آخر 10 مشاركات
الشيـطان حــولك .. *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          106 - سيد الرعاة - مارغريت روم - ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          1056 - الفتاة المتمردة - كارول مورتيمر - دار م. النحاس (الكاتـب : Topaz. - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree54Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-14, 11:55 AM   #21

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



((الجـــزء الثـــامـــن عشـــــر ))


هدوء عاصف ، ، ،


يخيّم على الحديقة المتاخمة للغابة. . .!


الفراشات تختال، ، ،

كاختيال تلك المرأة <<< ذات الشال الأخضر...!


وهي تذوب في الغابة. . . !


خيلاء المطر . . . وهدأة الغيوم، ، ،


الفراشات بألوانها . . وبالخفّة التي لا تكسر غصناً . . .!


كأنما جاءت إلى العالم . . . بما ينقصه من فرح ولطافة خيالٍ وطمأنينة. . !


" ولا شيء يكسر هذا الضجَر العريق"



( ســـيف الرحبـــي )



ثلاث شهور مرت إلى الآن ما استجد خلالها اي تغيير فعلي ، باستثناء التغيير الكبير

اللي شهدته روحــي، عانقت عيوني خلال هذي الشهور ملامح الكثير باستثناء باسل

اللي ما زال مختفي في غياهِب البعد. . .


خالتي بعد مكالمه موجعه ومؤلمه استقبلتها منها ما قدرت إلا اني ابادلها نفس مشاعر الألم

جرّاء البعد . . . .ونفس مشاعر الإشتياق، ندمها واضح، واعطيتها الفرصه لاستماع تبريراتها..

وان كانت واهيه وضعيفه بالنسبة لي. . . الا انها كانت محمله بأحاسيس صادقه . .

استطاعت ان تلامس شغاف قلبي. . . لأني بصدق أدري أن تصرفاتها وان اسائتني إلا

انها كانت بحسن نيه . . .


رفعت جوالي في انتظار اتصال من البنات حتى اطلع لهم . . تأكدت من الساعه كانت الخامسه إلا ربع . . . هذا ميعاد وصولهم. . .

نهضت لما رن جوالي ..مريت على جدتي ودعتها وطلعــت. . .


( السلام عليكم ) قلتها وانا اجلس جنب مزون..

عمي احمد وبناته ردوا السلام... ..الا مزون المتذمره كالعاده..!

قالت بضيق:

( كم مره قايله لك لما بتشوفيني راكبه جنب الدريشه لفي واركبي من الجهة الثانيه )!

قلت لها بضحكه :

( ذلحين انا متعنيه وجايه اركب جنبك وبالأخير هذي جزاتي )!

قالت بقهر :

( ايه ايه كثري من هالكلام ..الا قولي ابا اضايقك ..مدري ليش الكل متقصدني بالذات..

في بيتنا امي وعيالها مجنني...وهنيه بنات عمي احمد والحين انتي انضميتي لهن..

ويش هالحياه ... متى الواحد يرتاح مع ناس يحبهم ويحبوه ..ولا يضايقوه.....)

ردت عليها هنادي بصوت منخفض:

( مزون حبيبتي لا تحلمي واجد، كلنا ندري انه بعد هالمعّلقه تبينا ندعي أن الله يقرب عرسك انتي وعزام .....لكن ابشرك محدً بداعي لك هالدعوه خلي عزام المسكين يتهنا حياته قبل لا يبتلش فيك)

لما سمعت صرخة هنادي....نأيت بنفسي جنب الباب منشان لا توصلني قرصة مزون الفتاكه..!

سارة اللي كانت جالسة قدام جنب ابوها التفتت بسرعه وبفضول قالت :

( ويش عندكن..ويش صاير اليوم بعد ....)

تحنحن مزون الحاد وصل رسالة مفادها الصمت للجميع....وبالفعل التزمنا الصمت حتى لا نحرجها قدام عمي احمد....!

لما طال الصمت ....ومحد منا رد على ساره... صاحت بقهر :

( هيييييييي ويش هالتطنيش .........!! انا أكلمكن ترى......)

ولا رد.......!

بعد لحظات رفعت يديها بضيق وجات تبا تتكلم / قاطعها عمي احمد :

( اقول سويره اسكتي واحفظي اللي باقي من ماي وجهك....)



المركز الإسلامي اعاد الكثير من التوازن لروحي...حفظ القرآن شيء ما عمري فكرت فيه..

ما احفظه بالسابق كان قليل جداً ، لكن خلال هالشهور حفظت اكثر من عشرة اجزاء
وما زلت مستمره بالحفظ....

بالإضافه الى انه كثير من الدروس الفقهية والمعاملات الشرعية المهمه في حياة كل مسلم

كنت اجهلها، والآن بفضل من الله .. صارت واضحة لي اكثر. . .

هذا عزائي لنفسي انه وقتي ما ضاع ابداً..احسنت استغلاله بأمور مهمه تنفعني دنيا ودين. .

من لما عرضت علي عمتي هاجر فكرة الذهاب للمركز الإسلامي النسائي بصحبة البنات..

حسيتها فكرة مناسبه ..للإستفاده من الوقت الفائض معي خلال هذي الشهور المؤقته..



بعد ما رجعت المساء انتبهت انه جدتي كانت تكلم احد بالجوال، وكعادتي في الآونه الأخيره

لما اسمع رنين جوالها اتسحب بخفه ومن ثم اشق طريقي للهروب........!

اتصنع الحجج ....اشغل نفسي ، حتى ما اكلم باسل...حتى اتصالاته في جوالي ما ارد عليها بتاتاً..


على الرغم من مشاعري الخاينة لي...الا اني ما زلت ممتلكه لتصرفاتي يكفي جنوني خلال الشهور الماضيه. . .

( تعالي يا عليا ) وصلني صوت جدتي الآمر ..!

المسافه قريبة.....واعذاري انتهت.....وجدتي احس انها مترصده لي هالمره ...!

كيف ابا اتصرف.....ياااارب.....!

مدت لي الجوال من قبل حتى لا اقترب منها ..! وقالت بأمر:

( كلمي باسل ، كل نهار يسأل عنك..!)


اقتربت منها . . . وبــإيــد مرتجفه اخذت الجوال....وثبته على اذني ...وحبست انفاسي ..!


( علــيـا....)

لما وصلني صوته اضطرب نفسي ، شوق ، توتر من صوته ، ضيق من غيابه وبعده ....!

( علــيـا....)

ما قـــدرت ارد. . . . لما طال الوقت وما حصل جواب. . . قال من جديد:

( عليــا انتي معي....؟؟! )

لو ان جدتي مو موجوده كنت راح انهي الاتصال بأسرع فرصه، ما كنت ابداً راح اواصل معه

لأن الضعف مهاجمني....ومشاعري تحركت نحوه بشكل خارج عن سيطرتي لمجرد سماعي لصوته. . .

لما طال صمتي ، وعيت على لمسة جدتي ليدي ...لما وجهت نظري لها شفت ملامح
الاستغراب على وجهها بسبب صمتي الطائل .......!!

اخذت نفس عميق ورديت بتوتر :

( هــلا )

رد بقوة وبنفس واحد :

( هــلا والله ، حيــاك....كيف حالــك ..)

جاوبته :

( الحمدلله طيبه....)ثم اردفت بتردد:

( كيف حالكم....واخبار بدريه....كيف صحتها )

رد :

( الحمدلله العملية تمت بنجاح...وكلنا بخير...انتي وينك ..؟
ليش ما تردي على اتصالاتي بجوالك ..)

ماتت الأعذار...!! ويش اقول له ذلحين.....؟!

انا متأكده انه يعرف اني عن تعمد اطنش اتصالاته ، واهرب من الحديث معه،،فليش السؤال..؟!

لما طال صمتي قال :

( عموماً....مبروك على الأجزاء اللي حفظتيها من القرآن الله ينفعك بها دنيا وآخره.....
اخبارك مع المركز ....مواصله الدوام .....رحتي اليوم.......)

انصدمت...متااابع لكل اخباااري..امر ما كان بالحسبان، ما توقعت انه ممكن يكون مهتم ابداً

وحتى لو صار وعرف عن المركز بالصدفه من جدتي امر ممكن ، لكن حتى حفظي يعرف عنه ..! هل هذا يعني ان باسل مهتم ....؟؟

لا ...لا يمكن ....لو انه مهتم ما كان راح يتركني خلال الشهور اللي مضت. . . لكنه كذا طبعه
دايم يحب يتصنع. . ...

سألته وانا مقهوره :

( ويش درّاك عن المركز...وعن الأجزاء اللي حفظتها .......؟)

رد ببرود :

( بالله هذا سؤال يا عليا ....؟؟ كيف ويش دراني ...وانا اللي مكلم عمتي هاجر تعرض عليك فكرة الذهاب للمركز مع البنات..؟!)


اختنقت من الضيق والقهر والغضب ..حتى وهو بعيد متحكم بحياتي....طيب ليش....؟

ليش يسوي كذا معايه....لوين يبا يوصل...ليش يمثل انه مهتم..وهو في الحقيقه غير كذا بتاتاً....

رجعت انظاري لجدتي اللي اتخذت لها مجلس بعيد عني....

رجعت اسأله من بين اسناني بقهر :

( ليش تسوي كذا يا باسل...ويش الهدف من انك تمثل الاهتمام...ويش تبا مني..ليش ما تتركني بحالي.......)

متأكده ان الصدمة هي السبب في صمت باسل اللي استمر لثواني...

ومن بعدها وصلتني تنهيدته المثقله ثم اجاب:


( آخ يا عليـا..احنا تو ما تعدينا هالمرحله....؟؟! وانا اللي اقول انك راح ترجعي لعقلك خلال هالفتره ..)

ثم اردف بصوت مختلف يحمل قليل من الجديه :

(انتي حرمتي يا عليا...كيف ما تبيني اهتم فيك....)

ما زال يردد هالكلام ، وما زالت تصرفاته من واقع شعوره بالمسؤوليه فقط..!

جاوبته بقهر :

( انت زوج بدريه وبس....انا قايله لك هالوضع ما يناسبني ولا راح يناسبني ابداً)


طنش كلامي...! وقال :

( ذلحين خلينا فالأهم ...خبريني .. ما اشتقتي لي.....؟)

ثم اردف بخبث:

( ليش كنتي تصيحي طوال ليلة سفري ..حتى النوم ما نمتي هذيك الليله ...ما ودك تفارقيني يا عليا....ترى هذي كلها دلائل في عرف الأزواج تعتبر ايجابيه كثير.....هيا خبريني...؟؟)


شهقت بغضب وقهر من حديثه . . . أي كلام ذلحين راح اقوله مستحيل يكون له أي قيمه

بعد اللي قاله....ولأني من الأساس ما أقدر أكذب هالجزئية .....

لكن اللي جد يقهر هو معرفته بموضوع بكائي الغبي هذيك الليله....!

الله يهديك يا عمي احمد ليش تقول له....ليش تشمته فيني...!


حتى انهي هالموضوع بأكمله...وأقفل على هالسيرة اللي مو من صالحي المواصله فيها ....

بديت اكلمه عن جدتي ....وحالتها الصحيه اللي مو عاجبتني ....


بعد ما سمع كلامي رد بضيق :

( وانتي تظنيني يا عليا ما قد كلمتها انا عشان تعمل العملية .....او حتى اعمامي وعمتي ما كلموها....بس هي الله يهديها معانده..)

قلت له :

( هي رافضة لأنك انته بعيد.......تقول ما تبي اي شي يصير بغيابك...!)

قال بتردد:

( هي رافضة عملها وابويه ما موجود.......)

انتبهت اننا نتكلم عن نقطتين مختلفتين.....باسل ما يدري ان جدتي راضية بالصلح مع عمي

عبدالله ....لكنها تنتظر عودته ...!!

جاوبته باختصار:

( هالقضية سبق وتناقشنا انا وجدتي عنها......وهي موافقة على رجوع عمي عبدالله..

لكنها ما تبا اي شي يتم وانت بعيد........)

لحظات صمت ..بعدها سأل باسل :


( انتي كلمتيها يا عليا...وانتي عادي معك موافقه وراضيه عنه )

رديت باختصار :


( اكيد . . . ماشي سبب يمنعني من الموافقه على موضوع مثل كذا وفي صالح جدتي ، ومن الأساس عمي عبدالله ما يستاهل كل هالنبذ)


قال بهدوء وبصوت فيه فخر :

( أنا أشهد أنك أصغرنا ، لكنك أعقل مننا كلنا يا عليا.. )

حسيت بالدم يصعد لوجهي من مجاملته اللطيفه...ثم عاد تفكيري لموضوع جدتي

ليش باسل مو راضي يرجع مثل عمي محمد وعياله اللي دايم يروحوا ويرجعوا

على الأقل يرجع خلال هالأسبوع منشان خاطر جدتي....ولا مو راضي يترك بدريه..!

قلت له :

( دام عمي محمد وعياله يروحوا ويرجعوا من امريكا بالتناوب خلال هالشهور..

ارجع انت بعد... وانهي هالموضوع.....منشان تتسهل الأمور..وترضى جدتي تتعالج. ...)

ثم اردفت بقهر :

( ولا ما تبا ترجع عاجبتنك امريكا واهلها....وما هامتنك صحة جدتي وما تجي على بالك ....؟؟!.)

قال بحده ولأول مره اسمعها من شهووور:

( لا حول ولا قوة الا بالله...انتي لازم تعصبي بالإنسان...لازم ترفعيلي ضغطي..)

رديت عليه بلا مبالاه :

( شوف ترى محد غيرك حاليا.. مأخر عملية جدتي ....فالأحسن انك تجي منشان خاطرها)

وصلتني صوت ضحكته الخفيف ثم قال برواق:

( متأكده انه عشان خاطر امي..! اخاف انك تكوني انتي اللي مشتاقه وحاطه صحة
امي كعذر...هااه يا عليا.....)

في هاللحظه سرى الشك في قلبي....! معقوله ان كلام باسل صحيح...

لا لا مستحيل.....بس هو كذا متعمد يبا يوهمني......

لكن هو صادق في الحقيقه انا مشتاقه له واجد....!

بعد حالة المد والجزر اللي صنعها باسل في مشاعري حسيت بعدم القدره لمواصلة هالمكالمه

من دون تفكير فصلت الاتصال.....ورحت لجدتي واعطيتها الجوال.....!

قالت باستغراب :

( باسل قده راح )

قلت لها وانا طالعه :

( ايوه خلاص انتهت المكالمه...!)

......


mansou and وكان like this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 02-11-14, 11:57 AM   #22

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(( الجــــزء التــــاســع عــــشــــر ))



شمس الحلا عقدً فريد زيّن سحايب من مطر

لين الثرى منها ارتوى والأرض روضة من زهر


وتبسمت من ثغرهــــا بانت عناقيد الـــدرر

ارض الجمال غرد لها بلبل على غصن الشجر



( صلالــه أرض اللـــبان / وطنيــــة )


صلاله بدأت تخلع ثوب الحداد القاتم في طريقها لاستبداله بثوب الجمال والفتنه الخلابه ...

بدأت الأرض والجبال والأشجار تفتح اكفها بفرح لاستقبال نزف السحاب النقي حتى تصبح

عروس الخريف آيه تحبس الأنفاس لروعتــها......!



الاستمتاع بمنظر تساقط الأمطار الموسمية اصبح من هواياتي المفضلة ، لكسر الملل اللي

اصابني من بعد ما انتهت فترة الدوام الرسمية بالمركز ومن جهه أخرى للانتعاش في ظل الأجواء

البارده من بعد ما انتهت موجة الأجواء الحاره والكاتمه خلال الشهر الماضي ....



ارتشفت من كوب الككاو الساخن اللي بيدي حتى يبدد برودة الجو اللي بدت تسري بجسدي

رجعت استند على المقعد اللي بالبلكونه....حتى ارجع لــفكري اللي ســارح لبعــــيد , ببعد المحيطات اللي تفصل قلبي عن روحي....


بــاسل ...!


لو أن جدتي ما حلفت عليه من أجل محاولة ايجاد علاج لحمل بدريه , لو ان مشاعر الشفقة اللي

بقلبها لباسل وبدريه ، طالتها وطالتني ....كان باسل واصل من امد طويل ....!


ليش كذا يا جدتي..!!!

والأسوء من كذا ليش باسل يرضخ لها , التحجج بعلاج حمل بدريه سبب تافه بنظري ....!!


كان من الممكن انه يتأجل لأنه صحة جدتي اهم ، ولكن تصرفهم يحوي الكثير من الأنانية....!


ارتشفت آخر قطرة من كوب الككاو اللي برودته دليل على مضي الوقت من دون لا احس فيه.....


القيت نظرة وداع على الحديقة المتلألأة بفضل حبات المطر ، العمل في الحديقة والمزرعه

اول ما يطلع العامل ، اصبح جزء لا يتجزء من حياتي اليوميه ، ومن اهم اسباب كسر وحدتي ،

والاستمتاع بوقتي . . .

استنشقت رائحة الأشجار والزهور العذبة والتربة العطره....اللي ظاهره بسبب اثارة قطرات المطر لها....

ومن بعدها دخلت البيت .......وقفلت الأبواب.....واتجهت للمطبخ.........



البيت كان ساكن كالعاده........هادئ بشكل يبعث على الملل, جدتي والعاملات الكل ناايم

على الرغم من ان الساعة ما بعد تعدت التاسعه.....!


حطيت الكوب على طاولة المطبخ...واتجهت للباب الخلفي اللي بالمطبخ عشان اقفله

دفعته بالخفيف....وقبل لا اقفله...حسيت بالباب يندفع باتجاهي......!


ارجعت السبب للأمطار اللي احياناً تكون مصحوبة برياح ، رجعت ادفعه بقوه...

لكني من جديد لاحظت انه يرجع لجهتي .....!!!


بمشاعر من خوف متسلل لقلبي بديت ادفعه بقوه......وفجأة سمعت صوت انسان بالخارج ..


من دون تركيز الخوف دفعني لاستخدام كل قوتي لضغط الباب بقوة ، ومن ثم محاولة قفله...


وصلتني صرخة قويه........ومن بعدها انفتح الباب بأكمله.....!



عقلي بدأ يشتغل بدون تركيز ، لكن اهم ما جاء في بالي هو اني اطلع من المطبخ بأسرع

فرصة ممكنه .....برجلين مرتجفة التفيت حتى اطلع من المطبخ ...واصعد الدرج لغرفتي ...



لكن قبل لا استدير جذبتني ايد قويه ...تلقائيا رفعت ايدي الثانية اغطي بها وجهي

حتى لا اواجه الموقف.......وصرخت بأقوى صوت ( حــرااااااااامي )!


رغم اني فاقده اي امل ان احد يسمع صرختي....لكن تلقائية الموقف اللي ينشأها الخوف

أمر لا يمكن السيطره عليه ....!



( حسبي الله على ابليسك يا عبدالله ....روعتها)..!


هذا الكلام اللي وصلني بصوت أنثوي مألوف عنـــدي... .....

لحظه ......لحظه ......هذا مو صوت خالتي..؟؟!!!


فتحت عيني باستكشاف ونبضات قلبي ما بعد هدت...ما زالت عاليه...!

عمي عبدالله قابض ايدي ونظره متركز على ايده الثانية......


نزلت عيوني بفضول للمنظر اللي قاعد يشوفه.....!!!!


اصابع يده كانت محمره بقـــوه......هذا سر الصرخه اللي سمعتها لما صكيت الباب بقوه..!


بلا شعور ضحكت بخفه....!رغم الدموع اللي سقطت من عيوني لا شعورياً من خوفي السابق ...!


رجعت ادقق في اشكال عمي وخالتي ملابسهم مبتله و حالتهم حاله.........!!!!!!


كان من الصعب اني اخفي ابتسامتي...اللي لاحظها عمي عبدالله وعلّق عليها :


( تبتسمي ذلحين هااه...عقب ما عورتي اصابعي...)


درست ملامحهم بخفه ..الارهاق والتعب بادي على محياهم , خليط من توتر وشجن يتجاذب

الاثنين ...وصلوا لهنيه وهم مو عارفين الأمور كيف راح تتم , وكيف تبا تنحل....


من الصعب ان تكون ردة فعلي سلبية لرؤيتهم , لأنها مو كذا باطنياً ولا ابيها تصير كذا

ظاهرياً....بالعكس انا سعيده جداً بعودتهم ....وكلي أمل ان الأمور راح تتيسر كثير..

ومن المفترض ان تبدأ من جهتي ....

حتى اكسر الحواجز اللي انبنت خلال الفتره الماضية ...كان من الأفضل

اني اكون بطبيعتي ....

رديت بضحكه على كلامه السابق :

( ويش اسوي...حسبتكم حراميه...متسللين بالليل..ولا بعد من الباب الخلفي..وخالتي ما اتصلت

تبلغني انكم جايين......)


مع انهائي لآخر كلامي وعيت على يدين عمي عبدالله وهي تجذبني بقوة للارتماء بصدره

في عنــاق ابـــوي دافـــئ.....صامـــت....مفاجئ لدرجة انه الجمني الصمت....!


بعد لحظات ابعدني عنه وقبل اعلى جبيني وقال بهدوء :

( هذا اللي كنت ابا اسويه من لما شفتك يا عليا...مشتاق لك يا بنت سلطان ...

وانتي صغيرة ما كنتي تفارقي هالحضن , ما كنت اقدر اطلع من عندكم ..

الا وانتي نايمه ....عشان لا تبكي.....)


عناق مفاجئ, ذكريات مباغته صدمتني....ما كنت متوقعه اسمعها من عمي عبدالله


لأنه ذكرياتي عنه في السابق كانت قليله جداً ، اما تصوراتي الحالية فهي مختلفه عن حديثه وموقفه الحالي....


لذلك انعقد لساني .......ما لقيت الكلام المناسب منشان ارد عليه...!


لمســه متــردده في ذارعي صحتني من سرحاني...التفت لأواجه خالتي اللي

كانت اكيد متأثره من صدودي لها بآخر لقاء لنا.....


لكني كسرت كل مخاوفها....بارتمائي فاحضانها....تماماً مثل ما كنت اسوي زمان....


رغم ان أغلب الأقوال تأكد ان رائحة الأم تظل مميزة بالنسبة لأبناءها..لكن خالتي كذلك

كانت وما زالت مميزة بالنسبة لي حنانها الأمومي...رائحتها ..لمساتها

صدق من قال أن الخاله والده مرتين..!

........

بعدت عن خالتي وانا اجفف عيوني ...قلت لهم على وجه السرعه :

( بروح اصحي العاملات يجهزن لكم العشا..)

قال عمي عبدالله :

( ما نبا عشا ...بس نبا نرتاح وننام ..شوفي لنا جناح او غرفة ...)

ثم اردف باستفسار :

( يدتك راجده ...؟؟)

جاوبته :

( ايوه راجده..تبو تحت ولا فوق......)

قال قبل لا يطلع..:

(المكان المناسب ...انا اول مره اجي هنا ...بطلع اجيب الشنط....

اسماء روحي مع عليا وانا بنزل الشنط......)

كان امر محزن سماع عمي عبدالله يقول انه ما قدر زار البيت ولا يعرف تفاصيله

....اكيد ان البيت من انبنى صارله سنين...وطوال هالسنين هو مو زايره....


في الجناح الواسع .....المقابل لغرفتي بالطابق الثاني..ساعدت خالتي على اخراج أغطية السرير من الأدراج......
بعدها نزلت حتى ادل عمي عبدالله للجناح.....

وتركتهم متمنيه لهم ليله سعيده......

....


في الأجواء الماطره يصبح النوم كالغيبويه .....!

لذلك دائماً ما اصحى متأخره هالأيام...تأكدت من الساعه بكسل وحصلتها قريبة من الثامنه والنصف..

وقتها تذكرت وجود عمي وخالتي...... وجدتي !!!!!

قفزت بسرعه .......جدتي ويش موقفها.....لاااااا لا يكون ضيعت على نفسي فرصة لقائهم ....!


حمام ساخن ضروري للنشاط في هذي الأجواء ....تجهزت بسرعه وصليت صلاة الضحى

اللي ما صرت اتركها بعد ما عرفت في المركز انها سنة مؤكدة.....


نزلت للمطبخ و اخذت كوب القهوه من المطبخ.....واتجهت لصالة جدتي....


وقفت قدام مدخل الصاله بصـــــدمة . . . .!


صحيح اني كنت متوقعه ومتأمله أن الأمور تتم بخير ، لكن ما توقعت بهالسرعه

ولا توقعت اصبح على هالمنظر........


وقفت مستنده على الباب وبإيدي كوب القهوه .. وابتسامه عريضه في وجهي....!

خالتي رفعت عيونها لي......وابتسمت بهدوء....

عمي عبدالله نايم في حجر جدتي...وايد جدتي تمسد شعره......!


قلت وانا بمكاني صباح الخير )

ردو جميعهم....

ثم اضفت: ( جدتي هذا مو مكاني .....؟؟؟! انا وين اجلس اليوم ..)!


رفع عمي عبدالله ايده عن وجهه وقال :


( كل هالكنب مو كافنّك ، ولا اقولك روحي لخالتك اللي ما تمر علينا ساعه من دون ما تطريك )


قالت خالتي باستياء! :

( عليا تجلس فهالكنب، لا يكون تشوفني عجزت وتبيني امدد ركبي يا عبدالله)

رد عليها عمي عبدالله :


( ويش قصدك يا اسماء ، يعني الوالده عجوز برأيك )


كتمت ضحكتي وانا اشوف خالتي منحرجه من جدتي / قالت بتوتر :

( لااا مو قصدي كذاك ، لكـــن.....)

قبل لا تكمل قال لها عمي :


( وبعدين اذكر انك منيمتني بحجرك قبل كم يوم, ولا حق ناس وناس لا )


ما قدرت اخفي ضحكتي لما شفت الاحمرار مالي وجه خالتي، ضحكت وعمي عبدالله شاركني

الضحك لما اعتدل وشاف انحراجها ..

اما جدتي ابتسمت بهدوء ثم حركت رأسها بيأس وقالت :

( ما تغيرت يا عبدالله ، انت واحمد ماشي امل تعقلوا ...)


ملامح الراحه والبشاشه تضيئ وجه جدتي اليوم ، وكأنها امتلكت شيء عظيم جراء رؤيتها

لابنها ..... رضاها وفرحها..ينشر السعاده بالأجواء للجميع....



لما توقفت الأمطار اخذت خالتي في جولة للمزرعه ولحديقتي ...في اجواء لطيفة من الرذاذ المستمر....

سألتها لما وقفنا جنب الورود :

( هاااه ويش رأيك فيها ...عجبتك...؟؟؟؟)

قالت بابتسامه :

( روووعه ، خياليه ، افضل من حديقتنا باستراليا ، وبالضبط مثل ما وصفها باسل )

.!!!!!!!!!

ابتسامتي انمحت ...سألتها باستغراب :

( باسل ..ويــن ...قصدي متى قال لك عنها )

ردت :

( باسل لما رجع من امريكا مر البيت معنا ، وجينا مع بعض لصلاله )

باسل رجع ......دقات قلبي صارت في سباق ....

رجعت أسأل خالتي :

( وبدريه وينها....رجعت ..؟)

قالت وهي مشغوله بتفحص الورود :

( ابوخالد وعائلته وصلوا برحله سابقة لصلاله )

حاولت اهدي نفسي...وبصوت حاولت انه يكون طبيعي قلت لها :

( طيب باسل وينه ..هو بارحه ما راجع معاكم ...)

رفعت عيونها لي بتفحص ، لكني وزعت نظراتي للمكان من حولي / ثم قالت :

( بوخالد اتصل فيه حتى يتأكد من ادوية بنتهم وينظم مواعيدها )

ثم اردفت :

( باسل كان موجود هذا الصباح ، لكنه رجع لبيت عمه مدري معاهم عزيمه رجال او شي مثل كذا..)


مو مشتاق لي ...حتى ما قال صحوها عشان اسلم عليها ....يمكن ناسي وجودي..ولا متناسيه...!

ليش انا ما اتعلم من جموده ، وبروده نحوي ...واصير مثله...؟؟

( باسل سأل عنك ، وصعد فوق ، بس حصلك نايمه ، يمكن ما حب يصحيك من نومك )

هذا كلام خالتي....يمكن انها حست فيني ، وتحاول تهديني ......او يمكن انها صادقه...


لانهاء الموضوع اللي ضيق لي صدري ....رفعت السله اللي بيدي..وقلت لخالتي :

( بروح المطبخ بغسل الفواكه وبجهزها وانتي اسبقيني الصاله ..وبنتقهوى مع جدتي وعمي عبدالله)


دخلت المطبخ من الباب الخلفي...غسلت الفواكه وسحبت الصحن من الدرج العلوي


لكن سرعان ما صار الصحن حطام وانا اسمع من احدى العاملات أسوء جمله تسلب مننا فرحة

هاليوم...



.......

وكان likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 02-11-14, 11:59 AM   #23

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


(( الجـــزء/ العشـــــريــــــن ))



مـانـي استـاهـل كــذا مـنـك


يـاوبـل الـسـحـاب . . . .


لاتبلـلـنـي

وانــــا ودي انــــك

مــــا شــــروب. . . .




( فيلسوف الشعر / سعد علوش الهاجري)


توقفت مداراتي الحسية ...وارتسمت كتلة من جليد على كياني بأكمله...

هذي هي الدفاعات اللي اتخذها جسدي حتى يضمن البقاء في وجه اعاصير الأحزان

اللي تأبى إلا أن تتسلل إلى حياتي...

كل ما تعلق قلبي فإنسان اشوفه ينسحب من امامي في طريق الــلا عـــوده...

( وكلي الله يا بنيــه ..هي بخير ....وربي بيقومها بالسلامه ان شاء الله)

خالتي وعمي يستخدموا كل عبارات الطمئنة ، لكني ما زلت بخدر بسبب الصدمه..

سقوط جدتي افزعنا جميعاً بشكل مرعب ، ما توقعت اشوفها بهالحال الضعيف تحديداً باليوم

اللي اصبحت فيه مرتاحه وراضيه، والسعاده مخيمه بظلالها على وجهها....

من اللحظه اللي جلست فيها على مقعد الصالة اللي بجناح المستشفى ما عاد فيني اي

حيل للتحرك من جديد....لدرجة ما صار احساس قوي بالنوم يداعب جفوني...
..

استندت بضعف على الجدار المقابل للمقعد الخشبي وتمددت بإرهاق جسدي ونفسي...

وغمضت عيوني....دون ادنى اكتراث بمن حولي...

اول استيقاظ لي كان على وقع اصوات ، وحوارات ....

ومن بعدها صحيت لما حسيت ان رأسي مرخي على رجل شخص, ويد مو غريبه تمسد جبيني بلطف... ... ..

( من متى وعليا على هالحاله)

( من لما تعبت يدتها.......)

( ومخلنها هنيه...الله يهديكم هذا مستشفى لو احد من قرايبنا ولا عيال عمي دخل الجناح يسلم على جدتي ويشوف عليا بهالحال...)

باسل موجود بالقـرب مني ، كل عرق بقلبي صار يرجف بتوتر ...

ما زال قربه يضعفني الى الآن ....حاولت اقوم ، ابا اتحرك من مكاني..

لازم ابعد عن باسل...ما اباه يقرب مني ولا يلمسني، مو لازم يعرف مدى ضعفي...

جلست في محاولة لاسترداد قليل من قوتي اللي سلبت مني منذ ضحى اليوم ..

لما اعتدلت واصبحت جالسه وباسل ما زال جالس بالقرب مني رفعت يدي وعدلت شيلتي

وقبل لا اتغشى امتدت يده ومسك ذقني ولف وجهي لمواجهته...

( عليا ..... كيف حالك.....؟؟)


عيوني التقت عيونه بعد غياب شهور ، ويش هالنظره الغريبة اللي بعيونه ...؟؟

هل هي مشاعر من اشواق مختزله ، ولا هي لطافه يقتضيها الموقف ...؟

او انها مشاعر شفقه كالعاده.....نزلت عيوني في عجز عن فهم لغة عيونه ...

باسل ما زال ينتظر اجابة لسؤاله ....كيف حالي.....؟؟

اذا انا بروحي مو عارفه كيف حالي ..كيف ينتظر مني جواب لسؤاله ....


رجع ينطق من جديد:

( عليا سمعيني ..امي بخير ...لا تخافي عليها...وبكره ان شاء الله راح تخضع لعملية قسطره

سهله جداً .....وحتى شوفيها هي بغرفة عاديه مو بالعناية ، يعني لو تعبانه راح تكون بالعنايه....لكنها طيبه الحمدلله..)

رجعت اغمض عيوني من جديد...ادري بكل اللي قاله ...لكني ما زلت مجهدة نفسياً...

سألت خالتي : ( بسم الله على بنتي ...باسل ويش صار فيها..ليش ما تتكلم...)

جاوبها باسل : ( ما فيها شي بإذن الله ..منظر سقوط امي صدمها شوي..)


قال عمي عبدالله :

( باسل خذ حرمتك..وروحوا البيت..خليها ترتاح ..وانا واسماء بنتم هنيه مع الوالده)


رد عليه باسل :
( وانا افكر كذا بعد....سبق وتكلمت مع الأطباء المسؤولين والكل اكد ان حالتها مستقره..

عشان كذا الحين بنروح..وباكر الصبح بنرجع..في حال صار اي شي اتصلوا فيني، عمتي

هاجر باكر راح يوصلوا من السفر وراح تتم مع امي غاليه ..)


اول ما وصلنا البيت نزلت من السياره وبشكل اتوماتيكي ..وبتحركات محفوظه في العقل

اللاواعي قادتني رجلي الى طريق غرفتي...ورغم التعب والضعف ..والتوهان ..كنت منتبهه

لتحركات باسل بجنبي....لذلك كنت حذره حتى ابعد عنه بأي وسيله..رافضة لأي قرب او حديث

بيني وبينه.....صعدت الدرج ودخلت غرفتي ، قفلت باب غرفتي وسحبت المفتاح معي

حتى اقطع عليه اي خطوه يفكر يخطيها باتجاهي....

وبصورة متعمده تجاهلت كل طرقات الباب ، ونداءات باسل المترافقه مع طرقاته...

وتوجهت لأفضل عمل ممكن يقوم به الانسان في احلك الأوقات واصعبها

وهو التوجه الى رحاب الله وطلب رحمته....



احنا بأول الليل ...وليل الوحده دائماً طويـــل....والأمطار المتساقطه بغزاره منعتني من النوم

ولأول مره احس أن المطر وأجواء المطر تبعث الكآبه في قلبي...وآخر ما كان ينقصني هو ان

الكهرباء تفصل هذي الليله....

جذبت نفس قوي وغمضت عيوني وانتظرت للحظات في انتظار عمل المولد الاحتياطي.....



فتحت عيوني وكان الظلام مستمر.... انتظرت لمدة دقائق اخرى.......لكن المولد ما اشتغل..!


ويش هاليووووم اللي مو راضي يعدي ....!

صوت الطرقات على الباب بدت تعلى ...سألت من مكاني :

( مــــن )

وانا كلي امل انه تكون وحده من العاملات حتى أسألها عن المولد الاحتياطي ليش ما يعمل .....

لكن لما سمعت صوت باسل : ( هذا انا افتحي )

قررت اطنش....واتجاهل نداءاته وتهديداته بأنه يفتح الباب بطريقته......الى ان مل وغادر...


لما استمر الظلام بالغرفه بديت بضيق ابحث عن جوالي ...مدري وين خليته طول يومي ما شفته..

تحسست الأدراج اللي بجنب السرير من الجهتين بس ما حصلته ...

اتجهت للتسريحه اول ما مديت يدي ضربت زجاجة عطر ..وما هي الا لحظات

وصوت تهشم الزجاج كان مالي المكان ....انتابتني لحظة قهر وضعف حسيت اني

بحاجه للصراخ والبكاء بأقوى صوت حتى ارتاح....لكني تعوذت واخذت انفاس عميقه حتى اهدي نفسي...

لما سمعت صوت باسل بالخارج صريت اسناني بغضب...ليش ما يروح لبدريه ...

ويش جايبنه لهنيه ، وهو يدري بأني رافضه لقائه فليش كل هالعناد....


بعد لحظات ولمفاجئتي انفتح الباب بكل سهوله ........!


لكن عنصر المفاجأه ما استمر كثير لأني عرفت انه من تهوري سحبت المفتاح ، وهو اكيد انه معه مستركي لأبواب البيت....او نسخه ثانيه من مفاتيح الغرف......

لما شفت باسل واقف قدام عتبة الباب وبإيده مصباح يدوي صغير بضوء نفاذ..

عرفت انه قاصد يلتقي فيني اليوم...يبا يتكلم معي....و يبا يثير كل أحداث اليوم من جديد...

الجمود مدري الصبر اللي طاغي علي هاليوم راح يتكسر بكلمات بسيطه من باسل..

راح ابكي واضعف امامه من جديد......وبكلمات منه راح تصفى مشاعري تجاهه...

لكن كل هذا خطأ..لأنه ما يستحق...تفكيره الأناني هو اللي اسقط جدتي بالمرض

ولو أنه أسرع بالرجوع كنا راح نتلافى كل هالأزمه..لكن الإهمال منه وهو السبب باللي صار..


ضوء المصباح تسلط على أرجاء الغرفه...وباسل تقدم لكنه ما زال يجهل موقعي فمن السهل اني

ألتف وأطلع من الغرفة من دون لا اضطر لمواجهته....

بحركه سريعه تقدمت ناحية الباب ..لكن أنّــــة ألم صدرت مني لما حسيت بشظية زجاجية

كبيرة وحاده تخترق الجلد الناعم بكعب قدمي وتدخل بعمق....

( ويش في ...ويش صارلك....عليا.....)


تحاملت على نفسي و بأنفاس متسارعه بديت أطلع من الغرفه بسرعه...وانا اسحب قدمي المصابة ..والزجاجه ما زالت عالقه بداخلها....

نزلت من الدرج ...وأنا أتلمس الجدران والزوايا حتى اشق طريقي وسط الظلام ..

اتجهت للمطبخ .....وطلعت من الباب الخلفي....واستقبلني هطل المطر بحفاوه..
في محاولة لاسترداد انفاسي جلست في مقاعد خشب التيك الصلبه.....

كنت احس بقطرات المطر تخترق البلوفر الصوفي ...وتغسل شعري ووجهي

في ظل الأجواء البارده....حتى بدت اسناني تصطك من البرد...لكن ما كان عندي

النية بالرجوع لمواجهة باسل.....

وجودي في الظلام والمطر والبرد أفضل من مواجهة باسل والانفعال امامه...

مرت دقايق حسيتها طويله....لأن الثانية تعادل دقيقه في هالأجواء....لحد ما

حسيت ان قطرات المطر ما عادت تتساقط بشكل مفاجئ.....!

بخوف وتردد رفعت عيوني واتضح لي باسل واقف والمظله اللي بإيده

هي السبب في حجب قطرات المطر عني....



( ليش جيت....)

سألته وأنا ما زلت على نفس وضعيتي...

جاوب بهدوء :

( جيت أعلمك أنه جلستك في هالأجواء الماطره والبارده خطيره اذا كنتي جاهله..)


رديت بصوت مستهزئ :

( اذا على كذا ..تطمن ترى مو جاهله..توكل وارجع البيت لا يصيبك شي من الأخطار)


رد باستهزاء مماثل :

( لااا....من يقول ارجع ......)

ثم اردف :

(أنا انسان عاقل ..وأمامي انسان مو عاقل ..فمن واجبي أني احميه الى ان اوصله لبر الأمان )


جاوبته بحده:


( انا مو بحاجتك ..لا اليوم ولا راح اكون بيوم...روح توكل ..ادخل البيت ..واتركني بحالي)


وقف الحوار... ....و استمر الصمت لثواني ...ثم فجأه .....

رجعت قطرات المطر تنزل من جديد.....وقبل لا افهم .....

انتبهت للمظله وهي تسقط على الأرض...وايدين باسل تلتف حولي..

وبحركه سريعه صرت محموله بين ايدينه....


حركته الغير متوقعه فاجئتني.....وقبل لا اعترض وانا بين ايديه ركض بسرعه للداخل ...

لما دخلنا البيت ....وقف لاسترداد انفاسه ...وبديت اصرخ عليه حتى ينزلني

وهو معاند ..وجهت له ضربات متفرقه ..من دون فايده....

خطى عدة خطوات فالصاله المظلمه ...وفتحت الأضواء ...حسيت بارتياح لعودة الكهرباء

حتى اقدر افلت من قبضة باسل ....واتوجه لغرفتي .....


لكن لما شفت العاملات الواقفات ونظراتهن المليئـــه بالإعجاب لرومانسية الموقف المعروض قدامهن.!

أخفيت وجهي المقهور والخجلان في نفس الوقت في حضن باسل ....

لحد ما سمعت ضحكته الخافته المستمتعه بالفكره اللي تمحورت في بال العاملات....

بكل قهر كورت يدي وضربته بقوة وانا اقول من بين اسناني

( ماشي يضحك...نزلني ذلحين.......)

( اخخخخخ...بس خلاص...شوفي حتى هالشغلات يقدرن رومانسية الموقف اكثر منك)


ثم نزل نظراته لوجهي وقال :

( ويش رأيك تاخذي دورة بالرومانسية..مو فكره حلوه )

رومانسيه....! رومانسيه بيني انا وباسل ..حياة زوجيه طبيعيه تجمعنا ..في ظل وجود بدريه ..

هالأمر مستحيل ...وتحققه مأسآه ما راح تكون في صالحي مستقبلاً ابداً..

لكن هل باسل يحب بدريه...هل هو رومانسي معها..هل يرتاح بالتواجد معها اكثر..

يعاملها بلطف ومحبه .....؟؟

الغيره معميه ..كذا دايم ينقال ..لكن معقوله ابا اترك نفسي اسيرتها ..واسيرة باسل

باسل اللي هو زوج بدرية ....!

تفكيري بهالطريقة حسسني بالقرف من باسل ومن تواجدي بأحضانه..


باستغراب سأل باسل :

( هييييي وين رحتي ...؟؟)

تحركت بعدم ارتياح بين ايدينه..لكنه شدد قبضته حولي..

صرخت فيه بلا شعور :

( نزلني ...... بروحي اقدر اسير ..نزلني بلا هالحركات )

رد بغضب :

( خفضي صوتك يا عليا، ويش فيك انتي ..؟)

لما ما شفت منه اي بوادر بالتحرك , بكامل قوتي ضربت كفي بصدره وبكل طاقتي

قفزت على الأرضيه ....

لما سمعت صوت احتكاك الزجاجه بالبورسلين ....في هذاك الوقت حسيت الألم يطعن بقلبي

مو برجلي...

لأني ببساطه قدني نسيتها ..! نسيت وجود زجاجه متعلقه بقدمي....

لما شفت ملامح باسل مظلمه تبينت ان صرختي اللي ما زال صداها مدوي بالصاله

كانت كفاية حتى توصل مقدار الألم اللي احس فيه...ورجلي النازفه كفيله بشرح الوضع..

بارتجافه جلست ومسكت رجلي بتملك برساله مفادها يمنع الاقـــتراب...!


لما اطلت النظر في منظر قدمي المصابه ومنظر الدم الدافي اللي يسيل من حول الجرح بدت

القشعريره تعتلي جسمي..ونوبة غثيان تداهمني...

لما شفت باسل عدل جلسته بجنبي رفعت يدي عشان يوقف مكانه

وبتهديد قلت من بين اسناني :

( لا تقرب )

كثرت تعوّذ باسل من الشيطان في محاوله منه لامتلاكه الصبر ما كانت مفيده في هالموقف ..

ومن دون ما يوجه لي اي حرف ..رفعني بسهوله وطلب من العاملات يرجعون على قسمهم..


واصل مسيره باتجاه الدرج المباشر اللي يوصل للطابق الثالث ..بالتحديد لقسم بدريه..

لما جيت ابا اعترض قبل لا انطق ..قال بحده زمان عنها :

( بـــــــــــس , مـــابـــا اسمــــع ولا كلـــمه )


وواصل مسيره بالدرج...مرت الثانيه الأولى, تبعتها الثانيه , وانا ابتلع ريقي واحاول اتنفس

بعمق حتى ما ابكي ........لحد ما وصلنا القسم ....


كانت مخاوفي انه ياخذني لغرفة بدريه...مدري ليش ما ودي اكون فيها، ولا ادخلها ابدا..!

لكنه تعداها ...لغرفه اخرى اشبه بالمكتب......بهدوء جلسني على الأريكه الطويله..

ثم قال بتهديد:

( خلني اشوفك متحركه ولو شوي )

مو لازم هالتهديد ..لأني من الاساس ما عندي اي نيه بالتحرك مع حالتي اللي مو مريحه

مع ملابسي الرطبه ...وجرحي النازف...


لفيت ايديني حول جسمي عشان ادفى شوي ورفعت رجلي وحده فوق الأريكه والقدم المصابه كانت بالأسفل...

لما رجع باسل كان بإيده حقيبة بلاستيكية طبيه ...وبإيده ثانيه منشفه بيضاء...

ركع على الأرض جنب رجلي ولف الفوطه الرطبه من الماء الدافي حول قدمي

سألته بارتجاف ونبض قلبي في تسارع :

( ويش تبا تسوي...؟؟)

رفع عيونه الناريه وملامحه ما تزال مظلمه..! وقال :

( لســـلامتك خليك هاديه واسكتي..)

لما حسيت بيده تسحب الزجاجه من وراء المنشفه ضغطت اسناني بقوه

لكن ما قدرت أقاوم الألم حركت رجلي , وبعدت قدمي عن يده ، وانا ارتجف وانفاسي متسارعه

لكني متماسكه ماباه يشوف دموعي ..لأني لو ابكي ذلحين ما راح اقدر اتحكم بحجم بكائي..


بضعف وشفاه مرتجفه مقاومه البكاء قلت له :

( كافي....ما اقدر استحمل اكثر...)


هالمره لانت ملامحه لما رفع وجهه لي قال بشبه ابتسامه:


( لا يكون تبا تبكي على هالجرح البسيط )


بنفي وبمشاعر متكلفه لشدة المقاومه حركت رأسي بنفي كاذب...

قال :

( زين يالله نزلي رجولك..عشان اطلع الزجاجه )

بحركة مرواغه منه قبل لا ينهي كلامه ايده وصلت لقدمي وسحب الزجاجه

رميت بنفسي على وجهي في الأريكه واطلقت العنان لبكائي ، ومثل ما توقعت

نحيبي غير مسيطر عليه ، بكل المشاعر المكتومه طيلة اليوم وطيلة ايام غياب باسل بكيت..

لما ظهرت شهقاتي المتتاليه قال باسل وهو ما زال يعقم ويداوي الجرح


( خلااااص ما باقي شي...اهدي مو زين تبكي كذا )


ليتني ابكي بسبب هالجرح...لكن دموعي اكبر من كذا يا باسل ..

ابكي هموم ، ابكي حرمان ، ابكي وحده ...ابكي جرح مستوطن بوسط قلبي..

ابكي عذاب انشقاق بصدري انت سببه يا باسل ...ابكي وجودك حجر عثره يحول بيني

وبين رجوعي لحياتي ومشاعري السابقه....

شهقت لما رفعتني يد باسل والصقني بصدره..بعد ما جلس بالأريكه...

وايده تمسح ظهري بخفه...والثانية على شعري الرطب...وقال :

( ششش خلاص خلصنا ..اهدي ذلحين )

من بين شهقاتي قلت له:

( كله بسببك انت، لو انك ما تأخرت ما كانت جدتي راح تتعب لهالدرجه)

قال بهدوء :

( جدتي حلفت اننا ما نرجع قبل ما نحاول نتأكد من وجود علاج لحمل بدريه ..يا عليا )

من بين دموعي رديت عليه:

( هذا مو عذر.. انت تأخرت واجد، المفروض ترجع من وقت لكنك اناني ، ما تفكر الا بنفسك)

مد يده ورفع ذقني بأصابعه وقال بقليل من حده :

( انتي مو طفله يا عليا ، عشان تلعبي لعبة اللوم هذي اللي ما منها فايده ، وانتي بروحك تعرفين
جدتي ، فماله داعي نعيد ونزيد فالموضوع )

حدة كلامه اعادت الدموع لعيني بغزاره اكثر ، وصارت شهقاتي متتابعه من دون نفس:

حاولت اقوم وابعد عنه لكنه ما خلاني ...

( اهدي بس خلاص ، على ويش هالبكاء كله ..جدتي وبخير، ورجلك ما اظن تألم لهالدرجه)

بصعوبة قدرت انطق واقوله :

( كله بسببك انته )

قال بصوت بريء..! :

( ويش سويت لك انا ..جاي من السفر ومشتاق لك شوق ما عمري اشتقته لمخلوق )!

رفعت ايديني ووانا اغطي سمعي عن كلامه وصرخت فيه :

( لا تقول هالكلام ....لا تقوله وانت مو قاصده ..انا ما اباك ..ومابا اعيش معك..انت زوج بدريه

وانا لا يمكن اتحمل ....انت ما تباني وانا اعرف ...واعرف ان اهتمامك مزيف ...)

غرق وجهي بصدره وجسمي مرتخي بالكامل..واكملت نحيبي من دون سيطره.....


ايدينه شددت من احتضانه لي ....وكفه ما يزال يمسح ظهري بخفه...لحد ما خفت حدة شهقاتي وارتجافة جسمي...

كل ما كنت خايفه منه صار....كل صمتي تبدد..كل ما بقلبي انفرط بسهوله قدام باسل...

بعد دقائق طويله من الصمت اللي تشقه صوت شهقاتي بين الفينة والأخرى...

حسيت بيد باسل ترتفع لملامسة وجهي...ومحاولة رفعه...ويش يبا يشوف..؟؟

دموعي ، انكساري وضعفي امامه.....؟؟؟.....لكني مع اصراره استسلمت ليده ...

وحسيت بقبلته اعلى جبيني ..غمضت عيوني بارتجافه...

وصلني صوته :

( عليا افتحي عيونك وشوفيني )

ثم قال من جديد :

( عليا ...)

بدأت عيوني تفتح بتعب ....لمقابلة عيونه ولاحظت نفس النظرة الغريبة اللي كانت تحتويها لما كنا بالمستشفى ما زالت فيها....

قال بصوت هادي:

( لا ترددي مثل هالكلام اللي قلتيه الليله ، وقلتيه ليلة سفري بشقة الخوير لأنه ما زال محفور بقلبي ...تدرين ليش يا عليا ..؟؟؟)

حركت رأسي بنفي....

قال :

( لأنه مؤلم......لأن كلماتك قويه وجارحه يا عليا....)

جاوبته بهدوء :

( عشانها صادقه يا باسل، والحق دايم يوجع )

قال بشبه ابتسامه :

( وانتي تحسبيني مشفق عليك ، وتصرفاتي كلها مجامله لك...)

مديت يدي ومسحت دموع ما زالت تتساقط من عيوني ...

وقلت له :

( تبا تكذب يا باسل ، تبا تكذب وتقول انه عمرك ما اشفقت علي)

رفع يديه من وجهي بعلامة استسلام وقال :

( اعترف اني مشفق عليك فالماضي ، كنتي طفله يا عليا ..طفله ومستقبلك مرهون بي

فشيء طبيعي ان احساسي يكون من باب المسؤولية ويحمل جزء كبير من الشفقه )


سألته بقهر :

( وبدريه بعد تشفق عليها عشان مرضها ...ولا بدريه لها موقع خاص بقلبك ومنزه عن اي شفقه )

اقترنوا حواجبه باستنكار وقال :

( ويش دخل بدريه فحديثنا ذلحين )

جاوبته بقهر :

( كيف ويش دخلها ، بدريه لها دخل كبير بحياتنا ...في حديثي معها اذكر انها اعترفت انها

تكرهني ...وانها تحس اني سبب دمار حياتها ، وبدريه هذي عشانها انت هجرتنا انا وجدتي لأكثر من اربع شهور )

اخذ نفس عميق وقال :

( بدريه بنت عمي محمد يا عليا ، عمي محمد اللي كان لي اكثر من اب اثناء غياب والدي لما كنت صغير ...وحتى كبرت....)

بمقاطعه سألته والفضول ذابحني :

( كنت تحبها ...قبل زواجكم..كنت تباها مثل ما هي تباك يا باسل )

قال بوجه محايد :

( ماشي حب يجي قبل الزواج يا عليا ...وان صار فهو خطأ لأنه تعلق فوهم في اغلب الأحيان ما يصير له اي حضور على ارض الواقع )

بفضول قلت له :

( وبعد الزواج ..)

قال بضحكة قهر :

( هو احنا لحقنا )


كل اوصالي تجمدت ...يقصدني انا ..يقصد انه بسببي انعدمت حياتهم الزوجيه وانحرموا

من حياة طبيعيه هانئة .....رفعت يدي لفمي وانا اكتم بكاء خانق ..اشبه بالحريق يجري بحلقي وصدري

لحد ما انيت بصوت مبحوح

صرخة باسل وصلتني وانا بقمة نحيبي :

( يا عليا والله ما اقصدك ولا عمري حملت بقلبي عليك شي..حتى وان قلته بلساني

لكن بداخلي اعرف انك مالك ذنب باللي صار وبدريه هي اللي القت نفسها بالنار...)


في محاوله منه لتهدئة الارتجاف اللي اصابني لكثرت بكائي...

جمعني بين ايديه من جديد..اقرب له ....قال بعد لحظات :

( بس خلاص ..مو ناقصنك بكاء اليوم ...شكلك مجمعه دموعك تنتظري موعد رجوعي ..)

ثم اضاف :
( شوفي بلوزتي مليانه دموعك..هذا من غير رطوبة المطر اللي متجمعه بملابسك )

قلت بضعف :

( بروح غرفتي )

قال باستهزاء :

( اذا قدرتي توقفي لدقيقه كامله وقتها ارجعي لغرفتك ...انتي ما تشوفي شكلك كيف؟؟ )

لما وقفت باستقامه..حسيت الدوار يعصف عصف براسي...ولو مو ايد باسل كان ارتميت بالأرض..

رجع يساعدني على الجلوس بالكنب...وسأل :

( جاوبي بصدق ..انتي اليوم تغديتي...تعشيتي ..ولا قاتله نفسك من دون لا تاكلي )

باعتراف قلت :

( شربت كوب قهوه )

لثواني صارت ملامحه مستعره ، لكنه سرعان ما سيطر على نفسه وحاول يرفعني لكني رفضت

سندني بيده وفتح باب في داخل المكتب....!

هذا مو مكتب مثل ما كنت اعتقد ..لكنه جناح متكامل ..اشبه بشقه ...كل شي فيه يدل على انه
باسل عايش هنيه ..مو عند بدريه..

بسبب الغيره حسيت قلبي يرتاح لهالمعلومه الجديده.....

جلست فالسرير ...وبعد لحظات رفع باسل حقيبة متوسطه وفتحها وقال :

( بدلي ملابسك ...انا بنزل تحت بجيب لك عشا وبجي )

القيت نظره على الملابس اللي بالحقيبة ....!هذي ملابس من .؟؟؟

قلت له باستغراب :

( هذي ملابس من ..؟؟؟؟)

قال وهو طالع :

( قطع شفتها معروضه بالمانيكان اللي بواجهة المحلات لما كنت مسافر وذكرتني فيك )....!!!


اخذت اقرب بلوزة ...ولبستها بدل البلوفر المبتل ...هذا كل اللي اقدر اسويه...

ومن دون لا احرك حقيبة الملابس من مكانها استلقيت جنبها ونمت.....


..... ..

وكان likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 02-11-14, 12:02 PM   #24

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


(( الجـــزء / الحـــادي والعشــــريـــن ))


____________________


( من غياب الأمل ) :

تُولد نجمة الغمام >>

لا أعرف ما هو الأمل. . . .؟

وما هو نقيضه من يأس مضيء وانهيار ، ، ؟

لا أعرف اليأس . . . ؟

ولا الظلمة َ والضوءَ . . . . ؟ ! ؟


أيهما يقود الآخر نحو الضفّة

أو النفق، ، ،

أو الصحراء، ، ،

ليس أمامي غير جهامة هذا الأفق

أجبالاً تتناسل في ذاكرة الوعل. . . .!



( ســـــيف الـــرحبــي )


صوت رنين الهاتف ازعجني ،و ايقظني من سباتي الهانئ. . .لأكتشف اني ما زلت نايمه

في غرفة نوم باسل ....وفي سريره بالتحديد..!!

الوضع بالليل كان اكثر تقبلاً بالنسبه لقضاء ليله في غرفة باسل لأن التعب كان مسيطر علي،

لكن الآن مشاعري انقلبت ضدي بعدم ارتياح من عدم اصراري على العودة لغرفتي ليلة الأمس..


وينه..وين راح باسل ليش ما يرد على الهاتف المزعج ...تحركت بضيق وكسل باتجاه الصوت

خارج الغرفه...و انا احس بوخزات الألم اكثر حده هذا الصباح ....

دارت عيوني في ارجاء الصاله اللي من الصعب ان يطلق عليها صاله..لأن باسل محولها

لمكتب مع وجود كل هالأجهزة، والكتب ..!

توقف الصوت....تقدمت جهة المكتب...وحصلت فاكس جديد واصل...

بعد تعاملي السريع مع الجهاز... انتابتني الحيره وبشده ...اشوف الأوراق ولا ...؟؟

اذا قريتها معناته اتعدى على خصوصية باسل....لكن اذا تركتها الفضول بيعذبني...!!!!


يعني ويش بيكون فيها، اكيد موضوع يخص العمل..../ او ممكن فاكس مستعجل ومهم..ولازم اقراه عشان انّبــه باسل عشانه...!....لكن لو تضايق من فعلتي..؟؟!


بالأخير فضولي السيء سهل الوضع بفتوى تشبه فتاوى هالعصر..!

بأنه مافي خصوصيه بين الحرمه وزوجها....!!!!!!

اوراق من جامعة فينكس الأمريكيه.....هذي الجامعه اللي يحاضر فيها عمي عبدالله..يعني اكيد

الفاكس له...رفعت الأوراق باستغراب وانا اشوف ان محتواهن رد على رسالة استفسار

واصلتهم حول المقاعد الشاغره...والمواد المتوفره ..لذلك الفاكس كان شبه اعلاني....

احساسي الأنثوي يحذرني من خطر قريب...وبالتحديد حول هذي الأوراق...وانا متأكدة من قوة

احساسي..لذلك ما ضيعت وقت..لأني ما ادري وين باسل..ولا ادري متى راح يرجع...

بديت ابحث في الأدراج بسرعه ...متنقله من درج الى آخر...بحثي ما كان عن ماده معينه

بقدر ما كان ماضي خلف شعور غامض حذر يراودني...حتى سقطت يدي على الملف اللي جمد

كل اوصالي.....قلّبت اوراق الملف في يدي بارتجاف.....

وانا اشوف من خلال هذا الملف نهاية لكل حلم وأمنية للتقارب بيني انا وباسل . . .


رجعت الملف لمكانه ..ورتبت الأوراق بانتظام جنب الجهاز....واخذت نفس عميق غير سامحه

لنفسي بتذكر أي شي من اللي مر علي في الأوراق السابقه ...فقط ابا استمتع بهذي الأيام....ومن بعدها ارتضي بالألم لنفسي.....



بخطوات سريعه بديت اتحرك وانا احس بعودة الألم بقدمي مع كل خطوه..لما قربت اطلع من المكتب .....شفت ورقه ملصقه بظهر الباب....


" انا رايح المستشفى لجدتي ، .. عملية القسطرة ما تاخذ وقت طويل ..فما راح اتأخر افطري

لا تنسي "

وبالأخير موقع الرساله باسمه.......!


لا والله...! هذا الانسان يمزح ولا جاد....جدتي في غرفة العمليات وانا اتم هنيه بعيده عنها ..!

يعني اول ما تخرج من غرفة العمليات ما راح تحصلني جنبها....هالإنسان مدري كيف يفكر..!


دخلت بوابة المستشفى بلسان يدعي بأن الله يلبس جدتي الصحه والعافيه ويقومها بالسلامه لنا..

اتجهت بصورة مباشرة لجناحها الخاص .... بعد ما اجتزت عقبة الحراسه بصعوبه..


دخلت صالة الجناح كانت فاضية....اتجهت للغرفة ..اخذت نفس عميق..وادرت مقبض الباب..


الوقت متأخر جداً...في ساعات الظهر الأولى...لذلك في افضل الحالات من المفترض ان القى جدتي

متنبهة ،...يــاارب رددتها بلساني وبحضور كامل وصادق في قلبي...

جدتي يقظه ومستلقيه بهدوء على السرير ..فيما احدى الممرضات تتأكد من المؤشرات الحيويه..

وعمتي هاجر وخالتي جالسات بكراسي منفرده قريب منها ..وملامح الراحه والفرح باديه على وجوهّن ...

اغلقت الباب ورايه .....وتقدمت وانا اكثر راحه من السابق ....

خالتي قامت اول ما شافتني..قالت باستغراب :

( عليا ......)

رفعت الغشوة....وسلمت عليها ....ومن ثم سلمت على عمتي اللي قالت :

( ما توقعناك تجي...... باسل يقول انك تعبانه )

هذي حيلته...! قال لهم اني تعبانه ..ما عليه يا باسل ..انت اللي راح تنحرج قدامهم ذلحين مو انا..!

اول ما انهت الممرضه عملها ...انفتحت لي الأحضان اللي كدت انحرم منهن لولا رحمة الله ولطفه....

بخفه حطيت بين احضانها...وانا مراعيه لحركتي القريبه منها...حاولت اصبر نفسي..

حاولت احبس دموعي لكني ما قدرت...بكيت..وهي بعد بكت ...

لمتها وانا اقول :

( شايفه يا جدتي اهمالك لصحتك ..كان راح يحرمنا منك ..)

قالت بصوتها المطمئن وهي تمسح على رأسي :

( محدً يموت قبل لا ينتهي اجله يا امي..)

بدل ما اواسيها..جدتي هي اللي واستني بكلماتها الدافية المطمئنة..اللي انا بحاجتها اليوم

اكثر من اي يوم.....شعوري بالإطمئنان زاد لما عرفت منها عن نجاح عمليتها، وعن سماح

الأطباء لها بالخروج من المستشفى اليوم....

( تعالوا تعالوا محد غريب..هذي عليا..) قالت عمتي هاجر

رفعت راسي من احضان جدتي..وبديت اجفف دموعي...

وصلني صوت عمي عبدالله :

( كيف حالك عليا....؟ باسل يقول انك تعبانه )

رديت عليه بهدوء :

( الحمدلله طيبه مافيني شي...)

ثم اردفت وعيني بعين باسل :

(و لو كنت تعبانه ما كنت راح اجي ..!!)

ملامحه بدأت بالاشتعال ..لكنه قال بهدوء :

( من اللي جايبك....)

رديت عليه بانفعال :

( والله يوم رحت وتركتني .....اضطريت اجي مع السواق )

قال بدفاع :

( رجلك مجروحه...وامس تونين في نومك...كسرتيلي خاطري وما قدرت اصحيك )

لازم هو الصح ....باسل ما يغلط.....! هذا هو لمع صورته قدامهم .....وخلاني اظهر بمظهر غبي جداً قدام الجماعه .....!

قالت جدتي :

( يا امي دامك تعبانه ليش تجين..انا بعافيه ...وذلحين بيرخصوني وبروح عند هاجر كان جايتني هناك غدوه ( بكره) ..... ..)


ويش اللي يودي جدتي بيت عمتي، ! بينما من المفترض انها ترجع معنا البيت حتى باسل يكون قريب منها ويهتم فيها

هدوء غريب..يحوي افكار متضاده ..بمعنى آخر في مشادات بين طرفين ...بس مو متأكده من بالضبط...

باسل تقدم ناحية جدتي وقال :

( الله يهديك يا امي قايل لك هالكلام ما يصير...تعالي لبيتك وخليني اهتم فيك..)

جدتي صدت عنه لجهة اخرى....وقالت بزعل:

( انا اروح المكان اللي يريحني ..عند الناس اللي يرضوني...)

ويش صاير فالعالم حتى جدتي تزعل من باسل هالزعل كله.........!!!!!!!

التوتر غطى على الأجواء حتى قالت عمتي :

( افا عليك باسل بيتي هو بيت امي ..وان شاء الله ما اقصر في رعاية امي ..)

طرقات على الباب ....خلتنا كلنا نتغطى بمن فينا خالتي اسمااااء..!!!!

بحركة من يد عمي عبدالله القت شيلتها على وجهها...في نفسي دعيت بأن الله يهديها دووم وبنية
خالصه لله.

( يا الله يا امي جاهزين انتي ويدتي؟؟؟...)

جاوبته عمتي :

( ايوه حبيبي جاهزين....انتظرنا عند البوابه )

جدتي بتروح مع عمتي ...وانا ابا اروح مع جدتي...ما بعد شبعت من شوفتها...ويش حل هالمعادله....؟؟

قلت بمجازفه :

( جدتي ..انا بروح معك ......؟؟؟!!)

( نــــعـــم ) بحده صدرت هالكلمه من باسل

حتى قاله عمي عبدالله :

( ويش فيك ..هدي شوي ...)ثم اردف وهو يلتفت صوبي:

( عليا يدتك بتروح بيت عمتك مو راجعه البيت معنا )

قلت باصرار :

( ادري سمعتها...بس بعدني بروح معها )!

قال باسل وهو يغلي :

( جربي تروحي ...كان تحسبي ما وراك ريال والله لغير اراويك..( اوريك ).. )

قلت بقهر وتحدي :

( ما هميتني لا انت ولا تهديداتك ، وين ابا اروح بروح )

قال بغيض :

( عليــــا والله انـــ......)

قاطعه عمي عبدالله بصرخه :

( بـــس انت واياها ..انتوا في مستشفى جايين تزوروا مريضه ولا جايين تعذبوها بجدالاتكم..)

انزويت بجهة جدتي اللي كانت قايمه من سريرها..

لما قربت منها قالت بشويش :

( عليا يا امي الحق عند ريلك...روحي معه ...لا تخليه يعصب عليك...)

قلت بضعف :

( بس انا ابا اروح معك ...مشتاقة لك ...)

قالت وهي تودعني بقبل على وجنتي:

( ما بتوانى عند هاجر بعون الله ...)

بعد وقت طويل ....الغرفه خلت الا مني ومن باسل....وكل واحد فينا منزوي في جهه وساكت..

بعد لحظات قال :

( سيري يا مدام ...)

رديت عليه بغضب وبدون لا انتبه :

( انا مو مدامتك ..وما يشرفني اكون ..)

قال بضحكه :

( ومن قالك مدامتي..انا قلت مدام فقط ..الحرف الأخير من عندك....لكن بالطبع هذا ما يمنع اني اقول مدامتي لأنك كذلك ..)!!!

جاوبته في محاوله لإيلامه :

( اصلاً انت غلطان انا آنسه مو مدام ..بس من يعرف يمكن راح اصير مدام فالمستقبل لشخص يستاهل)

قال بقهر وغيض :

( عن الغلط يا عليا...اليوم تعدياتك كثرانه واااجد ..فخليك محترمه بكلامك )

رديت عليه :

( انا طول عمري محترمه ..وما اغلط على احد..لكن ماشي يمنعني ان اراعي المصداقيه والواقعيه فكلامي)

لف على جهتي وسحب ايدي حتى يوجهني لمقابلته وقال بحده :

( اي مصداقيه واي واقعيه يا عليا...انتي مجنونه ...انتي وازنه كلامك قبل تقوليه..تعرفي ويش معناته )

رديت عليه بحده مماثله :

( ايوه عارفه ويش معناه ..وصدقني قاصده كل فكره جات في بالك ...)

ثم اردفت وانا ابعد يدي عن قبضة يده :

( تدري يا باسل ..طول عمري انطعن...لكني هالمره ابا اطعن نفسي ..علّ وعسى يكون الألم

اهون عن سوابقه )

اقترنوا حواجبه باستغراب..باستنكار...بقلة استيعاب لحديثي......

كنت اشوفه وهو يحاول يلملم كلامي كعادته ...حتى يفهم المغزى...لكنه فشل ....

ضحكت بداخلي باسل فشل في فهمي هالمره...!

ضربات على الباب افزعتنا احنا الاثنين ..التفتنا وشفنا احدى الممرضات واقفه جنب الباب

ثم قالت :
( ويش المشكله ..؟؟)

اووف ويش هالفشلة اكيد انها سمعت اصواتنا العاليه....او يمكن شي من حديثنا ...!

باسل قال باختصار :

( ماشي مشكله..احنا ذلحين طالعين..هيا عليا ..خلينا نرجع البيت...)

اثناء طريق العوده كان الصمت سائد طوال الطريق.......اول ما وصلنا لاحظت ان السحب بدت تغطي السماء من دون أمطار...

لكن حبات الرذاذ تتساقط بألق . . . ومع خضرة الحديقه وجمالها والنسمات الهوائية البارده..كان المكوث بالداخل فكره مو مناسبه ابداً وتضييع وهدر لهالروعه الخلابه ...

الا ان خالتي وعمي مقدرين هالأجواء الحلوه لأنهم مجهزين طاولة الغداء في البلكونه المطله على الحديقه....

لما وصلنا ناحيتهم ... سأل عمي عبدالله :

( وينكم ليش تأخرتوا ...)

بعد صمت قال باسل باختصار :

( انشغلنا شوي ...)

كنت اشوف خالتي وهي ترتب الصحون على الطاوله...حركتها روحها بسمتها ..ما تشابه

لخالتي السابقة ابداً...كانت زمان تميل للجديه...لكنها الآن اصبحت تنبض ومفعمه بالحياه..

حتى ملامحها اصبحت اكثر جمال واشراق ...كأنها شابة بالثلاثين .....

وكل هالتغيير صار بعد عودة عمي عبدالله لها ....يعني هذا حال المرأة المحبه لزوجها في غيابه..

تموت لتحيا من جديد بعد عودته ......!

( اوووووووه خالتي روعتيني ) قلتها بعد ما حسيت بضربه في يدي..

قالت بضحكه :

( مدري عنك بويش سرحانه ...روحي يالله بدلي ملابسك سريع وانزلي قبل لا يبرد الغداء)



لما رجعت ...حصلت باقة ورد تعلوها حبات الرذاذ مثل الألماس متوسطه الطاوله....!

شهقت باستنكار :

( هيييي من اللي قطف من ورودي بدون اذني .!!!)

قال باسل باستغراب :

( وانتي ليش زارعتنهن...مو عشان ينقطفن...)

قلت وانا اجلس بكرسي قدام طاولة الغداء :

( لا اول مفكره كذا...بس بعدين لما شفت جمالهم صرت ما اتحمل اشوفهم مقطوفين)

قال باستنكار :

( ويش هالفلسفه الغبيه ...)

رديت عليه باستعلاء :

( اصلاً انت ويش يدريك بعالم الورود والزهور ...الورود المنزليه جمالهن فالحدائق..لأنهن يظلن
مدة اطول...وفي نفس الوقت كل شي بعيد عن متناول اليد يظل جميل بعيوننا حتى يفنى....!)

ثم اردفت بضحكه :

( اما انت تحصلك لحد اليوم فيك حسرة على اشجارك اللي كنت تبا تزرعهن بدل ورودي)

قال باستهزاء مماثل :

( انا لو ابا اقدر اشيل ورودك في ثواني ..لكني رحمت ذاك الداب الصغير )

ثم اردف بضحكه :

( تذكريه يا عليا .....ذاك الداب اللي صرعك ...آآه لدغني ...لدغني بمووت ..) وانهى جملته وهو يقلدني بشكل مضحك....

حاولت اصطنع الجديه واعصب ...لأن كلامه يحمل استهزاء ......!

لكني ما قدرت ..........انضميت له وضحكنا يملأ المكان......

حرك عمي عبدالله رأسه وقال :

( سبحان ربي الهادي..هذولا قبل ساعه ما باقي الا يهدموا المستشفى فوق رؤوس بعض من شدة الضيق والزعل....وذلحين ضحكاتهم ما لها حدود ....!)

جاوبته خالتي بابتسامه :

( محد يلومهم ...هالأجواء الحلوه غصب تسعد الأرواح ...وتصفي القلوب....)


بعد المغرب كنت في عجله اتجهز حتى اروح اتحمد لبدريه بالسلامه بصحبة عمي وخالتي..

اما باسل فكان مشغول وطالع من بعد الغداء الى الآن..

زيارة المريض واجب...وبدريه بنت عمي...فحتى لو تعترضنا منازعات انا وهي..يبقى الواجب واجب....

لكن جزء من مخاوفي الملازمه لي تكمن في طريقة استقبالها لي..لأن ذكرياتي السابقة المتعلقة بحواراتي معها

كانت تجلب المرض لروحي وبقوه ..فكيف بالحال ذلحين..وهي بكامل قواها...

والجزء الآخر اللي يخوفني هو تقلبات مشاعري لما اشوفها ، وانا ادري انه هذي الإنسانه

تشاركني في اهم انسان بحياتي ...تشاركني في باسل.....

دوامة اعصار في داخلي انثارت ولمحات تومض وتعصف بعقلي وقلبي لما تذكرت الملف...

يعني مشاعري ما تغيرت رغم اللي قريته وعرفته..معقوله؟؟!.....

انهيت آخر لمسه في زينتي....واخذت حقيبة يدي وجوالي ونزلت تحت....

( ابويه افهمني ...عليا ما يصير تروح هناك )

( باسل ..! هذي بنت عمها كيف ما تباها تروح تتحمد لها بالسلامه، بالأخير حتى عمها محمد راح ياخذ منها موقف لأنها ما زارت بنته )

( صدقني عمي محمد متفهم الوضع ...صعب عليا تروح يا ابويه ..صعب...)

وقفت في منتصف الدرج وانا اسمع هالمشاده بين عمي عبدالله وبين باسل...

وانا كلي تعجب واستغراب من اصرار باسل بعدم ذهابي لبدريه ...طيب ليييييش..؟!

.............



mansou and وكان like this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 02-11-14, 12:03 PM   #25

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي






(( الجـــــزء / الــــثــانـــي والعشــــــرين ))




ليلـــــة مؤرقـــــة ) ) ) ) )!


" لا قمرَ فيها ولا نجوم . . . . "


( ( ( ( ( ( عتَمة خانقة. . . . !


( ( ( وأنت وحيد في غرفتك البعيدة. . .

إلا من قُميْر في طور الاحتضار ) ) )

" غامراً لياليك بأضوائه الميّتة "




( سيــــف الرحبــــــي )





بهدوء سألت:

( ليـــش..ويش السبب...ليش تبا تمنعني من اداء واجب )

بعد نفس عميق قال :

( صدقيني ما منعتك الا لمصلحتك ..وعشانك يا عليا )

سألته باستغراب :

( اللي هي...؟ انا ما جالسه افهم كلامك يا باسل..)

قال بهدوء :

( حتى لو اقولك يا عليا..حالياً ما راح تفهميني...)

قلت باصرار :

( طيب ..انت جربني ....؟؟!)

عمي عبدالله اكمل طريقه للخارج بهدوء ، وقال من دون لا يلتفت لنا :

( عليا ننتظرك بالخارج..في حال غيرتي رأيك خبرينا برساله ولا اتصال..)

وبعدها طلع......

رجعت التفت نحو باسل بصمت...في انتظاره بدء حديثه

عيوني لاحظت التوتر ، والتعب ، والضيق ..اللي كلها عوامل نفسيه سيئة..تعتلي ملامح باسل...وكأن أزمات العالم كلها تعترض دربه....


ويش اللي تاعبنه لهذي الدرجه ...ويش اللي مضايق جدتي من صوبه...ويش اللي يبا يقوله ومتردد...؟؟


انتظرت...لكن لما ما شفت منه اي بوادر للحديث...قلت :

( انا طالعه ..بروح معهم بيت عمي محمد ..)

قال بجدية :

( عليا لا ..انا مقرر هالمساء ...)

تنفس بعمق واردف :

(هذا المساء ابا اجلس معك، بيننا كلام كثير لازم نناقشه بهدوء..وفي امور لازم اوضحها لك وفي المقابل اخذ رأيك فيها...)



مع آخر حديثه ..صارت حبات العرق تتساقط من جبيني ..وانا احس بأنفاسي متلاحقه...


قبضة يدي اشتدت على حقيبتي والجوال، كأني استمد منهم القوه...


باسل جالس يهدم حالياً آخر لبنه متبقيه من جدار الصبر والتحمل اللي امتلكه...


احترت بشده لما حسيت بآلآم تنهش قلبي ، هل هذي آلام مترافقه مع التردي اللي تشهده اوضاعي...؟


ولا هذي آلام قلب حقيقيه .......!


انا متأكده اني راح اخسر نفسي إلى الأبد......

راح انهار انهيار من المحال ان اقوم من بعده....

لأني ادري ويش اللي بخاطر باسل ، ادري ويش اللي يبا يسمعني اياه وياخذ شوري فيه.....


لكن ، كيف ابا اتحمل باسل وهو يقول هالكلام ، كيف ابا اشهد انكساري قدامه ...


لمصلحتي كل احاسيسي باتت تأمرني بالابتعاد ،لابد اتجنب باسل وكلام باسل....


بإيدي المرتجفه شديت على حقيبتي اكثر حتى اهدي من رجفة ايديني المتزامنه مع رجفه اوصالي..

وقلت بتوهان وتوتر وبلا شعور :

( ااا ....بروح الحين....ينتظروني هم...انا تأخرت....)


وبخطوات سريعه ومجنونه بديت اركض ، حتى اختفي عن انظاره ، وألوذ بالفرار حتى اتجنب كل الأوجاع اللي راح يرسلها لي حديث باسل....




بيت عمي محمد مكتظ بالحريم اللي جايات يسلمن على بدريه وامها...وآخر ما ينقصني هو الزحمه والإزعاج....


جل امتناني لتواجد خالتي بالقرب مني ، تواجدها خفف عني الكثير... لأني ما ازال متلبسه بحالة الصدام اللي كان راح يصير بيني وبين باسل....

ومخاوفي حيّــة وكأنها تعيش الآن كلمات باسل اللي هو أساساً ما نطقهن....


استمريت اتبع خطوات خالتي ، وانا اسلم على الحريم اللي بالمجلس ، التقيت بوالدة بدريه ، لكن بدريه مو موجوده.....


جلست بالقرب من خالتي في الكنب، وانا احاول آخذ نفس عميق ، حتى اوقف حالة الخفقان اللي تضرب اعماق صدري.....


( ويش فيك حبيبتي ...تعبانه...؟ لا يكون باسل ضايقك...ولا قالك شي..؟...)


( كان راح يقول يا خالتي....كان راح يقول ....)

( ويش يقول ..!!)

وصلني صوت خالتي المستغرب....!

حتى انتبهت اني كنت اتكلم بصوت عالي...


رفعت ايدي ومسدت جبيني باضطراب ...

ليش ما جالسه اهدأ، ويش صار فيني ...؟؟

ولا ويش يبا يصير حتى هالتوتر مو راضي يفارقني...؟؟


( انتي ويش فيك ..؟؟؟)


جاوبت بابتسامه هزيله :

( مافيني شي...يمكن ما ارتاح بالجمعات الكثيره..)

ردت بعدم تصديق:

( يمكن...على العموم عبدالله راسل لي يقول خبري عليا تجي مجلس الرجال تسلم على محمد
الظاهر محد هناك غريب....)

بضيق سألتها :

( وانا كيف ابا ادل موقع المجلس، وانا اول مره اجي هنيه..)

قالت بهدوء :

( عادي اسألي زوجة محمد، ولا حد من الشغالات اللي بالخارج ..)


بتوتر واضطراب نهضت ، وطلعت للخارج وانا اسمع اصوات الحريم بدت تخف، دليل بعدي عن مجلس الحريم

لمحت احدى العاملات لكن قبل لا أناديها اختفت من قدامي....!


وقفت بحيره ...ويش اسوي ذلحين....!!




( تــبي شي...؟؟)


التفتت لأواجه صاحبة الصوت........وسألتها :

( وين مجلس الرجال ..؟؟)

قالت بتساؤل :

( مــن ........؟ علـــيا...؟؟؟)



من هـــذي.....؟! وكيف عرفتني من صوتي لأني انا متغشيه...؟؟؟!

رديت بهدوء :

( ايوه ...من انتي ...؟؟)


وصلني صوت ضحكتها .....! ثم قالت :


( ذلحين صدقت يوم قالوا اني واجد متغيره .....انا بدريه..)

يا الله ...ياالله...احس اني ذلحين راح يغمى علي ،

هذي بدريه...لا يمكن مستحيل......!!!


هذي مو بدريه ...بدريه شكلها مختلف ...اما هذي الشابه جميله ..جميله بشكل موجع.....


من بشرتها السمراء العذبه...الى طولها ...الى كافة تقاسيمها الأنثويه..الى تألقها الواضح في زينتها ....!


معقوله تكون بدريه ....وين بشرتها الشاحبه وملامحها الهزيله ....؟؟


لدرجة اني لو اسوي مقارنه سريعه بين ملامحها المعاكسه لملامحي البيضاء الطفوليه الناعمه ....وبساطتي في زينتي...!

فالأكيد ان كفتها راح ترجح....

بعد صمتي الطويل ، تداركت الوضع وقلت لها :

( الحمدلله على سلامتك...)

تقدمت مني وانا بمكاني وسلمت من قريب وردت :

( الله يسلمك...مشكورة..)

ثم اردفت :

( تعالي ادلّك طريق المجلس....ابويه ينتظرك...)

مشينا باتجاه المجلس في سكون ما تتخلله الا الصرخات اللي بداخلي...

هل يبدأ قلبي بالنواح........؟

هل رحلت تلك النقطه الصغيره من امل ..!

هل تلاشت جميع المصابيح من طريقي وما بقى سوى الظلام...يااارب رحمتك ارجو يااارب...



( حياالله عليا...نورتي البيت بجيتك اليوم...)

بابتسامه طفيفه... رديت :

( الله يحييك، النور نورك..الحمدلله اللي قوّم بدرية وخالتي ام بدريه بالسلامه )

قال :

( الله يسلمك يا بنيتي..تعالي..تعالي مشتاق لك...هذيك الفتره لما كنت ارجع من السفر ، كلما جيت ازور الوالده احصلك طالعه للمركز ..)


وتوالت الأحاديث...وتوالى اندماجي المصطنع....ما كنت اعرف اني امتلك هالقوه من الصبر...الا هالليله..!

كيف قدرت امثل قدامهم الراحه، وعِـراك المشاعر بداخلي ما توقف لثانيه.....


طلع عمي محمد...وعمي عبدالله كان سابقه بلحظات ..


ولما جيت انا ابا انهض سمعت صرخة بدريه:

( دم ، من وين هالدم....)


أي دم..؟؟ عن ويش تتكلم .....؟؟؟ سألتها باستغراب :


( وين ...؟؟ اي دم قصدك..؟؟)

قالت :

( رجلك تنزف...ويش صاير لها...)

انحنيت وناظرت في رجلي ....آآآه جرح الأمس بعده حي..!!!

وينزف بسبب نزعي للضماد قبل لا اجي...

لأني تضايقت منه هذا الصباح لما كنت بالمستشفى مع جدتي...فما حبيت اطلع وهو برجلي من جديد فنزعته..

قلت بهدوء لبدريه :

( ماشي...جرح بسيط....)

قالت باستغراب :

( ويش سببه ....شكله مو بسيط دامه ينزف كذا )


تقدمت من الطاولة اللي بمنتصف المجلس..واخذت مناديل ورقيه ...ورجعت اجلس بالكنب

خلعت حذائي..وبديت امسح الدم من الجرح....

قالت بدريه باهتمام :

( بروح اجيب لك معقم ..وضماد تلفي به الجرح..)


رفعت راسي لها ، ووجهت لها نظره مستغربه....!

ليش تتحامل على نفسها وتجامل.....!

انا ادري باللي في قلبها، لأن صدى كلماتها ما زال يتردد في اذني لحد اليوم....

قالت بتعجب من نظراتي .! :

( ويش فيك...؟؟)

رجعت امسح الجرح وقلت من دون لا التفت لها :


( مافي داعي لهالتمثيل...محد هنيه..وانا وانتي عارفين بعض زين....)

ثم اردفت :

( اتقبل ان الشخص يعاملني بما يحمله في قلبه، اكثر من تقبلي لنفاقه امامي ..)


سكتت للحظات ثم قالت :

( والمعنى ..؟)

قلت لها بهدوء :


( ماشي...لكن لا تنسي اننا قد اجتمعنا من قبل وجمعتنا حوارات..وانتي ادرى بمحتواهن)


تحركت بضيق ثم قالت :


( وانتي جاية تحاسبي انسانه مريضه على تصرف غير لائق صدر منها )


بعدت المناديل بعد ما خف النزيف اللي بقدمي...وجاوبتها :

( كثير ناس يمرضوا ...لكنهم بالعاده ما يقولون اللي انتي قلتيه..)

نهضت بدريه من الكنب...وقربت السله مني....ورميت المناديل فيها ..ثم رجعتها لمكانها

ورجعت تجلس ....وقالت بإصرار :


( بالعكس...انا كنت معذورة لأني قلت لك هذاك الكلام .... لأني كنت مريضه...)


قهرني برودها....مو كأنها بدريه القديمه ابداً....

مو راضيه تعترف بخطأها السابق..ولا هي تصر عليه...لكن تعتبره كلام هي معذوره على انها قالته...!


قلت لها بانفعال :

( ويش اللي غيرك...ما عدتي تشوفيني حجر عثره في حياتك...ما عدت انا عليا اللي بسببها انحرمتي من حياة زوجيه طبيعيه بصحبة باسل...ويش اللي تغير يا بدريه..؟)


ثم اردفت بضحكة قهر :


( ولا خلاص ما صرت امثل اي تهديد بالنسبه لك ، صرتي تمتلكين باسل ، وصار من السهل انك تطلعيني خارج حياة باسل وقت ما تبين...بورقة ناجحه مثل حملك مثلاً ..... )


حركت رأسها بنفي وقالت :

( كل اللي قلتيه ماله أي صحه ابداً....وانا ما تعالجت ومن الأساس ما فكرت بالحمل ....)


قلت لها بتكذيب:

( والشهر الأخير اللي قضيتوه في امريكا..كنتوا تلعبوا فيه يعني ..؟)


حركت اكتافها بلامبالاه وقالت :

( هذا موضوع خاص فيني ...ما لك اي دخل فيه...!)


قمت من الكنب وقلت لها باستهزاء :


( مدري ويش هاللعبه اللي جالسه تلعبيها يا بدريه ...لكن صدقيني ما تدخل العقل، لأن كذبك مكشوف...)

سكتت......!

تقدمت ناحية الباب..ولما لمست يدي مقبض الباب ، وقبل لا افتحه وصلني صوتها :

( كنت اتعالج نفسياً )

بحركه سريعه التفيت لمواجهتها وبعيوني تساؤل واستغراب ...

قالت من جديد :

( عادي ويش فيها كنت اتعالج...انا سبق واقدمت على الانتحار..ولو اني ميته كنت راح اخلد بالنار....لذلك اكيد اني اعاني من مشكله نفسيه...علاجها اهم من اي شي ثاني ..)

قلت لها :

( وباسل...والحمل...وحلفة جدتي....؟؟؟)

قالت بلامبالاه :

( ما علي من كل هذولا.......اهم شي اني اهتم بنفسي...وبصحتي النفسيه..)


لما مات الكلام من لساني...حركت لها رأسي بموافقه لصحة كلامها...

اهم شي نفسها...! لكن كيف قدرت تضع نفسها بالمقدمه......لو انا مكانها بقدر اسوي كذا...؟؟


لما جيت ابا اطلع من جديد وصلني صوتها لما قالت بتردد :

( عليا )

التفتت لها ...واجبت :

( هلا )


قالت بتوتر :


( احنا بنات عم ...واتمنى ان علاقتنا تتحسن مع مرور الوقت...وانا ادري انك راح تسافري قريب

فاتمنى نكون على تواصل مثل اي بنات عم ...)



اسافر قرييييب......!!!!

انتسفت مرايا التفاؤل ، وتناثرت شظاياها مختلطه بشظايا قلبي،

هذا هو سر اللين في حديث بدريه معي اليوم ، لأنها تشوفني على اني انسانه مسافره، بعيده عن اي
حضور ممكن يعرقل مسير حياتها ....

ما عدت امثل اي تحدي في حياتها....


هربت من باسل خوفً من طرحه لموضوع سفري ودراستي وابعادي...

لكن هالموضوع ملاحقني ....

اتفقوا ضدي....واجمعوا على ابعادي ونفيي ، بأقسى صورة ممكن اتخيلها..

ببساطه اطرد من ارضي....حتى اعيش وحيده ومهانه ومهجوره في بلاد الغرب....

حتى لو كان في حضور عمي وخالتي، لكن الضربة اللي تلقتها مشاعري كفيله بجعلي اعيش وحده مريعه بداخلي..


هذي حقيقة باسل اللي حبيته.....كنت مخدوعه فيه ..؟؟

او ليش مخدوعه ، يمكن انه من الأساس كان يشفق علي..لكنه ذلحين ما عاد يقدر يتحمل خلاص.....



بجزع ودموع مشبوبه التفت لبدريه وسألتها بصراخ :

( وين اعمامي ........وين راحوا....)

...............


وكان likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 02-11-14, 12:05 PM   #26

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


(( الجــــزء / الثــــالـث والعشــرين ))




تحترق على نار الموقدْ

تودّعك نظرة , , , , ,

وترحلْ . . . . . .

في المطارات والمحطّات , , ,

حيث العابرون إلى بلدانهم يتوزعون

أفراداً , , , , , وجماعات


يختفي الجميع. . . . . .

. . . . . . . . . . . .


<<. . . وتبقى تلك "النظرة"

شاهدة اللحظة

في انقراضها السريع . . .>>


( ســــيف الــرحبــــي )





( عليا انتظري ..لحظه....عليا ...)

فتحت الباب بعنف والهستيريا تتصاعد في دمي صرخات بدريه خلفي ما هامتني هاللحظه



خلاص ابا انهي كل شي......او على من اضحك انا....باسل هو اللي صنع النهاية ...



اليوم مو لا زم يبقى للزعل مكان، ولا الحديث مع باسل راح يصلح أي شي بحياتي ..



قبل لا اسمع منه الكلمه اللي متأكده اني ما قد سمعت اكره منها في حياتي..خليني انا اطلبها منه...



مو انا قايله اني ما ارح ارتضي بالطعن هالمره، مو انا اللي واعده باسل اني راح ارتضي واوافق بطعن نفسي هالمره



تعديت الباب بخطوات ، غير محسوبه وغير واعيه ، ومن بعدها صدمت في شخص قادم.....



رفعت رأسي..ومن بين دموعي شفت عمي محمد ، بوجه مصدوم ومرتعب ..



امسك ذراعي وقربني منه وقال بصوت حاد :


( ويش صاير هنيه ....)



ثم التفت للورى وقال بصوت عالي:



( يا عيال لاحد منكم يجي للمجلس... )



ومن بعدها رجع يلتفت لي وقال :


( ويش صاير...ليش هالصراخ...تكلمي ..!)


ثم اردف بحده :


( قولي بدريه ضايقتك ، قالت لك شي...تكلمي لا تسكتي كذا )


ثم التفت لبدريه وقال :


( اقسم بالله يا بدريه ، لو انك مزعله عليا ، وقايله لها شي ما يصير لك خير..)


وصلني صوتها المتأثر :


( والله ما قلت لها شي يزعل يا ابويه ..حتى اسألها ..)



قلت له برجاء حار وسط دموعي واناتي :



( طلبتك يا عمي ..انت بموقع ابويه اليوم...)


ثم اردفت بنحيب :

( طلبتك لا تردني ....)


قال وهو ياخذ نفس :


( اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...ادخلي معي داخل المجلس )


مرت لحظات ما يقطع صمتها الا ضجيج شهقات تصدر مني بين اللحظه والثانيه ...عمي محمد ما قال حرف..


جالس على الكنب جنبي...ومنتظرني لما اهدأ


( ويش صاير ....!) سأل عمي عبدالله وهو داخل


رد عليه عمي محمد بضيق :


( لا تنشدني عن شي.... ..)


بعد نوبة البكاء، وبعد ما خفت وتيرة الشهقات الحابسه للأنفاس...جمعت ايديني فوق بعض حتى استمد بعض القوة وابدد التوتر ....


وبديت اتكلم :

( انا ....ابا......)


لا يمكن والله ما اقدر ....ما اقدر اتخيل اني بعيده ليوم واحد عن باسل...ما اقدر اتخيل اني راح انفصل عنه، قلبي يألمني من مجرد التخيل.....ياارب صبرني....ياارب...


قال عمي عبدالله :


( ويش صاير يا عليا...ويش اللي مزعلك كذا ...)


اخذت نفس عميق، وقلت بارتجاف :


( ابا اتطلق من باسل...)


شهقات اصدرت من الجميع ..وحوقله تبعتها من لسان عمي محمد .....


لكن الإنفعال الأشد كان صادر من ضربة قويه على الباب...


رفعت رأسي....وسقطت عيوني على عيونه....


سعير اشتد بداخلي من نظراته ، نظرة الانكسار اللي بعيونه ، ما غابت عني ، حدتها مثل خنجر يطعن بقلبي مؤلمه لأبعد حدود...



انا ويش قلت ...ليتني صابرة وساكته ولا اشوفه كذا...


ويش الموقف اللي حطيت نفسي وباسل فيه ....


يا الله ليتني ما غلطت...ليتني ما جيت على سيرة الطلاق ...


غمضت عيوني بأسى لما سمعته يقول بحده :



( كنت حاس انه هذا اللي راح يصير يا عليا ...غباء وجهل وتسرع ..قلت لك لا تروحي قبل لا نتفاهم ، قلت لك اصبري وخلينا نتكلم ...لكنك متسرعه ، متسرعه ...وما تختلفي عن غيرك....)


ثم اردف بنفس الحده :


( يا خساره ...والله كنت احسبك اكبر من كذا، عاقله، متزنه .. ...لكن مثلك مثل غيرك ...مثلك مثل غيرك.....)


يلومني......!! يطلب مني وزن تصرفاتي.....!!

لكن بويش اوزنها،،،كيف ابا اراعيها يا باسل...وانا عقلي مات مذبوح على ايد عواطفي لك ....


عقلي انتهى من اجتمعت فيك، حتى ما عاد له اي وجود...صرت انا ومشاعري وبس يا باسل.....



قال عمي عبدالله :

( استهدي بالله يا ابويه استهدي بالله....تعوذ من ابليس...)



لكن وين يلامس الهدوء باسل هالليله....قهر الرجال اللي لأول مره اشوفه...شي مرعب..



حده وتوحش......ما يشابه لإنهيار النساء...احنا دموعنا تخفف عنا....!


نحيبنا يفتّر من نار الحرقة والألم اللي تشتعل فينا...



لكن الرجال كيانهم بأكمله يستعر .....حتى يتحولون لكتلة من لهب......



قال باسل وهو يلتفت ناحية بدريه :

( ما اختلفتي عن بنت عمك..اللي بعد عشرة عمر ، وتضحيات وسنين من العذاب ..)


ضحك بقهر واكمل :


(اكتشفت انها ما عادت تبا تواصل زواجنا........والسبب أنه صار يذكرها بماضيها المشؤوم.....

ولأجل روحها الجديده تتهنى ما همها السنين اللي ضاعت من عمري وانا اراكض وراها

من مستشفى لآخر، ومن دوله لثانيه ، ولا همها عملي اللي تركته عشانها..

فقط اهتمت بسعادتها ، وكل ما يوفر لها الراحه والاستقرار النفسي..... )



بدريه التزمت الصمت ، ونظراتها توجهت للأسفل....


اما عمي محمد فقال بأسى وحزن :


( امسحها بوجهي يا باسل...ما عليك منها ...جاهله ولا تعرف ويش تقول او تعمل ...)



بدريه من دون لا تتكلم ، حركت رأسها بنفي لحديث عمي محمد .....



باسل ما زال واقف....تقدم للأمام ..وقال بجدية :


( لا يا عمي ....انا وبدريه انتهينا ....خلها تشوف حياتها الجديده والله يهنيها ....ما عاد لي فيها خاطر لا كزوجه ولا أم لعيالي مستقبلاً...)



قال عمي عبدالله بصوت عالي :


( باسل لا تستعجل ...انت متضايق ...لا تقول شي باكر تندم عليه ..)


رد عليه باسل بضحكة قهر ثم قال:


( ماشي بحياتي يا ابويه يستاهل اني اندم عليه ، بنات عمي ومثل ما تشوف من مشكله الى ثانيه...ومن عثره الى اخرى ...

الشيب غزا راسي يا ابويه وانا الولد ما عندي ، اشوف ربعي عيالهم طولهم

اما انا فحياتي ما تُعرف هل هي حياة متزوج ولا حياة عزّابي ... )


ثم اردف بجديه :

( لكن هالمعاناة ما راح تستمر ،ابا انهيها خلاص.... )


التفت لجهة عمي محمد وقال له :


( السموحه منك عمي ، ما كنت بيوم مرخص بنت عمي وانت تدري ، لكن هذا طلبها بنفسها،

والحمدلله اولاً واخيراً هذا مكتوب ربي ، وربي مو كاتب تجمعنا ذريه انا وبدريه ...


بدريه طالق وورقة طلاقها راح توصلكم اول ما انهي الإجرائات..)


الهواء انحبس من المجلس....الأكسجين نفذ...يا ثقــل كلمة الطلاق ،

وقع كلمة الطلاق ما يفرق عن سماع وفاة شخص....


ركزت عيوني على بدريه اللي طلعت مباشره بعد جملة باسل...

هل هذا سر برودها ، ما عادت تبا حياة تربطها بباسل....؟؟ كذا بهذي السهوله يا بدريه ....


بعد عشق سنين...بعد ما كدتي تقتلي نفسك لأجل باسل....تطلبي الطلاق منه وتطلقي وتنتهي حياتكم بفراق ابدي....


حسيت بتفاهة في هالموقف، لولا خوفي من انهم يفهموني خطأ ..كنت راح اضحك ..مو فرح للموقف...لا ..!


ولكني اسخر من غرابتنا احنا البشر...دائماً نواجه المواقف بنظرة ابديه مطلقه..


ما نترك أي فسحه حتى يعمرها الأمل والتفاؤل.....!



ندور حول حلقات التملك والزهد المتضاده باستهتار

والنتيجة حلقة فارغه من اللاشيء نتيجة عدم التعقل....!



ليش....؟ هو انتي تحسبين ان هذا الوصف ما ينطبق عليك يا عليا....؟


انتي ما حلّقتي بجناح التملك خلال الشهور الماضيه بحبك للاستحواذ على باسل...!!!


واليوم مو جالسة تحلقين بالجناح الآخر وهو الزهد .....؟

انتي ما زهدتي في باسل ونفيتيه بصورة ابديه عبر طلبك للطلاق.......؟



اصابتني قشعريره من حديث مشاعري لي......!


لكن لا انا ما زهدت في باسل...ولا راح ازهد فيه....


مشاعري تجاهه ترفرف حولي بكامل حيويتها ....ولكن طلبي هو مجرد.....؟



صدمه ، اندفاع، قهر ، ...اغمضت عيوني بألم ..

ويا خوفي يكون غلطه..وثمنها اكبر من اني اقدر على إيفائها ......



شعوري تجاه طلاق باسل وبدريه ما جلب لقلبي أي مشاعر من الراحه،


بالعكس زادت مخاوفي ذلحين...لأني ما ادري ويش ما زال في جعبة باسل.......



ملامح الأب الضعيف المنكسر الخاطر لا يمكن تبعد عن اوصاف عمي محمد لكنه رغم ألمه قال :


( وجهك ابيض يا ولدي ، بالأمس ما بدر منك الا كل خير،

واليوم لا يكلف الله نفساً الا وسعها ، يمكن في طلاقكم الخيره لكم اثنينكم ....)



باسل تقدم وقبّل رأس عمي محمد باحترام.....لكن قبل لا يروح عمي محمد شده له وهمس له بصوت خافت...



لما تصوبت نظرات باسل لجهتي...حركت رأسي برفض.....


لا يا باسل ....لا تدرسني بهذي النظرات ،

ماني بحمل طلاق وانا بهالعمر....


ما عليك من اللي طلبته لا تاخذه بالحسبان ،

لأني ما اقدر اعيش على خيالك وطيفك في وحدتي.....


اعترف اني مو بقوة بدريه في تحملها لموقف مثل هذا بدون لا تنهار ...ولا يوم راح اكون..


بدريه حالها مختلف عني...بدريه معها سند بحياتها ،

تمتلك اب ، تمتلك ام ، بدريه معها اخوان هم سند لها بالحياه ...لكن انا من معي....!


انا قبلت في باسل وحبيته وهو متزوج بدريه ولا اهتمت مشاعري بأنه متزوج...


انا تعلقت فيه حتى يوم اني شفت جلافته اللي ابداً ما كنت متعوده عليها بحياتي....


انا صبرت ايام سفره ، تحاملت على نفسي وانا اشوف اهتمامه في بدريه المريضه،


صبرت وانا اشوف فصول متنوعه من المصاعب اللي قليل يتحملها ، لكني تجاوزتها..


وجزائي أكبر من ان يكون هو الطلاق يا باسل....


نطق باستهزاء :


( ويش عندها بنت العم الصغيره من شكاوى، ويش ناقده علي انتي الثانيه ...؟


لا تكوني تبي مطلق الحريه في حياتك.... تبي الطلاق حتى تسرحي على كيفك...


لا يا عليا لا تحلمي بالطلاق ، ما راح اطلقك...وان كان مو تمسكاً فيك ، و لكنك بنت عمي وفي وجهي ،

وبصراحه انا ما عادني اثق في احد)



صدمة لمشاعري الصادقه ضربة تلقتها من انسان له وسع بالغ من الحضور بين اضلاع القلب..



انا متأكده ان وجهي ما بقى فيه لون لأن الدم انسحب ليرتكز في رأسي مسبب هاله من الضغط النابض بالألم...



انا اكبر من كذا يا باسل....كلامك هو اجرام بحقي...


لكن هل يُلام الرجل المقهور على بذاءة قوله في ساعة مثل هذي الساعه.....؟؟ واللهب ما زال يحيط بجوانبه ...؟؟؟






......


امام عتبات الدرج المؤدي للطابق الثالث وقفت بتوتر ...باسل كان متقدمني في مسيره..



لكنه لما لاحظ اني ما جالسه اصعد الدرج وراه وقف، والتفت لي وقال :


( ليش واقفـــه..؟)


باسل اليوم مختلف ، البرود المختلط بقسوة يذكرني برعبي منه خلال لقاءاتنا الأولى ..


وبشكل متعمد حارمني اي نظرة لطف ، حنان، ممكن انها تهدئ بالي،

وتخفف من الارتجاف المرافق لي في هذي الليله...



ضوق عيونه وقال بحده :


( كملي مسيرك وراي يا عليا، كمليه...)


واردف بسخريه :


(لا تخافي مو جايبك هنيه عشان اذبحك..)


بصوت ضعيف جاوبته :

( اعرف انك جايبني عشان تراويني الأوراق...)



بصوت اتعبه واثقله الندم اردفت :



( بس خلاص والله سمعتك وعرفت...)



وبدموع متناثره واسى مساره فظيع في نفسي قلت :


( أنا آسفه....ما تخيلت ان قصدك كذا...حسبتك تبا ترتاح مني وتبعدني ...)



نزل من الدرج باتجاهي....ومسك ايدي بقوه ...وقال :



( بعد ما صغرتيني بعيونهم يا عليا جاية تتأسفي...اسفك ما يعنيلي شي ذلحين..)



كرهت نفسي على ما بدر مني تجاهه...تمنيت لو ما رحت بيت عمي محمد هالليله....



كان راح يكون الفرق شاسع ، كنت راح اتجنب كل
هالخناجر اللي تطعن بقلبي.....



ادري ان باسل ذلحين يبا ينتقم مني لطلبي الطلاق....


ولاتهامي له قدام اعمامي بأنه يبا يسجلني بالجامعه اللي يحاضر فيها عمي عبدالله حتى يرتاح من مسؤوليتي.....

ولكل ما صدر مني من كلام جرح مشاعره كرجل...



بمحاولة تخلص من قبضته وببكاء قلت :


( مابا اصعد...مابا...الله يخليك باسل لا تعذبني اكثر ...كافي اللي سمعته.....)



ما اتعب نفسه بجدالي..ثنى ايديه حول جسدي ورفع جسدي على كتفه...


بنحيب ورعب صرخت :


( باسل لا ..لا ...الله يخليك ..ما اقدر...)



لكنه ما اهتم في رجائي...ولا صرخاتي الجزعه ...واصل خطواته الى جناحه حيث مكتبه...



اغلق الباب بيده الحره....ونزلني على الأرض..وجذب يدي واكمل خطواته ...


جلس على الكرسي امام طاولة المكتب ، وانا واقفه جنبه...

بعيون ارهقتها الدموع، وصدر اتعبته تبعات البكاء....

وكفي الصغير مقيد بقبضته القويه...



فتح احد الأدراج ، واخرج ذات الملف اللي تصفحته هذا الصباح ...


قلّب الأوراق ، ثم فجأة توقف...التفت لي وقال بابتسامه :



( تدرين لو انك قريتي هالورقه كنتي راح تجنبين نفسك وتجنبيني كل هالمهازل...)



نزع الورقة من وسط الملف وقربها من وجهي وقال بأمر :

( اقريــها يا عليــا )


جامعة فينكس، جامعه امريكية عريقة ومعتمده ..تقدم ميزة التعليم الافتراضي عن بعد،

كل ما تحتاجه هو فقط اجتياز التوفل.....!



رجعت عيوني لباسل بعد ما انهيت قرائتي لمجمل ما ورد في الورقه.....



رجع سحب ورقه بختم رسمي من احد الأدراج

ومثل سابقتها قربها لي حتى اقرأها...



ورقة اعتماد لباسل صادره من ادارة مستشفى الجامعه بمسقط من أجل عمله هناك...!


ملامحي تسائلت باستغراب....باسل راح يرجع للطب ..لكنه راح يترك صلاله.......؟؟؟!!!


وكأنه فهم استغرابي لأنه جاوب :


( هذا اللي كنت مخطط انه يصير يا عليا، نستقر بمسقط ...اشتغل بمستشفى الجامعه..


تواصلي تعليمك عن بعد بالمجال اللي تبيه، وبشرط انه يوفر لك فرصة ، اذا حبيتي تشتغلي في احد القطاعات العامه المحترمه ....)



ثم اردف :


( على فكره، ولا يوم فكرت في حرمانك من تعليمك يا عليا ، لكني كنت متأكد أنه هذي السنه

كنتي محتاجه لتعليم شرعي، والتزام ديني اكثر من حاجتك للعلوم الدنيويه...

لذلك كان من المفترض تأجيل دراستك ...حتى تحصلي على حقك من التربية الدينية والعلوم الشرعيه ...

حتى تستوعبي بنفسك البعد الديني اللي كنتي تعيشيه في السابق ، ومن بعدها تملكي زمام الأمور بنفسك

....واعطيك حريتك...)


تربية ومن ثم حريه .......!! يعني ويش ...؟؟؟؟



سألت برعب :


( يعني ...قصدك....طلاق...؟؟)


قال بتمتمه :


( انتي خليتي كل الجوانب الإيجابيه بحديثي...وما ركزتي الا على السلبي...آآه من الحريم..

انتو كائنات غريبه ...كيف الواحد يقدر يفهمكم...؟؟)

ثم قال بجديه :

( مو انتي اللي طلبتي الطلاق...ويش اللي مخوفنك منه ذلحين...)

يعني بالفعل في باله الطلاق ، وهذا هو قصده ..


نقلته السريعه في الكلام من قسوه الى لين الى حده لها تأثير سيء جداً ...

كأني انتقل من جو ساخن الى جو بارد ومن ثم اعود الى جو ساخن ..بصورة مسقمه .....


خصوصاً ان الطنين اللي برأسي ما خفت حدته

إلى الآن ....ببساطه اعتقد ان احداث اليوم اكبر مني..


الأرض تميد...بزلزلة ظاهريه....وحسيه كذلك......!


عدلت وقفتي وانا احاول اتماسك واحافظ على ثباتي

وانا اشوف كل شي بالأرض يتحرك...

حتى باسل صار يتحرك.......؟؟!


ليش كذا....هذا هو الزلزال....؟؟؟؟؟؟


صرخة باسل بإسمي رنّت بأذني بحدة مزعجه ومؤلمه ومتضخمه في رأسي.....


سحبت ايدي من يده ورفعتها لأذني في محاوله لحجب كل صوت مزعج يتردد

.......




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 02-11-14, 12:07 PM   #27

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(( الجـــــزء / الــــرابـــع والعشــــرين ))




أيها الجبل "الأخضر" . . . . . . :


يا جبل " الكور" وجبل "شمس". . . :


ويا جبال "ظفار" الشمّاء . . . .

التي تتناسل في أحشائها النمور :


أيتها الجبال العُمانية .. .. .. .. :


توائم الأحقاب


وقرّة عين الأزليّة


منذ أزمان وأزمان


ونحن نصعد إليك


لكننا لا نصل !

لكننا لا نصل !

لكننا لا نصل !

.. .. .. .. .. .. .. ..


( ســــيف الــــرحـــبي )




تمتمت بضيق :


( ذلحين حد يترك أجواء الخريف بصلاله ، ويجي لمسقط لمقابل الحر والرطوبه..!)



رد بنرفزة :


( يا كثر إزعاجك ، اسكتي خليني اركز فشغلي...)


ثم اردف :


( روحي ذاكري، تعلمي، اقضي وقتك بشي يساعدك على اجتياز التوفل بدل هالإزعاج )


رديت بتعالي :


( ما يحتاج ....لأني متأكده وضامنه نجاحي )


وبعدها اضفت باعتراف:


( اصلاً ما يصير طول وقتي اذاكر ..راح انفجر..!!
يكفي طول الصبح وانا مقابله الكتب والنت..)


نزل الأوراق اللي بيده على الطاوله بضيق ورجع لجهاز اللاب توب وقال :


( عــليا ..تراني مو فاضي ولا رايق لك )


وانت متى روقت هذي الأيام ...! باضطراب من هالحال السائد طلعت من الصاله...

وتوجهت لغرفتي ....

..


إلى اليوم وباسل زعلان مني .....حتى بعد مرور قرابة اسبوع ، الضيق باين في ملامحه...

وبنظراته دايم صاد عني ، وكلامه معي قليل ........

يعني لازم يحسسني بغلطي من خلال هالصد ...!


غادرنا صلاله قبل عدة ايام وجينا لمسقط ...

في جو من عدم الارتياح والمعارضه من جدتي ..واعمامي ....لكنهم علناً ابدوا تفهمهم ...



جدتي رفضت اقتراح باسل بالسفر معنا بعد عودتها للبيت ..

وفضلت البقاء بصحبة عمي عبدالله وخالتي ..

اللي اعطوا انفسهم اجازه مفتوحه .. بدون أي التزام بالعمل .. الى أجل غير معلوم ..!!




بعد استقرارنا في بيت عمي عبدالله بالخوير، بدأ باسل دوامه الرسمي من أول الصباح ويرجع آخر الظهر..

وطوال هذي الفتره ..اقضيها بروحي..ما بين تصفح الانترنت الى قراءة أي شي تطاله يدي...!


وبعد عودت باسل من عمله .. نادراً ما يتكلم معي الا في حال انا بديت الحوار......!


في بعض الأوقات صدوده يقطع قلبي لشظايا ،

لكن في اوقات أخرى احط له العذر انه بعده مجروح من كلامي...


ليش ...هو الحريم بس اللي عندهم مشاعر ، ويتضايقون ويزعلون ...؟؟!


كذلك اللي مصبرني الضغوطات الممارسة عليه من ادارة المستشفى .. بسبب السنوات اللي توقف خلالهن عن مزاولة عمله ....

ما بين تعب وارهاق من الدوام يرجع المساء للبحوث..وللكتب...


وأحياناً إذا ما له خاطر يطلع ..المسكين يضطر لطبخ العشاء لي وله....!



تجولت في غرفتي كطقس من الطقوس اليوميه ..بدون أي هدف...!


طلعت من الغرفة مروراً بالصاله ....


لكن لما لمحني باسل صرخ من مكانه :


( ياااربي ....ما كملتي خمس دقايق من رحتي....)!



اوووف ويش هالمزاج النحس اللي صايبه ...!


رديت بقهر :


( تطمن ما جايه اجلس هنيه .....رايحه المطبخ اطبخ..!)



قال بضحكة قهر :


( والله اللي يسمع كلمة اطبخ يصدق ....وآخرتها نصفى على شاهي وقهوه وحلويات جاهزه ..!)



رديت عليه :

( عادي انا دوري المغرب اسوي شاهي وقهوه ..وانت دورك تسوي العشاء)



قال بقهر :


( دوري ودورك...! عزالله فلحنا.....روحي روحي سوي اللي تبا تسويه وخليني اركز في شغلي)



صديت عنه بقهر ...انا ما كلمته من الأساس ..كنت مارّه بدربي..لكن هو اللي تسبب فيني وعصب نفسه من لاشيء، ومن بعدها طردني ..!!!!!



مزاج باسل صاير لا يطااااق......!



سألته وانا احط صينية القهوة على سطح الطاولة :


( الليله بنطلع ...؟؟؟)


قال وهو يترك اللاب توب من يده :


( لا...مشغول ..وتعبان ما اقدر اسوق في زحمة الصيف وفي هالحر ..)



قلت له بتذكر وانا امد له فنجان القهوة :


( طيب .. في كثير من اغراض المطبخ مخلصه ...وانت قايل بنروح اليوم السوبرماركت..!)



قال بتذكر :


( اوووه صحيح ...خلاص لما بروح اصلي بمر السوبرماركت ..)



لا يمكن تفوتني فرصة الطلعه ...انا احسب واعد على هذي الفرصة وبالأخير تفلت مني ...!

لا وألف لا ..


قلت برفض :


( أنا بروح معك...بس خلاااص مليت من هالخنقة ...من لما جينا مسقط ما طلعت ..؟؟)



رد بلامبالاه أعرف أنها تعني لا ولكن بطريقة غير مباشره :


( يصير خير...)



مافي إلا حل واحد، سحبت العباية وحقيبتي وحطيتهن فالصاله عشان قبل لا يروح يصلي ، يشوفهن قدام عيونه واكسر خاطره ...ويقتنع بذهابي معه ...!


شفته يحرك رأسه بعدم رضا...ومن بعدها ابتسم ابتسامه خفيفه...

رفرف لها قلبي...واخيراً ، ما بغينا نشوفها ........!



بالسوبرماركت همست له :

( نبا على العشاء باستا بالدجاج مع الفطر...)


قال بهدوء :


( انزين اخذي مكوناتها ....)


مكوناتها...! وانا ويش عرفني بمكوناتها...!!!


جاوبته بتردد :


( ما اذكرهن ...بس بشوف من النت )


قال بأمر :


( لا تطلعي جوالك قدام العالم ..ما احب هالحركات )



بديت اتذكر مذاقها ، و قلت بتذكر :

( اكيد باستا اول شي ، ودجاج ومشروم واكيد جبن..وحاجه بيضاء مدري اما كريمه ولا صلصه جاهزه
ولا ويش بالضبط...ومدري اذا شي ناقص بعد...)



قال بقهر :

( وهذي من بيطبخها ان شاء الله ...؟؟؟؟ ..)


ثم اردف :
( اخذي مقاديرك وخلصينا ...وسويها بروحك لما بنوصل البيت ...اما انا بآخذ لي أحلى مندي من المطعم )


قلت باستنكار :

( مندي...! واحنا ويش متغدين العصر ؟؟!!! ...)



...

قربنا ننتهي من تسوقنا لشراء حاجيات البيت ...من مؤونه للفطور والعشاء ...اما الغداء في الغالب يجيبه باسل وهو جاي من الدوام ..



وقف باسل جنب الثلاجات يختار المشروبات وانا ابعد عنه بخطوات قليله واقفه جنب عربة التسوق ....



( دكتور باسل....ههه...ويش الحظ الحلو اللي خلانا نلتقي فيك ....)


سرت القشعريرة بكامل جسمي...وأنا اسمع الصوت الأنثوي الناعم

يرحب ويضحك وما باقي الا يتغزل بالدكتـــــــور باســـــل...!


تجمدت في مكاني اراقب العرض اللي يقدمنه البنتين اللي قدامي...!


باسل التفت لهم باستغراب في وجهه لكنه ما نطق...


قالت الثانية اللي جنبها بنفس نوعية الصوت :


( آآه أكيد ما عرفتنا ...أنا حنان ...وهذي كلثم ..ممرضات ....ومعك في نفس القسم دكتور...)


ثم اختمت حديثها بضحكه ..... لو افكر لمليون سنة ما راح احصل لها سبب...!!!!


وتوالت أحاديثهن الغزليه:

( ماشاء الله عليك دكتور باسل باين عليك انك مجتهد ومخلص في عملك من اول حضورك ...)


ولعبت صاحبتها بالكلمات حتى تصنع جمله بنفس المعنى .....


وانا واقفه اتابع بصمت خارجي...وايدي ماسكه العربه بكل قهر...


اما دااخلي فهو اعصار من نار ......وكلي رغبة بتفتيت هالمخلوقتين اللي قدامي...!



نفسي افهم ويش الفايدة من الشيلات اللي يلبسنهن ...؟

اذا كانت مقدمة الشعر والخصل الأماميه كلها ظاهره....


اما ما تبقى من الشيلة فهو معرض للإنزلاق بين الثانيه والأخرى لأنه موضوع بآخر الرأس..!!!!


أما الوجه.....فحدث ولا حرج من الماكياج ...وعطورهن جريييمه ...!!



( ساكن هنيه دكتور ...بالخوير...؟)


لااااا ....وصلت فيهن يسألن عن مكان سكنه ...؟؟


ويش هالوقاحه ....؟؟؟ ويش هالجراءة هذي ...؟؟



الأمور وصلت لحد لا يمكن السكوت عنه .....!!!


قلت من بين اسناني وانا بمكاني :



( ان شاء الله ساكن بجزر الواق واق انتي وهي ويش لكن فيه ......؟؟ هااه ما تخبرني عن هالعروض الرخيصه التافهه ويش المغزى منها ....)




قالت وحده منهن بانفعال :


( وانتي من .......وويش لك من دخل ...؟؟)



قلت لها وانا اقترب ..:


( انا زوجة الدكتور باسل....لكن انتي وهي من...؟ وبأي صفه تتمادن بالكلام مع رجل غريب عنكن)



قالت صديقتها بدفاع :


( عادي احنا ما تمادينا ...لأنه تجمعنا بالدكتور باسل زمالة عمل ..فجينا نسلم بما اننا زملاء واصدقاء )




رديت عليها باستهزاء :


( اووووه ويش هالتطورات اول مره اعرف انه الصداقات الافلاطونيه صارت تطبق معنا اسمحيلي ما كنت اعرف هالشي من قبل.....!!! )



هنا استيقظ باسل من سباته...وقبل لا يشتد الموضوع اكثر ..

قال وايده على ذراعي..... :


( هيا عليا .........خلينا نمشي....)



من طلعنا من السوبرماركت الى ان وصلنا للسياره وانا في حالة جهاد مع أعصابي


مع كل دقيقه تمر احاول أكتم غضبي ، وأهدي أعصابي .. .. ..


ولكن من دون فــائده...!



الغيرة أتلفت أعصابي ، وبكل دقيقه تجي يصبح حالي أسوء من سابقتها...



بالأخير الغيرة افلتت لساني وقلت :



( باسل ....ليش ما تعزم حنان وكلثم..مسكينات ودهن بصداقه افلاطونيه ..!

وعاد شكلهن حصلنك انت الشخص الوحيد اللي عاطنهن وجه في المستشفى ..

عشان كذا ما صدقن يشوفنك بالسوبرماركت .....)



لا رد....!!



اردفت بقهر :


( بصراحه مع هذاك الماكياج وهذيك الخصل المصبوغه ....... شكلهن شي....)



لا رد.....!!



اضفت بضحكه قهر :


( عاد ما يحتاج اقولك ...انت من صدمتك فقدت القدره على النطق...اسحرنك بالأصوات الناعمه والكلام الحلو ...)



لا رد....!



صمته صار يجلب المرض لروحي....!



وجهت له سؤال :


( وانت صدق ما تعرف اسمائهن وما تذكرهن...؟ ولا اصطناع يعني انك مسوي نفسك ثقيل)



لا رد....!!!!!!!!



بكل قهر ضربت بقبضة يدي بقوة في مقعد السيارة ...


قلت له بغضب :


( أنا أسألك ليش ما تجاوب ...؟؟؟)


قال ببرود :


( ششششش مابا اسمع ولا كلمه !)



حارمني من أي كلمة تطمئن روحي... ...!

بس خلاص يا باسل ...كاافي زعل ...ما اقدر اتحمل اكثر من كذا....


رأسي بدا يثقل .....و صوت الطنين المزعج يعلى بأذني ....انفاسي بدت تتقارب

والرجفه تنشط مع كل لحظه.....


هديت نفسي...وحاولت آخذ نفس عميق...


مابا أحداث الليله المشؤومه اللي طلبت فيها الطلاق تتكرر....


انخفاض بضغط الدم....اسقطني بين يدين باسل كالميته ....

عجز عن ايقاظي...واسرع بي الى المستشفى ....قبل لا يفتك بي انخفاض الضغط..


ومع العلاج و المحلول المغذي رجع لي الوعي بشكل تدريجي.....


ما زلت اذكر غضب الطبيب المناوب ..وجداله مع باسل ....وارجاعه سبب انخفاض ضغط دمي للظروف النفسية السيئة
..وفي الحقيقه هو ما كذب...


...

وصلنا البيت ...فكيت غشوتي ...وحررت الشيله ...وبديت آخذ انفاس عميقه مهدئه ....

مابا اسقط ...ولا ابا اروح للمستشفى...يالله تصبرني .....


اخذت حقيبتي...ورجعت حملت كيسين بيدي..وباسل احضر الباقي وراي...



وقفت بالقرب من طاولة المطبخ...حاولت ارفع الأكياس واحطهم فوقها. ..لكن ايديني ما طاوعوني بالارتفاع ...


شهيق عميق....ثم زفير بواسطه الانف وراح اعدي....



صوت ارتطام الأكياس بالأرضيه.......كان راح يلحقه صوت سقوطي...

لو ما حمتني ايدين باسل من السقوط على الأرض بسبب تخاذل رجليني...


بعدته عني لأني ما ازال بوعيي وان كانوا رجليني ضعاف....



قلت له :


( بعـــد عني ....ابا أجلس .....)


ما رد ..ولا ابتعد ....ايده ارتفعت لوجهي ..ونظره تركز على عيوني ..

حتى يتأكد من زوغان عيوني المصاحب للإغماء لكني بعدت وجهي بأكمله عن قبضته..


لما شاف عنادي ...ثنى ايديه حول جسمي و رفعني ...


قلت له بضعف وتنفس مضطرب :

( باسل لا تضايقني...اتركني... ..)



قال بهدوء :

( اهدي اهدي ......ما عليك باس......)



مددني على الكنب...وجمع المخدات تحت رجليني....وراح...


وين راح وتركني ....ناديته بجزع ......... بس ما رد


بعد لحظات حسيت بمنشفه رطبه تستقر اعلى جبيني ...


( انا هنيه ...ما رحت بعيد...اهدي واخذي نفس عميق...وحاولي تسترخي..)



قلت باضطراب :


( مافيني شي....)


قال وهو ياخذ معصم يدي في يده ويتأكد من النبض:


( اذا لسانك يبا يكذب...عيونك ونبض وحواسك كلهن صادقات..)



رديت بارتجاف :


( لا توديني المستشفى مابا اروح...ابر المحلول المغذي لما الحين مشوهات يدي..)



رجع ايده لوجهي وتأكد من عيوني ...وبعدها مدد كفه على وجهي..وقال :


( لا تضايقي نفسك عشان شي ما يسوى يا عليا...

ضغط الدم مو زين يكون مختل وانتي بعدك
صغيره ...اذا ما تحكمتي فيه من ذلحين راح يصير ملازم لك طول العمر )


قلت بإتهام وشفاه مرتجفه :


( كله منك انت......)



قال بعد ما اخذ نفس عميق :



( بويش ضايقتك انا ...الممرضات اللي بالسوبرماركت اول مره اشوفهن، وان كانن يشتغلن بنفس القسم اللي انا فيه ..فهذا ما يعني شي، وكلامهن التافه حول الصداقه ما يعنيلي شي..وبروحك شفتيني ما رديت عليهن...)


غمضت عيوني للحظات...وبعدها من دون تفكير

سألته بشكل مفاجئ :


( باسل انت كرهتني....ما قدرت تسامحني على اللي قلته ...لحد اليوم بعدك متضايق مني ...انا مو قادره اتحمل هالحال ...تعبت من الضيق اللي ملازمك ... )


نهض من جنبي وقال بجديه :


( الأسبوع الماضي تضمّن أحداث وجدالات وقرارات كثيره يا عليا ، وهذي كلها لا بد تترك أثرها على أي شخص بموقعي.....)


ثم أردف :


( صحيح اني متضايق من كلامك ،

لكن هذا ما يعني الكلمه القاسيه اللي استخدمتيها بحديثك .. تطمني يا عليا عمر الكراهيه ما كانت الكلمه الصحيحه اللي توصف اللي احمله لك...العكس تماماً....)


انهى حديثه ..واتجه للمطبخ....


مثل من يفكر بحل لغز ..كذا كانت حواسي في حالة استيقاظ ..

ما بين تذكر كلمات باسل في البدايه .......ومن ثم تنتقل الى مرحلة تحليلها...

ومن بعدها تحط الرحال لتستقر بين حنايا القلب...!


عكس الكراهيه لا يمكن ان يكون الا المحبه......اسعدت قلبي حتى ولو بكلمات بسيطه..

لأن أفعالك دائماً تثبت الكثير....لكن لا مفر من النطق يا باسل....لأن لقلوب النساء ابصار واسماع

ما تكل و لا تهـــدأ إلا عند اسناد القول بالفعل والفعل بالقول.. .. .. !




شكرت باسل بعد ما اخذت منه وعاء الشوربه اللي تحوي كمية مضاعفة من الملح لتعيد التوازن لضغط دمي....

قال وهو يجلس :

( اوووف نسينا كتب الطبخ ...كنت ناوي آخذهن قبل لا ننتهي من تسوقنا )


سألت وانا اعرف الجواب :


( لمن تاخذهن ...؟؟)


رد بجديه :


( وهذا سؤال ..؟؟ لك انتي اكيد...لا يكون تبيني انا اللي اخدمك...صدق الحريم ماحد يعطيهن وجه..!)


قلت باستياء :


( لا مو كذا ...لكن قدّم على عامله ..لأني ما اعرف اطبخ ..!)


قال :


( وين تجلس الشغاله..الطابق اللي فوق حق ابويه ...ومستحيل اجيبها بقسمنا تضايقنا بوجودها ...)



ثم اردف :


( اما انتي مصيرك راح تتعلمي الطبخ ...والكتب ما تقصر ...اما من تحملي .. يصير خير بعدها )



لدرء التوتر والحرج قلت :


( باسل تقدر باكر الصباح توديني السيب...؟؟)


رد باستغراب :


( السيب..؟؟؟؟ ويش يوديك للسيب...؟؟؟)


رديت بهدوء :


( مفكره آخذ عامله بالأجره من مكتب ..هنيه موجود رقمهم بالجريده...واخليها تساعدني في تنظيف الشقه ..ومن بعدها احصر الأشياء المهمه ..واتخلص من الباقي...)



واضفت بحزن :


( حال الشقه كان مأسآوي .....)


سكت لفتره طويله ....وسلط نظراته لوجهي....


ثم قال باستفسار متردد :


( من بعد وفاتهم ...ما قد احد دخلها ...ظلت لسنين مهجورة صحيح ...لحد هذيك الليله اللي امسيتي فيها..؟؟)


رديت بإختصار :


( صحيح....)



قال بهدوء :


( هروب من الأحزان...؟؟؟)


حطيت وعاء الشوربه في الطاوله وقلت بنرفزه :


( ويش لزوم هالكلام ذلحين ...)


قال بإصرار :


( تذكريهم ...ولا نسيتيهم ....؟؟)


قلت بصرخه :


( باسل خلاص...)


رفعت ايديني لأذني وقلت باتهام :


(اصلاً انت ما ترتاح الا لما تشوف دموعي ....)


واضفت بوجع وانا ابعد يده الممتده لي:


( بروحي تعبانه ...وانت تزيدني ..)


سحب جسدي بأكمله له..وارخى رأسي على صدره....


وكفه تتحرك بلطف على ظهري وقال :


( لا ..انا ما ارتاح لما أشوف دموعك..لكن الهروب من الواقع، والهروب من الذكريات،وهروبك من المواجهه خطأ..

وهذي الصفه ما احب انها تكون فيك يا عليا... لازم

تتعلمي الاعتدال لا التسرع ولا الهروب راح يزرع بداخلك الراحه النفسيه ...)



مشاعري ما اختارتك عبث يا باسل .. .. قلبي ما خانّي لما ضمّك بين حناياه...



وصلني صوته المتذمر :


( وضاع علي المندي......كله بسبب حنان وكلثم ..!)


وانا ضاعت علي الباستا .. ما عاد لي خاطر فيها

لحظه...لحظه ... باسل قال حنان وكلثم ..طارت عيوني ....!!

نهضت بعنف من بين ذراعيه وقلت له من بين أسناني :


( وحافظ أسمائهن بــــعد ...)


ما رد سوى بضحكه تردد دويها بأركان الصاله .....




....

لليوم الثالث على التوالي نتوجه من الخوير إلى السيب ، ونقطع المسافه الطويله والمرهقه بين المنطقتين.... في رحلة ذهاب واياب يوميه .....

فتح باسل باب الشقة ودخل ..


ومن بعده دخلت انا والعامله اللي تساعدني في تنظيف الشقه ...وفرز محتوياتها ...من أشياء تذكاريه رؤية البعض منها جلب ذكريات حلوه لقلبي. ...



تأكد باسل مثل كل يوم من كل جزء بالشقه حتى دورات المياه ..خوفاً من انه احد يكون بالمكان...!


وقبل لا يطلع اعطاني جمله من التوصيات اليوميه ....

جوالك خليه جنبك...لا تجهدي نفسك فوق طاقتك...

اذا حسيتي بأي تعب اتصلي فيني مباشره ...

انتبهي للعامله ولا تثقي فيها واجد...ولا تفتحي الباب لأحد..

واخيراً طلع مثل كل يوم ...وملامح عدم الارتياح على محياه وان كان كاتمها..



كنت بغرفتي القديمه ...منهمكه في جمع بقايا من أشيائي وذكرياتي لما كنت طفله ....

وفجأه أيقظتني صوت طرقات باب الشقه...


رجعت لساعتي اتأكد من الوقت باستغراب ....

الساعه ما جات ثنتين ...وباسل بالعاده يتأخر

ما يوصل بهالوقت....


لما سمعت صوت فتح الباب رميت اللي بيدي ...ونهضت بفزع .....طلعت من الغرفه باتجاه الصاله

وكلي غضب من هالمساعده اللي معي ..

سبق ونبهتها وباسل بعد بأنها مو مخوله تفتح الباب لأي احد...

باسل قبل لا يوصل يتصل وانا بنفسي افتح له الباب....


وقفت بمنتصف الصاله بتجمد لما شفت مهند واقف قدام الباب....


الرعب افقدني أي قدره على النطق والحركه ...حتى تنفسي وقف..



( مين انته .....روح ...آووت )


بعد ما فتحتي له الباب صار روح آوت ....


( عليا وين رحتي وتركتيني ....) قالها مهند بصوت ضعيف


صوته..شكله ...اضطرابه...عوامل غير مطمئنه...زادت الرعب في قلبي...


حالة مهند العقليه بالسابق كانت متأرجحه.....لكنها اليوم مو مستقره ابداً بحسب هيئته العامه....



قضت العامله على بقايا الاطمئنان من قلبي لما وجهت حديثها لي :


( مدام اتصل في زوج مال انته ...هذا نفر حرامي ....)


انتفض مهند من جملتها وقال بعنف :


( مو تقول هذي ...مو قصدها بزوجش ...)


ثم اردف بحده :


( عليا انتي تزوجتي شخص غيري)



وقتها عرفت أن الجنون اللي ما قد اظهره مهند قدامي في السابق ... راح يظهر اليوم بأكمله ....


...................



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 02-11-14, 12:09 PM   #28

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(( الجــــزء الخـــامـــس والعــــشرين)) " الأخير"




"بين الوجود والعَدم"


خيط ضباب شفيف


لا يكاد يُرى


بين الحياة والموت


بين المتعة والألم


بين الفرح ونقيضه


عليك أن تدفع جسدك المثْخن


بقفزة صُنعت من هبوبِ عاصفةٍ


إلى أغوار البحر


وستأخذك أمواجه


إلى ديارها الحنونة




(( ابــــن عُمــان : ســـيف الـــرحبــي ))





قال بتكرار :



( تزوجتي شخص ثاني غيري يا عليا )



من ثم اضاف بحده :



( يعني انتي خاينه.....يعني انتي ما تهتمي فيني...وانتي كذابه )



ثم صرخ بجنون :


(انتي كذابه وخاينه يا عليا ...)



وقال بصوت كأنه يأكد لنفسه صحة هالكلام :



( ايوه انتي كذابه وخاينه ..انا ما بخليش ترتاحي لأنش ما تستاهلي ..لأنش كذبتي علي)



القيت نظره على مهند ...ملابسه غير متناسقه...شعره وهيئته غير مرتبه بالمره...ايدينه في حركه مستمره..


مع صرخاته وكلامه وتوهمه كلها امور اكدت لي ان حالته النفسيه تدهورت بصورة اكبر من السابق...



بشفقه وبألم فكرت ليش اهله ما يهتموا فيه..ليش مخلنّه ضايع بهالحال وهو احوج ما يكون للعلاج والمداراه...



بلطف حاولت اهدي اعصابه واجنب نفسي الخطر :



( بس انا ما كذبت عليك يا مهند....انا سافرت لأهلي ...وحصلتهم قدهم عاقدين علي انا و ولد عمي)



قال بغضب :



( لا تكذبي ..انا اعرفش خاينه ..واي شي راح تقوليه كذب ..واصلاً انا ما اصدقش الحين )



لازم اواصل حديثي معه...احاول اهدي جنونه، ومن جهه ثانيه من اجل ان الوقت يمر حتى موعد وصول باسل
واتمنى انه ما يتأخر اليوم ....



قلت بمحاولة جذب شفقته :


( والله ما اكذب ..هذا اللي صار ..)


سأل بصوت اقل حده عن سابقه :


( يعني انتي مو موافقه ...؟؟)


وقبل لا افكر بجواب قال بنبره طفوليه :


( تعالي معي البيت وانا بنقذش منهم..وبخلي ابويه يبعدهم عنش)


القيت نظره على مساعدتي ، كانت واقفه قدام الباب ..مستعده للهروب لو صار أي طارئ


لكن نظراتها تقول انها ما زالت متردده ومستغربه وهي تسمع الحوار....!!


تقدُم خطوات مهند باتجاهي ايقظت حواسي ..وجددت الاضطراب اللي هدأت وتيرته قبل لحظات ...


تلقائياً رجعت للورى ...بخوف وخطوات متردده...


لما طال صمتي بالنسبه لمهند .. قال بإختبار وهو يتقدم نحوي :


( اذا صادقه تعالي معي ...بناخذ تاكسي ..وبنروح بيت اهلي بالعامرات ..)


دقات قلبي بدت تتسارع قلت بارتجاف :


( طيب ابروح معك بس انتظر شوي ..ذلحين انا مشغوله )



قال بصراخ :


( تحسبيني مجنون .....انا مو مجنون ...تسمعيني انا مو مجنون ...تبين زوجش اللي وصلش يرجع وياخذش معه ..انا شفته امس لما جا اخذش ....وانا فاهمش الحين تبين تخدعيني من جديد..ما يكفي اللي سويتيه )



عند هاللحظه ومع هالصراخ الحاد اللي يشق سكون المكان لقوته وحدته ...العامله اطلقت رجلينها للريح وهربت .......


مهند اسرع بخطواته لجهتي ...


قلت بصراخ :


( مهند لا تقرب...مهند لا....)


صرختي قطعت كلامي لما شفته ناوي يقترب اكثر ....


رجعت خطوة للوراء ومن بعدها التفت رجليني وبديت اركض نحو غرفتي اللي كنت قبل دقايق جالسه بمأمن فيها ...


اسرعت بإتجاهها ...دخلت وسحبت الباب واغلقته بعنف وبقوه وانا اعد كل ثانيه ...خوفاً من وصول يد مهند للباب..


لحسن الحظ ان الباب مزود بمزلاج لقفله ...لأن المفاتيح كلها كانت في الصاله ......


بيدي المرتجفه احكمت اغلاق المزلاج ..واستمعت لضربات مهند بعد ثواني قليله فقط من قفلي للباب...



قبل لا استرد هدوئي..واخفف من وتيرة تنفسي العالي ..

لجأت لجوالي اللي كان جنبي تماشياً مع توصيات باسل...


بأصابعي المرتجفه ضغطت على شاشة الجوال في بحث عن رقم باسل ..وما ان وصلت اصابعي لرقمه ..حتى اجريت اتصال له....



اول ما رفعت الجوال لأذني وصلني صوت باسل ..


مثل من كان حاس بالخطر سأل قبل حتى لا يسلم :


( عليا ..خير ..صاير شي...؟؟)


بصوت مرتجف رديت عليه :


( باسل...مهند هنيه...مهند بالشقه ..وهو مجنون ..هي فتحت له الباب قبل لا اقول لها ..وذلحين راحت وتركتني ...)



كنت في ردي له اقاوم الارتجافه اللي تحاول تشل لساني عن النطق..

وفي ذات الوقت كنت ابا اوصل اكبر قدر من المعلومات لباسل ....

لكني حسيت بالعجز لما قال باسل بحده :


( من مهند ومن اللي راح ...ويش تقولي انتي ..)


رديت عليه بصراخ يماثل صراخه :


( باسل تـــعال ذلــحين )


وفصلت المكالمه..ما اقدر انطق اكثر من كذا، ضربات مهند وركلاته على الباب ما وقفت وصراخه وجنونه ما قد توقف لدقيقه...


جلست بجانب بوكسات الاغراض، والجزع ملازمني....


لكن أعصابي المنفعله حرضت هرمون الأدرينالين على افرازه في دمي...حتى بث استجابه شامله بحواسي ..وخلاني متيقظه اكثر....



....

بعد فتره سمعت اصوات عاليه لضربات ..تلاها صراخ مهند ....

لكن صوت التهديد والوعيد اللي ينطق به باسل كان اقوى.........

لاااااا تو الأمور تتضح لي..


نهضت من مكاني ..توجهت للباب وفتحت المزلاج بحركه سريعه ....


باسل راح يضرب مهند .. راح يذبحه ...باسل ما يعرف ان مهند مريض نفسي...


وقفت قدام باب الغرفة وانا اشوف مهند ملقي على الأرض وباسل بكل عنف يوجه له ضربات..


اقتربت اكثر وصرخت في باسل :


( باسل اتركه ..اتركه ..راح تذبحه ...حرام عليك ..تراه مو بعقله ..)


لكنه حتى ما التفت لجهتي ..وواصل هجومه على مهند ...


راح يذبحه ..وكل الأمور ما راح تكون في صالح باسل...


لأن مهند عنده عذره وهو انه مريض نفسي...

وبالأخير باسل راح يتلبس قضيه في غنى عنها وبسببي انا ...



اقتربت منه ناديته ..لكنه ما استجاب لي ...ايديني امتدت لكتفه ..حتى يحس فيني

بديت اسحب ذراعه ...وفي لحظه التقت عيوني بالعيون الناريه المتقده صرخ :


( روحي داخل بســـــرعه )



قلت له بصراخ :


( اتركه من يدك ...انت تبا تذبحه ..تراه مجنون مو صاحي ..مريض نفسي ..مرفوع عنه القلم

افهمني ..لو يصير له شي انت راح تكون الغلطان ...)



اضفت بصراخ :

( مهند كان هو واهله ساكنين جنب بيتنا السابق بالعامرات ..)


اكملت بإنهاك :


( حرام لا تضربه اكثر ...لأنه مو بوعيه ...)


.....



بعد ظهر طويل...ومناقشات طويلة ما بين رجال الأمن وباسل ووالد مهند ..


انتهت الأمور بمصالحه ..قبل لا توصل للإدعاء العام وتصير قضيه ....


والمضحك في الموضوع ان باسل بعد ما ضرب مهند المسكين يرجع يتأكد من جروح مهند ويتفحصها خوفً من وجود كسور..


وبالأخير وصّى والد مهند بالاهتمام بالجروح والضربات ووصف له العلاج المناسب من الصيدليه..


واكيد اعطاه محاضرة عن ضرورة الاهتمام بصحة ولدهم النفسية ، وضرورة اخذه للعلاج..وما خلت النصيحه من بعض التهديدات ..!



على نهاية العصر القيت نظرة وداع أخيره على الشقه ....قراري الأخير حسسني بالراحه


وهو اني ابيع الشقه المسجله بإسمي ..واستغل المبلغ في صدقه جاريه عن اهلي ..لأني ما عدت بحاجه للتواجد فيها من جديد...



...



رجعت رأسي على مقعد السياره...وتنفست بعمق ، الأمان بعد الصدام هذا حالي.....!



قرائتي لأذكاري..وتحصّني بالمعوذات وآية الكرسي هذا الصباح أمور رافقتها في سرائي

ورافقتني في الضراء....


لو حياتنا كلها كانت كذا بهذي الصورة ...نصدق الله في توكلنا واستعانتنا به...


نصبر في الشدائد ..وفي داخلنا متيقنين بأن الله معنا ..ومآلنا الى خير..لأصبحنا بألف خير...


( بويش سرحانه ...؟؟؟)


وصلني سؤال باسل المستغرب لصمتي ...


جاوبته بهدوء :


( في اللي احبه ..!!)



ضحكت بداخلي وانا اشوف ابتسامته بعرض وجهه وهو يقول :


( اوووه هذا غزل..شكراًً....)


قلت له بضحكه :


( بس انا ما اقصدك انت ..على ويش تشكرني ..؟؟!)



نظراته اتركت الطريق والتفت لي وقال بغضب :


( اذا ما تقصديني انا ... من تقصدي غيري يعني ..؟)



جاوبته بصدق :



( باللي احبه اكثر منك ...ربي...!)


هز رأسه ..وقال بابتسامه :


( انا اشهد انك لعبتي بأعصابي يا عليا ..)


قلت له بتأكد :


( من شدة توغلي فيها ..؟؟؟)


ريح قلبي لما قال بصدق :


( لا تسألي السؤال وانتي ضامنه الإجابه ..)





بعد ما عدينا مسافات سألته باستغراب ..وانا اشوفه يسلك طريق مختلف عن طريق البيت :


( هذا مو طريق البيت ..؟؟؟ وين بنروح ..)


رفع حاجبه وقال :


( مكان تحبيه ...لكن غريبه انك مو ذاكره الطريق...!!)


حاولت اتذكر هذا الطريق......لوين يوصل.....مكان انا احبه..!!


بابتسامه كامله صرخت بفرحه :


( شاطئ العذيبه ..)


رد بابتسامه :


( زين انك تذكرتي ..حسبالي فقدتي ذاكرتك ..)




رديت بلؤم :


( هو بصراحه ..بسببك انت كل شي جايز يصير ..!)


انتظرت صرخة غضبه ..لكن ماشي...!!


تفحصته بنظراتي المستغربه .....حصلته يبتسم وكأني قايله فيه معلقه من المديح..!!





.....

باسل كان ينزل غدانا المتأخر من السياره...نزلت باتجاه الشاطئ وقابلتني الرياح اللطيفه بشوق....تنفست بعمق من الهواء البحري النقي...



رفعت رأسي لجهة الغرب...منظر الشمس وهي تغرب فائق الجمال.. ..



حسيت بحركه جنبي ..والتفت لباسل الواقف ونظراته متجه لنفس منظر الغروب..


سألت بهدوء :


( منظر خيالي صح...؟!!)


حرك رأسه بإيجاب ....



تميل الشمسُ تدريجياً ،

حتى تختفي خلف الغابة،

تستلُ أشعتها الصفراء،

من جذوع الأشجار المتعانقة ،

ومن الأوراق والجذور،

لتترك سلالة الليل وأطفاله ،

تحتل الأمكنة والحيوات...

تأخذ زادها من ذكريات النهار


وتسافر في غروبها الأزلي...

(ســيف الرحــبي)






.........




صحت باضطراب :


( خااااالتي ..الحقي علي ..)


جات وملامحها مرعوبه :


( ويش صار...؟؟ )


قلت لها برعب :



( شوفي الماكياج ..قلت لك من البدايه ما يناسبني هالنوع .. )



ثم اردفت بنبرة مشابهه للبكاء :


( شكلي صاير شبح مو عروسه ..والله ان باسل يتمسخر علي )




خالتي امسكت ضحكتها وقالت :



( مو مهم باسل ..اهم شي تكوني مواكبة للموضه بعيون الحريم )



قلت لها بقهر :



( لا والله ...انتي ما تعرفي باسل ...لو شافني حاطه ماكياج بلون قوي شوي قال ويش هالرعب،
لو يشوفني الليله ويش راح يقول ..!!)



خالتي اطلقت ضحكتها ..ثم قالت :


( ما راح يقول شي..كل عروسه بعيون عريسها احلى شي ..)



قلت بتهديد :


( هالخبيرة لا حد يناديها في المصابحه ( الصباحيه ) بروحي بحط ماكياجي ، يكفي هاللعب اللي لعبته في وجهي الليله ...)



قالت بابتسامه :


( اللي تبيه بيصير .....يالله مزون وبنات عمك كل العرايس جاهزين ينتظروك انتي حتى تبدأ الزفه ...)



اخذت نفس عميق ...رائحة الماكياج سببت لي غثيان..

وآخر شي ابيه يصير هو اني اقضي ليلة عرسي استفرغ...

يكفي غثيان الصباح اللي ما يفارقني ..!!



القيت نظره على نفسي قدام الجامه ، قلبت وجهي يمين شمال ..

يمكن تبان شوي من ملامحي المغطاه تحت اطنان الماكياج ...

لكن ماشي فايده ..!



بالقاعه العائليه للأفراح انضميت لبقية العرايس ...
بنات عمي احمد كانوا هاديين..


اما مزون البسمه شاقه وجهها ...!


عمتي هاجر المسكينه تعبت وهي كل شوي تجي وتقول لها :



( مزون ارجوك لا تفضحينا قدام العالم ..حسسيني انك مستحيه ..لو ما تقدري اصطنعي..!)


ردت عليها بضحكه :


( لا والله ليش اخفي فرحتي ...بعدين يا امي خلااص الشؤون التربويه يعطونك اعفاء عن مهامك لأني قدني صرت عروسه ..وانتو مو مسؤولين عني خلاص..)



عمتي هزت رأسها بيأس ورددت :


( الله يعينه ..الله يقويه ..الله يصبره )


سألتها مزون باستغراب :


( منهو يا امي هذا اللي الله يصبره ويقويه ويعينه )


ردت عليها بقهر :


( عزام من غيره ...المسكين ..الله يعينه على ما ابتلاه )



ردت عليها مزون بضحكه:



( عادي عادي ..مقبوله يا امي..ترى من اليوم صرنا صاحبات لأن كلنا متزوجات يعني نشترك بنقطه عشان نبني صداقتنا عليها... )


ضربتها هنادي بكوعها :


( ويش دخل يا غبيه ...هذي امك ..)


ردت عليها بتعالي :

( انتي ويش يدريك ..نسيتي ويش يقولوا بالمركز ..أمك لو صارت عجوز لازم تصاحبيها )



شهقت عمتي هاجر وقالت :


( ذلحين أنا عجوز ..صدق انك ما تستحي ..)


قربت وحده من الحريم تبارك قالت مزون بتدارك للوضع:


( الله يبارك فيك يا امي الله يبارك فيك ...)


ثم اردفت بضحكه قدام الحرمه :



( هذي الوالده المسكينه من فرحتها بي ..تدور دورتين وترجع تبارك لي..!!)



كان من بين الحضور زوجة عمي محمد وزوجات عيالهم ..واختها ..الكل كان حاضر حتى بدريه..


حضورها فاجئني...لكنها سلمت علي بصورة طبيعيه جداً ..وباركت لي متمنيه لي حياة سعيده..


...


بالأخير بعد انتهاء مراسيم الزفاف...اتجهنا للبيت انا و باسل ...وجدتي كانت بصحبة عمي عبدالله وخالتي...


اتجهنا لجناحنا المستقل بالطابق الثالث بعد ما تم تجديد أثاثه وديكوره بالكامل...


خلعت عبايتي وشيلتي بتعب وارهاق من هاليوم الطويل والموتر...


صعقتني صرخة باسل :


( بسم الله الرحمن الرحيم ...من انتي ...)


كنت ما بين حالتين اما اني اضحك بشكل غير مسيطر عليه ..ولا اعصب من موقفه في ليلة زفافنا..!


كتمت ضحكتي ووقفت في مكاني وايديني بخصري ووجهت له نظرات حاده..


عدّل موقفه بكلام أسوء من صرخته :


( الحين الحريم شافنك وانتي بهالشكل ..!!!)


ثم اردف :


( يعني مو لشي...لكن حرمة باسل يعني....)


قبل لا يزيد قلت له من بين اسناني :


( هذا اجمل غزل ممكن تسمعه أي عروسه بليلة زفافها ..!)



طنّش وقال بتعجب :


( متأكده ان هذا اللي بوجهك ماكياج ..؟؟ ويروح عادي ..ولا راح يبقى لأيام..!)



انتفخت شراييني بغضب من استهزاءه

تركته هو وسؤاله بلا رد..


توجهت للدرج ..وسحبت ملابسي ....


قال بتدارك :


( اوووه زعلت عروستي بليلة العرس ...ويش يراضيها علينا ذلحين )



قلت له بتمتمه :


( عرووس اللي يسمع يصدق...! )


ثم اردفت بتذكر وقلت له من بين اسناني :



( احنا مو متفقين نكتم سالفة الحمل لحد ما ينتهي العرس ....؟؟!)


رد:


( ايوه صحيح ...)


قلت له بقهر :


( وخالتي بالله كيف عرفت...لما بغيت اتعثر بسبب الفستان صرخت وقالت لي انتبهي لعمرك انتي حامل ...؟؟)


قال بتمثيل بريء:


( انا ما خبرت حد إلا أبويه و أمي غاليه !)


قلت بغضب :


( احنا مو متفقين اني انا اللي اخبر جدتي ويش هالخيانه )



ثم اردفت بتهديد:

( بنشوف من اللي يخبرك بشي مره ثانيه )


قال بضحكه :


( اما هذي عجيبة تبا تخبي حملك على دكتور )


رديت عليه :

( دكتور على الفاضي..لو فيك خير عطيتني حل لتعب الحمل والغثيان ..)


ضحك ثم قال :


( انا وعيالي مالنا حل كلنا متعبين ..مالك إلا الصبر يا عليا..)










النهـــــــــايــة.




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 16-11-14, 06:45 PM   #29

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 18-11-14 الساعة 04:28 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 21-11-14, 05:13 AM   #30

ندى تدى

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ندى تدى

? العضوٌ??? » 142345
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 8,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond reputeندى تدى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

من اروع الروايات اللي قرأتها

جميله جدا وقمة التميز

شكرا اختي على المجهود الرائع


ندى تدى غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:34 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.