عرض مشاركة واحدة
قديم 27-02-15, 11:59 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الجزء الـــ 8
،

،
تهدأ اللوعة مع الأيام ...
والافكار تبقى طويلا مشغولة .
تمر الأسابيع ...
وصورة ندى معي دائما .
ندى في قاعة الدرس ...
ندى في المطعم ...
ندى في غرفة المطالعة ...
ندى في السرير .
عيونها السوداء ترمقني ...
شفاها الرقيقة تحدثني ...
جسمها النحيل يتكأ على صدري .

وكانت صورة سهير تطل أحيانا . وتختفي في الوقت المناسب لأقضي مع ندى أمتع اللحظات .
ويسبح الخيال في عوالم عجيبة .. أحاديث ... سهرات ... حفلات ... مشاوير .
تحلو الوحدة ... ويهجرني النوم ... ويلفني شعور عذاب و إن كان ممزوجا بالمرارة .

تسير الأيام ببطئ نحو نهاية العام ...
كأنها عجوز تمشي فوق أرض جليدية .
كنت أدفعها بشدة .

وتأبى إلا أن تستند على عكازها في كل لحظة و تزحف ببطء شديد .

حتى إذا ما اقتربنا من النهاية كان صبري قد نفذ ، وما عدت أحتمل الأيام القليلة الباقية .

وجرت العادة في بلادنا أن ننقطع عن المدرسة قبل الامتحانات الأخيرة بمدة طويلة ، ونذهب إلى منازلنا لنستعد له .

وحدث في هذا العام أن التقت فترة الانقطاع مع العيد الكبير ، في منتصفها تقريبا .

وفي أحد الأيام قل لنادر :
- لقد انتهت المناهج ، ونضيع الوقت عبثا . وأغلب الأساتذة لا يعطونا دروسا ، بل يطلبون منا أن نعيد قراءة الدروس أثناء الحصص ، ومن الافضل أن ننقطع عن المدرسة .
أجاب :
- ولكن الإدارة قد حددت موعد الانقطاع في يوم السبت المقبل .
- دعنا نحاول الحصول على أذن بالانقطاع المبكر .
- لا أظنهم يوافقون .
- ربما يتساهلون معنا
- لا بأس .. ممن سنطلب الأذن ؟
- لنحاول أولا مع المدير بهجت أفندي وإذا فشلنا نقوم بمحاولة أخرى مع المدير .
- أفضل أن أبقى عاما آخر هنا ، ولا أقابل نائب المدير .. أنسيت فظاظته وخشونته ؟
- أخشى إن طلبنا أذنا من المدير و رفض أن تغلق الأبواب في وجهنا .
- البقاء مع الشيطان خير من مقابلة بهجت أفندي ... ولا أطيق رؤية هذا الوجه العابس ذا الخدود الغائرة ، ورأسه الضخم الذي يخالط الشيب شعره . وأتخيل أنه سيحرك شدقيه الواسعين ، ليقول لنا ويده ترتجف و قامته القصيرة تنتفض :
- لن أسمح لكما بالذهاب ... هيا انصرفا من أمامي .
- انا أطلب الأذن منه إذا دخلت معي إلى غرفته .
- بشرط الا اقول أي كلمة .
- سأقول كل شيء .
- و أنت الذي تدخل أولا .
- سأدخل قبلك إن وعدتني بان تتبعني .
- سافعل ذلك .

سرنا باتجاه غرفة بهجت أفندي ، نقدم رجلا ونؤخر الأخرى حتى أصبحنا عند مدخلها ، وكدنا نعود من حيث أتينا ، لكنني تشجعت ، وقرعت الباب ، ثم دخلنا .

كان بهجت أفندي يجلس وراء مكتبه ممسكا ريشة في يده .
رفع بصره إلينا و أغمض عينيه قليلا . اقتربنا منه ، وصرنا على مسافة مناسبة عندئذ سأل بخشونة :

- ماذا تريد يا سمير أنت ونادر ؟
قلت بلهجة مرتجفة :
- نريد أذنا بالسفر .
- إلى أين ؟
- إلى بلدتنا .
- لماذا ؟
- لنقضي أيام العيد مع أهلنا لأنه يبدأ هناك قبل بدئه في المدينة .
ترك طاولته واتجه صوبنا ، وهو يهز يده :
- طلاب كسالى ... طلاب سيئون ... تسيرون على منطق العواطف لتضيعوا أوقاتكم الثمينة . أتظن أني لا أعرف هذه الحيل ؟ ... كنت طالبا مثلكم و أعرف كل شيطناتكم ... هيا ... انصرفا من وجهي .
خرجنا نتدافع ونتعثر بأقدامنا ، وقال نادر :
- كنت أتوقع هذه النتيجة ... يا له من إنسان قاس ... كيف تعاشره زوجته و أولاده ... ولماذا لا يطردونه من البيت ؟
قلت :
- لا تيأس ... بعد قليل ينصرف ، ونحاول مرة ثانية مع المدير .
- لن أحاول مع أحد .
- سأدخل عليه وحدي ، و أطلب أذنا لكلينا .
- هذا شأنك .

انتظرنا إلى وقت الظهر ، وكان من عادة المدير أن يبقى ليشرف على غذائنا . وعندما انصرف بهجت أفندي قصدت غرفة المدير ، ووجدته واقف أمام النافذة ، ينظر إلى الحديقة بعينيه الوديعتين . ولما شعر بوجودي التفت إلي :

- هل تريد شيئا يا سمير .
- أريد أذنا بالذهاب إلى البلدة .
- لماذا ؟
- لأن العيد يبدأ عندنا قبل المدينة ، وأهلي يرغبون في أن أحضر معهم .
- متى تريد الذهاب ؟
- اليوم ... إذا سمحت .
- لا بأس ... مع السلامة .
- سيذهب نادر معي .
- أيريد ذلك أيضا ؟
- نعم .
- حسنا ... ليذهب معك .
- شكرا ... شكرا جزيا لك .
خرجت مسرورا لأزف البشرى إلى نادر ، وحين سأل :
- هل وافق المدير ؟
أجبت :
- نعم
- هيا بنا نجهز أمتعتنا .

وهرعنا إلى المهجع ، حيث ربطت أحزمة محفظتي، التي وضعت فيها جميع أمتعتي منذ الصباح ، استعدادا لمثل هذه لفرصة ، وانتظرت (( نادر )) حتى أكمل إعداد أمتعته ، ثم حملنا محافظنا ... وغادرنا المدرسة

.....................
انتظروني في الجزء التاسع لترون اجمل الاحداث مع سمير وندى

همووووووووسة




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس