واقفة على بوابة عالمها الجديد ...... هذا العالم الذي لا تعرف عنه شيئا عدا عن كونها قد قبلت في كلية الهندسة في الجامعة الامريكية بمنحة كاملة بعد ان حصلت على المركز الاول بالثانوية العامة.......خوف تمكن منها في لحظة الحقيقة وهي تتطلع حولها هل ستنجح؟؟؟؟ هي رفل ....... خطت خطوتها الاولى نحو هذا المكان الغريب بكل شيء تتلفت يمينا وشمالا علها تجد من يشبهها في هذا العالم ولكن لا ....لا احد يشبهها كانت الفتاة المحجبة الوحيدة في هذه الكلية بينما كان الجميع شبابا وبنات يبدون كالدمى من شدة اهتمامهم بمظهرهم سارت في طريقها تبحث عن القاعة التي تضم طلاب المرحلة الاولى لكلية الهندسة كان المكان يبدو موحشا للغاية بدون صديقاتها اللاتي اعتادتهن اتجهت باتجاه الادارة لتسال عن المكان طرقت الباب ودخلت :-السلام عليكم :- وعليكم السلام نعم تفضلي.... اجابها احد الاساتذة دون ان ينظر اليها :- اسفة ولكن انا ابحث عن قسمي فاليوم اول ايامي هنا ولم استطع ايجاده . رفع راسه نحوها وتسمر لدقائق ظل يتصفح بوجهها يا الهي من هذه الفتاة لم ارها من قبل نا هاتان العينان لم ارى مثلهما في حياتي وهذا الوجه الجميل هل هي ملاك من اين اتيتي يا ملاكي رمش بعينيهه للحظات ليتأكد من انها حقيقية تململت رفل في وقفتها وشعرت بالخجل الشديد بسبب نظراته الغريبة فاطرقت الى الارض احس بخجلها فنهض من مكانه وقال :- انا الاستاذ محمود وانت ما اسمك ؟ اجابته وهي مطرقة براسها :انا رفل ياسين في المرحلة الاولى من كلية الهندسة . : - اذن انت هي صاحبة المنحة الكاملة اهلا بك انستي واسمحي لي بان اخبرك بانني استاذك ايضا تعالي معي وسادلك على كل اقسام الكلية وحاولي حفظ الاقسام لكي لا تتوهي مجددا .... انزعجت من تعليقه الاخير فرفعت راسها نحوه وقالت:عذرا يا استاذ محمود ولكني لم اته انها االمرة الاولى التي ادخل فيها لهذا المكان ولا توجد اي ارشادات فاذا انا لم اته اساسا. ارتد راسه للوراء مقهقها فزاد انزعاجها فقال :من هنا انستي ..............خرج قبلها فتبعته دلها على كل مرافق الكلية مع شرح واف لكل شيء وكان مستمتعا للغاية برؤية انطباعاتها المتغيرة فقال:- اذا اعتقد بان هذا الشرح يكفي كاعتذار لعدم وجود ارشادات. احمرت خجلا قبل ان تقول : انا اسفة حقا استاذ محمود واشكرك لانني ما كنت ساعرف كل ما عرفته بمساعدتك واعتذر حقا لتجاوزي قبل قليل ولكن.... انا اشكرك حقا والى اللقاء تركته واتجهت الى قاعتها بينما ظل هو واقفا بمكانه لدقائق ينظر لمشيتها الرقيقة ما هذا الكائن هل هي حقيقية ام حلم من احلام اليقظة..... اختارت مقعدا يخفيها عن الانظار لم تختلط باحد لم تقترب من اي كان لا بنات ولا شباب اكتفت بنفسها كعادتها حتى انتهى نهارها الاول الغريب وعادت الى عالمها الحقيقي عالمها الذي يفرض عليها ان تتأهب في كل وقت لخوض الحروب والمعارك دفاعا عن طموحها واحلامها دخلت المنزل فاستقبلتها زوجة اخيها الغيور سلمى: انظروا من اتى الا ترين الساعة قد تجاوزت الثالثة اين كنتي لقد عاد اخوتك منذ ساعات ؟؟ : اسفة سلمى ولكني مرهقة للغاية وليس لي قدرة على الجدال اليوم عن اذنك .......تجاوزتها باتجاه غرفتها فقالت :- ما هذا الذي ترتدينه هل راك سمير قبل ان تخرجي ام انك خرجت بعده ؟ : سلمى ما هذا الكلام من فضلك توقفي عن افتعال المشاكل ارجوك ............علا صوتهما فخرج سمير شقيقها الكبير وامير شقيقها الاصغر وقد كانو جالسين في الحديقة سمير : ماذا يحصل هنا سلمى:كالعادة المدللة الصغيرة لا تحتمل ان تسمع مني اي كلمة الاب: سلمى ما هذا الكلام ماذا هناك ؟ كيف حالك حبيبتي متى عدتي ؟ ركضت رفل باتجاه ابيها ورمت نفسها باحضانه سلمى : - عمي ما هذا عليك بمحاسبتها وليس احتضانها لقد عادت متاخرة لساعتين وانظر لملابسها سمير هل توافق على هذا.؟ نظر سمير نحوها شزرا ودقق بملابسها فرفعت راسها نحوه وقالت :-اخي انها الملابس التي ابتعتها انت لي الا تذكر انا لا املك غيرها اما عن الوقت فهذا هو الوقت الطبيعي ثم انت تعرف الزحام في هذا الوقت اقسم لك لقد فعلت كل ما قلته لي تكلم امير: ما مشكلة ملابسها ولو اني اعتقد انها مشكلة كونها ملابس تصلح لجدتي وليس لرفل اعتقد المشكلة تكمن في كون اختي رائعة الجمال وكل شيء يليق بها فعليك ايجاد حل لهذه المشكلة!!!!! الاب: حسنا ليصمت الجميع الا ترون انكم لا تحترمون وجودي لا احد واعني اي احد يملك ان يتدخل برفل طالما انا على قيد الحياة هل سمعتم هيا عزيزتي اذهبي وغيري ملابسك وارتاحي قليلا هيا طفلتي اذهبي ......... قبلت خده وركضت نحو غرفتها دون ان تنظر لاي احد فتحسرت سلمى كونها لم تعكر صفو يوم رفل الاول في الجامعة ....رفل كم اكرهك نظرت نحو عمها وتصنعت الابتسامة وقالت :- عمي انت تعلم بان علي يغار كثيرا فهو كما تعلم يريدها زوجة ولا يريد لها ان تتاثر بجو الكلية انت تعرف هذه الايام لا يمكننا ان نامن على ابنتنا في جو مختلط مليء بالمنحطين الذين يطاردون امثالها وكما تعرف هي طيبة كثيرا وقد يخدعها احدهم فماذا سنفعل حينها علي قد يجن ؟؟؟ احمر وجه سمير الذي يصدق كل ما تقوله زوجته بينما امير الذي يعلم بغيرة زوجة اخيه من اخته فنظر نحوها نظرة جعلها تعرف بعدم تصديقه لكلمة اما الاب فنظر نحو ابنة اخيه نظرة العارف بكل مكائدها وقال: لا يشغلنك امر رفل يا ابنتي فهي ذكية وتعرف ربها جيدا لا تخافي عليها اما بالنسبة لعلي فنحن للان لم نوافق عليه كزوج لرفل وهي لا تزال صغيرة لذلك لا يملك ان يتدخل بحياتها هيا يا ابنتي هلا حضرتي لي بعض الشاي.. استشاطت غيظا ونظرت نحو سمير الذي اطرق راسه وذهبت بسرعة الريح نحو المطبخ دخلت غرفتها او بالاحرى عالمها الصغير فهنا تقضي اغلب وقتها او وقتها كله باستثناء اوقات الطعام اعتادت على وحدتها منذ وفاة والدتها منذ سبعة اعوام ودخول سلمى ابنة عمهم لحياتهم وكل شيء تغير اخيها الذي كان يناديها صغيرتي ويعد طعامها بيديه اصبح اداة زوجته لاذيتها لا تعرف سر كراهية سلمى لها خلعت حجابها فتساقط شعرها البني الطويل ليحيط وجهها الابيض ويظهر لون عينيها العسليتين نظرت لانعكاس صورتها في المراة بقيت لدقائق فسمعت طرقا على الباب فنادت ادخل دخل شقيقها امير لقد كان سلواها بخفة دمه وتفهمه الشديد نحوها فابتسم ما ان راها :اذا كيف حال طالبة الجامعة الامريكية ؟ ....ابتسمت واتجهت نحوه : توقف عن المزاح اخي لئلا تسمعك سلمى قسى وجهه وقال :حبيبتي لا تهتمي لها ولا تكتمي فرحتك بسبب غيرتها العقيمة اذا دعينا من استاذة النكد سلمى واخبريني كيف كان يومك واخبريني هل وجدتي لاخيك المسكين فتاة جميلة ..............ضحكت وجلست لجانبه وقالت : اتريد الصدق انه عالم غريب اخي اشعر باني لا انتمي اليه اناس غريبون البنات لا يشبهنني بشيء كاني من عالم اخر ابتسم اليها وقال : السبب الملابس السخيفة التي كنتي ترتدينها اسمحي لي وساجلب لك ما سيجعلك ..........اوقفته قائلة :- لا يا اخي الامر ليس الملابس فقط على الرغم من انها مختلفة ولكني مقتنعة للغاية بها ولكن لا اعلم كيف اعبر ؟ امير:- لقد فهمت ما تريدين قوله حبيبتي انت تقصدين الانفتاح الذي يتعاملون به اسمعي عزيزتي انا لست كسمير تفكيري ينحصر بما تقوله سلمى ولست كوالدي الذي عاش زمان غير زماننا انا اعرف كيف هو الوضع في الخارج اقصد خارج القوقعة التي كنا نحيطك بها اسمعي عزيزتي اريدك ان تحذري من الجميع لا تامني لاي كان شابا كان ام فتاة تعلمين كم عانيت لاتمكن من اقناع والدي وسمير بالموافقة على استمرارك في الدراسة خاصة في هذا المكان لقد راهنت على ثقتي بك وعلى ايماني بانك لا تشبهين احدا انتي امي التي فقدتها اجدها في نظرات عينيك الحنونة فلا تجعليني اندم حبيبتي وانا متاكد من ذلك هدفك الاساسي هو الدراسة والدراسة فقط هل فهمتي عزيزتي رفل :- نعم اخي اعدك بانك لن تندم والان هل تحتاج لاي شيء ؟ :- لا حبيبتي سوف اذهب للنوم وانتي ايضا فانت تبدين متعبة للغاية تصبحين على خير :- تصبح على خير اخي تركها امير وبقيت كلماته يتردد صداها في بال رفل ولسان حالها يقول لن تندم اخي ....... لن تندم ابدا
09-03-24, 12:33 AM
96Likes
العرض العادي
