الموضوع
:
ندى.....الفجر الحزين / للكاتب محفوظ أيوب ، فصحى مكتملة
عرض مشاركة واحدة
27-02-15, 11:35 AM
#
6
لامارا
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
?
العضوٌ???
»
216
?
التسِجيلٌ
»
Dec 2007
?
مشَارَ?اتْي
»
87,659
?
نُقآطِيْ
»
الجزء 4
،
،
ملأ جيراننا كل جوانب عقلي ، وصارت نفسي مشغولة بهم تبحث عن أجوبة لعديد من الأسئلة ، ولاسيما عن ندى . وفي المساء انتهزت فرصة فراغ والدتي من عملها وسألتها :
- هل كنت تعرفين أن أبا أنور من بلدتنا ؟
أجابت :
- طبعا ... كان منزلهم القديم قريبا من منزل أهلي .
- وتعرفين والد ندى ؟
- أعرفه جيدا .
- كيف مات ؟
- أصيب بوباء لعين انتشر في ذلك العام ، وقضى على حياة الكثيرين .
- مسكينة ندى .
- حقا ... تثير الشفقة .
- لماذا عاملتها أم أنور بقسوة أثناء السهرة ؟
- لا أدري ... كأنها ليست على وفاق معها .
- ولكنها لم تقل ما يستدعي إسكاتها بتلك الطريقة الخشنة .
- لعلها تتبطر على هذه الفتاة التعسة .
- لأنها يتيمة ؟
- بل لأنها سيئة الحظ منذ ولادتها ... وحياتها سلسلة من المصائب . بعدما فقدت والدها اضطر أخوتها أن يقدموا بمختلف الأعمال ، لكي يوفروا لقمة العيش لهذه العائلة البائسة . وما لبثوا أن هاجروا إلى أمريكا ، عندما أعيتهم الحيلة في توفير حياة كريمة لهم . وتركوا ندى ووالدتها لقمة سائغة للجوع والتشرد والذل .
- كيف كانتا تعيشان ؟
- صارت والدتها تعمل خادمة عند بعض الأثرياء في بيروت ، وسعت حتى أدخلتها إلى ملجأ للأيتام هناك .
- وعمها أبو أنور ... لماذا يرعها .
- لأنه فقد جميع ثروته التي أحضرها من المهجر في المضاربات التجارية ، ولم يبق لديه ما يسد به رمقه . وهو كما تلاحظ يعيش عالة على راتب ابنته التي بذل كل جهده ، ليجعلها معلمة .
- وكيف قبل الآن أن يرعى ندى ؟
- لان الميتم يرعى الأطفال إلى سن معينة ، وبعدئذ عليهم أن يدبروا شؤونهم بأنفسهم . ولما بلغت تلك السن اضطر أن يرعاها .
- كان يجدر بوالدتها أن تصطحبها معها لبيروت .
- قد يكون ما تحصل عليه من أجر لا يمكنها من توفير منزل مناسب لهما ، كما لا تستطيع اصطحابها معها إلى منازل السادة الذين تعمل عندهم .
- لماذا ؟
- خوفا عليها من النفوس الشريرة ، أو ربما لا يقبلون بها .
- يا للمسكينة ما أشقى حياتها .
- إنها تمزق القلب .
- أرجوك .. يا ماما .. أن تساعديها كلما استطعت دون أن تجرحيها .
- صدقني ... يا بني ... أعاملها كواحدة من أخواتك ... وجميع عائلة أبي أنور قد أصبحت جزء من عائلتنا ، رغم المدة القصيرة التي قضيناها معا . نشاركهم في الطعام ، ونسهر معهم في أغلب الأحيان ، و نساعدهم في مختلف الأمور .
- قولي لأم أنور ان لا تعاملها بقسوة .
- أحيانا ألفت نظرها إلى ضرورة معاملة ندى كابنة لها ولكن ندى غريبة عن أم أنور ، ومن حقها أن تنظر إليها كعبءتحمله دون مبرر .
- وأبو أنور ألا يحسن معاملتها ؟
- لم أره يسيء إليها أبدا .
- أظنها تنسجم مع سهير أكثر من الجميع .
- ليس تماما ، إن (( سهير )) أكبر سنا منها بعدة سنوات ... وتقضي أكثر الوقت في المدرسة ، وحين تعود تنصرف إلى شؤونها الخاصة ، بينما تهتم ندى بأمور المنزل .
- ألا يساعدونها ؟
- من الذي سيساعدها ؟ ... عمتها وزوجته شيخان مسنان ، وسهير مشغولة في شؤون المدرسة .
- وندى أليست طالبة ؟
- بلى ... التحقت بالمدرسة الأهلية بعد أن وافقوا على إعفائها من الرسوم
- وفي أي صف هي ؟
- لا أعرف ... اسألها عندما يأتون الليل للسهر معنا .
- هل سيأتون اليوم أيضا .
- إذا شفيت أم أنور يأتون إلينا ، و إن بقيت مريضة نذهب للسهر معهم .
- ومتى تدرس ندى ما دمتم أكثر الأيام على هذه الوتيرة ؟
- عادة نسهر في إحدى الغرف وتبقى ندى وسهير وبعض أخوتك في غرفة أخرى ، وكل من تنهي عملها تحضر إلى مكان السهرة .
- ليتهم يأتون اليوم للسهر عندنا .
- لماذا ؟
- لأننا كنا البارحة عندهم ، ولا أحب أن نضايقهم اليوم أيضا .
- لا أهمية لذلك ... نحن لا نضايقهم أبدا . ولا نبخل عليهم بشيء ، وقد فتحنا لهم بيتا ووضعنا كل ما فيه تحت تصرفهم . وقابلوا حسن معاملتنا بمعاملة أفضل
- إنهم جماعة طيبون .
- ستحبهم أكثر حالما تتعرف بهم جيدا .
- هذا ما أرجوه
وبهذا نكون قد كملنا الجزء الرابع .. والجزء الخامس سيكون جزء أفضل انتظروني فيه مع أحداث التقلبات
همووووووسة
لامارا
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى لامارا
البحث عن كل مشاركات لامارا