آخر 10 مشاركات
همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          [تحميل]أبي أنام بحضنك وأصحيك بنص الليل وأقول ما كفاني حضنك ضمني لك حيل|لـ ازهار الليل (الكاتـب : Topaz. - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          فتاة المكتبة(61)-قلوب النوفيلا-للكاتبة فاطمة الزهراء عزوز{مميزة}-[كاملة&الروابط] (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )           »          البحث عن الجذور ـ ريبيكا ستراتون ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-14, 11:44 PM   #31

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



,
,
استراليا – كانبرا
التاسعة والنصف مساءً
صرخ بغضب
: لا تقولين عادي !
تراجعت بخوف
: انزين لا تصارخ !
التفت الى منال
: وانتي استاذة منال ؟ مفتخرين فيج مخرجة ومحترمة ومكانتها كبيرة , هذه تاليتها قاعدة مع ريّال ما تربطج فيه أي علاقة , مقرب منج لهالحد !
قالت بحدة
: وراح أظل محترمة ومحد يمس سمعتي بكلمة , اللي بيننا شغل ! مو مشكلتي انّ انت وغيرك بتفكرون تفكير طايح حظه ! وبعدين انت شكو ؟ انا لي اب يحاسبني
نهرها عمّها الأكبر
: منال ! عيب عليج استحي على ويهج , راشد حسبة اخوج
التفت الى عمها بتمرد
: شكو يصارخ ! عنده ملاحظة يقولها بأسلوب ألطف وانا بفهم ! مو كافي فشلنا جدامهم
قالت عائشة بعبرة
: والله مو قصدي ! اهم زملاء عمل والله ماكو شي ثاني !
قال راشد
: انا انحرجت جدام مالك وذياب ! ذياب قام يطالعهم جنهم حشرات ! مادري وين اودّي ويهي
قالت لولوة ببرود وهي تنظر الى اظافرها
: عاد انت كلش أهم شي سمعتك جدام الغرب
التفت اليها بحدة
: طلعي منها انتي
نهضت بتنهيدةٍ باردة وهي تلوي شفتيها باستهزاء
تركتهم وصعدت الى غرفتها
قال جدّه بتحذير
: للمرة الأخيرة أنبهك تلزم حدودك مع لولوة , سمعت !
تجاهل كلمات جده وقال
: المرة الياية بيكون لي تصرف ثاني معاج انتي وياها
تركهم وخرج من المنزل
لتتبعه منال لتعود الى منزلها
ناداها عمُّها ابو عقاب
: تعالي منال
اقتربت لتجلس بقربه من جهة اليمين وعائشة من جهة اليسار
قالت منال بغصة
: راشد دوم جذي ! يشكك بأخلاقنا , سوّاها قبل مع لولوة والحين معانا , شلون يعني ! احنّا بمجتمع يفرض علينا مثل هالعلاقات , اذا ما يبينا نحتك بالناس خو نقعد بالبيت ونبطل نشتغل !
قال ابو عقاب بهدوء
: يا يبه احنا ما نشكك بأخلاقج , بس احنا ناس معروفين , وثلاث ارباع الخليجيين اللي هني يعرفونا , ولد عمج ما يقصد يجرحج او يهينج , بس اهو ريال وتاخذه الغارية على بنات عمه اللي متربين معاه , ما نقول لج لا تشتغلين , بالعكس اطلعي اشتغلي وخلي الناس تعرفج وتصيرين سيدة مجتمع , بس حاسبي على تصرفاتج , هذيل ممثلين مصريين وراشد يقول قاعدين معاكم جنّ بينكم عشرة , انزين الناس شتقول !
قالت عائشة بانزعاج
: واحنا ما ورانا شي غير حجي الناس
قال جدّها بحدة
: وقص بلسانج يا جليلة الحيا , تحجي ويّ ابوج عدل !
بكت عائشة وهي تقول لوالدها
: شوف شلون يحاجيني ومن شوي بغى يطق راشد لأنّه سكت لولوة
ضحك والدها ولم يُعلق
ثم قال
: فهمتوني يا بنات !
قالت عائشة وهي تمسح دمعاتها
: انزين , ان شالله بننتبه
نهضت منال وقالت
: عن اذنكم برد البيت
خرجت من المنزل دونَ أن تنتظر ردّاً من أحد
,
,
المملكة المتحدة – لندن
التاسعة وثمانيةٌ وثلاثون دقيقة مساءً
رفعت يديها وكبّرت لتصلي
قرأت فاتحة الكتاب
ثم بدأت تتلوا بصوتٍ عذب
: { حم , تَنزيلُ الكِتَبِ مِنَ الله العَزِيزِ العَلِيمِ , غَافر الذنبِ وقابل التوبِ شديد العِقابِ ذي الطَولِ لآ إلهَ إلا هوَ إليهِ المَصير }
صمتت بتأثر ثم تابعت تلاوتها بخشوع
كانت لين تجلس خلفها وتستمع الى تلاوتها
أتت لمار وقالت بقلق
: لين شفيك ؟
ابتسمت لين ومسحت دمعتين وحيدتين
: تأثرت بالآيات !
ابتسمت لمار وجلست على مقربة
ظلّتا صامتتين ريثما تنتهي لمى من صلاتها
انتهت والتفتت اليهما وهي تقول براحة
: يا قلبي على سورة غافر !
ضحكتا منها بذهول لتقول لمار
: وش اللي يا قلبك !
قالت باستدراك
: يعني قصدي احبها !
ابتسمت لمار بصدق
: والله كل ما اقول هذه احلى سورة اقول لا هذه احلى , كل السور حلوة وكل السور مؤثرة
قالت لين بابتسامة
: والله صادقة , ما قلت لكم باقيلي سورة البقرة ونص آلِ عمران وأختم حفظي ان شالله !
هتفتا بابتهاج وعانقتاها
حينها رنّ هاتفها
قالت وهي ترتدي حجابها
: هذا سعود وصل
قالت لمى معترضة
: ما يصير كذا ! زوجك ذا وش يحس وهو ما كل يوم ماخذك !
قالت لين ساخرة
: احمدي ربك جيتكم اليوم ! والله بالقوة
قالت لمى بسخط
: ما له حق
قالت لمار بسخرية
: خلينا نشوفك لمن تتزوجين , هو اللي بيترجاك تروحين وانتي ناشبة له
انفجرت لين ضاحكة وانقضت لمى على لمار تعضُّ ذراعها
ودعت لين صديقتيها ونزلت الى سعود
ركبت السيارةَ مبتسمة
: السلام عليكم
ابتسم وهو يحرك السيارة
: وعليكم السلام ورحمة الله , عساك استانستي ؟
هزّت رأسها برضى
: الحمد لله
تحدثا لبعض الوقت قبل أن تقول لين بحماس
: سعود ما كملت لي سالفة بوب !
ضحك سعود وقال
: السالفة شكلها ما بتخلص على كذا !
قالت برجاء
: كمل
ابتسم
: وين وصلت ؟
: يوم رحت له وخلاص بتطلع من المستشفى
تنهد ليقول
: المهم انا طلعت وهو قعد , انا لأني من عائلة ثرية وعائلة مدلعين زي ما يقولون , تركت الدراسة سنتين قلك متأثرة نفسيتي وسافرت كم دولة على اساس ترفيه وتغيير نفسية , وسويت عمليات تجميل أكثر من مرة , بس سبحان الله ما راح الأثر كامل ! المهم صرت كل يوم اروح لبوب , جدتي كافأته مكافأة لو اشتغل عمره كلّه ما حصل مثلها , هو انصدم ورفض وجدتي لزمت عليه , طلع من المستشفى بعد شهر وثلاث أيام من الحادث وقدم استقالة من شغله , كنت تقريباً كل يوم أروح له , اطلع معاه او ازوره في بيته , صار قريب مني كثير , صار صديقي ! رجعت لمن صار عمر " 14 " للمدرسة ويوم صرت " 16 " دخل بوب للمستشفى بمرض , ما رضى يعلمني فيه الّا بطلوع الروح !
*قال باصرار
: قُل الآن , ما الأمر لمَ أنت في المشفى ؟
زفر بملل من اصراره
: سآود لا تكن لحوحاً ! قُلتُ لكَ ارهاقٌ فقط
قال بغضب
: قلتَ كثيراً أن الكذب عيب وأنه يُشوه المرء ويسيئ الى سمعته
صمتَ لثوانٍ ثم قال باستسلام
: حسنًا اقترب
جلس بقربه ليقول بوب
: حسنًا , لقد كبرت , لكنك ما تزال صغيرًا ! لكنّي سأخبرك
قال سعود بقلةِ صبر
: ألن تتحدث !
ضحك بوب ثم قال مبتسماً
: حسنًا يا صديقي , انا مريضٌ بسرطان القولون !
جحظت عيني سعود
ظلّ صامتًا وينظر اليهِ بغيرِ تصديق
قالَ بعد دقائق
: أتكذب بوب ؟
ابتسم بوب دون ن يجيبه
قال برفض
: انت تكذب , اكذب أرجوك !
أمسك بوب بيده
: سآود عزيزي , اهدأ !
انهار سعود وهو يضمه بقوة
: انتَ بخيرٍ , ستنهض ونعود الى المنزل , ارجوك قُل أنكَ بخير !
ظلّ بوب يهدأ من روعه ويقول
: انا لستُ حزينًا صدقني ! اهدأ يا عزيزي , كلُ شيء يحدث لنا هو قدرنا ! لن نستطيع الفرار من اقدارنا يا صغيري *
ابتسم بهدوء
: تخيلي كافر ويتكلم عن القدر !
ازدردت ريقها ولم تُعلق
قال بعدَ تنهيدةٍ طويلة
: ظلّ مريض سنتين , جلس في المستشفى ما طلع منها , طلع المرض جايّه من بعد الحادث على طول وكان في بدايته وسيطروا عليه , بس رجع بعدين , تعلقت فيه أكثر واكثر خلال فترة مرضه , كنت ارجع من الكلية على المستشفى على طول وما اطلع لين تسعة او عشرة الليل , في يوم قال لي...
*وضع سعود كوب الماء على الطاولة بعد ان ساعد بوب على الشرب
قال بوب مبتسماً
: سآود , لدي مفاجأةٌ لك
قال سعود بابتسامة
: حقًا ! أرني
هزّ رأسه نفيًا
: لا , سأُريها لك في الغد
قال سعود بابتسامة
: سآتي باكراً اذًا !
قال بوب بأمل
: افعل ذلك , ارجوك
عاد سعود الى منزله , وفي اليوم التالي اثناء توجهه الى المشفى , صادفته زحمةُ سير أخرته ساعةً وخمسِ دقائق
وصل الى المشفى واتجه الى غرفة بوب ليجدها خالية
خرج مستغربًا ليسأل الاستعلامات
أخبرته الموظفة بنبرةٍ لا توحي بشيء , سوى أنّ لها قلبًا ميتًا
: لقد فارق الحياةَ منذُ خمسِ دقائق !
هتف بفزع
: ماذا !!!
قالت ببرود وهي تنظر الى شاشة حاسوب المكتب
: قلت بأنه فارق الحياةَ منذ خمس دقائق وهو الآن في ثلاجة المشفى ريثما تنتهي اجراءات الوفاة *
قال سعود بغصةٍ تتعبه
: تخيلي اكثر انسان متعلقة في بحياتك يوصلون لك خبر موته بهالبرود ! أكثر انسان تجلسين معاه , تصبحين وتمسين عليه , تتعلقين فيه لأقصى درجة , خصوصًا انّ التزامي كان على قدي ومالي أصدقاء , تتخيلين الانهيار اللي جاني ! تتخيلين التعب والمرض والـ...
صمت ولم يعرف بمَ يعبر
قال بعد تنهيدةٍ مرتجفة
: على طول فقدت الوعي , اسعفوني وكلموا أهلي , يوم قمت الّا دكتور بوب عند راسي قال لي هذه الورقة لقيناها تحت مخدته ومكتوب عليها اسمك , فتحتها على طول , يمكن تضحكين علي لو أقول لك اني ما فكرت الّا بأنه كاتب لي ان السالفة مقلب !
-
الى عزيزي سآود بعد التحية
لا أعلم لم شعرتُ بأنك ستتأخر عليّ غدًا ولن أستطيع اخبارك مفاجأتي ! لقد كتبت رسالتي اليكَ فورَ خروجك من غرفتي خوفاً من ألّا أعيش حتى اراك مجددًا
عزيزي..
يجبُ ان تعرف انني أحبكَ جدًا
أكثر من نفسي ! وأكثر من ابنائي الثلاثة !
أنتَ افضلُ صديقٍ لي , او لنقل , انتَ ابني ! .
اريد اخبارك أيضاً أن هديةَ جدتك لي بعد انقاذك قد ادخرتها كلّها , لأعطيها لكَ ان متّ , وانت لن ترى هذه الا الورقةَ الا بعد موتي , المحامي جاك يعلمُ بذلك ولديه وصيتي وأوراق البيع والشراء التي وقعتَ عليها انت يومًا دونَ أن تعلم عن ماهيتها ! في حال طالبكَ ابنائي بمالي ستحاججهم بوصيتي وانّ المال من حقك .
ابنائي لا يستحقون ايًا من ممتلكاتي واموالي ! دومًا كانوا بعيدين عني , ولم يرعاني سواك , ولم يكن بجواري دومًا الّا انت , لذا انتَ المستحق لها .
مفاجأتي لك , التي أعلمُ انها ستسعدكَ أكثر من المال
لقد اعتنقت الاسلام سآود
اعتنقت الدين الذي طالما حدثتني عنه دون ان تتكلم !
الدينُ الذي مثلته أنت بأفضلِ صورة
انا مؤمنٌ بأنّه لا يزال الكثير الذي يجب أن اعرفه عن الدين
ديننا ! انا وانت
ارجو أن يغفر الله لي جهلي ان كُنت سأموت دون ان اتعلم اكثر في الدين
وان كنتُ سأعيش , سأتعلم كلّ شيءٍ فيه
سآود , لقد أخبرتني مرةً أنّ للمسلمين مقابرَ خاصة , وانّكم قد دفنتم جدك في أحدها , ادفنّي فيها ارجوك !
حتى تزورني في كلًّ مرةٍ تزور فيها جدّك , اتمنى ان تزورني دومًا , وان لا تنساني أبدًا
ان كنت ميتًا
فأرجوك سامحني
سامحني لأنني سأتركك , كما أخبرتكَ سابقًا أنّه قدرٌ لا يمكننا الفرار منه
وقد علمت أنّ في الاسلام وجوب الايمان بالقدر , وانا مؤمنٌ به , ويجبُ أن تؤمن به أنتَ أيضًا
أحبكَ كثيرًا يا عزيزي
مع كامل حُبي واخلاصي . بوب
-
التفت اليها وهو يشعر بالاختناق
كانت مقلتيه محتقنتين بالحمار
وأنفه وجبينه كذلك
قال بصعوبةٍ وغصّة
: مات ! ما ودعته , تأخرت عليه ساعة وخمس دقايق وراح , ما انتظرني , وانا أخلفت وعدي بأني ما اتأخر , توفى بوب , فيليب بوب , أكثر انسان حبيتّه في حياتي ! صديقي وابوي وأخوي , ست سنوات كنت مثل ظلّه , علمني كثير , وابتسم عشاني حتى لو هو متألم , كلّ مرة ازور قبره احس انّه توّه ميت , اطلع من المقبرة وأعيش عليه حداد من جديد
صمت
لم يستطع متابعة حديثه
أيُّ قوةٍ امتلكتها لأسرد لها القصةَ بتفاصيلها ! وقد اعتدت منذ موتك على التعب والمرض بمجرد ذكرِ اسمك !
رحيلك الذي صفعتني به الحياة بقسوة
خدش قطعةً من قلبي لم تبرأ حتى اليوم
بل انّ رحيلك قد انتزع قطعةً من قلبي ! ودُفنت معك في قبرك
مرٌ هو موتك !
قد آمنت وأسلمت بالقدر , قد عشت كما تمنيت لي أن اعيش
قد أصبحت شخصيتي كما رسمتها دومًا
قالت تقاطع أفكاره , مبتسمةً بهدوء
: صرت رجل اطفاء عشانه ؟
التفت اليها وابتسم رغماً عنه
هزّ رأسه ايجاباً
: ايه , بعد موته ظلّيت اربع سنين عاطل عن الدراسة والعمل , وقفت حياتي كلّها ! صرت ما اطلع من البيت , كان المفروض أدخل الجامعة , سنة موته كانت سنة تخرجي من الكلية ودخولي الجامعة , لكنّي تركت كل شي , لين وصلت اربعة وعشرين سنة , بعد كلام جدتي وامي وابوي ورجاءهم انّي خلاص اطلع من عزلتي , رحت والتحقت بالاطفاء وصرت رجل اطفاء , بعدها بثلاث سنين حاولوا فيني كثيير عشان أدخل الجامعة , ودخلت , عشان كذا تشوفيني متأخر صرت ثلاثين وللحين ما خلصت !
مدت يدها بتردد لتشدّ على يده
لم يلتفت اليها
واكتفى بالتمسك بيدها
قالت بعد صمت
: حتى انا ابوي لمن توفى تعبت وتأزمت , وللحين تعبانة من موته , ما صار له كثير من توفى , اربع سنين بس !
ابتسم وقال
: اربع سنين قليل ؟ بوب مات من " 12 " سنة وانا احسّه مات الاسبوع اللي فات ! القليل هذه قلوبنا بس اللي تحسّه , ماهو شي حقيقي
رفعت كتفيها بحزن ولم تعلق
أوقفَ السيارةَ أمام منزلها والتفت اليها بابتسامة
رأى ملامحها الحزينة والبائسة في آن !
رفع يدها الى شفتيه وقبّلها بدفئ
أطال قبّلته حتى احمرت وجنتيها
ابعد يدها عن شفتيه ليبسطها على نهاية وجنته اليمنى وبداية رقبته وهو يشدُّ عليها
قال بخفوت
: ما قلت لك عشان تزعلين !
حاولت سحب يدها ومنعها
قالت ببحة
: ما ادري وش اقول عن الموت ! هو قدرنا اللي نحاول نهرب منه , هو شريعة ربنا في حياتنا , هو اكثر شي نخاف منه ونكرهه رغم انّه اكثر شي مكتوب علينا !
مد يده اليسرى الى وجهها ومسح عليه بلطف
: انتي قلتيها بنفسك , هو قدرنا وهو شريعة ربنا , احنا نعيش ونسعى في ارزاقنا , ونطلب العلم , ونحب ونخلف ونربي ونشتغل , وفي نفس الوقت ننتظره ! الرسول يقول أكثروا من ذكر هادم اللذات , وفي نفس الوقت في مواضع كثيرة حثّنا على العيش بصورة طبيعية , من دون تشبث بالدنيا وايمان انها ما بتنتهي , حزننا الكبير هذا على موت أحبابنا لأننا ما تعودنا نذكر الموت , ما تعودنا نطريه ونتوقع حضوره , دايمًا كل تفكيرنا وش بنسوي , وما نفكر اذا في مهلة عشان نسوي هالشي او لأ ! انا رغم شدة مرض بوب ما كنت حاط في حسبتي موتّه , عشان كذا لليوم انا اتألم ! انتي نفس الشي , وكلنا نفس الشي ! هذه غريزة انسانية مجبولين عليها , لكننا لازم نكسرها , الله سبحانه وتعالي يقول ي كتابه في اكثر من موقع للمنافقين والكفار ( قل ان الموت الذي تفرون منه ) او ( فتمنوا الموت ولن تتمنوه أبدًا ) وغيرهم من الآيات , فنحنا كمسلمين مؤمنين ما نعطي أنفسنا مجال نكون مشمولين في الآيات مع أرذل القوم
كانت تنظر اليه وتستمع الى حديثه الذي تغلغل فيها
أمسك بفكّها بنعومة
: اوكي حبيبي !
هزّت رأسها ايجابًا
وقلبها يرتجف من كلماته
يطلبُ منها ان تتوقع الموتَ دومًا
يعني انّها يجب أن تتوقع موته !
او موت والدتها , او أحدَ اشقائها , او احدى صديقتيها !
لا تستطيع تخيّلَ ذلك
ما هي الحياة ان خلت من أحدهم !
وهم دعائمها !
ناداها
: لين !
قالت بانتباه
: همم
: يلا انزلي , بكرة ان شالله قبل الفطور بساعة بأجيك
قالت بحنان
: افطر مع اهلك !
: فطرت معاهم اليوم
زفرت ونزلت وهي تشير له بيدها مودعة
انتظرَ حتى دخلت العمارة وحركَ سيارته وهو يزفر بحرقة
,
,
( طبعًا كلمات بوب انّ سعود مثّل الدين بأحسن صورة
خرجت من بوب الجاهل بالإسلام واللي ما يعرف مسلم غير سعود , اللي كانت أخلاقه بطبيعة الحال أفضل من الكفّار اللي يعرفهم )
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانيةَ عشرةَ وخمسون دقيقة مساءً
وقف خالد بميلان يستند الى عامودٍ في مطار الملك خالد الدولي
نظرَ الى ساعته متأففًا
لمَ تأخر الى الآن !
التفت الى وليد وهو يقول بملل
: وين راح ذا
قال وليد بهدوء
: تلاقيه خلاص بـ... – ابتسم وعينيه تُحدقان في أحدهم – شوفه
التفت خالد بسرعة ليسرع الى شقيقه
اندفع بندر ليعانقه بقوة
ظلّا متعانقانِ بصمت
حتى اقترب وليد بابتسامة
: الحمد لله على السلامة
ابتعدا عن بعضهما اقترب بندر ليعانق وليد
لكنّ وليد بدلاً من معانقته كوّر قبضة يده اليمنى ليسدد لكمةً الى بطنِ بندر
تأوّه بندر وقال باستغراب
: شفيييك !
قال وليد بتشفّي بتشفي
: بطلع حرّتي منك , والله لو اذبحك قليل فيك
ضحك بندر بذهول والتفت الى شقيقه بتساؤل
: وش فيه خويك !
قال خالد بنظرةٍ معاتبة ولائمة
: له أكثر من اسبوع معانا عشان سالفتك , واليوم كان بيرجع الشرقية بس قلت له يطلع بالليل ويخاويني للمطار
التفت بندر الى وليد بخجلٍ وامتنان
: مدري وش اقول لك
اقترب وليد بوعيدٍ مازح
: لا تقول شي بس خلني أكفخك
ضحك بندر وعانق وليد
ثم توجهوا الى البوابةِ خارجين من المطار
التفت بندر الى خالد متسائلاً
: وين فيصل اجل ؟
ابتسم خالد
: قال لو جا معنا يمكن يذبحك قدام الناس , اذا وصلت البيت استفرد فيك
قال بندر بلهفة
: وامي تدري اني جاي ؟
هزّ خالد رأسه نفياً
ركبوا سيارة وليد واتجه الى منزلهم
أوقف السيارة لينزلوا
قال وليد
: يلا توصيني على شي ابو وليد
ابتسم خالد بامتنان
: سلامتك , مشكور ما تقصر الله يعطيك العافية , ودرب السلامة ان شالله
عانقه وليد مودعًا
وسلّم على بندر ثم عاد الى منزل خالته
فتح خالد الباب ليدخلا
وجدا فيصل امامها
اندفع فيصل بنظرةٍ غاضبة الى بندر
ليقف خالد بينهما وهو يبتسم ويمسح على ذقنه
: امسحها بوجهي , طلبتك اتركه
استعاذ فيصل من الشيطان , ثم قال بصدق
: والله والله اني كنت ناوي ادفنك في حوش بيتنا يا وصخ
حكّ بندر رأسه بخجلٍ من شقيقه
التفت خالد الى بندر
: خلّك هنا ويوم اناديك ادخل
هزّ رأسه موافقًا
دخل خالد ليجد والدته تجلس وحيدة
اقترب وجلس بجانبها
قبّل رأسها وقال
: وش ودك فيه يا ام خالد ؟
قالت بهذيان
: يرجعون لين وبندر
قال خالد مبتسمًا
: وان ما رجع بندر !
: عساني اموت ولا يجيني عنّه خبر شين
اندفع بندر الى الغرفة وهو يقول بلهفة
: بسم الله عليك يا روح بندر
شهقت بحدة ونهضت غير مصدقة
التفتت الى خالد وهي تقول
: بندر !!
ابتسم خالد
وانكب بندر على قدميها يقبّلها ويبكي
نزلت اليه وشدته الى صدرها بقوة
كانت تبكي وهي تعانقه
مرّت دقائقُ طويلة وهو في حضنها وهي تبكي وتهتف باسمه
حين استوعبت انّه قد عاد اليها أخيرًا
أبعدته قليلًا لتنظر الى وجهه
دونَ ادراكٍ منها رفعت كفّها لتصفعه بقسوة
قالت ببكاءٍ وحدة
: انا تسوي فيني كذا ؟ انا تتركني وتروح للموت ياخذك مني ! انا يا بندر ؟! استاهل يا ولد بطني تجازيني بهالقسوة ؟
قال باعتذار
: سامحيني يمه !
ساعدها خالد على النهوض لتجلس على الاريكة وهو يقول
: استهدي بالرحمن مو زين عليك الانفعال , هذا هو رجع وبخير وطيّب وما بيعودها
بكت مجددًا وهي تشده اليها
قلبها لم يستطع تصديق انّ ابنها قد عاد اليها
في كلّ صباحٍ تتخيل خبر موته !
تتخيل اشلاءه
لم تتوقع ولا في اجمل احلامها ان يعود
قالت بهمس مرتجف
: يارب لك الحمد والشكر
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة عصرًا
انتهت من صلاة العصر وظلّت بحجابها
جلست قريبةً من نافذتها لتقرأ ما يتيسر لها قراءته لتنزل لزوجة عمّها وتساعدها
قرأت قرابة عشرون دقيقة
رفعت رأسها الى الساعة
ثم همّت بالنظر الى المصحف , لكنها رمت ببصرها الى النافذة بنظرةٍ عابرة لم تدم سوى ثوانٍ
أنزلت رأسها لترفعه بسرعة وهي مصعوقة
نظرت من النافذة وجحظ بصرها
نهضت بشهقة وهي تهتف
: صـقـر !
كانت هيأته كما اعتادتها
مشمرٌ لأكمام ثوبه الى ساعدِه
وشماغه مرميٌ بإهمال على كتفه
وعقاله موضوع على طاقيةِ رأسه
مشيته كما اعتادتها
نزلت تجري بجنون
: عممممتيييييي
خرجت عمتها بفزعٍ من المطبخ وداليا خلفها لا تقلُ خوفًا عنها
قالت رتيل وهي مبعثرة في وقفتها وتنفسها وكلماتها
: صقر صقر , صققققررررر برررراااا رجججع
قالت عمتها بصدمة
: رتيل وش تقولين
وقال داليا بارتجاف
: صادقة انتي !
ويح قلبي أتصدقين يا رتيل !
هل عاد شقيقي !
هل عاد عضيدي !
: والله والله شفته , صققرررر برررررااا
كاد قلبُ عمتها المكلوم أن يقفز من مكانه بجنون
أيعود ابنها أخيرًا ويرحم روحها المُعذبة في فراقه !
هل عدت يا صقر !
هل عُدت يا روحَ أمكَ وفرحتها الكبرى !
جرت رتيل الى الباب وخلفها عمتها وداليا
فتحت الباب لتراه أمامها
صرخت بلوعة
: صـــقـــــر
,
,
الى الملتقى




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-01-14, 08:28 PM   #32

امال س

فراشة الروايات المنقولة

alkap ~
? العضوٌ??? » 276954
?  التسِجيلٌ » Dec 2012
? مشَارَ?اتْي » 666
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » امال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم تسلمى يافيفى على النقل وتسلم الايادى ياكاتبتنا الجميله بصراحه بكيت لما بندر رجع لحضن امه موقف مأثر جدا بس نهايه البارت فظيعه معقوله صقر رجع أشك انه عبدالله اخوه مش صقر وياخوفى عليكى يا رتيل لو رجع صقر ومعاه اخت يوسف قلبى بيوجعنى على رتيل تسلم الايادى مره ثانيه الروايه رائعه جدا جدا وبالمناسبه يافيفى ازاى نقيم الروايه ونعطيها 5 نجوم انا حاولت لكن معرفتش ياريت توضحيلى ازاى شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

امال س غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-14, 09:46 AM   #33

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال س مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم تسلمى يافيفى على النقل وتسلم الايادى ياكاتبتنا الجميله بصراحه بكيت لما بندر رجع لحضن امه موقف مأثر جدا بس نهايه البارت فظيعه معقوله صقر رجع أشك انه عبدالله اخوه مش صقر وياخوفى عليكى يا رتيل لو رجع صقر ومعاه اخت يوسف قلبى بيوجعنى على رتيل تسلم الايادى مره ثانيه الروايه رائعه جدا جدا وبالمناسبه يافيفى ازاى نقيم الروايه ونعطيها 5 نجوم انا حاولت لكن معرفتش ياريت توضحيلى ازاى شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الله يسلمك اموله منوره يالغاليه الحمد لله إنها أعجبتك
بالنسبه للتقيم بالنجوم والله حتى أنا ماتظهر عندي مثل أول
راح أسال وأشوف السبب
شكرا يالغاليه على المشاركه لاخلا ولا عدم منك يارب


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-01-14, 08:26 PM   #34

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


فيه موضوع نبهتني له بنت عمي
قالت انّ غالبًا في الروايات يظهرون الكويتيين بصورة مو حلوة , وعندهم تفلت والى ذلك
أحب أنوّه , ابدًا ما اقصد الاساءة للشعب الكويتي
كلهم أهلنا واخوّانا وحبايبنا
انا اقصد المشكلة في عائلة راشد على وجه التحديد
وما اقصد الكل
شوفوا مها مثلًا
عسل وتجنن
والرجال عندهم طيبين ما فيهم شي
البنات الثلاث فيهم خير , لكنّهم سافرات
وللأسف البعض ما يعرف معنى السفور
السفور هو كشف شعر الرأس
أعتذر لأي كويتية تقرأني اذا حصل أي فهم خاطئ
وأهلًا بالجميع ( )*
,
,

بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الخامس والعشرون

,
,
جرت رتيل الى الباب وخلفها عمتها وداليا
فتحت الباب لتراه أمامها
صرخت بلوعة
: صـــقـــــر
قال بصدمة
: رتيل وش فيك !
فورًا بكت دون تماسك
التفتت الى داليا وعمتها وهي تقول بشهقاتٍ تمنع وصول كلماتها واضحة
: والله العظيم شفته , اقسم بالله شفته من فوق – التفتت الى عبد الله مجددًا دون أن تنتبه أنها كاشفةُ الوجه , وهي تقول ببكاءٍ يقطع نياط القلب – شفته يا عبد الله , مشيته وشماغه على كتفه وأكمامه مشمرها
قال عبد الله بندم وحزنٍ مالح
: رتيل اذكري الله , هذا انا ! ما اقصد والله بس تمشورت وتبهذل شكلي
صرخت باستدراك
: شفته شايل صقر !
انحنى عبد الله جانبًا ورفع الصقر وملامحه تعيسة
: انا جايب صقره من محل خويي بغيتك تشوفينه ! ومرّيت الحلاق وحلقت دقني مثل حلاقة صقر ! انا آسف
شهقت شهقاتٍ متتالية وهي تنهار تدريجيًا
: والله شفته !
وكأنها ان كررت قسمها سيتغير الواقع !
قال عبد الله بعذاب
: والله هذا انا ! ما في غيري هنا ! رتيل اذكري الله
تراجعت داليا وهي تكتم بكاءها لتصعد الى غرفتها
كذلك ام صقر ابتعدت لتدخل غرفة الجلوس وتُبعد نياح رتيل المبكي عنها
تركته عائدةً الى غرفتها بانكسار
لم يكن صقر !
لم يعد اذًا !
ما أغباني ! كيف أظنه يعود وهو قد نساني
رمت بجسدها الذي أعياه البكاء على سريرها وظلّت تنتحب وتندب حظّها !
,
جلس امام والدته ويكاد يموت من الهمّ على حال رتيل
: يمه البنت بيصير فيها شي !
صرخت والدته ببحة
: يعني بس رتيل اللي متعذبة ؟ بس رتيل اللي محتاجة ؟ بس رتيل اللي مشتاقة ؟ وش اللي نقدر عليه وما سويناه ! نعرف مكانه وما رديناه ؟ حنّا اللي أخفيناه ؟ وش بيدنا ! لو بيدي شي اسويه لها كان سويته لنفسي من قبل , كان ريّحت روحي المتعذبة , ما تشوف عذابي يا عبد الله ؟ ما تشوف موتي كل يوم ؟ ما تشوف فجيعتي في ولدي ؟
ضربت فخذيها بجزع
: كل ما قلت بتصبر انهارت رتيل وذبحتني , كل ما حاولت اهدّي روحي وأمنيها بالفرج بكت رتيل ونحرت قلبي , قلّي وش اسوي ؟ وش اسوي لنفسي ووش اسوي لرتيل ؟
كان مفجوعًا من صرخات أمّه المعذبة
هذه المرةُ الأولى منذُ ثمانيةِ أعوام تنهار فيها
انهارت حين فقدت أمل عودته في أول شهر من اختفائه
وصبرت بعدها الى اليوم
لا تجزعي يا امي !
لم يبقَ فيني ما يُسندني حتى اسندكِ أنتِ به !
تصبري واسقي روحكِ ايمانًا بالفرج
اقترب منها وعانقها لتبكي على صدره وهو يتلو عليها آيات الله لتهدأ نفسها
كانت تبكي بحرقةٍ واحتياج
فما شعورُ أمٍ فقدت قطعةً منها
لا هو تحت التراب فتترحم عليه
ولا هو مريضٌ فتدعو له
ولا هو مسافرٌ فتنتظره
غائبٌ مجهول المكان !
مجهولٌ ان كان على قيد الحياةِ أم فارقها
أيُّ عذابٍ تسقيه لقلبي يا صقر
أيُّ موتٍ تُجرعني اياه وتسقيني سكراته منذ ثمانيةِ أعوام !
,
,
المملكة العربية السعوية – حائل
الواحدة بعد منتصف الليل
لهث في نومه وتقلب باضطراب
حاول سحب ذرات الهواء الى جوفه لكنّه عجز عن ذلك
حاول الصراخ ولم يستطع
عبثًا حاول مدّ يده الى الوجوه التي تحيط به
الوجوه الخالية من الملامح !
جاهد بكل قوته ليلمسهم
ليسقط من سريره مرتطمًا بالأرض
فتح عينيه بقوة
نهض وهو يتخبط في الغرفةِ مُتعرقًا
أمسك برقبته وهو يحاول التنفس
لا يوجد هواء !
يا الهي هل نفذ الهواء من العالم !
ذرةٌ واحدة فقط
سأموت !
اني أختنق
تخبط في الغرفة وهو يضرب كل شيء ويمسك برقبته وفاتحًا فمه بنهم يبحث عن الهواء
لا هواء !
ارتطم في طاولة قريبةٍ منه ليسقط كل ما عليها ويتحطم
ضرب الجدار بقبضته
ثم برأسه
ولا فائدة
كان يوسف يدخل للمنزل للتو
سمع الفوضى القادمة من غرفة عمر
اندفع اليها بخوف
ليجده في حالةٍ مرعبة !
وجهه مزرق وعينيه جاحظتان
كأنّه يموت !
اسرع اليه بجنون
: عمر , عممر وش نوحك
أسنده اليه وهو يضرب ظهره ويحاول تهدئته ليتنفس
مرّت ثوانٍ ثقيلة ليتراخى جسدُ عمر
استطاع التنفس أخيرًا
وجدَ ذراتِ الهواء الضائعة !
أنزله يوسف ليستلقيَ على الأرض برفق
انتظم نفسه وسكنت حركته
فتح عينيه لينظر الى يوسف
بكى بضعف
بكى الرجلُ الذي تعدى الثلاثون من عمره !
نزلت دمعاته التي لم يعتد أن تنزل !
تبللت وجناته بماءِ عينيه
قال بضعف
: تعبت يا يوسف ! ما اقدر أتحمل أكثر
قال يوسف بحرقة
: همَاني قايل لك امش نروح للدواير كود نعرف هلك وترجع لهم ! انت اللي معيي
قال برجاء
: ايه بروح خلاص , خلنا نروح
قال يوسف بغير تصديق
: تقوله صادق ؟
قال بضعف
: والله صادق , يلا مشينا
قال يوسف وهو يشعر بخفقانٍ شديد من موافقته
: بكرة , بكرة نروح والله نروح , الحين الوقت تأخر
قال عمر
: خلّك عندي يوسف لا تطلع , أخاف أختنق مرة ثانية !
ابتسم يوسف وهو يمسح على جبينه
: نام وارتاح , ماني طالع
ازدرد ريقه وأغمض عينيه , كلّ ما مرّت دقيقة فتحها يتأكد أنّ يوسف هنا
قال يوسف بحنان
: قلت لك ماني طالع
أغمض عينيه ولم يعد لفتحها الّا عندما أيقظه يوسف للسحور
تسحرا وصليّا الفجر وانتظر حتى تشرق الشمس وتدب الحياةُ في المدينة
قال يوسف
: انا بدخل أغير وانت بعد قوم , شوي ونطلع
هزّ رأسه ايجابًا , وخرج يوسف
لتمرّ دقائق وعمر ساكنٌ لا يتحرك
بعدها نهض لدورةِ المياه ليستحم بماءٍ بارد علّه يبرد على قلبه المشتعل !
,
ابتسم الموظف وأشار لهما ليجلسا
: تفضلوا
جلسا أمامه ونظر يوسف الى عمر ليتحدث
لكنّه ظلّ صامتًا
زفر يوسف وقال
: هذا خويي , عيّنته على طريق الرياض والشرقية صاير عليه حادث , وديته المستشفى وقعدت عنده يومين , دقوا علي هلي قالوا ارجع حايل ضروري , ما قدرت اتركه اخذته معي وقعد غيبوبة حول شهر وشوي وفاق , لقيت في سيارته بطاقة تعريف عسكري بس الاسم والبيانات معدومة , وهذه قعدته توّه يفكر يعرف نفسه
عاتبه الموظف
: وشلون تصبر على نفسك كلّ هالفترة – التفت الى يوسف – وانت كان غلط تنقله من الرياض لحايل !
رفع يوسف كتفيه
: عاد صار ونقلته
نظر الموظف الى شاشة حاسوبه وقال
: والله في مجموعة كبيرة من العسكر عندنا مفقودين , اللي يسافر ولا يرجع واللي يموت برى ديرته وما يجي علمه , واللي فجأة يقرر يترك شغله بدون اوراق رسمية
قرأ بعض الأسماء أمامه
: مثلًا عندنا , أحمد فهد عبد الله محمد سلمان صقر رائد ياسر
اقترب موظفٌ آخر وانحنى الى الجالس ليخبره أمرًا
التفت اليه وعقد حاجبيه
ثم نظر الى يوسف وعمر
: عن اذنكم دقايق بس , طالبيني داخل
قال يوسف
: خذ راحك
نهض الموظف ودخل
ربت يوسف على رجل عمر
: ان شالله بيساعدونك
هزّ رأسه بصمت
عاد الموظف بعد قليل وجلس مبتسمًا
: عفوًا , طيب يا عمر نحتاج بعض الاجراءات وتحاليل المستشفى وهاتس وبإذن الله بنعرف هويتك
شكراه عمر ويوسف ونهضا عائدين للمنزل
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
الخامسة مساءً
نادت ام فهد بضجر
: يلا يا روااان
ابتسمت ملاك
: وش فيكم مستعجلين !
قالت ام فهد
: فشلة لازم اروح بدري شوي , بعدين يقولون ما تبي تساعد !
كتمت ملاك ضحكتها لكنّ وليد أطلقها
: عادي واذا قالوا
رمقته بنظرةٍ متهكمة ليضحك مجددًا
حينها نزلَ فهد
ابتسمت ملاك
: فديت الكشيخ
غمز لها مبتسماً
: أعجبك انا
رفعَ وليد حاجبه الأيمن منزعجًا من تصرف فهد
لتلكزه ملاك وتهمس
: وش فيك تطالع فيه كذا
قالت بغيض
: وش قلة الحيا ذي ليه يغمز
كتمت ملاك ضحكتها من غيرةِ شقيقها المضحكة !
تأفف وليد وهو يقول
: وين طسّت ذي ! تراني ابرجع غرفتي وبلاها ذي الروحة
قال والده الذي تعب في اقناعه لمصاحبتهم
: لا لا , الحين بتنزل – نادى بصوتٍ عالٍ – روان عشر ثواني بس , عشرة تسعة ثمانية سبعـ
نزلت الدرج مسرعة وهي تلف حجابها على رأسها
: جييييت
حينها نهض وليد وملاك معه
قال ابو وليد
: وليد تجي معنا ؟
: لا بروح انا وملاك بسيارتي
قال فهد وهو يحاوط كتفي روان بذراعه
: اجل انا وران بنجي معكم
نظر اليه وليد ببرود ليضحك فهد ويسير متجهًا للباب
قال ابو وليد
: براحتكم , اجل انا وام فهد بنسبقكم
خرج ابو وليد مع زوجته ثم وليد وملاك
ركب وليد سيارته وقال متأففًا
: أكره احد يجلس جنبي غير ملاك وخالد
قال فهد ببرود
: عمرك لا حبيت
التفت وليد بحدة لتقول ملاك برفق
: انت صايم
تمتم وليد وهو يشيح ببصره عن فهد
: اللهم اني صائم
مدت ملاك ذراعها وقرصت فهد بخفة ليضحك ويقول
: طيب طيب
ابتسمت وجلست في مكانها وروان بجانبها
سار وليد الى منزل عمه
أوقف السيارة لتنزل روان مسرعة
انتظر وليد ان ينزل فهد ليتحدث الى ملاك لكنّه لم ينزل
لذا تحدث أمامه
: ملاك , خلك منتبهة , أي أسألة ما لها داعي لا تردين , مو الكل عادي تتكلمين معاهم , سلمي واجلسي وبس , أي احد يزعجك ارسلي لي رسالة , وخلك قريبة من ام فهد , طيب ؟
هزّت رأسها محرجةً من فهد
: طيب
نزلت ودخلت للمنزل
التفت فهد الى وليد بسخرية
: والله لو انها داخلة على يهود !
قال وليد بجمود وهو يوقف السيارة
: لو انها نازلة عند يهود كان تطمنت عليها أكثر من نزلتها عليهم
هزّ فهد رأسه بيأس
: قلبك اسود , الّا ما قلت لي , وش اللي غير رايك فينا , صرت تجلس معنا وتخلي ملاك تنزل عندنا بدون حماية !
قال وليد بهدوء
: لا تحط عصك في شي ما يخصك
غضب فهد
: الشرهة على اللي مهتم فيك
ونزل من السيارة مغلقًا الباب بقوةٍ جعلت وليد يقهقه ضاحكًا
نزل وليد بعده بدقائق ودخل الى المجلس الكبير الذي يجتمع فيه أعمامه وأبنائهم
عاد الحقد الدفين الى قلبه , وقفزت آثاره الى عينيه
لا يرضى أن يكون منافقًا ويجلسَ ببساطةٍ مع من يكره
مع الذين تبرأت القسوةُ من أفعالهم
نظر اليهم بتقزز
شعر بأن قلبه يتفتت في صدره
ونارٌ تحرق جوفه
ارتد الى الخلف برفض
انتبه اليه والده وناداه
: وليد
لا !
لمَ ناديتني
دومًا أنت تُبغضني
دومًا تجبرني على ما أكره
دومًا أنتَ السبب في حزني وتعاستي
لمَ لا تكونُ يومًا أبًا صالحًا يسعى لارضاء ابنه ! ابًا بِقلبٍ رحوم يخشى ان يؤذي بكلمةٍ ابنه !
التفت اليهم مجددًا
قال بصعوبة
: السلام عليكم
لا سلامًا عليكم ولا رحمة !
انت قومٌ نزعتم الرحمةَ من قلوبكم عنوة !
فلا تستحقونها !
تعسًا لكم
ردّوا بأصواتٍ متفرقة
جلسَ بعيدًا عن الجميع
انتظر حتى أذِنَ للمغرب
أفطر على قارورة ماءٍ لم تمسها أيُّ يد
ثم نهض ليتوضأ
اتصل على شقيقته وهو عند المغاسل
ردّت بهمس
: هلا وليد
: ملاك البسي يلا , بتوضى واجي لباب الحريم آخذك , مو قادر اجلس اكثر
قالت بطاعة
: حاضر
أغلق الهاتف وانتهى من وضوئه وخرج ليتجه الى بابِ النساء
,
فتحت الباب لتخرج
شهقت بفزع وتراجعت
قال الذي امامها
: وش فيك انفجعتي ! وش شايفة ؟
قالت بخوف
: ما في شي بس انفجعت !
اقترب منها ليتحدث اليها , ليسمع صرخةً حادة
: زياد يا كلب !
التفت اليه وابتعد فورًا
: هلا وليد !
اقترب بغضب العالم
: وش تبي منها يا نجس ؟
: ما ابي شي ! كنت جاي للبيت وهي فاتحة الباب بتطلع
قال وليد بتهديدٍ شديد اللهجة
: اقسم بالله لو تقرب منها لا اقطعك وارمي لحمك للكلاب
التفت الى شقيقته وأمسك بيدها خارجًا من المنزل المشؤوم
ليتني لم أوافق على الحضور !
,
,
استراليا – كانبرا
التاسعة والنصف مساءً
استقبله بحفاوة
واندفع الآخر اليه بشوقٍ كبير يقبّل جبينه وكتفه
قال بصدق
: والله اشتقت لك
ابتسم وربت على كتفه
: وانا اشتقت لك , بس كان قرار سليم انك تسافر وتجدد نشاطك
قال بعدم رضى
: حسبت سلطان ومالك جالسين , والله ما ارضى تجلس بروحك !
ضحك وهو يقول
: لا تكبرها يا سعد ! ماني بروحي رجال وش طولي وش عرضي مو لازم مرافقين !
قال سعد بصدق
: الله يحفظك ويطول بعمرك
جلس ابو راجح وأشار لسعد أن يجلس
: شلون أهلك عساهم بخير
قال نظرةٍ خاصّة
: كلهم بخير الحمد لله
ابتسم ابو راجح بهدوء
: الحمد لله
نادى ابو راجح على الخادمة لتحضر القهوة وأمرها بإعداد مائدة العشاء
قال سعد
: ما له داعي يا طويل العمر !
ابتسم
: ما عليه انت اليوم ضيفي وتوّك واصل من سفرك , بيتك منظف وجاهز , تحب تريح بكرة ولا تبدأ بشغلك على طول ؟
قال بعجلة
: لا والله اني ابي أبدأ شغلي على طول !
ضحك ابو راجح من اندفاعه
مرّت لحظة صمت ليقول سعد
: لو انّك مكلم سلطان ومالك يجون ! مشتاق لهم
ابتسم ابو راجح
: بيجون , بس مالك زعلان شوي وسلطان بيطيب خاطره ويجيبه
عقد سعد حاجبيه استغرابًا
: وش مزعله !
قال ابو راجح بنبرةٍ خاصّة
: ما يعرف مصلحة الشغل وطبيعة العلاقات فيه
ابتسم سعد ولم يُعلق
,
قال بغضب
: بزر انا عندك وعنده ؟ يتكلم عني ويجبرني اقوم اروح مع رويشد ؟ ليه ! وش نازل عليه اليوم ويخلي موظفّه الخاص يطلع مع عدوّه اللدود
قال سلطان وصبره يكاد ينفذ
: قلت لك التمس له العذر , انا والله مو داري ليش سوّى كذا , لكنّي متأكد انّه مو قاصد احراجك او يجرحك , يا مالك افهم , كم لنا نشتغل معاه , للحين ما نتنبأ بتصرفاته وتفكيره , انا عني اتوقع منّه أي شي
قال مالك بحدة
: لو انت اللي صايرة فيك هالحركة ما رضيت !
قال سلطان بغضب
: والله اني برضى , لأني أحبّه بصدق , ولأني عارف انّه يعزني وما بيسوي شي يضرني
زفرَ مالك بغيض وصمت
قال سلطان
: يلا قوم لا تصير بزر , سعد اليوم واصل وابو راجح عازمنا على العشى
تأفف ونهض
ابتسم سلطان , هكذا عهده وعرفه
لا يغضب الّا نادرًا
وهو سريعُ الرضى
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة مساءً
ابتسمت وهي تداعب منقاره بحنين
: فديتك انا
قال داليا بسخرية
: تتفدين ب صقر !
قالت بحنين
: دامه صقره اتفداه
قالت داليا
: ما طفشتي منّه ! له ثلاث أيام عندنا امي تضايقت منه
قالت ببحة
: ابيه
زفرت داليا وجلست بقربها تنظر الى الصقر
قالت متسائلة
: هذا أي واحد ؟
مسحت على رقبته مبتسمة
: نواف
قالت داليا
: أي انا اعرف بس نواف , الاثنين الباقين وش اسماءهم ؟
: هذال ودهام
كشرت داليا بوجهها
: وش ذي الاسامي ! من وين جايبها , والله لو انهم عصابة
ضحكت رتيل ولم تجبها
ثم تذكرت أمرًا وقالت بخجل
: يا فشلتي يوم نزلت قدام عبد الله كاشفة وجهي !
قالت داليا بسخرية
: جات على وجهك ! ودموعك وصراخك وحلفك وهبالك ؟ يا عزتي لك يا اخوي هبلتيه
ضربتها رتيل بغيض وصمتت
بعد قليل رنّ هاتف رتيل
ردّت وهي تنظر الى داليا بمكر
: هلا حبيبي
رفعت داليا حاجبها وقد علمت الى من تتحدث
ابتسمت ونهضت
: طيب
أغلقت الهاتف لتسألها داليا
: وصلوا ؟
: ايه بنزل أفتح الباب
نهضت داليا ترتب بعثرة الغرفة لاستقبال هديل
فتحت رتيل الباب لتدخل أختها وأخيها من بعدها
سلّمت هديل على رتيل ودخلت
قالت رتيل لعلي مبتسمة
: ادخل تقهوْ
ابتسم
: ما نردك
دخل وجلس في غرفة الضيوف
ودخلت رتيل للمطبخ
نزلت داليا بعد ان استقبلت هديل في غرفة رتيل , تحضر الضيافة
انتبهت لإنارة المجلس نفتوحة
تأففت وهي تقترب
: يا ذا العبد الله دايم ينسى النور مفتوح
دخلت وشهقت
ابتسم علي الذي كان قريبًا من الباب وأمسك بها قبل أن تهرب
أنزلت رأسها بقوة حتى كادت تخلع رقبتها
رفع علي رأسها وهي تتمنع
ضحك وقبّل رأسها
: شلونك ! والله مشتاق لك
حينَ رأى تشنجها أفلتها وهو يضحك
: الله يهديك !
انطلقت تجري الى الأعلى
حينها دخلت رتيل
قال علي
: رتول لا هنتِ بغسل يدي
: تعال ما في أحد
خرج من الغرفة ودخل الى قسم دوراتِ المياه الذي كانَ بداخل المنزل وليس في قسم الضيوف , ورتيل بجانبه
وصلهما صراخ داليا المعترض
: ما ابييييه , ما ابييه ياربي مو غصصب
نهرتها والدتها
: بس ووجع لا يسمعك الرجال
اختفت الابتسامةُ من وجهه
اختل توازنه
التفت الى رتيل بصدمة
قالت رتيل بسرعة
: علي اسمعني
قال بعدم تصديق
: ما تبيني !
هزّت رتيل رأسها نفيًا وهي توشك على البكاء
: بس اسمعني
تمسكت بذراعه ليدفعها بقوةٍ ويخرج من المنزل
مسّت كرامته
تلك الطفلة , دومًا ظنّ تهربها وبُعدها عنه خجلًا منه
هكذا اذًا !
لا تريدني ابنةُ عمي
اعتلت بأنفتها الى كرامتي لتبعثرها بلا اكتراث
خدشت قلبي ببرود
لا تريدينني يا داليا !
لم وافقتي عليّ اذًا !
لا يتوقع أبدًا انّ عمّه او عبد الله أجبراها
الفتاة مدللة ووحيدة
لا تُجبر أبدًا
كم أوجعتي قلبي يا داليا
قلبي الذي تعلق بكِ وأحب خجلكِ وتمنعكِ
قلبي الذي لم أستبِح مشاعره يومًا الا معكِ
اتصل على تركي وهو يشعر بالاختناق
ردّ تركي
: هلا علي
قال بجمود
: على وحدة او وحدة ونص رجع هديل من بيت عمك
قال تركي
: بس...
قاطعه بغلظة
: قلت لك رجعها ما تفهم !
استغرب تركي اسلوبه , صمتَ لثوانٍ ثم قال بطاعة
: سم
أغلق الهاتف وسار بأقصى سرعته يبتعد عن الجميع
وهو متألمٌ لكرامته التي احتقرتها داليا بغرور !
,
صعدت الى الأعلى واقتربت من داليا باندفاع
صفعتها بقسوة لتشهقا هديل وام صقر
قالت ام صقر بصدمة
: ليه !
قالت رتيل بحرقةٍ وغضب
: ما تبينه ؟ افرحي يا داليا علي اللي ما عاد يبيك الحين
قالت ام صقر بصدمةٍ وخوف
: وش قصدك !
التفتت اليها وهي تشعر بنارٍ في جوفها من انكسار أخيها الذي ظهر جليًا في عينيه
: سمعها وهي تصرخ انها ما تبيه ! تخيلي شكل الرجال وهو يسمع زوجته تقول ما ابيه ! كرامته اللي هي أغلى شي عنده انجرحت , رجولته احتقرتها داليا البزر , ياما حذرتها وقلت لها الكلمة مو سهلة لا تقولينها , ادري انها تقولها مو قاصدة , لكن علي ما يدري , وحتى لو درى ما بيعذرها , الحين خل يفيدك هبالك وقلة عقلك , لا تبينه يا داليا , قد ما فيك لا تبينه , هو اللي ما عاد يبيك , ولا ظنتي بيرجع لك أبد
,
,
المملكة العربية السعودية – حائل
الحاديةَ عشرةَ مساءً
استلقى بكسل وهو يقول
: والله ظهري يعورني ما فيني حيل أسوق
ابتسم عمر
: اسوق انا !
: تقدر ؟
: ايه , مشينا يلا
زفر يوسف
لينهض عمر وساعد يوسف على النهوض
خرجا ليركب عمر في مكان السائق
ارتبكَ قليلًا بسبب مرور وقتٍ طويل لم يقُد فيه
حركَ السيارة ويوسف مبتسمٌ لارتباكه وتوتره
قال يوسف
: استرح وش فيك شاد أعصابك
ابتسم عمر
: لا , عادي
بعدَ دقائق ارتخت أعصابه
كان يتحدث هو ويوسف وقال يوسف ما أضحكه ليلتفت اليه ضاحكًا
ابتسم يوسف ونظر الى الأمام
قال بصرخةِ فزع
: عمر انتبه
التفت عمر الى الأمام وارتبكت حركته
كانت السيارة المقابلة قريبةً جدًا
بمنظرٍ أرعبه واستفز ذاكرته
صرخ بقوةٍ وهو يستعيد ذكرى الحادث
تصرف بمثل تصرفه يومَ الحادث
شهق وأدار المقود بقوةٍ الى الجهةِ المعاكسة للسيارة
شعر يوسف أنّ عمر سينهار الآن
مدّ جسده وأوقف السيارة والتفت الى عمر
ليجده غائبًا عن وعيه
نزل صاحبُ السيارةِ الأخرى واقترب بخوف
: عسى ما شر !
قال يوسف بهدوء
: ما بوه شي , توكل على الله
ابتعد الرجل وذهب
ضغط يوسف على عضلاته لينقل عمر الى المقعد الآخر
وتحرك الى المشفى بسرعة
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة والنصف مساءً
كان يعبث بهاتفه ليكلّمه الذي بجانبه
: والله منورنا اليوم
رفع رأسه وابتسم
: البقا الله يخليك
اعتدل في جلسته ليسأله
: ايه وكيف بعثتك ودرساتك
زفر وقال
: والله الحمد لله , الدراسة متعبة شوي لكنّ نقول الحمد لله
ابتسم الذي أمامه وقبل أن يتحدث رنّ هاتف عبد العزيز
أجابها مبتسمًا
: الله حيّها
تحدث لبعض الوقت
كانت نبرته حنونة وكلماته رقيقة
لم يطل الحديث وأغلق الهاتف
ابتسم الذي أمامه ليقول عبد العزيز
: هذه جارتي في برياطانيا , حرمة كبيرة عايشة بروحها
وقبل أن يتابع حديثه رنّ هاتفه مجددًا
قال محرجًا
: عن اذنك الأهل
نهض مبتعدًا
ليرنّ هاتف الآخر
رد بهدوء
: هلا علي
استمع الى كلماته الحادة والواجمة
قال
: بس..
قاطع كلماته بحدةٍ أكبر
استغرب اسلوبه لكنّه أدرك مدى غضبه الآن
قال بهدوء
: سم
وأغلق الهاتف
عاد عبد العزيز ليقول
: اعذرني يا تركي , سفري باقي عليه يومين وامي تبيني أجلس معها
ابتسم تركي
: ابد خذ راحتك
صافحه عبد العزيز
: ان شالله نتقابل وقت ثاني
هزّ تركي رأسه مبتسمًا
وخرج عبد العزيز عائدًا الى منزله
,
,
المملكة المتحدة – لندن
السابعة مساءً
: بسرعة قرري أوديك لصاحباتك ولا تجين عند خالتي سارة
صمتت بتفكير
قال بملل
: لين من أمس اسأل فيك , لذي الدرجة صعب القرار
ضحكت وقالت
: خلاص عند خالتي سارة
: انزلي طيب انا عند عمارتك
قالت بصدمة
: كم لك عند العمارة ؟!
ضحك وقال
: من وقت ما اتصلت وانا واقف
شهقت محرجة ونزلت مسرعة
ركبت وابتسمت
ابتسم وهو يتراجع بسيارته الى العمارة التي يقطنها عبد العزيز والخالة سارة
قالت بمرح
: ما سألتني ليش اخترت عند خالتي
ابتسم
: ليش بتفطرين عند خالتي ؟
قالت بسخريةٍ مازحة
: عشان أصير قريبة منك
انفجر ضاحكًا لتضحك من ضحكته
تُزهر ربيعًا من السعادات ضحكتك , في قلبي
نزلا وصعدا ضربت لين باب شقة الخالة سارة لتفتح لها مبتسمة
: حيّ الله من جاني
ابتسمت لين وسلّمت عليها
ألقى سعود التحية وانتظر حتى أغلقن الباب ليدخل الى شقة عبد العزيز
كانت الشقةُ مظلمة وهادئة
تأفف سعود ودخل الى غرفة نومه
: هيييه , عزيزااان لا تقول من يوم جبتك من المطار نايم ؟ قوووم
تأفف عبد العزيز وهو يغطي رأسه
اقترب سعود ورفع الغطاء عنه
: قوم يا خايس , هذا وانا مشتاق لك وجاي بقعد معاك , حتى فطور ما في وش بناكل الحين ؟
قال عبد العزيز بضجر وهو يفتح جزءً من عينه اليمنى
: اطلع برى لا اقوم عليك
ضحك سعود وجلس بعناد على السرير وراح يقرأ ما يحفظه من القرآن بصوتٍ عالٍ
استغفر عبد العزيز وهو يضبط أعصابه
مرّت ثوانٍ لينهض ويضرب كتفه بغيض
: وربي مزعج انت , ابعد خلني أقوم اشوف وش في المطبخ
ابتسم سعود ساخرًا
: انت من سافرت مفضّي الشقة , الظهر وانت نايم جيت جبت مقاضي وفطور حطيته في الفرن
قال عبد العزيز ببرود وهو يتجه الى دورةِ المياه
: كثر خيرك
تمتم سعود
: ما يتسوى فيك خير
سمعه عبد العزيز وضحك بخفوت
,
,
المملكة العربية السعودية – حائل
سأل الطبيب بقلق
: ليش فقد وعيّه ؟ هو ما تضرر !
قال الطبيب بهدوء
: عقله متبرمج على يوم الحادث , هو يوم الحادث بعد ما لف بالسيارة فقد وعيّه على طول , الحين نفس الشي
قال يوسف
: اقدر اشوفه ؟
: تفضل , بس لا تضغط عليه
هزّ رأسه ايجابًا ودخل
جلس بقرب السرير ينظر الى ملامحه الشاحبة
فتح تطبيق المصحف في هاتفه وراح يتلو آيات الله
مرّ الوقت ليصحو عمر
تلفت حوله بريبة
ثم نظرَ الى يوسف
اعتدل في جلسته , وهو ينظر الى يوسف مستغربًا
انتبه اليه يوسف , أغلق هاتف وقال مبتسمًا
: الحمد لله على السلامة , خوفتني عليك يا رجال
قال بذهول
: هلا ؟!
ارتاب يوسف
وقال بحذر
: عمر وش فيك !
: عمر !!
حبس يوسف شهقته في صدره ثم قال
: وش آخر شي تذكره !
عقد حاجبيه ليتذكر
مرّت ثوانٍ طويلة ليشعر بالألم يفتك برأسه
قال بألم وهو يغمض عينيه
: ما ادري !
اقترب منه بقلق
: عمر !
صرخ بغضب
: لا تقول عمر
تراجع يوسف
: عمر بس اسمعنـ...
صرخ مججدًا
: قلت لك لا تقول عمر !
تلفت حوله وقد تذكر أمرًا
: اهلي ينتظروني , قلت لهم ماني متأخر , زوجتي وامي !
قال يوسف برجاء
: عمــ...
شتمه عمر بجنون وهو ينزع الأسلاك الموصلة بجسده
: يا **** لا تقول عمممر
أغمض يوسف عينيه بحرقة وحينها دخل الطاقم الطبي
,
,
الى الملتقى



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-01-14, 10:23 PM   #35

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
البارت السادس والعشرون

,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية صباحًا
طرقت الباب وهي تقول بزفرة
: يا بنتي افتحي الباب , ما كنت ابي امدّ يدي عليك كنت معصبة
لم تُجبها
ظلّت واقفةً لثوانٍ ثم طرقته مجددًا
: داليا افتحي الباب , شغلتي بالي ! خليني اشوفك بس
لم تجبها
قالت رتيل بغضب
: عمي تحت توّه واصل وسأل عنك , افتحي
قالت داليا بنبرةٍ باكية
: روحي عني , ما ابي اكلم احد
: افتحي
: ماني فاتحة
دفنت رأسها مجددًا في وسادتها وهي تكتم شهقاتها
مالذي فعلته بنفسي !
كيف لم أفكر بأنّه قد يسمعني !
قد أهدم بيتي الصغير الذي لم اسكنه بعد
عُد يا علي واستمع الى تبريري
أقسم أنني لم اقصد !
اقسم انّ روحي رهينةُ روحك
لا توجعني بأن تظلمني يا حبيبي !
ليتَ الشلل أصاب لساني من قبلُ ولم أتطاول لأنطق في حضورك
شهقت شهقاتٍ متتالية وهي ترتجف من تخيّلِ ردةِ فعله
أيعقل أن يطلقها !
زفرت رتيل ونزلت
انضمت اليهم ليسألها عمّها
: وينها داليا ؟
قالت رتيل
: ما تبي تنزل !
: وش فيها ؟
صمتت , لتقول ام صقر
: اليوم علي جاب هديل , وسمعها تصرخ تقول ما ابيه
قال عبد الله بصدمة
: وشو !
كانت رتيل ترجوها بنظراتها أن لا تقول
لكنّها أعادت حديثها
وقف عبد الله ليتجه الى الدرج وهو يزمجر
: دالــــيـــا !
,
,
المملكة العربية السعودية – حائل
الواحدة والنصف صباحًا
قال الطبيب بحدة
: انا ماني قايل لك لا تضغط عليه ؟!
قال ببحة
: ما قصدت ! استغربت تصرفاته وسألته وش آخر شي تتذكره
زفر الطبيب وهو يمسح على عينيه
قال يوسف بقلق
: وش صار له ؟
: ما اقدر احدد وش صار له , بنتتظره يصحى ونشوف
حينها أتت الممرضة مسرعة
: دكتور مريض غرفة 95 صحى !
اسرع الى غرفته ويوسف بجانبه
دخلا واقتربا منه
كان مسجيًا ونظراته ضائعةٌ في الغرفة
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
منتصف الليل
التفت الى هاتفه الذي لم يتوقف أبدًا
رسائل واتصالات متتالية
تأفف وأغلقه
اسند رأسه الى طارةِ القيادة وهو مغمضٌ عينيه
ما أشدّ وقع الكلمةِ عليه
ابنةُ عمه تصرخ بحدة بأنها لا تريده !
زوجته التي ينتظرها لتنضم الى بيته , لا تريده !
أوجعتي قلبي يا من ملكتيه !
نفض رأسه بغضب
حتى وان كان أحبّها , كان لزامًا عليه أنّ يبتعد عنها
كرامته التي امتهنتها أقوى من حبّها !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية صباحًا
زمجر بغضب
: دالـــــــيــــــــا
اندفع الى الدرج ليصعد الى غرفتها
وقفت رتيل أمامه وهي تقول برجاء
: عبد الله تعوذ من ابليس , وعزة الله عليك تستهدي بالرحمن , انا ضربتها ! تعوذ من ابليس عصبيتك ما بتغير شي
قال بغضب وغير تصديق
: فشلتنا الله يفشلها , سمعها تقول ما ابيه !! ليش وافقتي عليه يا جعل الله يسود وجهك , دلعناك ورزيناك ونطيّب خاطرك ونهتم فيك , هذه تاليتها , تفشلينا مع الرجال !! يا ويلك من الله يا داليا
قالت والدته
: عبد الله اذكر الله
وقفت داليا في مقدمة الدرج وهي تبكي
قالت ببحة
: والله ما كنت اقصد !
قال بحدة
: وش معنى ان بنت تقول عن زوجها ما ابيه ؟
نزلت دمعتيها واختنق صوتها
: انا من تملكت واي موقف يحرجني فيه اقول كذا , والله مو قصدي , انت تعرفني زين عبد الله ! اذا انحرجت اذا عصبت اذا انفعلت اقط خيط وخيط
صرخ بها
: هذا عندي وعند ابوي , نقول ما عليه صغيرة ما عليه ما تقصد , بس الرجال وش يفهمه ؟ يسمع زوجته تقول ما ابيه ! الله اكبر عليك يا داليا كانك فشلتينا
أولته ظهرها عائدةً الى غرفتها وعينيها محمرتان من كثرة البكاء
زفر بحرارة وعاد الى الجلوس
نظر الى والده الذي كان يضع كفّه على رأسه بصمت
قالت رتيل
: انا بكلمه , هو للحين بحرتّه ومعصب اذا هدى وروّق بيسمعني وبيفهم مني
قال بحدة
: لا تبررين خطأها , والله لو طلقها انا معاه
شهقت رتيل
: بسم الله عليهم , ما ابرر بس لازم يفهم انّها ما تقصد !
قال ابو صقر
: حسبيّ الله ونعم الوكيل
قالت ام صقر بعبرة
: لا تتحسب على بنتك ! ما عندك غيرها
حزّت كلمتها في قلبِ رتيل
ليس عنده غيرها !
وانا ؟
الا اعتبر ابنته !
وقد ضمني الى جناحه منذ طفولتي !
صحيح , انا لستُ ابنته
انا ابنةُ صقر , وابنةُ والدي الراحل
أنزلت رأسها بحزنٍ ولم تقُل شيئًا
,
,
المملكة العربية السعودية – حائل
الواحدة وعشرةَ دقائق صباحًا
دخلا واقتربا منه
كان مسجيًا ونظراته ضائعةٌ في الغرفة
همّ يوسف بالحديث لكنّه تراجع
نظرَ اليهما , ليقول ببحة
: يوسف !
شهق يوسف بغير تصديق
قال الطبيب
: وش اسمك ؟!
حاول الاعتدال في جلسته ليقول بتساؤل وكأنه ليسَ متأكدًا
: عمر ؟!
خرّ يوسف ساجدًا بينَ يدي الله بأنّه تعرف اليه
لن يتحمّل أن يتنكر عمر منه !
أن لا يتعرف اليه !
قد فقد صديقه من قبل , ولا يريد فقد عمر الآن
قال الطبيب
: انا اسألك , انت اسمك عمر ولا لأ ؟
رفع كتفيه بضياع
: مدري , اذكر انّه كذا
قال الطبيب
: طيب تعرف يوسف ؟
قال بتردد
: ايه , خويي ؟!
: طيب وش تتذكر ! عندك بيت وأهل ؟
أغمض عينيه لثوانٍ ليقول
: ايه , بس ما اذكرهم , بنت صغيرة وو...
صمتَ ولم يعرف ما يقول
: طيب انت استريح , كل شي بيكون بخير
هزّ رأسه بتعب
خرج الطبيب وهو ينظر الى يوسف نظرةً ذات معنى
جلس يوسف بجانبه وهو مبتسم
: الحمد لله على السلامة
ابتسم عمر بحذر
: انا اسمي عمر ؟!
قال يوسف بصدق
: ما ادري , ليتني اعرف اسمك وهلك
صمت عمر وظلّ ينظرُ الى يوسف بملامح لا تفسير لها
,
,
استراليا – كانبرا
الحاديةَ عشرةَ وخمسٌ وعشرون دقيقة صباحًا
سار سعد بجواره ليخرجا من المنزل
قال بزفرة
: يا سعد قلت لك خلّك , نام وارتاح انت صايم !
هزّ رأسه نفيًا
: ماني مخليك بطلع معك
هزّ رأسه بيأس
: عنيد !
ابتسم سعد وجلس بجواره في السيارة ليتحرك السائق الى المشفى
سأل سعد عن آخر المستجدات في حالة ابو راجح الصحية وأخبره عن ما أخبره به الطبيب
ليتمتم سعد بحرقة
: حسبيّ الله ونعم الوكيل
اكتفى بالصمت
وليس لهُ سوى الصمت
عاش على الصمت , حتى أصبحَ جُزءً منه
جزءً أساسيًا في شخصيته
بالصمتِ بنى نفسه , وكوّن شخصيته , وانعزل بِكيانه
شاركه سعد الصمت الذي اعتاده منه حتى تطبع به منذ عملَ عنده
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
الثامنة والنصف مساءً
قال بغضب
: هو اللي اشتكى لك ؟
أجابه والده وهو يضبط أعصابه
: وليد لا تسبب لي مشاكل مع أهلي ! ولد عمك ما سوى شي عشان تسبّه وتتهجم عليه
قال بحدة وهو يكاد ينفجر
: ملصق وجهه بوجه أختي هذا مو سبب كافي أصرخ عليه ؟
قال والده
: كنت تقدر تكلمه بهدوء , هذا هو راح علم ابوه وابوه متصل علي يلومني ويعاتبني
: واللعنة فيه وفي ابوه
نهره والده بغضبٍ كبير
: ولــيــد
تأفف وأولاه ظهره صاعدًا الى غرفته
قالت ام فهد بهدوء
: وليد شرس كثير ! مع انّ الحال انصلح لكنّه مو سهل
قال ابو وليد بغضب
: فشلني قدام اخواني , امس ما جلس مع احد ويناظرهم بحقد , وما فطر , وختمها في زياد !
قالت برفق
: شوي شوي عليه
دخل وليد الى غرفة شقيقته التي كانت تتلو من كتاب الله
حين رأته وضعت المصحف جانبًا واقتربت منه
: وش فيك
جلس وهو يزفر بغضب
: ابوك الخروف
شهقت وهي تضرب كتفه
: اتقِ الله , استغفر الله العظيم , يا ويلك من الله ! أحد يشتم أبوه ؟ استغفر الله العظيم ! مو معقولة توصل فيك لهالحد
استغفر بندم ثم قال بضيق
: قد ما يقدر يضيق علي , يكرهني , مثل ما كره امي من قبل يكرهني انا , ما يحب غير نفسه وعياله وزوجته واخوانه , صرخ علي وهاوشني عشان زياد الكلب ولد الكلب
قالت مرةً أخرى
: وليييد وش صاير لك ! لسانك صاير قذر ! هذا واحنا برمضان بعد
ظلّ صامتًا
مرّت ثوانٍ لتقول ملاك بحنان
: حبيبي لا تكدر نفسك , خلهم يسوون اللي يبونه , دامنا مع بعض ما يهمنا شي , صح ! انت دايم تقول كذا وعمرك ما اهتميت لكلامهم , لا تخليهم يأثرون عليك , احنا نرضي ربنا اننا نبرّ ابونا ونصِل رحمنا , ولهم دينهم ولنا دين , الله يكفينا شرهم , لا تعرض نفسك لمشاكل معاهم
همس بحرقة
: يارب تجعل حرقة قلبي في قلوبهم واحد واحد
زفرت بيأسٍ من شقيقها العنيد
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الخامسة فجرًا
فتح الباب ودخل ببرود
نادته والدته بهدوء من الغرفة الجانبية
: علي
زفر ودخل
قبّل رأسها وجلس
انتهت من قراءة الصفحة ثم أغلقت المصحف ووضعته جانبًا
نظرت اليه لتسأله بحنان
: تسحرت ؟
هزّ رأسه ايجابًا
أمسكت بيده لتسأله
: وش صار ؟
كان مدركًا أنها قد عرفت مالذي حصل , لكنّها تنتظر أن تستمع منه
قال بهدوء
: ما في شي
ضغطت على يده
: تخبي على امك ؟
زفر ليقول
: ما في شي يمه , سالفة تافهة
رفعت حاجبها بابتسامة
: الحين داليا سالفة تافهة ؟
قال بغضب
: لا تطرينها !
قالت ببرود
: هذه وهي تافهة عصبت , لو انها مهمة وش سويت !
سحب يده بغضب
: يمه جايبتني تستفزيني
ضحكت وهي تسحبه اليها حتى أراح رأسه في حجرها
: ما ابي استفزك , ابيك تتكلم
زفر ليقول
: معقولة تكون مجبورة ؟! ما هقيت عمي وعبد الله يجبرونها
صمتت ليتابع
قال بغبنة
: يا كبر كلمتها , تصرخ تقول ما ابيه مو غصب , ليش وش فيني عشان ما تبيني ؟ وش زودها بنت الأكابر عشان ما تبيني !
كانت تعبث بخصل شعره وتخلل أصابعها فيه وهي تستمع اليه
تابع بقهر الرجال
: بس والله...
وضعت يدها على فمه لتسكته
: لا تحلف , لا تكون ظالم يا يمه , هديل قالت لي كل شي , وهديل ورتيل يعرفون داليا أكثر من ما تعرفها امها , وانا أأكد لك انّ كلمتها طالعة عفوية لأنها منحرجة , لا تقسى على بنت عمك
قال بذهول
: تبيني أعديها واسوي نفسي ما سمعت ؟! طرطور انا يمه ؟!
: من قال لك عدّيها , انا اصلًا ما أرضى انك تمشي السالفة كنّك ما سمعت , والله ماهو عشانك وعشان كرامتك وبس , لأنّ داليا مكانتها من مكانة هديل ورتيل عندي , لأنّي اعتبرها بنتي , وانا ما ارضى انّ بنتي تُسيئ الأدب من غير عقاب
ظلّ صامتًا لتقول والدته
: ما اقسى قلبك يا علي , ما تختلف عن عيال جنسك بشي , بنت عمك اللي متعلق قلبك فيها نويت تطلقها عشان كرامتك ؟
قال بغضبٍ وهو ينهض
: والله لا أكسر راسها , ماهو علي اللي تقول عنّه بزر ما ابيه
ترك والدته وصعد الى غرفته
زفرت والدته وتمتمت
: الله يهدّي بالك
,
,
المملكة المتحدة – لندن
السادسة مساءً
وضعت الهاتف على اذنها بمحاولةٍ ثالثة للاتصال
اليوم لن يتهربوا منها
مرّ اسبوعان وهم يتهربون من اجابتها او تركها لتحادث والدتها !
ردّ خالد بعد رناتٍ طويلة
: هلا
قالت بلهفة
: خالد !
ابتسم
: يا عيونه , هلا وغلا
: شلونك حبيبي , وينكم ما تردون شغلتوا بالي !
: معليش انشغالات وكذا
قالت بحزم
: ابي اكلم امي , من زمان مو مكلمتها جوالها مقفل وبندر جواله مقفل وانت وفيصل كل مرة برى البيت
ضحك وهو يقول
: دقيقة اروح لها
ذهب لوالدته ومدّ لها بالهاتف
: الوو
قالت باشتياقٍ ولوعةٍ وحنين
: يمممه
: يا روح امك
بكت لين فورًا
: اشتقت لك يمه , وينك عني ما تكلميني ولا تردين علي !
تنهدت والدتها لتقول
: سالفة طويلة
قالت باصرار
: قولي
: اخوك هالـ... – قطعت كلماتها لتزفر – استغفر الله , بندر مسوّد الوجه
: وش فيه !
: غافلنا وطلع قلّك بيجاهد ! راح لسوريا من دون علمنا
شهقت لين بفزع
: والحين وينه !
: لا رجع الحين , طلع من العصر لين جاء الليل وانا فقدته واخوانك يدورون عليه , ما احس الّا متصلٍ علي رقمٍ غريب , رديت ولا هو بندر , يقول لي بجاهد , انا انهبلت , اخوانك راحوا يدورون ويسألون , ظلّ اسبوع يمكن وكلّمه خالد قال له تراه حرامٍ عليك تجاهد وامك غاضبة , ورجع الحمد لله
قالت لين بغير تصديق
: مجنون ذا !
استغفرت والدتها وقالت بحزن
: أمرضني , والله اني قمت أهوجس واكلم نفسي , وكل شوي طايحة مغمي علي , لين رجع , ردّت روحي لي , مو ناقصني الّا رجعتك لي يا بعد امك
قالت لين ببكاء
: يا روحي يا يمه , ليت التعب فيني ولا فيك يا بعد حالي
سألتها والدتها بحنان
: انتي علميني وش انّك مسوية , وش أخبارك وشلون حياتك , عساك زينة مع زوجك
ابتسمت وهي تمسح دمعها
: الحمد لله اموري تمام , وسعود طيّب وما يتركني أبد
قالت والدتها بمكرِ النساء
: تحبينه ؟!
احمّرت وجنتيها من سؤال والدتها المباشر , صمتت لثوانٍ ثم قالت
: أحترمه , له مكانة خاصّة عندي , يهمني انّه يكون بخير , بس ما احبّه !
: مو عيب انّك تحبين زوجك يا يمه
هزّت رأسها نفيًا
: فاهمة , بس انا ما احس اني حبيته للحين , وبعدين اساسًا انا ما ابي أحبّه
قالت والدتها بصدمة
: ليش !
قالت بجمود
: حبينا مرة وحدة وندمنا يا بعد هالدنيا , قلبي قفلت عليه
قالت والدتها بغضب
: للحين تحبينه يا بنت امك ؟
قالت بصدق
: اقسم بالله انّه انخلع من قلبي , وكرهته كره ما كأني في يوم حبيته
استمرتا في حديثهما
كانت لين تردد اسم سعود كثيرًا , وتتحدث عن فضائله وصفاته
ابتسمت والدتها بهدوء
وتقولين لا تحبينه !
بل انّك متيمةٌ به
لكنّك لا تدركين ذلك
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانيةَ عشرةَ وخمسون دقيقة مساءً
دخل الى المنزل عائدًا من صلاة الظهر
جلس على الأريكة وأغمض عينيه
اقتربت رتيل بتساؤل
: رد عليك علي ؟
هزّ رأسه نفيًا وهو يزفر
قالت رتيل بمواساة
: معليش لا تشيل هم , بكلم تركي يجيني واروح لبيتنا اشوف سالفته
: طيب
التفت الى والدته
: داليا تسحرت ؟
: لا , ما فتحت الباب من امس
تأفف ونهض الى غرفتها
طرق بابها ولم تجبه
قال بهدوء
: داليا افتحي الباب
تقلبت في نومها وفتحت عينيها
سمعته يناديها مجددًا
: ردّي عليّ
نهضت وفتحت الباب
كان يتضح التعب على ملامحها , تعب البكاء
رقّ قلبه لها , مهما يكُن , هي شقيقته الوحيدة !
وبينهما سنوات طويلة
زفر وهو يقول
: ليش ما تسحرتي ؟
رفعت كتفيها
: مو مشتهية
ظلّ ينظر لها بصمت , ثم قال بحدة
: علي للحين ما يرد علينا , الله يستر وش بيسوي
تعرجت شفتيها بدلالةً أنّها ستبكي
قالت ببحة
: علي لا تلومني !
نهرها بقسوة
: وش تبيني اسوي لك اجل ؟ اصفق لك واقول عفية أختي والله فشلتينا زين !
أنزلت رأسها دون أن تجيبه
أولاها ظهره وتوجه الى غرفته
,
,
استراليا – كانبرا
السابعة مساءً
ابتسم وهو يقول
: ايه وش بعد ؟
قالت
: آمم , بس كذا , ايه ما قلت لك بعد بكرة بنروح مكة انا وجدتي وابوي وعمي وائل
: ما شاء الله , لا تنسيني من دعواتك
قالت بحنان
: انا ادعي لك قبل لا ادعي لنفسي
ابتسم بصمت
حمل الأوراق ونهض متوجهًا الى مكتب ابو راجح ولا يزال الهاتف على اذنه
رأى ذياب يسير ببطئ الى مكتب ابو راجح , وهو يتلفت
عقد حاجبيه وقال
: اروى بعدين اكلمك
أغلق الهاتف وذهب اليه مسرعًا
قال بحدة
: وش تسوي ؟
التفت اليه بفزع
زفر براحة حينَ رآه , ثم استعاد رباطة جأشه ليقول ببرود
: وش دخلك ؟
اقترب سلطان اكثر حتى لم يعد يفصل بينهما الا سانتي مترات قليلة , قال بحدة
: قلت لك وش تسوي ؟ ليش جاي لمكتب العم ابو راجح وانت تدري انّه مو موجود !
رمقه بنظرةٍ لا تُميّز معانيها
ثم أولاه ظهره عائدًا الى مكتبه
اتصل سلطان على ابو راجح فورًا
,
كان يتكلم بحدة وهو يتحرك بتوتر
شتمه بغضب وأغلق الهاتف
التفت ليعود الى غرفة الجلوس
وجدَ زوجته أمامه
قالت بتردد
: منو !
زفر وهو يمسح على عينيه
: اخوي
: عسى ما شر !
: ما في شي , مشكلة بسيطة بس
كاد يسير لكنّ هاتفه رنّ مُجددًا
ردّ بهدوء
: هلا سلطان
: شلونك الله يحفظك !
: الله يسلمك بخير , خير ان شالله ؟
: متى بتجي للشركة ؟
عقد حاجبيه
: ليش صاير شي ؟!
قال سلطان بعد صمت
: ذياب كان رايح لمكتبك ويتلفت ما يبي احد يشوفه !
رفع حاجبه الأيمن بغضب , صرّ على اسنانه وقال
: طيب انا جاي الحين
أغلق الهاتف لتقول زوجته بضيق
: قلت لي بتشرب جاي معاي !
قبّل جبينها معتذرًا
: لا رجعت ان شالله
ابتعدت عنه عائدةً الى غرفة الجلوس بصمت
تأفف وصعد الى غرفته وهو يتصل على سعد
: قوم اجهز , بطلع للشركة الحين , ذياب الزفت شكله يدور مشاكل !
فزّ سعد
: انا جاهز بطلع اقول للسواق يجهز السيارة
: اوكي
اغلق الهاتف ودخل الى الغرفة يغير ثيابه
,
,
الى الملتقى




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 19-01-14, 05:22 AM   #36

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مساء الخير جميلاتي
عذرًا عذرًا , المنتدى جدًا استعسر معاي اليوم
توّه رضى يفتح
أعتذر على التأخير







بسم الله الرحمن الرحيم
البارت السابع والعشرون
,

,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة والنصف مساءً
أوصل أخته الى منزلهم وذهب الى المسجد فورًا
دخلت وجلست مع امّها وأختها
بعدَ السلام والسؤال عن الأحوال , تحدثن في موضوع علي وداليا , قالت رتيل
: والله عبد الله مفتشل وشايل هم
قالت ام علي بهدوء
: قولي له يطلع منها
قالت رتيل باستغراب
: شلون يطلع منها !
: كلكم اطلعوا منها , محد يتدخل ويحل السالفة غير داليا
قالت رتيل بصدمة
: مستحيل !
: ليش مستحيل ؟ ما عندها عقل ؟ ما عندها لسان ؟ مرفوع عنها القلم ؟ لأ طبعًا , انا ما أرضى غير انّ داليا اللي تصلح غلطها
قالت رتيل
: يمه انتي زعلانة ؟!
: طبعًا زعلانة , هذه قلة أدب تقول عن زوجها ما ابيه , وش فيه علي عشان ما تبيه
: انتي تدرين انها ما تقصد !
: قصدت أو لأ مو مهم , المهم انّه حصل وغلطت , وما ارضى أي احد يصلح خطأها غيرها هي بنفسها , على الأقل ترجع كرامته , لو شفتيه وهو يكلمني الفجر , عازم يطلقها !
شهقتا هديل ورتيل
قالت هديل بخوف
: لا , لا يطلقها حرام عليه
قالت والدتها بحدة
: وهي مو حرام عليها تقول ما تبيه ؟؟ عزيناها ورزيناها هذه جزاتنا ؟!
قبّلت رتيل رأسها
: يمه اذكري الله , ما هو بصاير الّا اللي تبينه , انا معك صح لازم داليا تصح غلطها , حنّا ما لنا شغل , بس انتي لا تزعلين من داليا والله تحبك وعادتك في مكانة امها
صمتت ولم تُجبها
مرّ الوقت وانتهت صلاة التراويح , وعادا علي وتركي
دخل علي بوجوم وتوجه الى الدرج ليصعد الى غرفته
قالت رتيل
: علي !
التفت بسرعة , لم يكن يعلم بوجودها
ابتسم ببرود واقترب منها
قبّلت كتفه
: شلونك عساك بخير ؟
: بخير الحمد لله
جلس لتمدّ له هديل فنجان قهوة
حينها رنّ هاتفه
أخرجه وكاد أن يغلقه
قالت رتيل
: هذا عبد الله ؟
نظر اليها دونَ أن يجيب
: رد عليه , والله شايل هم
زفر وأجابه
: هلا
: علي ! يا رجال دوختني وانا اتصل عليك
صمت ولم يجبه
قال عبد الله بعد صمت
: والله ما ادري وش اقول لك يا اخوي , انا معاك انها غلطت , والله انها ما تقصد , داليا اذا انفعلت تقول كل شي بدون لا تحاسب , والله انّي ما ادافع عنها بس بأخليك على بيّنة , انا معك ولاني محاسبك في أي شي بتسويه , وحنّا عيال عم قبل لا تتزوج داليا , انا بس ابيك تفكر زين قبل لا تتخذ أي قرار
: ما تقصر يا ابو سالم , واكيد احنا عيال عم قبل النسب
ودعه وأغلق الهاتف
مسحت رتيل على كتفه
: هدّ بالك
اغتصب ابتسامته من أجلها ثم نهض الى غرفته
قال تركي ببرود
: والله لو اني بدال علي لا ارمي عليها يمين الطلاق في وقتها واتزوج من ثاني يوم
نظرنَ اليه بوجوم ليضحك ثم يقول
: والله صدق , علي عاطفي , ومضيق خلقه ومكدر خاطره عشان كلمة قالتها خطيبته , انا والله ما ادري وش قالت ولا اعرف التفاصيل بس عرفت انها مسّت كرامته , والله الرجال ما فوق كرامته شي , البنت اغلى ما عندها شرفها والرجال اغلى ما عنده كرامته , لو علي مسّ شرفها والله ما يفكّه عبد الله ولا عمي وبيطلقونها منّه وبيفضحونه بعد , ليش هي لمن تتطاول ينسكت لها وينقال صغيرة وجاهل ! بس اخوي الله يستر عليه مهبول , طلقها او اقهرها بضرّة , عشان تعرف تتأدب
قالت والدته وهي تتلفت تبحث عن ما ترميه به
: الله لا يطيح بنت مسلمين فيك
ضحك لتقول رتيل بانتقاد
: غلط كذا , وبعدين لا تقارن بين الشرف والكرامة فيه فرق شاسع ! والحياة الزوجية فيها تسامح فيها تضحية فيها غض طرف , اذا كل واحد استقعد للثاني ما بتستمر ! داليا غلطت اليوم من يضمن انّ علي ما يغلط غلط أكبر من غلطها بكرة ؟ لازم تكون منصف ! ماهو والله مسّتني بكلمة انا ادمر حياتها ! لا تقول كذا لا يبتليك رب العالمين
رفع كتفيه
: التغاضي والتسامح في كل الحالات الّا انها تمتهن رجولته , عمومًا هي وجهة نظري وانتوا احرار
قالت هديل بوجوم
: الله لا يبلاني بمثلك انت وعلي
رمى عليها علبة المناديل وهو يقول
: قومي قهويني وانتي ساكتة
تأففت ونهضت
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
الحاديةَ عشرةَ مساءً
عادَ من صلاة التراويح ودخل الى غرفته ليرتاح
مرّت عشرون دقيقة وهو مستلقٍ على سريره
ليُفاجأه طرق الباب المُفزع
نهض بسرعة وفتح الباب
كانت زوجة أبيه فزعةً وهي تشير بيدها الى الأسفل بارتجاف
: وليد الحقني , فهد طاح مغمى عليه
عقد حاجبيه وتجاوزها الى الأسفل
كان فهد ساقطًا في عرض غرفة الجلوس ودماءٌ تسيل من جانبِ فمِه
اقترب ورفعه بقوةٍ وذهب به الى المشفى
مرّ وقتٌ طويل وهو في غرفة المعاينة
ليخرج الطبيب
سأله وليد
: خير دكتور ؟
: تفضل معي
اتجها الى عيادة الطبيب , ليقول
: حالته خطره , ونسبة انّه يعيش ضئيلة ! الّا برحمة الله
قال وليد بصدمة
: ما في حل !
: فيه حل , لكنّ نسبة نجاحه 65% , وفي كثير جربناه معهم وما فادهم وفي نفس الوقت في ناس أفادهم وما بقى أثر للمرض
: وش هو ؟
: نسحب عيّنة دم من أخوه , وتُمزج بمواد طبيّة من المعامل , ويُحقن فيها , بكذا بيتجدد دمّه ويروح المرض , لكنّي أقول لك قد لا تنجح
صمتَ وليد لبرهة , ثم قال بجدية
: بقوم أستخير وارجع لك
: خذ راحتك
نهض الى غرفة المصلى في المشفى
استقبل القبلة وكبّر ليصلي
قبل تسليمه من صلاته دعى بدعاءِ الاستخارة , مرّت ثوانٍ ثم سلّم
ظلّ على وضعه لدقائق , حتى عزمَ أمره ونهض الى غرفة الطبيب
: دكتور انا اخوه , ومستعد تسحبون من دمّي وتحقنوه , ان ربي كتب له حياة بيعيش , وان ما انكتب فالله ارحم الرحمين وله في ذلك حكمة
صمتَ الطبيب لثوانٍ , ثم قال
: متأكد ؟
: ايه
: اوكي , تفضل وقع على اوراق الموافقة ثم نروح للمعمل
تقدمه وهو يسأل الله التوفيق , كان خائفًا من قراره
ان علم والده سيقتله !
تصرف دون تفكيرٍ أعمق , ودون مشورةٍ من أحد
ازدرد ريقه وهو يوقع
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
منتصف الليل
شرب من كوب الشاي ثم قال
: يمه
التفتت اليه بصمت
قال بود
: بسولف معك لا تعصبين
اعتدلت في جلستها وهي تقول
: خالد عطني العصا – التفتت اليه – سولف
ضحك الثلاثة ليقول بندر
: والله جد , يعني بس نسولف لا تنفعلين
: سولف اسمعك
: ليش عصبتي وغضبتي علي لأني رحت لسوريا ؟ يعني أظن كل امّ في العالم تتمنى لولدها الشهادة والجنة !
صمتت لثوانٍ طالت , حتى ظنّ أنّه لم يسألها بعد
قالت بهدوء
: ومن قال لك انّي ما أتمنى لكم الخير والجنة والشهادة ! انا اتمنى لكم كل شي زين , وادعي لكم آخر الليل وانتم نايمين , وأسعى للي فيه خير لكم , انا رفضت روحتك لأن الفراق أمرضني , لأن ما لي غير انت واخوانك , انا ما رضيت تروح لأني كذا اسلمك للموت بيدي , عدوكم كل يد فاسقة تشد على يدّه , انتم أضعف منّه , انتم طالعين على البركة , لا جيش ولا سلاح ولا خبرة ! انت رايح وانا ما ادري انت مع المجاهدين ولا مع القاعدة ! صدقني يا بندر لو ينفتح باب الجهاد ويتنظم من جهات مسؤولة , اني انا بيدي بجهز شنطتك وشنط اخوانك وأودعكم , وانتظر رجعتكم , أكون بصدق ادعي لكم بإحدى الحسنيين امّا النصر واما الشهادة , فهمتني ؟
انكب على كفّها يقبّلها , ثم قال
: فاهمك
قال خالد
: تدري انّ لين عرفت ؟
التفت اليه وهو يعض لسانه
: اما ! وش قالت
ضحك خالد
: شكلها حقدت عليك , امي كبت لها العشى كلّه
ضحك ثم قال
: والله مشتاق لها
زفرت امّهم بحنين
: يارب انّك تفرج كربتنا وتردها لنا
أمنوا بصدق ثم خيّم عليهم الصمت
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الواحدة بعد منتصف الليل
أوصلها أخوها وانتظرَ حتى دخلت
رأت زوجةَ عمَّها أمامها
قالت بترقب
: وش صار ؟
قالت بهدوء
: امي وعلي يقولون لحد يتدخل , داليا اللي تصلح غلطها
: شلون تصلحه ؟!
رفعت كتفيها
: بطريقتها
تحولت ملامح زوجة عمها الى الضيق وتركتها لتذهب الى غرفةِ ابنتها
تعرجت شفتي رتيل وكأنّها ستبكي
أحقًا تصرفات زوجةُ عمّها باتت مزعجة أم انها تتحسس فقط !
صعدت الى غرفتها لتغير ثيابها ثم استقبلت القبلة لتتهجد
مرّ الوقت دونَ أن تشعر به
حتى شعرت بأحدهم يدخُلُ الغرفة , سلّمت من صلاتها ثم التفتت
قالت بهدوء
: وأخيرًا طلعتي من غرفتك ؟
قالت داليا ببحة
: وش صار معك ؟
نهضت لتجلس بجانبها
: ما صار شي , حاولت اكلمه ما عطاني وجه
: امي تقول قالوا عمتي وعلي لحد يتدخل !
هزّت رأسها ايجابًا
: ايه , قالوا داليا تصلح غلطها
رفعت كتفيها بقلة حيلة وبكت
: شلون أصلحه يعني !
: كلميه وبيني له انك ما تقصدين واعتذري منّه
: ما اقدر أكلمه , انا ما كلمته ونحنا ما بيننا مشاكل , شلون اكلمه والقيامة قايمة بيننا !
قالت رتيل بهدوء
: داليا محد بيصحح وراك , ومحد بيرمم اللي انتي تهدمينه , ومحد بيرجع مكانتك بقلب علي غيرك , انتي مو صغيرة , انتي بنت ناضجة وعاقلة وتعرفين مصلحة نفسك ومصلحة علاقتك مع زوجك , انتي مو طفلة عبد الله يمشي ويعدل وراك , لازم تعرفين انّ الدنيا مو بس حنان امك ودلع عبد الله ومراعاة عمي , الدنيا كبيرة وفيها ناس كثير , يا عالم كم بتقابلين أجناس , وكم بتواجهين مواقف , لا تبكين وتهولين الأمور من أول عثرة في طريقك , شلون بتربين عيالك بكرة ؟ , انتي غلطتي داليا , حتى لو ما تقصدين , الكلمة كبيييرة , في وحدة تقول عن زوجها ما ابيه ! انا اسألك بالله لو صقر هنا وسمعني اقول ما ابيه , انتي في بالك وش بيسوي فيني صقر ؟ والله لا يقص لساني ويرمي علي يمين الطلاق , احمدي ربك انّ علي حليم وللحين ساكت عنك , ما بتخسرين شي اذا اعتذرتي له , ما بينقص من قدرك ابد , هذا زوجك يا داليا جنتك ونارك , الرسول يقول من باتت وزوجها غضبانٌ عليها , تلعنها الملائكة حتى تصبح , ويقول بعد لو كنتُ آمرًا بشرًا أن يسجد لبشر لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها , يا حبيبتي لا تضيعين الفرصة اللي بين يدينك اليوم , دايمًا لا تضيعين الفرص اللي عندك , لأنّها اذا راحت ما بترجع مرة ثانية , علي ينتظرك تتصرفين , واذا بطل ينتظرك محد بيندم الّا انتي
كانت تشهق بالبكاء من كلمات ابنةِ عمّها
كم كانت كلماتها لطيفةً وقاسيةً في آن
قد تدللت حتى الثمالة
حتى باتت تُخطئ ولا تُبالي
حتى باتت تُذنب ثم تتمتم " استغفر الله " وبعد قليلٍ تُعيد الكرّة
كم أوجعت نفسها دون أن تشعر
عانقت ابنةَ عمّها بقوة وهي تبكي
مسحت رتيل على ظهرها وهي تقول بخفوت
: بس يا عمري , لا تبكين يا قلبي , هدّي داليا
ابتعدت بعد أن سكنت نفسها
قالت بضياع
: طيب وش اسوي الحين ؟
: خذي رقمه وروحي اتصلي عليه , بيّني له انّك ما تقصدين وانّك أخذتي عبرة من المشكلة اللي صارت , واعتذري , وما بيصير شي اذا عرف انّك تحبينه ولا تتمنين غيره في حياتك !
شهقت بخجل
: والله ما اقول
ضحكت رتيل وسحبت هاتفها لتعطيها رقم علي
سجلت الرقم في ورقةٍ صغير ونهضت
انحنت وقبلت وجنة رتيل وقالت بصدق
: الله لايحرمني منك
ابتسمت رتيل وقالت بحنان
: انزلي كلي لك شي يشدّ حيلك , لك كم يوم ما تاكلين وجهك يخوف
ابتسمت وذهبت
ما إن أغلقت الباب حتى بكَت رتيل
: أهوّن عليهم وانا من يهوّن علي يا عذابي ! متى بلقاك يا دنيتي !
نهضت تصلي الشفع والوتر وتدعو بتضرعٍ ورجاء أن يعودَ صقرُها
,
,
استراليا – كانبرا
الثامنة مساءً
خرج من مكتبه وحرّص على موظفه ألّا يسمح لأحدٍ بالدخول , والّا يعطي أيّ أحدٍ موعدًا معه لهذا الاسبوع
سار الى بهو الدور الرابع متوجهًا الى المصعد
كان يقف ذياب بجوار المصعد
رمقه بنظرةٍ حادة وأدار وجهه
حينها خرجا مالك وسلطان من مكتبهما وهما يتحدثان
حينَ رأيا ابو راجح وذياب اقتربا مسرعين
ابتسم ذياب بسخريةٍ وابتعد
في ذات اللحظة خرجت لولوة من مكتبها وحقيبتها على كتفها والهاتف على اذنها
ودّعت من تحادث واقتربت من المصعد بابتسامةٍ بسيطة
قالت بلطف
: شلونك عمي عساك بخير ؟
ابتسم بهدوء
: طيّب الحمد لله
قال ذياب بتوددٍ غريب
: آنسة لولوة كيف حالك
التفتت اليه باستغراب , هل حقًا هذا الكائن المتعجرف يسألها عن حالها !
قالت بتعجب
: الحمد لله !
قال ابو راجح بحدة
: تعالي لولوة من هنا
اقتربت من جهته لتدخل المصعد معه ومن خلفهما مالك وسلطان , تاركين ذياب ليدخل المصعد الآخر
قالت بخفوت
: شصاير ؟
قال ابو راجح بهدوء
: ما في شي , بس انتبهي من ذياب
ابتسمت مستغربة ولم تُعلق
أمَا ذياب
فقد ابتسم ببرودٍ شديد حينَ اختفوا عن ناظره
تمتم
: غبي
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية وخمسٌ وعشرون دقيقة صباحًا
استلقى على سريره ينشدُ بعض الراحة
مرّت دقائق ليسمع صوتَ هاتفه
سحبه وألقى نظرة , كانَ رقمًا دونَ هويّة
ردّ بهدوء
: الو
قابله الصمت
صمتَ لثوانٍ ثم قال
: هلا !
أيضًا لم يردّ عليه أحد
اعتدل في جلسته ليقول
: هلا ابوي آمرني , من معي ؟
قالت بتردد وارتجاف
: علي !
قال مستغربًا
: وصلتي , تفضلي
قالت بتردد
: انا , داليا !
فتح عينيه بصدمة
مرّت ثوانٍ ثقيلة
لم يتوقع أبدًا أن تتصل بهذه السرعة
انغمس في الصمت
وودت هي لو أنّها لم ترفع هاتفها وتتصل
قال بعد برهة , وببرودٍ مستفز
: اييه , خير ؟
همّت بالحديث ليقاطعها بوجوم
: معليش انا مشغول الحين أكلمك وقت ثاني
صمتت بصدمة
ليقول ببرود
: مع السلامة
أغلق الهاتف ووضعه جانبًا وعاد يستلقي
هذه المدللة
ان ظنّت أنّه سيصفح عنها من أول محاولة فهي مُخطئة
أغمض عينيه لكنّه ابتسم رغمًا عنه على نبرتها
زفر ودفن رأسه في وسادته بمحاولةٍ جادة ان ينام وينسى داليا
,
,
المملكة المتحدة – لندن
العاشرة مساءً
مدّ له بكوبِ الشاي وهو يقول
: ورحت استراحة يتجمعون فيها ربع ولد عمي , تعرفت على واحد اسمه تركي شفته مرتين يمكن
هزّ سعود رأسه ليتابع
أغمض عينه اليُسرى ليتذكر
: قلت لك اني اعتمرت , وبس هذا اللي سويته
ضحك سعود
: نفسية انت , انا يوم رحت حللت الرياض من كثر ما طلعت فيها واستانست وقابلت ناس
ابتسم عبد العزيز
: وش اسوي ! امي ما تبيني اطلع ابد , يا دوب للمسجد والمقبرة هذه اللي كل يوم , بيت عمي مرتين واستراحة الشباب مرتين وخلاص
ابتسم سعود دون ان يُعلق
نهض عبد العزيز للمطبخ ليرنّ هاتف سعود
ردّ بخفوت
: هلا
: السلام عليكم , شلونك سعود !
: وعليكم السلام , طيّب يا روح سعود , انتي شلونك ؟
ابتسم وتوردتا وجنتيها
: الحمد لله , آمم معليش اذا اشغلتك او شي , بس اليوم ما شفتك فـ
قاطعها ليقول بدلًا عنها
: اشتقتي لي
ضحكت بخفة , ثم قالت بمرح
: ايه
تنهد سعود وهو ينهض
: البسي جايّك
قالت بسرعة
: لا لا , والله بس كنت بسلم عليك
: ششش , يلا البسي عبايتك انا عند عزوز الحين أجيك , اشتقت لك !
ضحكت من جنونه وقالت
: طيب
أغلق الهاتف مبتسمًا
ليسمع عبد العزيز من خلفه ساخرًا
: اللهم انّا نعوذ بك من الخرفنة
التفت اليه وانفجر ضاحكًا وهو يرميه بوسادةٍ ثقيلة
ضحك عبد العزيز وتفاداها
قال سعود وهو يحك مقدمة أنفه
: معليش يعني بس المدام مقدمة على كل شي
ابتسم عبد العزيز بوِد
: روح , الله يوفقكم
بادله سعود الابتسامة وخرج
سار بسيارته حتى توقف أمام العمارة لتخرج مبتسمة
ركبت ومدّت بيدها لتصافحه
صافحها ورفع يدها الى شفتيه ليضع عليها قبلةً ناعمة
قالت بخجل
: الجو حلو , تجي نتمشى بدال السيارة !
رفع كتفيه مبتسمًا
: ما عندي مشكلة
نزلا ليسيرا جنبًا
وذراعُ سعود تحاوط لين ليغمرها بدفئه
قال بهدوء
: لين ما ودك تروحين للسعودية ؟
التفتت اليه بصدمة
قال بهدوء
: ريلاكس ! احنا نسولف لا تنفعلين كذا
هزّت رأسها نفيًا
: ما ابي اروح
ابتسم بهدوء
فتاتي المتناقضة
تارةً تبكي على الرياض
وتارةً تنفي شوقها لرؤيتها
اما لين
فآلمها قلبها
شوقًا وحنينًا الى أهلها
لكنّها لن تعود
الرياض قد أوصدت أبوابها في وجهها
وهناك وحوشٌ تنتظرها لتفتك بها
لن تعود !
,
,
الى الملتقى



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 19-01-14, 05:24 AM   #37

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الثامن والعشرون

,
,
المملكة العربية السعودية – حائل
الخامسة مساءً
دخلا الى المنزل ليقول يوسف بابتسامة
: الحمد لله على السلامة , نوّرت بيتك
ابتسم وسار بجواره
تأوّه ومال بجسده الى الوراء وهو يمسّد على ظهره
لمحها تختفي بسرعة خلف ستار غرفتها
حينها تحوّلت ملامحه الى الجديّة
قال
: يوسف تعال غرفتي ابي أكلمك بموضوع
دخلا الى الغرفة ليقول يوسف
: آمر
جلس أمامه وقال
: ما يامر عليك ظالم , انا ابي أطلع لشقة بروحي
قال يوسف وقد بدأ يغضب
: وراه ؟ أحدٍ مضايقك ! عيّنت شي ما عجبك هنيا ؟
أمسك بيدِه وهو يقول بهدوء
: اسمعني , انت عندك حريم , وانا رجال عزوبي , في حرج علي أدخل واطلع وهم بتتقيد حريتهم في بيتهم
نهض يوسف وقال بحدة
: لا تفتح لي ذي السالفة مرةٍ ثانية
نهض عمر وقال بجديّة
: انا ما اقدر اجلس في بيتك , انت مو غشيم كم مرة صار تصادم بيني وبين حريمك
التفت اليه يوسف وعينيه تكادان تُحرقان عمر من الغضب
لم ينبس ببنت شفة
خرج مغلقًا الباب بقوةٍ وراءه
زفر عمر وجلس وهو يضع كفّه على رأسه
استغفر الله بهمس ونهض ليستخير في أمرِ خروجه من المنزل
ولو اضطر الى الشجار مع يوسف !
,
,
" الرياض
1431هـ
التفتت الى ابنتها والدمعُ في عينيها
قالت بتأثر
: الف مبروك يا روحي
ابتسمت بخجل وعانقت والدتها
حينها دخل والدها مبتسمًا بكلِّ ما في العالم من حنان
عانقها وقال ببحة
: ايييه , كبرت بنيتي وصارت عروس
ابتسمت وهي تُخبئ وجهها في كتفه
جاء أحد أشقائها وقال بعجلة
: يبه الشيخ بيخطب – نظر اليها مبتسمًا – شوي ونجي نبارك لك بس يروحون
ضحكت وخرج والدها الى ضيوفه
مرّت ساعةٌ ونصف ليذهب الضيوف
ثم دخل أخوتها ووالدها
باركوا لها
وجلسوا جميعًا حتى ساعةٍ مُتأخرةٍ من الليل معها
,
لتمرّ الأيام , على عقدِ قرانها
وتسمو علاقتها بابنِ عمها , خطيبها !
حتى مرت ثلاثةُ أشهر , من أجمل أيامها معه
,
في منزلها , كانت أسرةُ عمّها في ضيافتهم
غمزت لها احدى بناتِ عمّها
: اييه تطورنا وصرنا نجي البيت , ما انتظرتوا لين الزواج !
قالت مستغربة
: ما فهمت !
قالت زوجةُ عمها بضحكة
: الّا فهمتي , عادي لا تستحين انا ام زوجك وهذولا خواته
ابتسمت بذهول
: والله مو فاهمة وش تقولون
ضحكت احدى بناتِ عمّها
: اييه ما عليه , يقولون والعهدة على الراوي انّك قبل يومين كنتي مع جاسم في غرفته
ثم انفجرن ضاحكات
قالت زوجةُ عمّها
: الراوي خواتها , الرائي اللي شافك وانتي داخلة وانتي طالعة انا
فتحت عينيها بصدمة
شعرت بالدماءِ تفور في قلبها
سينفجر الآن لا محالة
شعرت بأنّ عينيها تُحرقانها قهرًا وغبنة
دخلت فتاةٌ الى غرفته !
ثم قال بأنّها هي !
كيف !
أيعقلُ أن تصل بِه الشناعةُ الى هذا الحد !
حينها سمعت صوتَ والدتها قريبًا
استعادت رباطةَ جأشها
ان كان حقيرًا ستكونُ أحقر
ابتسمت متصنعةً الخجل
ثم همست
: لا تقولون لأمي
ابتسمن وغمزن بتفاهة
دخلت والدتها وانضمت اليهن
مرّ الوقت بطيئًا على نفسها
وهي تتآكل حزنًا
ذهبوا أخيرًا عائلةُ عمّها
صعدت الى غرفة والدتها
طرقت الباب ودخلت
رفع والدها النظارةَ عن عينه ومدّ لها بذراعه
: تعالي بابا , اليوم كلمني عمّك في موعد العرس يقول يبونه بعد شهر او شهر وعشر أيام
جلست بجوار والدها ومقلتيها ملتهبتان من حبسها لدمعها
قالت والدتها باستغراب
: وش فيك
التفتت الى والدتها لتقول الأخيرةُ بقلق
: وش فيك ! وش صاير لك ؟
قالت بعبرةٍ مُختنقة
: ابي أخلع جاسم
شهقا والديها بصدمة
اعتدلَ والدها في جلسته وقال بجديّة
: وش صاير ؟
لم تستطع الضغط على نفسها أكثر
شهقت بحدة وهي ترمي بجسدها الصغير في حضنِ والدها
: يباااا يــبــاا , جايب وحدة لبيت عمي ومسوي بلاه معاها وقال لهم انّها انا , يبه خانّي وشوّه سمعتي , كسرنننيييي يبااا كسسسرنييي , قهرننني يباا الله يقهره
شهقت والدتها وتراجعت بغير تصديق
أما والدها , فأغمض عينيه بقوة , وقلبه ينقبض حتى صعُبَ عليه التنفس
قالت والدتها هامسةً بحرقة
: من قال لك !
شهقت بالبكاء وهي تقول
: عمتي وبناتها , آآآه يا يبه أرخص في بنتك , أرخصها يباا
ضمها والدها أكثر ثم قال بتعب وغصة
: والله ما عاش من يرخصك , والله لا أقهره مثل ما قهرك
ظلّت تبكي على صدرِ والدها حتى غفَت عينيها
حملها والدها وأراحها على السرير
نهض بقوة وفتح صندوقًا قد ادخرَ فيه المال منذُ زمن
أخرجه والتفت الى زوجته بجديّة
: كم عندك فلوس ؟
قالت ببحةٍ من بكائها
: يمكن عشرة
: هاتيهم
ضمّ ما مع زوجته الى ما معه وعدّه
أعاد لها سبعةَ آلاف ونهض بتعب
: هذا مهره , الله لا يوفقه ولا يفتحها بوجهه الخسيس
سمعا أنينها
ليقتربا منها
قالت بتعب
: يمه
طبطبت والدتها عليها
: يا عيون أمك
: اخواني لا يدرون , الموضوع بيني وبينكم لاحد يدري , تكفون
قبّل والدها رأسها وهو يقول بحسرة
: لا تخافين بابا
في اليوم التالي تقدمَ والدها بطلب الخلع الى المحكمة
وانتظروا اسبوعان , ليتمَ استدعاء كلا الطرفين
كان جاسم ووالده مستغربيْن
وقفوا بين يدي القاضي
ليقول
: من المتقدمة بالطلب ؟
قالت بثقةٍ كبيرة تستمدها من والدها الذي بجانبها
: انا
قال ابو جاسم مستغربًا
: محمد وش صاير ؟
لم يُجبه أخاه
قال القاضي
: وش السبب يا بنتي ؟
اختنقت ليشدّ والدها على يدها
قالت بقوة
: أكرهه , ما أطيقه بعيشة الله , مقرف كريه ! لمن أشوف أحس اني أشوف شيطان
استعاذ القاضي من الشيطان الرجيم وهو يشعرُ بالذهول
رمَى والدها المال عند رجلِ جاسم
: هذا مهرَه , نخلعه ونفتك
التفت جاسم ووالده بصدمةٍ عنيفة
قال ابو جاسم بعدم تصديق
: محمد وش فيه ! ليش تخلعه ؟؟ صاير شي ! نتفاهم عليه ليش بالمحاكم وخلع وقضية !!!
قال جاسم بجنون
: تخلعيني !
قالت بتقزز
: ايه , الحياة معك ما تنطاق !
صرخ بها
: طيب ليش ما طلبتي الطلاق ! ليش خُلع لــيــش !
قالت بانتقام
: مو انا اللي اطلب الطلاق , انا أكسرك وما أنكسر , انا أخلع ما أتطلق
حكمَ لها القاضي بالخلع
خلعته !
وعلِمَ الجميعُ بالأمر
لتُفاجأ بهجوم بنات عمّها وأعمامها جميعهم على منزلها
كانوا يصرخون ويشتمون
حتى قالت إحدى أخوات جاسم بغضب
: نامت معاه وشكله ما عجبها وتركته
صُدِمُوا من كلماتها ليسألوها عن السبب وتُخبرهم بكلِ بساطة
أغمضت عينيها وجلست أرضًا بتعب
كانوا يقفون في باحةِ المنزل ومعهم والدها وأشقاءها
وهي ووالدتها في المطبخ ويسمعن كلّ ما يحدث
ثاروا عليها
وقذفوها , ودنسوا عرضها بكلماتهم
حتى انهار الأب , وسقط بسكتةٍ قلبية لم يُفق من بعدها !
مرّ عامان من بعدِ وفاته
في كلِّ يومٍ يأتون فقط لضربها وشتمها وكيل اللعنات لها !
حتى جاء يوم تهجموا فيه كعادتهم
قال ابو جاسم وهو أكبرهم
: خلعتي جاسم لكن والله ما نهدّك , جهزي نفسك بكرة بنجيب المملك ويزوجك فارس
وكأنّ صاعقةً حلّت عليها
رفضت بجنون
ورفضَ أخوتها وقالوا بأنهم أولياءُ أمرها ولن يرضوا بذلك
ليأتيَ اليومُ الآخر ويُلقى القبضُ على اخوتها الثلاثة
وجاء عمها بضحكةٍ باردةٍ مستفزة
: اخوانك ودخلتهم السجن بطقة اصبع , لا تحسبين رفضهم بيمنعني
قالت برعبٍ على اخوتها
: خلاص طلعهم وبتزوج فارس
قال ببرود
: بكرة ؟
هزّت رأسها بطاعة
عادَ اخوتها للمنزل ليلًا وهم مكسوروا الخاطر
فارس زير النساء , شارب الخمر , أكثرُ رجلٌ عرفوه يتزوج سرًا ويُطلق , قبيح الخُلق , سليط اللسان , كيف تتزوجه !
بعد منتصف الليل
أوى الجميعُ الى فُرشهم
لتدخل والدتها الى غرفتها وتقول بهمس
: قومي , حجزت لك على الشرقية ومن الشرقية على دبي ومن دبي على المغرب ومن المغرب على باريس ومن باريس على لندن , ما بتقعدين هنا , هذولا ما في قلوبهم رحمة يزوجونك فارس بدم بارد وفارس ذا مو بعقله يمكن يشغلك بالدعارة , مو كافي من سنتين هم ما خلوا فيك عظم سليم , وكم مرة اشتكينا ولا فاد هذولا ما نقدر عليهم , كل اللي معي من ورث ابوك لي وورثه لك وورث ابوي لي بعطيه لك روحي وتصرفي , وطلعت جوال اكلمك فيه , بس لين يطيح اللي في راسهم وترجعين , لا تخافين
قالت برعب
: مستحيل ! ما اقدر اسافر بروحي شلون أدبر عمري
قالت والدتها بغضب
: بتدبرين عمرك , انتي مثل ابوك قوية وتتحملين , مو أحسن من تتزوجين هالوصخ ؟ لا خلقة ولا أخلاق ولا دين , حتى صلاة ما يصلي ! وسمعت والله أعلم فيه مرض من بلاويه السودا , بيصير هربك تهديد لهم , هم من نفسهم بيقولون خلاص ما نزوجها بس ترجع , وبترجعين
قالت بمحاولة
: ما اقدر اسافر بدون محرم
: ابوك كان حاسب حساب انّ بيصير شي , قبل لا يتوفى الله يرحمه وقع على موافقة انك تسافرين بدون محرم
: يمه حرام !
: الضرورات تبيح المحضورات
: واخواني ؟
: اخوانك ما بيدهم شي , ولا بأقول لهم شي , الموضوع بيني وبينك وبسس
نهضت تجر نفسها عنوة
وكأنها تُساق الى الموتِ سوقًا
كيف لمَن شاركوا والدها ذاتَ الحليب أن يكونوا بهذه القسوة !
كيف لأرواحهم أن تجلدَ روحها بسياطٍ من خيبة !
أنتم من أحببتكم دومًا
أنتم من كنتم لي آباءً آخرين , تشاركون أبي ابوّته لي
أعمامي !
هذا حملني وهذا أطعمني وهذا في العيدِ كساني
في حجر هذا غفت عيني وعلى كتفي ذاكَ جلست وتعلقت برقبة الثالث مرارًا
كيف تقتلون زهور المشاعر في قلبي لكم
وتُبدلوها بأشواكَ يابسة , مدببةُ الأطراف !
جهزت حقيبةً صغيرة وارتدت عباءتها
عند باب المنزل عانقتها والدتها بقوة وهي تُجبر نفسها ألّا تبكي
وكأنها تجبر رئتيها على التوقف عن التنفس
وتُجبر قلبها على التوقف عن الضخ
وتُجبرَ جوارحها على التوقف عن الاحساس
كأنها تقتل نفسها ببطئ , وهي تتركها ترحل
كانت قاب قوسين او أدنى لتتراجع عن قرارها
لكنّها مصرةٌ ألّا تتزوج ابنتها الطاهرة ذاكَ الفاسق
قالت باختناق
: استودعك الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك , الله يحفظك وييسر لك سُبل الخير ويعمي بصيرة كل ذي شر عنك , الله يكفيك شر من أراد بك شر , الله يحفظك , يارب اني استودعك بنتي فاحفظها بعينك التي لا تنام
بكت بضعف وهي تقول
: يمه ما ابي , ما اقدر
قالت والدتها بقوة
: والله ما تاخذين فارس , حتى لحم خنزير ماكل , يمكن لو تتزوجين كافر أهون منّه
خرجت لتجدَ سائق الأجرة ينتظرها
توجهت الى المطار وسافرت الى الشرقية
ومن الشرقية جالت برحلةٍ استمرت ثلاثة أيام عبر الطائرات لتصلَ الى لندن
حيثُ الغربة
حيثُ الوجع
حيثُ شعرت بأنها مشردة !
جابت طرقها الباردة
وفي عرائها المتجمدِ جلست
كم أوجعتها لندن وقسَت عليها , قبلَ أن تفتح لها أبوابها وتضمّها اليها !
,
زمجر بجنون
: وين راحت !
قال شقيقها الأكبر وهو يكاد يموت خوفًا على شقيقته الصغرى
: مــــا أدري والله ما أدري
سألوا والدتها لترد عليهم بصدمةٍ وجنون بأنها لا تعلم
هربت !
اذًا هربت بمفردها ولا يعلمون الى أين !
قال عمها بصوتٍ هادر
: أقسم بعزة جلال الله بس ألقاها انّي أسفك دمها , والله لا أغسل شرفنا اللي ضيعته
حينها أدركت والدتها أنّها قد فقدت ابنتها الى الأبد !
أرسلت لها أنّ عودتها مستحيلة
فهذا المجنون قد قتلَ ابنةَ عمٍ له سلفًا
قبلَ أعوامٍ طويلةٍ مضت
لأنها حسبَ قوله أضاعت شرفهم
فلن يتوانى أبدًا عن قتلِ ابنةِ أخيه بدمٍ بارد ! "
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
صرخ به بجنون
: وانت وش دخلك ؟ من سمح لك تتصرف من راسك !
ظلّ صامتًا ينظرُ اليه دون تعبير
صرخ به مجددًا
: وينه بأي مستشفى ؟
: ماني قايل لك , بعد اسبوع بيحقنونه , انا مؤمن بالقضاء والقدر , لو ربي أراد يقبض روحه قبضها وهو بحضن أمه , وان ما اراد ما بيقبضها لو انّه في غرفة العمليات ونسبة النجاح صفر , بيدنا دواء ليش ما نجربه , الطبيب يقول حالته حرجة وهذا الحل الوحيد
قال بغضبٍ وحرقة
: الله ياخذك يا وليد كان بيصير لفهد شي , والله ماني مسامحك لا دنيا ولا آخرة ان صار له شي
انفبض قلبه من الحزن
يدعو عليه وكأنه قطعة أثاثٍ لا قيمةَ لها !
وكأنه خردةٌ لا يُنظرُ اليها !
وكأنه ليسَ ابنه كفهد !
أولاه ظهره وصعد الى غرفته وهو يشعر بالحرقة والألم
قالت ام فهد وهي تبكي
: حرام عليك , انت ما عندك قلب ؟
قال بغضب
: بيموّت فهد !
قالت بحدة
: شلون يموته يعني ؟ ماهو أخوه مثلاً ! ثلاثة من صديقاتي سووا لعيالهم نفس العملية وتشافوا , وبعدين فهد ولدك ووليد ماهو ولدك ؟! انا اللي ماني أمّه ولا اصير له , ماهو الّا ولد زوجي اللي من صغره ما يحبني ولا يحتك فيني رحمته وأشيل له امتنان لأنّه حاول محاولة على الأقل ينقذ فهد
تركته صاعدةً خلف وليد
طرقت الباب ليفتحه بهدوء وكان قد انتهى من ارتداء ملابسه
قالت بتردد
: عادي اتكلم معاك ؟
ترك الباب مفتوحًا واتجه الى سريره ليجلس عليه
جلست على الكرسي بقرب الباب
قالت بحنان
: وليد لا تزعل من ابوك , هو يحبكم كلكم ولا يفرق بينكم , بس ضايق خلقه عشان فهد
لم يُجبها
اختنقت بدموعها لتقول
: ادري انك تكرهني بس والله انا ما اكرهك وابي لك الخير وممتنة لك لأنّك تبي تساعد فهد , والله يحز بخاطري انّك تنام مقهور
قال بهدوء
: ماني مقهور , قهرني قبل سنين وحرق قلبي حرقة ما تجي نقطة من كلامه اللي قاله توّ
قالت بتعب
: وليد متى تنسى وتسامح ؟ حنّا أهلك !
: حاولت وما قدرت , انا ما لي اهل , اهلي ماتت , ظلّت ريحتها , اختها وبنتها , مالي غيرهم , وانتي يشهد الله ما اكرهك , ولا لك ذنب في حالتي ولا لك ذنب باللي صار لأمي , لكن خليك في حياتك وخليني في حياتي ولا تحاولين ترحميني وتعطفين علي
: اعتبرني اختك ! من سنين حاولت أكون ام لك , لكنّي ما قدرت وانت ما قدرت , انت مو ولدي انت ولد ضرتي , وانا زوجة ابوك , ما تقبلنا بعض , مرّت سنين يا وليد حاول تتقبلني !
هزّ رأسه ايجابًا دون أن يُجيبها
قالت برجاء
: وجهك أصفر , خلني أطلع لك عشى !
: مو مشتهي شي
: سحبوا منك دم كثير ؟
: يعني
قالت بصدق
: الله يرضى عليك ويوفقك ويجزاك خير
نهضت وأغلقت الباب خلفها
استلقى وليد وحاول النوم
لكنّ قلبه يؤلمه
دعاءُ والده يرهق جوارحه
اتصل على ملاك
: تعالي غرفتي بسرعة
جاءته ملاك مسرعة وجلست بقربه
: وش فيك ؟
قال بإرهاق
: اقري علي , تعبان
قالت بقلق
: وش صاير لك
أغمض عينيه دون أن يجيبها
ظلّت ملاك بجواره تتلو وترتل ما تحفظ من آيات الله
حتى سكن ونام
مسحت على شعره ومسحت دمعتيها
يؤلمها حالُ شقيقها
دومًا قلبه متألم
دومًا جروحه متفتحة لتُجرثمها الكلمات الغير مقصودة , او النظرات
قبّلت جبينه وهي تمسح على صدره وتقول بخفوت
: أعيذك بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر , بسم الله الشافي المعافي , اللهم اشرح صدره وأرِح قلبه واجلو همّه وحُزنه
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الحاديةَ عشرةَ مساءً
مرّت أيام منذ اتصلت به وقال أنّه سيتحدث اليها في وقتٍ لاحق ولم يُعد الاتصال
ها قد دخلوا في العشرِ الأواخر
وهذه ليلة الثالث والعشرين
هذا يعني أنّه مرّ اسبوعٌ على اتصالها
أخبرت رتيل عن الأمر , لتحثّها الأخيرة على معاودةِ الكرّة
دخلت غرفتها واتصلت
مرت الثواني طويلة
ردّ عند آخر رنّة
: الو
قالت بخفوت
: السلام عليكم
ردّ
: وعليكم السلام
صمتت لثوانٍ طويلة , ليسأل
: مين ؟
فتحت عينيها بصدمة
أيعقلُ أن يكون لم يعرف صوتها ! أم أنّه لم يُسجل رقمها !
قالت بحذر
: داليا !
: اييه , نعم ؟
تلعثمت حروفها
وتكوّنت كغصةٍ في حنجرتها
قالت بصعوبة
: كلمتك قبل اسبوع وقلت انّك مشغول وبتكلمني وقت ثاني !
قال ببرودٍ يستفز أعصابها المشدودة
: ما عندي شي أقوله عشان أكلمك
صُدمت من كلماته
كانت قاسية
قالت بارتجاف وهو تُحاول إظهارَ قوتها
: انا عندي اللي أقوله !
: معناها انتي اللي تتصلين وتطلبين حاجتك ماهو انا اللي أجيك واسألك عنها
صمتت لثوانٍ
أبدًا لا يُسهل عليها الاعتذار
كلماته تستفزها وتثيرُ جنونها
لم تعتد أن تُعامل هكذا
ملأت رئتيها هواءً وزفرته بهدوء ثم قالت
: علي انا اعتذر على اللي سمعته , انا ما اقصد
: اها !
: وشو اللي اها ؟!
: تبين شي ثاني !
قالت وهي تضغط على اسنانها
: لو سمحت لا تكلمني كذا
قال باستفزاز
: شلون تبيني اكلمك ؟
: ما اطلب منك الّا انك تحترمني !
: امم زي ما احترمتيني وانتي تقولين ما ابيه ؟!
: قلت لك انا اعتـ...
قاطعها بنبرةٍ ميتة
: اعتذارك مرفوض , مع السلامة
أغلق الهاتف لتنظر اليه بصمت
مرّت ثوانٍ لتنفجرَ باكية
ليسَ عدلًا ما يفعله علي بها !
لمَ يُعاملها بهذه القسوة
أخبرته أنها لا تقصد !
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
مرّت ثلاثةُ أيام مذ سُحبت عينةٌ من دمِ وليد
ذهب وليد في يوم العملية الى المشفى وظلّ أمام الباب ينتظر حتى خرج الطبيب
قال وليد بتوتر
: بشّر دكتور !
ابتسم وقال
: نحتاج اربعة وعشرين ساعة اضافية بعدين بنحلل دمّه ونشوف تأثير اللي حقنّاه فيه
ازدرد ريقه وهزّ رأسه ايجابًا
ظلّ جالسًا في المشفى حتى مرّت اربعٌ وعشرون ساعة
ليتقدم منه الطبيب وعينيه تلمعان بالدمع
كان متأثرًا
وقد أحبّ فهد وطالما تمنى شفاءه
هو طبيبه الذي اكتشف مرضه , وهو الذي أشرف على علاجه حتى اللحظة
قال بصوتٍ متهدج
: وليد
نهض وليد وهو يرتجف
: بشّر !
ابتسم وعانقه
: الف الحمد لله على سلامته , فهد طيّب الحين !
ظلّ متجمدًا غيرَ مصدق
كلُّ ظنونه كانت منصبةً الى أنّه لن يتعافى أبدًا !
مهلًا , ربما تأثير النعاس والتعب جعله يتخيل أنّ الطبيب أخبره بأنّ أخيه تعافى !
ابتعد وقال ليتأكد
: دكتور وش النتيجة !
ضحك الطبيب
: قايل لك روح نام وارتاح , ما قمت تجمع , اقول لك فهد طيّب الحين !
صمت لثوانٍ حتى استوعب
قال بلا تصديق
: الحمد لله رب العالمين
خرّ ساجدًا وأطال السجود
كاد يبكي في سجوده
كان يحمَد الله بلا تصديق
مرّت دقائق حتى نهض
وكفّه يرتجف وصدره يعلو ويهبط باضطراب
قال بارتباك
: عادي اشوفه
ابتسم وأومأ ايجابًا
توجه الى غرفة أخيه
دخل ليجده مستيقظًا وينظرُ في الفراغ
حينَ رأى وليد اعتدل في جلسته وقال بتعب
: وليد !
اقترب وليد دون أن يتكلم
ظلّ ينظر اليه ليقول فهد مستغربًا
: وش فيك ؟
انحنى وقبّل جبينه بعمق ثم قال بخفوت
: الحمد لله على سلامتك , انت طيّب الحين
عقد حاجبيه بصمت
قال وليد مبتسمًا
: خلاص راح المرض !
هزّ رأسه ضاحكًا
: لاقيني انت !
: والله راح
صمتَ لثوانٍ طويلة قبل أن يقول
: صادق وليد !
: والله العظيم صادق
حاول النهوض وهو يقول بلا تصديق
: بسأل الطبيب
حينها دخل الطبيب
ليسأله فهد ويؤكد له بأنه سليمٌ الآن
قال لأخيه بنبرةٍ متهدجة
: وليد بقوم للحمام ساعدني
ساعده على النهوض ليدخل ويتوضأ
ثم خرج ليصلي ركعتين شكرًا وحمدًا لله
انتظره وليد ريثما ينتهي
ثم قال بإرهاق
: فهد انا لي أكثر من 24 ساعة مواصل , بقوم للبيت أرتاح
اقترب فهد منه وقبّل رأسه بامتنان
: الله لا يحرمني منك , روح ارتاح ابوي
: انا طلبت لك من الكافتيريا أكل خفيف , بعد شوي بتجيك امك تجيب لك اغراض واكل
هزّ رأسه ايجابًا لينهض وليد ويعود الى المنزل
دخل ليجد والده وزوجة ابيه واختيه
قال ببرود ودون أن ينظر الى والده
: ولدك اللي كنت بأذبحه الحين طيّب وما عليه شر وينتظركم تروحون له , ام فهد خذي له ملابس واكل
تركهم في انفعالاتهم وصعد الى غرفته
بعد دقائق دخلت ملاك الى غرفته وهي تبكي
عانقته وهي تقول
: لو تعرف قد ايش انا فخورة فيك , انت احسن انسان في العالم كلّه
ابتسم بهدوء وقال
: لا تروحين معاهم انا لا قمت من النوم بوديك , تعبان حدي
قبّلت كتفه وتراجعت
: نوم العافية
خرجت لتتركه ينام
,
,
المملكة المتحدة – لندن
العاشرة والنصف مساءً
ليلة العيد
: يعني شلون ؟
ضحكت وهي تقول
: بيتي مو مرتب وبكرة عيد !
قال بغيض
: لأنّك رفلا , المفروض مرتبته من زمان
قالت مغتاضةً أكثر منه
: لا والله ! مين اللي كان يشغلني وما يخليني في بيتي ؟!
قال بتبرير
: فطرت مرتين عند عزوز ومرة عند أهلي
: المرة اللي عند اهلك انا كنت عند صاحباتي , والمرتين اللي عند صاحبك وحدة منهم كنت في بيت خالتي سارة والثانية بعد الفطور على طول جيت أخذتني !
: الاسبوع الأخير يومين منّه آخذك ساعة وحدة بس نفطر وأرجعك وش سويتي في بقية الوقت ؟
: رحت رتبت شقة خالتي سارة ! حرام كبيرة ومحد ينظف لها
: يا شيخة
: سعود خلينا حلوين ما ابي اتهاوش معاك ليلة العيد !
قال بعنادٍ يُشبِه عنادَ الأطفال
: مالي دخل , ابي اصير رومانسي اقضي ليلة العيد مع زوجتي !
ضحكت بعمقٍ ثم قالت
: وانا مالي دخل ما ابي أعيّد وشقتي مو مرتبة ومنظفة
صمتَ وصمتت
مرّت ثوانٍ حتى قال
: أجل بجي أرتب معك
قالت بصدمة
: لا
: الّا , نخلص بعدين ننزل نتمشى
: لا سعود ماله داعي , بكرة نتقابل !
أصرّ على رأيه حتى وافقت , ترجلَ من سيارته وأغلق الهاتف وصعد الى شقتها , فتحت له الباب وهي ترتدي بجامةً بيتية
ضحكَ حين رآها
خبئت وجهها وراء كفّيها بخجل
: لا تطالع
أغمض عينيه بسخرية
: ايه زين بجلس كذا طول الوقت
ضحكت وهي تتوجه الى المطبخ
ترك معطفه في غرفة الجلوس وتبعها
رأى الفوضى تعمّ المطبخ
حكّ رأسه وأدار ظهره
: خلاص لين انا من رأيي نتقابل بكرة
انفجرت ضاحكة ليعود اليها بضحكة
: طيب وش اسوي ؟
مدّت له بقطعةِ قِماش وأشارت الى أحد الرفوف
: طلع العلب كلها ومسحها من فوق وتحت وحطها في ذا الكرتون لين أنظف الدولاب وأرجعهم فيه
ابتسم وراح يعمل وهو يتحدث اليها
انتهيا من المطبخ وراحا يرتبان غرفة الجلوس
ينفضان المقاعد وما تحتها
اقتربت لين من طاولة التلفاز لتمسح الغبار العالق فيها
وتحسس أنفها لتبتعد وتعطس
التفت اليها وضحك من شكلها
كان قد أصبح فوضويًا للغاية
وشعرها قد تمرد على جانبي وجهها
بدَت لهُ لذيذة !
نبهته من سكرته آهتها
عقد حاجبيه
: وش فيك ؟
نهضت وهي تضغط بسبابتها وابهامها اليمنيين على مقدمة سبابتها اليسرى
: جرحت نفسي !
اقترب لينظر الى اصبعها
رفع حاجبه
: هذا جرح الحين ! خدش صغير
رفعت عينيها اليه وهي تقول
: يعورني
ضحك ورفعه الى شفتيه
قبّله وقال
: راح ؟
ابتسمت ولم تُجبه
ظلّ ينظر اليها حتى اقترب أكثر
أمال رأسه الى مستوى رأسها
قبّلها لثوانٍ ثم ابتعد بذاتِ الهدوء الذي اقترب فيه
أبقت عينيها مُغمضتين , غير مصدقة !
كانت تريد اعطاء نفسها الوقتَ الكافي لاستيعاب القبلةِ الأولى !
أنزلت رأسها قليلًا وهي تمسح على جبينها
كانت تحترق خجلًا
ابتعد عنها مبتسمًا وخرج من الغرفة ليخفف من احراجها
حينها وضعت كفّها على قلبها الذي تسارعت نبضاته بجنون
تنفست الصعداء
ياله من جنون !
مالذي سببته قُبلتك هذه , ماذا فعَلت !
خلقت في قلبي عُرسًا من النبضات المتسارعة
وفي أنفاسي اضطرابًا لم أعهده من قبل
مالذي حدثتني عنه شفتيك !
ومالذي زرعته فيّ أنفاسك التي أصبحت أنفاسي !
سمعت صوته عائدًا لتولي الباب ظهرها بسرعة وتعود الى
عملها
دخل وانتبه لرجفة جسدها وهي تعمل
ضحك بخفوت وتابع عمله مبتسمًا !
,
,




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 19-01-14, 05:26 AM   #38

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة والنصف مساءً
كانت تعمل على حلوى العيد
دخلت داليا وهي غاضبة
جلست وسحبت صحنَ المعجنات وراحت تأكل بنهم
التفتت اليها رتيل وقالت
: لا تختنقين
صرخت بها
: اسكتي
ضحكت رتيل ولم تُجبها
قالت بغيض
: الكلب الحاقد
نهرتها رتيل بحدة
: داليا
تأففت وصمتت
لتمرّ ثوانٍ وتبكي
تأففت رتيل وهي تقول
: استغفر الله لا تصيرين بزرة , خلاص طنشيه انتي سويتي اللي عليك
قالت بغيض وهي تملأ فمها بالطعام
: يققهههرررر
ضحكت رتيل وهي تسحب الصحنَ من أمامها
نهضت لتشرب الماء بعد أن غصّت
قالت رتيل بتعب
: داليا ساعديني ! ظهري صار يعورني من الشغل
جلست داليا وهي تقول بحنانٍ وتأنيب ضمير
: يا عمري انتي , ذي السنة انا رامية كل شي عليك
لم تُجبها رتيل وتابعت عملها وداليا تساعدها
قالت داليا بملل
: باقي مجلس الضيوف والدور اللي فوق يبيلهم تنظيف
قالت رتيل ساخرة
: نظفتهم وخلصت يا روح امك
قالت داليا غير مصدقة
: احلفي !
: والله , اول امس سويت المجلس وامس بديت في الدور اللي فوق واليوم كملته
غضبت داليا
: ليش تسوين بروحك ؟ ليش ما تنتظريني اقوم معاك ؟!
رفعت كتفيها
: ما في وقت وانتي نومك كثير وش اسوي لك
شعرت داليا بضيقٍ حقيقي
نهضت وقالت
: الحين اجيك
خرجت من المطبخ الى غرفة والدتها فورًا
طرقت الباب ودخلت
قالت بخفوت
: يمه ليش تاركين الشغل كلّه على رتيل ومحد مصحيني اشتغل معاها ؟
قالت والدتها
: والله قلت لها تتركه ما رضت قالت ما في وقت
قالت داليا بجدية
: يمه تراك متغيرة على رتيل
قالت والدتها
: انا !! لا أبدًا بالعكس
جلست داليا
: والله انّك متغيرة عليها
صمتت ام صقر قليلًا قبل أن تقول
: ما اتحمل الحزن اللي فيها , كافيني وجعي وشوقي لولدي وتزيده رتيل علي
قال ابو صقر بغضب
: تقومين تقلبين على هاليتيمة اللي شايلة بيتك كلّه وتاركة اهلها وجالسة عندك لأنّها تزيد عليك حزنك ؟ وش القلب اللي عندك
بكت وهي تقول
: ما اقدر والله , انا ابي ولدي وبالموت أصبر نفسي وأمنيها برجعته , رتيل تبكيه وتنهار عليه ! انا قلبي ما يتحمّل
قال ابو صقر باستياء
: خسارة والله البنت اللي عادتك مكان أمها وانتي تقسين عليها
نهضت داليا وهي ترمق والدتها بنظرةٍ متألمة وخيبةٍ كبيرة
: ما توقعت انّك تعاقبين رتيل بذنب ما سوّته , ما يكفي امها ميتة وابوها ميّت وزوجها اللي مربيها مختفي !
تركتها ونزلت الى رتيل
اقتربت وجلست بجانبها وأخذت ما بيدها
: قومي رتيل تروشي وسوّي حمام مغربي استرخي فيه بعدين نامي , انا اكمل عنك
قالت رتيل بارهاق
: ما تقدرين تكملين كل شي !
: قومي يا روحي اقدر , نامي طيب
نهضت رتيل دون اعتراض وصعدت الى غرفتها
مسحت داليا دمعتين وحيدتين
لم أعتقد أن أنشغلَ بنفسي الى حدٍّ أنسى فيه رتيل
التي لم تنسني يومًا !
رغم عظَمِ همّها
زفرت وتابعت العمل حتى ساعة متأخرةٍ من الليل
,
أطالت المكوث في دورة المياه
استرخت تمامًا تحت الماء الحار
حين خرجت كانت تشعر بالدوار
استلقت على سريرها وأغمضت عينيها
عادت بها الذكرى الى قبل اثنتي عشرةَ عام
حينَ كانت ابنةَ ثمانيةَ أعوام
*في ليلةِ العيد
اتصل صقر على علي ليخبره أنّه قادمٌ لأخذ رتيل
وصلَ الى منزل عمّه لتخرج اليه مسرعة وهي مبتسمة بسعادة
ركبت بجانبه وقبّلت وجنته وهي تهتف
: بكرة عييد
ابتسم وقبّلها أيضًا
: كل عام وانتي قلبي
ضحكت بسعادة
قادَ سيارته الى محلات الحلويات , ونزلت برفقته لتختار على ذائقتها ما يُضيّف به ضيوفهم في الغد
ثم أخذها الى محل لُعب الأطفال لتقتني لٌعبتها لهذا العام
قالت برجاء
: بشتري لهديل وداليا
ابتسم
: اشتري
أسرعت لتحضر لهنّ مثل ما أخذته لنفسها مع اختلاف اللون
عاد الى منزله وهي معه
قالت
: صقر خبي الألعاب بالسيارة بكرة بعد العيد أعطيهم
هزّ رأسه بطاعة
: تامريني يالشيخة
نزلت معه الى منزل عمّها ومكثت لبعض الوقت ليأتي علي ويعيدها الى المنزل
وصباح العيد توجهوا الى المسجد الذي يصلون في كلّ عام
عقِب الصلاة خرجن النساء ليتوجهن الى السيارات ويذهبوا الى منزلِ ابو صقر
كان صقر يقف بجوار سيارته
خرجت رتيل بثوبها الزهري , يتوسطه حزامٌ أبيض
حينَ رأته قفزت بمرح وأسرعت ناحيته
انحنى بطوله وحملها عاليًا ثم ضمّها اليه بقوة
قالت بسعادة
: كل عام وانت بخير
ابتسم وهو يقبّل رأسها
: وانتي بخير يا روح صقر وابوه وامّه وهله كلّ ابوهم
قال عبد الله مبتسمًا
: رتول ما عايدتي عليّ
التفتت اليه وكادت تذهب لكنّ صقر منعها
: مو لازم تحضنينه قولي كل عام وانت بخير
قالت بغيض
: شمعنى انت
حملق فيها وقال
: بنت ! لا تخليني أعصب عليك في العيد !
قالت بضجر
: انت بس تعصب وتهاوش ! العيد يزعل منك بعدين
ضرب رأس بخفة
قال عبد الله بمحبة
: كل عام وانتي بخير يارب
أخرج ورقةً نقدية من فئةِ خمسين ريال ومدّها اليها
أخذتها بسعادة
: شكرًا
قال صقر ساخرًا
: خمسين ! هذا اللي قدرك عليه ربي
ضحك وهو يحك رأسه محرجًا
: والله ما عندي , وباقي النتفتين هديل وداليا بعد
ركبوا السيارات ورتيل خلف صقر
قالت
: صقر ما أعطيتني عيدية !
غمز لها بمرح
: بعدين
ابتسمت وصمتت
في منزلِ العم
جلس في صالة الاستقبال الكبيرة
قال لصقر
: رتيل ما عايدت علي !
: جد ! – نهض واقترب من الباب ليناديها , وجاءت اليه مسرعة – ما عايدتي على ابوي !
شهقت بخفة وهي تضعُ يدها على فمها
دخلت واسرعت اليه لترمي بجدسها الصغير في حضنه بمرح
: عمممي كل عام وانت بخيير
ضحك وهو يضمها بحنان
: وانتي بخير حبيبتي , من العايدين
التفتت الى صقر , لا تعلم بمَ تُجيب
ضحك صقر وقال وهو يغطي فمه من الجانبين
: قولي من الفايزين
التفتت الى عمها الذي كان يضحك
: من الفايزين عمو
قبّل رأسها وأعطاها " العيدية "
اقتربت من صقر وهي تمسك بيده وتسحبه
: قووم طلع الألعاب من السيارة
نهض معها وفي الخارج أخرج ورقةً نقدية من فئة خمسمئة ريال
قال بتحذير
: والله يا رتيل اذا عرفوا داليا وهديل يا ويلك
عانقته بقوة ورفعته سبابتها وهي تقول
: والله والله والله ما أعلم
: ايه شاطرة
أعطاها الألعاب لتدخل
وعاد هو الى المجلس..*
شهقت بالبكاء وهي تُخبئ وجهها في وسادتها
ها قد انقضت أعيادُ العمر ولم أعانقك لأهتف لك بالمعايدة
ها قد كبرتُ يا أعيادي العشرون كلّها
لم أعد طفلتك التي تحملها وتضمّها الى صدركَ صباحَ كلّ عيد
ولا الصغيرةَ التي تصطحبها معك ليلة العيد الى السوق لتشتري لها هديتها
ها قد كبرت وأصبح مطلبي عودتك وكفى بهِ مطلبًا
انقضى العمرُ يا عمري ولم نلتقي !
كم انتظرُك في كل عيدٍ منذُ سبعةِ أعوام
لأكويَ ثوبَ العيد خاصَتِكَ ليلًا
لأرتب شماغك وأتأكد أنّ عقالك وطاقية رأسك جاهزان
لأرتب هندامك صباح العيد
لأحّرق قطع العود تحت ثوبك
لأعطر أماكن النبض في جسدك
لأقبّل جبينك الندّي
لأهمس لك كما تهمس كل الإناث لأزواجهن
" كل عام وانت بخير يا عيدي "
لأنتظر عودتك من الصلاةِ وأعانقك
لأمدّ لك حلوى العيد وتمدّ لي بمثلها
لأريح رأسي على صدرك
كما هنّ جميع النساء مع أزواجهن !
حقٌ من حقوقي يا صقر لا أطالبك بأكثر من ذلك !
أطالبك أن تعود
ان تكون صقري
أن تريح قلبي
ان تجلو حزني الذي شاب في قلبي منذي رحيلك
لم يعُد العيد يستهويني
ولم أعُد أنتظر اطلالة صباحه المميز
لأنك انتَ العيد في ناظري
فإذا غبتَ لم يُعد هناك عيد !
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
الخامسة والنصف صباحًا
كان المنزل كعادة أغلب المنازل صباح العيد
في فوضى واضطراب
دخل وليد الى غرفة شقيقته التي كانت تُجمل نفسها
قال بضحكة
: والله مدري على ايش كاشخين انا وانتي !
رفعت كتفيها بضحكة
: ما عليه نورّي ابوي كشختنا قبل نمشي
اقترب منها
: ركبي لي الكبكات
التفتت اليه وابتسمت وهي تركب الكبكات
مرّ الوقت ليذهبوا الى صلاة العيد
انتهت الصلاة وخرجن النساء
ركبت ملاك مع شقيقها
وابو وليد معه زوجته وابنه وابنته
عادوا الى المنزل
حين نزل وليد من السيارة ونزلت ملاك
اقتربت منه
قبّلت كتفه وهي تقول
: كل عام وانت بخير وصحة وسلامة , الله يعيده عليك بالرضا والرضوان حبيبي
ابتسم وقبّل رأسها وعانقها بحنان
: وانتي بخير يا عمري
وصلت سيارة والدهم ونزلوا جميعًا
ذهبت ملاك الى والدها لتقبّل يده
: كل عام وانت بخير يبه
قبّل رأسها
: الله يرضى عليك , وانتي بخير يا يبه
التفتت الى زوجه ابيها وقبّلت وجنتها
: كل عام وانتي بخير خالتي
ابتسمت لها
: وانتي بخير حبيبتي
رفع ابو وليد رأسه لينظر الى وليد الذي لم يكن ينظر اليه
اقتربا روان وفهد من أخيهما ليباركا له بالعيد
ثم دخلوا الى المنزل جميعًا
قالت ام فهد
: وليد كل عام وانت بخير
ابتسم بهدوء
: وانتي بخير وصحة وسعادة
جلسوا الى الفطور
صباحات العيدِ مُختلفةٌ عن كلّ الصباحات
حتى وان خلت من الأحاديث , تبدو لطيفةً ومشرقة !
قال فهد
: وليد متى بتطلعون الرياض ؟
نظر الى ساعته
: نص ساعة بالكثير , الطيارة بعد الظهر لازم نبكر بالروحة
قالت ام فهد
: والله لو تعيدون معنا احسن !
قال بهدوء
: لنا فترة طويلة ما سافرنا , مو مطولين خمس ايام ونرجع !
قالت روان بضيق
: ودي أروح معاكم
قالت والدتها بسخرية
: لا والله !
ضحك وليد وقال
: بس تكبرين شوي عادي آخذك معي , شوفي ملاك لو انها صغيرة ما آخذها
ضحكت ملاك على كذبته
ورفع فهد حاجبه الأيمن
لتقول روان بسخرية
: وش شايفني انت ؟! مرة بزر ما افهم !
ضحك وقال
: وش اسوي لك انتي امك ما تخليك
تأففت لتقول والدتها
: روان لا أهفك بالكاس الحين , لا تنكدين علينا
قال ابو وليد بهدوء
: ما تبي تعايد على عمامك قبل تمشي ؟
هزّ رأسه نفيًا وهو ينهض
: مالي حاجة فيهم أعايد عليهم
ترك مجلسهم لتتبعه ملاك بعد دقائق
ارتدوا ملابس مريحة للسفر ونزلوا
ودّعوا عائلتهم وانطلقوا الى الرياض برًّا
ليعايدا على خالتهما , ثم يسافران من مطار الملك خالد الدولي الى لندن
,
,
استراليا – كانبرا
السابعة صباحًا
بعد ان باركت لزوجها بالعيد وتناولت افطارها معه
: عيل آنا بروح لبيت يدّي الحين , كل شي مزهب حق ضيوفك
هزّ رأسه مبتسمًا
: يعطيك العافية
قالت برجاء
: لو هالعيد اتيي معاي تعايد على هلي
قال بلطف
: معليش ما اقدر والله , الشباب متعودين كل صباح عيد يجوني
زفرت ونهضت
: انزين تبي شي ثاني ؟
هزّ رأسه نفيًا بصمت
ارتدت معطفها الطويل وحجابها ثم خرجت مع خادمتها وسائقها الخاص الى منزل جدّها
وجلس هو في صالة الاستقبال الكبيرة
دخل سعد واقترب منه ليقبّل كتفه
: كل عام وانت بخير طال عمرك
زفر ثم قال
: وانت بخير يا سعد
انتظرا لبعض الوقت حتى قدِم مالك وسلطان ومعها مجموعةٌ من الشباب من معارف ابو راجح ومعارفهما
جميعهم مغتربون , يقضون صباح العيد مجتمعين
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السابعة والنصف صباحًا
ذهب علي مع شقيقه وشقيقته ووالدته الى منزل عمّه
كما جرت العادة في كلِّ عيد
جاءت رتيل بالقهوة ووضعتها على الطاولة
وعايدت على أخويها ثم قالت
: تقهووا , ربع ساعة ونحط لكم الفطور
قبل أن تخرج التفتت الى علي لترمقه بنظرةٍ حادة
انفجر ضاحكًا وقد علِم سبب نظرتها
مرّت بجواره وهي تدهس قدمه بغيض
دفعها عنه ولا زالت ابتسامةٌ عالقة على محيّاه
عادت الى المطبخ لتسأل هديل بهمس
: اخوك وبعدين معاه ؟
همست هديل
: يقول سوّت اللي عليها ثلاث مرّات اتصلت عليه , وهو يعرف وش اللي المفروض يسويه
رفعت رتيل كتفيها
: ما ينعرف له والله
بعد أن تناولوا افطارهم
قال علي موجهًا حديثه الى عبد الله
: عبد الله لا هنت ابي اشوف داليا
قال عبد الله مستغربًا
: داليا !
هزّ رأسه ايجابًا
: خلّها تجي ولا تعلمها اني بشوفها
نهض عبد الله مبتسمًا وأدخل علي الى المجلس الآخر
نادى داليا
: ادخلي شوفي المجلس نظيف او لا بعد شوي بيجون اخوياي
قالت مستغربة
: نظيف رتيل منظفته
: ادخلي تأكدي بس
تأففت وتوجهت اليه
دخلت لتلقي نظرة
سمعت صوتَ إغلاق الباب
التفتت بسرعة وشهقت وهي تراه أمامها
ابتسم وحكّ مقدمةَ أنفه
تراجعت وهي تقول
: نعم ؟
ضحك وقال
: الله ينعم عليك
كانت جدُ حاقدةً عليه , وتتمنى تحطيم جمجمته !
اقترب منها , حاولت التراجع لكنه أحكم على خاصرتها وقرّبها منه
حبست أنفاسها وهي في وضعها هذا
أمال رأسه حتى الصق جبينه بجبينها وأنفه على أنفها
قال بهمس
: كل عام وانتي حقتي
أغمضت عينيها بخجلٍ واضطراب
قالت بارتجاف
: مو حضرتك زعلان ؟! وش تبي الحين !
ضحك بعمق
: ما تتوبين انتي ! خلاص رضيت , الدنيا عيد والناس فرحانة والقلوب صافية , ما يصير ما نتراضى
صمتَ لثوانٍ ثم قال بجدية
: بس والله يا داليا لو عدتيها
قاطعته برجفة وهي توشكُ على البكاء , ولا زالت عينيها مغمضتين
: والله ما أعيدها
ابتسم
: طيب افتحي عيونك
: لا
خطف قبلةً جعلتها تفتح عينيها وتشهق
ضحك بشدة وتخلصت هي من ذراعه التي تشدُّ عليها
قالت باضطراب
: ابعد ابي اطلع
ابتسم واقترب ليقبّل رأسها
: بتصل عليك يا ويلك ما تردين
خرجت بسرعة ودخلت الى المطبخ وهي ترتجف
رأت رتيل وعانقتها بقوة
لاحظت رتيل رجفتها
: وش صاير لك !
همست لها
: عبد الله دخلني عند علي
ضحكت رتيل وقالت
: السالفة يبيلها مخمخة , خليها بعدين
,
,
المملكة المتحدة – لندن
الرابعة مساءً
ثاني أيام عيد الفطر المبارك
: اجلسي هنا انا بروح أشوف التذاكر وأرجع
هزّت رأسها ايجابًا وجلست
,
: طيب خالتي انتي خلّك هنا , انا بروح اشوف التذاكر وأرجع لك عشان نروح لسعود وأهله
جلست ليذهب هو
التفتت الى الفتاة التي بجانبها لتبتسم
: سعودية ؟
ابتسمت الفتاة
: ايه
: مشالله السعوديين كثر بالعيد يجون يعيدون هنا , وين امك واهلك ؟
ابتسمت بهدوء
: امي متوفية الله يرحمها , جاية مع اخوي
قالت بتعاطف
: الله يخليه لك ويرحم اميمتك , انا عايشة بروحي هنا
قالت باستغراب
: ماهو ولدك اللي كان معك ؟
ابتسمت بحنان
: لا , جاري سعودي , أعدّه ولدي
ابتسمت ولم تعلق
عاد ليقول
: لقيت تذاكر وكلمت سعود , الحين بيجي مع زوجته واهله تعالي نجلس من هناك عند الظل
نهضت والتفتت الى الفتاة
: مع السلامة يا بنتي
ابتسمت الفتاة
: الله معاك
ذهبت المرأة المُسنة مع الشاب الذي معها
وانتظرت الفتاة لثوانٍ ليأتي أخوها الذي رأى المرأة وهي تذهب
قال ضاحكًا
: مداك تعرفتي على الناس ؟
ضحكت ونهضت
: لا , جلست جنبي تنتظر , سعودية
ابتسم ولم يُعر الأمر اهتمامًا
: طيب انا قلت لو نجي في الليل أحلى !
قالت معترضة
: ما بنشوف شي !
ضحك وقال
: يا بيبي لندن في الليل كلّها منورة بتشوفين كل شي , احلى من النهار
عقدت حجبيها بغيض
: لا تقول بيبي , اوكي زي ما تبي
,
,
الى الملتقى



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 19-01-14, 08:16 PM   #39

امال س

فراشة الروايات المنقولة

alkap ~
? العضوٌ??? » 276954
?  التسِجيلٌ » Dec 2012
? مشَارَ?اتْي » 666
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » امال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يالله انا قلبى بكى على رتيل لانى جربت هذا الاحساس كان زوجى مسافر وانا واولادى في بلدى ويأتى رمضان والعيد وأنا أبكى لأن زوجى مش قادر ينزل عشان مش وقت اجازته بصراحه شعور قاسى لابعد حد مهما يكونوا اهل حوالينا لكن الزوج حاجه تانيه فما بالك وهى متعرفشى عنه اى شىء من 7 سنوات كتير حرام رجعيه ليها بقى هى وامه وبعدين ليه ملك ووليد يقابلوا امهم ساره وميعرفهاش انا متأكده ان ساره هى امهم وابوا وليد كذاب امهم لم تمت شكرا على النقل يافيفى تسلم الايادى ياجميل منتظرين الباقى شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

امال س غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-14, 07:58 PM   #40

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


,
بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الثامن والعشرون
,

,
المملكة المتحدة – لندن
الثامنة والنصف مساءً
قال ابو سعود
: انا تعبت , بأرجع للبيت
قال عبد العزيز
: وانا برجع خالتي سارة للبيت وبحط راسي وانام , تعبنا اليوم
قال سعود
: روحوا طيب , انا بجلس مع لين شوي وارجع للبيت
نهض ابو سعود ونادى على زوجته ووالدتها ليعودوا الى المنزل
واصطحب عبد العزيز الخالة سارة الى المنزل بالحافلة
اقترب سعود من لين
كانت تجلس على المقعد ووجهها للجهة الأخرى
قبّل رأسها وجلس بجانبها
ابتسمت وهي تنظرُ اليه
سألها
: عجبك عيدنا ؟
هزّت رأسها ايجابًا لتقول بخفوت
: يكفي وجودك فيه ! صحيح افتقد اخواني وامي , بس
صمتت ورفعت كتفيها لأنها لم تعرف بمَ تُعبّر
ابتسم ولم يُعلق
مرّت نسمةٌ عليلة , باردة
ضمت لين جسدها بذراعيها
: برد الجو
اقترب منها وأحاط كتفيها بذراعه
بعد قليلٍ نهضا
كانا يسيران ببطئ
لفت شخصٌ انتباه لين
التفتت بسرعة لكنّه اختفى
قال سعود مستغربًا
: وش تدورين ؟
: شفت صاحب اخوي !
تلفت معها ليقول
: لين الله يصلحك مليان خليجيين وين بنعرفه
هزّت رأسها
: والله شفته !
: طيب وش بنسوي له ! بتروحين تسلمين عليه مثلًا ؟!
: لا شفت أخته معاه , اخته صديقتي
تلفت يبحث ثم قال
: امشي يا قلبي شكلك توهمتي , او شفتي شبيه له
صمتت وسارت معه غير مقتنعة
هي موقنةٌ بأنّها رأت وليد وملاك !
,
,
المملكة العربية السعودية – حائل
العاشرة مساءً
وضع الشاي وجلسَ أرضًا
ويوسف يتلفت حوله بعدم رضى
: وش الله حادك تجي تسكن بروحك ! شوف الشقة ماهي مأثثة ولا مرتبة , ومحدن يطبخ لك ولا احدن يخدمك
ابتسم بهدوء
: ما عليه , الواحد يشتري راحة باله , والله ما قصرتوا لكن يظل بالي مشغول في دخلتي وطلعتي لا أصادف حريمك
زفر يوسف ولم يُعلق
قال عمر بعد برهة
: انت وراك تارك هلك في العيد ومقابلني
قال يوسف ساخرًا وهو يعدل " نسفة " شماغه
: ابد راحم حالك , لا ولد ولا تلد كاسر خاطري
ضحك عمر وهو يرميه بالوسادة
هكذا انا مرتاحُ الضمير يا يوسف
ليسَ سهلًا أن أعيش هذه الحياة
في منزلٍ بمفردي
أخدمُ نفسي بنفسي دون أي مساعدة
لم اعتد ذلك !
دومًا المرأة تهتم في شؤون الرجلِ كلّها
وان خدم نفسه فيكونُ شيئًا يسيرًا
لكنّ شقيقتك قد ارهقتني
وذنبك اثقل كاهلي
لم يعُد لي قدرة على البقاء قريبًا منها
وقد شعرتُ بنبضات القلب الأولى تجاهها !
قال بعد صمت , وبلحظةِ تهور
: ودي في نسبك يا يوسف
رفع يوسف عينه اليه بصدمة
ليضحك ويقول
: اقصد لا منّي لقيت هلي واستقرت اموري
اعتدل يوسف في جلسته ليقول
: لا تربط نفسك في شي يمكنك ما تقدر تسويه
ابتسم
: انا جاد
ضحك يوسف وقال
: وش عرفك وش عندي من خوات
قال عمر بمحبةٍ صادقة
: يكفيني نسبك يا يوسف , وأثق في يدّ من ربّاك انّه أحسن تربية خواتك
ابتسم يوسف
: الله يسلمك , لكن الكلام ذا خلّه الين ربي يفرجها عليك , ما ابيك تربط نفسك
ابتسم ولم يُعلق
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية بعد منتصف الليل
ضحكت بخفوت ولم تُعلق
ابتسم لضحكتها وقال
: الله فوقك يا ظالمة , فوق سنة من ملكت عليك ولا عمري سمعت ضحكتك !
عادت تضحك دون ان تتكلم
قال بملل
: داليا , اكلم نفسي انا !
قالت بهمس
: لا
قال بغيض
: لا والله ؟! وانا احسب اني اكلم نفسي مشكورة على المعلومة
ضحكت ليقول بتنهيدة
: يا لبيه , خلاص لا تتكلمين بس اضحكي
صمتت بخجل
قال بضحكة
: قلت اضحكي
عادت لتضحك وحينها فُتح بابُ غرفتها
عقدت رتيل حاجبيها وهي تنظر الى الساعة
: من تكلمين الساعة اثنين !
اعتدلت في جلستها وهي محرجة , لتقول
: صديقتي !
انفجر علي ضاحكًا
رفعت رتيل حاجبها الأيمن
: والله ! لاقيتني انتي
ابتسمت وحركت شفتيها دون صوت لتقول بأنه علي
ضحكت رتيل وقالت
: طيب , خليت لك عشا في المايكرويف , مو حضرتك نمتي من العصر ومن نص ساعة صحيتي
ابتسمت وهي تحك رأسها باحراج
ارسلت لها رتيل قبلةً في الهواء
: تصبحين على خير
خرجت وأغلقت الباب لتعود داليا الى الاستلقاء , والحديث الى علي !
,
,
استراليا – كانبرا
العاشرة صباحًا
ابتسمت وجلست أمامه
: سوري تأخرت ؟
هزّ رأسه نفيّا بابتسامة
وضع النادل أمامها كوب قهوة وانصرف
ارتشفت منها لتسأله
: عندك بريك الحين ؟
رفع كتفيه بلا مبالاة
: لا , بس ما عندي شي , قلت اجلس معك شوي
توردت وجنتيها وابتسمت
قالت بعد صمت
: عادي أسألك سؤال
: اسألي
: آمم , انت ليش يعني اول مرة شفتك كنت وايد معصب , يعني ما ادري بس احسّك كنت شخص غير عن الحين
رفع حاجبه الأيمن لتقول بتبرير
: ما اقصد شي , بس ابي اوصل لك انّه شخصيتك كانت شي وصارت شي ثاني !
هزّ رأسه نفيًا
: ما تغير شي , بس انا شخص مزاجي
قالت بهدوء
: انزين ليش عمي ابو راجح ما يبيني احتك فيك !
ابتسم ببرودٍ تام
وارتشف من قهوته
ثم قال باستفزاز
: ابو راجح ذا انسان فيه عقد , يبي يمارسها على الناس , بالمناسبة ليش تقولين عنه عمّك وهو زوج بنت عمك !
قالت بجدية
: لا تقول عنّه فيه عقد , عمي ابو ارجح شخص وايد زين وقلبه وايد طيب , واناديه عمي لأنّي وايد احترمه واقدره , يعني اوكي الفرق اللي بيننا ما يستدعي اناديه عمي , بس تقدير له
هزّ رأسه بلا مبالاة وقال بوضوح
: انا ما اطيقه ولا هو يطيقني
تحوّلت ملامحها الى ضيقٍ حقيقي
ابتسم وقال
: خلاص لا تزعلين , معليه احاول ابلعه عشانك
ابتسمت بمجاملةٍ وصمتت
,
دخل الى الشركة وتوجّه الى الكافتيريا ليُحضر كوبَ قهوة
رفع حاجبه حين رآهما معًا
رفع هاتفه واتصل
: طال عمرك ذياب جالس مع لولوة !
زفر ابو راجح بغضب
: خلاص انا اتصرف اطلع لي انت بسرعة
أغلق الهاتف وخرج من الكافتيريا دون القهوة
قال ذياب وهو يشير اليه برأسه
: من هذا ؟ دايم اشوفه مع ابو راجح
التفتت لتنظر اليه ثم التفتت الى ذياب
: هذا سعد , يشتغل عند عمي ابو راجح من ست سنوات ونص او سبع سنوات , مرافق شخصي او حارس , شي جذي يعني
قال بسخرية
: من كثر أعداءه يعني عشان يحط حارس ؟
رفعت كتفيها
: مادري والله
حينها دخل سلطان الى الكافتيريا وهو عاقدٌ حاجبيه
اقترب من ذياب وهو يقول بجدية
: ابو راجح يبيك
: وش يبي ؟
: قوم له بنفسك وشوف وش يبي
قال بسخرية
: شكله البزر اللي كان هنا فتّن له
نهض وهو يضع معطفه على كتفه
اعتذر من لولوة وخرج
التفتت سلطان الى لولوة وهو يقول بنبرةٍ لا حياةَ فيها
: ابو راجح يقول للمرة الأخيرة ينبهك , ويبري ذمّته من أي شي يصير لك من ذياب
: هذا حجي فارغ , شبيسوي لي ذياب ! ما بيني وبينه شي عشان اخاف واحذر
: جاك العلم
أولاها ظهره عائدًا الى مكتب ابو راجح
,
قال بحدة وهو يقف أمامه
: ابعد عن لولوة
ضحك ببرود والتفت جانبًا ليرى مالك وسعد جالسين
قال ابو راجح
: انا ما امزح , انت هنا مجرد موظف , لا تحتك بلولوة , عندك اوراق شغل عندك أي شي تروح لرئيس قسمك او لراشد او لي او لأبو عقاب , لكن اللقاءات الجانبية هذه غير مسموح لك فيها , انا احذرك
هزّ رأسه بلا مبالاة
وخرج من المكتب متصادمًا مع سلطان
جلس سلطان وهو يقول بحنق
: ما ينبلع اعوذ بالله
زفر ابو راجح وجلس على مقعده
,
في مبنى القناة
كانت تجلس أمام الكاميرة وتناقش السياسي الذي أمامها بجديةٍ ليست أبدًا من طبعها
لفت انتباهها شيئٌ خلفَ المصور
كانت وردةٌ حمراء ممدودة من الباب
ثم يدٌ تُحييها
ثم ظهر وجهه مبتسمًا لها
تشتت تركيزها وارتبكت
انتبهت منال الى اضطرابها
تحدثت عبر السماعةِ اليها
: عواش شفيج , ركزي
حمحمت وهي تحاول التركيز
كان يضحك وهو يعبث بملامحه بطريقةٍ كوميدية
قالت منال حينَ رأت أنّ الوضع لا يُسَيّطَرُ عليه هكذا
: اطلعي فاصل
: اذًا فاصلٌ ونعود
ظلّت مبتسمةً للكاميرا حتى أشار لها المصور أنّهم أوقفوا التصوير
نهضت وأسرعت لتخرج
انفجر ضاحكًا وهرب من امامها الى غرفةِ التحكم
دخلت بغضب
: وينه هذا
قالت منال
: شفيج ؟
قالت بانفعال
: طارق ! ماد لي راسه من ورا المصور ويسوي حركات ! ششتني قمت ما اجمع
رغمًا عنها ضحكت منال ونظرت اسفل الطاولة وقالت بعتاب
: وقت الشغل ما فيه غشمرة !
خرج وهو يضحك
: مُش هي ضحكتني في المشهد بتاع الفيلم !
: أي انت تسجيل اهي بث مباشر
ضربت عائشة كتفه وضحكت رغمًا عنها
: صج كريه
مدّ لها بالوردة وهو مبتسمٌ ابتاسمةً واسعة
: خلاص انا آسف , اتفضلي
اخذتها وهي تهز رأسها بيأسٍ منه
قالت منال
: ردّي للاستوديو , الحين الريّال بيقول شفيها هذه ينّت
عادت الى الاستوديو وتابعت البث
بين الفينةِ والأخرى كانت تتذكر تصرفه وتحبس ابتسامتها
,
,
,
,
مرّ عام !
المملكة العربية السعودية
الرياض
كانا داليا وعلي كَطيرين يُحلقان مع سربِ السعادة
ورتيل تنتظر صقر , بِوحدة وحُزن
,
الشرقية
ابو وليد في محاولاتٍ بائسة ليستميل قلبَ وليد
ووليد رغمًا عنه يصدّ
,
حائل
أثث عمر شُقته أثاثًا بسيطًا
ويتردد على الدوائر الحكومية المتخصصة
,
استراليا
يزداد أذى ذياب وازعاجه لأبو راجح
وهو أمرٌ لَحظَهُ الجميع
تتوطد العلاقة بينه وبين راشد
ويتودد الى لولوة أكثر , حتى أحبّته !
,
ابو راجح لا يزال منغمسًا في صمته
وقد قارب على الانتهاء من علاجه !
,
نبيل وطارق قريبين بشدة من منال وعائشة
,
,
المملكة المتحدة
لندن
عبد العزيز في طورِ الجدّ في دراسته , لم يتبقَ سوى أسابيع ليتخرج ويعودَ الى عائلته
كذلك حالُ لمار ولمى
سعود ولين
في أجملِ علاقة ود
كانا جميلين ومُكملين لبعضهما كثيرًا
,
,
المملكة المتحدة – لندن
الرابعة مساءً
كان يقف مستندًا الى العامود
ذراعيه ملتفين حولها
وتقف هي متكئتةً بِكتفها الأيسر الى صدره
أنزل رأسه واتكئ بذقنه الى كتفها
قال بهمس
: مرّت سنة , وأحلى سنة
ابتسمت والتفتت اليه بوجهها
أسندت جبينها الى جبينه وأنفها على أنفه
قالت ببحة وخفوت
: وأربع ساعات
ضحكا بخفوت
والتفتت هي بكامل جسدها اليه
لفّت ذراعيها حولَ رقبته ولف ذراعيه حول خاصرتها ورفعها عن الأرض قليلًا
قلتُ يومًا أنني سأحبكِ
وسأجود بمشاعر قلبي لكِ
لكنّ الحب أبى , وحلّ العشق محلّه
معشوقتي
يا لون القمر
وسكون وجه النهر
يا لحن انهمار المطر
يا سكينة السحر
ولذّة السهر
كانت لين مغمضةً عينيها وهي تعانقه
قد رفضت أن أحبك
لأجدني تعثرت وسقطت في حبِّك
-
انّك كَشتاءٍ خالطه ربيع
أزهارٌ , غطّاها الصقيع
ضحكٌ , بين الفرش يضيع
شمسٌ , تحت رُكام سحبٌ فضيع
انّك لهالةُ سعادة
وضحكاتٌ ما لها إبادة
أنصت يا جنّة قلبي
ليس بعدك في الغرام مدد
وليس قبلك من وجد
اني أشهدكَ الفرد الصمد
أني أحبك حبًا لم يعرفه أحد
ولكَ في روحي صدد
أميرٌ , في الوجودِ أميري
أعشقه , ولم يرضَ بعدُ ضميري
اذا رأيته , فكأنه مسّني صيبُ جنون
يقفز قلبي , وأصاب بالضحكِ المجنون
ابتسم لابتسامته , واقطب جبيني اذا ما قطب
اذا مشى , كأنّ الأرض لقدميه تميل
واذا ضحك , جادت السحب بسيل
من ذا من حواء
معشوقها , كَحبيبي الوضاء
اذا رأينه العذراوات , تراجعنَ بحياء
في حضوره , استسقى الرجال بوجلٍ الماء
وارفع رأسي للسماء
مبتسمة , أدافع عبراتي من فرط سعادتي به , باستجداء
أحببتك حتى أوجعني حُبك
فرفقًا بي , لا تقتل قلبي من فرط الهوى
فلم أكتفِي بعدُ من حبِّك .

*بِ قلمي .
-
أبعدها وابتسم لتبادله ابتسامته
أوصلها الى منزلها في السادسة مساءً , ووعدته بلقاءٍ في الغد بعد عودتها من الجامعة
,
,
المملكة العربية السعودية – حائل
الواحدة بعد منتصف الليل
نهض من سريره ليتوضأ
توضأ وعاد الى غرفته
اختل توازنه بفعل البلل الذي في رجله
ليسقط ارضًا ويرتطم رأسه بقوةٍ بطرف الطاولة
تأوّه وغاب عن وعيّه
كان يوسف يتصل به مرارًا ولا يجد ردًا
نهض واتجه الى شقته بقلق
فتح الباب بنسخة المفتاح التي معه
دخل وهو ينادي
: عمر , عمر وينك !
انتبه اليه واقترب ليشهق بفزع
اقترب أكثر ووجد جانب وجهه الأيمن ملطخًا بالدماء
فتح الباب ونادى على حارس العمارة ليساعده على حمله
فورًا نقله الى المشفى
لتمرّ ساعات الليل حتى اقتراب الفجر
استيقظ وتلفت حوله بريبة
اقترب يوسف وهو يقول بخوف
: وش صار لك !
نظرَ اليه طويلًا
اعتدل في جلسته وهو يشهق
: يوسف , يوسف يوسف
قال يوسف بجنون
: وش نووحك خلعت قلبي تكلم
قال بجنونٍ هو الآخر
: انا اتذكر
قاطع الطبيب كلماته حين دخل
: عمر !
التفت اليه وهو يشهق
: انا مو عمر , تذكرت والله تذكرت
,
,
استراليا – كانبرا
الحاديةَ عشرةَ صباحًا
اقتحم ذياب المكتب لينهض راشد ويقول بحدة
: ذياب ! شنو الدخلة هذه ! المفروض تطق الباب
أغلق الباب واقترب منه وهو يقولُ بهدوء
: بدون ولا كلمة امش معاي
عقد حاجبيه
: وش فيك انت !
أعاد كلماته بذاتِ الهدوء
: قلت لك امش معاي
قال ذياب بحدة
: ينّيت انت !
ابتسم وهزّ رأسه ايجابًا
: ايه جنيت , تعال بس بوريك شي
زفر وسار معه وهو مستنكرٌ لتصرفاته
,
تأفف وهو يركب السيارة
قال مالك بهدوء
: وبعدين معاك ؟ فترة ونرجع ! هو قال عشان الشغل
أسند رأسه الى النافذة وأغمض عينيه وهو يتذكر ما حدث قبل أيام
*قال ابو راجح
: انا نازل السعودية , ومطوّل عشان الشغل وكذا , انتوا الاثنين بتجون معاي
قال سلطان باعتذار
: اسمح لي الله يطول عمرك , انا ما اقدر
قال بهدوء
: بتردني يا سلطان ؟
قال محرجًا
: والله ماهو القصد أردّك , بس ما اقدر اروح للسعودية
: بتقدر ان شالله , عشان خاطري بتروح معاي
أُحرج ووافق مرغمًا..*
وصلا الى المطار ليجدا ابو راجح وزوجته وسعد بانتظارهما
توجهوا الى مقاعد الدرجة الأولى
سعد ومالك وسلطان معًا
وعلى مقربة ابو راجح وزوجته
,
أوقف السيارة أمام المطار والتفت الى راشد
: انزل
قال راشد باستغراب
: شنسوي هني !
: انزل وتعرف
نزل ودخلا الى المطار
قال ذياب بهدوء
: يلا يا شطور , بهدوء بتركب معاي بالطيارة ونسافر للسعودية بيننا شغل
التفت اليه بغضب
: انت شفيك اليوم
أخرج ذياب المسدس من جيبه وغرزه في خاصرة راشد وهو يقول
: راشد امش معي بسكات أحسن لك
صمتَ راشد وفكّر بصورةٍ سريعة
هم الآن في المطار ويستطيع الافلات بسهولة
قال ذياب بسخرية وهو يفتح هاتفه
: انا عارف رشودي حبيبي شيطون وما يمشي بهدوء – مدّ الهاتف أمام وجهه – شايف الحلوة ذي ؟ في شقتي الحين وخمسة شباب واقفين عند الشقة , وهنا في المطار عشرين واحد يراقبون الوضع , لو ما مشيت بهدوء وحاولت تسوي بلبلة , لك حرية الفهم !
ازدرد ريقه وقال
: خلاص بمشي معاك بس لولوة تكون بخير
: اوعدك تكون بخير بس نوصل بالسلامة
سار معه وركبا في ذات الطائرة في الدرجة السياحية
ولم يكن أبو راجح ومن معه يعلمون بوجودهم , ولم يكن ذياب ومن معه يعلمون بوجود ابو راجح !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة مساءً
نقلَ خالد والدته التي سقطت مغشيًا عليها الى المشفى
ليخبروه أنّها كانت ستتعرض لجلطة لولا لُطف الله
دخلت ممرضةٌ الى غرفة ام خالد
قالت ام خالد برجاءٍ وتعب
: يا بنتي , انا بنتي الوحيدة في بريطانيا , اخاف اموت وانا ما شفتها تكفين اتصلي عليها قولي لها امك في المستشفى تعالي لها
قالت الممرضة بتعاطف
: عمرك طويل يا خالة , ابشري بس أعطيني رقمها
أملت عليها الرقم الذي تحفظه عن ظهر قلب
وخرجت الممرضة لتتصل خارجًا لأنّ الهواتف ممنوعة بقربِ المريض
,
,
المملكة المتحدة – لندن
السادسة وخمسِ دقائق مساءً
خلعت معطفها ولا تزال الابتسامةُ تُزيّنُ محيّاها
همّت بالدخول الى غرفتها واستوقفها صوتُ هاتفها
ردّت بهدوء
وتلقت الخَبرَ كالصاعقة
انهارت لتجلس أرضًا بغيرِ تصديق
بكت بجنون ثم اتصلت على شقيقها الذي ردّ بسرعة
: خالد , تكفى يا اخوي تعال خذذنيييي
فزع خالد من صوتها
: لين ! ليين وش صاير لك تكلمي
: تعال يا خالد تعااال ردّني لأمميييي
نهض من مكانه وهو يقول بخوفٍ وفزع
: خلاص هدّي , هدّي والله بجيك على أول طيارة
أغلق الهاتف ليتصل بعدَ خمسةَ عشر دقيقة
: لين لقيت طيارة بعد ساعة بتطلع , اهدي يا روح اخوك تكفين هدّي
أغلقت الهاتف وفورًا فتحت الموقع الخاص بالمطار وحجز التذاكر
رأت موعدَ وصول الطائرة التي ستحضر شقيقها
وبعدها بنصف ساعةٍ فقط طائرة تتوجه الى المملكة العربية السعودية
حجزت تذكرتان لها ولشقيقها
نهضت وجهزت حقيبةً صغيرة بأهمِ حاجياتها
كتبت رسالةً بيدٍ ترتجف ووضعتها جانبًا لِتُعطيها الى الحارس غدًا
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
الثامنة صباحًا
كان يسترجع كلام والدِه في الأمس
*: وليد انقل لي وصاية ملاك
هزّ رأسه برفضٍ قاطع
: مستحيل !
: بس هي بنتي !
: بنتك يا يبه على عيني وراسي , وتامرها وتنهاها , لكنّي ما اقدر انقل لك وصايتها !..*
ليخرج والده مكسورُ الخاطر
طوال الليل كان يفكر
والده لم يقصر معهم وان كان أخطأ خطًأ فادحًا فيما مضى
يحبهم ويعطف عليهم !
لن يكون هناك مشكلة لو نقل الوصاية اليه
وستبقى ملاك لا تلجأ الّا له
ولن يضرها والدها مهما حصل !
عزم أمره ونهض ليذهب الى شركةِ والده
وصل الى الشركة وصعد الى الدورِ الثالث
اقترب من موظف الاستقبال
: الوالد موجود ؟
نهض باحترام
: ايه معاه عمّك فلاح , في غرفة الاجتماعات الكبيرة
عقد حاجبيه استغرابًا
عمّه فلاح قد كان خارج المملكة عامين وعاد الاسبوع الماضي
اقترب من الغرفة ليسمع صوتهما خافتًا , لكنّه واضح !
شدّه حديثهما وظلّ على وضعه يسمع
قال العم فلاح
: وش سويت معاه ؟ شلون صار كذا !
قال بتنهيدة
: قلت له امك ماتت , في واحد فقير وحالته على قدّه ابوه متوفّي دفعت له كم الف وأخذت القبر حطيت عليه اسمها وسنة للوفاة
اختل توازنه
جحظت عينيه
عمّن يتكلم !
هل يقصد بحديثه....!
لم يستطع إسناد طوله واتكئ على الباب
سمع والده الصوت ونهض ليجده أمامه
شهق بصدمة
قال وليد بتعبٍ ولا تصديق
: عن مين كنت تتكلم !
لم يستطع والده إجابته
قال وليد بنبرة باكية
: عني ! انا سويت فيني كذا !
صمت وهو يتنفس بقوة ليستعيد رباطة جأشه
قال بقوةٍ وغضبٍ هادر
: انا تسوي فيني كذا ؟ انا توديني قبر دافع فيه كم الف وتقول لي هذا قبر أمك ؟! انا تلعب علي وتموت امي وهي عايشة !
صمت لثوانٍ ثم قال
: ماني مصدق ! انت ابوي ولا عدوّي ! وش القلب اللي عندك ! وش المشاعر اللي تحملها لي ؟
ضرب فخذه بحسرة
: منك لله يا شيخ , منك لله ! والله ماني مسامحك ولا محللك , حسبيّ الله ونعم الوكيل
صمت لثوانٍ
ثم صرخ ببحة
: والله وعزة الله يحرم عليك شوفة وجهي وشوفة ملاك , والله لا القى امي وارجعها , الله لا يسامحك , منك لله يا ظالم
أولاه ظهره خارجًا من الشركة وهو يرتجف
قد قتله بفعلته هذه حقًا
لم يتوقع ولا في أسوأ أحلامه أن يكذب عليه في شأنِ الموت !
كيف استطعت يا ابي !
آهٍ على وجعٍ أسكنته قلبي
آهٍ على مرارةٍ رميتها في جوفي
ابي ! ابي من يفعل هذا بي !
نحر أيَّ شعورٍ بالودِّ تجاهه
أغرق الأحلام الجميلة
رمى بي على قارعة المآسي
شهق بقوة ولا يزالُ غيرَ مصدقٍ لما حدث !
وصل الى المنزل ونزل بعنفوان
صرخ بحدة
: مـــلــــاك
جاءته بفزع
وخلفها ام فهد
: وش صاير !
هاجم ام فهد بكلماته القاسية
: كنتِ تدرين انّه يكذب ؟ كنتِ تدرين انّه لعب علي ! استغفلني !
شهقت بصدمة وقد فهمت كلامه
قالت برجاء
: وليد والله...
صرخ بجنون
: لا تحلفين الله , لا تحلفيييين , الله لا يوفقكم , الله ما يرضى بأفعالكم لا تحلفون باسمه
نظر الى شقيقته
: اطلعي بسرعة لمي كل أغراضك , كلّـــها , الّا الأشياء اللي معطيها لك زوجها
وأشار باصبعه ناحية ام فهد
قالت بخوف
: لـ..
قاطعها بحدة
: قلت اطلعي بسـرعة
هزّت رأسها بطاعة وخوف وصعدت الى غرفتها تجري
وصعد هو يلمُّ أشياءه
كان جسده يرتجف
كان يشعر بالخيبة !
خيبةٍ كبيرة !
زفر بارتجاف وهو يضع كلّ ما تقع يدُه عليه في الحقيبة بفوضوية
,
,
المملكة المتحدة – لندن
التاسعة مساءً
ترجلَ من سيارته وهو يحاول الاتصال بها مجددًا
وذات النتيجة !
اقترب من الباب ليناديه الحارس
: من فضلك
التفت اليه ليمدّ له الحارس بالورقة ويبتعد
فتحها باستغراب
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا آسفة سعود
احنا من البداية كان غلط نكون مع بعض
انا حياتي عبارة عن فوضى
وما يناسبني الفرح أبد
انا رجعت لأهلي
لا تدور علي , لأنّك ما بتلقاني
اعذرني الله يخليك
يمكن يجي يوم وتعرف ليش ابتعدت
رجاءً لا تطلقني
تحياتي , لين
-
جحظت عينيه بصدمة
هربت !
تركته ورحلت
كيف تذهب !
اتصل بهاتفها مجددًا ونفس النتيجة
عاد الى سيارته وجلس نصف ساعة ليستوعب الأمر
هزّ رأسه بغيرِ تصديق
ثم انفجر بغضب
تتركني وترحل
تستخفُ بي
تعبث بمشاعري !
في الأمس كانت على صدري , واليوم تهرب مني !
الويلُ لكِ يا لين !
الويلُ لكِ من قلبي الذي تعبثين معه
ضغط على محرك السيارة وسارَ بأقصى سرعة خارجًا من لندن
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
نزل من السيارة وهو يسير بتعبٍ ولا تصديق
يكاد يسقط مغشيًا عليه
قبل سويعاتٍ فقط خاطوا له أربعةَ غرز بسبب الجرح العميق على جانب جبينه
واستعاد ذاكرته فور افاقته
ثم الى الرياضِ فورًا !
والآن سيقابل عائلته !
يشعر بالدوار والضياع التفت الى يوسف بتردد
قال يوسف مشجعًا
: يلا !
طرق الباب وهو يكاد يهرب من أمامه !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
دخل به الى مكانٍ أشبَه بالقبو !
قيّده ووقف أمامه وهو ينظرُ اليه بخبث
: وأخيرًا ! كم لي أنتظر أختلي فيك , ولسّا باقي الكلاب الباقين بأسحبهم واحد واحد
: بتشوف يا ذياب , عبالك بسكت لك ؟
ضربه بفوهة المسدس على رأسه بقوة
سقط أرضًا من قوةِ الضربة
تأوّه بوجع
قال بلا تصديق
: انت من مسلطك علي !
جلس أمامه وهو يمسك بناصيته ويقولُ بحقد
: من مسلطني عليك ؟! اللي سلطك على....
,
,
سمع طرقات الباب وهو مستلقٍ على الأريكة
والدته في المطبخ ورتيل في الأعلى , وداليا خارج المنزل مع والدها
نهض بتكاسلٌ وفتح الباب
ظلّ ينظرُ بلا استيعاب
قبلَ أن يشهق بلا تصديق وهو يهتف
: صـــــقــــر !!!
,
,
الى الملتقى




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة/, أحلامي, مقلتيك, jooda_

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:14 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.