07-02-16, 09:28 PM | #1 | ||||
| احلام صبي ظل يجوب الشوارع طوال اليوم كعادته حتى اخذ التعب منه ماخذه وسئم السير لاسيما عندما تمرد عليه حذائه وابى ان يكمل معه السير بعد ان تمزق ولم يعد يحتمله فخلعه اوقل انه انفلت منه وترك قدمبه واصبح حافى القدمين وضجر فى نفسه واصبح لا يطيق تلك الشوارع مع انه يقيم بها ولا يجد ماوى غيرها له فكانت هى بيته وملازه فالرصيف هذا كان مهده واصيح الان سريره فهو مازال يتذكر امه حينما كانت تجلس لبيع المناديل نعم فهو يتذكرها ولا يعرف غيرها فهو لايعرف له اب اما امه فقد عاش معها وارتوى من عطفها وحنانها واسترجع بمخيلته صورتها الجميلة وشعر بمرارة فراقها يعدان خطفها منه الموت وكم هو يفتقد حضنها الدافىء الحنون فهو متعطشا الان لتلك العيون التى يملاوءها الحب ورغم انها حين وجدته وقد شب عن الطوق قليلا دفعته لاستجداء الناس لكنه كان فى قمة سعادته حينما تحتضنه اخر اليوم ويحتميان سويا داخل عشتهما فكان حضنها يحميه من تلك الليالى الباردة وعيونها الحنونة التى كانت تحميه من تلك العيون الجامدة التى يراها الان وفلتت من فمه اه كم هى فاسية الحياة من بعدك يامى حتى العشة انتذاعوها منى بعد موتك و كانت لم تزل انفاسك تملاؤها فلم يرحموا يتمه بل تحجرت العيون والقلوب معا فمن اين له من قوة وهو مازال ابن الثانية عشر واذ هو مجرد ابن شوارع حتى انه جرد من اسمه الحقيقى التى اطلقته عليه امه واطلق عليه اسم سفروت نسيتا لضالة جسده وقادته قدماه لشارع كبير يزخر بالمحلات لكنه وقف طويلا امام مول فخم وتمنى الدخول وكانه يريد اكتشاف عالم جديد بداخله لم يراه من قبل وشغوف لمعرفته لكنه حاول عدة مرات وفشل فكل مره يطرده الحارس منذر • له بتسليمه للشرطة لكنه كان به اصرارا عجيبا للدخول فوقف قرابة الساعة يراقب رجل الامن حتى انشغل عنه للحظات فغافله الصبى ونجح اخيرا فى التسلل داخل المول فاندفع داخله كانه عصفور يطير لجنته وكان مبهورا وكانه انطلق لعالم من الاضواء والمحلات الكبيرة الفخمة الناس هنا كلها مبتهجة بعضهم يشترى الملابس والبعض الاخر يقصد المطاعم التى تفوح منها رائحة الطعام الشهية وكم هو يتمنى ويشتهى ان يتناول بعضا منها وقد وقف امام سيدة شابة تتناول سندوتشا وحينما لاحظت انه يمعن النظر اليه اعتطه اياه فالتهمه مبتعدا عنها سريعا وكانه يخشى ان تستعيده مره اخرى • • ثم استرعى انتباهه صبى فى مثل عمره يجلس بين والديه بادى السعادة ويعلو وجهه حمرة الصحة ذو ملابس نظيفة اما هو فيعلوه الهزال وتغير لون ملابسه حتى اختفى لونها الحقيقى ووقف برهة امامه وشطح بخياله لوانه هوهذا الولد وامامه كوب الايس كريم هذا فكم هو شهى المنظر بالوانه المتعددة وجد في نفسة شجاعه للاقتراب منه اكثر لاسيما حينما اصبح الصبي بمفرده حين ابعتد عنه ابواه وذهابهما للشراء فاتجه نحوه وعيناه على كوب الايس كريم اللذيذ حتى وجد نفسه وجها لوجه امام الكاس ولوح بيده لرغبته في تذوقه وبقلب الطفوله النقي اعطاه الصبي الجالس الكاس فاخذ يرتشف منه كالظمأن حتى قارب على نهايته حين دخل ابواه فاسرعا نحوهما وهوت امه بيد قوية عليه اوقعته ارضا وكادت تفقده وعيه وهي تصرخ كده ياشادي يا حبيبي ؟ هذا الولد سيجلب لك الامراض الا ترى قذراته ؟ ... وجرحته كلماتها اكثر من الضرب وتمنى او يتوارى سريعا عن اعين الناس لكنه لم يجد يدا حانيه لتقيمه وتمنى ان يبكي لكن دموعه ابت ان تتحرر من مقلتيها وتمنى لحظاتها ان يصبح مثل باقي الناس والاولاد حيث الحياه المرفهه التي يعيشونها وخجل من تلك العيون التى يراهها تحملق به ثم قام مبتعدا وبعد برهه لاحظ رجلا سمينا يفتح محفظته المكدسه بالمال وحضرته فكره شيطانيه كثيرا ما مارسها وتعلمها جيدا واتقنها لضأله جسده وخفه حركته فهو الدرس الاول الذي تعلمه من الشارع لكن هذه المره سيرق لحسابه لا لحساب شخص اخر فهو يتمنى شراء ملابس جديدة وحذاء جديد وفي خفه خطف المحفظه من يد الرجل وهرول نحو باب الخروج حول صيحات الرجل البدين محاولة بعض الناس الامساك به لكنه نجح في الخروج ولكن كان يركض ورائه ضابط الامن فاندس الصبي بين الناس في الشارع مستغلا الزحام اخذا من الماره ستارا له فحاول الاختباء بينهما عن اعين رجل الامن لكن الرجل كان لديه اصرارا عجيبا في ان يلحق به وقد تراى له بانه يقدم على عمل بطولي اذ هو نجح في الامساك به وظل هكذا كلاهما تارا يختفي الصبي عن اعين رجل الامن ثم يعثر عليه ويدنو منه محاولا الامساك به وكثيرا ما يجد نفسه على مقربة منه ثم يفلت الصبي من بين يديه وكان الصبي الصغير يتمنى ان يياس ضابط الامن ويتركه يفوز بالنقود فهو يحتاج لها بشده لتحقيق حلمه في ملابس جديدة فهو لم يلبس قط ملابس جديدة طوال حياته وشعر ببرهه بانه نجح في الافلات وانه قد خلى الشارع من رجل الامن وراح يسترسل في احلامه متخيلا نفسه بزيه الجديد وامامه كوب الايس كريم حتى تنبه من غفوته على قبضه قويه تمسك به واذ هو الرجل فانفلت منه فزعا متجها للجانب الاخر من الشارع حتى داهمته سياره مسرعه وفي لحظات تحول جسده النحيل لجثه مسجاه لكنه كان مازال محتضنا النقود وكانه مازال يحضتن احلامه 0 بقلم : سوسن عدلي | ||||
08-02-16, 11:28 AM | #2 | |||||||
مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| صباح الخيرات تأسفت ان تكون النهايه هكذا ولكن لااعلم ربما هذا افضل له فما ينتظر امثاله ليس سهل واكيد اذا كبر وهو بهذه الطريق الذي يعيشه سيكون مجرم جديد يضاف لقائمة المجرمين بكل الاحوال رب العالمين له تخطيط لهذا الكون لايمكننا ان نستوعبه هو العالم بكل شيء وهو المقدر لكل شيء | |||||||
09-02-16, 02:15 PM | #3 | ||||
| صباح الحب والرحمه الفكرة ان نوجه المجتمع لاحتواء هؤلاء وحمايتهم فنحن لا نخلو من المسئولية اذا تركنا هؤلاء الاطفال هكذا والله سيحاسبنا على اهمالنا لهم فانا كتبت فى العنوان احلام صبى لانها احلام كل من كان فى ظروفه وهى احلام من حقه علينا لانه صبى مثل اطفالنا لكن ظروفه اختلفت فليت الناس والحكومات تحاول صنع مستقبل افضل لهؤلاء . | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|