أحمر شفاه / للكاتبة دينا محمد ، مصرية مكتملة

[لامارا]

الفصل التاسع عشر



لم يمُر سوى شهراً على زواج " ليث و صبا "
كانت " حبيبه " تجلس بالخارج بصحبة عاصم , دلف ليث إلى صبا فى المطبخ قائِلاً بعدم فهم :
- مالك فى ايه
قالت بعصبيه :
- أنا مش فاهمه إيه الى جابها ديه وجابت بابا ليه أساساً انا مش بحبها ولا هى
قال ليث :
- ديه ضيفه يا صبا شوية وهتمشى
صمت قليلاً ثُم وضعت يديها على المنضده واليد الأُخرى على جبهتِها , إقترب ليث مِنها بقلق :
- فيه إيه مالك
- مش عارفه دوخت شوية
- طيب يلا نخرج ليهم عيب كده
أمسكت " صبا " بيد ليث ثُم خرجت إليهُما نهض " عاصم " وإتجهه نحو صبا قائِلاً :
- صبا فى حاجه لازم تعرفيها
نظرت إلى حبيبه ثُم إلى والِدها :
- إيه هى
- حبيبه تبقى أختك حبيبه تكون بنتى
رمقتهُ بصدمه :
- بتقول إيه !!
- قبل ما أتجوز مامتك كُنت غلطان مع مامت حبيبه وسبتها و حبيبه تبقى بنتى زى زيك
ألقت الإقداح على الأرض ، ثم دفعت كرسي حبيبه المتحرك وهى تصرخ بوجهه عاصم :
- انا بس الى بنتك انا وبس
نهرها عاصم بأعلى ما يملُك مِن صوت :
- صبا عيب كده
ظلت تضرب على صدرهِ وهى تُثرثر بِبُكاء :
- أنا الى بنتك انا وبس ديه مش بنتك انا بس انا لوحدى
دفعها عاصم وإتجهه إلى " حبيبه " ليقوم بتثبيت كُرسيها المُتحرك , نظر " ليث " إلى صبا التى جلست على الآريكه مُتكئه على يديها .
جلس بجانِبها ثُم إحتضنها تشبثت " صبا " بقميصهُ وهى تهتف بصوتٍ خافت :
- كُل حاجه طلعت غلط كُل حاجه
ملس على شعرِها برفق وهو يهتف فى مسمعها :
- أنا جمبك كفاية إنى جمبك
إقترب " عاصم " مِن صبا ثُم رفع سبابتِه فى وجهِها :
- أتغيرى يا صبا اتغيرى بطلى الى انتى فيه
نهضت مِن على الآريكه بغضب وقالت بصوتٍ عال :
- بطل انت بطل الى انت فيه ده يا ترى هيبقى ليا اخوات تانى ولا لاء
عض " عاصم " على شفتيهِ ثُم صفعها بالقلم لتقع على الآريكه , نهض " ليث " مُسرعاً ثُم هتف بغضب :
- عاصم بيه مينفعش كده
إحمر وجهه ليث مِن الغضب ثُم جلس بِجانب صبا لتنهض تاركه إياه وراكِضه نحو غُرفتِها , نظر ليث إلى عاصم بغضب ثُم قال بهدوء :
- لو سمحت متضربش صبا تانى هى دلوقتى مراتى
إلتفتت " عاصم " ثُم أخذ حبيبه وغادر
• * * *
صعد ليث إلى غُرفتهُما , فتح الباب ثُم ضغط على زر المِصباح نظر بعيناه ولم يجدها , كاد أن يُغادر لولا سمع صوت تقيؤها بدورة المياة .
ركض عليها ثُم حاوط ظهرِها بيداه وساعدها على النهوض , أزاح شعرِها من على وجهِها قائِلاً بقلق :
- مالك !!
- مفيش
جعلها تجلس على الفِراش ثُم أحضر إليها قِدح مِن المياه , إرتشفت مِنهُ القليل و إستقلت على الفراش صامته , جلس ليث بجانِبها ثُم مسح على شعرِها و أمسك يديها باليد الأُخرى :
- صبا إهدى
• * * *
إقترب " مالك " مِن " ياسمين " ووضع صينية الطعام على الفراش ثُم همس بأُذنيها :
- بكره هعمل حفله وهنقول للناس كُلها
وضعت كفِها على جبينه :
- بحبك
طبع قُبلة رقيقه على كفِها ثُم همس :
- بحبك يا ياسمينتى
• * * *
سحب " حسن " يداه من يد " بسنت " ثُم نظر إلى عيناها وأردف :
- بسنت إحنا مش هينفع نكمل مع بعض
إبتسمت بسُخرية :
- هزار تقيل اوى
تنحنح بحرج :
- بسنت إحنا مش هينفع نكمل مع بعض
- إنت بتقول إيه بس
ثُم مسكت يداه :
- بطل تُقل دمك ده
قال بصوتِ عال نسبياً :
- يا بسنت إفهمى مش هينفع نكمل مش هينفع
ترقرقت الدموع بعيناها ثُم قالت بعدم تصديق :
- انت بتهرج معايا صح
- لا
- لا بتهرج إنت بتضحك عليا و هزارك تقيل أوى
- إفهمى مش هينفع نكمل
- يعنى إيه مش هنكمل يعنى إيه إنت استنيت لما إتعلقت بيك و جاى تقولى مش هينفع
- أسف
- أسف إيه أسف هتخلينى أنساك هتدواى قلبى الى اتكسر دلوقتى
- مش هينفع أنا مش حاسس إننا ينفع نكمل مع بعض
شهقت قائِله :
- إمشى يا حسن إمشى ربنا معاك إمشى
حاول أن يمسك يداها لكِنها جذبتها مُسرعه :
- إمشى خلاص
* * *
نهضت صبا مِن نومِها وهى تبكى بصوتٍ عال , نهض ليث على صوتها ثُم ضغط على زر المِصباح الجانبى ليشعل المصباح , نظر إليها بشغف :
- مالك
إحتضنته وهى تبكى :
- أنا بس إلى بنته يا ليث صح
وضع يديهِ على رأسِها والأُخرى على ظهرِها ثُم طبع قُبلة على رأسِها :
- انتى بس
ثُم تابع :
- بُكرة مالك عامل حفلة وهنروح ونروق هناك وقال كمان إن فيه مُفجأه حلوه
أومأت رأسِها ثُم تشبثت بقميصهُ .
إرتفع آذان الفجر ليعلن عن إقتراب شروق الشمس , نهض ليث ثُم أمسك بيد " صبا" قائِلاً :
- قومى نصلى الفجر
• * * *
" السلام عليكُم ورحمة الله – السلام عليكُم ورحمة الله "
نهض الحاج أحمد من على مصليتهِ ثُم أمسكها بيداه وأعاد ترتيبها ووضعها على المقعد إقتربت " إسعاد " مِنهُ قائِله :
- حرماً يا حاج
- جمعاً إن شاء الله يا إسعاد
وضعت كفاً على الأخر ثُم قالت بِقلة حيلة :
- نفسى أشوف عيل لليث يا حاج
نظر إليها بإستغراب :
- لما ربنا يشاء وبعدين دول لسه عرسان
- أنا خايفه أوى يا حاج
نهض الحاج أحمد مُتجهاً إلى غُرفتهُ :
- ربنا يقدم إلى فيه الخير يا إسعاد
• * * *
فى مساء اليوم التالى توافد الجميع إلى منزل " مالك " , إرتدت صبا فُستاناً أسود طويلاً بإكمام و حُلى فضية اللون ومِن الخلف أعلى الخصر تشكلت فيونكه ينسدل مِنها ذيلاً فضى اللون أيضاً .
أما ليث فإرتدى حُلى سوداء اللون .
دلفا إلى المنزل , ألقى مالك التحيه عليهُما ثم دلف الجميع كانت بسنت ترمق " حسن " نظرات حزينه تاكد أن تقتله .
وقف مالك بِجانب ياسمين ثُم حاوط خُصرها بيداه مُتنحنحاً :
- أحم أحم عندى خبر حلو
قال الجميع فى نفساً واحد :
- إيه هو
- ياسمين حامل
هللَ الجميع قائِلاً :
- مبروك يا ياسمين , مبروك يا مالك
إقتربت " صبا " مِن ياسمين ثُم قبلتها قائِلة :
- الف مبروك
- عُقبالك
قالت صبا فى سُخرية :
- لا لا لسه بادرى
ثُم نظرت إلى ليث :
- ولا إيه
قال ليث :
- طبعاً طبعاً إحنا عايزين نتمتع ونسافر بما إنى عاطل حالياً يعنى
قهقه الجميع ثُم أشعل مالك إحدى الموسيقى الحماسيه لينطلق الجميع فى الرقص .
أمسك ليث يد صبا وبادرا فى الرقص , شكل الجميع دائِرة حولهُما وبدأوا بالتصفيق .
أبطأت " صبا " فى رقصِها ثم وضعت يديها على جبهتها , إقترب مِنها ليث فى شغف " إنتى كويسه "
رفعت حاجبيها ثُم أومأت رأسِها :
- كويسه
عادت للرقص مره أُخرى , لم تُكمل دقيقه واحده حتى وقعت مغشى عليها , إنحنى ليث مُسرعاً ثُم حملها ووضعها على الآريكه مُحاولاً إفاقتِها , أحضرت ياسمين عطرها ثُم أخذهُ ليث ووضعه على أنفها .
إستفاقت " صبا " وهى مازالت تشعر بالدوار , قال ليث بإطمئنان :
- إنتى كويسه
أومأت رأسِها بإيجابيه , ليُردف مالك :
- خدها يا ليث وروحوا أفضل
- ماشى
• * * *
دلفت " صبا " إلى المنزل ثُم غادر ليث مُتجهاً إلى والدته , أبدلت صبا فُستانِها وإرتدت بنطالاً و قميصاً طويلاً واسعاً باللون الأسود , رفعت شعرِها على هيئة كعكه عشوائية .
جلست على الآريكه وأحضرت دفاتِرها ووضعت قِدح قهوة وبدأت مُذاكرتِها , إلتقطت هاتِفها ثُم هاتفت " كارمة " :
- أزيك
فقالت كارمة :
- أنا الحمد لله إيه فينك
- اهو موجوده بس بابا إمبارح صدمنى
قالت بصدمه :
- إيه الى حصل
قالت بنبرة مخنوقه :
- طلع ليا اخت ومين أكتر واحده بكرها طلعت أختى وكمان ضربنى بالقلم إمبارح قدمها
- إنتى بتهرجى عندك أخت أزاى
- معرفش بس أنا مش هسكت
دق باب المنزل لتغلق صبا الهاتِف وإتجهت لِتُفتح الباب , فتحت الباب لتنظر بصدمه إلى .....


* يُتبع *
بلاش قراءة صامته

[لامارا]

الفصل العشرون والأخير



دلفت " صبا " إلى المنزل ثُم غادر ليث مُتجهاً إلى والدته , أبدلت صبا فُستانِها وإرتدت بنطالاً و قميصاً طويلاً واسعاً باللون الأسود , رفعت شعرِها على هيئة كعكه عشوائية .
جلست على الآريكه وأحضرت دفاتِرها ووضعت قِدح قهوة وبدأت مُذاكرتِها , إلتقطت هاتِفها ثُم هاتفت " كارمة " :
- أزيك
فقالت كارمة :
- أنا الحمد لله إيه فينك
- اهو موجوده بس بابا إمبارح صدمنى
قالت بصدمه :
- إيه الى حصل
قالت بنبرة مخنوقه :
- طلع ليا اخت ومين أكتر واحده بكرها طلعت أختى وكمان ضربنى بالقلم إمبارح قدمها
- إنتى بتهرجى عندك أخت أزاى
- معرفش بس أنا مش هسكت
دق باب المنزل لتغلق صبا الهاتِف وإتجهت لِتُفتح الباب , فتحت الباب لتنظر بصدمه إلى يامن قائلة :
- إنت إيه الى جابك وعايز إيه
- جيت أسلم عليكى
أجابت بسُخريه :
- لا والله
- عايز أشوف جوزك بصراحه مين إلى إستحملك يعنى عرفت إنك كنتى بادرة جدأ
حاولت إغلاق الباب لكِنهُ دفعه بِقوتهِ قائِلاً :
- فيه إيه
أغلقت عيناها بِقوه ثُم نهرته :
- نعم يا يامن مُمكن تمشى
- بنتى إسمها صبا على فكره
- عارفه
جاء ليث مِن الخلف ينظر إلى ظهر ذَلِكً الرجل بإستغراب , ثُم وقف بِجانب صبا قائِلاً بصوتهِ الأجش :
- مين حضرتك
كادت صبا أن تتكلم لكِن قاطعها يامن وهو يمد يداه :
- يامن , صديق صبا هى مقالتلكش عليا ولا إيه
مد " ليث " هو الأخر يداه قائِلاً بضيق :
- لا قالتلى صبا مش بتخبى عنى حاجه يا أُستاذ , كُنت عايز حاجه
تنحنح ثُم قال :
- لا بس بقالى كتير مشوفتهاش قولت أجى أشوفها
- شرفت !!
• * * *
دلفت " صبا " ثُم جلست على الآريكه وأردفت فى توتر :
- هو أنا قولتلك إمتى عليه !!
- مقولتليش بس محبتش أطلع قدامه معرفش عنك حاجه
ثُم إستطرد :
- مين ده بقا
جلس ليث بِجانب " صبا " لتبدأ بسرد لهُ من هو وماذا فعل :
- بس كده
- بتكلمية من امتى
- اول مره أشوفه لما كنا رايحين لـ كارمه جوز أختها
- لو شوفتيه ولا كإنك عارفاه
إحتضنته ثُم همست :
- حاضر
• * * *
تعالت أصوات الشجار بمنزل " عاصم البحيرى " , وقفت " شاهى " تصرخ بوجهه " عاصم " وهى ترفض فكرة أن يكون لهُ إبنه اٌخرى :
- يعنى إيه بعد السنين ديه كُلها جاى تقول إن ليك بنت إنسى يا عاصم إنسى أنا وصبا بس إلى عيلتك أنا وهى بس
ثُم نظرت إلى حنان التى كانت تقف بجانب إبنتها :
- وإنتى تطلعى برة حياتنا فاهمه لا انتى ولا بنتك هتكونوا زى انا وصبا فاهمه
ثُم تابعت وهى تُشير إليهُم بِسبابتِها :
- أطلعوا بره حياتنا أطلعوا برة الفيلا
أمسك عاصم سبابتِها وهو يُحاول إحكام غضبه :
- شاهى ملكيش دعوه بحنان هى خارج الموضوع أنا ليا دعوه ببنتى
- بس بس متقولش بنتك هى مش بنتك ولا عُمرها هتكون يا عاصم
أحمر وجهه غضباً :
- شاهى ., حبيبه إتسجلت بإسمى خلاص كُل الى بتقوليه ملهوش لازمه
صدمت قليلاً , لتهبط دِمعه مِن عيانها عملت جاهِدة لعدم نزولِها :
- كده يا عاصم
- شاهى الأتنين بناتى وخلص الموضوع
- وانا !!
صمت قليلاً ثُم أردف :
- إنتى , إنتى أم صبا أنتى مراتى
صمت ثُم إستطرد :
- القديمه زيك زى حنان أنتوا الأتنين ماضى مش أكتر حبيبه هتعيش هنا معايا زيها زى صبا ما كانت عايشه وحنان هتاخدلها بيت قريب مِن هنا
- وانا هاجى أعيش هنا
- بيتك فى الأول وفى الأخر بيتك ومن حقك
• * * *
فى ظُهر اليوم التالى جلس " ليث " بِجانب " صبا " ثُم أمسك إحدى دفاتِرها :
- هنبتدى شُغل مع عز الدين بيه فى الشركة بتاعته من الإسبوع الجاى
- والد كارمة وأنيس
- أه بالظبط , عاصم بيه هيدخل معاه بالثلث فى الشركه
- كويس
ثُم نظرت إلى الدفاتر قائِلة :
- إمتحاناتى قربت
- أه طيب هنبتدى بالماده ديه
• * * *
سحبت " إسعاد " حقيبتها ثُم وقفت أمام باب املنزل وهى تهتف :
- يلا يا شروق يلا يا وردة يلا يا حاج
ركضت وردة ناحيتها وهى تمسك بطبق زُجاجى :
- أنا جهزت أهو وأخدت لسى ليث أكل كمان تلاقيها مبتعملش أكل
وقف الجميع أمام باب المنزل ليتقدمهم الحاج أحمد قائِلاً :
- يلا بينا توكلنا على الله
• * * *
ظل " حسن يُراقب بسنت مِن الخلف كان يسير خلفِها بخطوات بطيئه حتى لا تشعر بهِ , وقفت للحظات ثُم نظرت إلى الخلف لم تجد أحداً فتابعت سيرِها .
حتى آتاها صوتً مِن الخلف " بسنت إستنى "
نظرت إلى الخلف لتجد " حسن " أمامِها , نظرت إلى الأرض للحظات طالت مِن الصمت ثُم قالت :
- نعم عايز إيه
- هو إنتى زعلانه منى , يعنى أكيد زعلانه , بصى انا مش عارف بس فجأه حسيت نفسى شايل ذنبها
- ذنب مين
صمت قليلاً ثُم قال :
- شروق بتحبنى
قالت بصدمه :
- شروق أخت ليث
أومأ رأسهِ :
- أيوة , حاسس بالذنب لإنها بتحبنى وشايفانى معاكى فقررت إنى أسيبك بس لقيت نفسى حاسس بالذنب نحيتك أنتى كمان
- وإحنا مالنا بيها هندم حياتنا علشانها
قال بأسف :
- الحُب من طرف واحد صعب , لا إنتى هى قادرة تنسانى ولا هى قادرة تخلينى أحبها
ذمت شفتيها :
- حسن إنت بتقولى أنا ليه قولها هى ولا أقولك روح حاول تحبها وإنسانى أنا
قال بغضب :
- يا بسنت حاولى تفهمينى حاولى
- انا مش فاهمه غير إنك سبتنى علشانها ده بس إلى انا فاهماه
- بس انا مش عايز أسيبك ومش عايز أجرحها
- يبقى أجرحنى أنا
صمت قليلاً ثُم قال تلقائياً :
- بسنت , بحبك ومش هنبعد عن بعض
قالت بسُخريه :
- حسن
- مش هنبعد يا بسنت
- و شروق
قال مُشدداً فى حديثه :
- مش هنبعد انا بحبك انتى
أومأت رأسِها بإنفعال :
• مش هنبعد , هنفضل مع بعض لأخر يوم فى عُمرنا
* * *
نظر " ليث " إلى صبا بطرف عيناه وهو يُعد لهُما قِدحين مِن القهوة , ثُم هتف بصوت يصل إلى مسمعها :
- سيبى التليفون يا صبا وكملى مُذاكره
وضعت هاتِفها على المِنضدة ثُم تابعت مُذاكِرتِها , دق جرس المنزل لتنهض تفتح الباب , نظرت إلى إسعاد و ورة و الحاج أحمد و شروق بعدم فِهم للحظات لتُقاطِعها إسعاد :
- إيه مش هندخل بيت إبنى
ثُم دفعتها لتدلف إلى المنزل وهى تُهلل :
- ليث إنت فين يا حبيبى
خرج ليث مِن المطبخ بعدم فِهم هو الأخر :
- أنا هنا , إيه المفجأه الحلوه ديه
جلس الجميع لتنظر " إسعاد " إلى الدفاتِر بخنق :
- وهو إنتى بتدرسى معندناش بنات بتدرس وهى متجوزه
جذبت " صبا " دفاتِرها بغضب :
- أنا بقا عندى وديه حُريتى أنا
وضعت " وردة " الطبق على المِنضدة :
- أنا جبتلك أكل يا سى ليث
تمهلت صبا قليلاً , ثُم إلتفتت لتنظر إلى وردة بعصبيه :
- و إنتى بتجيبى ليه ملكيش دعوة
قالت وردة بإستفزاز :
- تلقيكى مش بتعرفى تعملى الأكل ده يعنى ومقضينها أكل من بره
وضعت " صبا " الدفاتر على الدرج ثُم عادت إلى وردة و أمسكت الطبق و إتجهت نحو سلة القُمامه بغضب :
- شكلة مش حلو ليث مش بيحب الحاجات ديه
نظرت " وردة " بغضب إلى إسعاد , لتنهض إسعاد بغضب :
- هو فيه إيه ما تشوف مراتك يا ليث
قال ليث بإبتسامه :
- عادى ما انا مش بحب ده يا ماما
جلست " إسعاد " وهى تضرب بأنامِلها على قدميها ثُم هتفت :
- إيه مفيش نونه ولا إيه انا وابوك عايزين
قاطعتها " صبا " بغرور :
- إحنا حُريين
نهض " الحاج أحمد " بغضب لِأول مرة فى تِلك الجلسه :
- لااا الموضوع زاد عن حده أووى يا ليث
نظر " ليث " إلى صبا بغضب :
- صبا أعتذرى مِن ماما
أبت قائِله :
- مش بعتذر من حد انا , أنا مش غلطانه وبعدين ده بيتى وانا حره أعمل إلى اعمله
صفعها بغضب :
- مش هتتغيرى يا صبا صدقينى مش هتتغيرى هتفضلى زى ما انتى كده
قالت شروق بغضب :
- ليث مِش كده
إبتسمت " صبا " بكبرياء وهى تُحاول أن تمنع دموعِها مِن الهبوط ثُم صعدت إلى غُرفتها بخطوات ثابِته كالجبل .
• * * *
ضحكت وردة , لينظر" ليث " إليها بغضب :
- بتضحكى على إيه يا بُستان
فقالت بنبرة مُتفهمه :
- هو إنت بتهزقنى ولا ده نوع من أنواع المدح
جلست " إسعاد " تضع قدماً على الأخر :
- أنا قولت الجوازه ديه لا يُمكن تفلح أبداً , البنت مش مِننا أبداً لا يُمكن تكون زيك يا وردة لا يُمكن
• * * *
وقف الحاج أحمد على الباب ثُم نظر إلى ليث :
- تعالى أنا عايز أتكلم معاك شوية
ثُم نظر إلى إسعاد :
- روحوا إنتوا أنا هاخد إبنى واتكلم معاه فى أى مكان
- أجى معاك يا حاج
- لا يا إسعاد خُدى البنات إنتى وروحى
• * * *
جذبت " صبا " حقيبتها ثُم إتجهت نحو منزِل " عاصم البحيرى " ما إن دلفت حتى وجدت حبيبه فألقت الحقيبه وبدأت تصرخ بوجهِها :
- أنتى أيه الى جايبك هنا ده بيتى مش بيتك
- وبيتى أنا كمان انا اختك
- لا انتى مش أُختى
تحركت " حبيبه " بِكُرسيها نحو " صبا " ثُم قالت :
- مالك
قالت بسُخرية :
- وإنتى فكرانى هقولك , إنتى أخر واحده أنا مُمكن اتكلم معاها يا حبيبه أخر واحده
- لا أنا أول وحده تتكلمى معاها
- أنا مفيش حد بتكلم معاه كُل حاجه فى حياتى طلعت غلط حتى ليث طلع غلط
ثُم إنحنت لتجلس على الأرض وهى تبكى :
- كُله غلط
أمسكت " حبيبه " رأس صبا ثُم وضعتها على قدميها وربتت على ظهرها :
- كُل حاجه هتبقى كويسه بس لما نكبر
ثُم قهقهت وهى تقول :
- حسبة 50 سنه كده وهنرتاح كُلنا
نهضت صبا ثُم مدت يديها إلى " حبيبه قائِلة :
- أنا معنديش مانع إننا نبقى إخوات
قالت " حبيبه " باسمه :
- ولا أنا عندى مانع
وقف " عاصم " مِن بعيد يبتسم ثُم تقدم نحوهم وهو يُصفق :
- أنا عايزكُم كده على طول
نظرت صبا إلى عاصم ثُم أردفت :
- بابا أنا حامل
إتسعت حدقة عيناه ثُم قال صادماً :
- صبا
- بس انا مقولتش لليث ومش هقوله
- ليه يا صبا
- ليث ضربنى بالقلم النهاردة قدام أهله يا بابا
قال عاصم غاضباً :
- وهو بيهرج , إنتى عملتى حاجه
عضلت على شفتيها السُفلى بحرج :
- زعقت مع مامته وقولت ده بيتى بس
- بس , إنتى غلطتى وهو غلط
قالت حبيبه بفرح :
- إنتى فعلاً حامل يعنى انا هبقى خالتوا
أومأت صبا رأسِها :
- أيوة
• * * *
فى صباح اليوم التالى دلف " ليث " إلى مكتب " عاصم " بغضب وهو يردف :
- يا عاصم بيه مينفعش تسيب البيت وتمشى
- وانت مينفعش تضربها قُدام أهلك يا ليث انا بنتى مش اى واحده بنتى ليها كرامه وكرمتها أغلى من أى شئ
- عارف إنى غلطان بس صبا كمان مش بتعملى إحترام بينهم يا عاصم بيه نهائى
صمت عاصم ثُم أردف باسماً :
- صبا حامل
قال ليث بعدم تصديق :
- عاصم بيه ده أكيد مش تهريج
- صبا فوق فى غُرفتها فى يا ليث
ركض " ليث " نحو غُرفتِها وهو يهتف بعدم تصديق :
- صبا إنتى حامل , حامل بجد
نهضت مُسرعه مِن على فراشِها , عقدت حاجبيها بغضب :
- لا مين قالك
- انتى لسه زعلانه
قالت بنفس نبرتِها :
- لا لا لا وهزعل من إيه
أمسك يديها ثُم قبل رأسِها :
- متزعليش منى أنا أسف
إبتسمت نِصف إبتسامه وهى تقول :
- مش زعلانه
قال وهو رافعاً حاجبيه :
- حامل يا صبا يعنى هتجيبى بنت مغرورة زيك أو ولد بيحبك زى
قالت بنبرة حاده :
- مغرورة
- مغرورة وجميلة
- أيوة هجيب بنوته مغرورة وهخليها تتغر على مامتك يا ليث هى و بستانه ديه ولا وردة
• * * *
خمسة سنوات فقط مروا على عُمر " تاليا " و " إياد " أطفال " ليث " و " صبا " كانت " تاليا " نُسخة عن والِدتها تمتلك شعراً أسود طويلاً يصل إلى خصرِها وبشرة بيضاء جذابة أما عن عيناها فكانت باللون البُنى رُمادى ,أما تؤامِها إياد فإمتلك شعراً باللون البُنى ثقيلاً و بشره بيضاء أيضاً و لون عيناه كان باللون العسلى .
وقفت " تاليا " على الدرج وهى تنظر إلى " ليث " بغضب :
- هنط يا بابا ومش هخليكوا تشوفوا تاليا تانى
أمسك " إياد" يد " ليث " وهو يترجاه :
- بابا مش تخليها تنط
جثا " ليث " على رُكبتيهِ وهو يمسك كاتِف " إياد "
- خايف عليها
أبى بغضب :
- لا يا بابا هتروح تقول لماما إنى انا الى وقعتها
نهض ليث بإحراج ثُم تنحنح وهو يصعد على الدرج :
- نطى يلا
- أنط
- أيوه يلا
قفظت " تاليا " قفظه عاليه لتستقر بين يد " ليث " مُداعباً إياها , نظرت إلى " إياد " ثُم أخرجت لِسانِها بغيظ طفولى :
- بابا شالنى ومش شالك إنت عارف ليه علشان أنا تاليا الحلوه وانت إياد الوحش
خرجت " إسعاد " مِن خلف إياد وهى تنهر " تاليا "
- بنت عيب متقوليش لأخوكى الولد كده ده هو الى شايل إسم العيلة , إحترمى نفسك
نظر " ليث " إلى والِدته بغضب :
- ماما
قالت " تاليا " بطفوله :
- أساساً مش بحبك إنتى بتيجى ومش بتجيبيلى باربى زى أنه شاهى
ضربت كفاً على الأخر وهى تقول :
- تربية صبا عايزاها تكون إيه
قالت صبا وهى عاقدة ذراعيها :
- مالها صبا يا طنط
قالت إسعاد بضيق :
- مالهاش يا حبيبة طنط مالهاش
ثُم نظرت إلى إياد :
- تعالى يا حبيب ستك أجبلك ملبس
نظر " إياد " إليها بنظرة إستحقار طفولية ثُم نظر إلى " صبا " :
- مامى أنا عايز مارشيملو
قالت إسعاد بإحراج :
- الملبس أحلى
نظر " إياد " إليها بغضب :
- طعمه وحش يوووه بقا
ثُم ركض نحو الحديقه , لتنظر إسعاد إلى صبا :
- مستحملاكى بالعافيه تقومى تجيبيلى أتنين زيك
• * * *
أمسك مالك أنامِل صغيرتهُ " مريم " ثُم سار بِها إلى الداخل , ليتعثر بِهم " إياد " نظر إلى " مريم "ثُم قال :
- وحشه
أمسك مالك إياد مِن ياقة قميصهُ بِسُخريه :
- إمشى يا ابن ليث بتقول على بنتى انا وحشه ده انا هزعلك
قال " إياد " بِنبرة إنتقامية :
- كُل البنات وحشين
قهقه " مالك " بسُخريه عليهِ ثُم تركه يُتابع ركضه موجهاً حديثه إلى ليث :
- إبنك ماله
- تاليا نسخه من صبا عايز إياد يعمل إيه
إنحنى " مالك " لينظر إلى صغيرته التى كانت تكتسب خدوداً مُمتلِئه وشعراً باللون الأسود قصيراً قد رفعته لها " ياسمين " على هيئة ذيل حُصان ثُم قال :
- مريم عندى ملاك
قالت مريم بطفوله :
- بابا أنا جعانه
فتابع مالك حديثه بسُخريه :
- عندى ملاك بيحب الأكل أكتر منى ومن أمه
أمسكت مريم يداه بغضب :
- جعانه يا بابا جعانه يوووه بقا
قالت " تاليا " وهى تضع يديها على خِصرها :
- مش تاكلى كتير كده هتبقى تخينه ووحشه ماما بتقول كده
نظرت " مريم " إليها ثُم نظرت إلى مالك :
- يا بابا خليها تسكت انا جعانه
حملها " مالك " وإتجهه بِها إلى المطبخ قائِلاً لياسمين :
- مريم جعانه
- وهى من إمتى مش جعانه
أمسكت " بسنت " إياد ثُم نظرت إليهِ قائِلة :
- أنا نفسى أجيب عيل شبهك يا إياد
نظرت شروق إليها بِحُزن ثُم قالت :
- ربنا يقومك بالسلامه
أزاح " إياد يديها بِقوة وهو يردف :
- مامى بس الى بتجيب شبهى
نظرت " حبيبه " إلى أنيس ثُم قالت :
- لما نتجوز مش هنجيب عيال زى إياد و تاليا أنا مش ناقصه جنان
قال أنيس بفخر :
- هتجيبى زى أبوهم
فقالت كارمة :
- مُجرد التخيل إنك تجيبى عيال زى انا وأنيس ده يجننك أكتر يا حبيبه
إنحنى " أنيس " ليتكأ على كُرسيها المُتحرك قائِلاً :
- وكلها كام شهر ونعمل العمليه وهترجعى تمشى تانى
• * * *
غادر الجميع المنزل ليبقى " ليث " و صبا وتاليا و إياد بالمنزل وحدهُما , جلست صبا على الآريكه بينما جلس ليث على الأرض و "إياد " يجلس على قدميه .
نهض " ليث " مِن على الأرض ثُم وضع " إياد " على الآريكه بِجانِب " صبا " , صعد " ليث " إلى غُرفتهُما ليجد تاليا تقف تمسك بأحمر الشفاة الخاص بـ صبا وتضعه على وجهِها .
شهق ليث بصدمه :
- بتعملى إيه
إلتفتت بخضه إليهِ قائلة :
- يووووة خضتنى
قال وهو يقترب مِنها :
- بتعملى إيه يا تاليا
- بحط روج يا بابا
- إنتى لسه صغيره يا بنتى
- بس بس انا مش صغيره إياد هو صغير أنا كبيره
- طيب هاتى الروج ده وتعالى أغسلك وشك
ركضت وهى تصرخ قائِلة :
- لااااا ده حلو يا بابا مش تخلينى أمسحه يا بابا
قال بمضض :
- إسمها متخلينيش إيه مش تخلينى ديه
- يوووه إنت زى إياد ليه يا بابا
- أنا زى إياد
- اه
قال وهو يضرب كفاً على الأخر :
- أنا كُنت مستحمل أُمك بالعافيه يا تاليا
• * * *
دق باب المنزل ليركض " إياد " فاتِحاً إياه ليجد أمامهِ " وردة " تمسك بيد طِفلة صغيره تشبهها تمتلك نفس الضفيرتين و الوزن الزائِد , دلفت " وردة " وهى تهتف " إزيك يا صبا انا جيت متأخر بس قولت أجى الأكل خلص ولا أى "
نظرت " صبا إليها بضيق :
- أه الأكل خلص والعزومه خلصت والساعه 11 وإحنا هنام
قال " إياد " بتلقائيه :
- ماما مش قولتى هنخرج
قالت مُسرعه :
- لا مش هنُخرج هنام
نظرت ورد إلى إياد قائِلة :
- خد هِند يا حبيبى إلعب معاها هجوزهالك لما تكبر معرفتش اتجوز أبوك هجوزك بنتى
نظرت صبا إليها بِخنق :
- أتفضلى
• * * *
نزلت " تاليا " وهى تركض ما إن رأت وردة حتى قالت :
- يييييه إنتى جيتى
- أنا جيت أه يا حبيبتى إيه الى عملاه فى نفسك ده
نظرت إليها صبا بعدم فهم :
- تاليا عملتى إيه
- مش عملت حاجه حطيت روج علشان نخرج يا ماما
قالت " صبا " بغضب :
- مش هنخرج مش هنخرج
نظر " ليث " إلى وردة بتساؤل :
- فين جوزك يا وردة
- فى البيت يا سى ليث أنا جيت علشان متزعلوش منى
قالت صبا مُسرعه :
- إحنا مش عزمناكى طنط إسعاد هى الى عزمت مكُناش هنزعل على فكره
• * * *
بعد عِدة أعوام وقفت " صبا " أمام المرأه تتحسس وجهِها بحُزن وهى تقول :
- كبرت يا ليث
قال برفض :
- لا أنتى لسه صغيره
- عارف يا ليث مفيش حاجه تستدعى إنى اتغر أهو شكلى بدأ يروح وبقيت بكبر أنا مش هتغر تانى
قال هامساً :
- لو كُل الناس شافتك كبيره انا لسه شايفك صغيره يعنى هو أنا كبرت
- لا يا ليث
أمسك يديها ثُم أشعل أُغنية " عانقينى " وبدأوا الرقص قائِلاً :
- فاكرة أول مرة سمعناها مع بعض
أومأت رأسِها وهى تنظر فى عيناه فتابع حديثه بسُخريه ينتظر غضب صبا:
- شوفت النهاردة وانا جاى من الشغل بنت أمورة اوى تحسيها أجمل منك
دفعته بغضب وهى تصرخ بوجهه :
- أنا صبا البحيرى يا ليث أنا أجمل واحده وبس أنا صبا البحيرى
إحتضنها وهو يضع كفهِ على رأسِها قائِلاً :
- بهزر معاكى , عادت ريما لعادتها القديمه


* تمت *

كُنت مضايقه جداً وانا بكتب النهايه أتعلقت بالرواية لإنها تقريباً اطول رواية طولت وانا بكتبها ^_^
مستنيه رأيكم بقا محدش يكسل

[لامارا]

[سلمي ادهم]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[ساندورة]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[اسمهان اسمهان]

بسم الله الرحمن الرحيم