيل يمسك بأرنبة انف عبود : غالي و الطلب رخيص .. بكره آخذك الحلاق معي .. آمر بعد شنو تبي ..

فينوس أنتهت من تسريح شعر فطومي و التفت على ردينه التي نامت قريبا منها: لا خلاص عبود مو طماع و بيقول لك مشكور يا عمي ..

عبدالله أصبح في جدا مطيع بحضور عمه المهيب : مشكور عمي ..

أصيل يبتسم بحنان : عفوا يا أبو عذبي ..

عبدالله : أنا ما ابي أسمي ولدي عذبي .. أبي اسميه أصيل ..

أصيل يطلق ضحكته الساحره التي تميزه : أنت الحين خلص الابتدائي و يصير خير

.... إلا و شعندكم كاشخين .. بتروحون مكان ؟

فينوس تسبق عبدالله في الإجابة : بوديهم يزورون أمهم .

أصيل أرتبك : أخذتِ الأذن من أبوهم و إلا من راسج قررتي ..

فينوس لم يعجبها ما قاله : طبعا أخذت الأذن من أبوهم ..

أصيل يراوق : و من أمي ؟

فينوس : أمي تفهم شعور الأم و لا يمكن أتخيل أنها ترفض أنهم يزورون أمهم .

أصيل يبتسم بسخريه : صج ؟!! .. زين وين أختج ديمة .. بتودينها تزور أمها بعد أو ما استأذنتي لها للحين ...

فينوس : ديمة معزومة على حفلة ..

أصيل تأجج صوته با الغضب : معزومة على حفلة ؟!! .. خير أن شاء الله و ين قاعدين في لوس أنجلوس .. خلاص كملت العشرين تنعزم و تعزم و تروح و تجي على كيفها ..

فينوس تقطع عليه الطريق : أبوي موصلها و هو اللي راح يردها و هي بنته و مشاورته و كيفه هو وياها ..

أصيل مازال غاضبا : ما راح يخربها إلا أبوي بدلعه الزايد لها ..

فينوس في محاولة لدفاع عن ديمة : اللحين عشان وداها توسع صدرها مع صديقاتها صار مدلعها !!

أصيل : مو هو نفسه اللي كان يوديج و يجيبج من بيت عمي و آخرتها تمردتي و بنفسج هجيتي مع ولد عمج من غير شورنا ..

فينوس تنتفض من مكانها و قبل أن تنطلق با غضب أنتبهت لفاطمة و عبدالله المنصتين :

يله يا حلوين تأخرنا على ماما ..

أصيل يقف أمامها قبل أن تخرج : تبينهم عذر .. تبين تعيدين اللي كان ..

فينوس و غصه تتعاظم لتبث في نبرتها حزن : ربي أعلم في نيتي و ما ني في رجا عفوك يا أخوي ..

أصيل يبتعد بعينيه عنها : أنا راح أوديهم و انتِ أنثبري في مكانج وبيت عمتي مالج مراح له ..


فينوس تنسحب من المواجهة : حلو توفر علي المشوار .. دقايق خلني أنادي المربية تروح معاكم ..

*
*
*

سوف لن أموت ... لا جديد في آرائه .. و كل ما في الأمر أنه يجدد إهاناته ..

هكذا أردد في محاولة لإقناع نفسي أني في مقصورة الاعتياد تبوأت مقعد القائد ..

*
*

روحها المتنازلة و عيناها الخاضعة تفتز القسوة من محاجري لأرسل لها نظراتي

المحرقة و يتبع لساني بتسلط أوامري .. لا أعرف إن كنت نادم أم ذو ضمير معذب

.. كل ما أعرفه أني أود أن أعود لأعتذر !

.................................................. .........

*
*
*

وصلت لمقر عملي و عندما ترجلت من سيارتي بدأت الأفكار تتجاذبني ..

و ما أن وصلت للبوابة حتى عزمت أمري أن أقطع هذه الأفكار و أريح أعصابي

و أوفر وقتي المهدر على بوابة التأجيل !

عدت أدراجي و انطلقت هذه المره متجها للمنزل الذي سجنت به ثلاث أرواح طاهرة

منذ أن طرقت على الباب حتى استشعرت با غرابة الأجواء ..

يبدوا المكان جدا هادئ .. لا صوت لسالم المشاغب و لا لوداد هاوية التنظيف و

إغداق الماء على عتبات الباب ...

وقفت للحظة و عزمت أمري أن أتوجه للخلف و أدخل مباشرة على علي ..

و على أن المسير كله خطوات إلا أن عقلي قاسه بساعات طوال !

خوف .. بل رعب .. مما ينتظرني ..

أيعقل أن ستار الليل أخرج المارد مره أخرى من علي ليشكل جريمة أخرى ...

أيعقل أنني ساعدت علي تشكيل نهاية سالم و وداد كما شكلت نهاية والدهم .

*
*
*

شملان دخل بتوجس على علي الذي كان يجلس بين الفوضى يبكي كا طفل : علي ..

علي شفيك .. في شي يعورك ؟ .. وين وداد و سالم .. ما جوك الصبح ؟

علي : ما لقيت دفتري .. لما قمت الصبح ما لقيته .. وين .. أبي أكتب اللي تخمر في عقلي ..

*
*

تركت علي خلفي و اتجهت للباب الذي يفصل بين غرفة علي و الممر المؤدي

للمكان لمخصص لوداد و سالم .. .لأنادي على أمل أن أسمع أصواتهم لتو مستيقظين

لكن عندما رد الصدى اتجهت بعزم باحثا عنهم في إرجاء المكان .. و كلي أمل أن لا

أجدهم ! .. نعم .. لا أريد أن أجدهم جثث خالية من الحياة ... بطبع لن يكون علي

المتهم فا علي كان محبوسا وراء الباب المغلق .. لكن فتاة وحيدة و أخيها صبي

صغير عرضة لأي طامع و مراقب لوضعهم الغير ملائم !

لكن من حسن حظي أم حظهم .. لا أعرف لكن من المؤكد أنه أسعدني أنني لم أجد

لهم أي تواجد.. و هناك عدة أجوبة لهذا الاختفاء المفاجأ ..

*
*

شملان يعود لغرفة علي : علي وداد و سالم ما جوك اليوم ؟

علي : بلى جت وداد و سالم وجابو لي فطوري .. بس مدري من فيهم سرق دفتري ... روح جيبه منهم و إلا ترى ما عاد راح آكل شي يجيبونه لي ..

شملان : أي دفتر اللي تكلم عنه ؟

علي يصرخ في شملان : دفتري اللي من جيت أقولك عنه .. أنت ليش ما تنبه للي أقوله .. ها الدفتر هو بس اللي يسمعني و إلا أنتم كلكم ما تسمعون ..

شملان بتوجس : و ها الدفتر شنو فيه .. شنو اللي تقوله له ..

علي يسرح ليرد بصوت مختلف : أكدس فيه بعض اللي باعوه البؤساء و كل من تشرد عطيته ورقة و خليته يخط فيها عريضة .. فيها أخوي و ولد عمي .. فيها
كل من تمرد و سكن في عقلي و تنفس ..

شملان بخوف : علي أنت كتبت فيه شي عني .. عن أصيل ؟

علي يلتفت لأخيه و يبتسم بخبث : و أنت و شعرفك في أصيل ؟ .. مو أنت قلت لي أن أصيل شخص من ورى السور .. و إلا أنت أنجيت ؟!!

شملان بإرتباك يحاول أن يلهي علي : تبيني أجيب لك دفتر ثاني تكتب فيه ؟

علي بصوت ملهوف أشبه لصوت طفل : أيه بس أبيه أكبر و معاه قفل .. و أبي أوراقه ملونه .. و على غلافه أبي تحط صورة أصيل .. بعدها ضحك علي بشدة
... ترى امزح معاك ما ابي دفتري يشبه دفتر هنوده ..
جيب لي ورق .. بس ظنك أي ورق بيكفيني عمر ؟!!

شملان يبتعد عن علي و يحاول أن يستعيد توازنه : علي أنا بروح اللحين أجيب لك أرواق بس اول بعطيك دواك و بتنام على ما أجي .. زين ؟

علي : أي أنا أبي أنام .. ما عندي شي أسويه .. دفتري مو معاي والورق يبيله عمر..

*
*

كا طفل نام سريعا و كا لص تسللت على أطراف أصابعي هاربا ..

لا اللص ليس أنا .. وداد .. وداد هي اللص و المجرمة !

أيعقل أن تكون وداد بهذا الخبث .. تسرق بأناملها الصغيرة دفتر علي لتجرمني عندما

أحاول أن أبتزها لتعود سجانه تحت أمرتي !

با الطبع و إلا ما سر اختفائها وأنا من با الأمس كان من يهددها ..

لو كنت فقط أكثر انتباها لذاك الدفتر الذي لا يفارق علي لكنت الآن أكثر أمانا ..

................ رنين هاتفه يقطع عليه أفكاره ................

*
*
*

ساري : وضوح معاك ؟

شملان : و شيجيبها معاي ؟!!!

ساري بذعر : إذا مو معاك و لا هي في البيت أجل وين راحت ..

*
*
*

قفز عبد الله بحماس و تبعته فاطمة على استحياء و تعلقت ردينه الصغيرة في رقبة

مربيتها خائفة من المكان !

و ترددت أنا على عتبة الباب بدخول .. كيف سيكون استقبال عمتي لي

و هل سأصادف زوج عمتي السارق .. و ماذا عن وصايف هل هي على بعد

خطوات مني وكل ما علي أن أنبهها بتواجدي و أقترب أكثر من مرادي ..

*
*

ساري المرتبك كان خارجا من الباب بسرعة ليرتطم بأصيل الذي عاجله بسؤال: شفيك عسى ما شر وين طاير ؟!!

ساري توقف لحظة ليتأمل أصيل و تبدأ شكوكه تهيأ له أن أصيل يعرف بمكان تواجد وضوح : خالي وينه ؟

أصيل : مدري بس آمرني تبي شي أنا أسد محله ..

ساري بشك : أنت شعندك مسير علينا .. مو العاده ..

أصيل : الظاهر ما انتبهت لعيال أختك اللي توهم أدخلوا ..

ساري يلمح شملان من خلف أصيل : أعذرني أصيل أنا عندي مشوار مع شملان و إلا جان استقبلتك ..

أصيل لم يعجبه رد ساري : واضح أن في شي ما تبيني أعرفه .. بس تذكر أنا ولد خالك و أول واحد بيوقف معاك أنت بس آمر ..

شملان الذي أستمع لما قاله أصيل : و أنت أول واحد راح وشهد ضد أبو ساري ..
و أول واحد كبر قلب أخوه على أم عياله ..

أصيل أستفزه شملان ليقترب ويواجهه بكلماته المباشرة : و أنت يا ولد عمي أول واحد طعن و خان و ها المره و أنا متأكد أنك ورى كل اللي صار ..

ساري يتدخل : قصروا حسكم ترى لا المكان مناسب و لا الوقت ..

شملان بتحدي : أنا ماني متحرك من مكاني لين ولد عمي يجيب كل اللي عنده ..

*
*
*

خالد الذي لتو أوصل هند لمنزل عائلتها استوقفها بعصبية : لحظة وين رايحه ..

هند مستغربه : وين بعد بروح ! .. بنزل ..

خالد : أنتِ ما تشوفين أخوج و ولد خالج معاهم رجال واقفين قدام باب بيتكم ..

هند : هذا أصيل ولد خالي مسامح ..

خالد يدقق النظر في هند : أي ؟ .. و هذا بعد حسبة أخوج ؟

هند تحاول أن تتفادى التصادم : إذا ما تبيني أنزل أجل حرك اللحين قبل ما ينتبهون لنا و يعتقدون انك ما تبي تسلم عليهم ..

خالد بغضب متزايد : ماني متحرك لين تجاوبيني .. أنتِ ميانه مع عيال خوالج ؟ .. تسملين عليهم و يسلمون عليج و البساط أحمدي ..

هند تكبت غضبها : لاحول و لا قوة إلا با الله ..يا أبن الحلال السلام لله و إلا لا أنا هامتهم و لا هم هاميني ..

خالد : اسمعيني يا هند أنا أكره ما علي أن الواحد يستخف في عقلي و يردد بينه و بين نفسه خلني آخذه على قد عقله .. أهلج اليوم تقولين لهم ماراح أزوركم وولد خالي ماخذ راحته في البيت و قولي لأخوج الرخمه ترى البيت له حرمه و عليك حفظها ..

هند أستفزها خالد بكلماته التي أنتقص فيها من كرامة أخيها : لو فيك خير و رجال تنزل الحين و تقول لأخوي يا الرخمه و با المره تقول لولد خالي ...

خالد قبل أن تكمل هبط على رأسها بقوة يده ماعقبا : رجال غصبا عنج يا بنت الرخوم ..

*
*
*

اختنقت .. تلاشت كل ذرات الهواء مع تبخر الكرامة ...

كرهته .. كرهته في لحظة و أنا التي منذ سويعات كنت أعوم في أعماق غرامه

وحش .. نعم .. وحش .. مزق أنثى ظنت أنه الفارس ..

*
*

كنا في معمعة تراشق الاتهامات و لم يوقف سيل الغضب العارم إلا صرخات أنثى

مذعوره .. ألتفتنا كلنا في نفس اللحظة لنرى امرأة و رجل في سيارة متوقفة أمام

المنزل هو يصرخ بها و يمسك ذراعاها و هي تبكي بهستيرية و تحاول أن تخلص

نفسها منه في الحيز الضيق الذي كان ساحة لمعركة غير متوازنة الأطراف ..

و لم يقطع ذهولنا إلا صوت ساري و هو يردد هند .. هند ...

تبعنا ساري الذي أندفع مسرعا يقصد السيارة التي حبست فيها أخته و هي تحت

هجوم من شخص يفوقها قوة .. كان المشهد تراجيديا .. ساري الهادئ أصبح وحش

كاسر أنقض على الرجل الذي من المؤكد أنه زوج هند بقبضاته المتوالية ..

شملان حاول أن يفككه من يده و هو يحاول أن يكون الحكم .. أما أنا تصلبت

كل أوردتي و انقطعت إمدادات الدم لرأسي وقفت مذهولا و أنا أراقب أنثى منكسرة

بُعثِرت كرامتها تأن بضجيج أخترق مسماتي ووصل لعروقي ..

فينوس .. صورة فينوس تراءت أمامي لأندفع مواسيا ألملم ما تبعثر من حقيبتها

و أسندها لتصل للمنزل لحيث الأمان ولم أتوقف إلا عندما صرعني الثقل لتتلقفني

الأرض و أغيب على أصوات با القرب مني تلاشت ...

*
*
*

تتلاشى الظلمة في تجرد مواقفنا

لنتعاطى مع المواقف ببسالة عندما لم يعد الأمر .. من المهم !



*
*
*
*

انتهى ..







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-13, 06:03 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





الجزء السابع :

*
*

لأنها عازمة .. تزدهر النبتة الصغير في تصدع الصخر !

*
*


ألبوم صور مثقل با الشجن هذا هو يومي منذ غياب شمسها ..
تبدوا حياتي مفرزنة .. باردة لا طعم لها و لا لون .. أمارسها على مضض و أقاوم بكل ما بقي من طاقة إنهزامات الشوق ..... متعب أنا من مرور السنين و حياتي مغفرة خالية إلا من الوجع .. حاولت و أقدمت و جدا جدا فشلت في استبدالها .. و ها هي صورها تهاجم الذاكرة في غير وقتها .. لسنين نجحت في حصر صورها و محاصرة طيفها في ظلمة الليل بعيدا عن الكل لكن مؤخرا أصبحت محاولاتي حربا أمارسها ضد نفسي ..
صورة مرسومة بدقة ... شعرها الحرير ترتبه يدي المتلهفة على وسائد الريش و قبلاتي تلفح خدها و صوتي يرتعش طالبا التصريح بأكثر من هذا التمادي ... تبا تبا لصورها !

*
*

ساري : شملان وين رحت ؟

شملان ينتبه من إستعراض الصور الذهنية : معاك ..

ساري : أسالك عن وضوح .. عرفت وينها فيه ؟

شملان يزفر الضيق : رايحه تزور جدتي ..



ساري : و اللي يروح زيارة ياخذ كل اللي له من بيته ؟! ..

شملان : لا تبالغ .. وضوح و شعندها عشان تاخذه .. اللي أخذته أكيد تحتاجه سواء أقعدت أسبوع و إلا شهر ..

ساري يأتي بكل ما عنده : زين تبي تزور جدتها ما قلنا شي يوم يكفي .. جدتك ما عاد تميز أحد و لا هي عارفه وضوح من غيرها و هي بتروح تقعد عندها شهر ! ..و البيت فيه خالها و عياله لا هي ماخذه راحتها و بتضيق على العرب .

شملان يلتفت بغضب على ساري : يعني كل من فقد عقله ما عاد يهم نتواصل معاه .. ننفيه من حياتنا مهما كان غالي و لا عاد له قيمة و لا عاد يهم ؟!!

ساري : يعني هذا بس اللي سمعته و فسرته ؟!!

شملان : و سمعت وشوشاتك و تلميحك الغبي .. عيال خالي فيهم اللي مسافر يدرس و اللي مثل ما تعرف طالع مع زوجته في بيت بروحه و ما في إلا خالي و حريمه و بنياته يعني وضوح أختارت المكان و الوقت الصح لزيارتها
إلا إذا أنت من كثر الخطا ما عدت تميز ..

ساري بنبرة تغلفها الدهشة : يعني أنت شايف أنه عادي تختفي من البيت من دون ما تبلغ أحد و با الأخص أنا يا زوجها .. و شدد على كلمة زوجها لأن مهما حصل انا ولي أمرها ولازم تستأذني ..

شملان : خلاص يا ولي أمرها روح كلمها بنفسك و قول لها ها الكلام ..

ساري بإمتعاظ : شفيك شملان بقيتك عون صرت علي فرعون ..

شملان : أنا دايما كنت لك عون بس مو عارف شلون بعينك و أنت اللي خشيت سر عنا كلنا لسنين .. اللحين تزوج و تجيب ولد من ورانا و بعدين تبيني عون ؟!!

ساري بإصرار : أي أبيك عون .. أنت أكثر واحد تعرف وضوح و تعرف اللي حاصل و كنت اعتقد أنك بتفهم أسبابي و بتعذر ..

شملان : مو المشكلة في فهمي المشكلة في فهمك اللي مو قادر يستوعب وضوح .. انا صارلي شهر واقف معاك و حتى لما طلبت وضوح الطلاق كنت أنا أول واحد وقفت في وجهها و حطيت علاقتي فيها على المحك و قلت لك صلح اللي أنكسر .. آخرتها مر شهر و ما تغير شي و هي اللي اتخذت أول خطوة لتغيير و أنا ها المره بوقف معاها و لعلمك بيتي برممه و بجيب أختي تقعد فيه المدة اللي تناسبها لو العمر كله و أنت عاد صرت بروحك حل موضوعك با اللي تقدر عليه ..

ساري المصدوم من تخلي شملان عنه : يعني بتقويها علي ؟!!

شملان بنبرة متعبة : أو يمكن بقوي موقفك ..

ساري المحتار : ما فهمت ؟!!

شملان الذي استنفدت طاقته لهذا اليوم : ساري خلنا من وضوح اللحين قولي شراح تسوي مع نسيبك ..

ساري الذي كان يحاول أن يتناسى المشكلة : شسوي فيه بعد .. هو اللي أنجن .. زين ما مات أصيل ..

شملان : و أنت عاد شايف أصيل صاحي هذا هو للحين ما قام .. الوضع ما يطمن ..

ساري : أنا أحاتي لما يوصل خالي و أقعد اشرح له الموضوع .. كافي صوته للحين يرن في أذني .. مرعوب و منصدم ..

شملان : أسمعني .. عذبي أكيد راح يشعللها و بيحط الغلط كله على خالد وأنا و أنت نعرف أن تصرفه كان عن حمية لو حتى تصرف مو محسوب بس مفروض نراعي ها الشي و نساعده و نشهد لصالحه ..
أخاف أصيل يموت و خالد ينعدم ..

ساري يدقق النظر في شملان : تبينا نقول لهم كلام غير اللي قلناه في التحقيق ؟!

شملان : أنا مدري شنو هببت في التحقيق بس أنا قلت اللي يرضي ضميري .. أصيل هو الغلطان و خالد بعد غلطان بس تصرفه مفهوم ..
و بعدين ترى مو حلوه هند تطلق بعد شهر با سبب مشبوه تعرف الناس و كلامهم اللي ما يرحم .. فكر في الموضوع ..

ساري يهاجم : شملان جيبها من الآخر تبيني أشهد زور ..

شملان بهدوئه المعتاد : لا أبيك تشهد با اللي حصل فعلا .. أصيل أستفز خالد وهذا كل الموضوع ..

ساري : زين .. و هند بعد استفزت خالد عشان يطقها با الشارع ؟!!

شملان : أنت عارف أن هند صغيره و احيانا لسانها يأذي عليها .. يمكن غلطت عليه أنت ما تدري و لا سألتها و سألته .. لا تطير في العجه ..

ساري بغضب : إلا بطير في العجه .. إذا شاف على أختي شي و إلا ما عجبه فيها شي يردها لنا حنا أهلها و نعرف شلون نتصرف مع بنتنا ولا حنا با عجزانين عنها ..

شملان : الكلام حلو بس الواقع أن خالد ما يعتقد أن لهند عزوه .. كافي طريقة زواجها ..

ساري وقف بغضب لإستفزاز شملان : اسمعني يا شملان خلك من خالد و صراعك مع عذبي طلعني منه .. و تذكر أصيل ولد عمك و هذا هو الوقت المناسب اللي مفروض تصلح فيه اللي أنكسر بينكم ..

شملان يقف با المقابل : اللي أنكسر عمره ما يتصلح ..

ساري بخبث : أجل أحلم .. احلم يا شملان لين هي تصير واقع في حضن غيرك ..

*
*

خنجر .. حاد .. و به سم زعاف غرزه على غفلة مني في منتصف قلبي
هذه الصورة التي أرفض بشده تخيلها .. فيها هلاكي و أنا أتنفسها !
و لي الحق .. كل الحق أن أقتله الآن لتجرئه بلفظ ما أخشى ...

لكن ها هم المتناسخان كا صورة و أصلها يقتربان و كل تفكيري توارى أمام ما أرى .. ذاك المتباهي السائر بمحاذاة عمي فاجأني بعد طول سنين ... تغير ... جمع الأصل و الصورة ... عمي له ملامح من أبي و عذبي نسخه طبق الأصل عنه ! ...

*
*

ابو عذبي المرعوب يقترب مسرعا من ساري : شفيه أصيل ؟

شملان من وراء ساري : بخير يا عمي .. بخير تطمن ..

عذبي من وراء والده : مدامك في السالفة ما أظنها خير ..

أبو عذبي يقطع أول خيط لنزاع : بس أنت وياه .. لا تحدوني على اقصاي .. خلونا اللحين في أصيل .. أقدر أدخل أشوفه و وين الدكتور .. و ش قال ؟ .. أشرح لي السالفة كلها ..

*
*

تجمهرنا حول الدكتور المعالج الذي أخبرنا أن أصيل لتو استفاق بذاكره مبتورة و حثنا جميعا أن نتناوب بدخول عليه ليتأكد من ظنونه ..

*
*

عذبي يسند والده : أذكر الله يا يبه و هذا هو و لله الحمد بعافية و الذاكرة عادي بأي وقت ترد ..

أبو عذبي : أخاف أخوك فقد عقله ..

شملان الذي كان قريبا أستفزه ما سمع : و فقد عقله و نساك يعني راح تنسى أنت أنه أصيل ؟

أبو عذبي يزجر شملان : أنت يا وجه البومه تقلع من قدامي ..

شملان قبل أن يستوعب ما نطق به عمه وقبل أن يكوّن رده با المقابل تفاجأ بطيفها مقتربا ....

*
*

شخصت أنظاره و كأن روحه سلبت .. جن .. لابد أنه جن كا أخيه هذا ما تبادر لذهني و هو يردد بتبعثر " مو وقته أتخيلها " !!
لكن عندما تابعت نظراته بالتفاتي لما ورائي تفاجأت بوجود فينوس !

.. تبا .. ما ذا تفعل هنا ؟!! ...
و تبا له .. كيف يقف أمامي و يهذي بها ؟!!

هكذا كان الحوار الداخلي لكن كل أطرافي التي أشتعلت بها نيران الغيرة تحولت لسلاسل تجر فينوس لتبعدها عنه ..

*
*

فينوس : بس حرام عليك .. تجرني وراك كأني بهيمة !

عذبي الغاضب : و شا الفرق .. أنتِ و البهيمه ما عندكم عقل ..

فينوس تنفجر باكيه : أنا شسويت اللحين عشان تنفجر فيني ..

عذبي يذكر الله و يكرر الإستغفار : انتِ شجايبج هني ؟

فينوس بأفكار غير مرتبه : جابني اللي جابك .. اصيل أخوي مثل ما هو اخوك و ابي اتطمن عليه .. أنفال تقول تهاوش مع زوج أختها و الإسعاف أنقلته هني .. قولي شلونه اللحين ..

عذبي بصرامة : بإتصال سريع كان ممكن تطمنين عليه مني بدال ما تجين ركض تبين تلحقين على حبيب القلب ..

فينوس كمن ألقي في وجهها سطل ماء بارد : يا ويلك من الله .. و لا جى في بالي اللي جى في بالك ..

عذبي بأنفاس غاضبة يحبسها المكان : واضح أن اللي جى في بالي جى في بالج و إلا شلون عرفتي منو أقصد با حبيب القلب ..

فينوس تباعدت أفكارها أكثر و هي تلمح طيفه من بعيد مراقبا : أنا ما راح أدافع عن نفسي لأني مو غلطانه با شي .. و أنت لازم تعتذر لي
و إلا انسى أن لك أخت ..

عذبي الذي لاحظ تشتت نظرها لثانيه أدار رأسه باحثا عنه : شفتيه ؟

فينوس بنبرة عتب : أصلا ما عرفت بوجوده إلا من تصرفك الهمجي

عذبي الغاضب : فينوس أن أتكلم عن ها اللحظة .. لمحتيه ؟!

فينوس بابتسامة تلاشى معها الخوف : و هذا هو جاي يعاقبك و ياخذ بحقي منك .

عذبي بإستغراب يلتفت بسرعه لمن أتى من خلفه : يبه ؟!!

أبو عذبي كمن يحرث الأرض ورائه غاضب و يريد أن يحصد أي رأس أمامه : وصمه .. ما عاد لي حشمه تجر اختك قدامي .. هذا و انا عايش و شمسي ما غابت اجل لخذ ربي امانته بتدفنها حيه ... و هي أختك من امك و ابوك أجل ديمة و شراح تسوي فيها يا سمي جدي ؟!

عذبي شعر با الحرج : يبه شكلنا غلط و حنا واقفين نتكلم با المصافط خل العتب في البيت ..

أبو عذبي يفشل في كتم غيضه : بتعلمني السنع . وينك عنه قبل دقايق .. و إلا يوم شفت العتب يمك !

فينوس في محاولة للفض النزاع تتجه لوالدها بسؤال : شلون أصيل ؟

أبو عذبي يلتفت لها و بنبرة حزينة نفت كل الغضب: ما عرفني ..

.................................................. .......... .......

*
*

كان التقريع من نصيبي هذه المره .. و للمره الأولى أفهم وصايف !
وددت لو أن خالد يأتي في هذه اللحظة و يخلصني من والدتي المتجهمة دوما و والدي الذي عاد ليمارس دوره في اضطهاد كل حي في هذا البيت ..

*
*

أنفال : خلاص هند طلبتج أخذي بريك من ها المناحه و أكلي و استعيدي نشاطج لجولة ثانية ..

هند تشهق بدموعها : لا تستظرفين دمج تراني حيل ضايقه .

انفال تمد كأس الماء لاختها :أبوي و امي يبون مصلحتج .. يعني كنتِ متوقعه يقولون كلام غير اللي قالوه ..

هند تتناول الكاس : لا .. و با الأخص منهم .. لان الأهل الطبيعين دايما تغلبهم مشاعرهم و يوقفون با الأول مع عيالهم . .بس أمج و أبوج حسسوني با الفشل و بأني عبأ عليهم .. تدرين أمي شقالت ... قالت روحي لبيتج خلي زوجج لما يرد يلقاج متمسكه فيه قبل ما يطلقج و يشمت الناس فيج ! .. تبيني أهين نفسي لواحد أهان كرامتي عشان كلام الناس ..

أنفال تعض على شفتيها و هي تحاول انتقاء مفرداتها : حاولي تردين ورى بس لشهر و قولي لي شنو تبين ؟

هند بعتب : تبين تعايرين في قراري ؟

أنفال بثقة : أبيج تعرفين أنج أنتِ اللي حطيتي نفسج في موقف هش و خليتي أساسج مكشوف .. خالد لما مد أيده عليج اعتقد انه يادبج و يقومج لأن ما يتعقد أن وراج ظهر لأن هذا اللي بينتيه له من زواجج اللي كله على بعض سلق بيض .... تدرين شنو يعتقد .. يعتقد أنج محدوده عليه بعد الزواج و انج بتمسكين فيه اكثر ما كنتِ متمسكه فيه و أنتِ ظهرج على السعه


هند تعاود البكاء بحده : أنا غلطانه .. غلطانه فهمت .. بس شتبوني أسوي أتمادى في الغلط و أرد له و أعيش طول عمري بخوف منه
انا ما عاد اثق فيه .. و لا أأمن على نفسي عنده .. تخيلي ما ردعه المكان عن التهجم علي و لو ما تدخل ساري يمكن ذبحني و الموضوع كله للحين ما فهمته ! ..

أنفال : الموضوع واضح .. غيرته مرضيه او أن عامل الحمية خربط عقله و ما قدر يميز .. يمكن لو صاير الموقف بعد سنه من زواجكم كان تصرفه غير بس لأنكم للحين في أول المشوار اللي أبتدى غلط صارت المشكلة ..

هند تقف مبتعده عن اختها : ما عرفت لكم .. معاي انتم و لا ضدي .. و إلا بس بتعورون قلبي ..

انفال بتأفف : محد معوره قلبه إلا أنا .. تعقدت منكم يا خواتي و كرهت الزواج كله ..

.................................................. .......... ....................


أحمق ..

مفردة مشتركة رددها حمد و أخي سند ..
لم أجادلهما و آثرت الصمت و أنا أنزوي على نفسي في المقعد الخلفي ..
نعم أحمق .. أهنت زوجتي و كدت أن أتسبب في مقتل أبن عمها ..
كدت أن أفجع أمي و أحزن أخوتي و أجعلهم في دوامة أنتقام و ثأر لا نهاية لها .. و لما هذا كله .. فقط لأني شككت للحظة بها و تناسيت أنني من رضت به زوجا !

*
*

سند : أمي للحين ما تدري عن شي وصيت العيال يبعدون التلفون عنها و يصرفون أي احد يجي يزورها .. لين أنت عاد تصير قدامها و تشرح لها الموضوع بنفسك .. ما نبي نفجعها ..

خالد المرهق : شقول لها .. اني غبي و متهور .. ما أقدر أستحمل أشوف أمي خايب رجاها فيني ..

حمد : بس هي امك و بتعذرك و تسامحك و تنصحك و آخرتها بتقول لك بقوم أسوي لك الأكله اللي تحبها .. هذا قلب الأم حنانه ما يخلص .. بس اللي مفروض تحاتيها اللحين زوجتك .. دورك لك حل بعد ما خربتها معها و مع اهلها ..

سند بغضب : خلها تولي .. راس المشاكل كلها الحريم .. خاصه حريم ها الوقت اطلع الرجال من طوره . .أنا اقول طلقها و أفتك منها و من أهلها العقوبة ...

حمد الذي بمنزلة الأخ الأكبر : أكرمنا بسكوتك هو متى تزوج عشان يطلق .. و بعدين يكون أفضل يحسن علاقته مع نسباه بدال ما يخربها مره وحده .. أبوها شفته اليوم شكله ما يبي المشاكل و ما عنده مانع يردها له و يسكر الموضوع .

سند : بس البلا في ولد خالها اللي جايب له بدال المحامي خمس .. شكله ناوي لنا بشر ..

حمد يرسل نظره من خلال المرآة لخالد الذي بدى غائب و هو يرسل نظره عبر النافذة : خالد وين سرحت ..

خالد : أنا معاكم .. بس محتار في أمري ..

حمد " أفا عليك يا الخوي ولا يهمك امورك كلها سهالات .. أنت بس أذكر الله و أستريح الليله و الصبح بوكل لك أحسن من ها المحامي اللي جابه سنيدان يركض فيه ..

سند يفهم روح الدعابة التي يحاول حمد ان ينشرها : سنيدان ما كول و مذموم .. و بعدين و انا شدراني ان خويك مكسر راس رجال طول با عرضو لا بعد ولد حمولة و واصل .. انا قلت حده ماهد له با العقال واحد من اللي يعاكسون البنات عند المدرسة .. و أي محامي مبتدئ بيطلعه ..

*
*

أنتقلوا من تقريعي لصف كل الدفاعات لي إلى محاولة الترويح عني !!
هكذا هم كا الأطفال يغضبون من أصدقائهم بلحظة لكن لا يمكن أن تقنعهم أن يتخلوا عنهم ..
.................................................. .......... .........

*
*

ندمت جدا قبل مضي يوم واحد من وصولي للخرابة التي كانت لنا في الأيام الخالية بيت آمن نستظل به .. لكن ها هو عاري .. لا نوافذ و لا أبواب و مكب للقمامة و مأوى لكل كلب ضال ..

حاولت أنا وسالم أن ننظف أحد الغرف و نعدها لنا بما توفر لنا من أدوات نظافة أمدتنا بها جارتنا البياعه أم سعيد .. هي الوحيده التي
ما زالت تناظل في هذا الحي الذي بات مسكنا للعزابية من كل أرجاء العالم الثالث !...

*
*

أم سعيد القلقة : طيعني و تعالي أقعدي عندي لين تصلحون بيتكم ..

وداد المتعبة من مهمة التنظيف : لا تحاتينا يا خالتي و بعدين الطوفه على الطوفه إذا نبي شي ما راح تاخرون علينا ..

أم سعيد بصوت هامس : وداد انتِ بنت صغيره و حولنا عزابية و أخوج ما هو راد أحد عنج .. طيعيني و تعالي معاي ..

وداد بروحها التي تود أن تتحرر : الله الحافظ . .لا تحاتينا و بعدين يا أم سعيد أنتِ ساكنه مع قبيله و ين نجي و نحشركم ..

أم سعيد : ما عليج منهم كلهم بطردهم ينامون في السطح ..

وداد تبتسم : تبينهم يموتون في ها الجو .. لا تحاتيني ..

*
*

كان من الصعوبة أن أقنع أم سعيد بأني قادرة على حماية نفسي لأني فعلا لا اصدق ما تفوهت به .. و لا حتى سالم الصغير مقتنع بما وصلت له من حل .. سالم الذي كان هذا الصباح مؤازرا لي الآن أنقلب علي و بدى يأخذ تفكيره منحنى آخر مخالف لي ..

*
*

سالم : با أتصل من بيت أم سعيد على شملان .. في بيت المجنون ارحم من ها الخرابة اللي تخرع ..

وداد تعزف على الوتر الحساس : أفا يا سالم حسبتك رجال و اقدر أعتمد عليك طلعت خواف ..

سالم ينتفض برجولة يحاول تلبسها : انا رجال غصبا عنك و افكر أحسن منج .. مو أنتِ انحشتي من البيت بدون حتى ما تاخذين شي تستفيدين منه ..

وداد تطلق ضحكه متهكمة : شنو كنت تبيني آخذ كرسي و إلا طاولة ..

سالم : هههه تبيني أضحك يعني .. أنا أقصد شي تخوفين في شملان و تخلينه يعطينا بيت احسن من هذا و يصرف علينا غصبا عنه ..

وداد : يعني قصدك أوراق نبتزه فيها؟!! .. هذا اللي استفدته من مقابل المسلسلات البايخه .. زين يا ذكي أنت عمرك شفت لشملان أوراق عندنا ..

سالم عجز عن إفهامها لذا توجه لحقيبته الصغيرة و اخرج الدفتر :

أخذي ها الدفتر و اقري اللي فيه و خليني اضحك عليج ..

وداد تتناول الدفتر و علامات عدم الفهم ترتسم على محياها : و شنو ها الدفتر ؟!

سالم يبتسم با خبث : هذا دفتر المجنون . .شوفي شنو كاتب فيه ..


.................................................. .......... .........

*
*
*

لأن انفعالاتي الطبيعية ماتت منذ ذاك الزمن ما عدت قادرة إلا على محاولة صنعها .. لم أختفي لأني أفقت بعد شهر .. لكن لأني انتفضت بعدما رأيت مجمل الموقف الذي أصبحت أساسه..

والدة علي ما هي إلا ممرضتي السابقة ! ..

هل رأيتم حجم الخيانة ..

زوجي المحب الذي كان يمثل لي جبل ثابت من المؤازرة ما كان إلا خائنا يغازل الإناث من خلف سرير المرض الذي افترشته لشهور طويلة في ذاك المشفى الذي تفوح منه رائحة الحرائق !
و أي حرائق اشتعلت بصدري عندما أدركت حجم خيانته في أول محاولة مني لصفح ...حاولت أن أتجاوز آلامي و أسخر نفسي لكائن ضعيف .. حاولت أن أمارس الأمومة مع علي .. وفي أول اختبار هببت كأي أم أحمله على كتفي للمشفى لأرتفاع بسيط في درجة حرارته .. و لأفاجأ نفسي باني في مهمة إنقاذ لذاتي .. أنقذت نفسي صدفة من من دهاليز الظلام الذي حبسني بها ساري !

و أنا من كنت اشعر بتعذيب الضمير اتجاهه ..

هي .. أم علي .. عرت ساري أمامي . أوراق علي الرسمية تحمل أسمها و أنا متأكدة من أنها هي غريمتي ..
تذكرت الآن كيف كنت أتوجس من ممرضتي الجميلة و أنا طريحة الفراش أعاني ...
حرصها على التواصل مع ساري و محاولة التهوين عليه و مؤازرته في مصابه بصوتها الرقيق الأنثوي كان هاجس يؤرقني !! .. أذكر كيف كان ساري يعتقد بنبلها .. و ذوقها .. و رحمتها ألا متناهية مع مزاجي المتقلب دوما و المتعب لكلاهما !!! ..
ردد أسمها مرارا أمامي من دون أن يقف لدقيقة و يرى كيف أن طريحة الفراش و من تعتقد أنها نصف أنثى بعيني حبيبها لا تريد أن تسمعه يذكر أي أنثى كاملة أمامها !! ..

*
*
*

سعاد بنت الخال : تكفين وضوح امسحيها في وجهي ترى شهد جاهل و ما تثمن كلامها ..

شهد بخجل : اي انا جاهل و لساني طويل و يبي قص .. تكفين وضوح لا تزعلين ..

*
*

وضوح تبتسم للمراهقتان اللتان نادمتان على فضولهما : أفا عليكم أنا أزعل من خواتي .. و بعدين سؤال شهوده عادي و الموضوع ما عاد حساس با النسبة لي .. الحروق موجودة بس با الجهة اليمين من جسمي من كتفي لين ساقي .. و خلاص تأقلمت معاهم و ما افكر أسوي عمليات زيادة تعبت من العمليات ..

سعاد و شهد اصطبغتا با لون الحمرة دليل خجلهما : أهم شي تكونين مرتاحه .. تعرفين تطبخين ؟

وضوح تطلق ضحكة رقيقة مصدرها تفهمها لمحاولة تغيير الموضوع :
فاشلة مع مرتبة الشرف .. و أنتم ؟

شهد بحماس تسبق سعاد : فنانات و عندنا مشروع صغير ..

وضوح : ما شاء الله .. حلو أنكم تستغلون مواهبكم .

سعاد : شرايج تشتغلين معانا ؟

وضوح بنبرة تحمل الأستغراب : أشتغل معاكم .. مو توني أقول لكم ما أعرف شي باالمطبخ ..

سعاد : لا الطبخ مالج شغل فيه حنا نبيج تديرين الميزانية أنا و شهد فاشلين في ها الموضوع على كثر ما نبيع إلا ان ما استفدنا شي ..

شهد تتدارك ما صرحت به سعاد : بس مكسبنا زين و بنعطيج نسبة من المبيعات ..

وضوح تعاود الابتسام و با الأخص أنها رأت بعيني شهد و سعاد الحماس و الرغبة في كسبها : انا عندي فكره أحسن .. أنا عندي كم فلس ممكن أساعدكم فيه و توسعون شغلكم و تجيبون ناس مختصين و يفهمون با الشغله أحسن مني .

سعاد : بس أنتِ شنو بتستفيدين ؟

وضوح بحماس مصطنع : بتوصلون لي كل أسبوع طلبية مجانية .. و منها أتفشخر وأقول انا ساهمت في تشجيع المنتج الوطني ..

*
*
*

رأيت الخيبة مرتسمة على تقاسيم وجه شهد و سعاد لم تكن ببعيدة عنها با خيبتها .. لا أريد لهن أن يتعلقن بي .. فا أنا لست أهلا لصحبة و لا بالخامة الجيدة لصنع صديقة وفية و فينوس أفضل شاهد على ذلك ..

.................................................. .......... ..................

*
*

غبار الهجر المتراكم في أركان الفؤاد
يحتاج لمنفضة سحرية تنقذ مغيبة عاطفيا ..

*
*
*
*

اللهم أحفظ بلاد المسلمين من الفتن و آمنا في أوطاننا ..

انتهى








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-13, 06:03 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




أصبحنا و اصبح الملك لله ..
الجزء الثامن :

نقتات على ما نعتقد أنه خال من الشوائب

بينما نتنفس ما هو محمل با التلوث

و الحقيقة متجردة في قائمة .. صالح لغاية !

*
تلف ذراعيها حول عنقي بكل ما يجود به جسدها الصغير من قوة
و تلفح وجنتي أنفاسها الحارة التي هي زفرات حزن تشبعت بها شرايني .. يمكن لي أن أشعر باختلاج قلبها و حشرجة الدمع في حنجرتها .. و ها أنا اشعر بتمزق قلبي و أنا أحاول انتزاعها من أحضاني لأزرعها بأحضان والدها .. فا أنا أريد أن أتخلص من الصورة التي أصبحت ظلها .. لا أريد أن أكون نسخة مكررة لما آلت إليه عمتي .. أريد أن أكون أنا من بيديه القرار و أنا من يحدد اتجاهاتي .. أرفض أن أُركن على حافة الطريق إلى أن يعود لي فارسي .. أو أن أتطاول و أطلق على نفسي شهيدة في معركة حب خاسرة .. لا أريد أن أكون الأم المثالية أريد أن أكون أنا لو كان في هذا كل الأنانية !


تلقيت رسالة نصية على هاتفي النقال و المرسل " هي " ..
تطالبني بتحمل مسؤولياتي المتمثلة في أبنائي .. أبنائي أنا و كأنها تعني أن لا أبناء لها مني !!
المضحك المبكي أن هي من أصرت على إنجابهم بينما أنا لم أكن أشعر بأي حاجة لأن أكون أب .. هي من أرادت لي أن أتقمص دور الأب بينما تتقمص هي دور الأم بكل بساطة .. و الحقيقة أن الأبوة و الأمومة براء مِنا ...
لم أقدم لهم أكثر مما قد يقدمه محسن .. و لم تقدم هي لهم إلا الإقامة في رحمها لتسعة أشهر !!
.. أطفالنا ضحايا.. و نحن الجناة !!
*
عذبي مخاطبا أبنه عبدالله : وين أختك ؟

عبودي بصوت يشحن به ما يعرفه عن الرجوله : فطوم مثل الجهال تبجي ما تبي تخلي ماما ..

عذبي يمسح على رأس أبنه : و أنت ما تبي ماما ..

عبودي يميل شفتيه للأسفل : هي ما تبينا ..

عذبي بنبرة شاجبة : منو يقول .. ماما تحبكم بس تبيكم تعيشون في بيت أكبر و كل واحد منكم يكون له غرفة .. بيت خوالكم صغير و مالكم فيه مكان ..

عبودي ببراءه : حتى هي لها في بيتنا غرفة .. ليش ما تجي معانا ..

عذبي احتار با الرد : روح لفطوم و قول لها إذا جت معانا بوديها
فانتسي لاند و تختار اللعبه اللي تبيها ..

*

وصايف بنبرة تشجيع : شفتي بابا بيوديج تشترين ألعاب جديده ..

فطوم التي غرقت وجنتيها با الدمع تعبر بنبرة مبحوحة عن حاجتها لأحضان والدتها : أنا ما أبي ألعاب أنا أبي أنام عندج ..

وصايف لم تعد قادرة على التماسك تحتضن أبنتها الباكية مجددا : خلاص حبيبتي لا تبجين .. عبودي روح قول لبابا فطوم بتنام عندي الليلة و أنا بوديها المدرسة بكره و با الطلعه تجون تاخذونها ..

*
باءت أول محاولاتي لبدء صفحة جديدة با الفشل ..
إن كنت قدرت على التملص من اكبر أخطائي و تطلقت من عذبي فا التملص من حقيقة أني أم جدا صعب ..
هم ليسوا جمادات يمكن لي أن أغير مكانها من دون أن تتأثر و لا مشاعر خاصه بي يمكن لي نفيها و إدعاء موتها ! .. هم أرواح بريئة و أنا المسئولة كليا عنهم ..
نعم مهما حاولت ان أجر عذبي و أضعه على رأس هذه المسئولية إلا أنني اعترف على الأقل بيني و بين نفسي أنه انا من عليه أن يتحمل المسؤولية كلها ..
أنا من كنت أعرف يقينا بهشاشة وضعي معه .. و أنا من كنت أسد الثغرات و أحاول بكل جهدي أن أستحوذ على انتباهه بينما كان هو
يتملص من يدي كل ما أتيحت له الفرصة ليهرب بعيدا لحيث أخاف أن يبقى للأبد !
و الأطفال ..
هم الوسيلة و آخر ورقة لعبت بها و ها هي تُلعب ضدي عندما قررت أن أقلب الطاولة !
*
.... من ذاكرة وصايف .....

وصايف بنبرة حزينة : أحسك ما تبي شي يربطنا ..

عذبي المتشاغل با التلفاز : يعني معقول وحده مثلج متعلمه تفكر تفكير العجايز .. يعني اللي بيربطنا في بعض هم العيال !!

وصايف تقترب لتجلس بجانبه : لا طبعا .. بس الأطفال نتاج طبيعي لأي زواج قائم على الحب .. وإلا هذا بعد كلام قديم و ما يصلح ..

عذبي با نبرته المعسولة : يصلح مع بعض التعديل .. تونا متزوجين و نحتاج كل الوقت اللي بيدنا عشان نكون مع بعض بروحنا . فا ليش نجيب لنا اللي يلهينا و ياخذ كل وقتنا ..

وصايف بنبرة تحمل إستغراب : عذبي الله يهداك وين تونا متزوجين .. صارلنا ثلاث سنين ..

عذبي يتناول كفها ليطبع قبله عميقة في وسطها : شفتي شلون ثلاث سنين و للحين ما شبعت منج لدرجة أحس تونا متزوجين و انتي تبين تجيبين اللي يشغلج عني ؟!!

وصايف بحالمية : تحبني ؟

عذبي يرفع حاجبه مستنكرا : هذا سؤال ينسأل .. أنتِ تدرين بغلاتج من غير ما أتكلم .. انتِ حلمي اللي تحقق ..

وصايف تباغته : أجل رد لي الدين و حقق لي حلمي .. أبي أصير أم
*
حقق لي تحت الإلحاح ما أطلقت عليه حلم و أنا كاذبه .. كنت فقط أريد أن أربطه بي .. فا كل كلماته العاطفية التي كان يلقيها بشكل روتيني لدرجة أني بت أحفظ ترتيبها أصبحت تخيفني .. نعم خفت بان مشاعره تجاهي أصبحت مستهلكة و أنه لم يعد يشعر بأي إثارة معي و هو المغامر و المحب لكل ما هو جديد .. هو الذي يعشق التغيير و يصبوا دوما لاقتناء ما هو غريب !َ
و لعجزي عن الاستمرار في التلون لإرضائه اخترت أن أحارب من أجل راحتي ..أردت أن أخلق له دور جديد من خلاله يمكن لي أن أستحوذ على اهتمامه من دون أي عناء .. فأطفالي سيكونون أدواتي و سلاحي .. لكن كم كنت مخطأة ..
أنجبتهم لأتوه أنا و لا أعرف أي دور علي أن أملأ .. وعذبي الذي كره ان يكون أب لم يمارس دوره إلا تحت ضغط ضميره المعذب .. يااا كم كانت حياتي معه نضال .. سلب مني الفرح و زرعت في قلبه التعاسه ..
و كم تبدوا الذكريات قريبه ..
تعاسته التي طغت على كل تقاسيم وجهه الوسيم يوم ولادة ردينه
مازالت محفورة بذاكرتي ..

*
. من ذاكرة وصايف ...

*
*

وصايف بحماس و هي ترضع مولودتها : حبيبي ها المره بسميها على اسم خالتي .. ردينه .. شرايك ؟

عذبي المتشاغل بهاتفه النقال : شمعنى ها المره و قبلها فطوم ..

وصايف تدافع عن نفسها : فطوم سماها خالي و إلا أنا كنت ناوية أسميها على أمك ..

عذبي بعدم اهتمام : ردينه و إلا فاطمة كله مثل بعض ما تفرق ..

وصايف التي حاولت أن تتغاضى عن بروده و لم تفلح : أنت شفيك محزن و كأن معزينك في غالي ..

عذبي بغضب مكبوت طفح على السطح : لا حول و لا قوة إلا با الله .. يعني يا أحب راسج و اقول مشكوره حبيبتي اللي سميتيها على أمي و إلا أطلع محزن ..

وصايف هي الأخرى تظهر غضبها لتهاجم : أنت شنو مشكلتك .. المفروض اللحين طاير من الوناسه تشكر الله و تحمده اللي ربي رزقك طفلة كاملة و بصحة و بعافية بدال ما أنت ماد البوز و قاعد عندي كأنك تأدي واجب ..

عذبي بنبرة هجومية : تبين تعرفين شنو مشكلتي .. مشكلتي أنج مو راضيه تفهمين أن ضميري يعذبني .. أنا ما عندي وقت أصير أب و انتي سطرتيهم ثلاث في حضني ..

وصايف : و ليش ضميرك يعذبك ؟!! .. أحد قايل لك أرضعهم و إلا اسهر معاهم الليل .. وجودك معاهم لو ساعه في اليوم يكفي إلا إذا هذا بعد مان فيه ..

عذبي يقف : ما راح ابد تفهميني .. اهم شي تسوين اللي براسج ..

*
و تأزمت الأمور و أصبحت حياتنا أصعب و لم يعد هناك أي تقارب
.. دوما مني و منهم كان يهرب و دوما كنت أنا وراءه أحاول اصطياده و تذكيره بدوره الذي دوما يذكرني بأني أنا من فرضته عليه ..

*
معهم أعرف أن لا يمكن لي إلا أن أفكر بهم .. و أن من المنطقي و الطبيعي أن يكونوا أهم علي من نفسي ... لكن في أحيان كثيرة وجدت أهوائي تغلبني .. فكم من مره فضلت هواياتي و نشاطاتي التي أخذتني خارج الوطن لأسابيع على البقاء معهم .. حتى عندما كانوا في أشد لحظاتهم ضعفا في أيام المرض وجدت أن من المرهق لنفسي التواجد بقربهم و دوما بررت لنفسي بان الترويح عنها لهم أفضل !!
احتجت وقتا طويلا لاستيعاب متطلبات الأبوة .. و عندما فعلت سقطت في دوامة الضمير المعذب .. دوما كنت أشعر با التقصير ..
لكن و ان كرهت ممارسة دور الأب .. إلا أنني أشعر با الأبوة تجاههم !
مشاعر دافئة تغمرني كلما تسابقوا لأحضاني و تنافسوا في طبع قبلاتهم الرقيقة على صفحة خدي الخشنة ..
و قوة عظيمه تنبثق من أعماقي كلما طلبوا مساعدتي في ابسط الأمور .. لا يمكن لي أن أتصور للحظة عدم وجودهم في حياتي حتى و إن شعرت بثقل المسؤولية بتواجدهم !

*
عذبي الذي يحتضن ردينه الصغيره : شسوي فيهم ؟

ردينه الأم : اللحين اللي يسمعك يقول عيالك بيضيعون من دونك و من دون أمهم .. ترى من تولدهم أمهم و هم في حضن المربيات .. ما فرقت اللحين عليهم .. أنت بس كل يوم مرهم ساعه و سولف عليهم و هم ما راح يحسون با الفرق ..

عذبي بأسى : هذا كلام مجازي .. الواقع أنهم عارفين أن الوضع تغير حتى لو حياتهم اليومية ما تغير فيها شي .. حتى لو أنا و أمهم مو مقابلينهم أربع و عشرين ساعة هم يبون يعرفون أن مع بعض و حوالينهم ..

ردينه بلوم : شسوي فيك استعجلت و طلقتها .. أنا قلت لك خلها معلقه و مردها بتجي تقابل عيالها ..

عذبي بضجر : خلصنا من ها الموضوع .. المهم اللحين دوروا وحده تجي أتابع دروسهم و تشرف على المربيات و تكون دينه و تحب الأطفال .. ها المربيات الأجنبيات ما عندي ثقه فيهم ..

ردينه تبتسم : و ليش عاد ها اللفه كلها .. نزوجك يا أبوهم و نحل المشكله ..

عذبي : و منو با ها الوقت اللي بترضى تاخذ عايلة كامله و تتحمل مسؤوليتهم ..

ردينه بحماس الأم : واحد مثلك ما ينعاف أنت بس توكل على الله و أنا ادور لك .

عذبي يلاعب طفلته و يزرع القبلات على أناملها الصغيرة : أنا مالي خاطر في العرس و لا لي خلق مغثه ..

ردينه تتناول فنجان قهوتها : زين خلنا من سالفتك .. شصار على القضيه .. أبي ها المعفن اللي طق أخوك يخيس بسجن ..

عذبي يلتفت على والدته : ابوي ما قالج ؟

ردينه بترقب : شقالي ؟

عذبي : تنازل عن القضيه ..

ردينه تهب للوقوف و بنبره غاضبه : حتى في هذي يدور رضاها ؟!!

عذبي ينزل ردينه على المقعد المخصص لها و يتوجه لوالدته لتهدءتها : لا يروح بالج لبعيد .. أبوي تنازل بسبة أمه العجوز .. أنا حتى كسرت خاطري .. و أصيل و لله الحمد طيب و ذاكرته مثل ما قال الطبيب بترجع بتدريج ..

ردينة تعاود الجلوس و بعد صمت قصير بنبرة مخنوقة بعبرة : ابيك تاخذ ملف أخوك و تراسل أحسن مستشفى للي مثل حالته ..

عذبي يسارع لتقبيل رأس والدته و يضمها : بدون ما توصين هذا اللي سيوته ..

ردينة تشد على خصر أبنها لتضمه بقوة : الله يخليكم لبعض و لا يفرق بينكم ..

عذبي بنظرة ساهية للفراغ : و يخليج لنا يا الغالية ..

*
لا أعرف أمي أن كان بعودة ذاكرة أصيل لن نسارع لخط النهاية حيث الفراق ليس منه فرار .. فما اشك به و في يدي مفاتيحه قد ينهي أواصر الأخوة و يشطر قلبك ليحل الأسى في روح كل من يسكن هذا البيت ..

××
التعامل مع الأطفال جدا متعب ..

لأنهم يحتاجون لطاقة الإيجابية التي مساحتها تقل كلما استحكمت حولنا ضغوط الحياة .. لكن لأننا با النسبة لهم أضخم فا هم مستعدين لتنازل لخوف يسكن أفئدتهم البيضاء من كل ما هو متعملق !
و علي ليس استثناء فا هو طفل في كثير من الأحيان و العناية به صعبة و سهله ... من السهل أن أحبه و أرعاه و أغدق عليه من الحنان الذي لدي منه له الكثير لكن من الصعب أن أتنبأ بأفعاله و أن أقرا أفكاره .. و أن أعرف ماذا يحب و لما يكره و متى تتساوى عنده كل العواطف ...

*
علي : أنا أكلت بس هذي المره . و إلا المره الجايه إذا وداد ما طبخت لي غداي أنسى أني آكل ..

شملان الذي يشارك علي غداءه : يعني مو عاجبك طبخي .. مو كل يوم أجيب لك غدى ألذ من الثاني من أحسن المطاعم و تعيي .. أجل تحمل طبخي ..

علي يلعق أصابعه : أنا أحب طبخ وداد .. متى راح تجي ؟

شملان يتناول كأس العصير ليرتشف بعضا منه : مدري ..

علي يرسل نظراته كا سهم : شلون يعني ما تدري و أنت الأدرى ..

شملان يطلق ضحكه عميقة : صح أنا بايخ و جملتي " انا أدرى " تنرفز بس عاد مو توقف لي على الوحده .. طوف لي ..

علي يخطف كاس العصير من يد شملان : هي معقول تطوف بس لما أكون ورى السور مجنون ..

شملان يعقد حاجبيه : ترى عيب ها الحركة .. قدامك عصيرك ليش تاخذ عصيري من يدي ..

علي يتجرع العصير دفعة واحده ليبتسم ما أن انتهى : أردها لك .. يا أخي كم مره سويتها فيني ..

شملان يبتسم بأسى : ما كنت اسويها نذاله فيك .. تقدر تقول كان فضول .. لأن أمي الله يرحمها كانت تنبه علي انا با الذات أن ها العصير لعلي لحد يقرب منه و أنا عاد فضولي قاتل كنت بعرف و شا الزود في عصيرك اللي أمي تحطه بأحسن كاس .. و اللي يضحك للحين ماني عارف شنو السر ..

علي و هو يدقق النظر با الكأس و يقلبه بين يديه : أنا أعرف السر ..

شملان الذي شك أن علي عاد لهلوسته : يله خليني أعطيك دواك ..

علي بعد أن تناول دوائه : شملان تذكر أمي لما كنت أمرض و أرفض آخذ دواي شنو تسوي ..

شملان : أي .. كانت تعطينياه و تقولك خلاص بياخذه شملان ..

علي : و أغار أنا و أقول عطيني دواي أنا المريض ..

شملان يبتسم بخجل : يااااااااااااااا شلون ما جى في بالي .. كاس العصير كان خدعه ..

علي با أبتسامة نصر : زين يعني مو بس أنا اللي كنت أغار .

*
قليلة هذه اللحظات التي يعود علي فيها من عمق الظلمات ..
و قليلة هي الساعات التي أشعر به كأخ . .و صديق .. لا كا عبأ
أتحاشى أن يلمحني أحد و أنا أحمله على ظهري ..
اشتياقي له مركب ..
فأنا في معظم الوقت في حالة انتظار .. أنتظر أن يعود علي أخي و يشاطرني الوقت حيث صفاء ذهنه يذكرني بمعنى أخ .. عضيد .. رفيق ..
و في أوقات أخرى أعتقد أن رجوع عقله لعنه ..
فما أن يعاود عقله للمغيب حتى أشعر با الحزن و الوحدة من جديد و في كل مره يبدوا الشعور اشد وطأة و أثقل .. كأني لم أعتده و في كل مره علي أن أتقبله و أتأقلم معه مره أخرى ..
و في كل مره أعود لمكاني الكئيب محمل بذكريات جديدة ناضجة مازالت تنبض بها الحياة .. و كم من مره وددت لو أشاركها مع وضوح و كم من مره نهرت نفسي .. فا وضوح ليست بحاجة لألم جديد .. وضوح التي كلما سردت قصه كان علي أحد أركانها حتى أغدقت بغزير الدمع خدها .. وضوح التي أخبرتني لمرات عدة أن ما يخفف عليها أن ذاكرتها أصبحت عجوز تنسى التفاصيل و ترسم من جديد ما يلاءم رغباتها .. فا هي ترى علي دوما متوقدا بذكائه ينافس الكل في حل الأحجيات و يرخي له السمع كل من أحب عجيب المفردات .. تنفي ذاكرة وضوح علي المجنون و تعمقها ذاكرتي ! ..
علي الذي هذا الصباح كاد أن يقتلني و أنا غارق في نوم عميق صحوت منه و أنا أمد يدي لحنجرتي لأخلصها من ضغط أنامله لأعيد لها القدرة على تنفس الأوكسجين ..

و أول شخص غزى فكري حالما أستسلم علي للمهدئات هو سالم ..
لابد أنه أصيب برعب يضاعف ما شعرت به و أنا أحارب من أجل حياتي .. فا كيف به و هو الضعيف و ليس بجانبه إلا أخت بنيتها الضعيفة لا تنافس قوة روحها .. لابد آن كلاهما محظوظ لأنهم لازالا على قيد الحياة .. نعم .. لا ألوم وداد على الهروب بأخيها فا أنا قبلها هربت با أخي لخوفي عليه من الأذى ..
لكن الأيام القليلة التي أمضيتها كليا إلى جانب علي و شلت كل نشاطاتي و عرقلت عملي ذكرتني بأني في حاجة ماسة لمساعدتهم
أريد أن يعودوا قبل أن افقد عقلي و يصبح علي وحيدا !
و على الرغم من معرفتي أنها سوف تطالبني ببعض التنازلات إلا أنني سرا على أتم الاستعداد لأي تنازل يعيدني لدائرة العقلاء !
لكن لم أسارع في البحث عنها ظنا مني أنها سوف تحاول ان تصل إلي.. و بمرور يومان فقط ستكون أمامي راجية عفوي بعد أن لوعتها الحياة التي لم تعتد مواجهتها وحيدة .. و عندها ستكون تنازلاتي با القدر المعقول .. لكن الأسبوع شارف على نهايته و وداد ما زالت مختفية !
لكن تأخرها لم يؤثر في ثقتي بنفسي لأنه عندما يتعلق الأمر بتتبع آثار التعساء " أنا الأدرى " ..
و لأن هناك ما زال شيء بداخلي متيقن بأنه مازال يعرف وداد جيدا
راهنت بأنها اتجهت للمكان الذي تعتقد أنه مسقط رأس كل أحبتها

*
وداد : قلت لك أبي الطلاق و أخوك أنت ملزوم فيه أنا مالي شغل .

شملان يجول بعينيه في المكان : زين خلينا من علي .. أنتِ و سالم مرتاحين هني ؟

سالم الذي كان يقف بجانب وداد سارع للإجابة : لا مو مرتاحين هني أنا أبي أرد البيت معاك بس أخوك هذا أربطه لا يذبحنا .

وداد تنهر سالم : رده ما راح نرد سواء ربط أخوه أو أطلق سراحه

شملان : زين خليكم في بيتكم .. انا أبي تقعدين معاه بس فا النهار لين أرد من الدوام ..

وداد با إصرار : قلت لك ما بي أخوك في حياتنا و لا يمكن أرد ..

شملان بنبرة حادة : شنو اللي تبينه يا وداد ؟ .. أكيد لقيتي في الدفتر شي تعتقدين أنه بيقوي موقفج ..

وداد حدت لسانها لتنطق بكل ما تعتقد : أنا موقفي قوي و لا تعتقد اني ضعفت بها الكم الورقة اللي وقعتني عليهم .. و علي بكبره إدانة لك و تزويجه لي أكبر جريمة سويتها ... مهما استقويت ترى الحقيقة أقوى ..

شملان يبتسم بخبث لينفث السم بهدوء غلف نبرته : أنا يا وداد أقدر الليلة أسلط عليج كلاب الشوارع و أقدر في ها اللحظة آخذ الدفتر منج و أقدر أنفي كل التهم خاصة أن علي في مكانه الجديد لا يمكن أنتِ و لا غيرج يلقاه .. وقتها محد راح يخسر إلا أنتِ ..

وداد بتحدي الضعفاء : يوم أنك مستقوي ليش تهدد .. روح نفذ اللي قلت عليه ..

شملان يرسل نظره لسالم الذي أنكمش مما سمع : عشان أنا عارف شعورج . أنتِ راح تسوين كل شي عشان تحمين أخوج و انا با المثل و مفروض تفهمين ها الشي .. كلنا في ها الوضع ممكن نخسر و ممكن نربح .. و لج الخيار ..

وداد برجاء : يا أخي أعتقنا أنا ماني متكلمه و لا قايله شي بس خلاص ما ابي أي علاقة في أخوك ..

شملان بمهادنة إستجابة لنبرتها : زين أنا ما ابي منج تعاملين مع علي و لا تقربين صوبه انا أبي بس تكونين في البيت في النهار و لما أرد من الدوام أنا اللي راح أوكله و أعطيه أدويته ..

وداد مازالت تحاول برجاء : و أنا عندي حل أفضل عطه منوم لين تجي من الدوام و فكني يا اخي ..

شملان : و إذا صار لي شي ؟ .. علي راح يموت و هو مسجون في مكانه .. أبي أحد يكون في البيت معاه عشان يكون حلقة الوصل
.. فكري زين .. و تأكدي أن لكل شي مقابل .. برمم لج بيتج و بعطيج معاش و سياره توديج و تجيبج ..

وداد بدأت تعيد التفكير : زين خلني أفكر ..

شملان بصرامة : ما عندي وقت.. انا معطل أشغالي صارلي أسبوع . .أبي ردج الحين .. و ابي الدفتر بعد الحين ..

وداد تلتفت لسالم : روح جيب الدفتر ..

سالم بنرة مضطربة : قطعته و قطيته في الزبالة ..

شملان بشك : أكيد يا سالم قطعته ؟

سالم يؤشر على أخته : مو هذي سوت لي قصه عشان أخذته حتى صارت تناديني يا البواق .. عاد قطعته عشان تفكني .. و أصلا ما فيه ورق باقي عشان علي يكتب فيه .. أشتر له دفتر جديد ..

وداد التي شكت في نبرة أخيها جاوبت شملان لتلهيه : شملان أنا موافقه بس ترى بقعد في البيت بس الصبح على طلعة المدارس أمشي ..

شملان بإصرار : لما أجي أنت تروحين .. هذا الأتفاق ..

وداد مستسلمة : الله يعين ..









لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:48 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.