عرض مشاركة واحدة
قديم 27-02-15, 11:32 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الثالث
،
،
كانت الغرفة غارقة في ضوء المصباح و في إحدى زواياه استلقى سرير بسيط ، تمددت عليه العجوز شائبة الشعر ، بيضوية الوجه طويلة الأنف ، تكاثرت في وجهها التجاعيد ، و أحاطت بعينيها الصغيرتين ، وبرقبتها القصيرة التي استقرت فوق جسم يبدو أنه صغير . وحين أبصرتها استجمعت نفسها في أعلى السرير ، وانبسطت أساريرها ، وانطلق لسانها مرحب بنا :
- أهلا وسهلا .. أهلا بك ... يا سمير ... اقترب مني ... أنا مشتاقة لك .
اقتربت من سريرها ، وسلمت عليها ، وجلست على كرسي قريب منها ، وجلس والدي ووالدتي بجوار ندى على بساط فرش فوق ارض الغرفة ، بينما استقرت سهير على كرسي بجانبي ، وقعد والدها قريبا من سرير زوجته .
وسألت أم أنور :
_ كيف حال بيروت في هذه الأيام ؟
أجبت :
- بخير .
- والله ... اشتقنا لها .
- بيروت ممتعة .
قال أبو أنور :
- أنا لم أحب هذه المدينة .
سألت باستغراب :
_ لماذا ... يا عمي أبا أنور ؟
- لأنها صاخبة والحياة فيها معقدة .
- هذه حالة كل المدن
- لذلك أفضل حياة الريف .. لأنني ريفي ، وقضيت طفولتي وجزء من شبابي في هذه القرية .
- في قريتنا هذه !
- نعم ... أنا في الأصل ، من سكانها .
- لماذا تركتها ؟
- بسبب الظروف القاسية التي مرت بها بعد الحرب العالمية الأولى ، عندما ساد فيها الفقر والجوع هاجرت مع أخي ، والد ندى ، إلى أمريكا ، وبعد ان جمعنا بعض المال عدنا ، وكنت قد ترجت أم أنور وهي من بيروت ، وتفضل أن تسكن فيها ، كما أن وفاة أخي وابني أنور هنا جعلتني أفضل الابتعاد عن هذه القرية ، ولاسيما انه ليس لنا أقرباء ولا ممتلكات تغرينا بالبقاء هنا .
- ألا يوجد لكم أقرباء هنا أبدا ؟
- قليل جدا ... وقرابتنا لهم بعيدة ... لان جميع أقربائنا هاجروا ولم يعودوا ، كما أن والديَ توفيا بعد هجرتنا مباشرة .
قالت والدتي :
- إن الإنسان الطيب كل الناس أقرباء له ، وانتم أناس طيبون .
وحاولت أم أنور الابتعاد عن هذا الحديث المحزن ، و سألتني :
- في أي مدرسة تتعلم ... يا سمير ؟
- في مدرسة ابن خلدون .
- لم اسمع بهذه المدرسة من قبل .
- إنها من أكبر مدارس المدينة و أفضلها ، ولا بد أنك قد رأيتها ، وربما لم تنتبهي إليها .
- أين تقع ؟
- في الجانب الشرقي من ساحة البرج .
- هل أنت مرتاح فيها ؟
- كثيرا ، وهي من أفضل المدارس بناء و أساتذة وطلاب .
وقالت سهير :
- سمعت والديك يقولان إنك طالب داخلي فيها .
- نعم .
- ألا تضيق ذرعا بالحياة الداخلية ؟
- بل أحبها كثيرا رغم انها تحد من حريتنا .
_ إن بقاء الإنسان داخل الجدران لمدة طويلة هو عملية رهيبة .
- لا ريب في هذا ، ولكن حياتنا في المدرسة ليست كذلك ، ونقضي جزءا كبيرا من وقتنا في حدائق المدرسة وباحاتها حين يكون الطقس مناسبا ، ونتسلى مع زملائنا لأن عددنا كبير يقرب مئة طالب داخلي ... ويسمح لنا بالخروج كل يوم أحد وخميس ،وطيلة يوم الجمعة .
- الذي يرى مدرستكم من الخارج يظن أنه لا يوجد فيها باحات وحدائق . لانها محاطة بالبناء من كل جانب .
- حقا ... إن سورها المرتفع لا يكشف عما في داخلها ، الذي يضم باحتين وحديقتين ، تخصص باحة وحديقة لكل طابق من الطابقين اللذين تتألف منهما المدرسة .
- في أي طابق يوجد القسم الداخلي ؟
- غرف النوم موجودة في الطابق الأعلى ، وغرف الطعام وقاعات الدروس في الطابق الأول .
- والطلاب غير الداخليين أين يتعلمون ؟
- كلنا نتعلم معا في القاعات نفسها ، وعندما تنتهي الدروس يذهبون إلى منازلهم ، ونبقى نحن في المدرسة .
وسألت ندى بحياء ، وتردد :
- هل يقدمون لكم طعاما جيدا ؟
- ليس كما ينبغي . أحيانا يكون الطعام سيئا ونضطر لتركه .
- هكذا كان يحدث معنا ايضا لما كنت في المدرسة الداخلية . وقد يقدمون لنا العام نيئا أو فاسدا .
صرخت أم أنور بندى :
- ما هذا الكلام ؟ ... اسكتي أنت ... كل ما يقدم من طعام هو خير وبركة .
دهشت وقلت :
- إن ما تقوله ندى صحيح ... والطعام الذي يقدمونه ، أحيانا قد يكون في منتهى السوء ، وليس هذا خيرا وبركة .
تدخلت سهير لإنقاذ الموقف وسألت :
- أي مواد الدراسة تفضل ... يا سمير ؟
- جميع المواد سوء بالنسبة لي ، وإن كنت أميل إلى الأدب أكثر من غيره .
- أستطيع ان أساعدك في هذه المادة إذا احتجت للمساعدة .
- هل أنت مختصة في الأدب العربي ؟
- لا ... أنا معلمة للمرحلة الابتدائية ، وكنني مولعة بالأدب ، وأكثر من مطالعته .
- أكون شاكرا لك لو ساعدتني في هذا المجال ، لان استاذ الأدب العربي في مدرستنا ، لا يكف عن توبيخنا ، لضعفنا في هذه المادة .
- سأخصص بعض الوقت لإعطائك دروسا في الأدب العربي .
- شكرا لك .
- ما هو الوقت الذي تراه مناسبا لمثل هذه الدروس ؟
- سنتفق عليه فيما بعد
وانقضت بقية السهرة في أحاديث مماثلة

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

وانتظروا الجزء الرابع الذي سيكون متجدد نوعا ما
هموووووووسة





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس