[العبادي]

العين -2 :

=====

هناك من شبه العين بالنرجس ..
ولكن هناك من يعترض على هكذا تشبيه لصُفرةِ لون النرجس .
وقال البعض ان في الشرق نوعا من النرجس مكان الصفرة منه سواد وهو الذي يصح التشبيه به ..

ابنُ رشيق القيرواني صاحب كتاب العمدة قال :
إنّ وجه الشبه في تشبيه العيون بالنرجس هو الفتور لا اللون
كقول ابن المعتز :
وَسْنَانُ قد خدعَ النعاسُ جفونَه
فحكى بمقلته ذبولَ النّرجِسِ .

والمصريون تعجبهم العيون فيصفونها ( عيون الغزلان ) ..
ابن الرومي يقول :
وأحسنُ ما في الوجوه العيون
وأشبهُ شيءٍ بها النرجسُ

وواحد العيون بتضله وتهديه وتميته ثم تُحييه :

الوجهُ منكِ عن الصوابِ يضلني
وإذا ضللتُ فإنه يهديني

وتميتني الألحاظُ منكِ بنظرةٍ
وإذا أردتِ .. بنظرةٍ تحييني

ديكُ الجن الحمصي واسمه عبد السلام بن رغبان .. مولود بمدينة حمص على نهر العاص في حي ( باب الدُريب )
كان عنده جارية جميلة فقتلها ثم راح يبكيها :
فوحقُّ نعليها .. وما وطىء الثرى
عندي أعزُّ عليَّ من نعليها

ماكان قتليها لأني لم أكن
أبكي إذا سقطَ الغبارُ عليها

لكن بخلتُ على سواي بحسنها
وأغارُ من نظر العيون ِ اليها

وتأملوا هذا الحوار بين القلب والعين .. فالقلب يعتب على العين أنها جرّت عليه الويل
والعينُ تعتب على القلب انه هو الذي دفعها الى النظر :

يقولُ قلبي لطرفي إذ بكى جزعا :
( تبكي وانتَ الذي حمّلتني الوجعا ) ؟

فقال طرفي له فيما يعاتبه :
( بل أنتَ حمّلتني الآمالَ والطمعا )

حتى إذا خلا كلُّ بصاحبه
كلاهما بطويل ِ السِّقَمِ قد قنعا

نادتهما كبدي : ( لا تتعبا فلقد
قطَّعتماني بما لا قيتما قِطَعَا ) !!

..

هنا في ريف مصر إن رفّت العين تشاءموا بها وراحوا يشكون حالهم :
( عيني بترف .. اللهم اجعله خير ) !
وان رفت الاخرى تفاءلوا
وتُطلق العين هنا على الحسد فيقولون للمحسود : أصابته عين !

وفي أمثالنا :

عين الحسود فيها عود

وعينك ماتشوف إلا النور دعاء بأن عينك لاتقع إلا على مايسرّها ..

والعين ماتعلاش على الحاجب

وفلانة بكت من كل عين حِفان .. وكأنها بكت كثيرا حتى إن دموعها تملا عدة حفنات .. والحفنة ملْ الكفين أو اليدين

العبّادي