آخر 10 مشاركات
جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          2- أصابعنا التي تحترق -ليليان بيك -كنوز أحلام(حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          همس الجياد-قلوب زائرة(ج1 سلسلة عشق الجياد) للكاتبةالرائعة: مروة جمال *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          موضوع مخصص للطلبات و الاقتراحات و الآراء و الاستفسارات (الكاتـب : أميرة الحب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree22Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-12-09, 08:05 PM   #21

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


سلمت الايادي فوفو ...يعطيك العافيه عيون المها

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 29-12-09, 08:56 PM   #22

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلين وسهلين بنوتة
وينك يا قمر وحشتينا


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-09, 09:02 PM   #23

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
Elk الفصل الرابع

الفصل الرابع


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ





في الأيام القليلة التالية، قامت هدنة مضطربة بين ريتشارد وإيما. كانت إيما تشعر بالقلق البالغ، لا تدري ما الذي سيحدث في أية لحظة. ففي النهار، خصوصاً بحضور أناس آخرين، كانت تتصرف وكأنهما في شهر العسل حقاً. فالحديث المرح الودود، والاستعداد علي الدوام لمرافقته في نزهات قصيرة، والجو الباسم حولها جعلها وكأنها بغاية الاستمتاع بوقتها. ولكنها ما أن يحل الليل،www.rewity.com


عيون المها


حتى يتغير الأمر. كل خطوة منه، كل نظرة مفاجئة تشعرها بالعصبية. كانت ما تزال نصف خائفة، نصف متشوقة إلي اللحظة التي يكمل بها ريتشارد البند النهائي من الاتفاقية القائمة بينهما. وعلي كل حال، كان هذا قبل انتهاء إجازتهما بثلاثة أيام، وكانت غير مستعدة علي الإطلاق لإعلانه القاسي هذا، كانا قد أنهيا لتوهما تناول طعام الإفطار علي الشرفة، عندما نهض واقفاً وهو يقول وفي عينيه نظرة ذات معنى: ( أرى أن تحزمي بعض الملابس لقضاء ليلة في الخارج. أريد أن أذهب إلي بينيلوكان وأظن ليس بالإمكان التفرج عليها في نهار واحد).


فقالت بذعر: ( بينيلوكان؟ ولماذا؟)


( لأنه مكان رائع الجمال، ومن المخجل أن نترك بالي دون أن نزوره. هيا بنا نذهب قبل أن تزداد حرارة الجو.)
كانت المسافة لا تبعد أكثر من سبعين كيلو متراً من سانور، ولكن الرحلة استغرقت أكثر من ساعتين. منتديات روايتي.كانت الطرق تحتشد بكل ما يتصوره المرء من أنواع العربات والمشاة، من عربات الخيل إلي أسراب البط، وكل نوع منها يسير علي نظام مستقل بنفسه، وكان ريتشارد لا يفتأ يضغط علي بوق السيارة، سائراً ببطء السلحفاة دائراً بصبر حول النسوة اللاتي يحملن أمتعة علي رؤوسهن ويعتبرن أن وسط الطريق هو المكان المناسب لتبادل الأحاديث والسير. علي الأقل كانت هذه فرصة لإيما لكي تفكر بحرية، ولكنها لم تجد أي راحة في هذه الأفكار. لم تكن تريد الذهاب إلي بينيلوكان مع ريتشارد. www.rewity.com



عيون المها


فالمكان حافل بالذكريات الغالية التي لم تكن تستطيع احتمالها.


لقد توهج وجهها لمجرد التفكير في تلك الرحلة التي تسلقا فيها جبل بانور معاً أثناء شهر العسل ووقفا علي حافة البركان الخامد الذي تتصاعد منه الأبخرة، وهما يتعاهدان علي حب بينهما حتى آخر العمر.


التوت شفتاها الآن بمرارة عند هذه الذكرى. يا لها من مزحة في ذلك الحين. ولكن، لماذا يحرص ريتشارد علي جرها إلي هناك؟ أهو نوع من المزاح السادي القاسي ما دفعه إلي هذه الرحلة؟ وهل هو مصمم علي معاقبتها وإذلالها بكل قسوة وذلك في مكان سبق وكانا فيه في منتهى السعادة؟ وهنا بدا لها أن ليس ثمة تفسير آخر لكل هذا.


إثناء صعود السيارة التلال، ابتدأ الجو الحار يميل إلي البرودة. وعندما توقفا علي بعد عشرة كيلو مترات من البحيرة لكي يرتاحا قليلاً، كان الهواء قد أصبح طلقاً نقياً. كان موظفو الفندق قد أعطوهما رزمة من شطائر الدجاج وسلة من الفاكهة الاستوائية والمياه الباردة وذلك لكي يتمكنا من تناول الطعام بجانب الطريق، وكانت أوراق شجيرات الخيزران تتمايل مع النسيم مرسلة ظلالاً متراقصة علي الحشائش الخضراء الكثيفة. كان يتناهي إلي مسامعهما، من مكان ما، صوت مياه جارية ثم صوت مفاجئ لرفيف أجنحة طيور فوق رأسيهما، محدثة أصوات غريبة أشبه بقرع أجراس بعيدة.منتديات روايتي. فنظرت إيما إلي أعلي بحدة، وهتفت: ( ما أغرب هذا! ظننت منذ لحظات، أنني سمعت قرع أجراس.) www.rewity.com


عيون المها



فقال باسماً: ( إنك سمعت ذلك فعلاً، أنها فرقة موسيقي طيور هذا البلد. ذلك أن المواطنين هنا يعلقون أجراساً ومزامير صغيرة حول أعناق اليمام ليتمكنوا بذلك من سماع موسيقاها عند طيرانها.)


فقالت إيما: ( يا لها من فكرة غريبة جميلة. ولكن كيف عرفت كل هذا، يا ريتشارد؟ أنا لا أتذكر أنني سمعت مثل هذا عندما كنا هنا المرة الماضية.)


فألقي عليها نظرة غريبة، نظرة طويلة قاسية ثاقبة وهو يقول: ( هذا صحيح. ولكنني أعود إلي بالي مرة كل عام منذ ذلك الحين.)


انتابها شعور بالغ بالذهول، وبشيء آخر... شعور بأنها قد طعنت بشكل ما... تماماً كما لو أن شخصاً أخبرها بأنه يقتحم منزلها ويفتش فيه مرة كل عام. كان لديها سبب لا تستطيع إدراك كنهه يجعلها تشعر بأن ماضيهما قد أقفل عليه في مكان أمين ولا يمكن المساس به. وبالنسبة إليها،منتديات روايتي، كانت ذكريات بالي متصلة بريتشارد، ما لا يدع لها طاقة علي احتمال الألم الذي سيتملكها إذا هي عادت وحدها إلي هنا عاماً بعد عام لمجرد الاستمتاع بقضاء إجازاتها. فلماذا كان ريتشارد يأتي إذاً؟ هل لأنه لم يكن من الحساسية بحيث يفكر فيها علي الإطلاق؟ أم أنه... وأسرع تنفسها، وهي تزدرد طعامها بعصبية... هل كانت الأيام التي أمضياها معاً أغلي علي ريتشارد من أن يتخلي عنها؟وفجأة، شعرت بأن عليها أن تفهم الحقيقة، فسألته مازحة بصوت جعله الارتباك غير طبيعي: ( ولماذا كنت تحضر إلي هنا؟ أظن أن ذكرى شهر عسلنا تكفي لكي تبعدك عن المكان بقية الحياة.)


قابل نظراتها ببرود، ثم هز كتفيه قليلاً وأجابها قائلاً بعدم اكتراث: ( هذا صحيح، ولكن بالي مكان رائع الجمال. فمن السخافة المطلقة أن أدع بعض الذكريات السيئة تفسدها علي. وبعد، فإن شهر عسلنا لم يكن بكل تلك الأهمية، أليس كذلك؟ هذا إذا قارنته ببقية حياتنا.)


ردت عليه بفتور زائف: www.rewity.com


عيون المها


( كلا، أظنه لم يكن بكل تلك الأهمية أبدأً.)


شربت زجاجة من عصير الليمون وأكلت شطيرتي دجاج وموزه محاولة منها إخفاء استيائها. ولكنها في الأعماق كان الألم والحزن ككتلة من رصاص تثقل قلبها. ليس بتلك الأهمية؟ إنها ما زالت حتى الآن تعتقد أن الزواج من ريتشارد هو أهم شيء قامت به في حياتها، وحتى رغم كل الغضب والألم الذين سببهما لها، شعرت بالألم والإهانة وهي ترى شهر عسلهما يهمل جانباً، كأنه شيء دون معنى، ليس بتلك الأهمية؟ وتملكتها المرارة، هذا صحيح، شكراً يا ريتشارد لتذكيرك لي أنك خال من الإحساس، إن هذا سيجعل إغلاق قلبي دونك أكثر سهولة...


قالت له ببرود: ( ليس ثمة فائدة كبيرة من التوقف في بينيلوكان لتناول الغداء، أليس كذلك؟ لقد تذكرت أن المكان كئيب وخال من المناظر، علي كل حال، فهذه الفطائر قد أخمدت شهيتي.)


فهز كتفيه قائلاً: ( كما تشائين، ولكن فلنتابع طريقنا علي كل حال.)


قال ريتشارد وهو يستدير ليدخل إلي مكان وقوف السيارات التابع للمقهى في بينيلوكان: ( حسناً، حتى إذا لم تكن لديك رغبة لتناول طعام الغداء، فأنا بحاجة إلي فنجان قهوة. هل ستأتين معي أم لا؟)


عضت شفتيها وهي تسير معه متجهة نحو مائدة أمام المقهى تشرف علي المناظر المنتشرة أسفل.


( نريد فنجاني قهوة من فضلك، أحدهما دون حليب أو سكر، والآخر مع الحليب دون سكر.)


حدق بهدوء إلي البحيرة الزرقاء المنبسطة أسفلهما، ثم ابتسم لها قائلاً بسرور: ( أليس المنظر جميلاً؟)


حدقت إيما فيه مذهولة حين ابتدأت الحقيقة تتضح في ذهنها ببطء... www.rewity.com


عيون المها


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-09, 09:09 PM   #24

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي

إنه لم يحضرها إلي هنا لمجرد التفنن في القسوة عليها، أبداً. كلا، لم يكن ريتشارد يريد أن يتفرج عليها متسلياً وهو يراها تتعذب إزاء الذكريات، لا شيء من هذا.منتديات روايتي. كل ما في الأمر هو أنه قد نسي الحادث كلياً. نسي... ما الذي قاله لها... وما شعر به.. يا له من وغد قاس عديم الشعور والقلب والوفاء.


قالت بجفاء: ( نعم إنه جميل أتظن أن بإمكاني أن أطلب أن تكون قهوتي أثقل من العادة؟)


بعد عشرين دقيقة، تابعا طريقهما ليهبطا الطريق الذي أخذ يتعرج إلي أن وصلا إلي ضفاف البحيرة، ثم تابعا السير إلي أن وصلا إلي إيرباناس، وهناك أوقف ريتشارد سيارته خارج الفندق نفسه الذي كانا أقاما فيه منذ تسع سنوات، ولكن إيما انتبهت الآن إلي ما يقصد، فسيطرت علي ردود الفعل عندها بكل حزم، لم تكن تريد مطلقاً أن يبدو علي وجهها أقل لمحة حنين أو ندم. وبدلاً من ذلك أظهرت ابتسامة اهتمام وهما يدخلان الفندق ويوقعان باسميهما، وقادتهما فتاة مراهقة دائمة الابتسام إلي غرفة بسيطة لا تحوي سوى الضروري من الأثاث.


ألقي ريتشارد بالحقيبتين علي الأرض، ثم سار نحو النافذة يتملي من المنظر المحيط بهما، حيث الزرقاء والأشجار المزهرة والحشائش الخضراء.


قال يخاطبها: ( ما رأيك في نزهة قصيرة قبل العشاء؟)


أجابت: ( لا بأس.)


كانت نزهة في منتهى الجمال علي ضفاف البحيرة، واستحال تظاهرها بضبط الأعصاب إلي استمتاعا حقيقيا. كانت تشعر وكأنها لم تأت إلي هنا إلا للمرح، ولا بد أنهما سارا أكثر من عشرة كيلو مترات صامتين في أكثر الأحيان، وكانا، أحيانا، يعلقان علي ما شاهداه من مناظر حولهما. وعندما استدارا عائدين إلي الفندق، كانت إيما تشعر بالاسترخاء والإنهاك.


كانت أحياناً تلقي بنظرة خجلي إلي ريتشارد بجانبها.منتديات روايتي. علي كل حال، مهما حاولت أن تقنع نفسها بأنها تكرهه، فليس بإمكانها أن تكبح شعورها بالإعجاب به وصوت ضحكته العميقة فوق المياه الساكنة.


بعد نصف ساعة جلسا في الخارج بانتظار عشائهما. كانت المصابيح البراقة الألوان مصطفة علي حافة المصطبة، كما كان البدر يعلو فوق البحيرة، وفي مكان ما، www.rewity.com


عيون المها


كانت تتعالي أنغام الموسيقي من حيث كان يقام الرقص المحلي الليلي، والذي قرر ريتشارد وإيما ألا يحضراه. كان الهواء ساكناً يميل إلي البرودة ومشبعاً بأريج الزهور.


قال ريتشارد بجفاء: ( لا يبدو عليك الارتياح، هل السبب شركة بريرو؟)


فقالت بسرعة: ( أنا شاكرة جداً لكون الشركة ستستمر في العمل، فقد كنت قلقة جداً بشأن الموظفين فيها والذين كانوا سيصبحون عاطلين عن العمل، إنما أحياناً، يا ريتشارد، أتمني لو لم آت قط إلي هذا العمل المتعب. لا يمكنك أن تتصور أي عبء ثقيل هو.)


رد عليها عابساً: ( آه، نعم. يمكنني تصور ذلك.لقد أمضيت أنا في العمل قرابة العشرين عاماً الآن، تذكري، وأنا أعلم أنه ليس قطعة حلوى، ولكن علي أن أسلم الشركة إليك، يا إيما، فقد قمت بعملك في الشركة بشكل ممتاز، وما كان ذلك سهلاً عليك وأنت تستلمينه عندما كنت في الحادية والعشرين.)
قالت وقد سرها تفهمه: ( كلا، لم يكن سهلاً، فقد كنت قد تلقيت ثقافة مكلفة،وعديمة الفائدة، فكنت أعرف عن تنسيق الزهور أكثر مما أعرف عن أرصدة الحسابات، وفجأة، إذا بي أصبح المالكة والمديرة للشركة وهو أفظع شيء حدث لي في حياتي، كما أن قسماً من المقاولين في الشركة لم تعجبهم أن تكون امرأة رئيستهم، لقد كان القلق والخوف يتملكانني وأنا أتعامل مع كل أولئك الرجال الغلاظ.) www.rewity.com



عيون المها



انفجر ريتشارد بضحكة مفاجئة وقال: ( حسناً، لم يظهر عليك أي قلق أو خوف وأنت تتعاملين مع رجال غلاظ عندما تعرفت علي، فأنا ما زلت أتذكر خروجك إلي الشرفة الخلفية من منزل والدك حاملة صينية عليها أقداح العصير المثلج وكأنك اشتغلت عشرين عاماً نادلة في مقهى. وأتذكر أنني قلت لنفسي، هذه فتاة واحدة من مليون. ليست فقط رائعة الشكل، ولكنها قارئة أفكار أيضاً. لم يكن يبدو عليك القلق في ذلك الحين.)


فأطلقت إيما ضحكة مضطربة لهذه الذكرى وأجابت: ( هذا كل ما عرفه. لقد كان علي أن أستجمع شجاعتي لكي أخرج وأواجهكم جميعاً. ولكنني شعرت بالأسى لأجلك وأنت تعمل في ذلك الجو الحار هذا بالإضافة إلي أنك ومجموعتك، كنتم مختلفين عن الكثير من الرجال الذين قابلتهم بعد ذلك.منتديات روايتي. كنت مهذباً تماماً معي.)


وعادت أفكارها إلي الماضي لتتذكر ريتشارد،طويل القامة أشقر الشعر، وذا بشرة لوحتها الشمس ووسامة غير عادية، وكان يشرف علي مجموعة من عمال يبنون ملحقاً لمنزل أبيها، وعندما أدركها العطف عليهم إذ يعملون في هذه الحرارة العالية، أخرجت إليهم صينية عليها أنواع مختلفة من عصير الفواكه ليعيدها ريتشارد فيما بعد فارغة داخلاً بها من باب المطبخ، وخفق قلبها لرؤيته فلم تعرف، لشدة ارتباكها، إلي أين تتجه ببصرها. وكأنما هو كان يشاركها الذكريات، فقد ابتسم كذلك، ابتسامة غريبة متأملة وهو يقول: ( حسناً، إن تهذيبي لم ينفعك كثيراً مع أبيك، أليس كذلك؟ أنني ما زلت أذكر كيف جن جنونه عندما اكتشف أنك توسخين يديك البيضاويين بتقديم عصير الفواكه إلي العمال.) www.rewity.com


عيون المها



فاعترفت قائلة: ( هذا صحيح، فهو لم يكن راضياً تماماً.)


ولكنها انتفضت وهي تتذكر كيف ثارت ثائرة أبيها فاندفع في أنحاء المنزل يضرب بقبضته قطع الأثاث، صارخاً في وجهها وهو يذكرها بمركزها ومستقبلها وقذارة ألسنة العمال في الخارج، كل ذلك لأنها قدمت لهم شراباً بارداً في يوم حار، وعادت فسألته: ( هل سمعت كل ذلك؟)


أجاب عابساً: ( نعم. وقد أخذت أفكر في ما إذا كان الأفضل أن أنهي العمل الذي بين يدي أو أدخل المنزل لألكمه علي فكه للتحدث إليك بهذا الشكل، لقد كان شريراً عجوزاً، ولكنه لم يستطع أن يمنعك حيث تسللت خارجة معي إلي حفلة موسيقى في الأسبوع التالي، أليس كذلك؟)


ابتسمت وقد بدا عليها الشعور بالذنب، وقالت: ( نعم. لقد تذكرت الآن. لقد كنت سمعتني أعترف، فدعوتني إلي حضور حفلة موسيقية في ساحة كريكيت الواسعة، ولم أصدق إذني عندما سمعتك تدعوني للذهاب معك.)


فمال ريتشارد في كرسيه إلي الخلف وابتسم قائلاً وهو يستعيد أحداث الماضي: ( نعم، أظن أن تلك كانت البداية. أو ربما كانت البداية هي تلك النزهة في مانلي بعد ذلك بأسبوع، أتذكرين؟)


توهج وجه إيما. نعم، كان هذا صحيحاً. www.rewity.com


عيون المها


ورمقته بخجل مرة أخرى، ثم مدت يدها تضع أصابعها علي يده قائلة برقة وهي تبتسم بغموض: ( شكراً.)


ضرب بأصابعه حافة المائدة وهو يقول بصوت خشن: ( حسن، هذا يريك فقط أي رجل أحمق كنته، في ذلك الحين، أليس كذلك؟ فأن أحتفظ بك فتاة بريئة صغيرة، إلي ما بعد الزواج، كان أسوأ غلطة اقترفتها في حياتي. كان يجب أن أدرك أن كل ما تريدينه مني هو الهرب من سيطرة أبيك. حسناً، لقد حفظت درسي. هذه المرة سأتعامل مع الأشياء كما كان يجب أن أفعل في البدء، سأبقي معك فترة قصيرة، ثم بعد ذلك يكون الوداع.)


نظرت إيما إليه مذهولة، شاعرة وكأنه صفعها علي وجهها... لم تكن تتوقع منه كل هذا الاحتقار.منتديات روايتي. أما عن تقييمه المر للسبب الذي جعلها تتزوج منه، فقد جعلها من الغضب بحيث تمنت لو تصفعه. ولكنها، بدلاً من ذلك، أجابت بصوت بارد متهدج: ( هذا يناسبني، يا عزيزي، ما عدا أن بإمكاني أن أستغني عن العلاقة تلك. فأنا، شخصياً، لا أعود مطلقاً إلي حبيب كنت نبذته. ما الفائدة من ذلك بعد أن يزول التألق من العلاقة.)


فصرف بأسنانه بصوت مسموع وهو ينظر إليها بعينين ملتهبتين، وللحظة، ظنت أنها تمادت في قولها ذاك، وانتابتها رعشة خوف مما عسي أن يفعل، ولكن لحسن الحظ جاءت النادلة في هذه اللحظة بالطعام.


كان الطعام مؤلفاً من دجاج بصلصة جوز الهند مع الخضر المسلوقة، يتبعه فاكهة استوائية، ولكن لم يكن يدور بينهما ذلك الحديث الذي ينسجم مع طعام كهذا، فقد تناول ريتشارد طعامه يكتنفه صمت خطير. وكان يستعمل الشوكة والسكين وكأنهما سلاح فتاك، وعندما أنهيا الطعام، بدلاً من مرافقتها في العودة إلي غرفتهما، وقف يعلن باقتضاب أنه ذاهب ليتمشي. ومشي متجهاً إلي ضفاف البحيرة دون أن يلقي نظرة إلي الخلف، وخطواته الرياضية الواسعة تطوي الأرض طياً. www.rewity.com


عيون المها



وحدثت إيما نفسها بأن هذا لا يهمها بشيء. وعادت إلي غرفتهما حيث تناولت بتحد، كتاباً سميكاً أخذت تقرأ فيه باهتمام وكأن حياتها متوقفة عليه، وفي ثلث الساعة الأول، كانت من انشغال الذهن بحيث لم تستطع أن تميز ما إذا كان هذا الكتاب هو رواية جاسوسية مثيرة، أم بحث في علم النبات، ولكن شيئاً فشيئاً، ابتدأت تهتم بما تقرأ. وبعد فترة كانت نسيت كل ما يتعلق بريتشارد، واستغرقت في قراءة القصة إلي حد أدهشها أن تعلم، وهي تلقي نظرة علي ساعتها، أن الوقت هو الواحدة صباحاً، وللحظة انتابها القلق مما إذا كان حدث شيء لريتشارد، ولكنها ما لبثت أن استعانت بالمنطق، محدثة نفسها بأنه ربما ما زال يتمشي في الخارج مهدئاً بذلك من غضبه. ولكنها لن تلحق به محاولة إصلاح الأمور بينهما، فهي تعلم أن ذلك إن هو إلا قضية خاسرة.


ألقت بالكتاب علي الأرض، وأطفأت النور ثم أغمضت عينيها، وسرعان ما لفتها أجنحة الليل المخملية لتستغرق في نوم عميق... وبعد ذلك بساعات، أفاقت علي ضوء المصباح القائم بجانب السرير لتجد ريتشارد يهزها، وحاولت أن تجد طريقها إلي الانتباه التام من نومها، وهي تقول محتجة: ( ماذا حدث؟ ماذا تريد؟)


( عليك أن تنهضي الآن، أريد أن أصل إلي البركان قبل أن تشتد حرارة الجو.)
جلست مترنحة وهي تنظر إلي ساعتها قائلة بتذمر: ( ولكن الساعة هي الخامسة والنصف فقط.)



فأصر بقول بحزم: ( هذا أفضل وقت للشروع بالسير.)


بعد أن تناولا طعام الإفطار المؤلف من كعك الأرز والفاكهة، كانا في طريقهما صاعدين الطريق الذي يتجه من وسط القرية إلي الجبل، وعندما اجتازا القرية، أشرقت الشمس فجأة علي التلال مغرقة المشهد بنورها المتألق، وتابعا طريقهما مجتازين أرضاً مغطاة بأشجار كثيفة في سفح الجبل، ثم اتجها نحو القمة. لقد أصبح الطريق الآن مترباً شديد الانحدار وفي عدة أماكن كانت إيما تضطر إلي التمسك بأشجار الصنوبر الصغيرة التي تنمو بجانب الطريق لكي تحتفظ بتوازنها، ما جعل تنفسها يتثاقل متعباً. وبالرغم من نقاء الجو وبرودته، فقد أصبح لون قميصها الأخضر قاتماً كما كسا التراب ساقيها وتلطخ البنطال الذي ترتديه بالوحل، ولكنها لم تستطع أن تكتم شعوراً بالانتعاش انتابها فجأة وهي تجر خطاها صاعدة خلف ريتشارد،www.rewity.com


عيون المها


لولا هذا التوتر الشديد السائد بينهما، لاستمتعت بكل لحظة من هذه الرحلة.


وعندما تفرع الطريق في النهاية، اتخذا الفرع الشمالي المتجه نحو النقطة السفلى من حافة الفوهة لتستقبلهما بالترحيب نظرات غلامين يبيعان المرطبات. فحملا عصير الليمون الغازي وتابعا الصعود نحو الحافة العليا من الفوهة، وكان الطري قد أصبح هنا ضيقا شديد الانحدار، فكان منظر الشلالات يبعث علي الدوار، والأغوار مغطاة بالنباتات الخضراء الكثيفة، وأكثر من مرة كان علي ريتشارد أن يمسك بيدها يلاطفها لكي تتابع الصعود، حيث كانت تلقي بنظراتها الفزعة إلي البعد الساحق الذي يفصلهما عن الأرض أسفل، ولكن لطفه ذاك جافاً مجرداً من أي شعور شخصي ما جعلها دون شعور. لم يكن بينهما أي نظرات متبادلة، أي دفء أو ابتسامات خاصة مما كان أثناء شهر عسلهما. وعندما وصلا أخيراً إلي حافة فوهة البركان وقف ريتشارد بعيداً عنها مشبكاً ذراعيه علي صدره، محدقاً إلي قاع البركان وقد كسا وجهه الشرود لهذا المشهد أسفل.


في المرة الأولي التي قدمت فيها إيما إلي هذا المكان، شدها روعة المنظر،إنما الآن تملكها الضيق من جراء الصمت الموحش، والذي لم يكن يخترقه إلا انهيار الصخور أحياناً بشكل مفزع داخل الفوهة، أو زعقه حزينة من طائر. وكانت حلقات من الأبخرة تتصاعد بسكون من أخاديد في الصخور بينما كان للهواء رائحة كبريتية نفاذة. في المرة الأولي التي كانت فيها هنا، أخبرها ريتشارد مرة بعد مرة، كم يعني له أن يجمعهما مكان غريب رائع مثل هذا المكان. أما الآن، فيبدو أن لا شيء يجمعهما سوى شعور عنيف مشترك بالكراهية، لقد وقف ريتشارد بعيداً عنها، يرمقها بنظرات جانبية متشككة وقد ارتسمت علي شفتيه شبه ابتسامة غريبة...مرة،منتديات روايتي، وبدا أن ليس ثمة فائدة من هذه الرحلة علي الإطلاق وانفجرت تقول متبرمة:


( ألا يمكننا الذهاب الآن؟)


هز كتفيه وأجاب بجفاء: ( نعم، أظننا حققنا هدفنا من هذه الرحلة، فلنرجع.)


وفي طريق العودة، سلكا طريقاً مختلفاً، كان طريقاً أكثر انحداراً من الأول ما جعلها تحول انتباهها عن كل شيء عدا التركيز علي خطواتها، خصوصاً بعد أن تجاهلها ريتشارد الآن كلياً، لقد انطلق إلي الأمام بطاقة غير معقولة، ملتفتاً إلي الخلف أحياناً ليتأكد أنها ما زالت في مجال الرؤية ليندفع بعد ذلك، هابطاً بسرعة منحدراً آخر من تلك التضاريس الطبيعية، وفي الوقت الذي وصلا فيه إلي الفندق، كانت إيما مرهقة قذرة سيئة المزاج إلي أقصي حد.www.rewity.com


عيون المها



قالت بفتور وهي تدخل الحمام: ( أنني داخلة لأغتسل.)


ثم صفقت الباب خلفها وأقفلته بالمفتاح.


تأخرت في الحمام متعمدة، فغسلت شعرها حتى أنها صبغت أظافرها ودلكت يديها بالكريم شاعرة بسرور خبيث في إرغام ريتشارد علي الانتظار. ولكنها عندما خرجت مرتدية ثوباً من القطن، وجدت ريتشارد يرمقها بنظرات ذات معنى.






نهاية الفصل الرابع


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-12-09, 06:27 PM   #25

hamadijamila
alkap ~
 
الصورة الرمزية hamadijamila

? العضوٌ??? » 69477
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,038
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hamadijamila has a reputation beyond reputehamadijamila has a reputation beyond reputehamadijamila has a reputation beyond reputehamadijamila has a reputation beyond reputehamadijamila has a reputation beyond reputehamadijamila has a reputation beyond reputehamadijamila has a reputation beyond reputehamadijamila has a reputation beyond reputehamadijamila has a reputation beyond reputehamadijamila has a reputation beyond reputehamadijamila has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

:blushing:مرحبا عيون المها انا متابعة جديدة لك اعجبتني الرواية كثيرا في انتظار الفصول تاقادمة بالتوفيق انشاء الله :44:

hamadijamila غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-12-09, 07:56 PM   #26

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي

أهلاً وسهلاً فك hamadijamila شكراً لك ع المتابعة معانا
أنت خلك ويانا وراح تلاقي كل متعة وجديد إن شاء الله


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-10, 07:18 AM   #27

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس

الفصل الخامس




تمتم هامسا : " حسنا , هل تريدين مني ان ابتعد عنك ؟ "

تبا له , انها تلمس السخرية في صوته وهو يسألها ذلك , ولكنها لم تهتم , لم تهتم بشئ سوى بان هذا الذى معها هو زوجها .
www.rewity.com

وعاد يكرر متحديا : " أجبييني . هل تريدين مني ان ابتعد عنك؟"

فقالت مصعوقة : " كلا . تبا لك . منتديات روايتي . انك تعلم جيدا اننى لا اريدك ان تبتعد .."

تألق الفوز فى عينيه . لشد ما تحبه . وكم كانت تعسة من دونه .. ليته لا يتركها بعد الآن . لا يتركها ابدا .. ودون وعي منها , افلتت من بين شفتيها كلمات لم تكن تحلم قط بان تقولها له : " ريتشارد . احبك . احبك يا ريتشارد "
www.rewity.com

فوجئت بتجاوبه إذ تمتم :" إيما ... آه يا ايما "

ابتسمت خفية وقد سرت في كيانها سعادة بالغة . منتديات روايتي . صحيح انه لم يخبرها بصراحة انه يحبها , ولكن الامل تألق في نفسها . يبدو ان اجتماعهما هذا قد غير كل شئ بشكل خارق وجعلها تشعر بأن كل الامور ستصلح بينهما . وعندما استسلمت اخيرا الى النوم . كان آخر ما فكرت فيه وملأها سعادة هو انهما سيمكثان معا ... سيمكثان معا بقية حياتهما ...
www.rewity.com

ولكن تفاؤل ايما كان قصير العمر , لقد أفاقت فى الصباح يساورها احساس بأن ثمة من يراقبها , منتديات روايتي . ففتحت عينيها تغالب النعاس لترى ريتشارد جالسا على كرسي خيزراني بجانب السرير يحدق فيها وقد كسا وجهه تفكير عميق غير عادي , ووضع ذقنه على يده , فشعرت من الجمود في وضعه هذا وكأنه امضى فيه ساعات , وانتابتها قشعريرة من يتوقع السوء فمدت يدها إليه تريد ان تطمئن , وابتدأت تقول : " عزيزي , ماذا حدث ؟ هل .."
www.rewity.com

رد عليها بوحشية : " لاتضيعي ملاطفاتك الرخيصة هذه علي " ووقف ثم سار مجتازا الغرفة وهو يزمجر يخاطبها من فوق كتفه : " جهزي نفسك لأننا سنأخذ اول طائرة عائدين الى استراليا "

اندفعت ايما من سريرها , منتديات روايتي . وقد اجتاحها الرعب , راكضة خلفه , ثم جذبته لتديره ليواجهها وهي تهتف قائلة : " ريتشارد , ماذا حدث ؟ كان كل شئ بيننا يسير بشكل حسن أمس , ظننتك أحببتني مرة أخرى "
www.rewity.com

نظر اليها بازدراء جعلها تنكمش متراجعة , ثم قال بلهجة مليئة بالاحتقار : " لقد أخطأ ظنك , وكنت أفضل لو لم تذكري كلمة الحب بيننا مرة أخرى , يا إيما . منتديات روايتي . فهي ليست إلا عملة رخيصة متداولة بالنسبة إليك , أليس كذلك ؟ إننى متأكد من انك كنت تعترفين بنفس هذه الاعترافات الصغيرة لغيري , أليس هذا صحيحا ؟ "
www.rewity.com

صرخت بذعر : " كلا , كلا يا ريتشارد , كيف امكنك ان تنطق بمثل هذه الأشياء الفظيعة ؟ "

اجاب بصوت اصبح الان رقيقا ... نعومة تبطن وعيدا يتعذر معرفة كنهه , اجاب مهمهما : " يمكنني ذلك بسهولة , يا ايما .. بنفس السهولة التى تتشدقين فيها امامى باعترافاتك الرخيصة الكاذبة عن الحب لي . منتديات روايتي . ولكننى افضل الحقيقة الباردة النظيفة . وهى ان ما بيننا ليس حبا , انه ليس سوى .. "
www.rewity.com

فانتفضت لكلامه وكأنه جلدها بالسوط , ثم , بعينين متسعتين رعبا , تراجعت مبتعدة عنه وهي تهز رأسها ببطء وكأنها تجاهد لكي تفهم ما يعني . ثم قالت بصوت مختنق :" كلا , كلا يا ريتشارد . ربما كانت هذه صفة ما جري بيننا بالنسبة إليك انت ولكنها ليست كذلك بالنسبة إلي "

" انك وضيعة كاذبة "
www.rewity.com

توهج وجهها غضبا ورفعت رأسها بكبرياء وهى تقول بتحد : " اذا كان هذا هو ظنك بي , فاعفني إذن من هذه الاتفاقية السخيفة , لقد حصلت على ما تريد , وبرهنت على وجهة نظرك . والآن . دعنى اذهب "
www.rewity.com

وإذا بها تدرك , بشكل مبهم , منتديات روايتي . ان ريتشارد كان يعاني من العذاب أسوأ مما كانت هي نفسها تعانيه , فقد كانت كل عضلة فى وجهه وجسمه تنطق بالتوتر والعداء . كان تجهم متوعد يشوه ملامحه بينما كان يلهث وكأنه ركض شوطا طويلا , ولكنه , مع كل هذا . بقى متشبثا , بعناد بهدفه المشين ذاك إذ زمجر قائلا : " كلا , لقد سبق وقلت ثلاثة أشهر , وستكون ثلاثة أشهر "
www.rewity.com

شعرت ايما , وهي تتراجع بحافة السرير تصطدم بساقها , وفجأة لم تعد تحتمل اكثر من ذلك فجلست بارتباك , ورأت عينى ريتشارد , مازالتا مسمرتين بنظرات متوحشة مما ازعجها , فاستقامت فى جلستها ونظرت في عينيه مباشرة , منتديات روايتي . فكان ذلك بمثابة تلاحم سلاح مع خصم هدفه الوحيد طعنة يسددها الى القلب . ولأول مرة تلمس ايما مقدار ما يشعر به ريتشارد نحوها من كراهية عنيفة جعلتها تشعر بالرعب , لماذا ؟ لماذا يكرهها الى هذا الحد ؟ www.rewity.com وكان اول ما خطر لها هو ان تجمع ثيابها وتفر عائدة الى سيدنى حيث تكون وحدها مع مشاعرها الثائرة المضطربة . ولكن , ماهى نتيجة ذلك ؟ انها لم تعد , على كل حال , فتاة خجول فى التاسعة عشرة من عمرها . وانما سيدة اعمال قوية قد حنكتها معارك العمل الطويل والشاق . وقالت وهى تعتدل في جلستها : " لا بأس , ياريتشارد . منتديات روايتي . لقد اوضحت تماما ما تريد . www.rewity.com والآن جاء دوري لأعلن ما اريد . اننى لست وضيعة . اننى زوجتك . ولكن إذا لم يكن فى إمكانك ان تقدم لي الاحترام والحب الذي يتمشي مع هذا الوضع . فعلي الأقل هناك شئ آخر اطلبه منك "

فزمجر يقول بارتياب : " وما هو ؟"
www.rewity.com

اجابت وهي تبتسم له بمرارة : " التهذيب المتعارف عليه . سواء كنا وحدنا ام بين الناس , ان تعاملنى من الآن فصاعدا بكل تهذيب وكأننى ضيفة محترمة , وإلا تركتك وذهبت سواء كان هناك اتفاق بيننا ام لم يكن . أترانى اوضحت ما اريد ؟"

اجاب هازئا : " اوضحت ذلك تماما . منتديات روايتي . لقد تغيرت كثيرا يا ايما منذ الزمن الذى كنت فيه فتاة مراهقة خجول . لابد لى من القول اننى اجد صعوبة فى عدم الاعجاب بك"
www.rewity.com

قالت ببرود : " حاول ذلك , فأنا لا اريد اعجابك يا ريتشارد . اريد فقط سلوكا جيدا عاديا . والآن , هل اتفقنا ام لا ؟"

رمقها بنظرة طويلة عنيفة هي مزيج من الكراهية والهزل . ثم على غير انتظار , مد إليها يده مصافحا وهو يقول : " اظن ذلك"
www.rewity.com

ومع هذا , فلم يكن ذلك نصرا كاملا لها , حيث ان مفهوم ريتشارد عن التهذيب ومفهومها هي , منتديات روايتي . كانا على طرفي نقيض , وفي طريقهما الى المطار بقى صامتا غير مستعد لتبادل الحديث , وكذلك اثناء الرحلة فى الطائرة لم يظهر اي تحسن فى مزاجه , وكلما حدثته ايما و كان اما يتجاهلها او يجيبها بحدة وجفاء , واخيرا دفعها احساس بالمهانة والحنق , الى اثارة مناقشة صعبة عما سيقومان به عند وصولهما الى سيدنى .
www.rewity.com

قالت : " اسمع , اظن من الافضل ان استقل سيارة اجرة من المطار الى منزلى بعد وصولنا , اننى اعلم انك قلت ان علينا ان نمكث معي ولكنني .. "

ولم تكمل , إذ قاطعها بحدة : " لاتكونى سخيفة , منتديات روايتي . انك ستأتين الى منزلي حسب الاتفاق , ولا اريد مزيدا من الكلام بهذا الشأن مهما كان الحال , وقد سبق وتدبرت الامر مع اماندا ان تنقل امتعتك الى منزلي وتلاقينا بسيارة عند وصولنا "www.rewity.com

فتملكها خوف متعذر تفسيره , وسألته : " من هي اماندا هذه ؟ "

وعثرت ايما على جواب سؤالها ذاك عند وصولهما الى مطار سيدني لتتقدم منهما امرأة شقراء طويلة القامة فى حوالى الثلاثين من عمرها ترتدى ثوبا من الكتان بسيط الزي غالي الثمن بلون القشدة , منتديات روايتي . تقدمت للقائهما وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة ترحيب وعن قرب , رأت ايما ان شعرها اقصر مما يجب ومتطرف فى تسريحته وان عينيها الزرقاوين تطل منهما الفطنة والدهاء .
www.rewity.com

قالت بصوت منخفض اجش : " مرحبا يا ريتشارد , هل استمتعت بالرحلة ؟ "

اجاب دون اهتمام : " كانت حسنة جدا اماندا , لا اظنك تعرفين زوجتي ايما , ايما , هذه اماندا موريس .. وهي محامية في شركتي "
www.rewity.com

لاحظت ايما ان اماندا اجفلت قليلا حين سمعت كلمة زوجتي , ولكنها ابتسمت بسرور , رغم ان الابتسامة تلك لم تصل الى عينيها , " كيف حالك يا ايما ؟ "

فقالت ايما بعدم ارتياح : " مرحبا "

كانت اماندا تبدو رشيقة نضرة مليئة بالحيوية وكان ثوبها المتقن التفصيل يظهر لون بشرتها الذى لوحته الشمس فبدا قاتم السمرة , كما كانت متبرجة بكل عناية وبالمقابل , منتديات روايتي . شعرت ايما فجأة بمبلغ ما تبدو عليه ملابسها من تجعد واتساخ من أثر السفر . www.rewity.com كما انها لم تكن تشعر بنفسها صحيحة الجسم كذلك رغم ان ذلك قد يكون من آثار الرحلة الطويلة بالطائرة . وهكذا لم تحتج عندما استلمت اماندا ببساطة , تنظيم كل شئ , وكان عليها ان تعترف بأن اماندا تملك الكفاءة التامة , وفى خلال خمس دقائق من تركهم مبنى المطار الرئيسى , كانوا يستقلون سيارة ليموزين بيضاء , منتديات روايتي . بينما امتعتهما فى الصندوق .
www.rewity.com

قالت اماندا تخاطبها وهي تفتح الباب الخلفى لها : " ربما ستكونين اكثر ارتياحا فى المقعد الخلفى , يا ايما , إذ المكان اكثر اتساعا هناك , كما ان على ان اتحدث مع ريتشارد عن شؤون العمل اثناء الطريق "
www.rewity.com

كان كلامها منطقيا تماما . منتديات روايتي . ولكن لم يكن فى وسع ايما ان تتجنب شعورا بالانزعاج تملكها إذ يلقى بها فى الخلف كقطعة من الامتعة , بينما صعد ريتشارد الى المقعد الامامى بجانب اماندا , وقادت المرأة الشابة السيارة بسرعة ومهارة . وبالقيام بالحديث . اظهرت مقدرة على القيام بأمرين مكتملين . فى وقت واحد . منتديات روايتي . وبينما كانوا يجتازون شوارع سيدني , www.rewity.com كان الحديث بين ريتشارد واماندا يدور حول مركز التسويق الجديد فى الضواحي , وعن عقبة في طريق تبادل العقود . وامكانية الحاجة الى الاحتكام للقضاء . واراحت ايما ظهرها فى الخلف وهي ترتجف , منتديات روايتي . كانت مؤهلة تماما للمشاركة فى مثل هذه الاحاديث وهي التى سبق وشاركت فى اجتماعات عمل لاتحصى تبحث في مثل هذه المواضيع , ولكنها ببساطة , لا تريد ان تزعج نفسها ,www.rewity.com ففى هذه اللحظة كان آخر ما تفكر فيه هو شؤون العمل , اما ما كان يقلقها ويثير اعصابها فهو علاقتها بريتشارد .

كانت , فى اعماقها , مازالت مقتنعة بعناد , ان شعلة الحب التى كانت بينهما مازالت متقدة فيهما معا , منتديات روايتي . فقد تأكدت من ذلك فى اليوم الاخير في بالي انه مازال يكن لها نفس الحب القديم العنيف . www.rewity.com صحيح انه لم يخبرها بذلك . ولكن متى كان ريتشارد يفعل ذلك ؟ فقد كان نادرا ما يعترف بحبه لها إلا نادرا . ولكنه كان يفصح عن ذلك بطرق أخرى غير الكلمات المجردة وما رأته فيه ذلك اليوم من عواطف وتألق في عينيه عندما كان ينظر إليها . كل هذا اخبرها بأنه مازال يحبها . منتديات روايتي . وهذا ما سبب لها صدمة عنيفة عندما استيقظت في الصباح التالى لترى منه ذلك العداء والتهكم .
www.rewity.com

عبست وهي تتذكر ذلك المشهد . هل من الممكن ان تكون مخطئة ؟ ماذا لو لم يعد ريتشارد يحبها , وكان توضيحه ذاك لها هو الحقيقة بعينيها ؟ هل من الممكن ان يكون من الحقد بحيث يغويها لكي ينتقم منها فقط ؟ وهل هو جاد حقا في طلبه منها ان تمكث معه الثلاثة اشهر التالية ؟ وهل سينفذ اتفاقهما بأن يعاملها بتهذيب ام انه سيعود الى قذفها بتهم قاسية وشتائم لا اساس لها من الصحة ؟www.rewity.com ثم ما هى حقيقة علاقته بأماندا ؟ منتديات روايتي . هل هي مجرد موظفة عنده ؟ ام انها تعنى , بالنسبة اليه , اكثر من ذلك ؟


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-10, 07:23 AM   #28

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي

وشعرت بالراحة فى النهاية عندما دخلت السيارة طريقا يؤدى الى مجموعة منازل , على طراز البحر الأبيض المتوسط , مقامة بين حدائق تشرف على الميناء , وخلال برارى ملتفة الاشجار الباسقة , والاجمات والنباتات المزهرة . القت ايما نظرة متشائمة على بيت كبير ذي جدران بلون اليقطين , www.rewity.com وابواب ونوافذ خضراء , وسقف برتقالي من القرميد , منتديات روايتي . وكان الطريق المرصوف بالحصى تنبت فيه الاعشاب , ولكن إيما رأت على الفور ان الحديقة كانت يوما ما رائعة الجمال , كانت اشجار النخيل تنتصب شامخة وسط مرج اخضر قام فى وسطه نافورة ماء , كما ان الاعشاب كانت تنمو فى البركة الجافة , وكان الجو يعبق بشذا الازهار البرية .
www.rewity.com

ولحسن الحظ , خصوصا بوجود اماندا , بدا ان ريتشارد ما زال يذكر وعده عن التهذيب , قال وهو يتحول مخاطبا ايما : " يبدو ان النباتات اوشكت على الذبول , منتديات روايتي . ولهذا فكرت فى انه ربما تحبين ان تنصحيني بشأن كيفية تجديدها وكذلك فى العثور على اماكن مناسبة لتلك التحف التى اشتريناها فى بالي .www.rewity.com وهناك ايضا بيت زجاجي لحفظ النباتات خلف المنزل يشرف على الميناء . ان نصف ألواحه الزجاجية مهشمة ولكن من الممكن اصلاحها . منتديات روايتي . وربما أمكنك ترتيب الامر مع بعض المختصين فى ذلك"
www.rewity.com

ظلت إيما صامت لحظة وهي تعض شفتها . لقد شعرت بضيق بالغ إذ تراه يحاول جرها لتشاركه خططه فى تجديد المنزل والحديقة . خصوصا وهي تعلم انهما لن يمكثا معا سوى ثلاثة أشهر . اهي مجرد لعبة خبيثة يجريها معها ؟ ام انه يريد حقا ان يشركها فى حياته ؟ وتاقت الى توجيه هذا السؤال إليه ولكن وجود اماندا فى السيارة منعها من ذلك . وبدلا من ذلك . سألته : " منذ متى امتلكت المنزل ؟"
www.rewity.com

" منذ ثلاثة أشهر فقط ، لقد بيع بعد وفاة صاحبته ، وهى سيدة مسنة كانت تعيش فيه وكانت أكثر وهنا وضعفا من أن تتمكن من نعهده والعناية به ، ولكننى أظن أنه عند إصلاحه سيصبح بيتا ممتازا " .
www.rewity.com

ولم تتمكن إيما إلا الموافقة على تقييمه هذا هندما طاف ريتشارد لها داخل المنزل ، فقد كان داخله ، كحديقته ، منتديات روايتي . منبئا عن فخامة وأبهة مر عليهما الزمن . كان ثمة ثريا ضخمة تنير المدخل الفسيح المغطى بالقرميد والمزين بالفسيفساء والسلم الرخامى بدرابزينه الحديدى الأسود القديم الطراز والذى يقود إلى الطابق الأعلى . ولكن ورق الجدران كان قد غطته الرطوبة بالبقع وتمزق فى أماكن كثيرة كما كان الهواء مشبعا برائحة العفونة الناشئة عن الهجران الطويل للمكان . www.rewity.comوألقى ريتشار بحقائبهما إلى الأرض دون أكتراث ، ثم تحول إلى اماندا قائلا ببشاشة : " شكرا لملاقتنا فى المطار ، منتديات روايتي . ولكننى أظن أنه قد حان وقت عودتك إلى المكتب " .

قالت : " يمكننى أن أبقى إذا كان هناك اى شئ آخر أنت بحاجة لقضائه " .
www.rewity.com

أجاب باسما بطريقة جعلت عينيه تنغضنان فى نهايتهما : " كلا ، لا شئ هناك . لقد قمت بالكثير لأجلنا "

شعرت إيما بغيرة مفاجئة مؤلمة كطعنة خنجر تطعنها فى الأعماق لدى رؤيتها لتلك النظرة التى قابلت اماندا لها كلماته هذه ، إنها تحبه قطعا ، فذلك ظاهر فى ملامحها بجلاء . www.rewity.com ولكن ما شعوره هو نحوها ؟ إنما ، عندما أغلق الباب خلف المرأة الأخرى ، منتديات روايتي . حاولت إيما أن تخفى شكوكها هذه ، ذلك أنه إذا كان ريتشارد يحب اماندا حقا ، فإيما ستكون حمقاء إذا هى أطلقت العنان لمشاعرها نحوه . لقد أدركت بعد أن عادا إلى بعضهما فى بالى أن مشاعر كل منهما نحو الآخر ما زالت بنفس العنف والتأجج التى كانت عليهما على الدوام . ولكنها لم تعد عروسا فى التاسعة عشرة من عمرها ، منتديات روايتي . فهى هذه الأيام ليست من الحماقة بحيث تعتقد بأن الحب هو المفتاح الوحيد للسعادة الزوجية . وفكرت مرة أخرى فى تلك النظرة التى تبادلها ريتشارد واماندا ، وشعرت بقلق بالغ يثقل قلبها .
www.rewity.com

سألته فجأة : " كيف ستعود اماندا إلى المكتب ؟ " .

أجاب : " لقد تركت سيارتها هنا ، إنها تفعل هذا غالبا . والآن ، هل تريدين أن تلقى نظرة حول المنزل ؟ " .

أجابت : " ليس الآن . ان ما أريده حاليا هو الاغتسال وفنجانا من الشاى "
www.rewity.com

أومأ ريتشارد برأسه وقد تبددت الفظاظة التى لازمته فى بالى وأثناء رحلة القدوم بالطائرة ليحل مكانها تهذيب مبالغ فيه وجدته فى غير موضعه ، منتديات روايتي . بدا وكأنما قد قهر كراهيته لها وصار بإمكانه أن يواجهها بكل هدوء وكأنها ليست سوى ضيفة مؤقتة . ولكن هذه الفكرة لم تجلب السلوى إلى نفسها . تبا لذلك ، إنها لا تريده أن يعاملها وكأنها أحد معارفه فى العمل . إنها زوجته وليست زائرته . www.rewity.com وإذا استلزم الأمر هذا خصاما عنيفا يحدث بينهما تعلو فيه الأصوات وتصفق الأبواب وتحطم اللوحات على الجدران ، مما يسقط الحواجز بينهما ، منتديات روايتي . فليكن هذا . ذلك أنها تشعر بحنين عنيف من كل قلبها إلى ريتشارد القديم الذى عرفته ، والذى كان يندفع من غرفة إلى أخرى كالدب الغاضب ، وإذا بنظراتها تشتبك بنظراته فيموت الأمل . ذلك أن حزنا هائلا تكمش بقلب إيما بعد أن شعرت بأنها تحدق فى رجل غريب تماما ، www.rewity.com فى شخص صادف أنه يشبه زوجها فى شعره الأشقر ، منتديات روايتي . وعينيه الزرقاوين الفياضتين بالحيوية وقامته الفارعة . ولكنه ينظر إليها بعدم اكتراث كأى رجل غريب .
www.rewity.com

قال : " تعالى إلى الطابق العلوى لأريك غرفة النوم ، فهذه على الأقل جددت . إنها والمطبخ ، أول شيئين قمت بتجديدهما " .

فتبعته صاعدة السلم إلى غرفة نوم فسيحة مظلمة . منتديات روايتي . إجتازا الغرفة ليفتح بابا زجاجيا ثم مصراعا خشبيا مستطيلا يفتح على شرفة خارجية ، وتدفق سيل من الهواء النقى وأشعة الشمس إلى الغرفة لتجد إيما أنها قد جددت حقا . www.rewity.com كانت الجدران مكسوة بورق أبيض مزخرف بينما انبسطت على الأرض سجادة خضراء سميكة بالغة النعومة . ولكن السرير هو الذى احتل معظم الغرفة ، كان سريرا واسعا من خشب الماهوغانى المحفور وخلفه ستارة مخططة بالأبيض والأخضر تصل إلى السقف ، ويعلو السرير غطاء من الحرير الصينى الطبيعى ذو رسوم ملونة لطيور وأزهار . www.rewity.com وكان فى أحد الزوايا أريكة صغيرة تناثرت عليها وسائد بنفس التصميم . . . منتديات روايتي . وكان عدا عن ذلك خزانة ثياب من خشب الماهوغانى ، ومناضد ملاصقة للسرير . وفتح ريتشارد بابا فى جدار ، مخفى المعالم ، ظهر خلفه حمام مزخرف برخام أبيض وأخضر ، وذو صنابير ذهبية اللون .
www.rewity.com

قال متهكما : " هذا هو الحمام . فامضى فيه ما شئت من الوقت ثم انزلى إلى الطابق السفل حيث نتناول الشاى ، والمطبخ هو الباب الثانى إلى اليمين عندما تتركين السلم "

انتظرت إلى أن خرج من الغرفة ، منتديات روايتي . ثم ألقت بحقيبة يدها على السرير ، ومن ثم توجهت إلى الحمام حيث أمضت خمس دقائق من الرفاهية المبهجة تحت الدوش الدافئ ،www.rewity.com مزيله عنها كل شوائب الرحلة من إرهاق متخلية عن كل ما يستدعى التفكير . وعندما خرجت من الحمام مرتدية الروب ، واجهتها على الفور مشكلة عملية ، ما الذى ستلبسه الآن ؟ ولكن ، ما ان فتحت أحد الأدراج ، حتى تملكها شعور هو مزيج من الضيق والارتياح وذلك حين وجدته مليئا بملابسها . لقد احضروا ملابسها إلى هنا أثناء وجودها فى بالى ، منتديات روايتي . كيف استطاع ريتشارد أن يتدبر أمر ذلك ؟ لابد أنه اتصل هاتفيا بالآنسة ماتى وطلب منها ذلك ؟ وسألت نفسها ، هل حقا أن بإمكانه أن يستلم حياتها ، وبهذه البساطة ، ليكيفها حسب ما يناسبه ؟ نعم ، من الواضح أنه فعل ذلك .
www.rewity.com

كانت تشتعل بالكراهية وهى ترتدى ملابسها المؤلفة من طقم أخضر رقيق القماش ، وبعد ذلك بعشر دقائق ، كانت قد وصلت إلى المطبخ فى الطابق الأسفل . ولم يكن هناك أثر لريتشارد ولكن الجو كان يعبق برائحة القهوة ، ففتحت بابا آخر من تلك الأبواب الفرنسية الطرار وخرجت إلى شرفة مرصوفة بالقرميد حيث وجدت ما كانت تفتش عنه . منتديات روايتي . لقد كان ريتشارد هناك جالسا إلى مائدة أعدها لشخصين ، وذلك قبالة مياة الميناء الزرقاء المتألقة
www.rewity.com

قال وهو يجر كرسيا من الخيرزان يشير إليها بالجلوس : " اجلسى . بإمكانى ان أقدم إليك قهوة أو شاى وكيك التفاح الهولندى بالقشدة " .

فجلست تسأله بعينين متسعتين : " كيف بإمكانك تحضير كل هذا ؟ " . وتحول انزعاجها بالرغم منها ، إلى تقدير .

ولكن جوابه دمر كل سرورها حين قال : " لقد كنت أخبرت اماندا هذا الصباح أن تشترى كيك التفاح والقشدة ، وكان فى المنزل بعض الكيك العادى ، من قبل ، منتديات روايتي . فهى تحتفظ به دوما فى المنزل "
www.rewity.com

توترت لجوابه هذا ، إذن فإن اماندا تستعمل هذا المنزل كبيتها تماما حتى أنها تحتفظ فيه بطعامها الخاص .

فقالت بحدة : " لقد ظننتها محامية ، وليست مرافقة "

رفع حاجبه متكاسلا إزاء هذه الحدة فى لهجتها ، وأجاب : " إنها محامية فعلا ، ومحامية ممتازة . فهى داهية فطنة ومصممة دوما على النجاح . ولكنها أيضا خدوم تمام ، منتديات روايتي . فهى تقوم بأى شئ لأجلى "
www.rewity.com

فكرت إيما بحنق فى أن تلك المرأة لابد أن تفعل ذلك ، لدى إشارة منه . وألهبها شعور بالغيرة وحدقت فى ريتشارد بإستياء بينما كان يقطع كيك التفاح ويضعه فى طبقين ، وعندما اتجهت يده نحو إناء القشدة ، هتفت به : " لا أريد القشدة " .

فقال عابسا : " ألم تعودى تأكلينها ، انك اعتدت أن تحبيها " .

لوت شفتيها : " إننى ما زلت أحبها فى الأحوال العادية .www.rewity.com ولكننى اليوم أشعر بغثيان . وربما هو تأثير الرحلة بالطائرة " .

فقال موافقا : " هذا ممكن . منتديات روايتي . كان السفر دوما يصيبك بالغثيان ، اليس كذلك ؟ حسنا ، لماذا لا تستلقين لتنالى شيئا من الراحة ، وذلك بعد انتهائك من تناول الشاى ؟ ان على ان اذهب إلى المكتب لرؤية اماندا مرة أخرى . وهكذا يمكنك أن تعتبرى نفسك فى بيتك " .
www.rewity.com

عندما جلست تشرب الشاى وتأكل الكيك ، أخذت افكارها تتسابق ، لم تجد مناصا من التفكير فى مبلغ غرابة هذا الوضع . كيف يدعوها ريتشار إلى اعتبار نفسها فى بيتها بينما هى زوجته ؟ ان هذا كلام يقال للزائرين الغرباء الذين ليسوا من سكان البيت . منتديات روايتي . ولا حاجة لهؤلاء من أن يخبرهم أحد بذلك .www.rewity.com إنما إذا كان ريتشارد لا يراها سوى أحد أولئك الزائرين غير ذوى الأهمية ، فلماذا إذن يتابع تمثيلية اعادتها زوجة له ؟ هل بإمكان شخض ما أن يكون من اللهفة للانتقام بحيث يبقى معه امرأة لمدة ثلاثة أشهر ليطردها فى نهاية العقد كما لو كانت خادمة لم تنل رضاه ؟ وفكرت فى وجه ريتشارد المتحجر أثناء رحلة العودة بالطائرة من بالى ، فتملكتها قشعريرة ، منتديات روايتي . نعم ، بإمكانه ذلك وغمرتها موجة من المذلة إذ تذكرت ما كانت قالته له . www.rewity.com ما كان أحمقها وهى تثرثر عن الحب ، حسنا ، انها ستصون كرامتها فى المستقبل بشكل اقوى . وفجأة ، ودفعت طبقها بعيدا ، متمنية لو تنتهى هذه المحنة . ووقفت وهى تبتسم لريتشارد بكآبة ، وتقول بحزم :" شكرت لهذا الشاى ، أظن أن الأفضل ان اصعد الى غرفة النوم لارتاح قليلا "

" كما تشائين "
www.rewity.com

وبعد ذلك بربع ساعة ، كانت مستلقية على جانب السرير الفسيح ، سمعت صوت سيارة ريتشارد تتحرك مبتعدة . فأغمضت عينيها وأدارت وجهها تدفئة فى الوسادة وهى تتأوه .

وعندما استيقظت بعد ذلك بساعات ، وجدت الغرفة تسبح فى ضوء المصباحين القائمين إلى جانبى السرير ، وكان ريتشارد قد جلس لتوه على السرير بجانبها متسببا فى انبعاج الفراش تحتها مما جعلها تستيقظ .
www.rewity.com

سألها : " اتشعرين بتحسن الآن ؟ منتديات روايتي . لقد طلبت من المطعم ارسال عشاء إلينا إذا كنت جائعة "

تثاءبت إيما وجلست وهى تزيح شعرها عن عينيها . بالرغم من قرارها فى أن تبقيه بعيدا عن مشاعرها ، فقد خفق قلبها سرورا وهى تراه ينظر اليها بقلق .

وقالت :" اننى احسن الان وشكرا "


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-10, 07:36 AM   #29

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي

قبل تناولهما الطعام ، جال بها ريتشارد فى أنحاء البيت حيث اراها كل تفاصيل غرفه ، بثرياتها الإيطالية الصنع وزخارفها . ولم تتمالك إيما من الشعور بالإثارة تهزها وهى تتمنى من كل قلبها لو أنهما يخططان حقا للمشاركة فى إصلاح وإعادة زخرفة هذا المنزل القديم الرائع الجمال ، منتديات روايتي . ولكنها كانت تشعر بنفسها غريبة لا تنتمى إلى هذا المكان . وهكذا ، عندما سألها ريتشارد فى النهاية عما إذا كان المكان أعجيها ، كان جوابها ينقصه الحماس تماما .
www.rewity.com

سألها وهما يعودان إلى المطبخ : " ما رأيك فيه ؟ إنه سيكون بالغ الروعة عندما ينتهى إصلاحه ، اليس كذلك ؟ "

فهزت كتفيها قائلة بعدم اكتراث : " أظن ذلك . لا يمكننى القول أنه يروقنى حاليا "

فيدا على ملامحه تعبير غامض وهو ينظر إليها وقد ضاقت عيناه الزرقاوان ، وما لبث أن بدا وكأنه لا يحسب لرأيها ألا حساب ، وهو يقول : " آه ، حسنا ، منتديات روايتي . لا أظن اعجابك به أو عدمه بالشئ الهام . فلنذهب ونتناول العشاء "
www.rewity.com

كان الطعام ممتازا . كان روستو مطهوا ضمن فطيرة وبجانبه صلصة البندورة والفلفل الأسود ، وكذلك بطاطا مقلية وخضار ، وبشكل ما ، تمكنا من أن يتجنا ثليلا التفكير فى نوع علاقتهما الخطرة ليتحدثا بأدب فى شؤون العمل ، منتديات روايتي . والأجازات فى ما وراء البحار التى كانا استمتعا بها ،www.rewity.com ومختلف المسرحيات والحفلات الموسيقية التى كانت تعرض فى سيدنى . ولكن بعد تناول القهوة فجر ريتشارد قنبلة أخرى ، إذ قال : " بالمناسبة ، لقد دعوت أمى لتناول الغداء معنا الأحد القادم . اظن ان لا بأس فى ذلك بالنسبة إليك " .
www.rewity.com

لم تقابل والدة ريتشارد سوى مرتين أو ثلاث أثناء حياتهما الزوجية ، وكانت دوما تشعر بأن لويز فيلدينغ ، منتديات روايتي . أمه هذه ، لا تحبها ، ولكن ماذا بإمكانها أن تقول ؟ هل بإمكانها أن ترفض دخول أمه إلى منزله ؟

قالت بصوت خافت : " آه ، سيكون هذا حسنا . هل ستبقى مدة طويلة ؟ "
www.rewity.com

أجاب : " غنها ستبقى للغداء والعصر فقط . أظن حان الوقت لكى تتعرفا إلى بعضكما ، أنتما الاثنتان بشكل أفضل "

عندما وصلت لوزي فيلدينغ بعد ذلك بيومين ، منتديات روايتي . كانت إيما ما تزال تشعر وكانها تريد أن تهرب من البلاد باسم مستعار .

بدت المرأة البيضاء الشعر الصغيرة الحجم وهى تصعد الدرجات الأمامية بتثاقل بمعونة عصا ، بدت مخيفة كعادتها ، ولكن عندما جاءت إيما الى الباب لتستقبلها تملكها التأثر وهى ترى لويز تحمل باقة من الورود البيضاء الرائعة الجمال ، منتديات روايتي . ثم تميل عليها لتقبلها فى وجنتها ، وهى تقول : " أرجو أن تعجبك هذه ، يا إيما ، إنها من حديقتى . لقد أخبرنى ريتشارد إنك كنت مولعة جدا بالزهور "
www.rewity.com

فقالت إيما : " أشكرك . وما أحسن هذا منك . تفضلى بالدخول وتناولى كوبا من العصير "

وبالرغم من هذه اللفتى الودود من لويز ، كان الحديث على المائدة متوترا تماما . وكانت إيما حيث أنها لم تكن ماهرة فى الطهو ، قد طلبت من مطعم إرسال وجبة الطعام ، منتديات روايتي . وكان الطعام ممتازا . كان مؤلفا من حساء الخضار يتبعه دجاجا محمر وفطائر لحم مع البطاطا والبازلاء بالنعناع . ومع هذا فقد كان الحديث ثقيلا متكلفا .www.rewity.com وكان واضحا أن ريتشارد لم يكن أخبر أمه بالسبب الحقيقى لهذا الصلح المفاجئ بينهما ، منتديات روايتي . فكانت لويز تبذل جهدها فى الادعاء بأنها لا تعلم بأن الزوجين كانا مفترقين ، وطبعا كان هذا يعنى أن الثمانى سنوات الماضية من حياتهما لم يكن لها وجود . وكانت النتيجة أن إيما ولويز انخرطتا فى حديث طويل عن ذبابة الزهور ، بينما تابع ريتشارد طعامه بهدوء وقد ظهر عليه عدم ملاحظته أى توتر ، ولكن ما أن أنهيا شرب القهوة ، حتى تصاعد رنين الهاتف ، www.rewity.com فنهض من امام المائدة متوجها إلى القاعة ليعود بعد دقائق وليعلن قائلا : "إنها اماندا . منتديات روايتي . ثمة رسالة مستعجلة وصلت إلى المكتب بالفاكس من شركة الملاحة فى سنغافورة ما يستلزم حضورى حالا ز إننى سأغيب مدة ساعة أو نحو ذلك فأرجو أن تستمتعا بوقتكما "www.rewity.com

واستدار حول المائدة يقبل كل منهما على وجنتها ، ثم خرج دون كلمة أخرى . وحسب معاملاتها فى العمل ، أدركت أن من المحتمل جدا أن رسالة الفاكس قد وصلت حقا إلى المكتب ، منتديات روايتي . ولكن لماذا يتوجب على اماندا أن تساعده فى ذلك ؟ ولماذا يترك إيما وحدها مع أمه التى تكرهها ؟ وفجأة انتبهت إلى عينى لويز البنيتين وهما تحدقان فيها بحدة بشكل بعث الاضطراب إلى نفسها . فنهضت تسألها : " أتريدين مزيدا من القهوة ؟ "www.rewity.com

ودهشت إذ شعرت لهذه الحركة المفاجئة بما يشبه الاغماء يتملكها ، فجمدت فى مكانها ، وهى ترى الغرفة تدور حولها .

وسرعان ما كانت لويز تقف بجانبها تمسك بمرفقها وهى تسألها : " هل أنت بخير يا إيما ؟ منتديات روايتي . لقد شحب وجهك تماما . اجلسى هنا يا إيما ، سأحضر لك كوب ماء "

وأخذت المرأة المسنة تعرج نحو المغسلة ، ثم عادت بكوب من الماء ووقفت تنظر إلى إيما وهى تشرب .
www.rewity.com

قالت إيما : " أشكرك ، إننى آسفة لهذا ، ان ذلك من تأثير السفر فقط ، فهو دوما يجعلنى أشعر بشئ من الغثيان ، ولكننى لا أشعر عادة ، بمثل سوء حالتى الآن "

" إن ما أنت بحاجة إليه هو راحة تامة على الأريكة . إذهبى إلى الغرفة الصغيرة واستسلمى لإغفاءة قصيرة وسأحضر لك فيما بعد فنجانا من الشاى " .
www.rewity.com

بعد ذلك بساعة ، كانت إيما ما زالت تعانى من الشحوب وشئ من الوهن ، فتناولت من يد لويز فنجانا من الشاى الثقيل الحلو وبعض أصابع الكعك . منتديات روايتي . وبدا أن هذا التصرف الرقيق من جانب لويز قد أزال التحفظ بينهما إلى درجة ملحوظة . فجلست لويز على كرسى خيرزانى كبير ذى وسائد وثيرة ومنحت إيما ابتسامة غير متوقعة ، ثم تمتمت قائلة : " لم أجد فرصة لأقول هذا من قبل ، وهو أننى مسرورة حقا لعودتكما ، أنت وريتشارد ، إلى بعضكما " .
www.rewity.com

فقالت إيما متلعثمة : " ما . . . ماذا ؟ ولكنك فى البداية لم تقبلى بزواجنا أبدا ، اليس كذلك ؟ "

اطلقت لويز ضحكة قصيرة وهى تعترف قائلة : " هذا صحيح ، فأنا لم أقبل ، وان لم يكن لى رأى فى الموضوع ، منتديات روايتي . فى الواقع . فقد كنتما قد تزوجتما وانتهى الأمر عندما سمعت أنا بالموضوع . وطبعا ، كان ذلك جزءا من المشكلة . فقد آذى مشارعى أن لم أدع إلى حفلة الزفاف . وقد أوضح لى ريتشارد فيما بعد أنه كان خائفا من أن أحاول أن أقنعك بالعدول عن الزواج إذا أنا علمت بما كان يخطط له . وربما كان على حق ، إذ ربما كنت أنا فكرت فى أن تلك غلطة كبيرة "
www.rewity.com

فسألتها إيما مذهولة لقولها هذا : " لماذا ؟ " فأخذت لويز رشفة من فنجانها ثم قالت بصراحة : " حسنا ، منتديات روايتي . أولا ، كنت أنت صغيرة جدا ، أما بالنسبة لريتشارد فآخر ما كان ينبغى له هو الزواج وذلك بسبب كل تلك الأعباء التى كانت تثقل كاهله "

سألتها إيما : " أى أعباء تلك ؟ ماذا تعنين ؟ "
www.rewity.com

نظرت لويز إليها مجفلة وسألتها : " ألم يخبرك قط عن ذلك ؟ " وعندما استمرت إيما تنظر إليها بحيرة ، تنهدت حماتها وهى تقول ساخطة : " حسنا ، قد يكون ريتشارد ابنى ، منتديات روايتي . ولكنه حقا يثير الحنق . فهو أحيانا كتوم قوى الارادة وعنيد كالبغل . تصورى أنه لا يخبر زوجته بأمور كهذه "

فصرخت إيما : " يخبرنى بماذا ؟ "

اجابت لويز : " أساليه "

ابتدأت إيما تقول : " ولكن . . . "
www.rewity.com

فقاطعتها لويز : " كلا ، كلا يا إيما . لا تحاولى استجوابى عن ذلك . ان ريتشارد هو الشخص الذى ينبغى أن يخبرك بذلك ، رغم أننى مندهشة لأنه لم يخبرك منذ البداية ، ربما لم كنت تعلمين مقدار العبء الذى كان يرزح تحته ، منتديات روايتي . لانتظرت طويلا قبل أن تتزوجى منه . لو لم يكن ريتشارد يعانى من كل ذلك الضغط ولو لم تكونى أنت غير ناضجة لكان من المؤكد أن زواجكما كان حقق نجاحا كبيرا "

احتجت لويز قائلة : " اننى لم أكن غير ناضجة "
www.rewity.com

فالتوت شفتا لويز بابتسامة جافة : " لا تغضبى يا إيما . اننى لا أشك فى أنك نضجت أثناء السنوات الثمانى الماضية وذلك من الطريقة التى أدرت بها أعمال أبيك بعد وفاته . لقد كان ريتشارد يفخر بك كثيرا وقد وافقته أنا على أن تصرفك بالنسبة إلى الشركة كان ممتازا ، ولكن كان لدى سببا وجيها لكى أكون على حذر منك فى الماضى . منتديات روايتي . فلو لم تكونى مدللة وغير ناضجة لما هربت مع رجل آخر لمجرد شجار تافه قام بينك وبين ريتشارد "
www.rewity.com

فغرت إيما فمها بذهول . هل هذا ما أخبر به ريتشارد أمه عن سبب انفصالهما ؟ وتملكها السخط لهذا الظلم . كيف أمكنه أن يكون ماكرا ومنافقا بهذا الشكل ، فمهما كانت اخطاؤه فى الماضى ، فهو لم يكن ليلوم الآخرين على اخطائه هو التى يقترفها . وشعرت بخيبة أمل هائلة إزاء هذا البرهان الجديد على قدرته على الخداع . www.rewity.com من الجلى أنه قد قلب الوقائع لكى يجعل أمه تظن أنه كان خاليا من أى ذنب . منتديات روايتي . بينما كان إيما هى الطرف المذنب ، فسحبت نفسا سريعا حادا لكى تشرح لها الأمر ، لكنها عادت فترددت . وبعد ، فإن ريتشارد ما زال زوجها ، ودفعها شعور غريب بالوفاء إلى الاحساس بالنفور من التشهير به . وهكذا بدلا من ذلك تنهدت وهى تقول بأسى : " كان هناك أكثر من هذا " ثم فكرت فى تبذيرها ، جهلها بالأعمال المنزلية ،www.rewity.com نوبات الغضب الصبيانية التى كانت تعتريها عندما كان ريتشارد يفضل الذهاب إلى العمل على البقاء معها . فتابعت تقول : " ولكن على أن أعترف بأننى اقترفت الكثير من الأخطاء . انما انتبهى ، فان ريتشارد لم يكن مثاليا هو أيضا "

بدا الهزل فى عينى لويز وأجابت : " لا أظنه كان كذلك ، فقد كان دوما رجلا صعي المعاشرة ، فهو سريع الغضب ، عنيد ، وغير متسامح . وهذه صفات مخيفة ، ولكنه يحبك ، يا إيما ، وإلا لما عاد إليك ، وأعتقد ، لنفس السبب ، أنك أنت أيضا تحبينه . منتديات روايتي . ولهذا أتمنى لكما كل السعادة "www.rewity.com

كان هذا أسوأ من اكتشافها ان ريتشارد قد قلب الوقائع لكى يلطخ اسمها . فهذه امه المسكينة الساذجة تبتسم لها بلطف معتقدة بسذاجة بأن كل الأمور قد صلحت بين هذين الزوجين السعيدين ، ويا لها من مزحة .

قالت إيما بمرارة : " أشكرك " .

ابتدأت لويز تجمع معدات الشاى بسرعة وبحركات ذات مغزى وهى تقول : " حسنا ، كما سبق وقلت لك من قبل ، اننى مسرورة بعودتكما إلى بعضكما . منتديات روايتي . أظن أن الزواج يستحق تعب المرء لأجله . www.rewity.comوالآن حيث انكما اصبحتما أكبر وأكثر حكمة ، فأنا متأكدة من أنكما ستحلان كل مشكلاتكما ، وأضيف إلى ذلك أننى لا أنوى أن أكون واحدة منها ، يا إيما ، فإذا كان بإمكانى المساعدة بأى شكل كان ، فسأفعل ، وأنا أرحب بك فى منزلى على الدوام ، وعدا ذلك فسأبقى بعيدة عن شؤونكما وأتمنى لكما كل السعادة فى هذا العالم "

انتفضت إيما قائلة : " هذا من بالغ لطفك "
www.rewity.com

" كلا . هذا غير صحيح . فذلك أنانية كبرى ، لأننى إلى أن أكون جدة وأظن أنكما فرصتى لذلك . منتديات روايتي . وبجانب ذلك ، كنت أثناء السنة الماضية أو نحو ذلك ، قد ابتدأ القلق يتملكنى حقا من أنه كان ينوى أن يطلقك ليتزوج تلك المرأة الفظيعة التى كان يعيش معها ، ما اسمها ؟ اماندا "


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-10, 07:41 AM   #30

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السادس

الفصل السادس



تملك إيما مثل كابوس ربط لسانها فلم تسطتع نطقا ، كما شلت ساقاها . لم يكن ينتابها أدنى شك أثناء السنوات التى أمضتها وريتشارد منفصلين ، فى أنه كلن ثمة نساء أخريات فى حياته . ولكن ما كان لريتشارد أن يعيش مع امرأة أخرى إلا إذا كانت علاقتهما جادة تماما . . . منتديات روايتي . وآلمها ذلك . . . آلمها فى الواقع إلى درجة فقدت معها لحظة كل احساس . وقبل أن تستطيع الحركة ، فتح الباب فجأة ودخل ريتشارد الغرفة . وتلاشت ابتسامته الكسول لحظة وقع بصره على وجهها . وبخطوتين كان قد اجتاز الغرفة لينحنى بجانبها آخذا بيدها وهو يسألها بصوت حاد : " ما الذى حدث لك ؟ "
www.rewity.com

فقالت لويز : " من رأى أنها أجهدت نفسها بالعمل ولمدة طويلة . لقد شعرت بدوار سيئ بعد ذهابك وهى لا تبدو لى بحالة حسنة الآن . إذا أردت نصيحتى يا ريتشارد فارسلها إلى الطبيب ليقوم بفحص عام لها . ولابد لك من أن تسمح لها ببعض الراحة والاسترخاء . سأذهب الآن ما دمت أنت عدت إلى البيت ، منتديات روايتي . كلا ، لا تقف ، سأخرج وحدى . إلى اللقاء يا إيما . أرجو أن تكون صحتك أفضل عندما أراك فى المرة القادمة"
www.rewity.com

وما ان انغلق الباب خلف أمه ، حتى حدق ريتشارد فى وجه إيما متفحصا وقد بدا العبوس على ملامحه ثم سألها : " هل أنت مريضة ؟ "

فهزت رأسها نفيا , كانت تشعر وكأن البيت يدور بها . ولكنها لم تكن تعتقد بأنها مريضة حقا . فالذى كانت تشعر به هو احساس بالغدر هو من العنف بحيث أوشكت على البكاء ومن ثم الهرب بعد ذلك . ياللغباء عند ذاك , منتديات روايتي . ويا لشعور ريتشارد بالفوز إذ يعلم إلى أى حد يمكن ان يسبب لها الألم ...
www.rewity.com

قالت بصوت عملي : " كلا . اننى متعبة فقط "

جلس بجانبها على الأريكة وهو يؤنبها قائلا : " انك تجهدين نفسك بالعمل , لقد اخبرتني الآنسة ماتي بأن غالبا ما تعملين ست عشرة أو ثمانى عشرة ساعة فى اليوم "

فردت عليه تقول : " وهكذا أنت "
www.rewity.com

اجاب : " هذا ما كنت عليه . وانما لم اعد كذلك , فليس في نيتي ان اموت بنوبة قلبية قبل أن ابلغ الاربعين . منتديات روايتي . ولهذا فأنا اعهد الآن إلى مفوضين عني بالكثير من اعمالي . وهذا ما يجب عليك انت وذلك ابتداء من الغد . سآخذك الى المبنى الجديد الذى يحتوي على مكاتب الشركة وبهذا ترين ما احرزناه من تقدم فى الانتقال اليها . كما أننا سنزود الآنسة ماتي بسكرتيرة جديدة لمعاونتها . www.rewity.com وماذا أيضا ؟ آه , ستكونين بحاجة الى شخص ليعاين موقع البناء الجديد ... منتديات روايتي . وانا اعرف الشخص الذى يصلح لذلك , وهو رجل يدعي رون بورتوللي فهو تاجر ممتاز وعامل جدي ايضا . كما انه نزيه تماما , هذا عدا عن ان بإمكانك اتخاذ مساعدين فى النواحي القانونية للأشياء , إن أماندا .."
www.rewity.com

فقاطعته بعنف : " لا اريد مساعدة من اماندا "

نظر إليها باستغراب , وقد ضاقت عيناه وزم شفتيه مفكرا وهو يقول : " كنت أريد فقط ان اقول ان بإمكان اماندا ان تنصح لنا بشخص تعرفه يكون موضعا للثقة "

فقالت ايما بحدة : " وكذلك لا أريد نصائحها "

امسك ريتشارد بكتفيها واداراها لتواجهه وهو يقول بهدوء : " ما سبب كل هذا ؟"
www.rewity.com

بقيت ايما لحظة صامتة وهي تضغط شفتيها ولكنها عندما تحدثت , ازعجها ان تجد نفسها تقول بصوت مرتجف : " قالت لى أمك انك كنت تعيش مع اماندا "

هز ريتشارد كتفيه قليلا بما قد يعني التهكم ثم اومأ قائلا : "هذا صحيح . وماذا فى ذلك ؟ "

تبددت سيطرة ايما على نفسها وقالت بذهول : " كيف يمكنك ان تفعل هذا ؟ من المفروض اننى زوجتك ومع هذا تجلس هنا بهدوء وتخبرني بأنك كنت تعيش مع امرأة اخرى . ألم تفكر قط فى مشاعري , او مشاعرها ؟ "
www.rewity.com

فارتسم على ملامح ريتشارد تعبير من تألم طويلا وكأن رجل طالما عانى صابرا من نزوات النساء غير العقلانية . وقال : " انك تجعلين من الامر مشكلة , يا ايما . منتديات روايتي . انك تعلمين جيدا ان هناك شقة صغيرة خلف هذا المنزل . حسنا , كل ما فى الامر ان اماندا مكثت فيه عدة أسابيع بعد انتقالى الى هنا مباشرة . كانت قد باعت بيتها وليس لديها مكان آخر تذهب اليه إلى ان تنتقل الى بيتها الجديد . ولكن أمى كعادتها , جمعت اثنين واثنين , فوجدت الحاصل خمسة "
www.rewity.com

امعنت ايما النظر فيه بارتياب , وبدا لها الامر معقولا , ولكن هل بإمكانها ان تثق به ؟ هذا إلى ان الشئ الاخر الذي كشفت عنه لويز هذا النهار اراها ان بإمكان ريتشارد ان يقلب الحقائق بكل مهارة حسب ما يناسبه ذلك .

فانفجرت تقول : " قالت إنه كان من المحتمل انك ستتزوج اماندا"
www.rewity.com

تغيرت ملامح ريتشارد الى نوع من المكر . وبان الحذر عليه لحظة ليعود فيقول مراوغا : " نعم . ان من المحتمل ان افعل هذا"

شهقت ايما . كيف بإمكانه ان يجلس هنا بمثل هذا الهدوء والسخرية ويخبرها بشئ كهذا ؟ وتمتمت : " ايها الحقير الذى لا يراعي مشاعر الآخرين "

فقال غير مصدق : " اتعنين انك تهتمين بذلك حقا ؟ اما زلت تدعين انك تحبيننى حقا كما سبق واخبرتنى فى بالي وذلك بكل حلاوة وفتنة ؟ منتديات روايتي . وهل تظنين حقا بأننى من السذاجة بحيث اصدق ذلك ؟ "
www.rewity.com

انتفضت ايما للازدراء البالغ الذى بدا فى صوته , وفجأة تلاشى ما تشعر به من تعاسة فى غمرة الغضب والحقد اللذين تملكاها , فردت عليه بتهكم لاذع : " كلا . انا لا احبك . وكما سبق وقلت انت , ان يقول شخص لآخر بأنه يحبه ما هو إلا جزء من خداع المشاعر أما ما نتحدث عنه هنا فهو أمر يتعلق بالكرامة . ولا علاقة للحب به "
www.rewity.com

اشتدت قبضتا ريتشارد الضخمتان على مسند الكرسي الذى يجلس عليه الى حد شعرت معه ايما بأن القشرة الخشبية الرقيقة التى تكسره ستتهشم تحت الضغط . منتديات روايتي . وضاقت عيناه بشكل إجرامي واخذ يصرف بأسنانه بعنف .www.rewity.com وبحركة مفاجئة , انكمشت ايما على نفسها على الأريكة , شبه خائفة من ان تكون قد تمادت فى استفزازه , ومع هذا ذعرت وهي تجد قلبها يخفق والحرارة تسرى فى كيانها عندما استمر ريتشارد يحدق فيها . وعندما دفع الكرسى بعنف . واجتاز الغرفة بخطي واسعة , شعرت بما يشبه خيبة الأمل , بينما استدار هو لينفس عن العنف الذى يجتاحه . www.rewity.com بالكلمات فقال بصوت منخفض ينذر بالشر : " إذن , فقد ظفرنا بالحقيقة فى النهاية . منتديات روايتي . لقد عدنا معا كزوج وزوجة , ولكن الحب لايدخل فى هذا الامر بالنسبة إليك , حسنا , ونفس الشئ بالنسبة إلى كذلك , يا ايما . وما دمنا لايحب الواحد منا الآخر فما سأفعله بعد ان نعود إلى الانفصال , ليس من شؤونك , ولا مع من افعله . منتديات روايتي . كل ما عليك ان تهتمى به هو ان تكوني زوجة حقيقية لي أثناء الفترة القصيرة التي بقيت لك"
www.rewity.com

فردت قائلة : " زوجة حقيقية ؟ ما معني هذا ؟ "

اجاب عابسا : " معناه انك تعطيننى ما اريد . من تقارب ووفاء ايضا , واحترام تام لي بوصفي زوجك "

قفزت واقفة وهي تسأله ساخرة : " من اين حصلت على شهادتك فى الحقوق ؟ "

فعاد إليها مجتازا الغرفة بخطوتين , وامسك بمعصمها بعنف آلمها وهو يزمجر قائلا : " اننى لا امزح يا ايما . إن بإمكانك ان تصفيني بأننى بدائى , إذا شئت , ولكن هنالك اشياء لا تتغير ابدا بين الرجل والمرأة . منتديات روايتي . منها انه لا يوجد رجل حقيقي لايريد زوجة مخلصة له . لقد هربت مني منذ ثماني سنوات ولم أصفح عنك قط لهذا .www.rewity.com حسنا , إننى هذه المرة من يملك اليد العليا ولا أنوي التفريط بذلك . لقد عدت إلي سواء اعجبك هذا ام لم يعجبك . ولكن عليك ان تفهمي تماما انك عدت بناء على شروطي , وهذا لا يتضمن ذهابك إلى أى رجل آخر . هل كلامي واضح ؟ "

فردت قائلة : " واضح تماما . ولكن ألا تري انك منافق نوعا ما؟"
www.rewity.com

اجاب عابسا : " منافق من أى ناحية ؟ "

نزعت معصمها من قبضته واندفعت مبتعدة عنه . حتى فى هذه اللحظة . ملأها التفكير فى ريتشارد واماندا معا . بنوع من العنف والهياج ما منعها من النطق عدة لحظات قبل ان تستطيع الكلام . وقفت تجاهد فى سبيل التنفس إلى ان عاد اليها شئ من الهدوء . فاستدارت تنظر إليه بعينين جامدتين يملأهما الاتهام . منتديات روايتي . وقالت متحدية : " اما بالنسبة اليك والى اماندا .www.rewity.com فذلك مسموح به تماما , أليس كذلك ؟ يمكنك ان تذهب اليها , تسكن معها حتى انك تخبرنى بأنك ستتزوجها وما على أنا إلا أن اقفل فمي . اقبل بأن اكون ممسحة أرجل بينما أنت تفعل ما يسرك . دعنا من الحب , يا ريتشارد , منتديات روايتي . دعنا من الاخلاص ! إنما ماذا عن الاحترام الحقيقي لي بصفتي زوجتك ؟ ألم يخطر ببالك قط انه ربما لا يوجد امرأة حقيقية تقبل بألا يكون زوجها مخلصا لها ؟"www.rewity.com

فبانت السخرية على ملامح ريتشارد جعلها تتمنى لو تصفعه , وقال معنفا : "ها قد ابتدأت تتكون عندك فكرة عن الألم والاذلال الذى يرافق ذلك , أليس كذلك يا حبيبتى ؟ إننى مسرور أن ترى ذلك "

حبست ايما أنفاسها , ثم صرخت فى وجهه : " إنك وغد يا ريتشارد , إنك تحب تعذيبي , أليس كذلك ؟ "
www.rewity.com

اجاب بنفس الابتسامة الساخرة اللامبالية : " ربما "

سحبت نفسا طويلا مرتجفا , وحاولت ان تنظر إليه بنفس الجمود واللامبالات اللتين كان ينظر بهما إليها , منتديات روايتي . ثم سألته بخشونة : " أتراك على علاقة متينة ؟ "

فهز كتفيه وهو ينظر إليها وقد ضاقت عيناه تهكما , ثم اجاب : " ربما كنت كذلك , وربما لا فحاولي ان تعيشى بالشكوك والقلق فترة , يا ايما , وانظري كيف سيعجبك ذلك "
www.rewity.com

" انك لا تهتم بي اطلاقا , أليس كذلك ؟"

اجاب بوحشية : " كلا ابدا . ثم اننى لم اعد نمرا حبيسا فى قفص يتقافز بين القضبان لأجلك يا ايما . منتديات روايتي . هذه المرة أنا الذى سيفرقع بالسوط , فهلي لي ان اذكرك بأن عودتنا هذه الى بعضنا ليست بسبب الحب ؟ وانما بسبب الرغبة والانتقام ؟ "
www.rewity.com

اشتعل طبع ايما الناري , فأطلقت صرخة ممزقة وهي تهم بالقاء نفسها على ريتشارد تريد صفعه وهي تردد : " اكرهك .. اكرهك"

ولكن قبل ان تصل إليه , حدث شئ غريب . بدا وكأن الارض ترتفع نحوها , وغامت الدنيا حولها . منتديات روايتي . وعندما انزاح ذلك الشعور بالدوار عنها أخيرا , رأت نفسها قد عادت للجلوس على الأريكة وقد وضعت رأسها بين ركبتيها بينما ذراع ريتشارد حولها تطوقها سمعت صوته سريعا قلقا مليئا بالاهتمام , ولكنه غير واضح . ما جعلها عاجزة عن فهم كلماته , إلى ان تلاشى الطنين الذى كان فى أذنيها وعادت الارض ثابتة تحت قدميها .
www.rewity.com

" ايما ؟ "

فرفعت رأسها وهي تترنح ونظرت إليه بعينين زائغتين .

فعاد يقول : " هل تشعرين الآن بتحسن ؟ "

اومأت برأسها غير واثقة فاشتد ضغط ذراعه حول كتفيها وكأنه يحميها , وهو يتمتم قائلا : "أننى آسف إذا كنت سببت لك هذا , إذ أغضبتك بهذا الشكل .. "
www.rewity.com

هزت رأسها قائلة : " انك لست السبب فى هذا يا ريتشارد انا واثقة من ذلك . ما زلت أشعر بنفسى متوعكة الصحة منذ عودتنا من بالي "

رد عليها قائلا : " انه اجهاد النفس فى العمل . منتديات روايتي . ولكنه توقف منذ هذه اللحظة . أتسمعيننى ؟ انك ستذهبين الى الطبيب غدا وبعد ذلك تأخذين اجازة طويلة "

فقالت بوهن : " فليكن ما تريد "
www.rewity.com

" ماذا ؟ الآن عرفت انك مريضة حقا "

وبدون تحذير , وقف على قدميه وبحركة سريعة رفعها عن الأريكة ففوجئت هي بهذا ورفعت عينيها تنظران إلى وجهه ومنحته ابتسامة خفيفة غير واثقة , منتديات روايتي . وذهلت عندما صدرت عنه آهة خافتة , ولم تستطع إنكار ما شعرت به من سرور مؤلم في تركه يصعد بها الى غرفتها فى الطابق العلوي مع أنها ربما اصبحت الآن قادرة تماما على السير .www.rewity.com

وعندما وصلا ساعدها على التمدد على السرير الفسيح ثم اخذ يزيح خصبات شعرها الأسود الطويل عن وجهها . لقد غيرت نوبة الإغماء الجو بينهما تماما . منتديات روايتي . إذ بدلا من العداء الذى سبق ورأته منه . كان الآن يحدث فيها بحنان .

سألها : " أيمكنني أن احضر لك شيئا ؟ شيئا تأكلينه أو تشربينه؟"

فهزت راسها نفيا .


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.