عرض مشاركة واحدة
قديم 27-02-15, 11:51 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء 5
،
،
المطر ينهمر ...
والسماء غاضبة .
لكن دفء سهرتنا جعلنا ننسى غضب السماء .
كنا نتحلق حول المدفأة ...
وما إن شعت الحرارة في الغرفة ...
حتى ابتعدنا إلى الزوايا ...
نتجاذب مختلف الأحاديث والحكايات .
واستطعت أن أحظى باهتمام ندى ،
التي تجلس بجانبي ،
وصرنا نتبادل الأحاديث والنظرات .
كانت ندى في البدء حذرة خجولة ،
وما لبث أن انسجمت مع ما أثيره من أسئلة واستفسارات :
- كيف حال المدرسة الأهلية في البلدة ... يا ندى ؟
أجابت :
- لا بأس بها ... ولكن مدارس المدينة أفضل .
- في أي مدارس المدينة كنت تتعلمين ؟
- في مدرسة باحثة البادية .
- وهناك كنت تعيشين ؟
- لا ... أتلقى الدروس فيها ثم أعود إلى الميتم القريب ، لأقضي فيه بقية اليوم .
- ولا تخرجين منه أبدا ؟
- كان محظورا علينا أن نخرج منه إلا للضرورات القصوى .
- إذن كانت حياتكن قاسية فيه .
- أجل... ونتألم كثيرا بعد العودة من المدرسة ، حين نلاحظ زميلاتنا كيف يذهبن إلى منازلهن ليحظين بمختلف أنواع التسلية والرعاية ، ونحن نعود إلى ملجئنا ، لنهتم به ونقوم بجميع أعماله
- هل كانت لك رفيقات كثيرات هناك ؟
- يبلغ عددنا عشرين تقريبا ... واللواتي يتعلمن معي في المدرسة لا يتجاوزن التسع .
- إن وضعنا في مدرستنا يختلف عن وضعكن من بعض النواحي .
- لماذا ؟
- لأن عددنا كثير ، ونبقى دائما معا . ومع ذلك أشعر بشيء من الضجر بعد انصراف الطلاب النهاريين ، إذ لا يسمح لنا بالخروج في هذه الفترة من المدرسة ، ووقت المطالعة لا يكون قد حان . ونقضي ثلاثة أرباع الساعة متنقلين بين أطراف سور المدرسة وحدائقها .
- متى تبدأ مطالعتكم المسائية ؟
- في الخامسة .
- إنه الوقت الذي نبدأ فيه ... وكم تدوم ؟
- تدوم ساعتين ، ثم نذهب لتناول العشاء والاستراحة لمدة ساعة نعود بعدها لنطالع ساعة أخرى ، ويحين موعد النوم .
- ونحن نطالع ساعتين ونصف ، ونتناول العشاء ، ونقوم بالأعمال التي تكفلنا بها المشرفة على الميتم ، حتى ننتهي منها نذهب إلى النوم .
- في أي وقت ؟
- لا يوجد وقت محدد ... ما دام هناك عمل يجب أن نسهر لننجزه .
- لاشك أن حالتكن أصعب من حالتنا بكثير .
- طبعا ... أنتم في مدرسة تدفعون تكاليفها . ونحن يتامى .
وبعد فترة سألت :
- في أي صف أنت يا ندى ؟
- في الصف الثامن ... وأنت ؟
- في الصف العاشر ... و إذا كنت تواجهين أية صعوبات ربما أستطيع مساعدتك .
- شكرا ... لا أريد أن آخذ من وقتك لأنك بحاجة إليه ، كما أن (( سهير )) تساعدني أحيانا .
- يبدو أن كلا منا سيستعين بها ... وقد تطوعت لإعطائي بعض الدروس في اللغة العربية .
- سنفتح مدرستنا هنا .
ضحكنا ... وقالت ندى :
_ أتفضل بيروت على البلدة ؟
- نعم ... و أنت ؟
- وأنا أيضا ، ورغم أن حياتي فيها كانت قاسية جدا أحن إليها .
- تحنين إلى المدرسة أم إلى المدينة .
- للمدرسة و للمدينة .
- حياة المدن أفضل من حياة القرى .
- لكل منها حسناتها .
- القرية في الشتاء لا تطاق ... مطر ... وطين ... وظلام .
- والمدينة ... ضجيج ... وصخب ... وازدحام .
- أتفضلين فصل الصيف في بيروت ؟
- نعم ... باستثناء فترات الحر الشديد إذ نذهب إلى بعض المصايف .
- هل تفكر عائلة عمك في الاستقرار هنا ؟
- لا ...
- لم ؟
- لأن (( سهير )) لا تطيق حياة الريف ، وتسعى لكي تنقل إلى بيروت .
- لعلها محقة في هذا .
- إن مجال المدينة أوسع ، وهي تطمح إلى مستقبل أفضل ، وتستطيع أن تتابع دراستها بسهولة هناك .
- وأنت ... ألا تطمحين إلى عمل ما في المستقبل .
- أنا ! ... مصيري في كفة الأقدار .
- لماذا ؟
- وضعي مختلف عن أوضاع الآخرين . ويمكن أن أكف عن الدراسة في أية لحظة . لأنني أحمل عمي فوق طاقته ، وقد أذهب لمساعدة والدتي في بيروت .
- ربما تحصلين على عمل مناسب إذا تابعت دراستك .
- طريقي شائك و معقد جدا .
شعرت بأسى رهيب ... وصمت ... إلى أن سألت :
- وأنت ماذا تطمح أن تكون ؟
- طبيبا أو ضابطا في الجيش .
- اختيارك جيد .
- أيهما تفضلين ؟
- الطبيب.
- وأنا أميل إلى هذا العمل أكثر ، وإن تعذر الحصول عليه سأختار الطريق الآخر .
- لا أجد مبررا لتعذره ما دمت طالبا مجتهدا ، كما سمعت من أهلك ، وحالتكم المادية تسمح باستمرار دراستك .
- يفضل والدي أن أعمل في التجارة ، وقد يضغط علي لاختيار هذا الطريق ويرفض استمرار تعليمي ، وعندئذ سأختار الجيش .
- لا بأس بعمل التجارة ... ولكن الطب أفضل .
- عندما أنال شهادة الدراسة الثانوية ، أحدد أي مهنة سأختار .
- لا تبدل اختيارك الأول .
- سأحرص عليه
ثم وقف أبو أنور واستأذنا بالانصراف ... وذهبوا جميعا وندى معهم .

.................................................. .................................................. ....

وهكذا قد أكمل معكم هذا الجزء وان شاء الله يكون قد أعجبكم يا رب
وانتظروني في الجزء السادس
هموووووووسة





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس