479 -مرايا الزمن العائد - بيني جوردان - احلام (كتابة /كاملة )

[Just Faith]

.
فيما كان لورنزو يتكلم كان يواكبها نحو غرفة .انيقة كبيرة علق على جدرانها قماش حريري اخضر.
_انتاب الدوق شعور بالخوف من ان رجال .موسوليني سوف يطالبون بالحصول على الكاستيلو طمعا برسوماته ,لذلك حرص .على اخفائها وقام بتغطيتها ,كانت امنيته ان يعاد احياؤها يوما ما ,في الواقع عائلتنا كبيرة.وثمة افراد يرتاون ان حصن كاستيلو يجب ان يباع ,وتقسم المكاسب على .المجتمع ,ارادت جدتي ان تتركه لي , لانها عرفت انه يمكنني ان احقق باسمها .الوعد الذي قطعته لزوجها لاول لحظة احتضاره.

_اذا لماذا اشترطت .في وصيتها ان تتزوج؟.
_حصل ذلك بتدخل من كاترينا ,جدتي كانت لطيفة جدا.وتتمنى الخير للاخرين ,اقتنصت كاترينا الفرصة بعد وفاة جينو .وتمكنت من اقناعها اننا مولعان ببعضنا ,وانني اريد الزواج بها انها امراة جشعة ,وقد .اعطاها زواجها من جينو مركزا اجتماعيا مرموقا , تمنت ان ترفع مستواها .اكثر بعد من خلال ايقاعي في فخ الزواج بها.المال والمركز الاجتماعي هما الاهم بالنسبة الى كاترينا.
.
عبست جودي وانباتها غرائزها ان مايخبرها .به لورنزو صحيح وان كاترينا كذبت عليها .
وتابع لورنزو:.
_كاترينا تعرف مدى اهمية الكاسيتلو بالنسبة .الي واخبرها جينو بوعدي الذي قطعته لجدتي ,فظنت انها تستطيع استخدامه كي .تجبرني على الزواج بها لكن لحسن حظي ,استطاع الكاتب العدل ان يخفي عنها .ازالة اسمها من النسخة الوقعة الاخيرة من الوصية.فصارت تقول انه علي الزواج ,بدلا من الزواج بكاترينا تحديدا,.,,وكان المسالة لم تكن معقدة كفاية ,لتقوم كاترينا بجعل شركة .سياحية كبرى تعتقد ان الكاستيلو متوفر للبيع .حاولت تلك الشركة شراءه لتحوله الى فندق فخم.
.
_لكن لماذا تاتي الى هنا ليلا؟.
_لانني لااستطيع ان اقوم بذلك في وضح النهار.ولانني بحاجة الى الاتصال باماضي والا طمانة الرجل الذي كرس حياته .للمحافظة على هذا الحصن الى انني سوف ابذل مابوسعي كي احقق حلمه.
تابع كلامه :.
_في الوقت عينه لدي احلامي الخاصة, اود .ان ارى الكاستيلو يتحول الى مركز تاهيل لضحايا الحرب الصغار الى مكان .يستطيعون ان يتعافوا جسديا ونفسيا ,اود ان اراه مركزا للفنانين والحرفيين .الصغار ,وللموهوبين الذين سوف يعملون على احياء مجده ,فيدربون المبتدئين .الصغار كي يحذوا حذوهم ,اريد ان يتخلص الكاستيلو من طابع المرعب,,,وابدل ذلك بالاضواء وبلذة العيش اللقاءات التي اجريتها في فلورنسا .تتعلق بخططي التغييرية في الكاستيلو حالما نتزوج ويصبح الحصن لي قانونيا انوي .قبل كل شيء ان اعيد احياء الرسومات.
.
اضطرت جودي لان تطرف بعينيها بقوة كي .تزيل دموعها الغبية ,فقد استبدلت شكوكها تجاه لورنزو. الى موجة مفاجئة من التقدير له.
_يبدو هذا رائعا ياله من مشروع سام بالفعل!
نظر لورنزو الى الخلف نحوها.وحبست جودي انفاسها فيما استدار وتقدم خطوة باتجاهها.ابعدت نظرتها عنه ,فيما انتفض قلبها بارتجافة قوية.
.
.قال لها بصوت فظ:.
_كاترينا لاتعتقد ذلك,فهي تفضل ان يباع .المكان ,وتصبح اموالي كلها لها كي تفعل بها ماتشاء ,قادت ابن عمي الى مقتله .حتى لو احببتها بمقدار يفوق مقدار احتقاري لها.لما استطعت مسامحتها قط.
.ارتجفت جودي بسبب الالم الذي ينضح من كلامه.
_لكن لابد انك احببتها في يوم من الايام.

_لماذا تظنين ذلك ؟.الانني اقمت علاقة معها ؟ .كنت في الثامنة عشر من عمري .تقودني اهواه جسدي ورغباته هذا كل مافي الامر.
كما تقوده الان ,ان اراد ان يكون .صريحا,لياخذ جودي بين ذراعيه فيشبع فضولها ,ويكمل مابداه في الليلة .التي اعادت له فيها خاتم الخطوبة.
.
لم تمر ليلة منذ تلك الليلة لم يفكر لورنزو في القيام بذلك .تغلغلت جودي في اعماقه كما لم تفعل اي امراة من قبل.اخذت صورها تملا راسه سارقة افكاره ,فيما اختلج صدره بالغضب.وراح ينتفض بقوة فاخذ يصارع حانقا ضد توقه هذا.
***
من الطبيعي ان تشعر كل عروس بالتوتر ! .هذا ماطمانت جودي به نفسها فيما اصرت مصممة فستان عرسها القديرة على .مساعدتها بالاضافة الى الخياطة ومساعداتها اللواتي ملان غرفتها.

_لا !يجب ان تشديه اكثر.
استطاعت جودي ان تسمع المصممة تامر .احدى مساعدات بذلك ,فاجفلت فيما انعصرت انفاسها الى خارج اضلاعها .
كان شعرها مصففا بطريقة بسيطة على شكل .ضفائر ملفوفة بنعومة الى الاعلى ,ومضمومة بحبل من الماس متناسب مع .التطريز بالماس واللؤلؤ الموجود على الفستان .
.
امضى اخصائي التبرج ساعات طوالا معها .حتى نجح اخيرا في جعل وجهها يبدو كانه غير مبرج اطلاقا,انما تزينه لمعة بسيطة .بالرغم من ان جفنيها كانا ملونين بمسحوق اخضر مائل الى الذهبي ,ماجعل .عينيها تبدوان رائعتين وهما تعكسان اللمعان الاخضر لحجر الزمرد.
بعد ان صارتالمصممة راضية عن ضيق خصر جودي.خافت هذه الاخيرة من ان تفقد وعيها من جراء عدم قدرتها على التنفس.
_تعالي وانظري !.

الصورة المنعكسة التي اخذت تنظر اليها .عينيان ذهبيتان كبيرتان ذات رموش سوداء معقوفة ,اما شفتاها فكانتا مفترقتين .لتكشفا عن اسنان بيضاء لؤلؤية ,وقد اظهر الجزء لاعلى المشدود من فستانها الذي .كان بلون القشدة جسما رشيقا وخصرا نحيلا جدا, فيما غطى رجليها الطويلتين .جوربان حريريان بلون القشدة.
قالت المصممة :.
_جيد !.
_ولان جاء دور التنورة .
.
الله وحده يعلم كيف كانت جودي ستتدبر امر .ارتداء هذه الثياب وحدها! هذا مافكرت به بعد نصف ساعة من الوقت,حين لاقت .التنورة والذيل اخيرا استحسان المصممة ,وحين اسقطت الحجاب المصنوع .من الدنتيل مع الصديرية لتغطي شعرها وجذعها.
سمع طرق على الباب ,بالاضافة الى حوار .خارج مسمع جودي .
.قالت المصممة بتسلم الازهار قبل ان تقول لها على عجل:.
_حان الوقت كي تخرجي...........

[Just Faith]

11-كلهن نساء

انتهى الامر اخيرآ الطقوس الكنائسية التجول بين الناس و هو امر لم تتوقع ان تقوم بة و الترحيب بالمهنئين و بأصدقاء لورنزو بما فيهم المحامي و زوجتة الفاتنة بالاضافة الى غداء الزفاف المرتجل الذي اصر كارلو ان يعدة لهما فيما كان الجميع في المطعم يشاركون في الاحتفال. استغرقت مراسم الزفاف تسع ساعات بأكملها لم تتجرأ جودي خلالها ان تأكل او تشرب اي شيئآ و لا تجلس بارتياح.
و الان اصبحا بمفردهما كانت اسانتا قد جهزت لهما عشاء باردآ و تركتة لهما قبل ان تتوجة الى الكنيسة كي تشهد على زواجهما.
شعرت جودي انها منهكة جدآ الى درجة انها لم تعد تستطيع الوقوف على رجليها. صار المشهد يشكل نوعآ من العذاب الموجع المفرط.
عندما وصلا الى الشقة توجهت نحو الدرج مباشرة حاملة تنورتها الطويلة.
سألها لورنزو:
-أأنت متعبة؟
بالكاد استطاعت ان تهز رأسها بالايجاب. ان كلمة متعبة لا تصف حتى جزءآ مما تشعر بة جسديآ و نفسيآ. حسنآ! لماذا تراها تشعر بالتعب النفسي.
اضاء النور الداخلي وعيها على الحقيقة لم تود ادراكها او الاعتراف بها و راح يسطع بقوة اكبر مع كل دقيقة تمر. كرهت جودي الاحساس بالذنب و الخجل للطريقة التي كانا يستخدمان فيها النذورات. سمعت لورنزو يقول لها:
-سأرافقك.
كيف يمكن لفستان ان يكون بمثل هذا الوزن؟ حين وصلت جودي الى اعلى الدرج بدأ قلبها ينبض باضطراب و بدأت تشعر بالدوار.
عندما وصلا امام باب غرفتها لمسها لورنزو برفق على كتفيها و قال ببرودة:
-هل تسمحين لي بدقيقة؟
لقد تزوجت لتوها و هو يسألها اذا ما كانت تسمح لة بدقيقة و كأنها احدى معارفة! لكن اليست هي كذلك حقآ؟
ادركت جودي انة ينتظرها كي تعبر الممر و تتبعة الى غرفتة. كانت رجلها تؤلمها بشدة لكنها ابت ان تجرها.
سارت برفقتة الى غرفة نومة و وقفت قرب الباب رافضة ان تنظر الى السرير. مشى لورنزو نحو خزانة ملابسة حيث حمل شيئآ ثم عاد باتجاهها. قال لها و هو يهز كتفية بعدم اكتراث:
-نظرآ لمخاوفك المتعلقة بحجر الزمرد فكرت انك قد تفضلين و ضع هذا بدلآ منة. و يمكنك ايضآ ان تحتفظي بة اذا اردت.
بصمت مطبق اخذت جودي العلبة الصغيرة منة و فتحتها. بداخلها لمعت ماسة على شكل الاجاصة في الخاتم.
-ليس بأمكاني ان احتفظ بها. لا بد انها باهظة الثمن.
عبس لورنزو و كأن رفضها لم يسرة. و ما لبث ان وافق و قال باختصار:
-كما تريدين.
قالت جودي في سرها مرتجفة:مثل زواجنا.
اردفت بصوت مسموع:
-كنت افضل الا نتزوج في الكنيسة. فقد جعلني ذلك اشعر.....
قطعت جودي كلامها و هزت رأسها يمينآ و يسارآ فيما ادركت استحالة قدرة لورنزو على فهم مشاعرها.
سببت لها تلك الحركة المفاجئة دوارآ جرفها معة تبعها ادراكها للحقيقة فكادت ان تفقد وعيها. بدافع غريزتها سارعت لتشبث بأقرب ما وصلت الية يداها و اذا بها تتشبث بلورنزو. مالت نحوة بقوة فتمسك بها بقوة كي لا تسقط ارضآ.
استطاعت جودي ان تقر:
-انة الفستان.
تابعت:
-انة مشدود بقوة كبيرة.....
في اللحظة التالية جعلها لورنزو تستدير. ساندها بيد واحدة فيما راح يتفحص ربائط مشدها. سألها بتجهم:
-لماذا لم تقولي ذلك من قبل؟ كيف يفك هذا بحق السماء؟
اجابتة جودي بنبرة ضعيفة:
-يجب ازالة الذيل اولآ فهو متعلق بة.
قبل ان تسطيع جودي ايقافة كان لورنزو يتحسس الربائط الصغيرة و يفكها بسرعة هوجاء. و حين حلها كلها انزلق الذيل بنعومة على الارض. سألها لورنزو:
-ما الذي دعاك بحق السماء الى ارتداء فستان ضيق الى هذا الحد؟
اقرت جودي:
-لم تكن فكرتي بل فكرة المصممة.
ضافت:
-اصرت ان يشد الفستان كثيرآ.
-كيف تمكنت من ربطة ليبدو ضيقآ جدآ؟
-هو مربوط من الداخل.
مجرد بذل جهد التكلم جعل جودي تشعر بالضعف من جراء عدم قدرتها على جذب كمية كافية من الهواء الى رئتيها.
-لا تتحركي!
قال لها لورنزو هذا قبل ان يتركها واقفة في وسط الغرفة فيما توجة نحو خزانة ملابسة و فتح درجآ فيها. و حين عاد كان يحمل معة مقصآ.
-لا! لا يمكنك.....
اعترضت جودي بضعف لكن كان الاوان قد فات. اذ راح يقص القماش متجاهلآ اعتراضها.
كادت تبكي لأحساسها بنعمة القدرة على التنفس بشكل طبيبعي.
-يا الهي! لا بد انك تشعرين بالخدر و الضغط القوي على جسمك.
قال لورنزو ذلك منتقدآ فيما تفحص العلامات الحمراء على جلدها حيث كان المشد مربوطآ بأحكام و اردف:
-لماذا لم تقولي قبل الان ان رجلك تؤلمك؟
كذبت جودي و قالت:
-لأنها لا تؤلمني.
-بل تؤلمك. اذهبي و استلقي على السرير. سوف امسدها لك.
اعترضت قائلة:
-لا داعي لذلك.
و اضافت:
-سوف يتحسن حالي الان بعد ازالة الربائط.
حين نقلت ثقل جسدها من رجل الى اخرى وخزها ألم حاد في رجلها المضابة ما دعاها الى اطلاق انين الم.
همهم رونزو بكلمات لم تتمكن جودي من فهمها ثم حملها متجاهلآ اعتراضها السخيف و نقلها الى السرير.
قال لها بتجهم و هو يضعها علية:
-انت المرأة الاكثر عنادآ التي التقيتها في حياتي.
و تابع:
-و الان استلقي و سوف ادلك رجلك.
ارادت جودي ان ترفض بدافع كبرياءها. لكن رجلها كانت تؤلمها فعلآ و بدا تمسيدها يغية ازالة الألم فكرة مغرية لا تستطيع رفضها.
استلقت جودي على السرير بصمت و اغمضت عينيها. نسيت أمر جواربها التي لا تزال ترتديها و شعرت بالتوتر حين ازالها لورنزو من رجلها بطريقة فعالة ميكانيكية.
ما لبثت ان احست بلمسة يدية و لم يكن رد فعلها على تدليك اصابعة القوية لعضلات رجلها المتألمة ميكانيكيآ قط.
استلقت جودي على بطنها كي تخفي تعابير وجهها المرتبكة. ليس بدافع الاحتشام انما بدافع الخوف مما قد تظهرة تلك التعابير لة.
و الان فيما اخذت تشعر بتأثير تدليك اصابعة و ملامستها لجلدها المتألم سرت لانها فعلت ما فعلتة. بعد ان ازالت اصابعة الالم من عضلات رجلاها و جلدها تبدل هذا الالم بنوع اخر من الاحساس سرى مفعولة في اعماقها تبعة نبض مرتعش ازداد قوة حتى تسارعت نبضاتها و انتشرت لتصل الى اطراف اعصابها. ابتعدت جودي عنة بعدم ارتياح و تحركت كي تجلس على السرير مخافة ان يدرك لورنزو ما تشعر بة.

سألها:
-ما الخطب؟ هل تخافين ان اغويك؟
ادركت جودي انة يسخر منها فأجابتة:
-لا بالطبع. لم سأفكر بذلك؟ انا اعرف انك لا تشعر بالانجذاب نحوي.

[Just Faith]

الان اصبحت جودي في وضعية الجلوس. لكنها لم تستطيع ان تنزل عن السرير لان لورنزو كان يقف امامها مباشرة.
-هل تتمنين لو انني اشعر بذلك؟
اجابتة بعنف:
-لا!
-انت تكذبين.
اتهمها لورنزو بالكذب الامر الذي صدمها فيما جذبها كي تقف و يصبح جسدها مواجهآ تمامآ لة. اضاف:
-الكذب هو طبيبعة ثانية للجنس اللطيف. اليس كذلك؟
اعترفت جودي لنفسها: نعم انها تكذب. لم يكن لديها اي خيار اخر.....اي وسيلة اخرى تحمي بها نفسها. لكن لم يتصرف لورنزو بهذة الطريقة معها؟ ادركت من خلال ما قالتة كاترينا لا ان خبرتة مع امة منذ ايام الطفولة بما في ذلك عدم اخلاصها لوالدة قد انزل من شأن الجنس اللطيف في ناظرية جعلة بحاجة الى حماية نفسة من الالم العاطفي الا ان ذلك ليس سببآ كافيآ ليعاقبها. تمامآ كما انة ليس سببآ كافيآ لجودي لتصنف الرجال جميعهم على انهم غير مخلصين و مخادعين و سطحيين بسبب الطريقة التي عاملها بها جون.
ابتلعت جودي ريقها بعدم ارتياح غير قادرة على تجاهل الصوت في داخلها.
كرر لورنزو:
-انت تكذبين.
و ضاف:
-اعترفي بذلك.
تحدتة بعدم رحمة:
-بماذا تريدني ان اعترف؟
تابعت متحدية:
-بأنني اشعر بالانجذاب اليك؟ ما الهدف من ذلك؟ انت لا تريدني. جل ما تريدة هو ان اعطيك دليلآ لتثبت لنفسك ان كل النساء يشبهن امك و كاترينا. حسنآ! لسنا كلنا كذلك. تريدني ان اكذب عليك لانك بهذة الطريقة يمكنك ان تقول لنفسك ان النساء كلهن متشابهات. لانك تخاف من.....
-كفى!
حاولت جودي ان تعترض لكن لم تتمكن من ذلك فقد امسكت يدآ لورنزو بها بقوة فيما شدها نحوة بقوة كبيرة الى حد استطاعت معة ان تشعر بأزار قميصة تضغط عليها. همس لورنزو بعنف في وجهها:
-لست خائفآ من اي شئ.
و اردف:
-لاسيما من شعوري بالانجذاب نحوك و لكي اثبت ذلك.....
قبل ان تستطيع جودي ان ترد علية عانقها لورنزو عناقآ عميقآ و حميمآ فيما اخذت يداة تفكان عقدة شعرها المصفف بعناية فائقة.
عرفت جودي ان عليها ان توقفة الا ان مشاعرها تجاهة بدت اقوى من مشيئتها. لا بد ان الغضب الذي اهتاج بينهما ولد لدى لورنزو شعفآ سرعان ما انتقل اليها و سيطر على قدرتها على لجم توقها الية. اخفض لورنزو يدآ واحدة الى ظهرها فيما راحت اصابع يدة الاخرى تعبث بشعرها.
احست بخدر لطيف في اطراف اعصابها ما زاد حدة شعورها بحميمة عناقة. اجهدتها تلك المشاعر و هي تستحوذ عليها كليآ مضعفة مشيئتها و عظامها و مركزة كل انتباهها المجمد ليس على تحذيرات دفاعاتها الطارئة انما على اندفاع موجات الحرارة في مختلف انحاء جسمها المتجاب مع عناق لورنزو الشغوف.
هل عبرت جودي عن مشاعرها بصوت مرتفع؟ وصل احساسها الية بطريقة ما. هذا مع احساسها بالدوار فيما ارخى لورنزو اصابعة عن شعرها و انزلقت يدة تلك على طول جسدها.
و ما لبث ان حملها و وضعها مجددآ على السرير. لم تستطيع جودي ان تشيح بنظرها عنة و هو يقترب مجددآ فجلس الى جانبها على السرير. فجأة لامست ذهنها فكرة مفادها ان اتفاقهما لا يتضمن ممارسة العلاقة الزوجية و انها يجب ان تكون على عذريتها بدلآ من السماح للرنزو بأغوائها. فهو لم يعدها مطلقآ بأي نوع من اللالتزامات باستثناء تلك التي تلفظا بها كذبآ اثناء مراسم الزفاف.
وخزتها تلك الحقيقة فشعرت بالتوتر. دفعت لورنزو بعيدآ عنها فيما اخذ جسدها يصرخ متألمآ من دفء قربة.
جلس لورنزو عابسآ. حاول ان يأخذها بين ذراعية من جديد لكن جودي قاومتة و هي تهز رأسها يمنآ و يسارآ:
-لا!
سألها لورنزو بقوة:
-ماذا؟ ماذا تقولين؟ ان ترتدينني.....تجاوبت معي بقوة و.....
وافقت جودي مرتجفة:
-و انت تريد ان تثبت ان كل النساء يشبهن امك و اننا كلنا كاذبات محتالات. نعم اريدك. لكنني اريد احترام ذاتي اكثر.
فيما كانت تتكلم راحت تشق طريقها بعيدآ عن ذراعية المقيدة كي تنزل عن السرير. حملت ذيل فستانها بسرعة واعية تمامآ ان لورنزو يراقبها لكنها لم تتجرأ على النظر الية. خشية الا يتمكن تصميمها من المقاومة

استلقى لورنزو على سريرة و راح يحدق بالسقف. الألم الذي شعر بة هو مجرد الم جسدي اما الاحساس الذي راح يلتهب داخلة فهو الغضب الخانق بسبب جراءة الكلام الذي تلفظت بة جودي. حسنآ! انها لا تعني لة شيئآ.....اي شئ على الاطلاق!
خروجها من سريرة امر مرحب بة عندة و ليس علية ان يشعر بالاسف كما يجدر بة ان يرحب برحيلها حالما ينتهي الاتفاق. طمأن لورنزو نفسة بأصرار عنيف.
برر سبب انجذابة اليها الى عدم وجود امرأة في سريرة منذ وقت طويل. حسنآ! تلك الحاجة يستطيع ان يشبعها بسهولة. اذا اقتضى الامر بامكانة ان يجري الان مكالمة هاتفية و اذا لم يستطيع ان يتواصل مع النساء اللواتي يرحبن عادة بدعواتة فهو يعرف ان فلورنسا مثلها مثل اي مدينة اخرى تعج بالنساء اللواتي يعرفن كيف يشبعن رغبات الرجال من دون ان يطالبن بأكثر من اجرهن.
لكن لم علية ان يدفع لغانية و هناك امرأة يعرفها تستطيع ان تلبي رغبتة بسرور؟ فجأة تذكر امة و الهدايا الثمينة التي تلقتها مكافأة لعدم اخلاصها حتى لو كانت من عاشق واحد فقط. بدا قلب لورنزو ينبض بغضب.
نزل عن السرير. و بعد خمس دقائق و فيما هو يقف تحت مياة الاستحمام استطاع ان يشعر بقلبة يعود نبضاتة الطبيعية.
ما اغضبة حقآ هو ان جودي التي بدأ يفكر فيها على انها شخص سليم منطقي اخذت توجة الية اتهامات سخيفة لا اساس لها. كيف تجرأت ان تتهمة بأنة مجروح عاطفيآ و انة ارادها ان تكذب علية بغية تعزيز اعتقادة بأنة لا يمكن الوثوق بالنساء؟ اثبت لها لورنزو انة يثق بها و اخبرها امورآ خاصة جدآ و قريبة من قلبة لم يناقشها من قبل مع اي شخص أخر. هل ظنت جودي فعلآ انة قد يفعل ذلك ثم يحاول البحث عن سبب ليزيل تلك الثقة بينهما؟ تبين لة انة من غير المنطقي ان يفعل شيئآ مماثلآ كطفل مرتعب يحاول ان يحمي نفسة من الاذى خشية حرمانة من الحب.
و كأن لورنزو يخاف من الوقوع في حب جودي و يكافح بقوة كي لا يفعل!
لكن.....اتراة كذلك؟ اوقف لورنزو تدفق المياة من مرشة الاستحمام و تناول منشفة.

[Just Faith]

12-ظلال الماضي

مضى على زواج لورنزو و جودي اسبوع تقريبآ. في غضون هذا الاسبوع لم يذكر اي منهما ما حدث يوم زفافهما. بدا لورنزو مهذبآ جدآ و عديم الاكتراث تجاة جودي حين يتواجدان معآ اما جودي فراحت تمضي الكثير من الوقت في استكشاف المناظر الطبيبعية الخلابة الى ان تشعر بالانهاك فتستلقي متعبة على السرير و تنام على الفور.
لكنهما الان رجعا الى الكاستيلو بعد ان تم اصدار الاوراق القانونية لنقل الملكية الى لورنزو.
قال لها لورنزو بنبرة جازمة و هما يمران بالقرب من ساحة الكاستيلو:
-لم انس انة يجب ان احقق الجزء المتوجب علي من الصفقة.
ضاف بنبرة باردة:
-قمت بالاجراءات اللازمة لنسافر الى لندن في نهاية الاسبوع كي نحضر زفاف خطيبك السابق. فندق كوتسولاس الذي حجزت فية يقع في مكان يسمى لويرسلوتير.
اقرت جودي:
-آة! نعم. اعرفة.
اذا كان هذا الفندق هو نفسة فلا بد ان باهظ الكلفة و الفخامة.
-اعتقدت انك قد تودين ان نقيم في مكان بيعد عن منزلك الأول.
وافقت جودي بنبرة جافة:
-نعم. اود ذلك.
بالبطع هي لا تريد ان يعرف احد انها و زوجها ينامان في غرفتين منفصلتين لاسيما انها ستتباهي بزواجها السعيد امام الجميع.
قالت بهدوء:
-كنت افكر.....
تابعت:
-....لست متأكدة انها فكرة جيدة لي.....ان امضي قدمآ في خطتي.
-لكن كان ذلك هو الهدف من زواجك بي.
-نعم. اعرف.
كان قد وصلا الى الرواق الان. فجاة ظهر العبوس على وجة لورنزو و هو يرى كومة من الحقائب و العلب غير المرتبة مكدسة وسط الرواق.
قال لجودي عندما فتح بابآ داخليآ امامها:
-سوف نناقش ذلك لاحقآ.
بانت كاترينا من ذلك الباب معلنة فجأة:
-اذآ اتيت لتتباهي بنصرك و تتخلص مني. اليس كذلك؟ حسنآ! فات الاوان فانا راحلة انت تظن انك انتصرت لورنزو لكنك في الحقيقة لم تكسب غير الدمار و غير زوجة لا تريدها. فعلت ذلك كلة من اجل بعض الرسومات القديمة التي من خلالها تستطيع ان تفي بوعدك لامرأة عجوز.
بعد ان وبختة كاترينا بمرارة اكملت قائلة:
-لو لم تفعل ذلك لأمكننا ان نستمتع كثيرآ معآ لكن فات الاوان الان. سوف يحضر ايليا ليقلني قريبآ.
سألها لورنزو بحدة:
-من هو ايليا؟
-انة رجل التقيتة حين كان مهتمآ بشراء هذا المكان و اصبح صديقآ وفيآ لي الان.....
قلبت كاترينا مظهرة استياءها ثم ابتسمت ابتسامة تنم عن الجشع.
سألها لورنزو باختصار مستفسرآ:
-اتعنين انة حبيبك؟
-لست مظطرة للاجابتك لكن نعم. نحن كذلك و سوف يرسل سائقآ ليقلني بالاضافة الى شخص اخر كي ينقل ثيابي.
استدارت كاترينا و نظرت الى جودي ثم اضافت:
-احرصي على الايستخدمك لورنزو كما ساتخدمني. و اذا ما فعل احرصي على الا يجعلك حاملآ لأنة سوف يجبرك على اجهاض طفلك كما فعل بي.
استطاعت جودي ان تشعر بالدماء تنسحب من وجهها. نظرت الى لورنزو نظرت غضب و وحشية متوقعة منة ان ينكر اتهامات كاترينا المريعة لكنة بدلآ من ذلك استدار ببساطة و غادر.
همست جودي:
-هذا ليس صحيحآ.
تابعت بأسى:
-هذا مستحيل. لا يمكن للزرنزو ان.....
سخرت كاترينا منها:
-ماذا؟ هل وقعت في حبة؟
اكملت بوقاحة:
يا لك من غبية! انت لا تعنين شيئآ لة و لن تفعلي ابدآ. صحيح ان لورنزو اجبرني على اجهاض طفلي و اذا لم تصدقيني اذهبي و اسألية لكنة لن يهتم لأمرك و سيكذب عليك. هذا هو لورنزو. لا تسمح لة كبرياؤة بالتنازل مطلقآ.
بدأت كاترينا تضحك ثم مرت امام جودي دخلت سيارة ما الى ساحة الحصن.

　

*****

لك تكن لدى جودي اي فكرة عن الوقت الذي قضتة و هي جالسة وحيدة في حديقة الكاستيلو محاولة ان تتكيف مع عنف مشاعرها المضطربة.
قالت لنفسها ان كاترينا لم تخبرها الحقيقة. صحيح انها لم تقع في غرام لورنزو لكنها تشعر بالانجذاب نحوة. ان لم يكن الانجذاب الحسدي حبآ الا انة تعبير عنة. لا تستطيع جودي ان تحب رجلآ لا يحبها فحسب انما لا يعرف معنى الحب اصلآ. لكن.....ماذا لو كانت واقعة في حبة؟
-سوف يحل الظلام اذا بقيت هنا لوقت اطول و سوف تؤلمك رجليك بعد حين.
لم تسمع جودي وقع خطوات لورنزو و هم قادم الى الحديقة فاقتربت تلقائيآ نحو الظلام مخافة ان يتمكن قراءة تعبير وجهها. شعرت بالتوتر حين جلس بالقرب منها.
قالت لة بصوت خافت:
-انت محق. من الافضل ان ادخل.
-لم لا تودين العودة الى انكلترا؟
نظرت جودي الية نظرة جافة و قالت:
-ماذا؟
في الواقع نسيت حديثهما الاخير بسبب الاضطراب الداخلي الذي احدثتة تعليقات كاترينا.
اصر لورنزو قائلآ:
-لا بد من وجود سبب ما.
اعترفت جودي بتردد:
-لست متأكدة ان هذا ما اريد القيام بة.
اضافت موضحة:
-بدت لي فكرة جيدة في بائ الامر و رسمت لي هدفآ انوي تحقيقة.....امرآ اركز علية اما الان.....
الان شعرت كأن جذور حياتها تعود الى ملايين السنين و لم تعد تهتم لما قد يقولة جون او لويس او لما يفكران بة حتى لانها الان.....لانها ماذا؟ بدأ خوف غير مرغوب منة ينتشر في داخلها.
ايعقل ان هذا التغيير المزلزل في مشاعرها هو نتيجة وقوعها في حب لورنزو؟
وقوعها في الحب؟ ما يعني انها في وسط فعل تستطيع ايقافة قررت جودي بعزم شديد ان بأمكانها ان تتوقف عن ذلك بالفعل.
-اظن ان علينا الذهاب.
-احقآ؟
اذا تجادلت معة الان هل سيعتقد انها بدأت تقع في حبة؟
-نعم. سوف يساعدك ذلك على انهاء العلاقة مع كليهما.بعدها سوف يمنك ان تمضي بحياتك قدمآ.
-هممم.....افترض انك محق.
قال لورنزو:
-اعرف انني محق.
اضاف بعد قليل:
-ما اتمناة هو.....
-ماذا؟ لو انك تزوجت كاترينا؟
انكر لورنزو بحدة:
-لا!
-هل فعلت.....؟احقآ انك.....؟هل ما قالتة عن.....عن الطفل صحيح؟
همست جودي غير قادرة على منع نفسها من طرح السؤال الذي راح يمزقها احشاءئها و يضايقها منذ ان وجهت الية كاترينا اتهامها.
اعترف لورنزو بتثاقل:
-نعم.
ارتعدت جودي و اعترضت ثائرة:
-طفلك!
ثم اضافت:
-كيف.....؟
-لا. لم تكن كاترينا.....لم يكن طفلي لكن ذلك لا يقلل من ذنبي. لم افكر.....تلك هي المشكلة. لم افكر. افترضت فحسب بتعجرف الشباب و حماقتة ان.....
قطع لورنزو كلامة و استطاعت جودي ان تلاحظ التوتر في فكية.
تابع قائلآ:
-كان قد مضى على خطوبة جينو و كاترينا ستة اشهر قبل ان تتباهى امامي ان لديها حبيبآ اخر. لم تسامحني على انهائي لعلاقتنا العابرة و ظنت انها بذلك تثير غيرتي. اخبرتني انها سوف تنجب طفلا من حبيبها ذلك و انها قالت لجينو ان الطفل طفلة. شعرت بالغضب بسبب ما اقترفتة بحق ابن عمي فيما هو متيم بحبها. سيطر علي غضب الشباب و حاولت ان امنعها من متابعة الحمل. قلت لها انها يجب ان تخبر جينو الحقيقة او انني سأخبرة بنفسي. اردت ان يعرفها جينو على حقيقتها. نعم تمنيت ان يفسخا خطوبتهما و ذلك لصالح جينو ليس الا لكنها بدلآ من ان تخبر جينو الحقيقة اجهضت و اخبرتة انها فقدت الجنين, شعر جينو بالاخباط اللامحدود فقرر ان يتزوجها على وجة السرعة. اشعر انني بسبب تدخلي ازهقت روحآ و دمرت حياة اخرى

ابتلتعت جودي ريقها. قالت لة:
-لست انت المسؤول.
-بل انا هو المسؤول. لو لم اتدخل لاحتفظت بالطفل على الاقل.
-لظلت تكذب على ابن عمك.
-حاولت ان اصلح الامور. حاولت ان اسيطر على تصرفها لانني لم استطيع السيطرة على تصرفات امي. امي تركت ابي و تركتني ايضآ كي تكمل حياتها مع حبيبها. كاترينا بقيت مع جينو لكنها مثل امي تمامآ ضحت بطفلها من اجل غايتها الخاصة.
حين سمعت جودي الالم في صوت لورنزو خالجها شعور ان كاترينا عرفت مسبقآ ما ستكون علية ردة فعلة و ان رغبتها في ايذائة حفزت قرارها بالتسبب بالالم و الذنب للورنزو.
-لا استطيع ان اسامح نفسي على ذلك.....ابدآ؟
اشارت جودي بهدوء:
-كاترينا هي التي قررت و لست انت.
اضافت شارحة:
-كان ذلك طفلها و لم تكن انت الاب.
قال لورنزو لجودي بحسرة:
-لو عاد الامر لي لما سمحت بأن يحصل ذلك مطلقآ حتى لو اضطررت لحبسها في غرفة لمدة تسعة اشهر كي اتأكد من ذلك.
صمت قرابة الدقيقة ثم اردف بهدوء اكثر:
-اخبرتني امي مرة انها لم تكن تريدني ولكنها اكرهت على الزواج بأبي بسبب الضغط العائلي. كان الزواج بة نزعآ من الهروب من سيطرة اهلها القوية.
بدا صوت لورنزو كئيبآ فعلآ.
علقت بلطف:
-كم انا محظوظة لانني حظيت بوالدين يحبان بعضهما و يحباني.
لم تستطيع ان تتخيل مرارة شعور طفل صغير فيما امة تخبرة انها لا تريدة.
-كانت يافعة جدآ حين تزوجت. كانت في السابعة عشرة من عمرها و كان ابي في الرابعة و العشرين. احبها حبآ جمآ. اما عشيقها فهو سائق سيارات سباق تعرفت بة عن طريق صديقة لها. بدا جذابآ اكثر من ابي. كانت تصطحبني معها حين تواعدة و لم تكن لدي ادنى فكرة عن الحقيقة ظننت.....اراني سيارتة و.....
فكرت جودي في سرها:
و احببتة! احببتة ثم شعرت انك خنت اباك تمامآ كما فعلت امك!
-اخيرآ هربا معآ و ماتت امي في جنوب افريقيا بسبب تسمم في دمها حيث كان يشارك في احد السباقات. لم يتخط ابي مأساة فقدانها اما انا قأقسمت مذاك الا.....
اكملت جودي عنة:
-تثق بامرأة اخرى؟
صحح لورنزو لها:
-الا ادع عواطفي تسيطر علي مطلقآ
اردفت: -.....حصلت على ملكية الكاستيلو الان و غادرت كاترينا.....
ذكرها لورنزو باختصار:
-تنص الاجراءات على نبقى متزوجين لمدة سنة فأذا غيرنا هذا الان سوف نثير الثرثرة و الشكوك حولنا و بالرغم من ان كاترينا غادرت فقد تختار ان تتحدى ما ورد في الوصية اذا اعتقدت انها قد تربح القضية و انا لا اريد حصول هذا.
-تبدو الاشهر الاثنى عشر القادمة طويلة جدآ.
-لم تصبح اطول مما كانت علية حين قررت ان تبقى معي طيلة هذة الفترة.
لكنها في ذلك الوقت لم تكن تعرف ما تعرفة الان. اليس كذلك؟ لم تكن جودي تعرف أنها سوف تقع في خطر حبة و أن كل يوم اضافي تقضية بجانبة يزيد من ذلك الخطر. لكنها لا تستطيع ان تخبرة هذة الحقيقة بالطبع.
-ماذا سيحصل لحصن كاستيلو الان؟
سألت جوجدي و هي تعلم ان ما من شئ تقولة يستطيع ان يشرح سبب ترددها في البقاء معة كما اتفقا من قبل.
قال لورنزو:
-انا اقوم بالترتيبات كي يأتي بعض الخبراء الى هنا و يتفحصوا الرسومات بعدئذ سنناقش معآ الطريقة الفضلى لأحيائها. كما نوي تزويد المكان بالتجهيزات اللازمة بغية تحويل الكاستيلو الى مركز لأعادة تأهيل و الى مكان تعرض فية اجمل التحف الفنية.
تكلمت مع عدد من حرفيي مدينة فلورنسا.....حسنآ! هذة الامور ليست من ضمن اهتماماتك.
اخفضت جودي رأسها كي لا يرى لورنزو الاذى الذي سببة كلامة لها. بالطبع هو لا ينظر اليها على انها جزء من الستقبل الذي يبنية. لم علية ان يفعل ذلك اصلآ؟
ما خطبة؟ سخر لورنزو من نفسة. احساسة بصلة ما مع جودي لم يختبرها مع اي انسان أخر و تقربة منها لا يعنيان شيئآ البتة. بالطبع! هذا لا يعني انة بدأ يقع في حبها. استطاع ان يشعر بالتوتر يغمرة و يتغلغل حتى اعماقة. بدا كما لو انة يحاول حبس افكارة و مشاعرة بل سلب الحياة منها كليآ. اتراة خائف من تلك المشاعر حتى انة يود خنقها؟ أذا كان بالفعل خائفآ من تأثير جودي علية فلماذا لم يقتنص الفرصة التي وفرتها لة للتخلص منها؟ هذا لأنة ليس خائفآ من أي شئ و لم علية أن يخاف؟ ما الذي يدعوة الى الخوف؟ جودي لا تعني لة شيئآ و عندما يحين الوقت انفصالهما سوف يفعل ذلك من دون أي شعور بالندم او بوخز الضمير.

[Just Faith]

13_مواجهة حامية

تمت رحلتهما من فلورنسا الى لندن بالطائرة الخاصة .ثم اقلتهما المروحية من مدينة هيثرو الى فندقهما ,ماجعل جودي تشعرانها .تاخذ دورا في فيلم سينمائي لا في الحياة العادية.
يعود فندق كوتسوود الحجري الرائع الى .القرن السابع عشر,وهو مكان الارتياد المفضل للاغنياء من الدرجة الاولى,.
.
تميز المكان بطرازه الفريد بدءا بالرواق .الرحب بتحفه واجوائه التي تذكر بالمقر الريفي .وصولا الى طريقة تزيين جناحهما .الممتلئ بانيات الازهار الشبيهة بتلك التي نسقت في زفافهما.
بدا المكان عالما مختلفا ,طمانها كبير الخدم .الخاص بها ان ثيابها سوف .ترتب وتكون جاهزة في غضون ساعة من الوقت .

قال لورنزو :.
_طلبت ان ترسل لنا سيارة مستاجرة اليوم .كي استطيع الاعتياد على المنطقة قبل ذهابنا لحضور الزفاف.
_والدا جون يقيمان حفلة مفتوحة الليلة .وجميع اهل البلدة مدعوون .
.
_هل يجب ان نحضر؟.
هل تود جودي ذلك فعلا ؟.بردت تقريبا تلك النار المشتعلة في داخلها ,والتي وخزت كبريائها .وقادتها الى الرغبة ان تقف بكل ثقة امام معارفها بصحبة رجل.
.جعلها ذلك تتساءل عن سبب وجودها هنا بعد ان باتت غير مكترثة.
.
لم يعد جون او لويس يؤثران على عواطفها .او يسببان لها اي الم كما في السابق.
.صارت الحياة التي عرفتها وعاشتها قبل ان .تلتقي لورنزو تبدو بعيدة عها كليا الان .
.قالت جودي للورنزو بعدم ارتياح :.
_لم اعد واثقة من ان هذه الفكرة جيدة.
_لم لا؟ .الانك خائفة مما قد تعرفينه عن مشاعرك؟.
_لا !مامن جديد في مايخص مشاعري اعرف تماما كيف اشعر.

اس,فكر لورنزو غاضبا (انها لاتزال تحب ذلك .الرجل الغبي الذي فضل امراة اخرى عليها)
اقترح بتجهم:.
_هل تخافين الا تتمكني من منع نفسك من .الاسراع نحو خطيبك السابق والتوسل اليه ان ياخذك مجددا ماان ترينه؟.
.
.اعترضت جودي:.
_هذا سخيف !.
تابعت بجدية :.
_بغض النظر عن اي شيء اخر,فانا امراة متزوجة الان.
_وهل انت ساذجة فعلا لتظني ان خاتم .الزواج يشكل دليلا فعالا لعواطفك؟.
_ليس عليه ذلك ,فانا لااملك اي مشاعر تجاه .جون الان انه لايعني لي شيئا ولهذا لااود الذهاب.
.
رن صوتها بنبرة الاقتناع ,فشعر بقلبه يرتطم .باضلاعه,وكانه يحثه ليطرح عليها السؤال الذي يحترق شوقا. لمعرفة جوابه ,لكنه تجاهل احساسه ذاك.
.وثنى كم سترته الى الخلف وقال باختصار:.
_حان وقت الغداء يجب ان نطلب الطعام .بعدئذ سنحصل على السيارة وسوف اقوم. بالتعرف على الطرقات في هذه الامسية.
بدت منطقة كوتسوود منبسطة تحت دفء .حرارة الشمس ,وقراها تعج بالسواح.
.
شعرت جودي بعضلات معدتها تتقلص من .جراء التوتر فيما جلست باستقامة على المقعد بجانب السائق في سيارة بنتلي المستاجرة .
اجتاز لورنزو الممرات الضيقة فيما اتجها .نزولا بين الجدران الحجرية الرمادية المالوفة ,واجتازا اليافطة التي اشارت الى الطريق نحو البلدة.
.
امامهما الى الاعلى ,تقع ساحة البلدة الجميلة .بمنازلها التقليدية ,الكوخ الصغير الذي .تملكه جودي يقع بعيدا عن الانظار في اسفل الزقاق الضيق .
استولى على جودي مزيج من الالم والحنين. فجاة ادركت ان الديار هي .المكان الذي تتشارك فيه مع الشخص الذي تحبه.

اشارت يافطة صغيرة الى فسحة بين منزلين .تؤدي الى الحديقة التابعة لمشروع البناء الذي يملكه والد جون.
زفرت جودي بقوة حين رات سيارة جون .مركونة على جانب الطريق بالقرب من المبنى.
.سالها لورنزو:.
_ماالامر؟.
_لاشيء.
تلك هي الحقيقة ,في الواقع لم تتاثر جودي .لرؤية سيارة جون التي كانت شعرها .بالالم والحرمان خلال الايام الاولى من انفصالهما .
.
على العكس من ذلك. احست باالرتياح حين مرا بالقرب منها .
عند طرف البلدة تقع الكنيسة ,بدت الكنيسة .صغيرة وضيقة على نحو غير جذاب ,وقد بدا الغبار على نوافذها. وكانت التضيرات جارية للزفاف الذي سيتم نهار غد .

عائلة جون مثل عائلة جودي تماما,تقطن هنا .منذ اجيال عديدة والدا جون ميسوران نسبيا .تقع مزرعتهما التي بنيا فيها .منزلا لهما مع حديقة واسعة جدا خارج البلدة.
سالته جودي :.
_هل يمكننا ان نتوقف.؟.
_اذا كنت تريدين ذلك.
.
.وجه لورنزوالسيارة بطريقة دائرية الى داخل موقف السيارات الصغيرة ثم اوقفها.
عرفت ان ثمة شيئا واحد تود فعله .وهي زيارة شخصية واحدة عليها القيام بها.
.قالت للورنزو فيما امسكت باب السيارة لتفتحه:.
_لاداعي لان تاتي معي لن يطول غيابي.

.اجابها لورنزو:.
_يجدر بي الترجل ايضا من السيارة ,فانا .بحاجة الى تمرين عضلات رجلي.
استطاعت جودي ان ترى لورنزو يعبس حين .توجهت الى الكنيسة .
.ازداد عبوسه عمقا حين تجاوزت السياج .الاساسي المزين يالورود لتستدير وتتوجه نحو السياج الاصغر .الذي يؤدي الى مساحة خضراء توصل بدورها الى مقبرة الكنيسة.
.
بدا المكان خاليا .لكن حتى لو كان هناك اي شخص تعرفه.فهي لن تسمح له بان يؤخرها عبرت الممر الضيق وسارت عبر .المقبرة حتى وصلت الى حيث تريد.
هناك بين الاعشاب المستكينة تحت غطاء من .اوراق الاشجار وجدت لوحة صغيرة اشارت الى ضريح مزدوج .

.قالت للورنزو ببساطة:.
_والداي .
انهمرت الدموع من عينيها ,فهزت راسها .قليلا الى اليمين فيما تناولت حقيبة يدها واخرجت العلبة الصغيرة التي اتفظت فيها .باوراق الازهار من باقة زفافهاوثم نثرتها برفق على ضريح واليها.
.
.حين استدارت لتنظر الى لورنزو كان راسه .منحنيا وهو يتلو الصلوات.
_اعرف ان ذلك سخيف ,لكني اريدهما ان يعرفا......
.توقفت جودي عن الكلام وعضت شفتها .
_هل تريدين الدخول الى الكنيسة؟.
_لا فهم يحضرون للزفاف ,ولااريد......

ماذا ؟.,لاتريدين ان تواجهي الصديقة التي سرقت خطيبك ؟. ظننت ان هذا هو سبب وجودنا هنا؟.
_جون رجل راشد.ولم يجبره احد على فسخ خطوبته مني وتفضيل لويس علي.هل يمكننا ان نعود الى السيارة؟.
_اذا كان ذلك ماتريدينه.
.
في الواقع ماتريده جودي هو ان يحبها .لورنزو كما اكتشفت انها تفعل ,ماتريده هو ان تعود الى فلورنسا معه.وتعيش حياتها برفقته ,وتبني مستقبلا الى جانبه.......
_اشعر بالم في راسي.
_انت تشعرين بالقلق على الارجح.ماالذي تاملين به الليلة جودي؟.

انت ! امل ان تنظر الي وتحبني ........
_لست آمل شيئا.
_لاشيء ؟ الا تتمنين سرا ان يراك جون .ويدرك اخيرا انه يريدك انت لاهي ؟.
_لن يحدث هذا .
_لكنك تتمنين حصوله .
_لا!
.
سارا عائدين الى السيارة.فيما كانت جودي منغمسة في رفض لقتراح لورنزو.ولم تنتبه الى المراة التي راحت ترمقها بنظرات فضولية .
.الى ان سمعت صوتا مالوفا يقول في دهشة:.
_جودي ؟يا االهي ؟.ظننت انك مازلت بعيدة عن الديار.
انها لوسي هارتلي التي يعمل زوجها لحساب والد جون!.استطاعت جودي ان ترسم على محياها ابتسامة ضرورية..
ثم شرحت لها قائلة:.
_هذه مجرد رحلة قصيرة.اردت ان اعرف ......زوجي.....
.
_زوجك ؟هل تزوجت؟.
.ارتاحت جودي حين خطا لورنزو الى الامام .ومد يده باتجاه المراة,قامت جودي بتعريفهما على بعضهما بسرعة فيما لاحظت .عيني لوسي تتسعان دهشة.
سالتها لوسي :.
_هل ستحضران الحفلة المفتوحة التي يقيمها .والدا جون هذه الامسية اليس كذلك؟.
.
.اجابها لورنزو بلطف قبل ان تستطيع جودي قول شيئ:.
_نامل ذلك ,واخبرتني جودي عن منزلها واصدقائها.وانا اتمنى ان التقي بهم اذا لم يكن هناك من زعاج.
_آه ! لا ,انا متاكد ة ان شيلا وبيل سوف يسران كثيرا.
.راحت لوسي تبتسم مبتهجة ثم تابعت:.
_سوف اخبرهما بالطبع انني رايتكما ,اين تقيمان بالتحديد ؟.لربما يالني احدهم؟
بتردد اجابتها جودي ورات بعدئذ اتساع .عينيها اكثر حين ادركت مستوى الفندق.

_ياالهي ! لقد رفعت مستواك الاجتماعي جودي!.
استطاعت جودي ان تشعر بوجهها يلتهب.
_يجب ان نذهب ,ونتمنى ان نراك هذه الامسية.
.
.قال لورنزو ذلك بتهذيب وهو يوجه جودي .بسرعة بعيدا قبل ان تفضح مشاعرها.
.تذمرت جودي بغضب فيما فتح لورنزو باب السيارة:.
_تلك المراة هي غاية في الغباء ! عندما .ذكرت اسم الفندق كادت تنقض علينا كالمتهورة هذا .ولم تعرف لقبك بعد!.

اقفل لورنزو الباب وحالما شغل المحرك.
.قالت له جودي بعنف :.
_لورنزو !لااريد الذهاب الى الحفلة الليلة .حين قلت انني اريد ذلك لم اكن قد بلورت الافكار جيدا.الان ارى ان من الافضل الا نذهب.
.اشار لورنزو بهدوء:.
_لا يمكننا ان نعدل عن الذهاب الان .فحضورنا صار مرتقبا.

ينبغي ان تكون جودي ممتنة له ,فقد اعاد .ترتيب جدول اعماله كي يتمكن من تقديم هذه الخدمة لها. واالان هي تطلب منه عدم الذهاب.!.
نظر لورنزو الى الجهة الجانبية لوجهها .واستطاع ان يرى تاثير فكرة رؤيتها لخطيبها السابق وعروسه عليها.وكيف ان تلك الفكرة اخذت تضايقها .
.
اذا لم يصر ان تفعل ذلك؟ .ماالذي يحاول اثباته ؟لم لم يضغط رجله على دواسة الوقود.ولم يتوجه الى الفندق ثم يعديها الى ايطاليا قبل ان تتمكن من تغيير رايها ؟.حين يصل الى هناك سيكون امامه سنة كاملة كي .....سنة كاملة لماذا؟ ليقنعها ان .تبقى زوجته ؟هذا ماارده اليس كذلك؟.
بدا يشعر من الاسهل له ان يبقى متزوجا بها. فالزواج يعطي الرجل نوعا من الحس بالهدف والاستقرار لم يكن لورنزو .يقدر في السابق قيمة الزواج المنظم القديم الطراز ,فانه وجودي متزوجان الان .وثمة الكثير الذي يمكن قوله من الناحية العمليلة اذا بقيا متزوجين.

[Just Faith]

.
حالما طان لورنزو نفسه ان جودي تقبلت ان .خطيبها السابق لم يعد متوفرا لها,وبات جزءا من الماضي شعر بالثقة بالنفس,وبانهما .يستطيعان ان ينشنا علاقة ناجحة علاقة زوجية ناجحة ! خانه جسده من خلال توتره المفاجئ.
في المقابل سوف تحظى جودي بحماية زوج.وبحياة مريحة ووقد تحظى بالاولاد,اذا مارغبت بذلك.

عبس بقوة فيما اثارت هذه الافكار التي تنم عن الشهامة.ردة فعل قوية في جسده وعواطفه.
لم يعتبر لورنزو يوما انجاب الاطفال جزءا .هاما في خطط حياته ,فقد كان لديه اقارب كثر قادرون على انجاب الدوق التالي .لكن حرصا على مستقبل الكاستيلو ,وجد من المنطقي ان يورثه لاولاده,وبدا له .من المستحيل ان تترك جودي اولادها.
.
حين وصلا الى الفندق,قرر لورنزو انه لن .يتخذ اي قرار حازم الا بعد انقضاء هذه الامسية ,سوف يلاحظ رد فعل جودي لرؤية خطيبها السابق.واذا اقتنع بعد التفكير الملي ,ان واجهما سيكتب له النجاح ,سوف .يخبر جودي بذلك حاملا يعودان الى ايطاليا.
***
تمنت جودي لو انها لم تقل قط انها تريد حضور الحفلة.
تفحصت انعكاس صورتها في مراة غرفة النوم.ومررت يدا متوترة برفق على سروالها الانيق القشدي اللون المصنوع من قماش الكريب.

_اجاهزة انت ؟.
هزت راسها من غير وعي ,فيما دخل .لورنزو الى غرفة نومها بدا زوجها,كما يبدو عادة طويل القامة.اسمر البشرة فائق الوسامة واكثر تعجرفا.
في الواقع بدا ذلك الرحجل الذي قد تنجذب .اليه اي امراة مهما علا شانها .
ذلك الرجل الذي قد تضعف المراة امامه عاطفيا اذا لم تنتبه.يالها من مسكينة لانها لم تدرك ذلك منذ البداية !.
.
استطاعت جودي ان تلاحظ الطريقة التي .ينظر فيها لورنزو اليها,لكنها ادركت ان املها سيخيب اذا كانت تنتظر مديحا ما من قبله.
فيما كانت تهم بالتوجه نحو باب غرفة النوم.اقترب لورنزو منها واوقفها ,اخذ راسها يعج بالصور المستحيلة وبسيناريوهات غير معقولة.منها ان لورنزو ياخذها بين ذراعيه رافضا ان يتركها .لورنزو يصر ان يبقيها في هذه الغرفة ليشبعها عناقا.لورنزو يقول لها بشغف انه يحبها ,بضعف شديد رفضت جودي ان تعترف كم .تمنت ان يحصل هذا ,وحاولت ان تركز على مايقوله لها في الواقع.
.
_اظن انه يجدر بك وضع هذا الليلة.
اخفضت نظرها لتنظر نحو الخاتم الزمرد .المالوف ,اشار لورنزو قائلا:.
_انه خاتم خطوبتك.كما انه رمز لعلاقتنا .
تقدمت جودي لتاخذه لكن لورنزو هو راسه ثم .تناول يدها ووضع الخاتم في اصبعها بنفسه.

وخزت الدموع عينيها ,ليس بامكان المراة ان .تشعر على هذا النحو الا اذا كانت واقعة في الحب.
.
لم يتطلب منهما الكثير من الوقت ليصلا الى .منزل والدي جون كانت ثمة خيمة كبيرة .منصوبة في الحديقة ,اما المساحة الموازية .للمنزل فمليئة بسيارات مركونة بتنظيم .
رحب بهما عند المدخل ابن عم جون ماان .تعرف عليها حتى فغر فاه قليلا ,ثم احمرت وجنتاه.

.قالت جودي للورنزو :.
_افترض انه ينبغي علينا ايجاد والدي جون اولا.
_تبدو فكرة جيدة.
.سالته وهي تلاحظ العلبة الصغيرة التي يحملها:.
_ماالذي احضرته معك؟.
_شوكولا من صنع يدوي لمضيفتنا.

ثم اضاف :.
_سوف تنقل اثنتا عشرة قنينة من الشراب .الفاخر لمضيفتنا لاحقا.
نظرت اليه نظرة كئيبة ,ثم تناولت حقيبتها .واخرجت منها علبة مربوطة بالشكل نفسه.
_لدي واحدة مماثلة!.
.
قالت جودي هذا وهي تضحك ,وتبتسم من .قلبها للمرة الاولى منذ ان وصلت الى انكلترا.
_جودي ! اخبرتني لوسي انها راتك في البلدة بعد ظهر اليوم.
.تلاشت ابتسامة جودي ماان رات والدة جون تقف امامها.

.بدافع الغريزة اقتربت جودي من لورنزو ,فيما .اخذت والدت جون تتفحصها بحدة,ارفع ذقن جودي وهي تنظر اليها في المقابل.
قالت بهدوء :.
_امل اننا لانتطفل عليكم.
واضافت :.
_هل يمكنني ان اعرفك بوزجي شيلا.
.
_زوجك ؟قالت لوسي هذا. لكنني لم اصدقها ,ياالهي !يالها من مفاجاة!.
.ضحكت والدة جون ضحكة رنانة ثم اضافت:.
_كنا قلقين عليك وظننا انك منزعجة ومفطورة القلب !.
_ادركت جودي سريعا ان غرام المراهقة .لايساوي شيئا بالمقارنة مع الحب الحقيقي.

استطاعت ابتسامة لورنزو ان تلطف الاثر .الحاد لكلماته ,لكن جودي رمقته بنظرة حائرة.ولم تتفاجا لرؤية البريق البارد في عينه .
.اجابته شيلا من دون عاطفة صادقة:.
_حسنا ! اتمنى لكليكما السعادة .......سيد ....
عرفت لورنزو بنفسه بثقة وبرودة:.
_لورنزو نيكولو دستي ,دق دي مونتسافرو.
.
.سالته شيلا بتردد:.
_هل انت .....دوق؟.
.احنى راسه موافقا وقال بكياسة:.
_لكن نادني لورنزو من فضلك.
فجاة بدات جودي تشعر بالمرح.

سالته مضيفتها بلطف:.
_كيف حال المستشار هاغينز؟.
.ثم استدارت لتشرح للورنزو :.
_والد جون هو مستشار قانوني.
.لاحظت جودي ان وجه والدة جون بدا يتحول الى لون قرنفلي غير جذاب,تذكرت .على الفور تلك المناسبات التي حاول فيها والدا جون معاملتها على انها اقل منهم شانا.
.
همست للورنزو فيما ابتعدا كي يتركا لشيلا .المجال لترحب ببعض الواصلين من الزوار.
_هذه احدى المنافع لكوني تزوجت بك وليس بجون.
-وماهي ؟.
_ليس لدي حماة .
.صارا الان يجذبان الكثير من الانظار نحوهما.فيما بدا الناس يلاحظون وجود جودي ,ويرمقونها مرتين متتاليتين سريعتين .قبل ان يستديروا كليا ليتفحصوها عن قرب وبفضول .
.
وضع لورنزو يده تحت مرفقها ,انه على .الارجح خائف منان تتعثر بكعبيها العاليين ,فتقع على وجهها.وتلحق بهما العار, هذا ما فكرت به جودي,فيما حاولت ان .تعبر بنجاح الارض غير المستوية.
_جودي.....!.
.استدارت جودي مع ابتسامة حقيقية مرتسمة على محياها.حين سمعت الدفء والسعادة في صوت الطبيب المحلي.

_دكتور فيليبس !.
.عانقها الطبيب بحماس ثم ابتسم لها بصدق وقال:.
_تبدين بحال جيدة.
_طعام ايطالي ,وشمس ايطالية........
.قاطعها لورنزو بكلمات اضحكت الطبيب :.
_....وزوج ايطالي .
.همس الطبيب قائلا:.
_لايجدر بي قول هذا .....لكنني لطالما .اعتقدت انك ستكونين خسارة كبيرة مع جون,,,فهو شاب جميل لكنه ضعيف وواقع تحت سيطرة امه.
.
.اعترضت جودي لكنها ظلت تضحك:.
_مسكين جون ! هذا ليس لطيفا.
حتى الان لم تكن جودي قد رات ايا من لويس وجون.
نظرت جودي الى لورنزو ,وسمحت لنفسها .بالتمتع ببعض التخيلات ,كان تقترح عليه ان يغادرا ويذهبا الى الفندق ,لابد انه .سيوافق بطيبة خاطر وبابتسامة حميمة مرضية تنهدت قليلا فيما تخلت عن هذا .السيناريو غير المحتمل بالرغم من اغرائه.
.
.سالها مسيئا فهم سبب تنهدها:.
_اهي رجلك؟.
هل عليها ان تكذب ووتتظاهر انها تزعجها .كي تجد وسيلة للمغادرة ؟.
قبل ان تتمكن من التفوه بكلمة واحدة, انضم .اليهما الكاهن وزوجته ,وعلى الفور انغمس لورنزو في الحديث معهما عن فورنسا .
ارتشفت جودي رشفة من كوبها حين سمعت .لويس تقول لها بنبرة فظة :.
_اود التكلم معك قليلا.
.
.كانت لويس وحدها ولم يكن هناك من اثر لجون .
.همست صديقتها السابقة بغضب :.
_لاتظني انني لااعرف ماتنوين فعله وما تفعلينه هنا.
استطاعت جودي ان تشعر بوجهها وقد اخذ يلتهب.انها تشعر بالذنب بسبب دافعها الاساسي للقدوم الى هناك .
_هذه حياة حقيقية جودي وليست قصة رومنسية.لن يعبر جون اهتمامه لك اصلا ,ويتركني كي يعود اليك.

_جيد ,لانني بصراحة لااريده ان يفعل ,لويس !.انا متزوجة الان ,وانا ........
_متزوجة ؟انت ؟.
.نظرت لويس الى جودي بازدراء وقالت :.
_يمكنك خداع الجميع لكنني لااصدقك البتة .اظن انك غير متزوجة فانت لاتبدين كذلك .واعتقد ان زوجك المزعوم ماهو الا ممثل وظفته للعب هذا الدور.
.
.رمقت لويس جودي بغضب واكملت :.
_مامن رجل بمثل وسامته سينظر اليك,لاسيما مع رجلك تلك.الجميع يضحك منك عرفين هذا الامر .اليس كذلك ؟.انت تتظاهرين بزواجك من دوق ,وكانها الحقيقة !. وذاك الخاتم السخيف الذي تضعينه ......
.اضافت وهي تلوي شفتيها:.
_من الواضح جدا انه مزيف مثلك تماما ومثل زوجك.اراهن على انك مازلت تلك العذرا ء الصغيرة المثيرة للشفقة منذ ان تركك جون.

بدافع الغريزة وجهت جودي نظرها نحو لورنزو .وفي عينيها التماس صامت,نظر اليها هذا الاخير في المقابل .ثم اخذ يتوجه نحوها ,مستجيبا لرسالتها العاطفية الصامتة التي ارسلتها له.
شعرت جودي بالارتياح حينئذ ,ذلك كل .ماتستطيع فعله كي لاترمي نفسها بين ذراعيه .وتتوسل اليه بان ياخذها بعيدا عن هذا المكان.

شعر لورنزو بالم جودي في قلبه,ففارت في .داخله رغبة غريزية وغضب حانق كي يحميها .
سمع ماقالته لويس لها, ولم يكن بحاجة حتى الى ذلك الالتماس الصامت من قبلها وهي تتوسله ان يساعدها ,ويقف الى جانبها.
.
اراد ان ينتشلها ويبعدها عن هؤلاء الاشخاص الذين لايقدرونها.عن الرجل الذي لم يحبها كما تستحق ان تحب ,والذي لغبائه رفضها.في تلك اللحظة شعر لورنزو ان الحب يغمره ولم يعد يهمه شيء غير جودي وسعادتها.
.اقترب لورنزو من جودي وامسك بيدها.

.قال للويس ببرودة:.
_لمعلوماتك انا لست ممثلا ,انا وجودي تزوجنا .وانا متيم بجمالها ,تماما كما احب عذوبة طبيعتها.اما بالنسبة الى اصاله لقبي وخاتم الخطوبة العائلي ....
بدت االنظرة التي اعطاها لورنزو للويس .صاعقة فعلا وتعجبت جودي كيف انها لم توهت لويس على الفور.
.
.اكمل موضحا :.
_بما انك مخطوبة الى رجل ,من الواضح انه .لايستطيع ان يفرق بين ماهو اصلي وماهو مخادع ,لايستغرب المرء ان يسمعك .تعبرين عن اراء خاطئة وجاهلة.
واردف قائلا:.
_لمعلوماتك ايضا فان سبب مجيئنا الى هنا .......
.رفع صوته قليلا فيما تجمع حولهم حشد فضولي واردف :.
_كان ذلك قراري, اردت ان ارى المكان .الذي نشات فيه جودي, وان التقي ايضا الاشخاص الذين ترعرعت بينهم ,واعترف .انني اردت ان التقي ايضا الرجل الذي كان غبيا بما يكفي ليتخلى عنها,اما هي فكل .ماارادته هو ان تتمنى لكما اطيب التمنيات.
.
ظل لورنزو ممسكا بيدها ,وفي تلك اللحظة .امسك بها باحكام فيما اقترب اكثر نحوها في حركة تنم عن الحماية.تلقائيا مالت جودي نحوه مرحبة بدفء جسده وهو .يمتص صدمتها وارتجافها.
.ثم قال لورنزو للويس بصوت خفيض جدا لم يسمعه احد سواها :.
_يالك من مخلوق يدعو للشفقة!.

واضاف :.
_تسرقين خطيب صديقتك ,وبسبب عدم .اهليتك وافتقارك للعمق العاطفي .تجبرين على العيش في خوف دائم خشية ان تسلبه منك.
تحول لون بشرة لويس من الاحمر الى الابيض.فيما ضربت كلمات لورنزو الوتر الحساس لديها,فجاة بدت المراة التي .لطالما اعتبرتها جودي مثالا للجمال بشعة جدا.
.
اتى جون مسرعا الى جانب لويس ,وهو .ينظر عاجزا تارة الى الامام وتارة الى الخلف بين جموع النسوة.
حين نظرت جودي اليه لاحظت كم يبدو مزدريا .بالمقارنة مع لورنزو ,وكم يبدو ضعيفا كرجل لو لم تكن قد ادركت مسبقا انها .لم تعد تحبه ,فانها ستدرك هذا الان بالتاكيد.
.سالها لورنزو:.
_هل انت جاهزة للمغادرة؟.
بصمت مطبق هزت راسها الى الامام والخلف. .

[Just Faith]

14 - الى ان يفرقنا الموت

قاد لورنزوالسيارة الى فندقهما بصمت.وشعرت جودي باالامنتان له لانه لم يتفوه بكلمة ,حين عادا الى جناحهما سعرت .بالصدمة والانزعاج من جراء هجوم لويس الحاقد.
مااراته الان هو خصوصية غرفتها,حيث .تستطيع ان تطلق العنان لدموعها التي كانت على وشك الانهمار.
.شعرت بالارتياح حين لم يعلق لورنزو عندما قالت :.
_راسي يؤلمني ,اظن انني سوف اخلد الى النوم باكرا .
.
في غرفتها خلعت جودي ثيابها ثم استحمت .بعد ان جففت جسمها بسرعة وارتدت ثياب النوم ,سارت بهدوء نحو سريرها لتندس .بين الاغطية الباردة الناعمة,وهي تشعر بالرضى لان لويس لم تعرف انها ولورنزو .ينامان في غرفتين منفصلتين.
انتفضت عندما سمعت طرقة قوية على باب الغرفة .
.تلاها صوت لورنزو وهو يقول:.
_طلبت لك طعام العشاء ساجلبه لك.
كان الوقت قد فات لتقول له انها لاتريده ,فقد .فتح الباب ودفع عربة مثقلة بالطعام الى داخل الغرفة .
.
سالها بجفاف :.
_هنا بعض السلطة الباردة وكوب من الشاي .تذكرت انك تحبين شرب الشاي حين .يؤلمك راسك ......ام ان ذاك الالم نابع من قلبك ؟
عضت جودي شفتها.وكافحت حتى تسوي جلستها فيما بقيت متمسكة بغطاء .السرير حماية لها ,واخذت نفسها عميقا .
.وقالت بصوت خفيض:.
_لورنزو !لم اشكرك بعد على .... على .مساندتي بما قلته للويس .
.
_انت زوجتي حين يتعلق الامر بصحة زواجنا.من الطبيعي ان اساندك ,ومن .الطبيعي ايضا الا ادع تلك المراة الغبية اتهامات خاطئة.
.هزت جودي راسها وقالت:.
_نعرف كلانا ان مجيئنا الى هنا لم تكن فكرتك.

اجابها بهدوء :.
_لا كانت فكرتك ,لانك اردت ان تري .خطيبك السابق, وتعرفي انك افضل حالا من دونه .
اكمل برزانة:.
-الانطباع الذي اخذته عنه من الاشخاص .الذين تكلمت معهم هو انه رجل ضعيف وسطحي.وتسيطر عليه امه الى حد كبير.
_عائلة لويس غنية جدا,على الارجح ان شيلا .اعتقدت ان لويس سوف تكون زوجة افضل لجون.ربما لانني اشكو من ضعف في رجلي ,في الواقع جون لايعني لي شيئا الان.استطيع ان اراه على حقيقته واظن انني محظوظة بعدم الزواج به.

اس,عبس لورنزو وقال:.
_تبدين كانك تنين ذلك فعلا.
_نعم ادركت انني لم اعد احبه قبل ان اغادر .انكلترا ,وعودتي اكدت ماعرفته مسبقا.

لكنها بالطبع لم تستطع ان تخبر لورنزو ان .عودتها ورؤيتها لجون ,اظهرتا لها قوة حبها للورنزو مقارنة مع المشاعر التي كانت .تعتقد انها تكنها لجون.........
اخذت تقضم شفتها السفلى .
ثم قالت بارتباك :.
_كان يجب علي ان ادرك ........ان الناس .سوف يعرفون ان...زواجنا ليس حقيقيا ,وانك لاتريدني.

.ضحكت ضحكة قوية واردفت :.
_اعتقد ان من الواضح انني عذراء غير .مرغوب فيها ,كما ان رجلي .......و......
_ماهذا الهراء؟.
سالها لورنزو وهو يضع كوب الشاي الذي كان يسكبه لها .ثم توجه الى جانب السرير كي يقف قربها.
.
_هذا ليس هراء.
.واكملت بنبرة شرسة:.
_رفضني جون بسبب رجلي ,وبسببها ايضا مازلت عذراء.اكره ان اعرف ان الناس يشفقون علي ,ويهزاون بي بسببها.
واردفت :.
_اتمنى لو......
_لو .......ماذا؟.
_لو ان لويس رات امراة حقيقية حين نظرت الي.
.
.جلس لورنزو على السرير بجانبها.
.قال لها بعدم احتشام:.
_اذا كان ذلك ماتريدينه ,فيمكن تحقيقه بسهولة.لانني وعلى خلاف خطيبك السابق المغفل.اشعر بانجذا كبير نحوك.
ابتلعت ريقها وقالت بصوت حاد :.
_انت ........ماذا؟.

_نعم بالاضافة الى ذلك ,انا اكثر من مستعد .لاثبت هذا لك امامنا الليلة بطولها ,واذا اردت سوف تشهدين زواجهما البائس بنظرة امراة متفتحة يوم غد ,,,امراة اشبعت فضولها وتوقها الى العلاقة الزوجية الحقيقة.. ..
هل يعرض عليها اقامة علاقة حميمة؟ارتعشت جودي قليلا. ورطبت شفتيها بطرف لسانها ثم اجابته:.
_لكن ........هناك مخاطرة بذلك اذ ربما اصبح حاملا.

[Just Faith]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

[Just Faith]

الخاتمة

_انظر الى وجوههم!.
همست جودي للورنزو فيما كانا يقفان بجانب .بعضهما في ساحة الكاستيلو ,وهما يراقبان التعابير البدية على وجوه الاطفال .وهم يترجلون من الحافلة المكيفة التي اقلتهم من المطار .
.
اولئك هم ضحايا الحرب الذين يصلون الى .الكاستيلو ضمن اطار مشروع الذي بداه لورنزو.
مضت سنة على رجوعهما من انكلترا ,وهما .لايزلان ملتزمين ببعضهما وبزواجهما وبانجازات حلم لورنزو.
في الغرف الاساسية اللوحات المجددة تلمع .بفضل غنى الوانه الابضة بالحياة .
.
وفي غرف النوم المفروشة والمطلية حديثا .الاسرة تنتظر الاطفال ,اما اخصائو المعالجة المتمرسون فينتظرون في الجناح .الجديد الذي يضم بركة سباحة وغرف العلاج ,بالاضافة الى النادي الرياضي.
.قالت له جودي :.
_ياله من عمل رائع تقوم به لورنزو!انت تقدم .المساعدة للكثيرين وتدخل الفرح الى قلوبهم.
.
_ليس اكثر من الفرح الذي ادخلته انت الى قلبي.
قال لورنزو لها هذا ,وهو يحني راسه ليعانقها .ثم ضحكا معا فيما حاول ابنهما البالغ من العمر الثلاثة اشهر والذي تحمله جودي .بين ذراعيها ,ان يلتقط اصبع والده!.

[Just Faith]

تمـــــــــــــــــــــــ ــــــــــت