آخر 10 مشاركات
على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          1056 - الفتاة المتمردة - كارول مورتيمر - دار م. النحاس (الكاتـب : Topaz. - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          203 - كذبة اسمها الحب - ليليان بيك (تصوير جديد ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-14, 05:46 PM   #41

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم
البارت التاسع والعشرون
,
,

المملكة العربية السعودية – الرياض
مطار الملك خالد الدولي
الثانية مساءً
شدّ على يدها وهو يقول بعطف
: يلا حبيبتي
نهضت بتعب وسارت معه , انتهيا من اجراءات الوصول وخرجا ليجدَا فيصل بانتظارهما
حينَ رآها
ودّ لو يقطع الثواني التي تفصل بينه وبينَ عناقها
ودّ لو كانَ له جناحان ليصِل اليها
ودّ لو أنّ رفّة جفنٍ تمر ليجدها أمامه
أسرع اليها بلهفة
ليجذبها الى صدره بقوة
وهو يتنفس بعنف
شقيقته !
كم يتمنى أن يصرخ باسمها
ان يخبر العالم أجمع انّ شقيقته في حضنه الآن
كانت تشهق بقوة وهي تتشبث به بغير تصديق
ثلاثةُ أعوامٍ يا فيصل مرّت كمرور الجنازةِ على قلوبِ الفاقدين
ثلاثةُ أعوامٍ يا أخي , جُلدت روحي بسياطٍ من شوقٍ كجمرةٍ ملتهبة
ثلاثةُ أعوامٍ يا شقيقي ! يا شطر قلبي
منّ الله عليّ ليهبني عمرًا وألتقيك
منّ الله عليّ ليوصلني الى الرياض دون أن أموت من شدة اللهفة والاشتياق
أبعدها عنه لينظر الى عينيها وهو يهتف بغير تصديق
: لين !
قالت بعذاب
: يا روحها انت
ضمّها اليه مجددًا وهو يتأوّه
ما اقسى صفعاتِ الحياة يا صغيرتي
في الأمسِ كنّا نلهو في باحةِ منزلنا
أشاكسكُ وأسرقُ ألعابك
لتشتكي الى أبينا منّي
فيعنفني ويحرمني من مصروفي او لُعبي
كبرنا وليتنا لم نفعل !
لتشتت الحياةُ شملنا
لتعصفَ بنا رياح الفقد
لتخطفكِ الأيام من بيننا , بلا حول ولا قوةٍ منّا !
قال خالد ببحة
: يلا نمشي
ابتعد فيصل وهو يزدرد ريقه حتى لا يبكي
: اليوم الصبح طلعنا امي من المستشفى
قال خالد باستنكار
: شلون طلعتوها ؟ تعبانة !
رفعَ كتفيه
: ما رضت والله , قعدت لنا ركبة ونص الّا تردّوني البيت , وتراها معصبة منك , تقول انا مريضة وهو مدري وين طس
أحاط كتفي شقيقته بذراعه وابتسم
: اذا شافت وين كنت طاس بترضى
ساروا جميعًا الى البوابة ليذهبوا الى المنزل
حين وصلوا شهقت لين بتعب
: بيتنناا
ابتسم خالد وفتح لها الباب
حينها فُتح باب المنزلِ بقوة
ليشهق بندر
: وصلتوا !
اندفع الى شقيقته التي رمت بحقيبتها أرضًا وطارت اليه
رفعها عن الأرض وهو يتلمسها ويهتف
: يا ابوي وامي وقبيلتي وربعي وهلي , يممما قلبي , رججعتييي
شهقت بقوة وهي تشد عليه وتبكي
: يا عين ابوي يا بندر , يا روح اختك يا بندر , رجعت يا بندددر , شوفني رجعت والله
دفعهما فيصل بخفةٍ الى داخلِ المنزل وهو يضحك ببحة
: فضحتونا
أنزلها بندر وأبعدها قليلًا
سحب نقاب وجهها وهو يمسح على وجهها
: يا بعد طوايفه وهله والله , حيّ هالشوفة , حيّ ذي الطلّة
خبأت وجهها في صدره وهي تهتف
: الحمد لله , الحمد لله
ابعدها أخيرًا بعد ان أشبع روحه المتعبة
قال خالد بهدوء
: يلا ندخل
سحبت نفسًا مرتجفًا الى جوفها
سترَى والدتها أخيرًا
تشعر بالموتِ يُحلق بأجنحته حولها
كانت تدعو برجاءٍ في نفسها
يارب , أمهلني دقيقةً واحدة فقط لأعانقها
لأشمّ رائحتها
لأسمع صوتها
فقط دقيقة يا الله أمرغ وجهي في صدرها الذي حُرمت منه
دقيقةٌ يا الله لأروي عطشي
سارت بارتجاف مع أشقائها الثلاثة
بندر يتقدمهم
ألقى نظرةً في الصالة ولم يجدها
نادى
: يمه ؟
قالت بتعبٍ واضح
: تعال
عقد خالد حاجبيه متضايقًا من وقوفها في المطبخ رغمَ مرضها
أما لين
فلم تستطع حبس شهقتها في صدرها
أطلقتها وهي ترتجف
حثّها فيصل على السير
دخلت الى المطبخ وكادت تسقط بغير تصديق
قال خالد بحنان
: شلونك الحين يمه ؟
التفتت اليه لتردّ
لكنّها ظلّت صامتة حين رأتها
أغمضت عينيها وقالت بهمس
: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
فتحت عينيها لتراها لا تزال أمامها
كفّها الأيمن على فمها لتحبس شهقاتها
ودموعها على جانبي وجهها
وكتفيها يهتزان من عنفُ البكاء
قالت ام خالد بهلوسة
: خالد ! انا نايمة ؟
قال بحنان
: لا يا روح خالد
اقتربت لتقول
: اشوف لين ! يا روح امك يا لين من شوقي قمت أتخيلها
قالت لين ببكاءٍ وعذاب
: يــمــه
شهقت ام خالد وهي تُشيرُ اليها
: اسمع صوتها والله , تشوفونها !
اندفعت لين الى حضن والدتها بانهيار وهي تهتف
: يممممه
تلمستها ام خالد ودموعها تنهمر وتقول
: يا عيالي ردّوا علي , وش اللي اشوفه ! بنيتي ولا أتخيلها !
قال فيصل ببحة
: يمه هذه لين جابها خالد
شهقت بقوة وهي تضمّها وتبكي
: يا عيال والله لين في حضني , لين في حضننني
كانت لين تشهق بقوة
مرّت خمسون ثانية وهي على صدرِ والدتها
حتى شعرت بالدوار , واختلّ توازنها
ابتسمت بضعف
دقيقةً أخرى يا الله !
دقيقة واحدة فقط !
لم تحملها قدميها وسقطت صريعة وجسدها ذابل
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
شهق بلا تصديقٍ وهتف
: صـــقـــر !!!
اندفع اليه ليعانقه بقوة
أغمض صقر عينيه بقوة وهو يشدُّ على شقيقه
شقيقُه الوحيد !
عضيده
يشعر بنبضات قلب عبد الله تخترق ثيابه لتسكن في قلبه
يشعر بعتابه من قوةِ ضمّه له
يشعر بتنفسه العنيف يحرق رقبته وجانب وجهه
كان عبد الله عاجزًا عن التحدُث
عاجزًا عن أيِّ شيءٍ سوى احتضان شقيقه بكلِّ قوّته
خطرت له رتيل وهو في أوج مشاعره الملتهبة لشقيقه
ابتعد عنه بعجلة وهو يقول بلا تصديق
: صقر رجعت !
دخل الى المنزل ليهتف
: يمممما صقر رجع
خرجت والدته من المطبخ بشهقة
: وش تقول ؟
التفتت نصف التفاتة ليدخل بطوله الفارع
شهقت وتراجعت دون أن تنظر اليه , ظنًا منها أنّه رجلٌ غريب ليقول عبد الله بعذاب
: هذا صقر يمممه
شهقت وعاد تنظر اليه
نعم والله انّه ابني !
ابني الذي فارقني شابًّا ليعودَ لي كهلًا
ابني الذي أستودعته الله لثمانيةِ أعوام
تغيّر كلُّ ما فيه
تغيّر ابني !
لم يعد ذاكَ الذي ضممته صغيرًا
ولقنته الأدب
وانتظرته لأعوام
هزّت رأسها بعجز
: هذا انت يمه ؟
قال ببحة عميقة
: هذا انا يمه !
انكب على رأسها يُقبله ويضمّها اليه بقوةٍ , وهو يشعر بتعبٍ لا منتهٍ
كانَ عبد الله ينظرُ اليهما حتى تذكر رتيل
صعد بسرعة الى غرفتها
طرق الباب طرقاتٍ متتالية
كانت تُصلي
كبّرت بصوتٍ عالٍ علّه يهدأ
لكنّه لم يتوقف
أنهت صلاتها ونهضت وهي تضع نقابها وتهتف قبل أن تفتح الباب
: عبد الله وش فيه
هتف
: صقر رجع يا رتيل , صصقر تحححت
شهقت وهي تضعُ كفّها على شفتيها
تركها عبد الله ونزل ليقف في آخر درجتين من الدرج
الويلُ لكَ يا عبد الله !
أصادقٌ أنتَ فيما تقول !
ام تعبث بقلبي المرهق !
هل عاد لون السماء !
وربيع الأزهار !
هل عاد تغريدُ الطيور الشجي
هل عادت الأعياد والأفراح !
هل آن للحياة أن تُزهر !!
فتحت الباب وجرَت الى الأسفل
توقفت في منصف الدرج على كلمةِ عمّتها التي أوقفت كلّ خليةٍ فيها
التي أوقفت اندفاعها
التي صفعتها بكلّ قسوة
,
حينَ ابتعد عن والدته بعد دقائق من اللقاء الشجي
رفعت والدته رأسها وهي تمسح أدمعها
لتعقد حاجبيها استغرابًا
قالت بتساؤل
: من ذي ؟
قال بهدوء
: زوجتي
,
توقفت في منصف الدرج على كلمةِ عمّتها التي أوقفت كلّ خليةٍ فيها
التي أوقفت اندفاعها
التي صفعتها بكلّ قسوة
كلماتُ عمّتها المصدومة
: تـزوجـت يـا صـقـر ؟!
جحظت عينيها وارتدت خطواتها الى الوراء
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
: انت من مسلطك علي !
جلس أمامه وهو يمسك بناصيته ويقولُ بحقد
: من مسلطني عليك ؟! مسلطني عليك اللي سلطك على صـقـر قبل ثمان سنوات يالخسيس
جحظت عينيه
واختنقت أحرفه من قوة الصدمة
صفعه ذياب بكلِّ قوته
: أشوفك سكّت ؟ ما عليه اسكت كثر ما تبي , لكن والله يا راشد بتشوف جهنم
قال راشد برجفة , حينَ أدركَ أنّه هالكٌ لا محالة
: لولوة وش صار عليها
ابتسم ذياب بسخرية
: انت غبي لدرجة ما شفتها في احد , الصورة حقة لولوة في مبنى القناة , وعمري ما دخلتها شقتي !
أغمض عينيه بندم
يالِ غبائه
نهض ذياب ونادى بصوتٍ عالٍ
:.....
,
,
المملكة العربية السعودية - الرياض
-
طفلةٌ رضيعة
وضعوني بين كفّيه وهو صبيّ
وقالوا هي لك , أطلق على زوجتك اسمًا يليقُ بِك
وعلّمها كيف تكون , ارسم لها خطًا تسير به
دعّها تعتاد عليكُ , تحتمي بِك وتلجأ اليك
وازرعها كما البذرة , وعندما تنمو , اقطفها فهي تعنيك
كبرت طفلته حتى وجبَ عليها الابتعاد عنه , سنةً بعد سنة
ويردد على أسماعي بأنّي زوجته , بأنّه سيعود
والدي ذاك , سيعودُ لي , سيحتضنني
سيعبثُ بِشعري الذي طالَ كثيرًا
سيرَى شموخ أنفي , واتساع عَيّني وكثافةَ أهدابي
سيُقبّلُ جبيني اللُجين , سيُطفِأُ لهيب الحنين
سيروي ضمَأ السنين
سيعود من أسماني , لأليقَ بِه , ليرتبطَ اسمي باسمه
من علمني الحياة , من علمني كيف أخطو , كيف أنطق
كيف أحلم , من علمني كيف أعيشُ الحياةَ بِحُبّه , وأعيشها من زاويته
هو , وهو فقط !
وقد عادَ حقًا , بعدَ ما مضت السنون
وبينَ يديه طفلة , وخلفَ كتفيه زوجة !
سرَقت روحي , وأبقت لي جسدًا , لا حاجة لي بِه
قد عاد غائبي , أبي , زوجي !
عاد وقد وجدَ بديلًا عنّي , وقد نسيَّ أمري تمامًا
ولكنني لم أنسَه لحظة !
من أينَ سأمحوه , من عمري الذي مضى وهو ينتظره !
من اسمي الذي يعنيه !
من قلبي الذي حملَ حُبّه !
من ذكرياتي التي تمتلأ بِه !
من مُستقبله الذي رسَمَه لي !
منّي انا ,
وانا قد كنتُ من أملاكه !

*بِ قَلم , عزف الذكريات .
-
: تـزوجـت يـا صـقـر ؟!
جحظت عينيها وارتدت خطواتها الى الوراء
شعرت بأحدٍ ما يرفعها عاليًا ثمّ يهوي بها الى قاعِ الأرض بقسوة
شعرت بصفعةٍ تُسقطها صريعة
شعرت بالموت يتسلل الى قلبها , من أطراف قدميها !
اختلّ توازنها لتتهاوى تدريجيًا
,
قال بهدوءٍ تام
: ايه تزوجت , ثمان سنوات مو قليلة !
صرخت به والدته
: واللي تنتظرك من ثمان سنوات ؟!
حينها صرخ عبد الله
: رتـيـل
التفت بحدة , وام صقر كذلك
قالت بخوف
: شفيها
قال عبد الله باضطراب
: يما طاحت من طولها
اقتربت وهي تهتف
: شيلها عبد الله جيبها هنا
قال بحدة
: لا تلمسها
صرخت به والدته
: انت اسكت ولا كلمة
حملها عبد الله محرجًا , ومضطربًا , ومرتبكًا
وضعها على الأريكة لتقترب منها ام صقر
: يمه رتيل وش صار لك , رتيل ردّي علي
حاول الاقتراب ليصدّه عبد الله بقسوة
قالت ام صقر
: شيلها للسيارة بسرعة
قال عبد الله باضطراب
: يمه شلون اشيلها
قالت بغضب
: والله ما يلمسها
أسرعت ام صقر الى غرفتها وسحبت عباءتان ونزلت بسرعة
رمت عباءةً على رتيل كيفما اتفق ليحملها عبد الله ويسير أمام والدته
قال صقر بغضب
: وقف , شلون تخلينه يشيلها ؟
قالت والدته بحدة
: اقسم بالله يحلّ عليك غضبي لو لحقتنا
خرجت خلفهما وأغلقت الباب بعنف
,
,


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 23-01-14, 05:48 PM   #42

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


المملكة العربية السعودية – الرياض
طرق الباب وهو يكادُ يهرب من أمامه !
مرّت ثوانٍ ليُفتح ويشهق الشاب
: أحـــــمـــــــد
اتسم ابتسامةً هزيلة , ليندفع اليه الفتى وهو يهتف بلا تصديق
: وين كنت , وش صار فيك ! دوّرنا عليك في كل مكان
تنفس برجفة
ابتعد عنه وهو يقول بتعب
: قلّط يوسف لا تخليه يمشي
: من يوسف ؟
أشار له برأسه خارجًا ودخل الى المنزل
كانت امرأةٌ عجوز تجلس في الصالة
حينَ شعرت بحركةِ أحدهم بقربِ الغرفة قالت
: من اللي عند الباب يا حامد ؟
قال بحنان
: يمه !
رفعت رأسها لتشهق
: احمد ! يا عين يعقوب اللي ارتدت بصيرة ! يا رحمة الله يا رحممة الله
اقترب منها واجلس على ركبتيه أمامها ليضمها وهي تهتف ببكاء
: يا رحمة الله , يااربي يا حبيبي ردّيت لي وليدي
على وقعِ الصراخ خرجت من غرفتها لتشهق وهي تتراجع
التفت اليها ونهض
جرت اليه وعانقته بقوّة
كانت تشد عليه وهي تبكي ولا تنطقُ بشيء
كان مبتسمًا بتعبٍ فحسب
ليسمع فوضى قريبة
التفت اليها وأغمض عينيه بحسرة
ثم جلس على ركبة وثنى الأخرى وهو يقول ببحة
: تالا ! تعالي يا بابا
نظرت الى والدتها التي كانت تبكي , قالت والدتها
: هذا بابا ! تعالي
ازدردت ريقها ثم قالت
: بابا ! اشتقت لك !
انطلقت اليه ليعانقها بقوّةٍ وكأنّه سيدخلها في جسده وهو يتنهد بحسرةٍ وتعب وهزَل
,
جلس يوسف في مجلسِ المنزل المتواضع
كان مبتسمًا ابتسامةً بسيطة وهو يسمع أصواتهم
ابتسم حامد وهو يمدُّ له بالقهوة
: حيّاك الله
قال يوسف محرجًا
: اعذرني أشغلتك عن أخوك
قال حامد
: ما عليك بس قولّي وش سالفته وين كانت وش صار عليه !
قال يوسف بهدوء
: لقيته قبل سنتين في حادث على طريق الشرقية , وديته للمستشفى وقعدت عنده والّا أهلي يكلموني ضروري أرجع حايل , ما قدرت أتركه أخذته ويوم فاق الّا هو فاقد الذاكرة , من ساعات رجعت له وعلى طول مسكنا خط الرياض
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة مساءً
لم تحملها قدميها وسقطت صريعة وجسدها ذابل
شهقت والدتها وهي تقول
: لين , لين يممه
اقترب خالد بخوف ليسندها اليه
لكنّها لم تكن تتحرك البتّه
رفعها وخرج من المطبخ ليشير له بندر الى الأريكة
وضعها واقترب بندر ليرفع قدمها الى الأعلى
كانت والدتهم تولول وتبكي بجنون
قال فيصل ليهدئها
: يا يمه سمّي بالرحمن , اذكري الله
: بنتييي بتروووح منييي وانا ما شفتهاا
: يمممه ما فيها شي يمكنّه ضغطها نزل
بخّ بندر عطرًا مركزًا على ظاهر كفّه وقربها الى أنفِ لين
مرّت ثوانٍ لتفتحَ عينيها ببطئ
قالت بأنين
: يمه
مسحت والدتها على شعرها وهي تبكي
: يا قلب امك
نهضت بتعب والتفتت اليها لتقول ببكاء
: يمه , يا روحي يا يمه
القت بجسدها على صدرِ والدتها وهي تبكي
كانت والدتها تضمّها بقوّة بشهقاتٍ متتالية
جلس الثلاثة أرضًا مكتفين بالنظر اليهما
مرّ الوقت ليقول فيصل بسخرية
: خلاص عاد , طولتوها
ضحكا خالد وبندر
ابتعدت لين عن صدر والدتها وهي تنظرُ اليها ووالدتها تمسح بأصابعها على وجهها
: رجعتي لأمك ! ردّيتي لي يا قلب امك
ابتسمت لين من بين أدمعها وهي تقبّل كفّ والدتها
نهض بندر ليقول
: يمه خذيتي دواك ؟
قالت بابتسامة
: هذا دواي جاني
ابتسم بندر وذهب لإحضار دواء والدته
نهض خالد ليُهيئ لوالدته متكًأ
: الطبيب قال لازم ترتاحين راحة تامة ولا بتتعبين زيادة
أمسك بيدها بلطفٍ لتستلقي
ونهض فيصل وهو يقول ساخرًا
: اجل انا بسوي قهوة , وبندر يجيب عشا , وبعدين نجلس ونهمز لكم الله يطول عمركم
ضحكوا منه
اقتربت لين لتستلقي بجوار والدته وتدفن وجهها في صدرها وهي تقول بحنين
: ضميني يمه , مشتاقة لك !
قبّلت والدتها رأسها وهي تمسح أدمعها
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
نزل الدرجات بسرعة وهو يحمل الحقائب
فتح باب المنزل ليجد والده أمامه
قال والده برجاء
: وليد خلني أكلمك !
قال بغبن
: الله فوقك , انا مالي حيلة عليك انت ابوي واخاف الله ان سويت لك شي , لكن ربي وربك الله انت ظالمني وربي يشهد وربي محرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرم
قال والده بصوتٍ متعب
: اطلب مني أي شي وسامحني ! طلبتك يا وليد
تركه دونَ أن يجيبه وخرج من المنزل
نزلت ملاك لتقف بخوفٍ أمام والدها
قال والدها
: تعالي أسلم عليك
اقتربت بتردد ليدخلَ وليد ويقول بحدة
: ملاك على السيارة
: خلني أسلم عليها !
: قلت لك يحرم عليك شوفتي وشوفتها , والله ما تسلم عليها , يلا ملاك
سارت ملاك وهي تبكي بخوف
تشعر بالضياع
مالذي يحصل !
لمَ كل هذا التشنج ! لمَ وليد غاضب !
كانت حصونُ قلبها تنهار
كانت تعيش بسلام مالذي حصل اليوم
الصراخ يُخيفها
تخشاه الى حدّ الهلع
سارت مع وليد وهي تتمنى سؤاله لكنّها خائفةٌ من غضبه !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الخامسة مساءً
جلسَ بتعبٍ على الأريكة وهو يزفر
جلست أمامه برجفة
ما كلّ هذه الفوضى !
قالت بتردد
: شصاير !
قال بمزاجٍ لا يسمح للنقاش
: مها يرحم لي والديك لا تفتحين لي أي سيرة الحين , بعدين نتفاهم
سمعَ صوتَ الباب الخارجي ليقف ويلتفت ناحيته
دخلت قبل والدها وتأففت حينَ رأت نور غرفة الضيوف مضاء
اقتربت لتغلقه , لكنّها تراجعت حين رأت رجلًا
وظنته من أصدقاء عبد الله
ناداها بلهفة
: دالــيــا
نظرت اليه بتعجب
أمعنّت النظر لتشهق وهي تضع يدها على شفتيها
هتفت بلا تصديق
: صــــقـــر
جرت إليه وألقت بجسدها في حضنه وهي تشهق بالبكاء وتتلمسه غيرَ مُصدقة
: صقر ! صقققر صقر ! رجعت يا اخووووي رجعت يا روحححي انت يمماا يا بعد عيني يا رجا قلبي , آآآه صققر رججعت رجعت يا اخووي
حملها عن الأرض وضمّها بكلِّ قوته وهو مغمضٌ عينيه ويتنفس بقوة
قال بحرارة
: يا روح اخوك , كبرتي يا رجا عيني , كبرتي داليا ! يا ويلي وش سوى فينا الزمن ! ضيّعنا يا اخوك ضيّعنا
نزلت وهي تهتف ببحة
: رتيل ! رتيل اكيد بتطير من الفرح بناديها أكيد انها في غرفتها
خرجت على عجل لتصادف والدها وتهتف بعذاب
: يبه صققر هنناا
فتح عينيه بصدمة وقبل أن يلتفت الى الغرفة كان صقر قد ضمّه بقوة
شهق ورفع يديه ليضمّ ابنه
وجرت داليا الى الأعلى تبحثُ عن رتيل !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
نهض ذياب ونادى بصوتٍ عالٍ
: يا ســـــــــعـــــــــد
مرّت ثوانٍ ليدخلَ سعد بطوله الفارع
قال بهدوء
: لبيه
جحظت عيني راشد بجنون
ابتسم ذياب بخبث وهو ينظرُ اليه
: وش رايك ؟
هزّ رأسه بلا تصديق
قال ذياب بعد ان زفر
: سعد نزلوا له أكل وخلّوه يصلي واطلع وقفل الباب وراك , انا عندي شغل ضروري بطلع
قال سعد بحقد
: طلبتك يا ذياب
ضحك ذياب وهو يعلم مالذي يريده
: عطيتك
أومأ سعد برأسه ناحية راشد
ضحكَ ذياب بصخب وقال
: طيب بس لا تطول , ومثل ما قلتلك اكل وصلاة وتربطه مرة ثانية وتطلع وتقفل الباب , خلك نبيه يا سعد
: لا توصي حريص
خرج ذياب ليقترب سعد من راشد بوعيد
: وأخيرًا بصفي حسابي معاك يا ابن الكلب
قال راشد بهزل
: ابوي ميّت لا تغلط عليه
صمتَ سعد لثوانٍ ثم قال
: استغفر الله , اقصد انت الكلب ماهو ابوك
جلسَ أمامه ينظر اليه ببرود
ثم صفعه بقسوة
تأوّه راشد ليمسك سعد بشعره بعنف وهو يقول ساخرًا
: لا بدري عليك تتألم يا خسيس
ظلّ راشد صامتًا
قال سعد
: انا ما ادري شلون أبدأ فيك , مو عارف من أي ذنب ابدأ أصفي حسابي معاك , خطفت من عمري ثمان سنوات يا ظالم , ثمان سنوات كان الحين مدخل عيالي للمدارس ! كان الحين انا بأكبر وظيفة وأحسن راتب ! تركت جامعتي وتركت البنت اللي كنت أبيها ! تزوجت وعندها عيال الحين , الحين انا بدون شهادة متخيل ؟ الحين انا عمري ضاع من تحت راسك ! خطفت ثمان سنوات من أعمارنا بأنانيتك ووصاختك ونجاستك , لأي درجة قلبك ميّت عشان تخطف أيامنا , عشان تعيش على حسابنا ! ذياب اخوي عدّى سبع وثلاثين ! متخيّل ؟ رجال كبير الشيب غزى راسه وللحين ما تزوج , للحين على رتبته في شغله ما أخذ ترقية ! ذياب انحرم من امي ثمان سنوات ! صقر انحرم من عائلته كلّها ثمان سنوات , صقر مرض وتعب وانسجن وتغرب ! لأنّك انت وعمك تبون كذا , ترك زوجته طفلة ترك اخوه واخته الوحيدين ترك عيال عمه , امّه ابوه ! والله يا راشد لا تشوف الظيم , والله يا راشد لا تلقى ظلمك , حسبيّ الله عليك , والله انّي ناوي عليك نيّة قشرة لكن صقر محلفني ومحلف ذياب ما نسوي لك شي – صمت لثوانٍ ليقول بسخرية – صقر ! ابو راجح طويل العمر اللي اشتغلت عنده حارس شخصي ! جاك يومك يا ظالم , والله بتتمنى انك ترجع ثمان سنوات ورى ولا تشوف السعودية بعينك
نهض وبصق بجوار قدمه وخرج
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
اتصل على علي وهو يقود السيارة
ردّ علي أخيرًا
قال بسرعة
: علي جيب عمتي واطلع على المستشفى
قال علي بخوف
: وش صاير ؟
: توصل هناك وأعلمك , لا تتأخر بسرعة
أخبره عن المشفى وأغلق الهاتف
وصلَ ونزل لينادي على الطوارئ
أحضروا سريرًا متحركًا حُملت عليه
مرّت عشرُ دقائق ليصلَ علي مع والدته
اقتربا بخوف ليقول علي
: عبد الله وقفت قلبي وش فيه
قال بتردد
: صقر رجع
قالت ام علي بصدمة
: وش صار في رتيل ؟
ازدرد ريقه
: رجع ومعاه زوجته ! ورتيل طاحت ما ندري وش جاها
صُعقا علي ووالدته
مرّت ثوانٍ ليقول علي بغضب
: حسبيّ الله عليه
قالت ام علي بِصبر
: اسكت يا علي
خرج الطبيب ليسرعوا اليه
قال بهدوء
: البنت جايها انهيار عصبي ! اضافةً الى سوء التغذية !
انهمرت أدمعُ ام علي وام صقر
قال الطبيب
: لازم تراعونها وتنتبهون لها عشان لا يجيها اكتئاب حاد بعيد الشر
قال علي ببحة
: متى نقدر نطلعها ؟
: ما في مشكلة من الحين تطلع , بس لازم لها رعاية واهتمام
دخلن ام علي وام صقر ومعهن علي
اقتربت ام علي لتمسح على رأسها
فتحت عينيها ببطئ
كانوا متأبهين لأيّ ردّة فعل
وأول ردات الفعل المتوقعة , هستيريا وصراخٌ وانهيار !
لكنّها كانت صامتة تنظر اليهم وفقط
قالت ببحة
: يمه !
قالت ام علي بانكسار
: هلا يمه
اعتدلت في جلستها لتقول
: يلا نروح البيت
قالت ام علي بحسرة
: يلا يمه , يلا نروح البيت
نزلت من السرير بتعب وارتدت العباءة
قالت ام صقر بصوتٍ بُحّ من البكاء
: سامحيني يا رتيل , الله يحفظك يا بنتي
قبّلت رتيل رأسها بهدوء
: مع السلامة خالتي
أسندها علي اليه وسارت معه
حينَ خرجت رأت عبد الله
قال بتردد
: الحمد لله على السلامة
قالت بعد صمت
: مع السلامة عبد الله
علِم عبد الله أنّه الوداع !
لم تكن نبرةَ رتيل , ولا نظرتها
كانت مختلفة
كانت منكسرة !
كانت مودّعة
قال بغصة
: الله يحفظك يا بنت عمي , انا اخوك يا رتيل ومتى ما احتجتيني انا حاضر
قالت بهدوء
: ما تقصر , اخواني موجودين الله لا يحوجني لأحد
أولته ظهرها لتسير مع أخيها
طعنته بكلماتها !
طالما كنتُ انا أخاكِ
طالما بكيتي أمامي !
وكم كنتُ قريبًا منكِ
الآن تأخذينني بذنبٍ ليسَ ذنبي !
الآن تُقصينني !
زفر بانكسار
نعم ينكسرُ لأجلها
ينكسرُ لجرحها
يتألم لألمها
أليست أخته الثانية !
سار مع والدته خارجًا من المشفى
,
,
الى الملتقى



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-03-14, 03:09 PM   #43

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الثلاثون
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
منتصف الليل
كانت تجلس مع اشقائها ووالدتها
قال خالد بحنان
: يمه قومي نامي انتي تعبانة
قالت بارهاق وبصوتٍ منخفض
: ابي اجلس معكم
قبّلت لين رأسها
: قومي حبيبتي ارتاحي , بكرة ان شالله نجلس مع بعض
صمتت
لتنهض لين وتوصلها الى غرفتها
عادت الى أشقائها
بعد برهة باغتها فيصل بسؤال
: لين ليش خلعتي جاسم
رفعت رأسها اليه بسرعة
شعرت بالجرح الذي أمضت ثلاثة أعوام لتخيطه , ينفتق بانسيابية مع سؤال شقيقها
من أنطقك يا فيصل لتقتل شقيقتك !
ظلّت صامتة ليقول هو
: نبي نكون على بيّنة , انتي مو غشيمة وتدرين انهم في أي لحظة بيطبون علينا , لازم نعرف نحاججهم
صمتت لثوانٍ , قبل أن تسرد لهم ما حدث
بأنفاسٍ مرهقة , وقلبٍ متعب
وأطرافها ترتجف
تحدثت بأدق التفاصيل
وببحةٍ عميقة
وبجرحٍ في قلبها لم يبرأ بعد
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السابعة مساءً
تركتها امّها في غرفتها وأغلقت الباب ونزلت الى ابنائها
قالت هديل بخوف
: يمه وش صاير ؟ شفيها رتيل
قالت والدتها ببحة
: صقر رجع ومتزوج
شهقت هديل بصدمة
صمتت لثوانٍ قبل ان تقول بغضبٍ وحرقة
: حسبيّ الله عليه , الله لا يوفقه , الله لا يفتحها بوجهه
نهرها علي
: هديل اقصري صوتك لا اقوم اطلع حرّتي فيك
خرجت من الغرفة ولا زالت تصرخ وتشتم وتدعو
في غرفتها
كانت مستلقيةً على جانبها الأيمن
راحةُ يدها تحت خدّها
وعينيها مفتوحتين
تُحدّقان في الفراغ
وتسمع صوتَ هديل الغاضب
طُرقَ بابُ المنزل
ليفتحه تركي ويعقد حاجبيه
: هلا والله
دخل وليد ومن خلفه ملاك بصمتٍ تام
قالت ام علي بخوف
: وش صاير لكم !
هزّ رأسه نفيًا ثم قال
: بنجلس عندكم كم يوم لين ألقى شقة وأضبطها وننتقل لها
لم تحملها قدميها , جلست وقالت
: وليد وش صاير !
: ولا شي خالتي , بس عفت الشرقية
قالت ملاك برجفة
: صارت مصيبة بينه وبين ابوي
نهرها وليد
: ملاك ولا كلمة
قال علي بغضب
: وش هالمصايب اللي تتحاذف علينا
التفت اليه وليد
: وش صاير ؟
قالت هديل بغضب
: الكلب رجع ومتزوج على رتيل علّه ما يربح
شهقا وليد وملاك
وفورًا غرقت عيني ملاك بالدمع
قال تركي بتهديد
: والله يا هديل
قاطعته بحدة
: عاجبك ! عاجبك سواته بأختك ؟ ولا رتيل ما لها قيمة ولا لها مكانة عشان يتزوج عليها الشايب الحقير ذا
قال وليد بغضب
: حاسبي الفاضك
تركتهم وصعدت الى غرفتها وهي تبكي بحرقة
وكأنّ مصاب رتيل أصاب قلبها
لا تستطيع تخيّل مدى شناعة احساس رتيل
كم تتألم
كم قلبها موجوع
كيف استطاع فعل ذلك بها !
كيف يدمّر قلبها الصغير الذي لا يعرف سواه !
نهض وليد وقال بهدوء
: تركي امش معاي بطلع اتمشى شوي
نهض تركي معه بصمت
وهو يشعر أنّ مكروهًا أصابه
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
جلست بانهيارٍ وقالت
: وش يعني !
قالت والدتها بحسرة
: ما ظنّتي بترجع مرة ثانية , البنت عيونها تقول ما لها رجعة
صرخت داليا ببحة
: ليش سوى كذا !
رفعت كتفيها والدتها بقلة حيلة
حينها دخل عبد الله وهاتفه في يده
: كلمني يقول ودّى زوجته الفندق وبيرجع بعد شوي
ضربت ام صقر فخذيها بحسرة
: يا ويلي عليك يا صقر , فارقتني وانت ولدي ورجعت وانا ما اعرفك
قال ابو صقر بعد صمتٍ طويل
: ماني مصدق انّ صقر سوى كذا !
صمتوا
لم يعرفوا بمَ يجيبونه
هم أيضًا يحتاجون الى اجابة !
كيف يفعل صقر ذلك !
صقر الذي يتنفس الحياة من خلال عائلته
صقر الذي يبصر بعين عائلته
صقر ! الذي ينبض قلبه بقربِ رتيله
كيف يقسو ذاك القلبُ الحاني
كيف يجفو , أعذب احساسٍ وأسمى ما في الحب من معانِ !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية صباحًا
جلس وقال محرجًا
: والله ما له داعي , انام في فندق وباتسر اتيسر لحايل
قال أحمد يعاتبه
: عيب عليك , انا جلست في بيتك سنة وانت منت راضي تبات عندي ليلة
: احراج علي وعلى هلك يا عمر افهمني
ابتسم بهدوء وقال
: اسمي احمد , ابو تالا , وما فيها احراج كل تبن ونام لا تصدع بي
ضحك يوسف ولم يُجبه
خرج أحمد من الغرفة ليلتقي بشقيقه
: حامد شوف وش يبي وودّه له , بابي وباب امي مقفلين , اذا بغى يطلع للحمام او شي ياخذ راحته
ابتسم حامد وهزّ رأسه ايجابًا
توجّه الى غرفته ليستلقي على السرير
اقتربت منه وأراحت رأسها الى صدره
قبّل رأسها بصمت
قالت بخفوت
: اشتقت لك
ابتسم ولم يُجبها
فُتح الباب لتنهض بسرعة
قالت بتساؤل
: وش تبين ؟
اقتربت لتقول
: بنام عند بابا
: بابا تعبان يبي ينام بكرة تجلسين معاه
اعتدل في جلسته ومدّ لها بذراعه
: خليها , تعالي يا بابا
اقتربت منه ليضعها بجواره ويستلقي مجددًا وهو يضمّها ويتنفس عبير شعرها
ابتسمت زوجته واستلقت معهما وهي تشعرُ بالراحة
أغمض عينيه لينام
وهاجمته أنمار بشراسة
ابتسامتها الرقيقة
شعرها المتمرد
صوتها الفاتن
أغمض عينيه بقوّة
اذهبي !
قد ارهقتني والله
لا استطيع , والله لا استطيع
هذه ابنتي , ابنة تسعِ أعوام
وهذه زوجتي التي لم يعرف قلبها سواي
وامي امرأةٌ عجوز
وشقيقي شابٌ لا يدبر من أمره شيئًا دون الرجوع لي
عائلتي التي أعولها
ان دخلتي اليها ستتشتت !
اخرجي من رأسي أرجوكِ !
لا تحاصريني بابتسامتكِ وتزيدي عليّ همّي !
لا تُحمليني وزركِ يا أنمار !
يا حديقة قلبي الذابلة !
يا حبيبتي التي وُلد حُبها في الظلام , وسَيُقتلُ فيه !
,
,
على سفحِ جبلٍ يبعدُ كيلومترات عن ضجة الرياض
التفت اليه بلا تصديق
: صادق انت !
قال بحرقة
: ما توقعتها منّه ! توقعت يكذب في كل شي الّا الموت ! حرق قلبي يا تركي
ظلّ تركي صامتًا
يشعر بالغضب لكنّه ان أظهره زادَ على ابنِ خالته
حاول التخفيف عنه بكلماتٍ لا تُسمنُ ولا تغني من جوع !
سأله بعد برهة
: بتقول لأمي ؟
: لا , يكفي وش صار فيها يوم قلت لها ان امي ميتة , ويمكن ما الاقي امي اذا دورتها ! ما ابي أعطي خالتي أمل ويخيب
: ولا بترجع لأبوك ؟
قال بغضب
: حرام بالله ما يشوف وجهي , والله ماهو مسموح عساه يلقاها بآخرته
كان يقسو بكلماتٍ تخدشه قبل أن تخرج !
لكنّ قلبه يتألم
روحه تحتضر !
كيف " لأبٍ " أن يقتل ابنه !
بكره
وفرحته الأولى كما يُقال
أبي
لمَ لمْ يكن أبي كباقي الآباء
أبًا يُحبني , يرحمني
أبًا بأضعفِ الايمان لا يقتلني !!
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثامنة مساءً
جلس أمامه وقال بهدوء
: ما ودي انّك تتعبني , عندي شغل كثير وابيك تتعاون معي
نظرَ اليه بصمت
ليتابع ذياب
: الحين بتصل على جدّك ابو غانم , بتقول له ينزل للسعودية هو وكل العائلة معاه
قال راشد بخوف
: ليش ؟
قال ذياب ساخرًا
: مشتاقين لشوفتهم
لم يُجبه راشد ليقول ذياب ببرود
: كلّهم بيتحاكمون
: انا المسؤول الوحيد !
: راشد لا تدوخني وتصدع لي راسي , ترا اللي فيني مكفيني وان ما ساعدتني ببساطة أفرغ المسدس براسك ونخلص من ذي السالفة
قال برجاء
: والله ما لهم شغل اهلي , انا المسؤول الوحيد
تأفف ذياب
: احنا لازم نعيد ونزيد , قلت لك الكل بيتحاكم , الّا زوجة صقر طالعة منها
ازدرد راشد ريقه وهو يرى ذياب يُهيأ سلاحه ويحشوه بارودًا
اتصل ذياب على ابو غانم وفتح مكبر الصوت
ووضع فوهة المسدس على رأس راشد
ابتسم بهدوء
: تقول له صايرتلك مشكلة وضروري كلهم يجون , أي كلمة زيادة يُؤسفني اشوف نقط دمّك النجسة في بدرومي الطاهر
ردّ الجد ابو غانم بصوتٍ ثقيل
: الو
قال راشد بضعف
: يدّي
: هلا راشد , وينك ؟
: يدّي انا بالسعودية طلع لي شغل , وصارت لي مشكلة
تأفف الجد
: شمسوي بعد
: يدّي ضروري اتيي انت والكل , لا تخلي أحد من عايلتنا باستراليا
: شتخربط انت !
أغلق ذياب الهاتف وابتسم
: شطور رشودي
نهض من مكانه ونادى على سعد الذي أتى بملل
: هلا
: كلمني صقر قال زوجته بالفندق وهو بينتظر عندها لين يوصله فريق حماية عشان يطلع لبيت أهله
: وش يسوي بفريق الحماية ! خلاص تركنا استراليا !
: هو قلق يقول يمكن احد لاحقنا او شي , المهم كلم فايز ويطلعون فرقة للفندق اثنين عند الغرفة وثلاثة تحت في الرسبشن
هزّ رأسه بطاعة ثم قال
: كلمتوا ابو غانم ؟
هزّ رأسه ايجابًا
: رشودي كان مطيع ومتعاون
ابتسم سعد بشماتة وتركهم خارجًا
,
أغلق أزارير ثوبه وحمل هاتفه متوجهًا الى غرفة الجلوس
تبعته وهي تقول بتوتر
: رد علي ! شنو صاير شهاللوية !
قال بهدوء
: مو وقته
: حبـ..
قاطعها بابتسامة
: خلاص تقدرين تناديني باسمي
قالت بلا تصديق
: اناديك مسفر !
قال بحدة
: صقر
ازدردت ريقها وجلست مقابلةً له , قالت برجاء
: فهمني الله يخليك , انا خايفة !
ابتسم برفق
: مها وش فيك ! تخافين وانتي معي ؟
قالت بهمس
: فهمني شصاير , منو هذيل اللي رحنا لهم ؟
: اهلي
: والبنت اللي طاحت ؟
صمتَ لثوانٍ , ثم قال بنبرةٍ غريبة
: زوجتي
شهقت وجحظت عينيها
ظلّت صامتة , ليقول بهدوء
: وش فيك ؟
نهضت لتصرخ
: شنو شفيني ! انا اوّل مرة من سنين أدري انك ريّال متزوج , شتتوقع بصفق لك يعني !
قال ببرود
: هذاك عرفتي وش صار , وحاسبي صوتك
رغمًا عنها بكت
جلست بارهاق
: ليتني ما ييت وياك , انا من ييت مو مرتاحة , كل شوي طالعين ناس يصارخون جنّك مفقود
ضحك بعمق
: طيب وانا ايش اجل ؟
التفتت اليه بعدم فهم
رنّ هاتفه ليعلمونه انّ فريق الحماية يقوم بعمله الآن
أغلق هاتفه ونهض
: انا رايح لأهلي , أي شي تحتاجينه الحرس عند الباب
نهضت بهلع
: لا تتركني بروحي
: قلت لك الحرس برى وانتي جالسة في فندق امان , انا لازم اروح
قبّل جبينها وهمس
: لا تزعلين مني , كثير اشياء تصير غصب عننا
تركها وخرج
,
,
الممكلة العربية السعودية – الرياض
عقِب أذانِ الفجر بدقائق
طرق باب غرفة شقيقه ودخل
: تركي , تركي قوم صلاة
همهم تركي ليقول علي
: قوم لا تعلّ قلبي , وانزل صحّي وليد
خرج من الغرفة ليطرق باب غرفة هديل مرارًا وهو ينادي
: هديل , ملاك , بنات قوموا صلاة
ظلّ يطرق حتى أتاه صوتُ ملاك خاملًا
: خلاص قمت
توجه الى غرفةِ والدته وأوقظها ثم الى غرفة رتيل
دخل بهدوء وأضاء الغرفة بنورٍ خفيف
رآها مستلقيةً وتحدّقُ في اللا شيء
اقترب ليجلس بجانبها على سريرها
قال بخفوت
: ما نمتي ؟
قالت ببحة
: لأ
ازدرد ريقه وهو يشعر بسهمٍ من نار يخترقه بقسوة
مسح على شعرها وهو يكاد يبكي من شحوبها وموتِ نبرتها
: ليش
: ما جاني نوم
قبّل جبينها
: قومي صلّي
أومأت بخفة ليخرج من غرفتها هاربًا من نظرتها ومن نبرتها
هاربًا من انهيارها الذي يُصيب قلبه في مقتل
دخلَ الى غرفةِ والدته التي كانت تجلس على سريرها وفي يدها رداء الصلاة تهمّ بارتدائه
قال ببحة
: يمه
رفعت رأسها اليه
: يمه رتيل ما نامت من أمس
حوقلت والدته بهمس
قال بوجع
: روحي شوفيها تطمّني عليها
هزّت رأسها ايجابًا
: ان شالله بس أصلي وأروح لها
أولاها ظهره لينزل ويخرج من المنزل وهو يقول بحرقة
: حسبيّ الله عليك يا صقر
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة صباحًا
خرجت من غرفتها لترى شقيقها أمامها
التفت اليها بحدة وقال
: لا تخطين هذا الباب لو تنقلب الدنيا
وأشار ناحية باب المنزل
قالت بقلق
: بندر وش صاير ؟
قال بحزم
: اسمعي الكلام , لو تنحرق الدنيا ما تخطين هذا الباب
وخرج وأغلقه خلفه
ازدردت ريقها والتفتت الى والدتها
: وش فيه
لم تجبها والدتها واقتربت من الباب لتستمع
سمعت صراخ ابو جاسم
: ابعد يا خالد لا تخليني أأذيك
قال خالد بحزم
: ما بتلمسون شعرة من راسها , ان كنتوا بتوصلون لها تتعدوني أوّل
قال فارس الذي يحمل سلاحًا في يده , بغضب
: ابعد خلنّا نغسل شرفنا , خلنّي ابرد قلبي من هالكلبة
قاطعه فيصل بغضب
: قص بلسانك يا حيوان , ان كنا بنغسل شرفنا فلازم نقصيك من العائلة يا خسيس
اقترب فارس بتهديد
: ابعد من قدامي خالد
قال العمُّ بعدَ صمت
: طيب ما بنسوي لها شي , بس جيبوها نزوجها لفارس
قال بندر بحميّة
: والله لو تلمسون السما ما لكم وصول لها
صرخَ ابو جاسم
: همَاها الكلبة نايمة مع جاسم وهو ماهو زوجها , صارت شريفة على فارس الحين
اندفع أحدهم ليقتله من فرط الغضب
وبحركةٍ غيرِ محسوبة أطلق فارس النار
ليسقط صريعًا في رفّة جفن
شهقوا جميعًا وصرخ ابو جاسم
: وش سووييييت
فُتح الباب على مصارعيه واندفعت منه لين وهي تهتف بأسماء اخوتها
وحين رأته ملقًا على الأرض غارقًا بدمائه صرخت بانهيار
: خــــــــــــــالــــــــ ـــد
جلست بجواره وهي تهتف بجنون
: اخووووووووي وش سويتوا فيييييه , خاااااالد
هربوا بسرعةٍ وخوف , وجُبن !
ظلّ جاسم ينظرُ اليها بلهفة
كم اشتاق اليها
الى صوتها وابتسامتها
يعلم أنّه خسرها الى أبدِ الآبدين
ياه !
كبرتي
تغيرت ملامحكِ
أصبحتِ فاتنةً أكثر من قبل !
ليتني لم أكن يومًا مستهترًا !
ليتني لم أخسركِ , ليتك لم تنسابي من بين يدي وترحلي رغمًا عني
كانت صرخاتها تشقُ السكون
شقيقها الأكبر
الحنون الحبيب العطوف !
ملقًا على الأرض جثةً هامدة
خرجت والدتها كالمجنونة وهي تهتف باسمه غيرَ مصدقة
حينها خرج جاسم خوفًا من انتباه أحدهم له !
في تلك الدقائق الثقيلة , كان وليد يوقف سيارته أمام منزل صديقه واستغرب من الضجة القادمة من المنزل
ترجل من سيارته ودخل الى المنزل وهُلع من منظرهم
هتف بخوف
: وش صاير
قال فيصل بعجلة وهو يرفع خالد عن الأرض ويُبعد لين عنه
: وليد تعال ساعدني
لم يكن وليد قد انتبه أنّ المسجي هذا خالد !
خالد شطر قلبه الثاني
خالد الروح التي تتغذى منها روحه
حين رآه شهق بجنون
: وشش فييييه !!
قال فيصل بغضب
: مو وقته تعال ساعدني
اقترب ليرفعه وهو يرتجف
ركبوا سيارته وقادها بأقصى سرعةٍ الى أقربِ مشفى
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحًا
تلَقّى اتصالًا هاتفيًا وخرج الى باحة المنزل
أنهاه وعاد الى غرفةِ الجلوس
ابتسم لنظراتهم المتهكمة وجلس
قال والده بتعب
: ليش سويت كذا يا صقر
زفر ثم قال
: يبه الله يخليك ويطول عمرك من أمس لليوم ألف مرة سألتني ذا السؤال
: طيب جاوبني !
قال ببساطة
: جاوبتك الف مرة وبجاوبك الحين , انا ما سويت شي يستحق كل هذا , انا رجال صارت لي ظروف اضطرتني أختفي , وشي طبيعي أتزوج , هذه ثمان سنوات ماهي شهر وشهرين !
قال عبد الله بغضب
: طيب فهمّنا وش ظروفك عشان نعرف نعذرك
التفت اليه بحقد
: انت بالذات تسكت
ضحك عبد الله من غير نفس
: هذا اللي هامك ! اني شلتها قدامك ! طيب واللي يقول لك اني ثمان سنوات شايلها , شايل همها وشايل فرحها وحاطها بعيوني ! وش بتسوي ؟
قال بغضب
: عبد الله لا تستفز أعصابي
حينها قالت داليا ببكاء
: تخاف على أعصابك لا يستفزها عبد الله وانت قتلت كل ذرة أعصاب في رتيل ؟ وش القلب اللي عليك ! شلون قدرت تسوي فيها كذا !! رتيل كانت ما تنام الليل من شوقها لك , رتيل كانت ما تلتفت لحياتها من حاجتها لك ! رتيل كانت ميتة وانت مو موجود , ما أقدر أعد كم مرة جرحت نفسها وهي تفكر فيك , كم مرة حرقت نفسها وهي ملتهية فيك كم مرة انهارت من وراك , كم سنة ضاعت من حياتها بسببك !
وضعت كفّيها على وجهها وأجهشت بالبكاء
كانت تبكي بحدةٍ ووجع
كيف لهُ أن يجرح فؤاد رتيل
مجرد تخَيُلها لانهيار رتيل يقتلها
كيف لو رأتها !
لو شعرت بانكسارها !
زفر صقر وسحب شقيقته الى صدره يربت على شعرها
: داليا هدّي حبيبتي , بعدك صغيرة ما تفهمين كل شي , خلاص حبيبتي
قال عبد الله ساخرًا
: داليا بعدها صغيرة , وانا ؟ وامي ؟ وابوي ؟ بعد صغار !
قال ببرود
: نقطنا بسكاتك
نهض عبد الله وهو يقول بحرقةٍ عميقة
: كثر فرحتي برجعتك ودّي انّك ما رجعت , تبكيك طول حياتها مفقود ولا تبكي منك وانت جارحها , انت حتى ما فكرت تراعيها وما تجيب زوجتك من اول يوم , ما فكرت تاخذها لحضنك وتطمنها انك رجعت , انت ذبحتها ! رتيل صار عمرها واحد وعشرين سنة أمس اول مرة في حياتي أشوف منها نظرتها المقتولة , حتى وانت غايب , كان فيها انكسار ماهو خيبة , ما اقدر أدعي عليك يا ولد امي وابوي , ولا أقدر اسامحك على خيبتها , منك لله يا صقر
تركه وصعد الى غرفته
كم كان يشتاق ويتوقُ الى رؤيةِ شقيقه
حتى بعد أن رأوا زوجته , وتركتهم رتيل , كان قد قرر أن لا يتدخل بينهما , وانّه بحاجةٍ الى شقيقه , بحاجةٍ الى عضيده ! يفتقر الى مجالسته ومحاكاته ومعرفة أخباره , يشتاق الى إخباره عن كل ما حدث معه منذ ثمانية أعوام
لكنّ اصراره أنّه لم يُخطأ
اللا مبالاة الظاهرة بوضوح عليه
جعلته ينفجرُ في وجهه
وان كان شقيقه الوحيد , لن يسمح له بإيذاء ابنةِ عمه
الّا رتيل !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانيةَ عشرةَ ظهرًا
هزّ رأسه بصدمة
: فارس ولد عمّك !
هزّ رأسه ايجابًا ومقلتيه محمرتين من حبسه لدموعه !
قال وليد بانهيار
: خالد تعبان والطبيب يقول مستحيل يصحى قبل أيام ! الطلقة جات في كليته جعل ربي يسلط على فارس من يصوب كليته
قال فيصل بغصة
: وبندر راح للقسم قالوا له جاهم البلاغ من عمامي وانّهم متنازلين عن حقهم لأنّ اللي صوّبه من معارفهم وصوّبه بالخطأ
قال وليد بغضب
: على كيفهم الشغلة !
: حاول بندر يشرح لهم قالوا الملف انفتح وتقفل في نص ساعة واللي يتقفل ما ينفتح الّا بأمر من فوق
ظلّ وليد على وضعه لدقائق حتى نهض بانكسار ونظر الى صديقه من الزجاج
قال بهمسٍ يُحرقُ حُنجرته
: عشانك يا ابو وليد , مستعد أذل نفسي وأنسى كسرتي
أولاه ظهره خارجًا من المشفى
أرسل لأخته أنّه قد لا يعود الى منزل خالته اليوم , وسيذهب الى الشرقية وقد يباتُ فيها
ثم انطلق الى الشرقية وهو يضغطُ على نفسه
,
,
الممكة العربية السعودية – الرياض
صكّت وجهها بانهيار
: راح منيي ولدددديييي راااح , ذبححححوه ذبححوك يا روحح اممممك , خاااالدد
بينما كانت لين تجلس في زاوية الغرفة وهي تتكئ بجبينها على أصابعها المرتجفة وأدمعها تبلل وجنتيها
ارتجف فكّها وهي تقول ببحة
: ليتني ما جيت , ياربي تاخذ روحي , ياربي تسامحني وتغفر لي
بعد برهة دخل بندر وجلس بانهيار وهو يقول
: الطبيب يقول ما بيقوم قبل أيام ويمكن ما يقوم !
صرخت والدته بجزع وغطّت لين وجهها تنعى شقيقها بشهقاتها المتتالية
قال بندر وهو يهزّ رأسه
: وعمامي رايحين للقسم ومتنازلين عن حق خالد ! يقولون حنّا عمامه واللي ضربه من معارفنا وماهو قاصد ! ما قدرت أشرح لهم شي قالوا قفلنا الملف خلاص
نهضت لين باندفاعٍ وغضبٍ يَعمِي بصيرتها
: وانت وفيصل بتسكتون ؟! والله ما يروح حق خالد ! فهمهم يا غبي فهمهم انّ المجرمين عمامك هم اللي ذبحوه ! بنندررر رد علييي لا تسسسكت – ضربت صدرها وهي تصرخ بانهيار وتسقط على ركبتيها – حق اخوي ما يروووححح حق اخوي ما يروووح ذبحوا ابوي وذبحوني ورجعوا على خـالـد
اقترب بندر ليضمها بقوة وهو يرجوها بكلماته
: لين بسم الله عليك هدّي اذكري الله – استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ليتلو عليها من الذكر الحكيم علّها تهدأ –
استكانت وهدأت نفسها وهي تتمسك به وتأن بضعف
: لا يروح حق خاللد , تكفى يا بندر
قبّل رأسها وهو يقول
: ما بيروح حق خالد يا روح أخوك , هدّي يا ابوي
,
,
الرابعة عصرًا
دخلت الى غرفتها ورأتها على حالها
تحدق في اللا شيء !
جلست بجانبها وهي تقول بشقاء
: يمه رتيل
لم تجبها ولا بهمهمة
قالت وهي تمسح على شعرها
: ما نمتي ؟
هزّت رأسها نفيًا
: يا يمه لا يصير لك شي ! طيب انزلي كلي لك لقمة تحركي شوي
أغمضت عينيها برفض
دخلت حينها هديل وملاك خلفها
قالت ملاك
: خالتي وليد نزل للشرقية يقول يمكن يبات
جلست هديل أرضًا أمام اختها وقالت
: مطولة على ذي السدحة ؟
لم تجبها
قالت هديل بغضب
: واذا تزوج ؟ بلعنة تلعنه , قومي لا تموتين من الجلسة ذي , انزلي كلي واجلسي معنا
ردعتها والدتها بحدة
: هديل
قاطعت والدتها
: يمه رتيل بتموت على ذي الجلسة ! لا نوم ولا اكل ولا شرب ! على شنو يا حسرة
سحبتها ملاك وهي تهمس بحدة
: بس بسس وش من لسان اللي عليك اختك تعبانة
خرجتا من الغرفة لتقول ام علي برجاء
: قومي رتيل
قالت بانزعاج مبحوح
: اتركيني خلاص , ابي انام
أغمضت عينيها وأولتها ظهرها بتصريحٍ للرفض
زفرت ام علي بيأسٍ ونهضت خارجةً من الغرفة
حينَ أُغلِقَ الباب فتحت عينيها بصمت
كان غددها الدمعية جافةً تمامًا
لم تبكِ أبدًا
لم تصرخ !
لم تتكلم !
لا تعلم بمَ تشعر
كل الذي تُدركه
ألمٌ في قلبها
ألمٌ يدكُ روحها !
المٌ يُشبه سيخًا من نار , يمر بحدةٍ بجوارِ قلبها المكلوم
تشعر بيدين ناعمتين تٌحيطان برقبتها
تبتسمان بِخبثٍ وتَشُدّان من توثيقما لرقبتها كأنهما تجتذبانها الى الموت !
ارتسم على شفتيها طيفُ ابتسامةٍ ميتة
انا قادمةٌ يا أمي !
سأموت , سأتبعكِ يا ماما !
زفرت بتعب وظلّت على حالها
تنظر في الفراغ دون أن يرفّ لها جفن
ولا تفكر في شيء
سوى كيف ستموت !
,
,
السادسة مساءً
تنفست براحة وهي ترمقه بطرف عينيها يضع التمرة في فمه ويتبعها بشربةٍ من فنجانه
ابتسم بهدوء وقال
: كنّك مو مصدقة اني هنا !
ضحكت رغمًا عنها لتقول
: لا والله ماني مصدقة ! طول ما انت نايم اقوم أتأكد هذا انت ولا اتخيل
ضحك ليقول
: حسيت فيك كم مرة , قطعتي علي نومي
قالت بحنان
: اذا صليت المغرب ارجع وحط راسك – زفرت باشتياق – ليت سعود يجي
عقدَ حاجبيه
: امس مالك اتصل عليه ثلاث مرات او اربعة ولا رد عليه
قالت بقلق
: ليه وش صاير عليه ؟
رفعَ كتفيه
: مدري والله , ان شالله برجع اكلمه اليوم
عدّلت حجابها بقلق
: كلم لي عمّك
دون نقاش أخرج هافته واتصل بعمه الذي ردّ بعد ثوانٍ
: هلا
: السلام عليكم ورحمة الله , شلونك يا عم
: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , يا هلا سلطان الله يخليك وش اخبارك
: الله يبقيك , طيبين الحمد لله نسأل عنّك
زفر ليقول
: والله مشاغل ملهيتني , انت وش مسوي باستراليا
: انا في الرياض من امس
: ما شاء الله – ضحك ليقول – تلاقي امي طايرة فيك
ابتسم بمحبة
: ايه ما خلتني انام كل شوي تقوم تتطمن علي
ضحك عمّه دونَ تعليق
قال سلطان
: تبي تكلمك جدتي
قال محرجًا
: متفشل منها والله , عطني اكلمها
مدّ لها بالهاتف لتهتف
: محمد
قال بحنان
: هلا والله
: شلونك ابوي وش اخبارك
: الله يسلمك اسأل عنّك ومشتاق لك
قالت تعاتبه
: تسأل عني ؟ متى سألت عني يالكذوب
ضحك محرجًا
تحدثت اليه لبضع دقائق قبل أن تسأله
: الا ابنشدك عن سعود يقول مالك يتصل عليه ولا يرد
صمت لثوانٍ ثم قال
: سعود !
ضلّ صامتًا ثم زفر وقال
: لا طيّب الحمد لله
قالت بشك
: وش فيه يا محمد ؟ الولد بوه شي ؟!
: لا الله يطول عمرك بخير , بس ناسي جواله في بيت صاحبه
لم تقتنع
: اييه , هو عندك ؟
: لا طالع عنده شغيلة
: دام كذا الله يستر عليه , خلّه يكلمني اذا رجع
: ايه ابشري
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
السادسة مساءً
كان يجلس في سيارته وينظر الى المبنى
قدماه تعاندانه
يأبى النزول
كيف يذهب الى الذي نحره !
كيف تطاوعه نفسه ويدخل على رجلٌ أقسم ان يحرق قلبه عليه بهجره
تنفس بارتجاف وهو يتذكر خالد
شكلُه وهو ملقىً على السرير الأبيض بلا حولٍ ولا قوة
نزل رغمًا عنه وهو يجر قدميه عنوة
دخل الى مؤسسة والده
نهض موظف الاستقبال ليحييه
تجاهله وصعدَ الى الدورِ الرابع
مرّ بالموظف وسأله بتعب
: الوالد موجود ؟
قال الموظف باحترام
: ايه موجود اليوم تأخر على غير العادة
هزّ رأسه ايجابًا وتوجه الى المكتب
طرق الباب ليأتي صوتُ والده
: تفضل
دخل ليجده متكئًا برأسه على أصابعه وهيأته كالمهموم المكروب
قال دون أن يرفع رأسه
: وش فيه ؟
صمتَ لثوانٍ ثم قال ببحة
: انت على كلمتك ؟
رفع رأسه بسرعة ونهض بلا تصديق
: وليد !
قال وليد بانكسار
: خالد مضروب رصاص من ولد عمّه وعمامه سكروا الملف قبل ينفتح وحق خالد بينهضم اذا ما جات واسطة قوية تفتح الملف
قال والده فورًا
: مستعد افتحه وتسامحني
قال بقهر
: اقسم بالله العظيم لو ما طيحة خالد ما جيتك ولا سامحتك في حياتي , افتح الملف
: وتسامحني ؟
قال وليد بسخريةٍ مريرة
: تساومني على حق انسان ! ما عليه ما استغرب منك شي , بسامحك لكن تبعد عني وعن اختي
تهللت أسارير والده ورفع هاتفه ليجري اتصالًا لم يستغرق ثوانٍ حتى أُعطيَ كلمةً أنّ الملفَ سيفتح وستجري التحقيقات كما يجب !
حينها ارتاح وليد
اولى والده ظهره وهو يشعر بحملٍ على قلبه
كم يجب ان نتنازل وننكسر من أجلِ من نحب !
كم مرةً يجب ان نحنذ بأيماننا حتى لا يضيع حقُ من نحب !
كم مرةً نتألم ! بسبب من كان من المفترض ان يُعطينا الدواء ولا يذيقنا مرارةَ الداء !
كم تؤلمني يا ابي
مذ وُلدتُ وحتى اليوم !
كيف اسامحك , واللهِ فوق طاقتي !
انكسرت نفسه وهو يتذكر أنّ خالد يفوق كل شيء !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة مساءً
نزلت الدرج مسرعة وهي مرتديةٌ لعباءتها
هتفت ببكاء
: عبد الله
نهض بفزع
: وش فيييك !
أمسكت به وهي تجهش بالبكاء
: تكفى ودني لرتيل
بهتَ لونُه وقال بهلع
: وش فيها
: اليوم الثالث لها ما تنام ولا تاكل ولا تشرب , يا ويلي عليها بتروح البنت والله
ازدرد ريقه وهو يقول
: يلا يلا مشينا
نهض صقر وهو يخفي توتره
: بجي معكم
قال عبد الله بشراسة
: ما تجي
صرخ به
: عبد الله لا تخليني افجر فيك
نطق والدهما حين تنفس الصعداء بعد خوفه على رتيل
: بنروح كلنا , داليا نادي امك
قال عبد الله بانفعال
: مو كافي بسببه بتموت ! ليش ناخذه معنا ؟
قال صقر يفتعل البرود
: بسلم على عيال عمي وزوجة عمي
صرخت به داليا
: انت ايششش ! قلببكك من ايش مخلووق
تأفف وتركهم خارجًا
,
,
الى الملتقى



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-03-14, 12:11 AM   #44

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الواحد والثلاثون
,
,
استراليا – كانبيرا
العاشرة صباحًا
قالت وهي تضع الأوراق في حقيبتها
: شفيك ؟
رفع كتفيه بابتسامة
: مفيش , امتى ميعاد سفرتكوا ؟
نظرت الى ساعة معصمها
: بعد ساعتين ان شالله
حك رأسه بصمتٍ ثم قال بتردد
: أصلِ...
هزّت رأسها تشجعه ليُكمل
: شنو ؟
تنفس بعمق ثم قال
: بكرة الصبح انا ونبيل راجعين مصر
ابتسمت
: توصلون بالسلامة , ومتى بتردون هني ؟
هزّ رأسه نفيًا
: مش هنرجع تاني
اختفت ابتسامتها لتقول
: شنو يعني !
: خلّص شغلنا هنا ومش هنرجع
ازدردت ريقها ورفّ جفنها بسرعة
ضحكت برجفة وأشاحت بنظرها عنه
: اييه , عيّل الله يوفقكم
مد بيده ليمسك بيدها وهو يقول بهمس
: عائشة
همهمت وهي تشغل نفسها بأوراقها
همس بضيق
: انا آسف
هزّت رأسها نفيًا وهي تضحك
: على شنو تتأسف ! عادي اهي المشاغل تجبرنا على جذي
زفر ثم قال
: مش هتيجي معايا للتصوير النهار ده ؟ فاضل لي مشهد هصوروا دالوأتي وبعد يومين اكمل تصوير في مصر
قالت معتذرة
: ودّي احضر بس ما اقدر عشان موعد الطيارة وجذي
قال متفهمًا
: ماشي مفيش مشكلة – صمت لثوانٍ ثم قال – خدي بالك من نفسك , حتوحشيني اوي
ابتسمت دونَ رد
وهي تداري دمعاتها في محاجر عينيها
ان تتعلق به عامان ثم يرحل !
هذا أمرٌ لا يحتمله قلبها !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الواحدة مساءً
دخل الى المطبخ وقبل ان ينطق حبس كلماته
كانت توليه ظهرها وتتحدث بهمس وهي تضحك
اقترب منها ببطئ وخفة وسحب الهاتف بقوة ليضعه على اذنه
سمع صوتًا انثويًا يضحك ويهمس أيضًا
: عندنا الوضع غير , يقوم مالك كل نص ساعة يلف في البيت ويرجع لامي يقول لها انا رجعت صدق ؟
كسر نظرته ومدّ لها بالهاتف
كانت تبتسم بهدوء
اخذت الهاتف منه وقالت بنبرةٍ مرتجفة
: لينا اكلمك وقت ثاني
صمتت لينا لثوانٍ قبل ان تقول بقلق
: وش فيك ؟
: ما في شي , يلا حبيبتي سلام
ودعتها وأغلقت الهاتف ووضعته جانبًا
ولا تزال عينيها معلقةٌ في عينيه رغم انّه يشيح بنظره عنها
قالت ببحة
: ايه , وش بعد ؟
حمحم واولاها ظهره
قالت بألم
: انا ما اسمح لك
التفت اليها ليقول بحدة
: وتتوقعين اني بنتظر منك تسمحين لي ؟
صرخت به
: انا ماني رؤى ولا...
اخرست كلماتها كفّه القوية التي وضعها على فمِها
قال برجاء وانكسار , وهو يكاد يبكي
: اروى , اروى طلبتكككك يا ارووووى
كانت عينيها مفتوحتين بقوة
وهي تشعر بفكّها يتهشم تحت قوّة كفّ شقيقها
وصوته المرتجف يخترقها ليجعل جسدها كلّه يرتجف
قال ببحةٍ عميقة
: لا تذبحيني يا بنت ابوي , طلبتك لا تذبحين اخوك الوحيد
تراخى جسدها بضعف وسالت دمعتيها بانسيباية لتبللان كفّه
اغمضت عينيها بانكسار
ياه يا سلطان
كلّ ما نام جرحي اوقظته انت
وكلّ ما غفى ألمي أفزعته انت
ابعدت يده عنها وهي تقول بصعوبة
: سلطان !
سحبها الى صدره بضعف وصمت
دخلت جدتهما الى المطبخ وقالت بفزع
: يا وجه الله , وش فيكم !
ابتعدت اروى عنه وتوجهت الى باب المطبخ لتخرج
أمسكت بها جدتها وهي تقول بحدة
: وراك تصيحين
قالت ببحة
: ما في شي يمه
عنفتها
: تكذبين علي يا بنت مساعد ؟
قالت بتعب
: يا يمه قلت لك ما في شي
تملصت من جدتها وخرجت
التفت سلطان ليخرج وسألته جدته
: وش مسوي لاختك ؟
زفر وقال
: ولا شي
صرخت به
: ولا شي , ايه ولا شي بس تشك فيها , يا حيف عليك يا سلطان , دنت نفسك المريضة على اروى ؟ اروى يا اغبر الوجه ؟ اروى اللي ارجل منك واللي قامت بابوك وبي وانت شارد ؟
بصقت أرضًا عند موضع أقدامه واولته ظهرها لتخرج
لكنّها التفتت اليه لتقول بتهديد
: ان وصلني علمٍ عنّك شاك فيها او مزعلها ما تلوم الا نفسك
وتركته خارجة
جلس على اقرب كرسي وهو يتنفس بارتجاف
لا احد يفهمه
ولا احد يعذره
هو المذنب المخطئ الجاني !
ولا يُرى سوى ذنبه
رفع هاتفه ليتصل بمالك الذي ردّ فورًا
قال باقتضاب
: انا انتظرك في المسجد اللي عند البيت لا تتأخر
قال مالك
: ليه وش فيك ؟
: تقدر تجي ولا لأ ؟
صمتَ مالك ثوانٍ ثم قال
: اغير ملابسي واجيك
ودعه وأغلق الهاتف وخرجَ من المنزلِ فورًا
,
,
المملكة المتحدة – تشيلسي
الثانية مساءً
دخل الى غرفتها وقال بزفرة
: عبد العزيز هنا
رفعت رأسها بسرعة
: عرف شي عنّه ؟
لم يجبها وخرج من الغرفة
ارتدت حجابها وتبعته مسرعة
نظرت الى عبد العزيز برجاء
: طمّني عرفت شي !
قال بتعب
: ما خليت احد من اصحابه وزملاءه في العمل الّا سألتهم , كلّهم آخر عهدهم فيه قبل اربع ايام او اكثر !
جلست على الأريكة وهي ترتجف
: يعني شلون ! وين راح ولدي !
جلس زوجها بجانبها
: اذكري الله
قالت السيدة جوليا بتوتر
: ماذا قلت بني ؟
رفع كتفيه بقلة حيلة
: لم يرَه أحد منذ عدةِ ايام !
تأوّهت وهي تفرك جبينها بأصابعها بتوتر
: آوه يا الهي , اين ذهب !! يكاد قلبي يقف من خوفي عليه
مرّت ثوانٍ لتهتف ام سعود
: لين ! ما سألنا لين عنّه
قال عبد العزيز باستياء
: هي بعد مو موجودة من ذاك اليوم
رنّ هاتف ام سعود لترد بالعربية
: هلا
صمتت لثوانٍ ثم نهضت بهلع
: وش فيها !
صمتت مجددًا ثم قالت بارتباك
: خلاص انا بجيها الحين
أغلقت الهاتف لتلتفت الى زوجها وتهمس
: انا بروح لها يقول هاني دخلت في غيبوبة وسوولها صدمات كهربائية لأنّ نبضها ضعيف حيل
هزّ رأسه ايجابًا
: طمنيني عليها
صعدت الى غرفتها وبالها مشغولٌ بقطعتين من قلبها
أحدهما مفقود لا تعلم على أي ارض هو ولا تحت أي سماء !
والأخرى مريضة بين الحياة والممات !
زفرت بارتجاف وهي تهمس بصدق
: يارب
يارب
تُزيح من الهمّ اكثره
تملأ القلب طمأنينة وثقة بالله
تخفف الوجع الذي يُثقل الأرواح
وتبتسم في عمق الضيق لتريح النفس المكلومة
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة وأربعون دقيقة مساءً
قال تركي موجهًا حديثه الى وليد وهما يهمّان بالخروج من المنزل
: وانـ...
ضاعت باقي الأحرف منه وهو يراهم أمامه بعد ان فتح الباب
ابتعدتا داليا وام صقر من امامه واصبح صقر في وجهه تمامًا
ابتسم صقر بشوقٍ كبير
: تركي !
شعر تركي بالدماءِ تفور في رأسه
شعر برغبةٍ لأن يقتله
شعر بأنّه أوقح مخلوقات الله
وأنّه يطبق المثل الذي يقول , يقتل القتيل ويمشي في جنازته !
انقض عليه ليلكمه بقسوة وهو يصرخ
: يا نذل
امسك به وليده وهو يزجره
: تركي تعوذ من ابليس
تراجع صقر من قوة الضربة
وضع يده موضع الالم ثم ضحك
: هذا استقبالك لولد عمّك ؟
صرخ به تركي
: تخسى منت ولد عمي , انت شيطان يمشي على الارض
سمعت ام علي الضوضاء القادمة من عند الباب
اسرعت وهي تقول
: وش صاير !
اوقفها وليد
: عمي ابو صقر وعايلته هنا
تراجعت وهي تقول بحذر
: صقر معاهم ؟
هزّ رأسه ايجابًا
صمتت لثوانٍ ثم زفرت
: دخلهم
التفت اليهم وليد
: تفضلوا حياكم الله
ابتعد عن طريق داليا ووالدتها لتدخلان الى غرفة الجلوس
ودخل ابو صقر وابنيه الى صالة الاستقبال
صعدت هديل الى غرفة رتيل
طرقت الباب بخفةٍ ودخلت
قالت بخفوت
: علي
رفع رأسه ولم يتوقف عن تلاوته
كان يقرأ آيات الله على اخته
قالت هديل
: تعال شوي ابيك
توقف عن القراءة وقال منزعجًا
: وش تبين ؟
: تعال !
: قولي ماني قايم
صمتت لثوانٍ ثم قالت
: في ضيوف لك تحت
: مين ؟
قالت بعصبية
: ضيوف وخلاص , اف
تركته وخرجت
نظر الى رتيل ببلاهة
: وش فيها ذي
كما اعتادها منذ ثلاثةِ ايام
لا يسمع لها صوتٌ أبدًا
نهض من مكانه وخرج من الغرفة ليجدَ داليا أمامه
عقد حاجبيه ولم يتعرف اليها بسبب نقابها
انزلت نقابها ليهلع من منظرها
عينيها محمّرتين كجمرتين
قالت مختنقة
: علي !
زفر وسحبها الى صدره
قال بهمس
: اذكري الله , انتي جاية تهونين عليها ماهو تزيدينها !
اجهشت بالبكاء وهي تقول
: ماني مصدقة ! ليش صقر يسوي فينا كذا ! عليي انا خايفة اكره اخووي
قبّل رأسها ولم يرد
تركها حتى افرغت ما فيها وابتعدت بارادتها عنه
مسح ادمعها وقبّل جبينها قبلةً عميقة
: لا تبكين عندها
هزّت رأسها ايجابًا
نزل لتدخل داليا الى غرفةِ رتيل
,
جلست بعباءتها ونقابها في طرف المجلس
قالت بنبرةٍ ثقيلة
: حيّاك الله يا ابو صقر
قال ابو صقر بهدوء
: الله يبقيك
قال صقر مبتسمًا بمحبة
: شلونك عمتي وش اخبارك ؟ شلون صحتك ؟
قالت بجفاء
: الحمد لله
دخل علي الى المجلس لينهض صقر فورًا
نظرَ اليه علي بحقد
حك صقر رأسه وقال ببلاهة
: سلّم علي اول بعدها كفخني !
قال والده بحدة
: صقر !
ضحك وقال بنبرةٍ ليّنة
: مشتاق لك يا ابو عادل !
قال علي بصدق
: كنت اتمنى يجي اليوم اللي نتجمع فيه مرة ثانية , لكن بعد سواتك تمنيتك متْ ولا رجعت
زفر صقر بهدوء ولم يُجبه
جلس علي وقال
: وش تبي جاي ؟
قال ابو صقر
: انا اللي جاي , وصقر معي
قال علي باحترام
: الحشيمة لك يا عمي
قال ابو صقر لأم علي
: رتيل بنتي يا ام علي !
قالت بحدة
: البيت بيتك وقت ما تبي تشوفها الله يحييك
قال برجاء
: عاشت في حضني ثمان سنوات ولا فيني على فراقها
قالت برفض
: السموحة منك , بنتي في حضني ما لها طلعة
قالت ام صقر بنبرةٍ باكية
: والله البيت بيتها هي الداخلة وحنّا الطالعين , شوفيني اقول لك قدام صقر وابوه , يطلع صقر من البيت وتجي رتيل
قال علي
: رتيل ما لها طلعة من بيت ابوها , واللي تبيه بيصير , هي الى الآن ساكتة
قال ابو صقر
: على راسي كل اللي تبيه
قال عبد الله بعد صمت
: انا من رأيي يطلقها ويتركها تشوف حياتها
توجهت اليه كل الأنظار بحدة
صرخ صقر
: عبد الله
قال عبد الله بغضب
: أي تطلقها , انت متزوج خلها تعيش حياتها
نهض صقر منفعلًا ليقف والده في وجهه
: صقر !
قال بتهديدٍ صريح
: اقسم بالله ماني معديها لك
,
دخلت الى غرفتها بهدوء
كانت مغمضةً عينيها
تنفست داليا بارتجاف ثم قالت
: رتيل
فتحت رتيل عينيها بسرعة واعتدلت في جلستها وهي تهتف
: داليا !
اسرعت داليا اليها لتعانقها بكل قوّتها
هنا انفجرت مشاعر رتيل
هنا شعرت بقلبها ينفطر
وبأدمعها تغسل اسقامها
هنا بكت روحها التي تنازع الموت منذ ثمانيةِ أعوام
هنا نعت قلبها الذي يترقب اما موتًا او لقاءً
هنا عزّت نفسها
انفجرت باكية
ناعية
معزّية
اجهشت في بكاءٍ مرير
وانغمست داليا معها في وجعٍ كجمعِ ديدانٍ غفيرٍ على قلبها
كانتا متعانقتان , تتقاسمان الشهقات القاتلة
دخلت هديل الى الغرفة لتشهق
اقتربت مسرعة وهي تقول بغضب
: داليا يا حمارة
حاولت ابعادها عنها لكنّها تشبثت بها اكثر
قالت رتيل
: آآه , شفتييي يا داليييا شفتيي ! تذكرين لمّا قلت لك هقوتي بموت قبل القاه ! متْ يا دالييييا , متْ قبل يرجع لي صقرري
شهقت داليا وهي تشد عليها
: يا روح داليا انتي , ليته الموت بقلبي يا رتيل ليته بقلبي يا روحي
بكت هديل رغمًا عنها وهي تقول
: داليا بتموتينها ابعدي عنها
ابتعدت رتيل وهي تضرب فخذيها بقوةٍ وحسرة وتصرخ بجنون
: شفتي وش سوّا فيني ! – التفتت الى هديل – شفتيه يا هديل ؟ ليتني ما سكتّك يوم دعيتي عليه يموت , ليتني بكيته ميّت ولا بكيته قاتل ! ليش يذبح رتيل ! وش سوّت له ؟ لأنّها انتظرته ! لأنّها حبتّه ؟
ضربت صدرها ووجهها بانيهارٍ تام وهي لا تدرك ما تفعل
شهقتا داليا وهديل وهما تحاولان تهدئتها
كانت تصرخ وتهذي بغير ادراك
وجعٌ معجونٌ بخيبة , هذا ما تُحقن به اوردتها
كانت تُعبّر عن كمّ الألم الذي يدكُ قلبها
كانت تشعرُ بالاختناق , هي تحاولُ التنفس بكلِ ما تفعله !
,
وصلتهم صرخاتها لتنهض ام علي بجزع
: يمه بنتي
اسرعت صاعدة وعلي وام صقر وابو صقر خلفها بخطواتٍ سريعة
تبعهم صقر ليقف عبد الله في وجهه
: صقر لا تزيدها عليها
قال صقر بغضب
: ابعد بشوفها
,
دخلت ام علي وحاولت عناقها لكنها كانت تتملص منها بقوة
اقترب ابو صقر وهو يقول برجاء
: رتيل بابا
امسك علي بيدها
لكنّ قوّةً لا تعلم مصدرها كانت تحركها
ابعدت الجميع عنها واستمرت في ضرب نفسها والصراخ وكيلِ العتاب والملامة على ذاتها
,
لكمَ شقيقه بقوةٍ وأبعده عن طريقه وصعد الى الأعلى مسرعًا
بسهولة عرف مكانَ الغرفة , من صوتِ صراخها !
دخل واقترب منها بخطواتٍ سريعة
امسك بيدها بقوّة
حاولت التملص منه لم تستطع
رفعت رأسها وصُعقت حين رأته
قال بصوتٍ عالٍ
: اهدي , شششش تعوذي من ابليس
صمتت وهي تتنفس بقوة
تراخى جسدها , وقلل هو من قوّة ضغطه على يدِها
قال بهدوء
: قولي لا اله الّا الله
ظلّت تنظرُ اليه بصمت
طالت الثوانِ وهما يتبادلان النظرات
حتى التفتت الى داليا وقالت ببحةٍ من اثر الصراخ
: صقر !
قالت داليا بخوف
: ايه صقر !!
التفتت اليه وابتسمت بخيبةٍ كبيرة وبتعبٍ يقسو عليها
: تذكر يوم كنت بغرق بسببك وانت انقذتني ؟ هذاني اليوم بموت بسببك بس ما بتقدر تنقذني
قال بنبرةٍ غريبة
: رتيـ... – قطع كلمته ليصرخ وهو يمسك بها – رتيييل
كانت قد تهاوت بين يديه كأنّها قطعةُ ثلجٍ تنصهر
ضرب على خديها بقوةٍ وهو ينادي
: رتــيــل
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
مطار الملك خالد الدولي
منتصف الليل
قال بنبرته الثقيلة والمعتادة
: اقعدوا هني لين نخلص الجوازات واجراءات الوصول
تشبثت لولوة به
: ريلي على ريلك
ابتسم بهدوء
: يبه شلج باللويه ؟ قعدي مع بنات عمج انا هني عند الكاونتر اخلص
هزّت رأسها نفيًا ليستسلم ويسير معها وبجانبه من الجهةِ الأخرى ابنيه
مدّ بجوازات السفر الى الموظف
نظر الموظف الى اسمه ثم اليه , التفت الى الموظف الذي بجانبه وهمس بعدة كلمات
مضت ثوانٍ فقط حتى امتلأت قاعة الوصول برجال الشرطة
اقترب الضابط وقال بهدوء
: ابو غانم انت واللي معك مقبوض عليكم
قال ببرود
: نعم ؟ انا ريّال استرالي ياي زيارة على أي أساس تقبض علي ؟؟
قال الضابط بهدوئه ذاته
: على أساس اختطاف مواطن سعودي قبل ثمان سنوات !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الواحدة بعد منتصف الليل
دخل سعد وبيده الهاتف ليمدّه الى شقيقه
: ذياب كلّم
ردّ بخمول
: هلا
قال الضابط ضاحكًا
: هات البشارة
ابتسم ذياب وقال
: بشّر
قال الضابط بانشراح
: قبل ساعة مسكنا ابو غانم وكلّ اللي معه
هبّ واقفًا وهو يهتف
: تكذب !
ضحك الضابط
: والله صادق , محتجزين عندنا الحين وابو بدر يقول ما بنتصرف لين تجي انت وصقر
رمى ذياب الهاتف جانبًا ليقع ساجدًا شكرًا لله
اخذ سعد الهاتف باستغراب
: وش صاير ؟
ضحك الضابط وقال
: وش فيه ؟
: سجد شكر !
: الحمد لله قبضنا على ابو غانم وعائلته من ساعة
صاح سعد بغير تصديق
: امممممما
: أي والله
صاح به سعد
: يا حمار ليه ما قلت لي وانا مكلمك قبل ذياب
ضحك الضابط
: والله كان ودّي ابشر صقر قبلكم بس ما يرد ومن بعده ذياب
سحب ذياب الهاتف من شقيقه وهو يقول مبتهجًا
: بالله امنعوا عنهم الموية والأكل وربطوا عيونهم وشدّوا يديهم ورى
انفجرا سعد والضابط ضاحكين
ضحك ذياب باستدراك
والتفت الى راشد الذي كان ينظر اليهما بترقب
قال ذياب بخبث
: تبي تعرف ليش فرحانين ؟
قال راشد بقلق
: لا
: لا والله لازم تعرف , حلفت عليك
ضحك سعد وقال
: انا اقول نخليها مفاجأة له ويروح بنفسه يشوفها
هزّ ذياب رأسه
: لساني يحكني لازم اعلمه الحين , اهلك مسكناهم قبل ساعة وكلهم في التوقيف الحين
أغمض راشد عينيه بقوة وحبس شهقةً ملتاعة في صدره
تجاهله ذياب والتفت الى سعد
: نبيل وطارق وش صار عليهم ؟
فتح راشد عينيه بصدمة
قال سعد بهدوء
: بكرة سفرهم لمصر , ويا ويلك من صقر منتظر يشوفك بيطلع عيونك والله
قال ذياب ببرود
: مو مهم وش بيسوي , المهم انّي سويت اللي في راسي
صرخ راشد
: نبيل وطارق شكو ؟
التفت اليه ذياب ضاحكًا
: تذكر كم مرة شفت نبيل وطارق مع بنات عمك وانحرق قلبك ؟ لايقين لبعض كانوا صح ! عمومًا نبيل وطارق اخوياي وكانوا هناك بس عشان يغيضونك والحين رجعوا مصر
صرخ راشد بحرقةٍ وغضب
: الله ياخذك الله لا يوفقك يا حقير , عساها تنرد بعر...
ضاعت باقي الأحرف حينَ أطلق ذياب النار بجانبه
قال ذياب ببرود
: لا تنسى نفسك , اقدر افرغ ذا في راسك اذا تطاولت , خلنا حلوين مع بعض
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثامنة صباحًا
ردّ على هاتفه بتوتر
: وينك يا وليد من امس اتصل عليك !
قال وليد مرهقًا
: انا آسف والله , بنت خالتي طاحت علينا امس وانشغلت كثير
قال فيصل وهو يمسح على شعره
: سلامتها , طيب متى نروح ؟
زفر وليد بتعب
: والله الود ودّي الحين اروح , بس والله مو شايف قدامي
صمتَ فيصل لثوانٍ
واستدرك بها نفسه
فكّر فقط في خالد ولم ينتبه انّ وليد متعبٌ جدًا
قال محرجًا
: خلاص نام وارتاح ومتى ما صحيت كلمني
ودّعه وأغلق الهاتف وفورًا سألته لين
: وش صار معه ؟
: يقول مرة تعبان الحين , ان شالله على العصر نروح , قومي نامي انتي وجهك يخوّف
أراحت رأسها على الأريكة وهي تقول باختناق
: حسبنا الله ونعم الوكيل , مستكثرين فينا الفرح والراحة ! ما مداني اجي الّا طبوا علينا , ياربي انت اللي تقدر عليهم وشايف ظلمهم وتجبرهم وتعاليهم , يارب انت حسبي , فوضت امري وهمّي اليك
مسحت دمعتيها ونهضت الى غرفتها
زفر فيصل بهمّ
لا يزال خالد في غيبوبته
ولولا والد وليد كان سيضيع حقّه كما ضاع حقُّ لين من قبل !
استلقى على الأريكة وباله مشغول
حتى سرقه النوم ليريحه قليلًا !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحًا
وضع حقيبته في السيارة والتفت الى احمد
قال احمد مبتسمًا
: نورتنا والله
ضحك وهو يقول
: والله ماني مصدق انّ ذاكرتك رجعت ورديت لهلك ! وش بسوي من غيرك في حايل , بفقدك والله يا عمر
ضحك احمد وقال
: وبعدين مع عمر ذا
ابتسم يوسف فحسب
يعلم انّ عمر سيفتقده اكثر منه !
لكنّ الأمر يؤلمه لذا لا يخوض فيه
قال احمد بعد ثوانٍ من الصمت , وبترددٍ وحزن
: سامحني يا يوسف , عطيتك كلام ماني قده !
عقد يوسف حاجبيه بعدم فهم
تابع احمد
: انا متزوج وعندي بنت , زوجتي يتيمة ومالها غيري , ما اقدر اتزوج عليها !
ابتسم يوسف
: قلت لك يومها لا تربط نفسك بأي وعود , وعلى كل حال لا تعتذر يا صاحبي , انا خواتي ثلاث , وحدة متزوجة ووحدة مبتعثة والثالثة طفلة ما عدّت تسعطش سنة
رفع رأسه بسرعة وصدمة
زهرة قلبه لم تُتِم تسعةَ عشر عامًا !
تلك الأنثى الفاتنة , طفلة !!
ضحك بلا تصديق وهو يخلل أصابعه النحيلة في خُصل شعره
قال يوسف باستغراب
: ليش تضحك ؟
استدرك نفسه وقال
: لا بس تذكرت شغلة قالتها تالا
ابتسم يوسف بمحبة
: ما شاء الله تبارك الله بنتك تنحط في القلب
ابتسم وهو يلتفت ليرى شقيقه يقف على بعد امتارٍ منه
: حامد ادخل ناديلي تالا
ثوانٍ وخرجت تالا مبتسمة
نزل يوسف الى مستوى طولها وقال
: بشتاقلتس
ضحكت وهي تلتفت الى والدها
: يقول تس
ضحكا منها بعمق
وعانقها يوسف
نظر الى صديقه وقال
: تشبهك كثير
داعب احمد شعرَ ابنته مبتسمًا
قبّل يوسف رأسها وقال
: اذا جاني ابوك تعالي معه
هزّت رأسها ايجابًا
نهض يوسف ومدّ يده الى صديقه ليعانقه بقوة وهو يقول
: استودعك الله , الله يجمعنا على خير
ازدرد احمد ريقه وشد على رفيقه
: استودعك الله دينك وامانتك وخواتيم اعمالك , انتبه من الطريق الله يحفظك , سامحني يا يوسف على أي غلط او تقصير
نهره يوسف
: عيب عليك وش ذا الكلام , انا اللي اعتذر ان كنت قصرت معك وانت ضيفي
تنهد احمد وابتعد عنه
التفت يوسف الى حامد ليقترب الأخير ويودعه
ركبَ سيارته وودّع صديقه بنظرةٍ أخيرة
ورحل !
,
,
*العاشرة مساءً
فتحت باب الثلاجة وأخرجت علبة الجبن
فتحتها وكانت فارغة
تأففت وارتدت معطفها لتُحضر علبةً جديدة
متعبة وتحتاج الى النوم , لكنّها جائعة !
فتحت الباب لتخرج وارتدت بشهقةٍ خفيفة حينَ رأته
ابتسم وهو ينزل يده التي همّ ان يطرقَ بها الباب
: وين بتروحين ؟
ابتسمت
: بنزل اجيب جبن جوعانة !
: وانا جوعان ومشتهي بيتزا وجيت اخذك عشان نتعشى سوى
قالت محرجة
: انا نعسانة بتعشى وانام !
هزّ رأسه
: مو مشكلة نتعشى سوى وترجعين تنامين
كانت سترد لولا انّه سحبها وأغلق الباب ونزل مسرعًا معها
ضحكت رغمًا عنها
سارا مشيًا على الأقدام حتى المحطة , استقلا الحافلة الى منطقةٍ تبعد عشرةَ دقائق عن الاجوار رود
واتجها الى أحدِ مطاعمها
جلسا متقابلين ليقول
: عليهم بيتزا هنا , اححيه بس
ضحكت ولم تعلق
كانت تكفتي بتأمُلِه
بحفظِ تفاصيلِه في قلبها وعلى ظهرِ أجفانها
كانت تحفظ رنّة ضحكته , تكادُ تجزم انّها تعرف حركةَ أوتاره حينَ يضحك !
مدّ يده ليمسك بيدها وهو يقول بلطف
: وش فيك سرحانة ؟ صاير معك شي ؟
قالت باستدارك
: لا ما في شي , سرحت فيك بس
صمتَ لثوانٍ ثم انفجر ضاحكًا
أمالت رأسها بخجل ولا تزال يدُها في يده
رفعها ليقبّلها بدفئ
نظرت اليه بصمت
قال بعد ثوانٍ
: وش رايك نسحب عالبيتزا ونرجع لبيتك
وغمز ضاحكًا
تفجرت الدماء في وجهها لتغطيه بكفيها وهي تهتف بخجل
: سعووود *
فتحت عينيها بفزعٍ من نومها وهي تشعر بضحكته في أذنها
سحبت هاتفها ونظرت الى صورته
نظرته المشرقة
وضحكته المُبهجة
غرقت عينيها بالدموع وهي تضمُ هاتفها وتهمس
: يا حبيبي يا سعود !
مرّت دقائق وهي على حالها
تبتسم لطيفه
تكاد تقسم انّه ناقمٌ عليها الآن
قبّلت هاتفها وهمست
: غصب عني يا روحي
وضعت هاتفها جانبًا ونهضت لتخرجَ من غرفتها
اتجهت الى غرفةِ الجلوس لتجدَ شقيقها جالسٌ ويبدو على هيأته انّه مستعدٌ للخروج
سألته
: فيصل ما رحت ؟
نظر الى الساعةِ المُعلقة على الجدار , والتي كانت تشير الى الثالثة والنصف
: تلاقين وليد على وصول الحين , يقول بنت خالته طايحة في المستشفى وتعبانة مرة
جلست أمامه وهي تقول
: بنت خالته اذكر انّها اخته بالرضاعة
رفعَ كتفيه
: ما ادري
تلفتت ثم سألت
: وين بندر ؟
زفر ثم قال
: عند خالد في المستشفى
ارتجفت شفتيها وقالت
: بروح اشوفه !
: اصبري لين يطلع من العناية المركزة وأوديك له انتي وامي
: فيصل امي مرة تعبانة !
: ادري فيها , ليون لا تنسين دوّاها موعده الساعة ستة , الله يحفظها ويشفيها
هزّت رأسها ايجابًا
همّت بالحديث معه الا أنّ هاتفه رنّ وأخبره وليد أنّه بانتظاره في الخارج
,
,
الى الملتقى




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 11-03-14, 06:43 PM   #45

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الثاني والثلاثون
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحًا
دخل الثلاثةُ الى المبنى
توقف الجميع عن العمل والتفتوا اليهم
كان يتقدمهم بثقةٍ تامة
وخلفه بخطوة الآخر الذي كان يرفع رأسه ويسير منتصرًا
والثالث الذي كان مبتسمًا وسعيدًا بانجازهم
مرّت ثوانٍ حتى تعالى هُتاف الموظفين والعاملين
: الله أكبر
: الحمد لله على السلامة
: كــفو والله
ابتسم الثلاثة وتبادلوا النظرات
اقترب جمعٌ من الموظفين ليعانقوهم ويسلموا عليهم بسعادةٍ كبيرة
وبفرحةِ الانتصار
حتى خرجَ أحدُ كبار المسؤولين من مكتبه مستغربًا من الضجة
حينَ رآهم شهق بخفةٍ ثم ابتسم ضاحكًا
: صـــقـــر
تقدم الثلاثة اليه ليعانق صقر وهو يقول بضحكة
: الف الحمد لله على السلامة , هلا بمن لفانا ونور داره وبيته وفرح أهله
ضحك صقر وهو يقول منتشيًا
: بفضل الله ثم وقفتكم معي الحمد لله
ابتعد عنه ليعانق ذياب
: كفو والله , قدها وقدود ولا خيبت أملنا فيك
ابتسم ذياب براحة
: الحمد لله رب العالمين
أخيرًا عانق سعد وهو يقول بصدق
: بطل والله يا سعد , رفعت راسي
ابتسم سعد وهو يزدرد ريقه
: الله يحفظك ويطول عمرك
دخلوا جميعًا الى مكتبه
جلس أمامهم وهو يقول بحرارة
: الحمد لله خلصنا
قال ذياب بجدية
: بقي الجزء الأهم في كل هذه القضية
رفع كتفيه بانسيابية
: ماهو الجزء الأهم , الأهم انكم رجعتوا سالمين ولله الحمد , الباقي يهون ان شالله
قال ذياب موجهًا حديثه الى صقر
: ما تبي تشوفهم ؟
صمتَ لثوانٍ ثم قال
: لا , في المحكمة اشوفهم , بس طلعوا الحريم
قال ذياب بحدة
: الكل بيتحاكم عدا زوجتك
قال صقر بحدة
: ذياب لا تحدني على اقصاي , كافي لحد كذا وانا ساكت لك , الحريم يطلعون
قال ابو بدر بهدوء
: صقر هد اعصابك وتعوذ من ابليس , حاضر الحريم يطلعون بس لازم ناخذ أقوالهم , اقدر اخدمك انهم يطلعون وعلى كفالتي لكن مستحيل أعفيهم من الاستجواب
زفر صقر ثم قال
: مين بيستجوبهم ؟
قال ذياب بمكر
: انا
التفت اليه بحدة لينفجر ذياب ضاحكًا
تأفف صقر
: ماهو وقت مزحك البايخ
: روّق يا شيخ وش فيك عابس كذا , الحمد لله رجعت لأهلك بالسلامة بأقل الخساير
قال ساخرًا
: اقل الخساير ؟ وش بقى ما خسرته يا ذياب !
ربت ابو بدر على فخذه بمواساة
: ما تشين الا تزين , توكل على الله ازمة وتعدي ان شالله
تنهد بصمت
مرّت ساعةٌ ونصف وهم يتناقشون
حتى استأذنوا وخرجوا
في السيارة كان ذياب يقود وصقر بجانبه
قال ذياب
: والله جوعان ودي بكبسة
قال سعد
: امشوا نتغدى سوى ونرجع صقر لبيته بعدها
قال صقر
: لا انا تعبان ومالي خلق اروح مكان
حركَ ذياب سيارته وقال
: ايه نتغدى مع بعض ثم روح بيتك الله معك , قول لي وش اخبارك شلون كان استقبال اهلك , من جينا ما شفتك ولا كلمتك
زفر وصمتَ لثوانٍ ثم قال
: الظاهر خسارتي هالمرة ما بعدها مكسب يا ذياب
: ليش تقول كذا ؟
: انا منبوذ من اهلي الحين , الكل شايف اني أكبر مجرم ومُذنب , اني حقير وما استحق انتظارهم لي !
صمتَ ذياب لثوانٍ ثم قال
: ليش ما تعلمهم باللي صار معك ؟
زفر ثم قال مبتسمًا بهم
: ما اقدر اعلمهم , اذا مو عشان سرية شغلي عشان لا أكون ضعيف , انا انخلقت قوي وان كان انكسرت في يوم ما اسمح اني اذكر انكساري لأحد
قال سعد بهدوء
: هذول اهلك يا صقر , اهلك اللي عشت ثمان سنوات بعيد عنهم , اللي جيتهم بلهفتك وشوقك واكيد تنتظر منهم استقبال يليق بحبك لهم , لا تعطيهم فرصة ينبذونك
قال ببحة
: عبد الله يبيني اطلق رتيل , واظن انّ الكل معه في ذا القرار
قال ذياب بتعب
: انت ليش اخذت بنت ابو عقاب معك ! ليش ما خليتها في الفندق ورحت لهم وجلست معهم يومين على الأقل بعدها تفهمهم بهدوء
رفعَ كتفيه بقلةِ حيلة
: ما فكرت كثير , من المطار للبيت على طول , حتى سلطان ومالك ما دريت عنهم اخذت شنطي واول تكسي قدامي ركبته وعلى البيت , كنت مشتاق يا ذياب , مشتاق ومتلهف , كان ودي اقطع الوقت اللي بين المطار والبيت , كنت ابي اطير واوصل لهم , سلمت على امي وعبد الله وبعدها انتبهوا انّ مها معي
ربت ذياب على فخذه وقال
: استعن بالله
همس وهو يغمض عينيه
: ونعِمَ بالله
مرّت دقائق صمت ليفتح عينيه ويلتفت الى ذياب بغضب
: بس انت يا كلب انا متوعد فيك
قال ذياب بفزعٍ من غضبه
: وش فيه !
انفجر سعد ضاحكًا
: قايل لك يبي يوريك انّ الله حق
قال صقر
: كم مرة قلت لك البنات طلعهم من لعبتك الحقيرة , حرام عليك وش ذنبهم تسوي فيهم كذا ! وش ذي النذالة يا ذياب
قال ذياب بحدة
: اذا نسيت وش صار في امك واختك وزوجتك لمن اختفيت ساعتها ناقشني ليش سويت كذا , اذا نسيت صراخ زوجتك وقتها بقول لك ليش سويت كذا , اذا نسيت امك وهي تدخل للمجلس وتبي تبوس يدي عشان ارجعك لها وقتها ابرر لك ليش سويت كذا , اذا نسيت مرض اختك الوحيدة ايام طويلة وقتها بيكون عندي رد اردّه عليك
قال صقر ببحة
: بس البنات مالهم ذنب
صرخ به
: وامك واختك وزوجتك ما لهم ذنب , ذنب بنات ابو غانم انهم بناته ! والله يا صقر لو مها ماهي زوجتك كان سويت فيها الألعن
قال صقر بغضب
: اخس واقطع
ضحك ذياب رغمًا عنه
قال صقر بزفرة
: بس مالك حق والله , احنا ما نرضى على بناتنا المرمطة
أشار بيده بعدم اهتمام
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الواحدة مساءً
مدّت له بفنجان القهوة وسألته
: وش صار على سالفة خويّك ؟
زفر ثم أجابها
: ابد , رحنا امس انا واخوه للقسم وطلبنا فتح الملف مرة ثانية ومعي اوراق تصريح انهم يفتحونه , فتحوه وسمعوا اقوال فيصل والحين يدورون على ولد عمّه اللي صوبه , وطبعًا لازم يفوق خالد عشان يحكي لهم اللي صار
قالت بتنهيدة
: الله يفرج همهم
أمّن بهمسٍ ثم قال
: متى تطلع رتيل ؟
: اليوم بعد قبل المغرب بنروح انا وعلي نجيبها , ما تبي تطالع في احد ابد , وان قربنا منها صرخت وطردتنا
قال بحزن
: لا حول ولا قوّة الا بالله
قالت بحرقة
: حرق قلبي عليها حسبيّ الله عليه عساني اشوفها فيه
: خالتي تعوذي من ابليس لا تدعين عليه حرام
: أوجعني في بنتي يا وليد
قبّل يدها بعطف
: الله يقومها بالسلامة ويهدّي القلوب
دخلت ملاك وجلست قريبةً منه
: وليد
التفت اليها بصمت
قالت بتردد
: كلمني فهد اليوم
قال بغضب
: وش يبي
ردّت بانزعاج
: انت ما تعرف ترد بهدوء ؟ لازم تعصب !
صرخ بها
: وش يبي قلت لك
نهضت وصرخت هي الأخرى
: عادي اخته ويبي يتطمن عليها ويعرف أخبارها , فيها ليش هذه ؟
نهض بصمتٍ يتأملها لثوانٍ , ثم قال بابتسامة
: تصرخين على وليد وتنزعجين من أسألته وتصرفاته ؟! ملّيتي من وليد خلاص !
صمتت لثوانٍ ثم قالت
: وليد لاحظ نفسك , تصرفاتك صارت فوق الطبيعي , معصب على طول تنافخ , شوية وتضرب , تبي تمنعني اكلم اخواني وابوي ؟!!
قال بهدوء
: أي امنعك
قالت بحدة
: ما تقدر
تركها دون رد وخرج من المنزل
التفتت الى خالتها وقالت معترضة
: وبعدين يعني
اشارت لها خالتها ان تجلس بجوارها
جلست وهي تتأفف
: وش صاير بينه وبين ابوه ؟
: ما ادري ! كانوا عاديين وفجأة رجع وليد للبيت معصصب وصرخ على ام فهد وقال لي لمّي أغراضك وطلعنا نلم كل شي ونزلنا وصادفنا ابوي عند الباب , حاول ابوي يسلم علي او يكلّم وليد , ومنعه وليد وأقسم بالله انّ حرام عليه شوفتنا بعد اليوم , وبس
صمتت الخالة لتفكر
ثم قالت
: ملاك لا تستفزين اخوك , تعرفينه مجنون وما يسوي شي الا من خوفه عليك !
قالت بنبرةٍ باكية
: انا ماني طفلة
ضمّتها خالتها وقبّلت رأسها
: هو يشوفك طفلة , لا تلومين اخوك على خوفه عليك وحبه لك
قالت برجاء
: خالتي علميني ليش وليد يكره عمامي وابوي
قالت خالتها مرتبكة
: انتي تدرين عشان طلاق امك وابوك اخذكم منها لين توفت الله يرحمها !
رفعت رأسها لتنظر الى خالتها
: اكيد في شي ثاني !
هربت ام علي بنظرها عن عيني ملاك المتسائلة
: ما ادري , وين هديل ؟
تنهدت ملاك ونهضت وهي تقول بهدوء
: نايمة
: اطلعي صحّيها وانزلوا نشوف وش نسوي عشان طلعة رتيل من المستشفى
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السادسة وخمسٌ وعشرون دقيقة مساءً
دخل الى المنزل بهدوء واتجه الى غرفتها
كان الباب مفتوحًا
نظرَ اليها وابتسم بحنان
كانت متربعةً على الأرض ومسبحتها في يدها وتهمس بالاستغفار
اقترب وقبّل رأسها
رفعت رأسها لتراه
ثم أدارت له ظهرها بغضبٍ منه
ضحك بخفة وجلس أمامها
: افا يا ام مساعد , يقوى قلبك تزعلين على سلطان قلبك ؟
صدّت عنه وقالت بجفاء
: لا تكلمن
ضحك وقبّل يدها
: وراه
: قم وراك ما ابيك لا تجيني
: ما اقوى زعلك والله , اكبر مني
قالت بحدة
: قم راض اختك وان رضت رضيت انا
قال بهدوء
: اروى ما هي زعلانة
: وانت وش دراك ؟ قاعد بقلبها ؟ ارقى لاختك صالحها يا سلطان
زفر ونهض
: حاضر , تامرين يا ام مساعد
خرج من غرفة جدّته الى غرفةِ أروى في الأعلى
طرقَ الباب بخفةٍ ودخل
نظر الى الكتاب الذي في يدها ثم اليها
رفعت الكتاب ونفضته وهي تقول بسخرية
: اذاكر عندي اختبار
ضحك واقترب منها وسحب الكتاب من يدها
تربعت في جلستها ورفعت شعرها الى الأعلى
: خير
: الخير بوجهك , وش مسوية ؟
: تمام
: ما وحشتك بالله !
صمتت لثوانٍ ثم انفجرت ضاحكة
: ليش ! تهزّني عشان انام ؟؟ ولا عايش معي زي ظلّي !! عادي من خمس سنين انت تاركني وتوّك راجع من السفر
ضحك وقال
: أي اقصد انّك ما شفتيني امس
رفعت حاجبها وصمتت لثوانٍ ثم قالت
: أي تصدق قطعني الشوق
تنهد ثم قال
: زعلانة ؟
هزّت رأسها نفيًا
قال
: متأكدة ؟
: والله مو زعلانة
: طيب انزلي لجدتك قولي لها ماني زعلانة من سلطان , ما تبي تكلمني لين ترضين انتي
ضحكت بعمقٍ ثم قالت
: كم تدفع
: بنت !
: أي خلاص زمان الـ يا بلاش خلّص
: طيب وش تبين ؟
: اممم , تعشيني برى !
تأفف ونهض
: بكيفك لا تنزلين لها
سحبت كتابها وهي تقول بغرور
: انت الخسران
تجاهلها ونزل الى جدته
: راضية اروى
: كذوب
ضحك بدهشة
: والله توّها قالت ماهي زعلانة
هزّت رأسها نفيًا
: تنزل عندي وتقول لي ماهي زعلانة وتحب على راسها قدامي
قال بصدمة
: نعععم !
قالت ببرود
: نعامة ترفسك بين ضلوعك
ضحك رغمًا عنه وظلّ ينظر اليها
: لا تطالعني , ارقى نادها تجي تقول لي ماهي زعلانة , كان تبي رضاي !
حبس تأففه في صدره وصعد وهو يقول من بين أسنانه مغتاضًا
: ممكن تنزلين تقولين لجدتك انّك راضية ؟
قالت ببرود وهي تنظر لأظافرها
: اها !
صرخ بها
: قومي
نظرت اليه بضحكة
: وش تعطيني
رماها بالوسادة
: طيب بوديك تبلعين
قفزت من سريرها ونزلت الدرج مسرعة
: يمه
التفتت اليها جدتي مبتسمة
قالت بحنان وهي تجلس بجانبها
: وش فيك وجهك تعبان
: ما فيني شي , عساك راضية عن الهيس الاربد ذا
قال معترضًا
: يمه !
تجاهلته لتقبّل اروى رأس جدتها
: راضية عنّه يا روحي
امرته جدتي
: تعال حب راس اختك
مدّت اروى برأسها بغرور
قبّل رأسها ثم جرّ شعرها بغيض
صرخت وابتعدت عنه وقالت
: يلا مشينا
: بعد صلاة العشا نروح
: وين بتروحون ؟؟
جلس بجانبها
: بنتعشى برى , تطلعين معنا ؟
: لا يمه روحوا استانسوا انتوا , انا رجيلاتي ياجعني ما فيني شدّة اطلع
مدّت اروى بفنجان قهوة الى شقيقها وهي تسأله بهمس
: ما رد عليكم سعود ؟
قال بهمسٍ مماثل
: شكله صاير له شي , عمي يتهرب والولد جواله مقفل
قالت بهدوء
: الله يستر عليه
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثامنة مساءً
كانت مستلقيةً على سريرها
طيفُ ابتسامةٍ يرتسم على ثغرها
*وضعت الكتابَ على الطاولة وهي تتأفف
قالت لمار
: وش فيك ؟
قالت بنبرةٍ باكية
: هنا صفحة كاملة ماني فاهمة منها شي ! ما كنت حاضرة وعندي اختبار بكرة !
اخذت لمار الكتاب وحينَ همّت بالشرحِ لها
سمعتا حمحمةً قريبة
رفعتا رأسيهما وابتسمت لين
نهضت لمار وقالت بهمس
: طيب انا بروح انتظر لمى تطلع من محاضرتها ونجلس في الكافتيريا
هزّت رأسها ايجابًا
وذهبت لمار
اقترب ليجلس امامها
: يسعد لي هالصباح الحلو الرايق
ضحكت
: يسعد صباحك
: شلونك
رفعت كتفيها
: الحمد لله , ليش جاي ؟
عقدَ حاجبيه
: طردة !
قالت باستدراك
: لا طبعًا , اقصد جاي عشان اختبار او بحث او ايش !
: بحث , سلمته خلاص
همهمت دون رد
نظرَ الى كتابها
: وش تسوين
قالت بضيق
: اختباري بكرة وفي صفحة ماني فاهمتها
نهض ليجلس بجانبها وهو يقترب ويميل رأسه الى رأسها ويقول بنبرةٍ جعلت وجنتيها تشتعلانِ احمرارًا
: تجين أفهمك
قالت بخجلٍ كبير وهي تدفعه عنها
: لا شكرًا
انفجر ضاحكًا وهو ينظر الى الصفحة
راح يشرح لها وهي مرتبكة ولا تفهم شيئًا
اقترب ليعضّ اذنها من خلف حجابها
: ركزي يا هبلا , بكرة ما بيفيدك سعود تجلسين تعبرين عن عشقك وحبك له بدل لا تحلين الأسئلة ؟
التفت اليه بنظرةٍ متهمكة وقالت
: وش ذي الظرافة !
قال بدهشة
: نعم ؟
غطّت فمها بكفها وهي تقول محرجة
: سوري , معليش والله ! انا آسفة ما اقصد
صمتَ لثوانٍ ثم انفجر ضاحكًا
: يعني بتقولين سامج ومستحية ! ماشي يا بنت محمد , قومي انقلعي ماني شارحها لك
نهضت بغيض ليسحبها وتجلسَ بجانبه
قال بتحايل
: خلاص لا تقومين , تعالي معاي نتمشى !
ضحكت رغمًا عنها
: والاختبار ؟
وضع كتابها في حقيبتها ونهض وسحبها معه
: يولع بـ غاز
ضحكت وهي تسير خلفه , تجبرها أقدامها !
تجولا في الطرقات
اشتريا حلوى غزل البنات
كانا يأكلان ويتحدثان باستمتاع
قال سعود مبتسمًا
: اول مرة تكسرين قاعدة صح ؟
ضحكت وهي تقول
: صح
مدّ ذراعه الى خصرها وسحبها لتسير أمامه وهو يعانقها من خلفها
: حلو انّك تكونين عايشة بنظام وبطاعة , بس مو حلو انّك طول عمرك تلتزمين ! برضو تكسرين الملل وتخالفين قاعدة او تتركين شي بدون ما تكمليه
ضحكت بارتباك
: طيب والاختبار ؟
قال بشقاوة
: ما عليك انتي تختبرين والسماعة في اذنك والكتاب معاي , أي شي تبينه انا حاضر , كم لين عندي !
التفتت اليه بصدمة
: أغـش !
قال بسخرية
: يا الله على الصدمة – اعادها الى وضعها وعانقها من جديد وتابع سيره – يعني مو مرة مرة تغشين , بس الصفحة هذيك اللي مانتي فاهمتها
ضحكت رغمًا عنها وهي تهمس
: منت صاحي
: عفوًا ؟
عضت شفتيها
: ما كلمتك
عضّ كتفها لتصرخ ثم قال ببراءة
: ما كلمتك ! تبين شي ؟
صاحت باعتراض
: سعووود
حملها وهو يضحك *
مسحت دمعتيها
يا الله كم اشتاقك يا سعود
كيف اذنبت وتركتك !
كيف دنَت نفسي وطاوعتني
يا حبيبي يا سعود !
يا قطعةً من اشتياق
وصيبًا من عشق
,
,
المملكة المتحدة – لندن
العاشرة صباحًا
مسحت على شعرها وهي تقول بحنان
: بسّك دلع عاد , متى بتقومين !
تنفست بضعف وهي تقول
: ما ظنتي لي قومة يا رونا , انا اشوف الموت !
قبّلت يدها وهي تبكي
: بسم الله عليك , بتقومين ان شالله , قومي رنا لا تحرّين قلبي عليك !
ابتسمت بتعبٍ وهي تتفس بصعوبة
: تكفين رونا ابي اشوف امي وسعود وفكتوريا قبل اموت
من الجهةِ الأخرى من السرير كان يجلس هاني بلا حولٍ ولا قوّة
يرى زوجته حبيبته تحتضر ولا يملكُ لها سبيلًا او خلاصًا من الموت !
زوجته التي لم يكونا يومًا متصالحان !
ولم تَرى حبّه يومًا !
شدّ على يدها برجاء
: شدّي حيلك , لا تستسلمين للمرض
شهقت شهقات متتالية ثم قالت
: كلمي امي رونا , ابيها
مسحت رونا دمعاتها بسرعة ونهضت وهي تقول
: حاضر , الحين اكلمها , بس انتي شدّي حيلك , تكفين
خرجت من الغرفة وأخرجت هاتفها لتتصل بوالدتها التي ردّت بسرعة
: مرحبًا , هل وجدتي سآود ؟
قالت برجاء ورجفة
: لا امي لم أجده , امي ارجوكِ هل لي بطلب !
قالت مستغربة
: ماذا ؟
: رنا تحتضر , وتريد رؤيتك !
صمتت بصدمة
مرّت ثوانٍ طويلة
قبل أن تقول
: لا , لا اريدُ رؤيتها
شهقت رونا وأجهشت بالبكاء
: ارجوكِ امي , رنا ابنتكِ ! ستموت يا امي , طلبت ان تراكِ ارجوكِ
قالت بقسوة
: لن آتي
واغلقت الهاتف !
انزلت رونا الهاتف واغمضت عينيها بخيبة
لن تأتي !
غضبها أعمى !
لا يبصر كمّية الألم التي تحيطُ به
لا يرى احتياج البعض لها !
عادت الى غرفةِ شقيقتها وجلست بجانبها
قالت برجاء
: بتجي ؟
ابتسمت رونا بوجع وهي تمسح على شعرها وتقول باختناق
: ايه , كلمتها وخافت عليك وتلاقينها بالطريق الحين , انتي ارتاحي بس
تنفست بقوةٍ وقالت
: جيبي لي فكتوريا
قالت رونا بحذر
: رنا انتي تعبانة الحين , خليها وقت ثاني
: تكفين , يمكن ما يكون في وقت ثاني !
قبّلت جبينها بعمق
: ان شالله في , حاضر بجيبها
نهضت والتفتت الى هاني برجاء
: انتبه لها
هزّ رأسه ايجابًا بضعف
تركتهما وهي تهمس
: استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
,
,
المملكة العربية السعوية – الرياض
السابعة مساءً
انزلها على سريرها وجلس قريبًا منها
: طيب !
لم تجبه
امسك بيدها وقال بحدة
: ردّي علي
قالت ببحة
: وش تبي ؟
: ابيك تكلميني
: وش اقول لك ؟
: وش تبين تسوين الحين ؟!
صمتت لثوانٍ ثم قالت ببرود
: عادي , اتطلق وما علي عدّة , اكمل دراستي واتزوج وخلاص !
الجمته الصدمة
مرّت عدة ثوانٍ ليكرر ببطئ
: تتطلقين ؟!!
هزّت رأسها ايجابًا ببرود
نهض وهو يزفر بحرارة
: متأكدة ؟
: علي لا تصير زنان , لو تنطبق السما على الأرض مالي رجعة
تأملها قليلًا ثم قال
: ما اشتقتي له ؟
ابتسمت وهي تنظر اليه
: كنت مشتاقة له , بس شفته خلاص وراح الشوق !
: رتيل لا تعاندين نفسك
صرخت به
: انت وش تبي مني ؟ سألتني وش تبين وجاوبتك ! تبي شي ثاني ؟
صمت وخرج من الغرفة
يبدو انهم سيعانون كثيرًا في الايام القادمة !
نزل الى الاسفل لتسأله والدته
: كلمتها ؟
: تبي تطلق !
شهقت والدته بلا تصديق
: رتيل تبي تتطلق من صقر !
ضحك رغمًا عنه
: اجل من مين !
قال تركي
: ما بيرضى
: غصب عنّه
قال وليد
: والله صقر عنادي وما ظنتي يطلق , خصوصًا هو شاري
قالت هديل ساخرة
: شاري ! أي شاري يرحم والديك وهو جايب لها ضرتها بكل برود الله ياخذه
رماها علي بالوسادة الصغيرة ونهرها
: كلمة زيادة وتنضربين
تأففت ونهضت الى غرفة اختها
جلست امامها
: شلونك الحين ؟
قالت ببرود
: وش تبين ؟
: بجلس معك !
: انا ما ابي اجلس مع احد , انزلي لامك ولا روحي لبنت خالتك
قالت هديل بدهشة
: رتيل وش فيك !
: ما فيني شي ! ما ابي اجلس مع ! غصب يعني ؟!
نهضت هديل بلا تصديق
وخرجت من غرفة رتيل الى غرفتهما هي وملاك
: مملاك
رفعت ملاك رأسها عن اوراقها
: هلا
: رتيل مدري وش فيها
قالت بخوف
: وش فيها !
: ما ادري , طردتني من غرفتها وتنافخ , وتقول روحي لامك وبنت خالتك ! هي ولا في حياتها قالت امك اما تقول امي او خالتي !!
صمتت ملاك لثوانٍ ثم قالت ببساطة
: طيب عادي , تعبانة ونفسيتها تعبانة , اتركيها ترتاح
جلست هديل وهي تهزّ رأسها بحسرة
: علّك ما تربح يا صقر كانك هبلت بالبنت
ضربتها ملاك بخفة
: استغفري ربك لا تدعين على ولد عمك
تأففت وهي تستلقي على سريرها
,
,
الى الملتقى




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-03-14, 09:55 PM   #46

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الثالث والثلاثون
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة صباحًا
دخلت السجّانة ونادت
: لولوة آل ظافر
نهضت لولوة وسألت بهدوء
: نعم ؟
اشارت لها السجّانة لتخرج
: تفضلي بيستجوبونك
التفتت الى زوجةِ عمّها بخوف
قالت ام عقاب بحزم
: ما تطلع , اول شي اعرف وين تودونها ومتى بنطلع ؟ وليش ساجنينا اصلًا !
قالت السجّانة بهدوء
: بيستجوبونكم وبتطلعون , وساجنينكم هذه ما اعرف ليش والله , يلا يا لولوة
سارت لولوة بقلق لتوقفها السجّانة وتقول بلطف
: ارفعي الطرحة على راسك
لفت الحجاب كيفما اتفق وخرجتا
دخلت الى غرفةٍ هادئة خارج مبنى السجن النسائي
اشارت لها امرأةٌ ان تجلس
جلست وازدردت ريقها
رفعت المرأة السماعة وقالت بهدوء
: هذه لولوة جالسة هنا
اغلقت السماعة وابتسمت تُطمئنها
: لا تخافين مجرد استجواب روتيني ياخذون شهادتكم وبتطلعون
مرّت دقيقتان ليدخل رجلانِ الى الغرفة
جلسا بعيدًا عنها
فتحَ احدهما دفترًا وبدأ يكتب
وقال الآخر بهدوء
: انا الرائد متعب الفيّاض , ابو بدر , بس بسألك كم سؤال ابي منّك مصداقية , وبإذن الله بتطلعون وبتروحون لبنت عمّك مها
رفعت رأسها وهتفت
: مها شفيها ؟
: ما فيها شي , مو هي جات مع زوجها ؟ وتنتظركم بالفندق
ازدردت ريقها بصمت
قال بهدوء
: عرفيني بنفسك
: لولوة بنت راشد آل ظافر , عندي شهادة بكالوريس في ادارة الأعمال , اشتغل مدير مالي في شركة يدّي , ابوي متوفي قبل لا انولد وامي توفت بولادتي وتكفّل يدّي بتربيتي
: من وين تعرفين مسفر ابراهيم مطلق الرائد ؟
عقدت حاجبيها باستغراب
ما دخل مسفر !
: زوج بنت عمي !!
هزّ رأسه نفيًا
: كيف دخل عائلتكم من وين عرفتوه ؟!
صمتت لثوانٍ ثم قالت
: ما ادري , قبل ثمان سنوات او تسع مو متذكرة بالضبط , عمّي ابو عقاب كان عندَه مؤتمر وكان راشد ولد عمي معاه , سافروا وردّوا ومعاهم مسفر !
صمتَ لثوانٍ طويلة , ثم قال
: متى تزوج بنت عمك ؟
: من خمس سنوات
تنفس بعمقٍ ثم قال
: طيب , ما تعرفين شلون جابوه او وش علاقتهم فيه ؟
رفعت كتفيها
: عمي قال انّه من معارفنا القديمين
: ما تعرفون له أهل ؟؟
: لا , من عرفناه هو وحيد , عفوًا بس اهو صاير له شي ؟! ليش تسألني عنّه !
: لا ما في شي , خلاص شكرًا لك يا لولوة , بترجعين الحين لين نخلص استجواب الباقين وتطلعون سوَى ان شالله
نهضت وهي تشعر بغرابة ما يحدث
سارت مع السجّانة لتدخلها الى زنزانةٍ انفرادية
التفتت بخوف
: ليش ؟
قالت السجّانة باعتذار
: اوامر , انا آسفة
ذهبت الى الزنزانة الأخرى
: منال آل ظافر
نهضت منال وسارت ببرودٍ معها حتى دخلت الى غرفة الاستجواب
: عرفيني بنفسك
: منال بنت عامر آل ظافر , دبلوم اعلام , مخرجة في قناة سياسية في استراليا
: وش معرفتك في مسفر ابراهيم مطلق الرائد ؟
: ريّل بنت عمي
وتابع اسألته واجوبتها مشابهة لأجوبة لولوة
نهضت وأتت عائشة بعدها
مرّ الوقت لتنهض ام منال , وكانت الأخيرة
خرجت لتنضم اليهن
وضع يدَه على رأسه بغيرِ تصديق
: مو معقولة ! كلامهم واحد ولا وحدة تعرف شي عن موضوع اختطاف صقر !!
قال الكاتب
: معقولة يكون اتفاق بينهم ؟
: لا ما اعتقد , صقر يقول حريمهم مساكين , بس مو معقولة ما عندهم حتى خبر عن الموضوع !
زفر ورفعَ هاتفه
: السيارة جاهزة ؟
: جاهزة طال عمرك
: طيب بيطلعون لك الحين للفندق على طول وشوف وش يبون ودّه لهم وتجلس عندهم
: حاضر
أغلق الهاتف وأجرى اتصالًا آخر
: صباح الخير ذياب
قال ذياب بكسل
: صباح النور , بشّر وش صار معك ؟
: ما طلعت من عندهم بفائدة , كلّهم نفس الكلام
قال ذياب بغضب
: شلون يعني !
زفر وقال
: ما يدرون عن شي , ابو عقاب قبل ثمان سنوات كان عنده مؤتمر وسافر مع راشد ورجع وصقر معاه وتزوج بنته من خمس سنوات وقايل لهم انّه معرفة قديمة ولا يعرفون له اهل
نهض ذياب وهو سينفجر
: الله يلعنهم
قال ابو بدر بغضبٍ وحزم
: لا تلعن
استغفر بهمسٍ وظلّ صامتًا
بعدَ ثوانٍ قال ابو بدر بمواساة
: لا تضيق خلقك , ان شالله تعدّي على خير
: طيب
: بغيت اقول لك بتجيك دورية طلع لهم راشد عشان يصير في السجن
: ليه خلّه عندي
: ما يصير , انا اخذت لي موشح من وزير الداخلية لأنّي سامح لك تخليه عندك
تأفف ذياب ثم سأله
: متى نستجوبهم ومتى تتحدد جلسة المحكمة ؟
: قريب ان شالله
ودّعه وأغلق الهاتف ونهض خارجًا
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الواحدة مساءً
دخلت الى غرفة الجلوس وهي مستاءة
: خالتي
رفعت خالتها رأسها
: هلا
: بالله جربي تتصلين على جوالي , مدري وش فيه ما يرسل
حاولت خالتها الاتصال , قالت
: يقول الخط مقطوع
عقدت حاجبيها باستغراب
: وش قطعه ! الاسبوع اللي فات مسدده الفاتورة
قال وليد ببرود وهي يرمي لها ظرفًا
: ذي شريحتك الجديدة
التفتت اليه بصدمة
صمتت لثوانٍ طويلة ثم قالت
: انت قطعت خطي ؟
: ايه
حاولت كبح غضبها لكنّها انفجرت به
: ليش تقطعه ؟ من طلب منك !
قال بحدة
: صوتك
التفتت الى خالتها وهي تصرخ
: شفتي وش سوى ؟ قطع خطي بدون لا يعطيني خبر !! مستعبدني وماحي هويتي وداعس على ذاتي , يتصرف فيني ويتحكم على كيفه ! – التفتت اليه – انا ماني طفلة عشان تعاملني بالاسلوب الرخيص ذا
نهض بغضب
: مـــلاك
نهضت خالتهما وهي تسحب ملاك معها
: بس تعوذوا من الشيطان وش فيكم
صعدت بها الى الدور الثاني وادخلتها غرفة رتيل التي كانت الأقرب
قالت بغضب
: انتي ما عاد تستحين من احد تصرخين على اخوك الكبير وقدامي ؟
قالت باختناق
: خنقني اخوي الكبير , ليش يقطع رقمي !!
ضربتها خالتها على ذراعها وهي غاضبةٌ منها فعلًا
: وحريقة في رقمك , تخسرين اخوك وتقللين من احترامه عشان رقم !
تأففت وهي توليها ظهرها
قالت خالتها بحزم
: ما ابي اشوف وجهك تحت اليوم , ولا تكلميني لين تعتذرين من اخوك , صدق اللي استحوا ماتوا والله
وخرجت من الغرفة لتنزل الى وليد
: وليد
رفع رأسه اليها وهو غاضب
جلست امامه لتقول
: لا تسويلي معصب الحين , ترى الغلط اساسه منّك , وطبيعي اختك بيجي يوم تكبر وتنفجر
قال بدهشة
: الغلط مني اني اخاف عليها ؟ اني احبها وابي مصلحتها ؟
قالت خالته بحدة
: وش المحبة اللي تخليك تتملكها وتحرمها حق انّها تختار أي شي في حياتها , المحبة اللي مخليتك مخبي عنها الحقيقة وتتصرف تصرفات مناقضة لفهمها , انت مجننها بتصرفاتك يا وليد ! تعادي اهلك وهي تشوف السبب مو مقنع , تمنعها وتأمرها وتنهاها وهي ما تدري عن شي , ملاك مو طفلة , وصلت ثلاثة وعشرين سنة وانت للحين تعاملها معاملة بنت خمس سنوات
اغمض عينيه وقال بسخرية
: الحين انا اللي مو زين ؟ انا المتعدي والظالم ؟
: انا ما قلت متعدي وظالم , ابيك تراعي وتحاسب تصرفاتك معها , اتقِ الله في اختك يا يمه
نهض دونّ ان يردّ عليها وخرج من المنزل
,
قالت بسخرية
: وش مسوية ؟
جلست بغضبٍ دون ان ترد
تجاهلتها رتيل وهي تقرأ في كتابها
بعدَ نصفِ ساعةٍ دخلت هديل
: لوكا ؟
رفعت ملاك رأسها بصمت
اقتربت هديل لتستلقي بجوارِ رتيل بكسل
: وش تسوين هنا ؟
: ولا شي
قالت رتيل
: هديل قومي عني
: ما ابي
قالت رتيل بحدة
: قلت لك قومي
نهضت هديل ونظرت اليها بعمق
: وش فيك ؟
: ما فيني شي , ما احب احد يقرب مني
نهضت هديل وقالت بسخرية تداري بها دمعها
: من زينك يعني , ملاك انا بنزل لأمي الحقيني
خرجت من الغرفة لتتأفف رتيل وتلتفت الى ملاك
: ما ودك تطلعين انتي بعد ؟
نهضت ملاك بصمتٍ تام وخرجت
حذرهنّ علي من ازعاج رتيل او الأخذ بكلامها
رتيل تمرّ بوضعٍ حرج , وسيرونَ منها ما لم يُتوقع منها أبدًا !
,
,
الممكلة المتحدة – تشيلسي
الثانية مساءً
ارتدت معطفها ليسألها
: بتروحين لها ؟
هزّت رأسها ايجابًا
: الله يعلم كم بتعيش , ابي اشبع من شوفتها
اختنقت بعبرتها ليشدّ على يدها
: بسم الله عليها عمرها طويل ان شالله
سألتها والدتها بهدوء
: ما بك رونا ؟
قالت
: لا شيء امي...
قاطعتها الخادمة وهي تهتف
: سيدي سآود هنا
التفتوا جميعًا بشهقة وهمّوا بالاسراع الى الخارج لكنّه باغتهم بدخوله الى الغرفة
شهقت والدته واسرعت اليه لتعانقه بقوّة
اقتربت جدته لكنّها توقفت
حين نظرت الى عينيه
لم يكن حفيدها حبيبها الذي كان هنا قبلَ اسبوع
قبلَ سبعةِ أيامٍ بالتمام
كان ذو النظرةِ الدافئة
ذو الابتسامةِ الحنونة
حفيدها الذي ربّته وتعلم خلجاتِ نفسه
ترى الآن شخصًا بعينين تكادان تجمدانها من برودتهما
ملامحه عابسة
وبشرته شاحبة
عانقته والدته ولم يرفع يده ليعانقها
ابتعدت وهي تبكي
: وين كنت ؟ وش صار عليك ! وقفت قلبي يا روح امّك
ابتعد عنها ليجلس ببرود
قال والده
: وش فيك ؟
قال ببرود
: ما فيني شي
جلست والدته بتعب
: وين كنت ؟
: في برمنجهام
: وليش مقفل جوالك ؟
لم يُجبها
صمت لثوانٍ ثم قال
: سوف أسافر الى السعودية
قالت جدته
: وكم تنوي المكوث ؟
صمت مجددًا ثم قال بهدوء
: الى الأبد
شهق الثلاثة
تابع ببرود
: انا منذ اعوامٍ طويلة لم آخذ منكم مالًا , كوّنت نفسي واعتمدت عليها , الآن انا بحاجةٍ لمبلغٍ كبير لأسافر الى السعودية وأشتري منزلًا وما الى ذلك
حين رأت جدّته كلّ هذا الكمِّ من البرود
جلست أمامه وقالت هي الأخرى ببرود
:حسنًا لا مانع عندي من سفرك لكن...
قاطعها بسخرية
: لا مانع عندك ؟ وكأنني سأهتم
الجمتها الصدمة , ونهره والده
: سعود احترم نفسك
: نهض وقال
: انا حجزت تذكرتي بعد يومين , ابغى فلوس لا هنتوا
قالت والدته باختناق
: خالتك تحتضر وتبي تشوفك
التفت اليها بصدمة
: رنا !
هزّت رأسها ايجابًا
كان مصدومًا انّ والدته على تواصلٍ مع خالته , لكنّه ليسَ بمزاجٍ جيّدٍ ليعرف الآن
سألها
: وش فيها ؟
: مريضة مرض الموت ! طلبتك بالاسم
توجّه الى الباب
: يلا امشي اشوفها الحين واخلص اشغالي واسافر
قال والده
: وقف
توقف والتفت اليه
: وش صاير معك ؟
: زوجتي شردت مني وبروح ادور عليها
شهقا والديه بلا تصديق
لين !
الفتاة الناعمة التي تهيمُ في سعود عشقًا !
التفاةً التي انتشلها من همّها وضمّها اليه
كيف تهرب !
كيف تؤذي قلب سعود !!
نظرَ الى والدته
: تفضلي
خرجت معه وهي تحبس أدمعها على ما حلّ بابنها
لا بدّ وانّ حدثًا مثل هذا هزّ أعماقه
ذكّرتها حالته بحالهِ حينَ ماتَ بوب
لمَ يؤذونه من يحبهم !
لم لا أحد يُقدّر حبّه
ركبا السيارة وقادها السائق
امسكت والدته بيده
: سعود
لم يُجبها
بكت رغمًا عنها
: يا ماما لا تضايق نفسك , بكرة هي اللي تندم
ابتسم بسخرية
: انا مسؤول عنها قدام رب العالمين , شلون اقابله وانا مضيعها ولا ادري وينها ؟
: انت مو عندك رقم اخوها ؟ كلمه !
: جواله مقطوع من اسبوع
قبّلت كتفه
: يا يمه لا تسوي في نفسك وفيني كذا , والله اموت وانا اشوف همّك
قال ببرود
: انا طيّب ما فيني شي
ظلّا صامتين حتى وصلا الى المشفى
قبل ان ينزل قالت له
: انت روح لغرفتها , غرفة ثلثمية واحدعش الدور الثالث , انا عندي مشوار صغير وبرجع
: ما بطول بشوفها وانزل
: انتظرني ماني مطولة
زفر ونزل وتحرك السائق حيث أمرته ام سعود
صعد الى الدور الثالث وذهب الى الغرفةِ المنشودة
طرقَ الباب بخفةٍ ودخل
شهقت بتعبٍ وحاولت الاعتدال في جلوسها
: سعوود !
ابتسمت عيناه بشوقٍ كبير
اقترب مسرعًا وجلس ملاصقًا لها
رفعها بخفة وعانقها ودسّ يمينه في شعرها
: يا روحه , وش صاير فيك !
دست أنفها في رقبته وبكت بضعف
: يا قلب رنا وروحها وعيونها , آآه مشتاقة لك والله
ظلّ يعانقها بصمتٍ تام
قالت تعاتبه
: كم مرّ ! ما عندك خاله تسأل عنها ؟ نسيتني لأنّ جدتك امرتك تنساني !!
قبّل رأسها
: ما نسيتك والله , انتي ما خليتي لنا فرصة نعرف لك طريق , شلون القاك ! ما عندي رقم ولا عندي مكان اعرفه لك
: امك كانت تعرف مكاني ورقمي واشوفها دايم
همس بصدق
: ما ادري والله , سامحيني
دخل زوجها الى الغرفةِ وعقد حاجبيه وهو يرى ظهره
: مين ؟
التفت اليه سعود ورفع حاجبه , ثم اولاه ظهره مجددًا وعانقها
ضحكت بضعف وهمست
: تراه عصبي لا تنرفزه عليك
قال ببرود وهو يشدها الى صدره
: يخسي , الله يقطع ذا الوجه مدري شلون متحملته
همست
: حرام عليك
: رنا لا تخليني اجلدك الحين , وجهه يسد النفس
ضحكت مجددًا
مرّت دقائق طويلة حتى دخلت ام سعود ومعها طفلةٌ ابنةُ سبعةِ أعوام أعوام
شعرها يصل الى رقبتها بلونه الأشقر المبهج
وعينيها خضراوتين
وبشرتها ناصعةُ البياض
عقد سعود حاجبيه والتفت الى خالته
ازدردت ريقها ومدّت بيدها اليها
: تعالي صغيرتي
اقتربت الفتاة لتقبّلها رنا بعطف
قال سعود بخوف
: من ذي ؟
ابتسمت والدته بتردد
صُعق وقال برجفة
: فكتوريا !
رفعت الصغيرةُ رأسها اليه وهمهمت
التفت الى رنا بجنون
: وين كانت ؟
قالت بتعبٍ ورجاء
: سعود هدّ
: جدتي تدري !!
قالتا سويًا
: لا
: وانتي ناوية تخبينها اكثر ؟ هذا مرضك واراهن انّ جدتي ما زارتك للحين عشان البنت !
قالت رنا باكية
: اخاف اوديها لها !
قال بغضب
: تخافين من ايش يا غبية ؟ ودّيها لجدتها تشوفها وترضى عنك ! رنا محد ضامن عمره ! يا خوفي تتعسر شهادتك من غضب جدتي
اجهشت في البكاء لينهض سعود غاضبًا ويخرج من الغرفة
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية مساءً
قالت بصدمة
: شلون كل هذا يصير معاكم وانا ما ادري !
قالت عائشة وهي تغطّي وجهها بكفّيها
: صار لنا يومين شلون ما دريتي
قالت لولوة
: معاج حق ما تدرين , اذا على كلامج ريلج ما تشوفينه , منين بتعرفين بالله
سمعوا صوتَ الباب وبعده بثوانٍ صوتَ صقر قريبًا من مجلسهن
: السلام عليكم
رددن السلام بأصواتٍ متفرقة
: عساكم بخير ؟ شلونك يا عمّه
زفرت لتقول
: والله يا ابو راجح ما ادري شقولّك , بسألك ليش سووا فينا جذي ؟
صمتَ لثوانٍ ثم قال
: اجراءات روتينية لا تشيلين هم , انا والله تضايقت من دخلتكم للحجز , لكن خير ان شالله
قالت لولوة
: عمي متى بيطلعون يدّي وعمامي ؟
صمتَ حتى ظنّوا انّها لم تسأله !
ثم أجابها باختصار
: على خير ان شالله , استأذنكم
دخل الى غرفته لتستأذن مها منهن وتدخل اليه
قالت
: مسفر
قاطعها بحدة
: صقر
صمتت وهي تزفر بقوّةٍ وغضب , ثم قالت
: ما يهمني شنو اناديك , ابي تفسير للي قاعد يصير ! انا من طبيت للسعودية احسّ الدنيا مو طبيعية , ناس يغمى عليها وناس تصارخ واهلي ييون وينحبسون ! انا اطالبك تشرح لي اللي يصير
اجابها دونَ اهتمام وهو يحشو حقيبته بملابسه وأغراضه الخاصّة بفوضوية
: انتبهي لصوتك والفاضك وانتي تكلميني هذا أولًا , ثانيًا اللي تتكلمين عنهم واللي ماهم عاجبينك هذول اهلي وابديهم على نفسي واقطع لسان اللي يتكلم عنهم , ثالثًا وبالنسبة لأهلك , ما اقدر اجاوبك الحين
صمتت طويلًا قبل ان تقول باختناق
: شفيك علي ؟ انا سويت لك شي يخليك تعاملني جذي !
التفت اليها واقترب واضعًا كفه على رأسها برفق
: ما سويتي لي شي , انا مضغوط حاليًا يا مها اتمنى تتفهمين هالشي , ضغوط من شغلي ومن اهلي , في مشاكل كثيرة انتي ما تعرفين عنها شي , لا تصيرين انتي بعد علي لأنّي ماني رجل آلي ولازم في النهاية انفجر واعصب !
: انزين انت وين بتروح ؟ ليش تلم اغراضك ؟
عادَ الى حقيبته ليغلقها
: بروح بيتنا وانتي خليك في الفندق مع امك وخواتك
: تتركني !
: ما تركتك يا مها افهمي , البيت مليان حريم شلون اجلس فيه ؟
: نحجز لهم سويت ثاني !
التفت اليها ليضحك
: يا بنت وش فيك ! بجي كل يوم وتشوفيني
: انزين منو في بيت اهلك ؟ اقصد يعني...
قاطعها بضحكةٍ عميقة , ثم قال
: رتيل عند اهلها
صمتت , وتابع
: ولا تبي تشوفني ولا تسمع صوتي حاليًا
رفعت حاجبها الأيمن , ولوت شفتيها بانتقاد
: عشتو !
كتمَ ضحكته قبل ان يقول
: عفوًا ؟
قال بصراحة
: واهي تطول عشان ما تكلمك ولا تسمعك ؟
قال بجدية
: الّا رتيل يا مها , ما ارضى عليها حتى المزح !
اغرورقت عينيها بالدمع , ادارت ظهرها بحدةٍ وخرجت من الغرفة
زفرَ وحملَ حقيبته مارًا بغرفةِ الجلوس
: انا طالع , السواق تحت والحرس مأمنين المكان , ورقمي عند مها اذا احتجتوا شي , خذوا راحتكم انتوا
قالت امّ مها محرجة
: بنضيق عليك جذي , لو تاخذ لنا سويت ثاني...
قاطعها
: المكان مكانكم انتوا الداخلين وانا الطالع , خذوا راحتكم , مها تعالي شوي
دفعتاها عائشة ولولوة لتخرج رغمًا عنها
مسحت دمعاتها وخرجت
: نعم
ابتسم وعانقها بخفة وقبّل رأسها
: تبين شي ؟
صمتت طويلًا قبل ان تقول
: لا تروح لها
انفجر ضاحكًا وهو يبعدها
اشار بيده على رأسه علامة الجنون
: فيك شي ؟ عقلك جايّه شي ؟
: لأ
: ادخلي لأمّك الله يستر عليك , السلام عليكم
اولته ظهرها عائدةً الى الغرفة وخرج هو
قالت والدتها
: شفيكم ؟
: انا ما قلت لج ؟!
: لا , شنو !
: طلع متزوج !!
شهقن جميعًا , لتقفز الفتيات الثلاث ويجلسن أمامها
: حلوة ؟
: صغيرة ؟
: عندها عيال ؟
زفرت وقالت
: ما شفتها زين بس لمحة , وحلوة ! وعمرها , لو اننا متزوجين من زمان جان عندنا بنت كبرها ! حيل صغيرة
قالت عائشة ضاحكة
: راحت عليج مهاوي
نظرت اليها بحدة لتضحك أكثر
واستها لولوة
: حبيبتي ما عليج منّه ولا منها
تنفست بعمقٍ وصمتت
جرحٌ غائرٌ ينزفُ فيها
ليست صغيرة وليست مراهقة
لكنّ الغيرةَ لا تعرف عُمرًا !
اعتادت ان تتملكه وحدها !
حتى انّه لم يكن له أهلٌ يشاركونها به
كانت ضرّتها وظيفته ! وأعماله
وسلطان ومالك !
فكيف الآن وقد اصبح له زوجة
واهل
واصدقاء
وعمل
ومنزلٌ آخر سيقطنه بعيدًا عنها !
,
,
المملكة المتحدة – لندن
الرابعة مساءً
طرقَ الباب طرقاتٍ خفيفة
مرّت ثوانٍ ليفتح الباب بكسل
نظر اليه بلا استيعاب قبل ان يشهق
: سعود !
دفعه سعود جانبًا ودخل الى المنزل
تبعَه عبد العزيز
: وين كنت الله ياخذك ؟ قلبت الدنيا عليك
جلس وقال ببرود
: كنت في برمنجهام عند زياد
جلس عبد العزيز امامه
: انا اتصلت على زياد قال ما شافك
: انا قلت له يقول كذا
قال عبد العزيز بغضب
: وليه ؟ حتى زوجتك من اختفيت انت ما لها حس
صمتَ لثوانٍ قبل ان يقول
: انا مسافر للسعودية
عقد عبد العزيز حاجبيه
: وش تسوي ؟
: استقر
صُدمَ عبد العزيز
: ولــد ! وش جايّك انت , مخك انضرب !
: والله جد , بروح استقر هناك
: سعود وش فيك !!
قال ساخرًا
: زوجتي شردت للسعودية , وبروح ادور عليها
جحظت عيني عبد العزيز ليهتف
: تكذب !
رفعَ كتفيه ببساطة
: قبل اسبوع جيت بيتها بشوفها البوّاب عطاني رسالة منها قالت انها رجعت وقالت لا تدور علي – قال بوعيدٍ شديد وبحرقةٍ في قلبه – بس والله خلّني امسكها , لا تشوف جهنم على الارض
قال عبد العزيز بلا تصديق
: وش فيها ليش سوّت كذا
لم يجبه
مرّت دقائقُ صامتة
ثم قال عبد العزيز
: تعوّذ من ابليس انت , خلها تولي بكيفها
رفع رأسه اليه وابتسم
: اخليها ؟ قسم بالله لا تندم
: بتطلقها ؟
: بأحلامها
قال عبد العزيز بخوف
: وش ناوي عليه !
لم يُجبه
قال عبد العزيز
: طيب انا بسافر معك
: تخسي
قال عبد العزيز بغضب
: ماني مخليك بروحك
: وانا ما ابيك تسافر معي , بقى لك شهر خلّص وارجع
: وانت باقي لك شهر بعد , تبي تضيعه عشان حرمة ؟؟
: هذه زوججتي افهم
: وانت خويي وماني تاركك
قال سعود بغضب
: انت حليَت لك الشغلة كل يوم وتارك دراستك عشان احد ؟
صمتَ عبد العزيز لثوانٍ , ثم قال مبتسمًا
: تعايرني بتركتي لها المرة الأولى ؟ مو نفس السبب خلّاك تتركها بعد !
تأفف سعود ونهض
: انطم ولا تكثر هرج , انا جاي اقول لك اني مسافر وبس , بعد يومين بسافر
نهض عبد العزيز وتمسك به
: طلبتك يا ابو محمد , فكّر ولا تتهور , وغلاتي عندك !
التفت اليه وقال بصدق
: والله انّ لك عيوني , لكن السالفة ذي ما اعرف فيها امي , انا مسافر مسافر الله لا يعوق بشر
صرخ به عبد العزيز
: حمار انت ؟ حمممار ! تبي تضيع مستقبلك عشان مين ؟ طيب خذني معك , كلنا نضيع سوى
: كل تبن واجلس كمّل جامعتك , انا جدتي تقدر بخطاب منها تخليهم يعيدون اختباراتي واتخرج بسهولة , انت من بيساعدك ؟ اذا ضيعت على نفسك بتعيد التعب اللي تعبته كلّه !
تركه متوجهًا الى باب الشقة
وقبل ان يخرج التفت اليه
: احاول اخلص شغلي واجيك الليل , سلام
وخرج !
تراكًا صديقه في حيرةٍ وتخبط
تاركًا قلبه ينفطر عليه الفَ مرة
يرى صديقه في حالةٍ من التعب والانهيار ويعجز عن مساعدته !
ما فائدةُ ان يكون صديقه اذًا !
عُد يا سعود , اجلس معي علّني اجدُ حلًا لأُساعدك
لا توجِع قلبي على حالك يا اخي !
جلس على الأريكة وهو يزفر بتعب
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الخامسة مساءً
جلس على الأريكة براحة
التفت الى شقيقته وسألها
: شلون رتيل ؟
تابعت قراءتها في مجلتها وهي تقول ببرود
: ما ادري
رماها بالوسادة
: ردّي زي الناس
التفتت اليه بصمت
قالَ بجدية
: بنت عمك شلونها ؟ ما رحتي لها ؟
: ما تبي تشوف احد
: ليه ؟
ضحكت بسخرية
: عشان نفسيتها مرة مرتاحة
ضحك رغمًا عنه , لتتابع داليا
: ذنبها برقبتك , ما تتحمل تشوف احد من اهلها وتصارخ عليهم اذا دخلوا غرفتها ولا تنزل لهم تحت ابد
ظلّ صامتًا
تابعت قراءتها وقالت
: وعلى فكرة تبي الطلاق
جحظت عينيه والتفت اليها بصدمة
: نــــعــــم !!
: اللي سمعته
نهض بغضب الى غرفةِ والدته
طرق الباب بقوّة لتنهض بفزعٍ وتفتح له
: وش فيك ؟ صاير لك شي ؟
قال بجنون
: داليا تقول انّ رتيل تبي الطلاق
تنفست الصعداء وعادت تجلس على سريرها
دخل وجلس أرضًا امامها
: يمه
قالت بهدوء
: اكيد بتطلب الطلاق , وش تظنّها بتسوي يعني ؟ ترجع لك وهي تضحك !
قال ببحة
: هي ما تعرف اعذاري !
مسحت على شعره وقالت بهدوء
: ولا راح تسمعها , وحتى لو سمعتها ما بتعذرك , انت طبيت علينا بزوجتك , وبارد من ناحيتها ولا مهتم فيها , وبعد ثلاث ايام من جيّتك رحت لها , ودخلت للمستشفى ولا زرتها , طلعت ولا تطمنت عليها , هي كذا تشوف انّك بايعها , ورتيل ما ترضى برجال يبيعها يا يمه , تحبك ايه , لكن ترخصها لا
: ما بعتها والله
: تصرفاتك تقول انّك بايعها
: وش اسوي !
: روح لبيتهم , بيّن لنفسك قبل لا تبيّن لهم ولها انّك تبيها , كلّمهم بالحسنى , علي فاهم وعاقل وبيتفهم اذا كان كلامك مقنع
زفرَ ونهض
: تعالي معي
: روح لحالك احسن
التفت ليخرج وحينها دخل عبد الله
قال صقر بحنق
: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قال عبد الله
: بتروح لهم ؟
: مو شغلك
التفت عبد الله الى والدته
: بيروح لهم ؟
قالت بهدوء
: عبد الله اطلع منها
: ليش ترضين على رتيل الرخص ؟ لو هو علي اللي مسوي بداليا كذا بترضين ؟
: عبد الله
قال بحرقة
: حرام عليكم , ترخصونها ليش انّ ما وراها احد ؟ حتى علي وتركي بيرجعونها ولو كانت هديل ما رجعوها
تركهم وخرج
التفت صقر الى والدته
: وش يبي ذا ؟ وش اللي تغير بغيابي ؟
نهرته والدته
: صقر الزم حدودك
: لا جد ! انتي ملاحظة تصرفاته ؟ في رجال طبيعي يدافع هالدفاع المستميت عن زوجة اخوه ويوقف ضد اخوه !
نهضت والدته وقالت بحدة
: رتيل اخته مثلها مثل داليا , كان قريب منها , يسمع بكيها ويسمع شكاويها , عبد الله يعرف شكثر رتيل عانت وتعبت عشانك وانت بكل برود جايب ضرتها وجاي والحين تبي ترجعها , روح لبيت عمّك وتعوذ من ابليس
زفرَ بحدةٍ وخرج من غرفة والدته الى خارجِ المنزل وهو يتنفس بحرارة
ليسَ سهلًا أبدًا ان يرى شقيقه بحالةٍ كهذه من اجل زوجته !
يشعر وكأنّ لعبد الله أنيابًا ومخالبًا تنهش قلبه
تنهش عشقه
يشعر وكأنّ عيني عبد الله تداري رتيل عنه
لا يريد ظنّ السوء بشقيقه الوحيد
لكنّ عبد الله يجبره على الأسوأ !
لمَ لا يتركه ورتيل وشأنهما
لمَ يتدخل !
الويل لك يا عبد الله ان حاولت التدخل بيننا !
ستتمنى لو انّك لم تكن اخي حتى !
يا احمق !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السادسة مساءً
دخل الى المنزل وهو يهتف
: سلطان , سلطاان
اسرعت اليه جدته بفزع
: وش بك ! مالك خرعتني شصاير
قبّل رأسها وهو يقول بسرعة
: لا يمه ما في شي بس ابي سلطان
نزلَ سلطان الدرجات بسرعة
: مالك
سحبه مالك
: تعال عندي لك سالفة
: ولد وش صاير
: امششش
خرجا من المنزل وتوقفا في باحةِ المنزل
قال مالك بلا تصديق
: تخيّل
: مالك وقفت قلبي !
: كلمت سعد اليوم
: طيب ؟
: طلع ابو راجح اسمه صقر وعمره سبعة وثلاثين سنة
قاطعه سلطان بصدمة
: وش ذي الخرابيط !
: والله العظيم سعد قايل لي كذا , وقال لي انّ ذياب يطلع صديق صقر واخو سعد وكلّهم الثلاثة يشتغلون في الأمن وكانوا في مهمة
وضع سلطان يدهُ على رأسه بغم , صمتَ لثوانٍ طويلة
ثم قال
: ليش كذب علينا طيب ؟
رفع مالك كتفيه بغضب
: والله لو اشوفه اتوطى بطنه , حقير !
نظر اليه سلطان ببلاهة
: شلون تقدر تسبّه !
ضحك مالك رغمًا عنه
: صعبت شوي في البداية بعدين طلعت
قال سلطان
: وراشد ؟
: لا قال سعد راشد عدوّهم ومسجون الحين
خرجت اروى من المنزل وهي تنادي
: سلطــ...
صمتت وعادت ادراجها بسرعة
التفت سلطان بغضب ثم نظر الى مالك الذي كان صادًا بنظره
رمقه سلطان بحقد
قال مالك وهو يرفع يديه
: لا تطالعني كذا كأنّي مجرم ! ما شفتها صديت على طول
ضربه على بطنه بغيض
: كلب
ضحك مالك , ثم قال
: طيب وش بنسوي مع اللي اسمه صقر ذا
: وش نسوي يعني , قلعته , ان كلمنا تفاهمنا معه وان ما تكلم بسلامته ما لنا شغل فيه
قال مالك
: انت متخيّل اننا زلايب الحين ؟
انفجر سلطان ضاحكًا وهو يسحبه معه الى الداخل
: امش الله يرج ابليسك , تعال اجلس مع جدتي خلعت قلبها
كان يحاولُ نسيانَ ما قاله مالك حول ابي راجح
لا يُريد تصديق انّ الرجلَ الذي وثقَ بِه كان كاذبًا
في كل شيء !
اسمه وعمره واشياء أخرى
قد أحبّه كأنّه أخٌ كبيرٌ له
أحبّ حنانه ومحبته له
احبّ نصحه وابتسامته
كيف يكونُ كاذبًا !
حصون قلب سلطان تنهار تدريجيًا
في كل مرةٍ تتساقط فيها اقنعةُ من حوله !
اما كفاكم خداعًا !
اما يكفيكم تعبي الجم , وارهاق قلبي ومشيبه !
,
,
الى الملتقى



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-03-14, 11:19 PM   #47

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم
مساء الخير والجمال لكل حبيباتي , ولكل متابعيّ من خلف الكواليس :p
انا اعتذر بشدّة على تأخري
وممكن البعض يعتبره اهمال او تجاهل
والله أيام طويلة انا مريضة كثير
وبعدها انشغلت جدًّا
كتبت البارت , واعتذر لأنّه قصير
يؤسفني أبلغكم انّي الفترة الجاية ما راح انزل
فرحي ممرة قرّب
وتعرفوا اللبكة والربشة اللي تصير قبل وبعد الفرح
كتبت لكم البارت وبالي مشغول
اتمنى تعذروني , وبإذن الله بعد الفرح ارجع واكملها لكم على خير
شكرًا لحبيباتي اللي سألوا عني , ودعوا لي في مرضي
واتمنى يدعوا لي بالتوفيق والسعادة
أحبكم كلكم <3
وطبعًا راح ادخل كل يوم اشوف ردودكم
واسألتكم على ASK
وحتى تويتر والـ BBM
لنا لقاء بإذن الله
استودعكم الله , مع السلامة ’$
,
,


بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الرابع والثلاثون

,
,
المملكة العربية السعوية – الرياض
السادسة وعشرِ دقائق مساءً
أوقف سيارته امام منزلهم , زفر بهمٍّ حقيقي
للمرةِ الثانية في حياته يشعرُ بهذا الضعف
يشعرُ انّ قدميه تخونانه وتمنعانه النزول
يشعرُ انّه سيفشل
استعانَ باللهِ ونزل
طرق الباب وانتظرَ ثوانٍ حتى اطلّ علي بوجهه
حين رآه علي عقدَ حاجبيه
ابتسمَ ومدّ يده ليصافحه
نظر علي الى يده ثم اليه
زفر وصافحه واشارَ لهُ ان يدخل
دخل وعلي من خلفه , ونادى
: القهوة يا بنت
ودخلَ مُغلقًا الباب خلفه
تأففت هديل ونهضت من مكانها
: من الفاضي اللي جاي ويبي قهوة الحين
نهرتها والدتها
: لا تكثرين هرج , روحي صلحّيها
سارت نحو المطبخ وهي تدمدم بكلماتٍ غير مسموعة
نهض وليد ينوي التوجه الى مجلسِ الرجال
قالت خالته
: اجلس لين تخلص هديل القهوة ومرة وحده دخلها وادخل
عادَ الى مكانه بصمت
في مجلس الضيوف , جلسا متقابيلن
قال صقر
: شلونك يا ابو عادل ؟
: الحمد لله
صمتا لثوانٍ , ثم قال صقر
: ادري والله انّك شايل عليّ بقلبك , وادري انّ سواتي ماهي هينة , لكنّي طمعان انّك تسمعني يا اخوي , قبل النسب اللي بيننا حنّا دم واحد ومتربين سوى
قال علي بصدق
: رغم انّك اخوي , وتربينا في بيت واحد من رجّال واحد , وكلنا اخذنا طبعه , لكنّك كسرتني في اختي يا صقر , كلنا انتظرناك ويوم رجعت كلنا تمنينا انّك ما رجعت
: اسمعني بس
زفر علي باستسلام
ليقول صقر
: والله يا علي انّي نحطيت في موقف يهدّ جبل , انا انكسر ظهري وبكت عيني , انا انجبرت على اشياء كثير , انا طلعت من السعودية مُكره , وعشت سنتين متمرمط وراسي تحت , وسنة وانا احاول ارجع اوقف , والخمس سنين الأخيرة وقفت , وخططت ودبرت , عشان ارد حقّي , وحقكم , حقّ دموع امي وانتظار رتيل , لا تسدها بوجه اخوك يا علي , انا مالي غناة عن رتيل , ثمان سنوات كانت جبل على قلبي , يوم شفتها ردّت لي روحي , رد لي رتيل يا علي طلبتك
نظرَ اليه علي طويًلا , حقًا لا يعلم ما يقول
فهم انّه كان يعاني ربّما اكثر من معاناة رتيل
وتفهمَ انّه لا يريد البوح بسرّه
ولا يفهم كيف يُخبره انّ رتيل تطلب الطلاق باصرار !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السابعة مساءً
سلّمت من صلاتها وتراجعت في جلستها حتى اتكأت على الأريكة
أسندت رأسها الى ركبتيها التين حاوطتهما بذراعيها
كانت تتمتم بأذكار الصلاة وهي مغمضةٌ عينيها
انتهت منها , لتتذكر سعود
تقطب جبينها بحزن
لكنّه ارتاح بابتسامةٍ على ذكرى طرأت لها
*رفعت رأسها عن وسادتها وهي تئن
التفتت الى هاتفها الذي لم تتوقف نغمات الاتصال عنه
رفعته وردّت بتعب
: هلا
: لين ! وينك يا بنت شغلتي بالي , وش صاير معك ؟
حمحمت ثم قالت
: تعبانة شوي
: وش فيك ؟
: بطني تعورني
: من ايش ؟
صمتت لثوانٍ , ثم قالت بخفوت
: ما ادري
: رحتي المستشفى ؟
: ما له داعي , انام شوي واطيب
قال باصرار
: قومي البسي , دقايق استأذن واجيك
: سعود جد ما له داعي
: انا شايف انّ له داعي
ودّعها واغلق الهاتف , ولم تمضِ دقائق حتى وصلَ اليها
اسندها واخذها الى المشفى القريب
سألتها الطبيبة
: ما بكِ ؟
مسحت على جبينها بخجل
التفتت الطبيبةُ الى سعود
: اخرج اذا سمحت
خرج من الغرفة لتلتفت اليها الطبيبة
: اخبريني مالذي يؤلمكِ !
قالت بخفوت
: لم اكُن انوي الحضور , هو أصر , انها العادة الشهرية فقط !
رفعت الطبيبة حاجبها مغتاضة
تمتمت بما لم تسمعه لين وخرجت من الغرفة
سألها سعود بحذر حين رأى انزعاجها
: ماذا هناك ؟
قالت
: يا الهي لا اصدق انّ هناك نساء يفكرن هكذا , انّها تخجل من ان تقولَ أمامك انها العادة الشهرية !
سمعتها لين ووضعت يديها على رأسها وهي تعض شفتها السفلى محرجة
صمت لثوانٍ طويلة , وتركته هي
لم يفهم ما قالته
ربما عقلُه لم يكُن مهيئًا للفهمِ وقتها
رفعَ هاتفه واتصل بوالدته
: يمه وش يعني العادة الشهرية !
شهقت لين وهي تتلفتُ لتهرب بأي طريقة
مرّت ثوانٍ حتى احمّر وجهُ سعود والتفت لينظر الى لين التي اشاحت بنظرها عنه فورًا
ضحك محرجًا وودّع والدته
لم يعرف ما يفعلُ الآن !
انقذه قدوم الممرضة
: آنستي سأضع لكِ محلولًا ليخفف الألم
قالت باستسلام
: ضعيه
بعد دقائق دخل سعود ليطمئن عليها
ابتسم وجلس قريبًا منها
ظلّت صامتةً ومُحرجة
ضحك سعود وقال
: خلاص عادي ما صار شي
حمحمت ولم تُجبه
: المرة الجاية علميني وش متعبك عشان لا ننحط في موقف كذا
انفجر ضاحكًا وغطّت هي وجهها بخجلٍ كبير
خجلٍ عذري
يجعلها تُحرج من امرٍ طبيعي
تشعرُ انّ معرفةَ سعود به طامّة
تستلذُ بمشاعرها مع سعود
لربّما كلُ ما تفعله مع سعود قد فعلته مع جاسم سلفًا
لكنّها تشعر بطعمٍ آخر مع سعود
تشعرُ انّ قلبها يحلقُ مع سربٍ من سعادة
انّ عينيها تُشعّانِ سنًا مبتسمًا
تشعرُ انّ كلّ انواع الابتهاج تسكنها !
مدّ بيده اليها
: يلا نمشي , الف سلامة عليك , بس ممكن سؤال ؟
همهمت بابتسامة
قال بمكر
: ليش البطن توجع ؟ وش العلاقة يعني
هتفت وهي ترميه بالوسادة
: سـعـود !
انفجر ضاحكًا وهو يبتعدُ عنها *
دومًا ذكرياتها التي تهاجمها
ويكونُ هو سيدها
تنتهي بضحكته
ضحكته التي تكاد تقسم انّها تشعر بها هذه اللحظة
همست بزفرة
: الله يحفظك يا روحي
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السابعة مساءً
كان منتبهًا لنظراتها
وحركةِ شفتيها كلّ ما همّت بالحديث وصمتت
وتوترها
زفر ونظر اليها
: يمه
رفعت رأسها اليه
: هلا
ابتسم
: وش عندك
: وش عندي ! من يقوله
ضحك بخفةٍ واقترب منها
: علينا يا ام مساعد , وش عندك قولي
صمتت لثوانٍ , ثم قالت
: بزوّجك
فورًا غضب ونهض واقفًا
: انسي
تمسكت بثوبه
: اجلس ما خلصت كلامي
زفرَ بقوّة وقال
: اتركيني يا يمه ما ابي ازعلك
: والله ان تجلس
استغفر بهمسٍ حاد وجلس
: تعوّذ من ابليس , واستهد بالرحمن , واسمعني وانا امك
لم يُجبها
تابعت حديثها باستعطاف
: انا وش اتمنى غير انّي اشوفكم مرتاحين وسعيدين , واشوف عيالكم واشيلهم مثل ما شلتكم
: البركة في عيال عمامي الله يخليهم
: انت ولدي يا سلطان , انت حبيبي واعز عيالي , يا يمه رب العالمين خلقنا شعوب وقبائل واجناس واطباع , لا تحكم على جنس كامل عشان غلطة ! قدر الرز ان احترقت فيه حبتين ما رميته كلّه
: شكرًا لكلامك الجميل , لكنّي ماني متزوج
: برضاي عليك يا يمه , لا توجع قلبي
نهض وسار ليخرج من الغرفة
: انا آسف
تركها وخرج
زفرت بحزنٍ كبير
بهمٍ عظيم
لن تسكت أبدًا
لن تسمح له بإيقاف حياته عندَ نقطةٍ ولّت واندثرت , ستقاومه ولو اضطرت الى اجباره !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السابعة وخمسِ دقائق مساءً
حمحم علي وهمّ بالحديث
ليقاطعهم دخول وليد وتركي من خلفه
توقف وليد حين رأى صقر ومدّ تركي رأسه
هتف تركي بغضب وهو يبعد وليد من امامه
: وش جاي تسوي هنا
نهضا علي وصقر
وضع وليد القهوة على الطاولة ثم نظر الى صقر
صافحه وقال
: شلونك
ابتسم صقر
: الله يسلمك الحمد لله
صاح به تركي وهو يقترب
: مالك شي عندنا
قاطعه وليد وابعده
: تركي تعوّذ من الشيطان !
اقتربت ام علي بقلق
استرقت النظر وزفرت
اقتربت حتى دخلت الى المجلس
: تركي
التفت اليها وقال
: شايفة وقاحته يمه
اقترب منها صقر وقبّل رأسها
: عساك طيبة
هزّت رأسها بصمت
صعدت هديل بسرعة الى غرفة رتيل
فتحت الباب لتجد ملاك مستلقيةً قريبةً من رتيل وتقرأ في كتاب , ورتيل تعبث بهاتفها
قالت وهي تلهث
: صقر هنا وتركي بيتهاوش معه !
هبّت ملاك واقفة ونهضت رتيل باهتمام
نزلتا الدرجات وهديل تتقدمهما
سمعن ام علي تهتف
: يا تركي خلاص
: والله لو ما حرمة القتل كان قتلتك يا كلب
ردّ عليه صقر وهو يضغط على أعصابه
: كلامي ماهو معك , انا جاي لعلي ولزوجتي
رددت رتيل بسخرية
: زوجته !
سمعتها ام علي التي كانت تقف بقرب الباب , والتفتت اليها
قالت بحزم
: اطلعي فوق
التفت تركي وخرج من الغرفة وصرخ بغضب
: جاي يبي يرجعك , ترجعين معه ؟ ترضين ترجعين له ؟
قالت ببرود
: لا
كان الجميع صامتًا , وجاءت كلمتها واضحةً جدًا
هبّ صقر ليخرج من الغرفة
شهقتا هديل وملاك وصعدتا بسرعة
خرج علي خلفه وهو جدُّ متضايق
: صقر تعال للغرفة الكلام بيننا
كان ينظرُ اليها بصمت
ينظرُ الى عينيها تحديدًا
شعرت انّ الكرةَ الأرضيةَ خلَت الّا منهما
شعرت بالصمت يلفهما
شعرت انّه لا بشرَ هنا , سواهما !
كان قلبها يكاد يقفز من بين اضلعها ليعانقه
وعينيها تكادان تذرفان دمعَ اشتياقهما لرؤيته
ويديها متلهفتان لتحاوطان بكلِّ قوتهما رقبته
ظلّت تنظرُ اليه وصدرها يرتفع ويهبط بقوّة
دفعه تركي وقال
: قالت لك تبي الطلاق انت ما تفهم !
قال بحدة
: ماني مطلق
لا تعلم كيف ترتبت الحروف في حنجرتها لتخرج مرتبة كجملةٍ واحدة , لو كانت في وعيها لما نطقتها أبدًا !
قال ببرود ولا مبالاة
: لا تطلق , في شي اسمه خلع !
شهقوا جميعًا بحدة
كادت عينيه تقفزان من مكانهما من قوّة الصدمة
التفت اليها تركي بارتباكٍ ودفعها وهو يقول
: اطلعي غرفتك , امشي
قال علي بتوتر
: تعال يا صقر , تعوّذ من ابليس خلّك منها ما تفهم
صرخ صقر بغضبٍ جم
: تخلعين مين يا بنت ابوك ؟ والله ان ترجعين يا رتيل ورجليك فوق راسك , وكاني جيتك اليوم بالطيب وكبّرتي راسك , بكرة تنسحبين من شعرك ومن فوق خشمك , انا ما انخلع ولا تنقال لي هالكلمة يا بنت امس
فتحت فمها لتصرخ به , لتتخلص من كمِّ المشاعر السلبية المتراكمةِ على قلبها
لتخبره كم تكرهه , لتشتكي له منه
ثم تبكي بحدة وتقسم انّها تعشقه !
انّها تبكي منه
انّها تحتاج اليه !
فقط تحتاج الى ان تتكلم
لكنّ تركي أخرس فمها بيده وسحبها عنوةً واجبارًا الى غرفتها
وأولاهم هو ظهره خارجًا من المنزل بكلِّ غضب
كم أحرقت قلبه كلمتها الوقحة !
هدّت حصونًا قد بناها حول مملكتها , قلبه !
احرقت مملكتها وعرّتها بلسانها السليط
تمنى لو انّه لم يتجرئ ولم يأتِ الى منزلهم
تمنى لو انّه ظلّ على رأيه الأول , بأنّها محتاجةٌ الى وقتٍ لتنفردَ بنفسها دونَ ضغوط
لكنّه أفسد خلوتها مع ذاتها وأقحمَ نفسه فيها بقوّة
بقوّةٍ آلمته قبل ان تؤلمها
عرّض رجولته الى الاهانة , من طفلته !
رتيل الطفلة التي حملها منذ ساعاتها الأولى في حياتها , حتى وقّع على عقد قرانه بها , وحتى حلّت عليه تلك الكارثة
تُهدده بالخلع !
أيُّ ضحكةٍ ساخرةٍ تضحكها الدنيا منه الآن
وأيُّ ابتسامةٍ شامتة يبتسمها حظّه الآن !
يجب ان يبتعد الآن , سيجاهد نفسه ليبتعد أميالًا
حتى تهدأ صغيرته وتستكينَ نفسُها
,
صرخت بها بلا تصديق
: خلعتي الحيا مرة وحدة تهددين الرجال بالخلع !
لم تجبها ولم تنظر اليها حتى
سحبتها وامسكت بفكّها بقوةٍ لتدير وجهها ناحيتها
: طالعيني
قالت ببرود
: وش تبين ؟ ايه خلعت الحيا واهدد بالخلع وبأخلعه ماهو تهديد وبس
لم تحتمل أمّها , رفعت يدَها وهوَت بها على وجهها بقسوة
شهقت هديل وابعدت والدتها بقوة
: يمممه شفييك !
كان جسدها كلّه قد انتفض من قوّة الصفعة
رفعت رأسها ومسحت على وجنتها بخفة , ثم صرخت
: ليش تضربيني ؟ بأي حق ! انتي مين أصلًا عشان تمدين يدّك علي !
قالت هديل بصدمة
: رتيل !
تابعت رتيل صراخها بحرقة
: اذا تبين تضربين اضربي هديل او علي او تركي , او حتى ملاك ووليد , هم عيالك وعيال اختك , انا بنت زوجك , انا ماني بنتك عشان تضربيني , لا تنسين نفسك بزيادة وتاخذين مكان امي !
كانت ام علي صامتةً بصدمة
لم تستوعب بعدُ أنّ هذا الكلام موجهٌ اليها !
تلفتت حولها تبحث عن أخرى تخاطبها رتيل
ثم نظرت الى رتيل
: تكلميني !
لم تجبها رتيل , كانت تمسح أدمعها وتشهق بوجع
قالت ام علي بألمٍ كبير , وخيبةٍ عظيمة
: انا يا رتيل مو امك ؟ انا ما يحق لي امد يدّي عليك ولا يحق لي اربيك ؟ انا !
أولتها رتيل ظهرها لتخرج وتترك لها الغرفة
لكنّ ام علي قالت
: لا خلّك , انا بطلع
نهضت وخرجت من الغرفة
وهي تشعر بشرخٍ في قلبها أحدثته رتيل , وقعه كوقعِ خنجرٍ مسموم !
كأنّ أوردتها تتبرئ منها !
كأنّ دماء عروقها تُخبرها انّها ليست دماءها !
كأنّ سماءً عظيمة , تهاوَت على رأسها , وهشمت أمومتها وعاطفتها
رتيل !
الياسمينةُ الناعمة , البارّةُ بها
المحبةُ لها
تتبرئ من حليبها الذي كبُرت منه !
وتتملص من بنوّتها تجاهها !
تتنكر منها !
آهٍ على وجع غرزته رتيل في روحها
وآهٍ على خيبةٍ صفعتها رتيل بها
كيف يا ابنةً ضممتها لي , ولم أحمل بها او أصارعَ ألم وضعها
كيف يا حبيبةَ أمّك !
كيف تجرحين فؤادي , وتخدشين عظمَةَ حُبّي
الويلُ للحزنِ الذي أنطلقَ الشرّ الخامدَ فيكِ
الشرّ الطبيعي في كلِّ البشر
الذي ظننته ليس مخلوقًا فيكِ من فرطِ طيبتكِ
يا ابنتي !
,
,
المملكة المتحدة – تشيلسي
العاشرة صباحًا
نزل الدرجات بخفة , ودخل الى غرفة الطعام
كانَ عاقدًا حاجبيه وفي عينيه برودٌ غيرُ معهود
قال بلا مبالاة
: صباح الخير
وجلس على مقعده
سمّى بهمسٍ وبدأ بتناول افطاره
قدمت له والدته كوب الحليب الدافئ
قال بوجوم
: ما ابغى حليب , اعطيني شاي
تنفست بصبرٍ وقدمت له كوب الشاي
رفعت السكّرية والملعقة , لكنّه مدّ يده برفض
: ابغاه مر
: مو زين !
: انا ابغاه كذا !
جلست والتفتت الى زوجها الذي هزّ رأسه بمواساة
سألته جدّته
: ما خطتك لليوم ؟
: لا شيء , سأنهي بعض اعمالي وازور رنا وعزيز واعود لأنام , موعد الطائرةِ العاشرة صباحَ الغد
صمتت لثوانٍ طويلة , ثم قالت
: تزور رنا ؟
نهض وقال بسخرية
: الا تظنين انّه من الواجب ان ازورها ؟ رنا ستموت انها تحتضر , الَا يلينُ قلبكِ أبدًا !
اولاهم ظهره وخرجَ من المنزل
قالت والدته ببكاء
: علّك ما تربحين يا لين
استغفر والده بهمسٍ ونهض من مكانه خارجًا من الغرفة
التفتت السيدة جوليا الى ابنتها
: هل ستذهبين انتي ايضًا الى رنا ؟
: نعم امي , انها متعبةٌ جدًا ويجب ان اذهب للاعتناء بها والجلوسِ معها كلّ يوم
اغمضت عينيها لثوانٍ طويلة
مشتاقٌ قلبها الى تلك المتمردة
تحنُّ الى ضحكتها الشقية
وابتسامتها النقية
الى مكرِ عينيها
الى رفعة احد حاجبيها , حين تغضب
الى عضّها لشفتيها بقوّةٍ حين تحبس بكاءها
مضَت أعوامٌ طويلة
مُنِعَ ذكرها في المنزل
حتى هي لم تجرؤ على التفكيرِ فيها في خلوتها
خطرَت لها ومضاتٌ من أعوامٍ طويلة
وقفتها بتمرد
مناداتها ومطالبتها بحريّتها
وقوفها في وجهها بتحدٍ واضح
تذكرت ضربتها الاولى والأخيرة لها في حياتها
تذكرت قسمها بأنّها غاضبةٌ عليها الى يومِ يبعثون
تذكرت قصص زوجها الراحل
عن فتياتٍ عشقْن وتزوجن سرًا
نعتهن بأسوأ الالقاب
وقال انهنّ أضعنَ شرف عائلاتهن !
التفت الى ابنتيه وابتسم حينها , وقال بعطفٍ كبير
: اثق انّ رونا ورنا لن تفعلا ذلك
بادلته ابتسامته بأجمل , وقالت بثقةٍ كبيرة
: لن تفعلا
لكنّ حبيبتها ومدللتها فعلتها !
جرحت ثقتها بها
وخدشت محبةَ ابيها وايمانه بها , وهو في قبره !
حنّت ظهره , كما قال هو !
فتحت عينيها بشهقةٍ حينَ شعرت بيدٍ تلمسها
: امي !
التفتت اليها وفي عينيها بحرٌ من دموع
قالت رونا بحنان
: ما بكِ !
: سأذهب معكِ الى رنا
شهقت رونا غيرَ مُصدقة
: حقًا !
نهضت الى غرفتها دونَ ان تردّ عليها
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحًا
دخل الى غرفة جدّته وعينيه محمّرتين وصوته مبحوح من أثرِ النوم
استلقى قريبًا منها وأغمض عينيه
سألته وهي تعبث بسبحتها
: وش فيك
قال ببحة وكسل
: راسي مصدع , ما تعشيت امس ونمت متأخر وراحت علي نومة مواعد مالك اطلع معه الصباح وسحبت عليه
قالت بسخرية
: خلّك , هذا حالك طول ما انت منشف راسك وما تبي تجيب لك حرمة تقوم بك
استغفر بملل ثم قال
: يا الله صباح خير
: مب عاجبك كلامي قم انقلع
نهض وهو يقول
: من مسلطك عليّ تسدين نفسي كل ما شفتيني !
تركها وخرج وهو غاضب
صادف اروى التي ابتسمت
: صباح الخـ..
تجاهلها لتعقد حاجبيها استغرابًا
دخلت الى غرفة جدتها , قبّلت رأسها وجلست أمامها
: شلونك يمه
زفرت الجدة
: الحمد لله
: وش فيه سلطان ؟
: هيسٍ أربد ما في وجهه حيا
: اوف اوف وش صاير !
: اقول له بزوجك يعيي وينافخ
قالت اروى بصدمة
: قلتي بتزوجينه !!
صرخت بها
: ايه ابزوجه , صك الثلاثين والشيب طلع في لحيته وراسه وما تزوج
نهضت اروى وقالت بغضب
: هو حر , ما يبي يتزوج براحته
ضربت الجدّة ساقَ أروى بعصاها
: وانت وش دخلك ؟ بدل ما تعاونيني عليه !
: انا ما ابي اخوي يتزوج , فقدته سنين خليه لي ولأبوي الحين
وضعت الجدّة يدها أسفلَ فكّها وهي تفكر
ثم نظرت الى اروى بغيض
: تغارين على اخيك يا روية ؟
ضحكت رغمًا عنها وجلست أمام جدتها
: ايه اغار على اخيي , ما ابيه يتزوج ويصير اهتمامه للحرمة , انا وانتي وابوي أولى بوقته ورعايته , وبعدين سلطان ما يبي يتزوج كافي اللي شافه , اتركيه !
دفعتها جدتها بغضب
: والله لا ازوجه , قومي عنّي سوّد الله وجهك
نهضت وهي تقول بلا اهتمام
: أي خير ان شالله , زوجيه بأحلامك حبيبتي
رمتها الجدة بالوسادة وهي مغتاضةٌ , ولا تزال على رأيها وتصرُّ عليه أكثر من قبل
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الخامسة والنصف مساءً
دخلَ مرهقًا , وضع مفتاح سيارته وهاتفه على الطاولة
رمى بجسده بتعبٍ على الأريكة
قال تركي وهو يُغلق جهازه الحاسوب
: وين كنت ؟ من الصبح منت موجود
: كان عندي شغلة في الشرقية
: طلعت من الفجر ؟
: ايه , خلصت شغلي ومريت البيت جبت كم شغلة وجيت على طول
: صادفت ابوك ؟
: لا , بس مريت من المجلس سمعته يكلم تلفون , استعجلت بالطلعة عشان لا الاقيه
: من كان يكلم ؟
قال بلا مبالاة
: مدري والله , بس كأنّ عنده سالفة , اسمعه يتكلم عن وحدة في لندن – نهض وهو يزفر – ما علي منّه , ابدخل المجلس انام بالله نبهّم لا يطلعون صوت
عاد تركي الى جهازه وهو يقول
: نوم العافية
تابع عمله حتى عقدَ حاجبيه , أبعد الجهاز جانبًا وسرح بفكره
" لندن " !
نهض مسرعًا ودخل الى المجلس
قال وليد بانزعاج
: خير خير وش فيه
: وليد متأكد سمعته يتكلم عن وحدة في لندن !
تأفف وليد
: تركي يا سخافتك ! وش دخلنا في لندن ولا في واشنطن , ما لنا دخل بسلامتهم
: جاوبني بس , وش سمعت بالضبط !
: سمعته يقول السفارة السعودية في لندن مانعتها , ودامها مرتاحة خلّها احسن
نهض تركي وكفّه ترتجف بخفة
ازدرد ريقه واشار له
: خلاص نام
: تعال وش فيك ؟ ليه تسأل ؟
: لا ولا شي , تمسي على خير
خرجَ من الغرفةِ وباله مشغول
أخرج هاتفه واتصل بأحدهم
سلّم عليه وأخذ أخباره , ثمّ سأله
: الا ابسألك عن واحد من الشباب مبتعث اسمه عبد العزيز جانا مرتين الاستراحة , تذكره ؟
: ايه عزوز ولد عمي , وش فيه ؟
ابتسم براحة
: تعطيني رقمه الله لا يهينك , ابيه بشغلة
: خلاص ابشر , دقايق وارسله لك
: الله يبقيك
ودّعه وأغلقَ الهاتف
انتظر لدقائق حتى وصلَه الرقم
,
,
المملكة المتحدة – لندن
الحاديةَ عشرةَ صباحًا
زفر وقال
: انا بكرة مسافر
عقدت حاجبيها
: وين بتروح ؟
: الرياض
: وش تسوي
: خلاص اعيش هناك
قالت بصدمة
: oh lord , what about the family ? They're ought to be furious for sure
" يا الهي , ماذا عن العائلة ؟! سيغضبون بالتأكيد ! "
رفع كتفيه بلا اهتمام
: يزعلون يومين ويرضون
: so tell me why you intend to go ?
" اذًا أخبرني , لمَ تريد الذهاب ؟ "
ابتسم ببرود وسخرية
: زوجتي شردت مني
قالت بصدمة
: oh my God ! what !!
ضحك بلا اهتمام
: أي والله , بروح ادور عليها
: طيب why did she runaway ?
" لماذا هربت ؟ "
: ما ادري يا رنا , لا تصدعيني
: ok وانت وش بتسوي ؟
قال ببساطة
: Nothing
اقتربت منه وهي ترفع حاجبها الأيمن
: اها , وانا ثوله وبصدقك يعني
ضحك بعمقٍ ثم قال
: طيب , بلقاها وبعدها بخليها تندم انها قابلتني في حياتها
هزّت رأسها نفيًا
: نووو سآود , اسمع مني
لم يُجبها
: هي حلوة ؟
هزّ رأسه ايجابًا بابتسامة
: is she kind ?
" هل هي ناعمة ؟ "
ضحك رغمًا عنه
: ايه
: اسمع وانا خالتك الناعمات ما ينفع معهم الّا الحقران , اقول لك عندك لها صورة , او فيديو احسن
: عندي
: آه يالشيطان , هات اشوف
ضحك وهو يمدّ لها بهاتفه
: زوجتي يعني طبيعي عندي صور لها !
تجاهلته وهي تنظرُ اليها في عدّة صور ومقاطع مرئية
رفعت رأسها اليه بصمتٍ دامَ لثوانٍ
قالت بهدوء وعطف
: مرة حلوة يا سعود ! مرة نعومة
لم يُجبها
: ولد لا تكون انت اللي مسوي لها بلاء وشردت !
ضحك بسخريةٍ ونهض
: يلا اجيك بالليل اسلم عليك لأن الصباح مسافر
قالت بحزن
: اجلس عندي , ما شبعت من جلستك
همّ بالردِّ عليها وباغتهما صوتُ البابِ الذي فُتِح
قبل أن يلتفت ليرى من الذي دخل , قال بغيض
: لو طلع زوجك بفجر به
كانت مبهوتةً وصامتة
التفت الى الخلف وحملق ببلاهة
رفعت والدته يدها تُحييه بمحبة
: هاي سعود
صمتَ لثوانٍ طويلة وهو ينظرُ الى جدته
حمحم وقال
: مرحبًا نانا
قالت بهدوء
: مرحبًا سآود
اقتربت بهدوء لتجلس أمامها وتقول
: كيف حالكِ ؟
التفتت الى شقيقتها وقالت ببحة
: رونا !
اقتربت رونا لتجلس بجانبها وتبتسم بعطف
: هيا , ها قد جاءت اليكِ , تحدثي اليها وحاولي استرضاءها !
سحب سعود نفسه بهدوءٍ تام , لتتبعه والدته بعدَ ثوانٍ
وتخلو الغرفةُ الّا منهما
ومن صوتِ الأجهزة
رفعت عينيها عنوةً لتنظرَ الى والدتها
كأنّها تنظرُ الى صورتها المستقبليةِ بعد أعوام
كأنّها ترى في انعكاس الزرقةِ الصافيةِ في عيني والدتها , عينيها وعينَيْ فكتوريا
كادَ قلبها يقفز ليعانق والدتها
ودّت لو استطاعت تخطّي حاجزَ السرير والهبوط الى الأرض والانحناء أمام والدتها
تمنت أمنيةً لو تمنتها قبلَ أعوامٍ لحققتها ببساطة
تريدُ تقبيلَ أقدامِ والدتها !
تريدُ كسَب رضاها , قبل أن يصلها الموتُ الذي يقترب منها ببطء
قالت ببحة , وبعبرةٍ تخنُقُها
: امي !
,
التفت الى والدته بدهشة
: شلون اقتنعت تجي ؟
رفعت كتفيها وعينيها مغرورقتان بالدمع الصافي
: ما ادري , فجأة قالت بتجي معاي
زفر وصمتَ لثوانٍ
: طيب بتجلسين هنا انتي ؟ انا بطلع عندي مشاوير
: لا بنزل اجلس في المقهى اللي هنا , شوي واطلع لهم
: اوكي , انا ماشي
ادارَ ظهره لتتمسك بذراعه
: سعود
التفت اليها بصمت
مسحت على ذراعه وابتسمت بحنان
: انتبه لنفسك ماما
زفر واقترب ليقبّل رأسها
ثم أولاها ظهره وخرجَ من المشفى
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية مساءً
جلسَ أمامه وأمسكَ بيده
: وبعدين يعني ! متى بتقوم
كان صوتُ الأجهزةِ هادئًا ورتيبًا على وتيرةٍ واحدة
والغرفة في درجةِ حرارةٍ معتدلة
وجسده مسجىً بلا حولٍ ولا قوّة
فتح هاتفه على تطبيق القرآن الكريم
تلَى عليه لعشرِ دقائق حتى دخلَ الطبيب
: فيصل ؟
نهض فيصل وقال مرهقًا
: دكتور
: وش جايبك الحين ؟
: طلعت من دوامي واشتقت اشوفه , جيت اطل عليه وبرجع للبيت بعد شوي
اقترب الطبيب ليربت على كتفه
: بيقوم بالسلامة ان شالله
: ما في تحسن ؟
: حالته مستقرة لكن ما فيه جديد , على حاله
همس فيصل بحرقة
: علّك ما تربح يا فارس
: ما لقوه الشرطة للحين ؟
: يدورون عليه , تأخرنا في فتح الملف وكان عنده وقت يختفي !
: الله يكون في عونكم , استعينوا بالله
التفت الى شقيقه وقال بحزن
: ونعم بالله
,
,
المملكة المتحدة – لندن
الثانيةَ عشرةَ مساءً
: تخاويني ؟
قال دونَ ان ينظر اليه
: عندي مذاكرة
: عزيز
نظرَ اليه بصمت
: وش فيك
: ما فيني
: عزوز لا تنفس على راسي
تجاهله وعاد ينظر الى هاتفه
زفر سعود ليقول
: ساعات الظروف تجبرنا , لا تزعل وتشيل بقلبك وتاخذ بكلام قلته في ساعة غضب , انا مسؤول من لين ولازم القاها , واجب علي اترك كل شي وادور على لين , لا تزعل من اخوك عوز
: ماني زعلان
تأفف سعود ونهض
: خلك منفس , انا طالع , تبي شي
: بحفظ الله
: تجي معي للمطار بكرة ؟
: طيب
خرج وتركه ليزفر عبد العزيز
همّ بالنهوض , ليرنّ هاتفه
التفت اليه بضجر , كان سيتجاهله لكنّ الرقم من المملكة
خافَ من مكروهٍ أصابَ عائلته , فردّ
: الو
: السلام عليكم , شلونك عبد العزيز
: وعليكم السلام ورحمة الله , بخير الله يسلمك
: معك تركي , تقابلنا في استراحة الشباب مرتين
صمتَ لثوانٍ , ثم قالَ باستدراك
: اييه , هلا والله , هلا تركي , شلونك وش اخبارك
: الله يخليك
: آمرني يا تركي
: ما يامر عليك عدو , بغيتك في شغلة ما يساعدني فيها الّا انت
: ابشر والله , رقبتي سدادة
: الله يبقيك , لي ولد خالة , الاسبوع هذا بإذن الله بيجي لندن , هو بيقول لك سالفته وانا أملي بالله ثم فيك تساعده
: ابشر يا تركي , كل اللي اقدر عليه بسويه ان شالله
: بيّض الله وجهك
تبادلا بعض عبارات المجاملة وتوادعا على أملٍ باتصالٍ قريب
وضعَ هاتفه جانبًا باستغراب
مالذي يجعل رجلًا لم يرَه سوى مرتين يلجأ اليه !
,
,
الى الملتقى




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 27-06-14, 02:09 AM   #48

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله
اعتذار بحجم السماء لجميع حبيباتي متابعات الرواية
جد جد ظروف أكبر منّي , اضطرتني أتأخر
واعتذر جدًا ان البارت مو مرة طويل
قراءة ممتعة أحبتي <3
,
,
بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الخامس والثلاثون

,
,
المملكة المتحدة – لندن
العاشرة والنصف صباحًا
قالت ببحة , وبعبرةٍ تخنُقُها
: امي !
قالت السيدة جوليا بجديّة
: جئت فقط حتى لا تكوني ذنبًا على كاهلي اذا قابلت الله , كان يجب أن أطمئنّ عليكِ
هزّت رنا رأسها وحنجرتها تؤلمها من الغصّةِ العالقةِ فيها
: اشتقت لكِ
ألجمت كلمتها والدتها , كأنّها لم تسمع كلماتها الجارحة
فقط انتقت كلمة الاشتياق من دون مجلدات الكلمات التي يجب أن تدور بينهن
زفرت برجفةٍ وهي تقاوم قلبها الضعيف , الذي انتحب شوقًا ولوعة
تحاملت رنا على نفسها وهي تحاول النهوض من السرير
لتقول والدتها بعد ان التقطت أنفاسها
: ابقي مكانك
قالت برجاء
: ارجوكِ دعيني أنهض او اقتربي !
صمتت لثوانٍ , ثم زفرت ونهضت لتقترب منها
مدّت كفّها بتردد لتضعه على رأس رنا
التقطته رنا بلهفةٍ كبيرة
قبّلته مرارًا وهي تلهث وتبكي
تمادت ذراعيها وارتفعت لتلتف حولَ رقبةِ والدتها
حينها فقط
شعرت انّها رنا ابنةُ محمد !
حينها فقط عادت حياتها التي توقفت منذ سبعةِ أعوام
وكأنّه شريط توقف لمدّة
وأُعيدَ تشغيله
اطلقت زفراتٍ حادّة
وبكت بحرقة
وهي تهتف
: أمممي , أمممي
سقط قناع جوليا
واندكّت حُصونُ قسوتها
انهمرت أدمعها
وفَلُتَتْ أنفاسها المتعبة
ضمّت ابنتها اليها وكأنّها لم تضمّها من قبل
استنشقت رائحتها التي افتقدتها منذ أعوامٍ شابَ قلبها خلالها همًا واشتياقًا مقتولًا
مرّت دقائقٌ تتبعها دقائق
لتدخل رونا وتشهق بخفةٍ حزينة
اقتربت ومقلتيها تسبحان بالدمع
: امي , رنا !
فتحت رنا عينيها وهي تقول بحسرة
: هذه امي يا رونا ! انا في حضن امي يا روننا
قالت رونا باختناق
: هدّي مو زين عليك الانفعال
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثامنة والنصف مساءً
دخل الى المنزل ونادى
: يا ولد
نادته والدته من المجلس
: اقرب ما حولك أحد
دخل وألقى التحية ثم نظر الى وليد
: سالخير
ابتسم وليد وارتشف من قهوته ثم قال
: سالنور
: ابيك بسالفة
: شعندك
: قوم تعال
نهض وليد وتبعه الى غرفة الضيوف
أغلق تركي الباب والتفت اليه
: لازم تسافر لندن
عقد وليد حاجبيه
: وراه !
: بتروح لندن , انت وملاك
: تركي !
هزّ تركي رأسه وقال
: في واحد بلندن انا مكلمه من كم يوم وقلت له انّك بتقصده في شغلة قال ما عنده مشكلة
قال وليد وقد استفزّه تركي
: أي تكلم وش اسوي بلندن وليش مكلم الرجال ؟
صمتّ تركي لثوانٍ ثم قال
: يمكن تلقى امّك في لندن
وكأنّ صفعةً مدويةً هوت على وجه وليد ليصمت بصدمة
دام صمته لثوانٍ طويلة
ثم قال
: امي !
: ايه , الرجال ذا انا قابلته مرة , احسّ انّه بيقدر يساعدنا بشي , ما بتخسر شي بروحتك يا وليد , ان لقيتها الحمد لله وان ما لقيتها فهذه خطوة في انّك تدور عليها
ضحك وليد بلا تصديق
: انت جنيّت ! امي وش يوديها لندن بالله
: وليد طاوعني
أشار وليد الى رأسه باستخفاف
: انت جنيت رسمي
تركه وخرج من الغرفة
رفس تركي الباب وهو عاقدٌ حاجبيه
: يا كرهك
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة مساءً
نهض وقال
: يلا انا ماشي , تبين شي
نهضت وقالت بتماسك
: انا مو راضية عن هالوضع
نظرَ اليها بصمت لتتابع حديثها
قالت وهي تحاول ألّا ترفع صوتها
: ابوي وعمامي ويدّي !
زفر ثم قال
: وش فيهم
: شفيهم ! جنّك ما تدري يعني
: مها...
قاطعته بحدة وهي توشكُ أن تبكي
: امّا تشرح لي ولا الحين ابي اشوفهم
ظلّ صامتًا
صرخت وهي تلوحُ بكفّيها بلا تصديق
: مو صج اللي قاعد يصير ! امي والبنات يدخلون الحجز وابوي وعمامي ايّون ولا اشوفهم ولا ادري عنهم , شنو جريمتنا عشان يصير فينا كل هذا ! قولّي تحجّا
صرخ بها بغضبٍ جم
: ما سألتي نفسك قبل ثمان سنوات انا من وين جيت ؟ من اللي جابني وبأي طريقة , ما سألتي نفسك ليه ما عندي أقارب ولا اهل , ما سألتي نفسك عن شي يخصني والحين تسأليني عن اهلك , وتسأليني عن جرمهم ! راشد وابوك وجدّك وعمّك مجرمين يا مها , نزعوني من اهلي وديرتي , حرموني من امي ومن راحة بالي , أبعدوني عن احلى شي في حياتي , اخذوني من رتيل قلبي قرّة عيني وحبيبتي وبنتي وكل شي بالنسبة لي , عشان ينسبوني لعائلة ثانية ويوظفوني وظيفة ثانية ويزوجوني زوجـ...
عضّ على لسانه وهو يتنفس بقوّة
شعر بأنّه قد انفجر , وكانت أولَ مرةٍ يصرخ بها أمامها
كثيرًا ما رأته غاضبًا وحادًا
لكنّ لم يصادف ان يصرخ بهذا الانفجار
قالت بعد برهة
: اهلي حرموك وبعدوك وخذوك ! وزوجوك ؟!
زفر بحرارةٍ ثم قال
: انا ابي امشي
تمسكت به
: مسفر...
صرخ بها وهو يسحب يده
: صققر , اسمي صـــقـــر
تراجعت بخوف , ليتابع
: شفتي بشاعة أهلك , حتى اسمي حرموني منّه , سنين وانا احترق على كل شي بداية برتيل واسمي , ونهاية بأشياء كثير
على وقعِ طرقاتٍ مضطربةٍ على الباب التفتا
سمعا والدة مها تهتف
: يمه مها , ابو راجح , شفيكم يا يمه
زفر وتوجه الى الباب
فتحه ليقول باستقطاب
: ما في شي , انا ماشي , السلام عليكم
تركهن وخرج من الجناح الفندقي
كان يشعر بالغضب يؤلم قلبه ويحيله الى جمرةٍ ملتهبة
انفاسه ساخنة تكاد تحرق جدار أنفه
وقدماه تدكانِ الأرض بقوّة
الى أي حدٍ بالجنون وصل
يتساءل ان كانت رتيل السبب ام وضعه المتخبط !
على وقعِ ذكراها شعر بغضبه يزداد
يشعر ان اشتياقه سيرديه قتيلًا
أغلق باب سيارته وأغمض عينيه
يتمنى لو يذهب ليراها
أخرج هاتفه واتصل بداليا التي ردّت بعد ثوانٍ
: هلا
: داليا
: هلا !
صمتَ لثوانٍ طويلة , ثم قال بنبرةٍ غريبة
: اتصلي على رتيل
: ليه !
: الحين اتصلي عليها وانا معك
قالت داليا برفضٍ قاطع
: مستحيل , ما ترضى
قال بحدة
: قلت لك اتصلي عليها , ماني متكلم ولا بتدري اني معكم
: صقـ..
صرخ بها
: داليا
ازدردت ريقها , تعلم انّه ليس من صالحها ان تعصيه !
اتصلت لتمر ثوانٍ طويلة
حتى أتى صوتها وكأنّه خارجٌ من بئر عميقة
: آلو
قالت داليا بارتباك
: رتيل
: هلا داليا
: شلونك ؟
: الحمد لله
وصمتت
قالت داليا بصدق
: اشتقت لك
: ما تشتاقين لغالي
اختنقت داليا بعبرتها
: رتيل
همهمت رتيل
قالت داليا
: احسّك ميتة !
ابتسمت رتيل بشحوب
: صح , انا ميتة
شهقت داليا بالبكاء وقد نسيّت شقيقها تمامًا
: ليه ! ليه قولي لي بس ليه
قالت رتيل باستسلام
: تصدقين اذا جيت افكر وش السبب ما القى ! ليش صار فيني كل ذا , عادي واذا تزوج واذا كان عايش حياته وما يدري عنّا , الأسباب كلها بسيطة , بس ليش قتلتني ! ليش ضعفت وهزلت , ليش متْ !
انتحبت داليا بوجع
: وش بتسوين طيب !
قالت بتعب
: طلبت الطلاق وعيّا , قلت ابي اخلعه وانقلبت علي
: انتي جادّة ما عاد تبينه ؟
قالت رتيل بعد صمت
: ايه جادّة , ابي اعيش حياتي اللي ما عرفت منها شي من انولدت , مصيري انساه , ابي اتزوج اللي يستاهلني , ابي اجيب عيال , ابي اعيش يا داليا ! صقر ما يقدر يعطيني حياة
: وقلبك !
ابتسمت رتيل بسخرية
: اخلعه وارميه لصقر يشبع فيه
أغلق الهاتف , اكتفى مما سمع
طعنت قلبه بكلماتها
تحلم بحياةٍ جديدة تعيشها , لتتركه خلفها !
من ذا الذي يستحقك يا رتيل لتتزوجيه
مالطفل الذي تحلمين بحمله بين ذراعيك , دماؤه ليست دمائي !
مالحياة يا رتيل ان خلت منكِ , او خلت مني !
ويح احساسكِ الخائن
كيف تناسيتِ ابتسامتي التي كبرتي في ظلها
بل كيف تنسين قلبي الذي غفيتِ على نبضاته أعوامًا
ألهذا الحدِّ وصلَ غضبكِ يا حبيبتي !
لحدٍّ يجعلكِ توليني ظهركِ دونَ عناء
زفر بحرقة وحركَ السيارة , وفي عينيه بؤسٌ حقيقي
أمَا هي فلَم تُطلِ الحديث حتى أغلقت الهاتف من داليا
وابتسامةٌ ساخرة تعلو شفتيها
كانت تشعر بأنفاسه
حتى لو لم تسمعها , كان قلبها ينبؤها انّه يسمعها
أغمضت عينيها وهي تتنفس بضيق
ها قد أوجعتك يا صقر
ها قد لامست مخالب كلماتي , جدار قلبك
تمكنت منك , يا عدوّي الذي أعشق !
فكّرت لثوانٍ
لو لم يكن يسمعها هل كانت لتقول ما قالت !
بعينِ الغضب , تقسمُ أنّها ستقول
وبعين العقل والحلم
حارت لثوانٍ , قبل ان تجزم
انّها ستقول ما قالته
تشعرُ أنّ قلبها نافرٌ منه
واحساسُها توقف عن الهيام به
زفرت وجعها منه وأغمضت عينيها لتجبر نفسها على النوم
لتجبر نفسها على التوقف عن التفكير به !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة والنصف مساءً
زفر بمللٍ ونهض من مكانه
قالت جدته
: وين رايح
حك رأسه وهو ينظرُ لابنِ عمه
: ابي اطلع اتمشى , حسن قوم
نهض حسن وهو يلتقط هاتفه ومفتاح سيارته
: يلا – التفت الى سلطان – تخاوينا ؟
: لا مالي خلق
خرج سعود بصمت وتبعه حسن
التفتت الجدةُ الى سلطان
: وش علمه ولد عمّك
رفعَ كتفيه
: علمي علمك
: مدري وش جايّه , وجهه اغبر
ضحك سلطان
: يمكن ضغط دراسة ولا شي
هزّت رأسها برفض
: لا , جيّته وراها بلاء
: مدري والله
,
صعدا الى السيارة وسار حسن بلا هدى في شوارع الرياض
كان يحاول التحدث الى سعود
لكنّه كان يجيب باقتضاب
تأفف حسن ووضع سيجارة في فمه
التفت اليه سعود بصمت
ابتسم حسن وأنزلها
: خلاص انا آسف
قال سعود بعد صمت
: عطني وحدة
قال حسن بصدمة
: وش اعطيك !
قال ببساطة
: زقارة
رفع حسن السيجارة وهو يسأل ببلاهة
: ذي ؟!
غضب سعود
: ما تبي لا تعطيني وقفني عند أي بقالة اشتري
قال حسن بسرعة
: لا لا ما اقصد والله , يفداك البكت يا شيخ , بس مستغرب , خذ
أخذها دون رد , دسّها بين شفتيه وأشعلها
سحب منها نفسًا
ولم يستطع اخراجه
سقطت من فمه وجحظ بصره وسعل بشدة
أوقف حسن السيارة بفزعٍ والتفت اليه
: سعود
فتح الباب ونزل ملتفًا اليه بسرعة
فتحَ بابه وسحب الى الخارج
: سعود , تنفس عدل , شهييق وزفير
اسنده اليه وفتح أزارير قميصه
تنفس سعود بصعوبة حتى ثقُلَ جسده
ساعده حسن ليجلس على مقعده , وعاد الى مكانه
حرّك السيارة وضحك
: دامك منت كفو تدخن ليه تهايط
قال سعود ببرود
: انطم
ضحك حسن مجددًا
بعد صمتٍ لدقائق
قال سعود
: هات وحدة ثانية
التفت اليه حسن بنصف نظرة
: كل تبن
: هات
: انقلع
صمت سعود , كان مرهقًا ولا يرغب باكثار الجدال
كان يشعر انّه يرغب بسيجارةٍ تُحرق رئتيه
عقابًا له
على حبّه وعطائه , وبلاهةِ قلبه
زفر بقوّة
أين سيجدها
الرياض كبيرة ! كبيرةٌ جدًا
يقسم انّ جنونه لن يمانع ان يبحث عنها في كل بيت في الرياض
التفت اليه حسن
: وش صاير لك
: ولا شي
: سعود , انا اخوك
قال بهدوء
: الله يسلمك , بس موضوع يخصني
: براحتك , لكن ان احتجتني بشي انا موجود وحاضر
تنفس بهمٍ ثم قال
: ما تقصر
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثامنة صباحًا
خرجت من غرفتها , ليُفتح باب المنزل ويدخلَ بندر
قالت بتعب
: وين كنت ؟
دخل الى غرفة الجلوس وتبعته
: عند خالد
: ما في جديد ؟
هزّ رأسه بيأس
: كأنّه ميّت
قالت بجزع
: اعوذ بالله من فالك
قال بواقعية
: انا مو قاعد افاول , خالد جد تعبان وما في أي مؤشرات للحياة او التحسن عليه
: ما لقيتوا الكلب فارس ؟
قاطعهما صوتُ البابِ الذي فتح بقوّة , وخطواتٌ سريعة
خرجا بقلق ليجدا فيصل الذي قال بعجل
: كلمني الضابط يقول لاقين واحد نفس مواصفات فارس ويبوني اروح اشوفه
لم تحملها قدميها من الصدمة
جلست أرضًا وهي تقول بلا تصديق
: لقوه ! لقوا فارس !!
نزل فيصل الى مستواها وشدّها الى صدره
: قولي يارب
قالت برجفةٍ , وبكاءٍ دامٍ
: ياارب , يارب فوضت أمري اليك , ياارب
نهض فيصل مستعجلًا
: ابي اغير ذا الخياس كنت بالدوام , وبطلع للقسم
قال بندر
: بجي معك
هزّ رأسه ودخل الى غرفته
نهضت من مكانها الى دورةِ المياه لتتوضأ
بعد ان خرج اخويها استقبلت القبلة , وواصلت تضرعها وصلاتها ورجاءها من الله ان يكون هو
ذاك الشبح الملطخ بالسواد والشرّ
ان دجج بالأغلال ستطمئن
ستنام ليلًا , دون قلقٍ من أن يهجم على غرفتها من الشبابيك
ستجلس في غرفة الاستقبال دون خوفٍ من أن يدخل من بابها الخلفي
ستعيش دون رهبةٍ من مباغتته لها !
سيُأخذُ حقُّ شقيقها , وهذا أكبر همومها
,
,
المملكة المتحدة – تشيلسي
العاشرة صباحًا
قالت السيدة جوليا بعد ما ارتشفت من كوبها ووضعته
: هل ستذهبين لشقيقتك ؟
نظرت رونا الى ساعتها
: نعم , انني متأخرةٌ أصلًا
تنفست جوليا بضيق
: اشعرُ بالقلق , هل تحدثتي الى سآود ؟
نظرت اليها رونا
: انّه بخير !
: حسنًا , انتظري حتى أبدل ثيابي لأذهبَ معكِ
نهضت وهي تتنفس بضيق
بعد عشرةِ دقائق كانت السيدتان في السيارة المتجهة الى المشفى
كان تنفس السيدة جوليا واضحًا
التفتت اليها رونا
: امي ؟ هل انتي بخير !
: لا اعلم رونا , قلبي مقبوض وانفاسي ضيقة
امسكت رونا بيدها وهي تقول بخوف
: حينَ نصلُ الى المشفى سنكشف عليكِ
: اريد رؤيةَ رنا أولًا
: لن تطير رنا !
قالت باصرار
: سأراها أولًا
قالت رونا باستسلام
: كما تشائين
توقفت السيارة أمام البوابة لتنزلان وتسيران باتجاه المصعد
صعدتا واتجهتا الى غرفةِ رنا
فتحت رونا لتعقدَ حاجبيها
التفتت الى والدتها
: ليست موجودة
شعرت السيدة جوليا انّها ستسقط صريعة
أمسكت بها رونا وهي تهتف
: امي !
: اسرعي , اسألي عن شقيقتكِ
اتجهت رونا الى استعلامات الدور ذاته
: مرحبًا
رفعت الموظفةُ رأسها وابتسمت
: بمَ أخدمكِ سيدتي
: الغرفة 576 , أين مريضتها ؟
نظرت الموظفة الى الشاشة وعبثت بها ثم نظرت اليها بأسف
: سيدتي انها في العناية المركزة , انتكست حالتها هذا الصباح
صعقت رونا وتراجعت خطوتين
همست بلا تصديق
: ماذا ؟
قالت الموظفة
: انا آسفة , اذهبي الى قسم الطوارئ ان اردتي رؤيتها
عادت رونا الى والدتها , ودمعتين كحبتي بَرَد متجمدتان في عينيها
قالت والدتها بانهيار
: اين اختك
: انها في العناية المركزة
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية عشرةَ ظهرًا
خرجت من غرفتها ونزلت الى المطبخ
دخلت لتجد أمّها فيه
رفعت رأسها لترى من الذي دخل
صُدِمت من نزولها وهي التي لم تغادر غرفتها منذ ذلك اليوم
ظلّت تنظرُ اليها لثوانٍ
لتملأ مقلتيها منها
ثم أنزلت رأسها مجددًا تتابع عملها
تجاهلتها رتيل تمامًا وتوجهت الى الثلاجة
قالت ام علي بنبرةٍ جافّة
: اللي يدخل مكان وش يقول ؟ بنرجع نعلم من اول وجديد !
قالت ببرود
: السلام عليكم
همست ام علي
: وعليكم السلام
ابتسمت رتيل بسخرية
: ليه تعلميني ؟ ماني هديل على فكرة !
رفعت ام علي رأسها مبهوتة
قالت بلا تصديق
: وش قلتي !
أعادت كلماتها ببرودها ذاته
: ماني هديل , علمي ظناك ماهو انا
قالت ام علي بجنون
: وانتي منتي ظناي ؟!!
ضحكت بمرارةٍ وفي عينيها دمعتين مكسورتين
: خالتي وش فيك ! امي ماتت من دهر ! انتي ظناك ثلاث ليش تنسبيني لك...
قاطعت كلماتها صفعةٌ مُدوية
التفتت بحدة لتصرخ
: ليش تضربني
سحبها من ثيابها وهو يزمجر
: انتي جنّيتي !! من متى هالكلام ؟ الحين امي صارت ماهي امّك
نهرته والدته
: تركي
قاطعها بحدّة
: السموحة منّك يمه , الظاهر زواج صقر عليها جننّها خلّاها بدون عقل
قالت والدته بصدمة
: تركي !
همست رتيل
: تعايرني ! كفو يا اخوي !
هزّها بقوّة
: ماهو انا اللي أعايرك , انا بصحيك من جنونك , وش جاك يا رتيل !
تملصت منه وصرخت
: بأيّ حق تصحيني وتمدّ يدّك علي , انت شنو ! من انت أصلًا , انت وامّك تستقوون علي ليش انّ امي وابوي متوفين وزوجي كاسرني وراميني رميّة الكلاب ! لا تفرد عضلاتك يا تركي وتنسى نفسك
قبلَ أن يردّ تركي جاء صوتٌ ثقيل يقول بنبرةٍ غريبة
: لو فرضًا أمّي ما لها دخل فيك , وعلى قولتك امّك وابوك متوفين الله يرحمهم ويغفر لهم , انا وتركي اخوانك وغصب مو طيب انتي تحت امرنا لين تروحين لزوجك وحتى بعد ما تروحين , وامّي اللي حلَت لك سالفة انّها ماهي امّك اذا ناسية اذكرك تراها رضعتك مع هديل سنة وشهرين , لا تجحدين حليبها وسهرها وتعبها وشقاها عليك لين صرتي بهالعمر , انتي اللي لا تنسين نفسك يا رتيل , انتي اللي لازم تصحى على نفسها وتفهم الكلام مثل ما ينقال ماهو مثل ما تبي
همّت بالرد ليقاطعها بحدّة
: لا تجادلين بالباطل وانتي تعرفين الحق وتعلمينه
نظرَ الى والدته التي كانت نظرتها مكسورة
اتجَه اليها وقبّل ما بينَ عينيها وهمس
: اصبري عليها , ما تجهلين قلبها وانتي امّه
التفتت رتيل الى أمّها وتلعثمت أحرفها وتبعثرت أمامها , وعجزت عن جمعها
اكتفت بنظرةٍ وحيدة
وخرجت من المطبخ الى غرفتها
لاعنةً خروجها منها !
متعبةٌ هي
مثقلةٌ بالوجع والخيبة
ألَا يكفيها حِملُ صقرٍ ليثقلوا كاهلها بغيره !
فجأةً كلُّ من حولها أصبحَ قاسيًا
فجأةً , أصبحت ليست هي !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الواحدة والنصف مساءً
رمى الهاتف على الجِدارِ بقوّة وصرخ
: شنو يعني خارج الخدمة ! شنو يعني الرقم مفصول !
قال سلطان باستغراب
: سعود جنيّت !
التفت اليه وصرخ
: ليش يفصل جواله من الخدمة
صرخ سلطان بحيرة
: من هو !
: هالكلب خالد
: من خالد يا حممار !
صرخ سعود بغيض وهو يركل الجدار
: اخو لين
دخلت الجدّة وقالت بخوف
: وش بلاكم ! وراه تصارخ انت وياه
التفت سلطان الى جدّته
: ما في شي يمه
التفتت الى سعود
: خبَل انت خبَل ! وش قام به تصرخ ومن يوم جيت قالب خشتك وتهاوش ذبّان وجهك
زفر بغضبٍ وخرج من الغرفة , بل من المنزل !
التفتت الجدّة الى سلطان
: هاو ! وش جاه ولد عمّك
رفع سلطان كتفيه بحيرةٍ حقيقة
: والله ما ادري يا يمه ! جنّ الولد
: والله ماهو خالي , وراه علم وانا امّك بس عيّا لا يعلم
قال سلطان
: الله يستر عليه وييسر امره
,
خرج الى الشارع وقطعَ مسافةً طويلة سيرًا على قدميه
حتى تعب ولم يعد قادرًا على السير
اهماله لصحته أضعفه
جلس على الرصيف وتفقد جيبه , تلمست اصابعه علبة السجائر
أخرجها ووضع واحدةً في فمه وأشعلها , وأعاد العلبة
تفقد جيبه مجددًا , ثم ضرب جبينه
تذكّر انّ هاتفه محطمٌ الآن !
أخرجَ هاتفه الآخر وظلّ يقلبه
لم يكن فيه سوى ارقامٌ تعدُّ على الأصابع
تذكر رقمَ منزلِ جدّته واتصل به
لتردّ الخادمة
طلبَ سلطان الذي أتى صوته بعد ثوانٍ
: هلا
: سلطان
: سعود ؟
: ايه
: وش فيك !
: بالله عطني رقم حسن
: وينك ؟
قال بملل
: ماهو وقته
: طيب , برسله لك
: لا لقنّي ايّاه
لقّنه سلطان الرقم وودّعه وأغلق الهاتف
اتصل بحسن
: هلا
: السلام عليكم
: هلا وعليكم السلام , من ؟
: انا سعود , تقدر تجي تاخذني
قال حسن
: هلا سعود – تابع باعتذار – والله ما اقدر اجيك الحين , كلم مالك
تأفف ثم قال
: هات رقمه
أعطاه الرقم وأغلق الهاتف
رمَى عُقبَ السيجارةِ واتصل بمالك , الذي أخبره انّه قادم
بعد نصفِ ساعة وقفَ مالك بسيارته أمامه
قال بلا تصديق
: وش جابك هنا !
ركِب بصمت
حرّك مالك السيارة وقال
: وين بتروح ؟
: للxxxxات
التفت مالك بحيرة
: وش تسوي !
قال ببساطة
: بشتري بيت
,
,
المملكة المتحدة – لندن
العاشرة وعشرةَ دقائق صباحًا
قال الطبيب بأسف
: اننا نبذل ما في وسعنا , لكنّ المرضَ متمكنٌ منها
قالت رونا برجفة
: ماذا يعني هذا !
قال باعتذار
: لا استطيع التحدث بأمرٍ الآن , كما ترين الحالةُ طارئة خرجت لاخباركِ عن الوضعِ فقط
تركها وعاد الى الغرفة
جلست السيدة رونا وقالت بحسرة
: اختكِ ليست بخير , ستذهبُ ابنتي كما ذهبَ والدها
قالت رونا , وأدمعها مجمدةٌ في مقلتيها
: امي ادعي لها بالشفاء , لا تتشاءمي
مرّت نصفُ ساعةٍ ما بين دعاءٍ وصلاة
حتى خرج الطبيب وقال
: أأنتما والدتها وشقيقتها ؟
اجابتاه بأمل
: نعم
: ارجوكما تفضلا بالدخول , طلبت رؤيتكما
دخلتا مسرعتين , خائفتين , مرتجفتين
اقتربت رونا وأمسكت بيدها
: رنا
قالت رنا وهي تلهث , وجسدها ينتفض
: رونا تكفين طلبتك , فكتوريا بأمانتك , اهتمي فيها وحطيها بعينك , تكفين رونا
قبّلت رونا كفّ شقيقتها وبكت
: صلي على النبي
التفتت رنا الى والدتها
: امي , ارجوكِ سامحيني وارضي عنّي , سأقابِلُ الله ولا اريد ذنوبًا تثقلُ كاهلي عند ملاقاته , يكفي ما سلف , ارضي عنّي ارجوكِ
قالت السيدة جوليا وهي تحاولُ التماسك
: هيا يا رنا , ستنهضين بخيرٍ يا حبيبتي , اتكّلي على الله بنيتي
هزّت رأسها ثم قالت
: سلمي لي على سعود كثييير , قولي له خالتك تعشقك وتموت عليك , وتمنت انّك معاها وآخر من تشوفه وتغفى عينها للأبد , وصيه يدعي لي يا رونا
اجهشت رونا بالبكاء وهي ترجوها ان تتوقف
: زوجي , اعتذري منّه , قولي له انّي احبّه بس انا متكبرة , انا قلبي اسود وعنيد , خليه يسامحني على كل شي
قبّلت رونا كفّها بحرارةٍ وهي تبكي بجنون
تابعت
: ومحمد , اخوي الكبير الله يخليه لك ويطوّل عمره , استسمحي لي منّه اشغلتك عنّه وسببت له احراجات ومشاكل قديمة
التفتت الى والدتها وقالت برجاء
: ارجوكِ امّي , أحبّي فكتوريا كما أحببتني لا تجعليها تشعرُ باليتمُ أبدًا
زفرَت بقوّة وقبل ان تتحدث اختنقت انفاسها وجحظَ بصرها
قالت بغصة
: لقنيني يا رونا
: رننا...
قاطعتها
: لقنيني يا روننا
لقنتها رونا وهي منهارةٌ تمامًا
انهت نطقها للشهادتين
تنفست بقوّة
همّت بالحديث
لكنّ الموت كان أسرع !
خطف الكلماتِ من حنجرتها , وبعثر أنفاسها
وضمّها اليه كما لو كان أمًّا تضمُّ طفلها اليها !
صرخت رونا بجنون وهي تضمها
: رنــــــــــااا
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة مساءً
جلسَ قريبًا منه وقال
: شلونك ؟
ابتسم وأجابه
: الحمد لله
قال بعد صمت
: ما فكّرت بروحتك لبريطانيا
عقد حاجبيه وقال
: انا قايلها مو لله جاي تسأل شلوني , فضّها سيرة ماني مسافر قلت لك
قال تركي بغيضٍ وهو يصرّ على أسنانه
: هماك بتدور على امّك وحالف ترجعها , انقلع لندن دوّرها
ضحك وليد بدهشة
: لندن ! لندن يالمسطول , وش يودّيها لندن !
أمسك تركي بكتفه وقال بصدق
: ما قلت لك روح عبث
قال وليد
: اقنعني طيب , وش راس الخيط اللي عندك ممكن يدلني عليها !
: واحد من الشباب سولف قدامي سالفة , واحس لها علاقة بخالتي , تكفى يا وليد طاوعني , انت قل تم وانا احجز لك انت وملاك اوّل طيارة تطلع للندن
صمت وليد لدقائق
ايرضى عنه القدَرُ ويجدها !
او حتى يمسكَ بخيطٍ يوصله لها
شعرَ بقلبه ينتفض
أغمضَ عينيه طويلًا وهو يحاولُ تَخيُّلَ شكلها
قاطعه تركي برجاء
: وش قلت يا ابو خالد !
فتحَ عينيه ونظر الى تركي بانكسار
: تهقى !
شدّ تركي على كتفه
: ربّك كريم يا اخوي
زفرَ بتعبٍ وقال
: طيب توكل على الله
فورًا فتح تركي هاتفه
قال وليد باستغراب
: شتسوي !
: بكلم واحد من الشباب يشتغل في مكتب طيران
نهض وخرج من الغرفة
ضمّ وليد رأسه بينَ كفّيه
يحاول الانغماس برائحةِ الياسمين
رائحتها !
التي لطالما شمّها بها
طالما كانت عالقةً في ثيابها وعلى وسادتها
التقطت ذاكرته تلك الابتسامة
التي يقسم انّه لم يرَ بجمالها أبدًا
لم يرَ برقّتها أبدًا
بدفئها العميق
شدّ على عينيه أكثر ليستشعر صوتَها
حين تناديه بعشقٍ نابعٍ من قلبها ليغمرَ قلبه
" ماما وليد انتبه لنفسك "
انني منتبهٌ لنفسي والذي جعلك سلطانةَ قلبي
مذ أوصيتني , يا جمّارة روحي
آهٍ يا امّي
متى ستعودين لتملئي قلبي الذي خلَى
قاطع افكاره تركي الذي دخل مستعجلًا
: وليد
فزّ وليد
: وش بك
: قوم بسرعة تجهز طيارتكم وحدة الا ربع الليل
قال بلا تصديق
: كيف حجزت عليها !
قال وهو يسحبه
: دفعت الدبل بس مو مشكلة اهم شي تروح عليها
التفت اليه
: تركي ما يـ..
قاطعه تركي بحدة
: اخلص علينا رح جهز شنطتك وكلّم ملاك تجهز
خرج وليد من الغرفة وذهنه مشتت , يكاد يجزم انّ تركي قد جُن !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السادسة مساءً
نادته بتأفف
: بابااا
لم يُجبها
نهضت من مكانها وخرجت من الغرفة وهي تقول بتضجر
: دايمًا سرحان دايمًا سرحان
قالت والدتها باستغراب
: تالا !
التفتت الى والدتها وهي تنفخ بملل
: نعم
: تكلمين نفسك !
اشارت ناحية الغرفة وقالت
: كنت عند بابا , ناديته عشرطعش مرة وما يرد بس سرحان
ضحكت والدتها ومسحت على شعرها الناعم
: معليش يا مامي , هو بس عشان مشغول وعنده شغل وكذا
قبّلت ما بينَ عينيها وقالت بحنانِ الأمّهات الدافئ
: سامحيه
ابتسم لوالدتها وهزّت رأسها ايجابًا , ثم انطلقت الى جدتها
نهضت والدتها ودخلت الغرفة
جلست بجانبه ووضعت كفّها على كتفه
: احمد !
التفت اليها بانتباه
: هلا !
رفعت كتفيها بابتسامة
: وين وصلت !
قال دون تفكير
: حايل
عقدت حاجبيها , ليستدرك
: مشتاق ليوسف ! تعرفين عشت عنده وكذا تعودت عليه
هزّت رأسها وقالت بنبرةٍ هادئة
: اها
ابتسم وقبّل كفّها , ثم أسند رأسه الى الجدار وأغمض عينيه
ثم ماذا يا انمار !
يا بريقَ السعادة في عَيْنَيْ
يا نبضاتٍ مضطربة في قلب مراهقةٍ تعشق ابنَ جارها !
أعدتِي رجلَ الثلاثين الى مراهقته
أزهرتي في قلبه واحات من حبٍ ورديْ !
الى متى تتغلغلين فيْ يا حبيبتي !
نادته زوجته مجددًا , بنبرةٍ غريبة
: اذا مشتاق له لهالدرجة زوره
فتحَ عينيه ورمقها بنظرةٍ طويلة
ثم نهض وقال
: قومي نتقهوى مع امي
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السادسة وخمسٌ وأربعون دقيقة مساءً
قالت بصدمة وهي تضع الأكياس جانبًا
: الليلة !
قالت خالتها
: مدري وش طرى عليه – التفتت الى ابنتها بحدة – انتي وين جوالك اتصلت عليكم لين عجزت
رفعته وقالت
: طفت جوالاتنا طالعات بدون لا نشحنها
زفرت والدتها ثم نظرت الى ابنةِ أختها
: قومي يمه نطلع نجهز شنطتك , ان شالله مانتم مطولين يقول عنده شغله سريعة
قالت بضيق
: طيب ليش اروح معه ! يعني هو عنده شغل يروح له وانا هنا عندك والله ماني شاردة لأبوي !
دخل الى الغرفة وقال
: ملاك
التفتت اليه وظلّت صامتة
آهٍ يا روحَ ملاك
كم مضى مذ رأيتكَ آخر مرة !
مذ تشاجرنا وتقاطعنا
مذ خدشتُ قلبي حين صددتُ عنكَ وتجنبتك
ابتسمت وهي تقاوم دموعها , وتتناسى غضبها
: هلا
زفر وهو ينظرُ الى عينيها
ينظرُ الى وصيّة والدته وهي توصيه ألفًا
" ملاك يا وليد استحلفك بالله "
رفع كتفيه وقال باستسلام
: انا آسف – صمتَ لثوانٍ ثم قال وهو يرخي كتفيه – اشتقت لك
ضحكت واقتربت لتقبّل كتفه
: وانا آسفة
حمحمت هديل
: خلاص تراني بأبكي , يلا لوكا نطلع نجهز شنطتك
نظرت ملاك الى وليد
: ليش بتاخذني معك ؟
زفرَ وقال
: لا تسأليني الحين , ان خلصت شغلي علمتك
عقدت حاجبيها , ليضع اصبعه على موضعِ العقدة
: فكّيها , والله مو استبداد ولا فرض رأي , بعدين بتعرفين
زفرت وقالت
: طيب , حاضر
: يلا حبيبتي استعجلي
هزّت رأسها ايجابًا وصعدت الى غرفةِ هديل مع خالتها وهديل
مرّت هديل على غرفة رتيل
: انا بنادي رتيل
لم تجبها والدتها وتابعت طريقها , والتفتت ملاك اليها
: اجي معك ؟
ضحكت هديل
: وين تجين ! بنادي رتيل قلت !
هزّت ملاك رأسها باستدارك
: معليش والله مخي مشوش
دخلت هديل الى غرفة رتيل
: رتيلان
نظرَت اليها رتيل دونَ رد
: تعالي غرفتي , بنساعد ملاك تجهز شنطتها بتسافر لندن اليوم
لم تُجبها أيضًا
تأففت هديل
: اكلم جدار انا ! قومي معانا
قالت ببرود
: مالي خلق
قالت هديل بضيق
: صايرة ما تنطاقين وربي
تركتها وخرجت
لتغلقَ رتيل عينيها وهي تحبسُ آهةً موجوعةً في صدرها
انتي التي قد شهدتي مقتلي تلومينني
كيف لي يا هديل ان انظر للحياة مجددًا
كيف لي يا هديل ان أعيش !
وانا بقلبٍ مطعون , دماؤه لا تزال تنزف حتى تُصفّى !
زفرت بتعبٍ وهي تفكّر
ابتسمت بسخرية
أتراه مرتاحٌ على صدرها الآن !
ام تراها تلقمه من يديها
ام تراه ممسكٌ بكفّها يسير معها في الأسواق
قاطع تفكيرها هاتفها , لكنّها تجاهلته
رنّ مجددًا
لتسحبه وتردّ دون ان تنظر لشاشته
قالت ببحة
: الو
جاء صوتُه حنونًا
: رتيل !
ابعدت الهاتف عن اذنها لتنظر الى الشاشة , زفرت وأعادته دون ان تتحدث
قال بنبرته ذاتها
: شلونك ؟
صمتت لثوانٍ , قبل ان تقول بزفرة
: الحمد لله
: تعبانة ؟
ضحكت بسخرية
: لا
ضحك هو الآخر , ثم قال بصدق
: البيت مفتقدك
قالت بنبرةٍ جافّة
: قول له ترحم عليها ما لها رجعة
قال بِحُلُم
: بترجعين ان شالله
: ما لي رجعة يا عبد الله , عفت البيت
قال بهدوء
: ماهو على كيفك , امي وابوي وانا وداليا نحتاجك , انتي مننا واحنا منّك , ماهو بمزاجك تتركين كل شي وتعطينا ظهرك
قالت بتعب
: عبد الله
قاطعها بعطف
: رتيل انتي تعرفين غلاتك ومكانتك عندي , انتي تعرفين مين رتيل عند عبد الله , من صغرك وانا ادري انّ لك عقل ماهو عند اللي بعمرك , دايمًا عقلك راجح وعندك حكمة , عمري ما خالفتك برأي , الا رأيّك وقرارك ذا , انتي غلطانة فيه
قالت بتعب
: كان لي قدوة ويوم زلّ زلّيت ! ماهو استاذي ومنّه اتعلم ؟
قال بحدة
: يخسي ماهو استاذك , انتي رتيل وهو صقر , ان شالك في صغرك ما يعني انّك جزء منّه , انتي رتيل ! كيان وروح وانسانة منفصلة عنّه , ليش تصرّين تربطين نفسك فيه ؟ ليش اذا غلط تغلطين ؟ واذا سوّى صح تسوين , خليك احسن منه , وأعلى منّه
قالت بلا تصديق
: عبد الله ! لا تتكلم على اخوك كذا !
قال عبد الله بنبرةٍ غريبة
: وانتي وش ؟ والله ماهو اعز منّك يا رتيل
ازدردت ريقها وظلّت صامتة
قال بهدوء
: راح اعتبر انّ اليوم هو آخر ايّام تعبك , من بكرة انتي رتيل , ماهو شبحها , سامعتني !
زفرت وصمتت
قال بحدة
: سامعتني ولا لأ !
ضحكت بخفّة
: سمعتك
: توعديني ؟
قالت ببحة
: بحاول
,
,
,
الى الملتقى



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-11-14, 10:38 AM   #49

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
البارت السادس والثلاثون

,
,
المملكة المتحدة – مطار هيثرو
السادسة صباحًا
تثاءب بكسل وهو يفرك عينيه بكفه
رفعَ رأسه يتأمّل الواصلين
ليرَى شابًا معه فتاة ترتدي عباءة
اقترب , وقال بتردد
: وليد !
نظر اليه وليد وقال
: عبد العزيز ؟
ابتسم عبد العزيز وهو يصافحه
: الحمد لله على السلامة , طوّلت !
ابتسم وليد
: والله اخرونا شوي عند الدخول
: ما في مشكلة , تفضل يا اخوي , تفضلوا
سحب عبد العزيز عربة الحقائب وسار أمامهما
ازدردت ملاك ريقها
: يعني انت حتى ما تعرفه وجاي له !
كان وليد فيه ما يكفيه من التوتر والترقب
: اكرميني بسكوتك الله يخليك , قولي يارب
همست برجاء
: يارب فكني من جنونه , الولد مو صاحي وبيجنني معاه
ركبا السيارة التي استأجرها عبد العزيز من اجلهما
كانت نبضات قلبِ وليد تستصرخ , تودُ لو يسمعها العالم بأسره
كفّاه يرتجفان
كان خائفًا من ان يجدها !
ومرعوبٌ من ان لا يجدها !
بعد قرابة الساعة وصلوا الى منزل عبد العزيز
صعدوا الى الشقة , قال عبد العزيز
: طيب يا وليد , انا بروح للجامعة , انتوا تفضلوا ناموا وارتاحوا واذا رجعت لنا كلام ان شالله
قال وليد ممتنًا
: يعطيك العافية ما قصرت
اكتفى عبد العزيز بابتسامة وهو يمدُّ له بالمفتاح
ثم نزل وتركهما
كان عبد العزيز ايضًا متوتر
هو يتعامل مع شخص يراه لأولِ مرة , وكأنه يعرفه منذ دهر !
لا يعلم من اين اتى بهذا الغباء ليتركهما في منزله ويذهب
استعاذ بالله من الشيطان الرجيم واتجه الى الجامعة
وهو بالكاد يرى طريقه !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحًا
نزلت الدرج وهي ترتدي عباءتها
القت نظرة على غرفة الجلوس
لتجد الجميعَ فيها
قالت بنبرةٍ جامدة
: من فيكم يوديني الكلية
عقد تركي حاجبيه
: وش تسوين ! اوّل اسبوع ما لكم دوامات صح !
قالت بذات النبرة
: بشوف الجدول واعدله
قال علي
: انا اوديك , تعالي افطري
: مو مشتهية
صمت ونهض وهو يأخذ كوب الشاي خاصته
اشار لها ناحية الباب
: تفضلي
خرجت امامه وركبت السيارة
انتبه علي الى سيارةٍ تلاحقه مذ خرج من المنزل
اوقف سيارته وظل ينظرُ اليها
لتقف خلفه بمسافة
قال
: في سيارة تلاحقنا
التفتت لتمعن النظر
ثم ابتسمت بسخرية
: هذا ولد عمك
: عبد الله ؟
: لا
قال بتردد
: صقر !
همهمت دون رد
تابع سيره لتسير السيارةُ خلفه
توقف امام الكلية
: بتتأخرين ولا انتظرك ؟
: انتظرني
ونزلت
نزل صقر من السيارةِ التي خلفهما واقترب بخطوات
لم تُعره اهتمامًا ودخلت
اقترب ليطرق على نافذة علي الذي نزل وصافحه
: شعندك لاحقنا !
: قالت لي داليا انها جاية تعدّل جدولها وجيت
قال علي وهو لم يفهم
: اها ؟
: ممكن تروح وانا ارجعها
قال علي برفض
: انا اسف
قال صقر بجمود
: هذه زوجتي كانك ناسي , اتركها وما لها الّا تركب معي , لازم اتكلم معاها
قال علي بغضب
: انا ماني مرخص رتيل عشان اردها لك بهالاسلوب
صرخ صقر
: من قال لك ردها , انا بتكلم معاها بس , وبجيبها بيتكم
قال علي بتردد
: ما ابي افرض عليها شي
: يا علي اتقِ الله لا تصير من اللي يفرق بين الزوج وزوجته
زفر علي
: واذا عندت ؟
: قلت لك ما لها غيري
وافق علي على مضض وذهب
بقيّ صقر ينتظرها
لتخرج بعد دقائق
اقتربت وهي تبحث عن سيارةِ أخيها
قال صقر ببرود
: علي مشى , انا بوصلك
قالت ببرودِ أشدّ منه
: تعقب , وبعدين علي ما يسويها
غضب صقر من كلمتها لكنه كظم غيضه وقال وهو يشير حوله
: شوفي حولك , وين سيارة علي !
صمتت لثوانٍ , ثم هزّت رأسها بتفهم
: اها
اخرجت هاتفها وأجرت اتصالًا
مرّت ثوانٍ لتقول
: هلا فيك
وينك !
اوكي انا عند الباب يقدر سعيد يوصلني
ماشي انا منتظرتكم
أغلقت الهاتف وظلت في مكانها
اقترب منها صقر وهو يكاد ينفجر
: وش سويتي
رفعت كتفيها
: ابد بس برجع مع صديقتي واخوها
ابتسمت ببرود وتابعت
: اخوها اللي من ايام الثانوي مجنون فيني ويبيني بأي طريقة
امسك صقر بيدها بقوّة وقرّبها اليه
: لا تلعبين بالنار يا رتيل
نفضت نفسها منه وهي تقول بحدة
: لا تلمسني
قال بلا تصديق
: انتي جنيتي !
قبل ان تجيبه توقف سيارة امامهما فتحت نافذتها ونادتها فتاة
: رتيل يلا
تركته وسارت مسرعة قبل ان يمسك بها
ركبت وهي تقول
: حرّك بسرعة بليز
تحرك سعيد مسرعًا وهو مستغرب
تبعهم صقر بجنون وهو يشير اليه ليقف
قال رتيل بجمود
: لا توقف كمّل
حاول متابعة سيره , لكنّ صقر كان يضيق عليه حتى اضطر للوقوف
نزلت رتيل ليقول سعيد
: اجلسي انا بتفاهم معه
اشارت بلا وأغلقت الباب
قالت شقيقته بخوف
: خلاص امش هذا ولد عمها
تحرك سعيد وهو مشدوه من الموقف برمَته
اقترب صقر مسرعًا وهو يصرخ
: وين رايح يا جبان
لكنّه كان قد ابتعد !
اخرجت هاتفها دون ان يلاحظها واتصلت
مرّت ثوانٍ ثقيلة حتى اجابها
قالت برجاء
: استفزعتك يا اخوي
فزّ من مكانه وهو يقول
: وش فيك
بكت رغمًا عنها
: علي تركني عند الكلية – التفت صقر واقترب منها لتتابع بسرعة – وصقر غصب بياخذني انا قدام باسكن اللي عند الكلية تكففى تعال
قال بجنونٍ وغضب
: يا ويلك تروحين معه انا جايّك
اغلقت الهاتف وجلست على الرصيف
اقترب صقر ووقف امامها ليغطيها عن أعينِ المارّة
صرخ بغضب
: وش الحركات الغير مسؤولة هذه , قومي معاي كفاية لحد كذا
لم تجبه وهي تحاول السيطرةَ على بكائها
سحب يدها لتصرخ به
: ابعد عني
قال من بين اسنانه
: صوتك احنا في الشارع , وش صاير لعقلك انتي الناس تكبر ما تصغر , من متى انتي بهالعقل الصغير ! من اللي ربّاك على عدم المسؤولية
كانت تزيدُ في بكائها
تعلم يقينًا انّها مخطئةٌ في كلِّ البلبلةِ والجلبةِ التي احدثتها
لكنّها لا تستطيع حتى النظرَ اليه
ان نظرت اليه ستخر صريعة حبّه الذي يفتك فيها
حبّه الذي كبرت عليه , وتربّت في ظلّه
ستضعف أمامه
وهي لا تريدُ ان تضعُف
بقيت على حالها حتى جاء صوتُ عبد الله مزمجرًا
صـقـر
التفت اليه صقر بصدمة
: وش جابك !
اقترب عبد الله وحين لمح رتيل اسرع اليها
قال بخوف وعطفٍ كبير
: فيك شي !
هزّت رأسها نفيًا وقالت برجاء
: وديني البيت عبد الله
: قومي قومي
نهضت ليشير لها الى السيارة
حاول صقر منعها ليلكمه عبد الله بحقد
قال بهمسٍ ناقم
: حسبي الله عليك يا حقير , وآخرتها معاك ! ما بترتاح لين تموتها ؟ والله مانت اغلى منها يا صقر , والله اني اذبحك عشانها , ابعد عن طريقها – صرخ من أعماقه – ابــعــد
ظلّ صقر صامتًا
مبهوتًا
ومصعوقًا
ابتعد عبد الله وبصق عند اقدامه
ثم اتجه الى سيارته
ركب والتفت اليها
: رتيل
كانت تبكي وترتجف
: ردني البيت عبد الله تكفى
قال بحنانه الذي يغدقه عليها منذ أعوام
: خلاص يا بابا هدّي , لا تخافين والله ما يقدر يسوي لك شي , انا ظهرك يا رتيل لا تخافين والله ما له عندك شي الا برضاك
كانت تنتفض وتهذي
: علي علي تركني وراح , هو جابني اعدّل جدولي بس تركني عشان صقر
غضب عبد الله وشد على قبضته
قال بزفرة
: خلاص هدّي انتي , ما لك الا طيبة الخاطر , عشان خاطري رتول
ظلت تكتم شهقاتها , وتفلت دمعاتها بين كل دقيقة وأخرى
كان يسمعها ويرصُ على أسنانه بقهر
يا صغيرتي , ماذا عساي افعل
أأقتله !
هذا الأحمق لا يفقه كيف توجع أدمعكِ أرواحًا تهوى قلبك الباسم
كيف يؤذيكِ في مشاعركِ
ماذا افعل يا رتيل !
شقيقي احمق
احمق يا رتيل !
رمقها من مرآته , ثم قال بحنان
: رتيل بس
افلتت شهقاتها وانفجرت باكية
: عبد الله عبد الله عبدد الله شسسسوي , قتلني صقر , احبه والله , انت تدري كلكم تدرون وش صقر في قلبي , وش صقر في حياتي , صققر كل شي فيني , صقر اللي اعيش فيه , صقر وصقر وصقر , وش انا من غير صقر ! انا ميتة من يوم اللي راح ولا رجع للحين
قال عبد الله بألم
: طيب تحبينه ليش ما تحطين زواجه ورى ظهرك وترجعين له
صرخت بقلة حيلة
: ما اقدر , مو قاادرة عبد الله , صقر مو بس تزوج , صقر خنق احساسي , صقر تركني وما رجع , رجع لكم ما رجع لي , انا صقري للحين ما رجع , هذا مو حبيبي , مو ابوي , ماهو دنيتي اللي وعيت عليها
تأمّل عبد الله كفّه بابتسامةٍ مكسورة
: ولا احنا ما رجع لنا صقر , ماهو اخوي الوحيد , عضيدي ! ماهو بس انتي فقدتي صقر يا رتيل
أطلقت آهةً أصابت عبد الله في مقتل
التفت اليها
: تبين صقرك ؟
قالت بحسرة
: ابي صقري
قال من اعماقه
: نذرٍ علي بيرجع لك صقرك , خليها برقبتي يا رتيل وارتاحي
نظرت اليه وهي تشهق كطفلة
: صدق عبد الله
ابتسم عبد الله بهدوء
: صدق , امسحي دموعك ابوي , ولا عاد تشيلين هم
أوصلها الى منزلها ونزل معها
نظرت اليه مستغربة
قال بهدوءٍ خلفه غضب هائج
: بتفاهم مع علي
ابتسمت رغمًا عنها رغم ارهاقها
دخلت وعبد الله يتحمحم
خرج تركي من المجلس مستغربًا
: حيّاك عبد الله
صافحه عبد الله وقال
: وين علي
اشار له ان يدخل
دخل عبد الله الى المجلس
اتجه الى علي ولكمه بقوّة
قال علي بصدمة
: شفيك !
سحبه عبد الله من ملابسه وهمس
: اقسم بالله لا اذبحك انت وياه لو ترمي رتيل هالرمية عنده مرة ثانية
قال علي بجنون
: وش صار فيها
رماه عبد الله وقال باستصغار
: ما صار لها شي , ماهو رتيل اللي يصير فيها شي , اقوى مني ومنّك ومن ذاك الكلب , بس وربي يا علي
قاطعه علي وهو ينهض
: اسألك بالله وش صار
تأفف عبد الله
: مو شي كبير , بس انت عارف اختك شكثر تعبانة , حرام عليكم ياخي خافوا ربكم فيها
هزّ علي رأسه بغيرِ تصديق وخرج مسرعًا الى رتيل
دخل الى غرفتها واقترب منها
: وش سوّالك صقر ؟
التفتت اليه بحقد
حقد تتقوى به
تُخفي خلفه انكسارًا
وأدمعًا ملتهبة
آخر ما لا اتحمله انت يا أخي
انت يا سندي
كيف لك ان تسنّ لصقرٍ سكينًا يقتلني بها
قالت
: اطلع برى
: رتيـ..
: اطلع برى
قاطعته بصرخة قبل ان يتكلم
: برررررااا
دخلت ام علي بخوف
: رتيل يما وش فيك , سوّالك شي صقر
رصّت على اسنانها بقوّة حتى لا تنهار مجددًا
ظلّت صامتة
اقتربت ام علي وهي تقول بفزع
: رتيل
قال علي
: بس قوليلي سوّالك شي
صرخت وهي تجلس ارضًا وتضرب فخذيها
: قلت لك برررااا اطلع برا علييي اطلععع
جلست امها وهي تضمها وتهتف بجنون
: يمما بنيتي , رتييل وش جااك
التفتت الى علي وصرخت به
: وش فيها
خرج واسرع الى عبد الله
: اسألك بالله وش فيها
كان قلبه يكاد يقفز من مكانه من الخوف عليها
ومن الرعب من ان يكون السبب
هذا اصعب ما يكون
ان نكون سبب شقاء من نحب بشدة
ان نؤلم من وثقوا بنا وأسندوا ثقلهم الينا
نؤلمهم بذات الكفِّ التي نربتُ بها على قلوبهم !
نجرحهم بذات الروح التي احتويناهم بها !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الحادية عشرةَ صباحًا
جلسَ أمامه وقال بحنان
: ليش ما فطرت ؟
همهم وفي عينيه انكسار
هزّ رأسه ايجابًا
: مرّت سنين , متى بترتاح
همهم مجددًا بضعف
ضحك ببحةٍ منكسرة
: لأ ما نسيت , للحين مكسور , بس انت لازم تقاوم عشان صحتك – قبّل كفّه , وعينيه محمرّة يحبس فيها آلاف الدموع – تكفى ما ابي يصير لك شي
هزّ رأسه بيأس
قال باختناق
: تذكر يوم دخلت انت قبلي
سالت دمعتي الكهل على جانبي وجهه
تابع بعذابٍ يدك روحه
: اذكر والله , اذكر كل التفاصيل , تصدق , احس انّي مو مصدق , احس اننا فاهمين غلط , احس انّها مو هي
همهم الكهل برجاءٍ لأن يسكت
بكى وهو يشدّ على يده
: تكفى قول لي , انت شفتها قبلي , كانت هي !! ضربتين على القلب تقتل والله يا يبه , كافي علينا كسرة الظهر الأولى , هدتنا طعنة القلب
زاد بكاء الكهل وهمهمته
عانقه وهو يقول ببحةٍ عميقة
: آسف , خلاص والله آسف تكفى هد , ششش بس يبه خلاص , آسف والله
دخلت اروى وتراجعت بسرعة ووقفت قريبةً من الباب وهي تسمع بكاءهما
وضعت كفّها على فمها وهي تقاوم أدمعها
كادت تهرب من صدرها آهة
آهة تخدش قلبها وتسيل دماءه
سمعت شقيقها
: انا اكثركم وجع , انا هربت من صدمتي لقيتها قدامي , مع الوقت صارت حزن وهم محبوس بصدري , ومع السنين زاد الألم وزاد التعب , صرت قاسي من الهم يبه , صرت مو انا من الحزن , الصدمة هدتني يبه
صمتَ لثوانٍ
ثم تابع
: اروى كاسرة ظهري , ما بقى لها غيري يبه , وماني قادر اعيش لها , ماني قادر اضمها لي , ماني قادر ارجع لها سنين عاشت فيها بعمر ماهو عمرها , انا اضعف منها , انا احتاج لها اكثر من حاجتها لي يبه
ابتعدت وهي تبكي
عادت ادراجها , اكتفت مما سمعت
وتابع هو هذيانه
كان محتاجًا الى ان يتحدث
الى ان يفرغ ما في قلبه
يفرغ ما تراكم منذ أعوام
كثرةُ الكبت أرهقته
وقد تقتله !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانيةَ عشرةَ مساءً
تلفتَ حَوله في المنزل
مساحاته شاسعة
وفارغة !
مجرد بناء , وأرضية لامعة
دونَ روحٍ أو حتى أثاث
اقترب منه مالك
: مرتاح الحين ؟
التفت اليه
: لا , باقي الأثاث والكماليات
: انا تحت أمرك تبيني اوديك أي مكان
: ابي كاتلوجات لمحلات أثاث
هزّ مالك رأسه
: بسيطة , اليوم العصر بروح لبيت جدتي القاك هناك واجيبها لك
خرج الى باحةِ المنزل
اقترب من حمام السباحة
أمعن النظر فيه , ليسمع مالك يقول
: عميق مرة , حط له سور
التفت اليه
: ليه ؟
رفعَ مالك كتفيه
: يمكن يجيك احد ولا احد لا يصير لبزرانهم شي
قال بنبرةٍ ميتة
: ما ابي احد يجيني
ضحك مالك بدهشة
: طردة من بدري يعني
تجاهله وهو يشعل سيجارة ويبتعد ليخرج من المنزل
تبعه مالك وهو يشعر بالضيق من تغير سعود
لم يعد ذاك الممتلئ بالحياة
بل الحياة التي كانت ممتلئةً به
ابتسامته البسيطة , ولو كان في مشكلةٍ عويصة
شهيقه العميق الذي يملأ رأتيه به , ثم يقول
" بسيطة ما صار شي "
اين ذهب سعود !
من سرقك يا ابنَ عمي
من بعثر قلبك الطيّب الذي أحببنا
تبعه وركب السيارة
التفت اليه وقال بصدق
: مفتقدك والله
قال سعود بلا مبالاة
: هذاني معاك
: سعود
لم يجبه
: قول لي شفيك , انا اخوك !
: ودني البيت
: والله فاقدينك , جدتي محترق قلبها عليك وماهي دارية وش فيك , ليش تسوي فينا كذا ! وابوك وامك كل يوم يتصلون يتطمنون عليك , وانت ولا هنا !
عقد حاجبيه ببداية غضب
: ودني البيت يا مالك
زفر مالك وتحرك بسيارته
التفت سعود الى النافذة
حلم بها ليلة الأمس
غاب عن محيطه لدقائق وهو يسترجع ابتسامتها اللطيفة
ولكنتها الرقيقة
*: سعود !
ضحك وهو يشير الى عينيه
: يا عيونه
ضحكت وهي تميل رأسها جانبًا بخجل
اقترب منها ورفع كفّها الى شفتيه ليقبّله برقّة
همس
: خلاص آسف
تلعثمت وهي تقول
: لا , لالا عادي
انفجر ضاحكًا لتضرب صدره بخفة
عانقها وقال
: لين
همهمت وهي تغمضُ عينيها براحة وابتسامة
: تحبيني
صُدِمَت من سؤاله ولم تجبه
شدّ عليها وهي بين ذراعيه
: هاا
قالت بعد ثوانٍ
: احب اشوفك واسمع صوتك , احب اسولف معاك واجلس معاك , احب ضحكتك ونظرتك , احب عيونك احب ملمس ايديك , بس ما ادري اذا احبك ولا لأ !
ضحك بعمق وهو يحملها عن الأرض
قال بعد نوبةِ الضحك
: وانا احب احضنك واحب لكنتك واحب ضحكتك واحب قصرك واحب نعومة ايدك واحب اطالعك , وما ادري اذا احبك ولا لأ !
ابعدت وجهها عن صدره لتنظرَ الى عينيه مبتسمة
قالت بنبرةٍ غريبة
: احسن كذا
داعب أنفها بأنفه
: ايه احسن , تجين تتغدين معاي ؟ *
أطلقَ زفرةً من صدره
اختناق يكاد يفتك بحويصلات الهواء في صدره
ضيق يوشك ان يفجر عروقه ويودي بحياته
فراقها موتٌ يقترب منه ببرود
قلبه خائف
يشعر بالوحدةِ من بعدها , وحدةٌ تذيب السعادة من مخيلته
رمت به على قارعةِ الحياة
حلُمَ ان يسعد بها ومعها !
لكنّها أبت ان تريه السعادة
ردمت الطريق الذي لا زال في بدايته
كسرت ساقه التي يخطو بها للحياة معها
تركته على شفا موت !
يحاول التوازن حتى لا يسقط فينجرف
,
,



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-11-14, 10:40 AM   #50

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



المملكة العربية السعودية – الرياض
شدّت على ابنتها بالعناق وهي تردد اسم الله الفًا
كان بكاء رتيل حادًا
يوجع الصخر اذا سمعه
وترق له الجبال اذا خُيّل لها ان تراه
قالت بخوفٍ وقلبِ أمٍ منفطر
: بس يا يمه بسم الله عليك وقفتي قلبي , وش فيك يا يمه
انتحبت باستجداء
: يممممااا , آآآه يا يمممه
قالت ام علي بحرقة وحسرة
: ليتها في قلبي آهتك يا روح امّك , ليتها تحرق قلبي يا رتيل ولا توصلك , ليتني متّ ولا شفت همّك يا يمه
توسدت رتيل قلب امّها
قلبها الممتلئ بها وبأخوتها
قلبها النقي
الشبيه بالسحب القطنية برقته
قلبها الذي يعيش على شفا دمعةٍ ودعوة
لأبنائها الأربع , في سكون الليل
وظلمة الديجور
نادتها برتيل
: يما تعبانة
: يا روح امّك , يا قلبها الشقيان عليك , اعيذك بعزة الله وقدرته من شرّ ما تجدين وتحاذرين , اعيذك بأسماء الله ورحمته وعدله من شرّ كل ذي شرّ , استودعك الله يا بنتي , استودع حزنك عند الله وهو يفرجه عنك يا يما , ليت التعب فيني يا يما ليت الهم فيني يا رتيل , ليتني اقدر اخذه منك , ليتني اقدر انسيك همّك , بس يا يما , بس يا حبيبتي , اوجعتي قلب امّك عليك يا رتيل
بكت رتيل وهي تدفن نفسها اكثر في قلب امّها
,
قال ثائرًا
: الخسيس الحقير
قال عبد الله ببرود
: مو احقر منّك , هو خبل بس انت اللي احملك الذنب , بالعقل تتخيل انها بتركب معه ؟! وين عقلك يوم خليتها
قال تركي بحقد
: والله ان الذبح فيك حلال يا علي , ياللي ما عندك نخوة ولا مسؤولية
خرج علي وتركهما
كان يشعر بالخزيّ والعار
يشعر بفداحة فعله
بمنكر صنيعه
ضرب الجدار بقبضته بقوّة
احمق , احمق
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانيةَ عشرةَ مساءً
أغلق سحاب الحقيبة ورفعَ رأسه
كانت تنظر اليه بنظرة غريبة
او خُيّل له ذلك
قالت بهدوء
: لو تاخذنا معك , ودّي اشوف ربيع حايل
داعب أنفها بلطف
: مرّة ثانية ان شالله
رفعت كتفيها بهدوء
: على هَواك
أخرج حقيبته من الغرفة وانحنى ليقبّل رأس والدته
: توصين شي يمه
قالت بغيرِ رضىً
: والله ما ودّي بروحتك
ابتسم
: الرجال له حق عليّ , اخوي وازود , جالس في بيته ماكلٍ شارب , عطلته عن حياته وعن اخوياه وأجّل عرسه عشاني , له حق يا يمه اروح له واسلم عليه
زفرت , ولم تقتنع بعد
قبّل رأسها مجددًا ونهض
اتجه الى الباب وهو ينادي
: تالا
بعد ثوانٍ أتته مسرعة
على وجهها بهجته
بين خصل شعرها الناعمة حياته
وفي تجعيدات وجهها الخفيف حين تضحك , روحه
وبين كفّيها الصغيرين , أودع قلبه
وفي بريق الحياة في عينيها , تكمن سعادته
رفعها عن الأرض
: وش تبين يجيب لك بابا
عانقته بدلال
: عروسة كبيرة
: وش بعد
: فستان اميرة
ضحك وهو يشير الى عينيه
: حاضر
قبّلها طويلًا , ثم أنزلها ليعانق زوجته بخفّة
قالت بنبرةٍ تُقطعها من الداخل
: تروح وترجع سالم
قبّل ما بينَ عينيها
: جعلك تسلمين , استودعكم الله
حمَل حقيبته وخرج
وعادت لتجلس قريبةً من عمتها
التي نظرت اليها طويلًا قبل ان تقول
: وش علمتس
قالت بعبرة
: ما به شي يمه , لا تشغلين فكرك
: افا , ان ما شغلته بتس وبزوجتس واخوه , من لي غيركم احاتيه واداريه , تعالي , تعالي قولي لي وش العلم
اقتربت لتقول
: احمد ماهو على خبري يمه
قالت باستغراب
: ماهو على خبرنا كلنا , الرجال توّه رادّه ذاكرته , لا اتحسسين
هزّت رأسها نفيًا وقالت بحرقة
: هقوتي انّ احمد عاشق
قالت العجوز بفجيعة
: اعوذ بالله تفّي من فمتس , وش هالحتسي الله يهداتس يا ام تالا , ما هقيت بتس خبال !
بكت رغمًا عنها
: هو يظن انّي هبلا ولاني حاسة بشي , يا يمه المرة اذا انخانت تحس , احمد خانّي باحساسه , مبيّن على وجهه وتصرفاته , وهذيانه اذا نام , احمد عشق وظنّي انّه راح للي عاشقها
ضربتها العجوز بعصاها بغضب
: قومي سوّد الله وجهتس , قومي
همّت بالنهوض , لتزفر العجوز بقهر وتسحبها اليها
: اعوذ بالله منّك يا ابليس , بس تعوّذي من الشيطان لا تبتسين , اسكتي بس
كيف يا امّي اصمت
وفي قلبي جرحٌ ينزف
فيني روحٌ تبكي
فيني انثى مجروحة
أحبّ رجُلها غيرها
كيف يا امّي اصمت
وزوجي اليها ذاهب
الا يكفيني عامان قضيتهما في لوعة غيابه
يعود لي بقلبِ عاشقٍ هاوٍ , يعودُ لي مراهقًا بعد أن قارب الأربعين !
,
,
المملكة المتحدة – لندن
الواحدة والنصف مساءً
طرق الباب طرقاتٍ خفيفة
لم ينتهِ منها الا وقد فتح وليد الباب
ابتسم له بتودد
: مرحبا
ابتسم وليد ابتسامةً باهتة وتنحى جانبًا
قال عبد العزيز
: اذا تحب تنزلون تتغدون ولا نجلس ؟
قال وليد بسرعة
: نجلس نتكلم اوّل
: طيب , اختك اذا تحب تقعد عند جارتي – وأشار ناحيةَ بابِ شقة السيدة سارة – اريح لها , حرمة كبيرة وبروحها
قال وليد باستنكار
: اخلّي اختي عند حرمة غريبة اجنبية !
ابتسم عبد العزيز
: سعودية وكبيرة بالسن وطيبة وثقة , بس انا قلت اريح لها اذا ودكم , لكن مو مشكلة
فكّر وليد لثوانٍ
الشقّة صغيرةٌ جدًا , ووجود ملاك وعبد العزيز فيها يشكل حرجًا
قال باستسلام
: خلاص تروح
هزّ عبد العزيز رأسه والتفت الى شقة سارة يطرق الباب
ودخل وليد وهمس
: ملاك قومي لجارة الرجال , يقول حرمة كبيرة وبروحها , انتبهي لنفسك ولا تاكلين ولا تشربين شي , وجوّالك بيدّك وحجابك على راسك وخلّك قريبة من الباب
هزّت رأسها ايجابًا ونهضت لتخرج من الشقة
تنحّى عبد العزيز جانبًا وأشار الى الشقة التي كان بابها نصف مفتوح
دخلت بهدوء وهي تهمس
: مرحبًا
أغلقت السيدة سارة الباب وابتسمت
: يا هلا
التفتت ملاك وابتسمت بهدوء وراحة حينَ رأت انّها عربية
أشارت لها لتدخل
: ادخلي حبيبتي حيّاك
: تسلمين
جلستا متقابلتان
قالت سارة
: متغدية يا امّي ؟
هزّت رأسها ايجابًا , وهي تشعر بالجوع يقرص معدتها
قالت سارة
: اجل نتقهوى
همّت بالنهوض لتقول ملاك بعجلة
: تسلمين يا خالة ماني مشتهية
جلست وقالت بابتسامةٍ هادئة متفهمة
: ماهي مشكلة , وش اسمك حبيبتي ؟
: ملاك
: ما شالله عليك , صدق ملاك
لا تعلم مالرغبة التي تُلِحُ عليها بشدة لتعانقها
تتمنى لو تتجرأ وتطلب منها ان تتوسد صدرها , تتمنى لو تستطيع شم رائحتها والعبث بخُصلِ شعرها
لكنها بلعت رغباتها وامنياتها الصغيرة
خافت ان تفزعها
اذا كانت رفضت قهوتها
كيف ستقبل بعناقها !
تبادلتا حديثًا قصيرًا , وانهته ملاك باختصار , حتى لا تطيل الحديث معها
,
قدّم له فنجان قهوة
: اسلم يا وليد
سحب هواءً عميقًا الى صدره وزفره بوجل
قال بعد صمت
: الحقيقة ما ادري وش اقول لك ولا شلون ابدأ , الموضوع معقد وما ادري اذا بتفيدني او لا
ابتسم له عبد العزيز بثقة
: ان شالله انّ أي شي اقدر عليه بسويه , آمر يا اخوي
صمتَ مجددًا , ثم زفر
ثم عدّل جلسته
وارتشف من القهوة
حك ما بين حاجبيه بتوتر
ثم زفر
أنطق لساني يارب
شُلّ لساني حين احتجته
اني استجديك يارب ان ترسله
ان تعينه على سرد الحكاية الطويلة
وان لم يكُن في يدِ هذا الرجل شيء
شُلّه أكثر يارب
جفف بحر كلماته
وأصمت عباراته
أنسه نُطق الحروف
قال عبد العزيز بلطف
: وليد !
زفر أخيرًا وقال
: امّي انفصلت عن ابوي لها حول خمس وعشرين سنة وابوي اخذنا وامي اختفت ولليوم ما ندري عنها
لم يستطع قول المزيد
لم يستطع توضيح شيء
كانَ يَعْلَمُ أنّه يحتاج الى المزيد من التوضيح
ليساعده هذا الرجل
امّا عبد العزيز
ارتجف كفّه بفزع
رنّت في اذنه انتحابات تلك المرأة البارحة
المرأة التي يعرف قصتها منذ أربعة أعوام
التي تبكي سرًا
وتدعو ليلًا
وتخفي حُزنها بابتسامة كسيرة
التي تنفجر بين الحين والآخر باكيةً مشتاقةً لابنها وابنتها
تذكر اسم وليد الكامل
الذي أرسَلَه له تركي
كيف لم يربط بين الأمرين !
كيف قرَأ الرسالة وبعدها بساعة جلس معها واستمع الى بُكائها وواساها ولم يربط اسم ابنها بالاسم الذي عنده !
نهض من مكانه باستعجال
: وليد دقايق وراجع لك
سار الى الباب مسرعًا وخطف جواز وليد من أعلى التلفاز بخفة
خرج من شقته ليطرق باب شقة سارة طرقاتٍ سريعة
فتحت الباب بخوف
: بسم الله عليك وش صاير !
: خلّي البنت تروح لأخوها بتكلم معاك
دخلت بقلق
: يمه حبيبتي روحي لأخوك عبد العزيز عنده شغله هنا
نهضت وسارت الى شقة عبد العزيز
وهي جدُّ متضايقة من هذا الوضع
دخل عبد العزيز وجلس أرضًا أمام الخالة سارة
قال برجفةٍ بسيطة
: خالتي
: عزيز يمال الصلاح وقفت قلبي
مدّ لها بالجواز
: اقري الاسم
قَرأته ورفعت رأسها
: وش فيــ....
أخفضت رأسها وجحظت عينيها وهي تقرَأه ألفًا
شعرَ عبد العزيز بأنها ستفقد وعيها
سحب صحن التمر وألقمها واحدة
: بسم الله عليك , لا اله الا الله
ارتجف جسدها الهزيل بأكمله
رددت بهذيان
: وليد وليد وليد , يمه وليد , ولدي وليد , وليد يمه , وليد ولييد
رفع عبد العزيز صوته
: خالتي , خالتي قولي لا اله الا الله , بسم الله عليك هدّي هدّي , خالتي
: وين وليد ؟ وين ولدي وينه ؟ وليد يمه ولييد
: هذا ايّاه عندي بشقتي , والبنت اللي معه ملاك اخته , هو جايني ومتأمّل فيني خير , سبحان اللي دلّه لي ووصله لك
نهضت من مكانها
: عيالي , ابي عيالي
نهض وأعادها الى مكانها
: الحين الحين أجيبهم انتظري بس
خرج مسرعًا الى شقته
طرق الباب ليفتحه وليد بقلق
: وش فيك !
سحبه عبد العزيز وتبعتهما ملاك بخوفٍ على شقيقها
أدخله عليها وهي لا تزال تهذي
: وليد يمّه , ولدي , عيالي , وين عيالي
التفت اليه وليد وعقله لم يستوعب بعد
قال عبد العزيز
: هذه امّك
نظر اليه ثوانٍ قبل أن يُصعق
شُلّ لسانه وضاعت منه الكلمات
ظل ينظر اليه بضياع
نهضت من مكانها وهي تبكي بأنين
: انت وليد ! انت ولدي , هذا انت والله , قلبي قلبي ما يكذب علي , انت ولدي
صرخ بهم وليد
: تسوقونها على مين انتوا ! ما امداني اكمّل سالفتي لك الّا وطلعت لي ام من تحت الأرض ! عصابة انتم
اقتربت منه وهي تنتحب بحدة
: ولييد
تمسكت بذراعه ليبعدها بقسوة
: ابعدي عنّي صدقتي نفسك انتي ! يا ويلكم من الله , ما يكفيني عمري اللي قضيته بالهم والقهر والحزن تجون تلعبون فيني
سقطت أرضًا وزاد بُكاؤها
ودّت لو تقبل قدميه , من اشتياقها ولوعتها عليه
لكمه عبد العزيز بقوّة
: الزم حدّك يا حقير , واطلع برى منت كفو انّ خالتي سارة تكون امّك وتبكيك عمرها كلّه , ماهو كلّ الناس طماعة وحديثة نعمة ورخيصة لك , اطـلـع بـرى
صرخت باستجداء
: تكفى لا تروح , والله شاب قلبي وانا انتظرك , والله ذابت روحي يا يمّه عليكم , لا تروح وليد تكفى
ضحك وليد بقهرٍ وغبن , وفي عينيه انكسارٌ مذبوح
: امّي اسمها لطيفة
صرخت
: انا لطيفة والله , وعزة رب العالمين انا لطيفة , اخت عايشة , انا اللي خلعت ابوك , واخذكم منّي انت وملاك , انا امّك والله , والله امّك يا وليد والله
تزلزل جسده
لم تحمله قدميه من هوْل الصدمة
سقط أمامها بضعف
انسابت على جانبي وجهه دمعتيْ يُتمٌ عاشه طوال حياته
يتمٍ رغمَ حياة والديه
يتمٍ بطعمٍ مر
برائحة كريهة
بلون قاتم
يتمٍ كنصلِ سَيف
وكحدة خنجر
بكى رُغْمًا عنه
بكَى بوجع ثملَ منه قلبه
نادى بيأس
: يمه
قالت بحرقةٍ ولهفة
: يا لبيه يا يمه
قال برجاء
: تكفين لا تكذبين
حاوطت وجهه الحبيب بكفّيها
: يا ويل قلبي يا وليد , يا وجع حالي عليك يا يمّه
سحبته الى صدرها بقوّة
لتبكي وكأنها لم تبكِ قط
ليصرخ قلبها بعذابٍ لم يشهده قط
لتنسل منها آهاتٌ كأنها روحها تفارقُ جسدها
لتتلوى بحرقةٍ , وكأنها في مخاضٍ طويل , وحزنها وانكسارها , الذان همّا جنيناها التوأمان , يأبيَان مفارقةَ رحمها
بكت وبكى
انتحبت وانتحب
تأوّهت بحرقة دامية , وتأوّه !
نادته بلا تصديق
: يا روح امّك صدق انت هنا ! تكفى لا تكون حلم يا وليد , تكفى يا يممه تكفى
لأوّل مرةٍ بعد ان فارقها
يشمُ الياسمين !
الياسمين خاصتها
رائحتها التي لا يشبهها فيها أحد
لأوّل مرّة
يشعرُ براحة قلبه
يشعر باطمئنان روحه
يشعر بالسكينة
بعبقِ الطهر
ابتعد عن صدرها ليملأ عينيه بها
لا يصدق انّها هي
: انتي امي ؟
قبّلت جبينه بعذاب
: يا امي انت وابوي واهلي
قبّل جبينها وعينيها وكفّيها مرارًا بغير تصديق
نزل الى قدميها وهي تنتحب وتهتف
: ياربي يا حبيبي لك الحمد والشكر , ياربي يا حبيبي وين اروح من أفضالك ونعمك , سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ولا شكرناك كما ينبغي لكرمك
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحًا
فتح عينيه منزعجًا من الهاتف الذي لم يتوقف عن الرنين منذ البارحة
ردّ بضجرٍ وعصبية , دون أن يعلم من المتصل
: خير خير , وش هالأذيّة والازعاج من امس , خلاص ما ابي ارد ما تفهمون !
جاءه صوت الطرفِ الآخر بغضب
: ووجع يوجعك تكلّم عدل
فز من سريره وقال بفزع
: يبه !
صرخ به والده
: وحطبه , وينك انت ؟؟ وش حركات البزران هذه , ذي مرجلتك يعني !
قال باعتذار وندم
: آسف يبه حقّك على راسي , والله ما طالعت الشاشة ولا ادري من المتصل , اعذرني
قال والده بغضب لم يتوقف ولم يهدأ , والذي استغربه هو لقلة ما يغضب والده
: احجز اقرب طيّارة وتعال بدون نقاش , يا الردي
عقد حاجبيه استغرابًا
: يبه وش صاير !
صرخ والده
: خالتك توفعت يا حمار , رنا توفت واحنا مختبصين في التغسيل والصلاة والدفان , وحرقنا جوالك وانت ما ترد !
لم يسمع من كمية الكلمات تلك سوى كلمتين
" خالتك توفت "
ظلّ لثوانٍ يستوعب
ثم فزّ شاهقًا وهو يهتف
: يبه من اللي مات ! يبه لحظة شوي دقيقة بس قول من اللي مات , والله ما سمعت زين
كان يحلف وهو يشعر أنّه صادق !
هدأ والده وزفر
: رنا توفت الله يغفر لها , خالتك رنا
قال بصوتٍ لا يفسر
: من رنا
: يبه سعود , اذكر الله
جلس أرضًا بضعف
: تكفى قول لي مين رنا
استغفر والده بهمس
: يا يبه لا تشغل بالي عليك , لا يصير لك شي وانت بعيد عنّي , تعوذ من ابليس
: شلون تموت !
قال والده بنفاذ صبر
: سعووود
ملَأ رئتيه هواءً قبل ان يقول وهو يحاول التماسك
: بشوف أوّل رحلة وأجي , حط بالك على امّي ونانا , مع السلامة
قال والده بقلة حيلة
: بحفظ الله
أغلَق الهاتف وأنزله
ظلّ ينظرُ في الفراغ
يا حبيبتي !
مُتّي وحيدة , أشعرُ بذلك
كما عشتي سنواتك الأخيرة , وحيدة
ليتني بقيت بجانبكِ يا حبيبة قلبي
ليتني لم أفارقكِ , لتغمضي عينيك وانا ممسكٌ بيدك
لم ترحلون دومًا دون وداعي
لمَ !
تحرمونني اللحظات الأخيرة الى جانبكم
لكنني هذه المرة انا من تركك , انا من اختار الرحيل دونَ وداع
سامحيني يا رنا
يا اميرة الشرق والغرب !
نهض من مكانه عنوة
يجر جسده المثقل بالحزن
غسل وجهه مرارًا
وهو يقاوم رغبته باستفراغ كلّ ما في معدته
خرج من غرفته بعد ان استبدل ثيابه
نزل الدرجاتِ بعقلٍ مغيّب
خرجت أروى من المطبخ وشهقت حين رأته وتراجعت
ولم ينتبه
لها
دخل الى المطبخ لتصرخ بفزع
ولم ينتبه !
لم يشعر بما حوله الّا حين سحبه سلطان من ثيابه وهو يصرخ بغضب
: وش تسوي يا حيوان
كان صامتًا ينظر اليه بلا تركيز
صرخ سلطان
: ردّ علي
قال بانتباه
: هلا !
: وش تسوي داخل على اختي المطبخ !
قال بعد صمت
: اختك !
ضربت الجدة بيدها كفّي سلطان وأبعدته وهي تنظر الى سعود بتفحص
: وش فيك يا امّي
نظر اليها
: هلا ؟
فزعت الجدّة وقلق سلطان
أجلسته على الكرسي وهي تسمّي
: وش فيك . اهلك فيهم شي ؟
قال بعد صَمت
: توفّت خالتي
شهقت الجدّة بحزن
وتراجع سلطان بصمت
قالت الجدة
: لا اله الا الله , لا اله الا الله , ما يظل الا وجهه سبحانه , الله يغفر لها ويرحمها ويسكنها الفردوس الأعلى , لا حول ولا قوّة الا بالله , الله يبدلها بدار خير من دارها واهل خير من اهلها , عظم الله أجرك يا امّي , قوم يا حبيبي قوم بسم الله عليك , تعال نشوف عيال عمّك واحد منهم يشوف لك طيارة تروح عليها
نهض بتعب وسار معها بصمتٍ مطبق
امسك به سلطان وهو يشعر ان حالته غير طبيعية
: سعود , قل لا حول ولا قوّة الّا بالله
ظلّ صامتًا
ليهزّه سلطان وهو يردد
: قل لا حول ولا قوّة الّا بالله
قال بعد ثوانٍ , وبصوتٍ لا يظهر منه الا الفحيح
: لا حول ولا قوّة الّا بالله
: انّا لله وانا اليه راجعون
ردد
: انّا لله وانا اليه راجعون
: احسن الله عزاك , روح اجلس عند جدتي انا بشوف لك الحجز
سار بصمت وهو يشعر بألمٍ في مَعِدَته
جلس وعينيه حائرتان في الفراغ
ويسمع الى بكاءِ جدته الخفيف
: الله يرحمها , الله يغفر لها ويصبر اميمتها
سمِع صوت أروى
: عظم الله اجرك يا سعود
لم يجبها لتزفر وتشير للخادمة ان تدخل بكوب الماء
مّته له لتأخذه الجدّة وتقترب منه
: يمه سعود , اشرب حبيبي
لم يجبها , لتضع بعضًا منه في كفّها وتغسل وجهه برقة
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة مساءً
كان يجلس بصمت
قالت بزفرة
: صار لك ساعة على هالقعدة , انزين حاجني قول لي شفيك , فهمّني شصاير لك
لم يجبها
اقتربت لتقول
: حبيبي
مسحت على كتفه بعطف
: مسفـ.. – بترتها وقالت بعد تردد – صقر
التفت اليها بصمت
ابتسمت
: شفيك
قال بهدوء
: ما فيني شي شوية ضغوط
صمتت وهي تداعب نهاية شعره
قال بهدوء
: مها
: عيوني
ابتسم وهو يمسك بكفّها الرقيق
: مانتي زعلانة مني ؟
قالت بعد ان زفرت
: كنت زعلانة , وللحين شايلة بخاطري , بس شلون اشوفك بالك مشغول او متضايق من غير لا اييلك واشوف شفيك
قبّل كفّها
: شلون ترضين
حاوطت وجهه وقالت بنبرةٍ لطيفة , مُحببة
: بس علمني ليش اهلي للحين ما طلعوا
رفع أحدَ حاجبيه
: على اساس بس هذا اللي مزعلك يعني
ابعدت يديها وقد استفزها
: أي بس هذا اللي مزعلني
ضحك بخفة
: طيّب طالعيني
نظرت اليه من طرف عينيها
قبّل جبينها
: اهلك والله موضوعهم مو بيدي , ان شالله قريب نعرف وش بيصير معاهم
: انزين علمني اهم شنو جريمتهم , ليش جذي قاطينهم بالسجن , وماخذينهم من المطار جَنْهُم مجرمين !
قال بهدوء
: لا تسألين عن امور ما بتفيدك , بتتضايقين منها وبس
: تكفى قول لي !
قال بحزمٍ لطيف
: مها !
صمتت مجبرة
نظر الى ساعته وهمّ بالنهوض
لتعانقه , وتقول بغصّة
: لا تروح
خلل أصابعه في شعرها
: وش فيك ؟
: مشتاقة لك , من يينا هني وانت كلّه مشغول وما اشوفك , انا زوجتك بعد ! ولي حق عليك , ولا شرايك ؟
قبّل رأسها
: لك حق يا روحي أكيد
قالت بتردد واتسجداء
: بات هني الليلة !
قبّل رأسها
: حاضر
ابتعدت عنه بدهشة
: من صجّك !
ابتسم وهزّ رأسه ايجابًا
قالت بلا تصديق
: بتبات عندي !
ضحك رغمًا عنه
: ايه بجي ابات عندك , الحين بطلع اقضي كم شغلة , وبمر امي ما شفتها اليوم , وارجع لك بالليل
عقدت حاجبيها
: شنو الشغل اللي بتقضيه ؟ اقصد وين يعني
نهض وهو يقول بزفرة
: خل عنّك شغل الاستذكاء هذا وخلّي سؤالك مباشر , ماني رايح لرتيل
نهضت وهي تقول بمكابرة
: شياب هالطاري
قال ببساطة
: انتي
رفعت احدَ حاجبيها
: ولا هامتني هالياهل ولا سألت عنها , اظن ما فيها شي اعرف ريلي وين بيروح وشنو بيسوي
قال يسايرها
: أي صح , شوفي لي طريق بس
تأففت وخرجت
ضحك بقهر
أتراها الحياة تسمَع ظنونكِ فتحققها وتعيد لي زهرة قلبي اليّ !
خرج من الفندق يسير في الشوارعِ بلا هدىً
زالَ ألم لكمةِ عبد الله
ولا زال اثرها في قلبه
مالذي يخبؤه قلبك يا شقيقي
كيف غافلني القدر وزرع فيك ما ليس لك
كيف سرقتني يا عبد الله
كيف دنت نفسُك على ما في يدِ شقيقك الوحيد
اقسم ان اقتلك راميًا بأخوّتك عرض الحائط
وصل الى منزل أهله
دخل وجلس قريبًا من والدته
سألته
: متغدي يمه ؟
: أي تغديت مع مها
لوت فمها متضايقة
قال بوعيد
: ولدك رجع ؟
عقدت حاجبيها
: طلع الظهر مستعجل وللحين ما رجع
قال من بين أسنانه
: انا يا ذابحه يا ذابحه
التفتت اليه بتساؤل
: وش صاير
قال بحقد
: ولدك خانّي , ما احترم الدم اللي بعروقي وعروقه , ما احترم الاسم اللي نتشارك فيه , ما احترم انّي اخوه الوحيد , ولدك سرق مني اهم شي في حياتي , ولدك خاين ما عنده شرف
هتفت والدته بتعجب
: وش تخربط انت
صرخ بغضب
: عبد الله يبي رتيل
اسكتته والدته وهي تكتم كلماته
وضعت يدها على فمه وهي تقول بصدمة
: اص , بسس , لا تطيح علينا السما , اعوذ بالله من لسانك اللي بيودينا بداهية , يا يمه حرام عليك اتقِ الله , من وين لك هالتفكير
قال بقهرِ الرجال
: يبيها يمه والـ..
اصمتته قبل أن يحلف
: صقر , والله ما ارضى عليك لو تطري هالطاري , اعوذ بالله من الشيطان الرجيم , ابليس لاعب بمخك انت قمت ما تجمع
حينها دخل عبد الله
: السلام..
بتر سلامه حين رآه
عقد حاجبيه وهمّ بصعود الدرج
قال صقر بحدة
: وقف
توقف عن السير ولم يلتفت اليه
قال صقر وهو يحاول كبح غضبه
: وش بينك وبين رتيل ؟
نهرته والدته
: صقر !!
التفت اليه عبد الله ساخرًا
: وانت وش دخلك ؟!
صرخ به
: هذه زوجتي اذا ناسي
قال عبد الله ببرود
: بتطلقها وما تعود زوجتك
تحكم صقر بأعصابه , ليقول بهدوء مفتعل
: دام انها للحين على ذمتي , انا مسؤول منها , واطالبك تقول لي وش تبي منها
رفع عبد الله كتفيه
: بنت عمي صغيرة وخلوقة واعرفها زين , وبتتطلق قريب...
قبل ان يهجم عليه صقر ليهشم وجهه , وقبل ان يتابع حديثه اقتربت والدتهما وهي تتكلم بغضبٍ كبير
: بس انت وياه , عيب عليكم , واحدكم وش كبره الشيب مالي راسه وتتكلمون بالوقاحة هذه , استحوا على وجيهكم ! عنبو غيرتكم بنت عمكم هذه ماهي قطعة حلا تتقاسمونها ! والله اللي يجيب سيرة البنت على لسانه ما يلوم الّا نفسه , لا بارك الله في رجولتكم ان كان بنت بتفرق بينكم وهي ما لها ذنب ! انقلع انت وياه ما عاد لي بشوفتكم ولا جلستكم
خرج صقر غاضبًا
وقبّل عبد الله رأس والدته
: حقّك علي
تركته صاعدةً الى غرفتها
وجلس هو على الأريكة وهو يزفر بضيق
تذكر بكاء رتيل فأغمض عينيه
اقسم ان ارد ثمن أدمعك
لن يفلت صقر ابدًا بما فعله بكِ
لا تستحقين منه هذا
,
,



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة/, أحلامي, مقلتيك, jooda_

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.