عرض مشاركة واحدة
قديم 27-02-15, 07:34 PM   #19

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

.... ندى ....

وبعدين !! ... ضاقت عليا من كل ناحية و اتقفلت بوجهي كل الأبواب .. حاربت يزن وكنت مستعدة أحارب الدنيا كلها لأني كنت متأكدة إننا أصحاب حق .. كنت متأكدة إن أبويا على حق وإنه مستحيل يغلط أو يتورط في شيء يخالف مبادئه الي كبرنا عليها وآمنا فيها !!... بس الآن بعد ما عرفت الحقيقة .. حاسة كأني كنت أمشي في الشارع وفجأة جا أحد وعراني وراح يجري وتركني لوحدي الكل يتفرج ويشوف بدون ما يساعدوني !! .. مو قادرة أصدق إن أبويا الي علمنا الأخلاق وربانا على الخوف من الله ممكن يسوي كذا !! .. يارب فين الحق !! .. كل الأمور مختلطة قدام عيوني .. مو قادرة أصدق الي شفته وفي نفس الوقت مو قادره أكذبه !! راح أتجنن !! .. مين الظالم ومين المظلوم !! ... مين المذنب ومين البريء !! .. مين الصادق ومين الكاذب .. أبويا ولا يزن ؟ .. بس يزن إيش مصلحته في شيء زي كذا .. مستحيل يجازف بشرف أمه بالشكل هذا !! .. وأنا إيش دراني أصلا إن هذه الحرمة الي شفتها أمه !! ... طيب كيف أتأكد ؟ .. كيف أشوف أم يزن الميتة ؟ .. ساعدني يارب عشان ارتاح .. !!



...... يزن ......

خالد أقدر أقول عنه ضميري الي يجلس معايا ويناقشني ويجادلني ... الحق ما يكون حق و ارضى فيه إلا إذا أتفلتر من خلاله .. مع إن سبب خلافاتي الكثيرة معاه هذه الأيام هو إني شايف فيه ضميري الحي الموجع .. قال بنغمة فيها شفقة على ندى وخيبة أمل فيا

: وقلت لها أيوا !!
جاوبته : أيوا !! .. لان هذه الحقيقة !!
: صرت بلا دم !!

قلت له بغضب وانا اقوم من مكاني وألوح له بالسبابة في تهديد
: الزم حدودك

وقف هو الثاني وصار مواجه ليا وقال بعصبية أكبر وتحدي: تحسب إن ما في احد يوقف بوجهك !!
: لا ما حد يقدر يوقف بوجهي ... وإنت عارف !!
: إسمع .. البنت مثل ما دمرتها إنت المسؤول إنك تعالج الوضع
: وكيف إن شاء الله !!
: بالشرع .. هذه زوجتك .. و راح تجي تعيش معاك معززة مكرمة !!
: والله !!
: يا إما تطلقها والآن ... وتفسخ عقد الزواج وتنهي هذه المسخرة !!

طالعت له بابتسامة استفزته وبان هذا الشي في تغير لون وجهه الي احتقن بالاحمر ورجعت جلست على مكتبي وقلت له : وإيش علاقة هذا بالموضوع !!
: خلي البنت تروح في حالها يا أخي ... لا تلعب في حياتها أكثر من كذا !!


بعد فترة تأمل فيه بدأت أضحك بصوت عالي وهو وطلال واقفين مستغربين من الهستيريا المفاجأة الي صابتني .. قلت له : من اول لحظة حكيت لك عنها وانت معجب فيها .. لا يكون تبغاها !!
خالد باشمئزاز : إنت مريض !!

هجمت عليه وشديته من ياقته بتهديد وقلت له :احترم نفسك أحسن لك .. !!

دفني عنه بقوة وقال : إنت مو يزن .. إنت مسخ ما يشرفني اتعامل معاه ...

وطلع من المكتب ... وقبل ما ينطق طلال بحرف طردته هو الثاني .. وأترميت على الكرسي و كل غضب الدنيا داخلي ... وممكن أحرق الكره الأرضية هذه بالي فيها ..



..... ندى .....

حسيت بيدها تضمني بهدوء و صوتها الحنون يقولي

: نفسي اعرف إيش حصل معاكي !!

طالعت فيها .. وأنا منهارة .. محروقة ... مخنوقة ... تعبانة ... ضايعة ... مو عارفة إيش اسوي
قربت مني أكثر ومسحت عن وجهي الدموع وقالت بخوف : إيش حصل يا ندى ,, أبوس يدك اتكلمي !!

اترميت في صدرها وبكيت .. كنت أبكي ابويا الي ضاع مني للمرة الثانية بس هالمرة الألم الي سببه يفوق أول مرة بأضعاف مضاعفة !! .. هذه المرة ضياعه دمرني .. وما اقدر ابوح او انطق بحرف .. ما قدامي غير البكا و السكوت حتى لسناء ما اقدر أبوح.. لو في إنسان أقدر أأمنه على نفسي وسري هو سناء .. بس مو هذا السر .. لأني ما اقدر أفضح أبويا .. و ما اقدر افضح ام يزن أكثر من كذا !! ... بس لغاية متى راح أتعذب !!

سناء بخوف : يزن سوالك شي !! ..

هزيت راسي يعني لا .. وقبل ما تسالني أي سؤال ثاني حطيت يدي على فمها وقلت لها بصوت مجروح مختفي من كثر البكا : لا تسأليني أي شي .. الله يخليكي !!

وتركت نفسي على صدرها ... حاسة إني مثل الطفل الضايع ... البعيد عن حضن أمه ويدور في الناس الي حوله عن وجهها بس مو قادر يلقاه ... غمضت عيوني واستسلمت للتعب الي استوطن جسمي وعقلي .. !!



..... يزن .....

صوت خالد وكلامه .. أمي وهي في أحضان حسن ... بارعة وهي تهمس في أذني برقة " أحبك " ... أم بارعة وهي تبكي على بنتها ... نجوى وهي جالسة على الأرض حاضنة فستان فرحها وتبكي بحرقة .. ندى وحزنها ... كل هذه المشاهد كانت كانت تمر قدامي بسرعة .. تشتتني .. تنسفني وتحولني لمية قطعة .. ترفعني لسابع سما .. وترميني لسابع أرض ... اللؤم والطيبة .. الخير والشر .. الصواب والخطا اجتمعوا كلهم داخلي كل واحد يحارب على جبهة والنتيجة معركة شرسة انا وحدي ضحيتها ... لا ندى واختها كانوا في حساباتي .. ولا أمي ونزواتها كانت ضمن توقعاتي ... ولا حسن النذل تركني في حالي ... كنت متصور إني راح أعيش حياتي بشكل طبيعي لما لقيت بارعة ودق لها قلبي .. القلب الي كان بالنسبة ليا عضو موجود عشان حياتنا تمشي والسلام .. لغاية ما اكتشفت فيسيولوجية ثانية له مع بارعة الي تمنيت أعيش معاها واموت معاها في كنف هذا القلب الي ينبض بالحب !! ..


..... ندى .....

ألوم مين ؟ الميت الي ظلم الحي .. ولا الحي الي فضح الميت ؟ .. جاي يقولي دين ولازم يتسدد ؟ .. أي دين يا يزن ؟ ... دين أبويا أبدا مو من النوع الي يتسدد .. مثل القتيل لانه مستحيل يرجع فالبديل هو الدية .. و الي سواه ابويا في يزن إيش ديته ؟ ... لو فعلا ابويا سوى الي هو قاله وإلي أنا شفته بعيوني إيش ساعتها حيكون العوض المناسب ؟ ليه كل شي صار كذبة ؟ .. الأخلاق .. الصدق .. حتى ذكرياتي مع أبويا صارت رخوه ... مو قادرة أحس بالأمان يضمني و يحتويني بمجرد ما يخطر على بالي ... أحسه صار باهت .. هلامي .. يا الله على مكر الدنيا .. كيف قدرت تحول المظلوم لمظالم ... كل شي صار مقلوب فوق تحت ... طول هذه الفترة كنت اشوف نفسي لوحدي والكل عدوي .. طلع يزن هو الي لوحده وانا اول اعدائه .. صعب أو يمكن مستحيل إننا نتعامل مع حطام إنسان ... بس لازم اخوض هذا المستحيل يا يزن عشان أبويا قبل ما يكون عشانك .. يمكن أقدر أكفر عن أخطاءه ...!!


..... يزن .....

فجأة كل شيء راح .. الكرامة .. الأمن .. الحب كل شي صار حطام .. أنا نفسي صرت حطام ... وتجمعت المصايب ضدي .. امي وفضيحتها .. نجوى وطلاقها وبارعة الي انقتلت بكل أعصاب باردة ... وشغلي ومستقبل عيلتي الي مهدد إنه ينهار في أي لحظة بسبب نزوة أمي الي وثقت في خاين وتزوجته !! .. وفي النهاية مو من حقي اني اسخط .. اني اصير شرير!! .. اني اصير شيطان ولو بشكل مؤقت ... الكائن البشري الضعيف الي داخلي هو الي استجاب لكل هذه الضغوط .. هو الي سخط ... كيف أكون مطالب بالإتزان والعدل وأنا في اشد حالات ضعفي ومسلط على رقبتي أشد أنواع الظلم ؟ خالد وطلال وامي وحتى ندى ندى كلهم عارفين جزء من الي بداخلي ومع هذا ما زلت انا الملام .. ليه ما حد قادر يفهمني .. على بالهم أنا مبسوط بيزن هذا ؟ على بالهم أنا ما تعبت من يزن هذا ؟


.... ندى .....

كم مرة لعنتك بصدري ... كم مرة لمتك؟ ... مين غيري يدري بالي مريت فيه؟ ... يا ترى هم زيي كمان ؟.. آه يا يزن قد إيش إنت وحيد و ماحد حاسس فيك ولا احد فاهمك .. حتى إنت نفسك الحين يمكن جالس تلوم نفسك عشاني .. أنا مو زعلانة منك .. لو قتلتني حتى أنا مسامحتك .. مستعدة أموت بس إنت ترجع قوي ..ما ابغى اشوف أي ضحية من ضحاية أبويا ما ابغى أحس إنه جالس يتعذب الآن بقبره.. عشان خاطري لازم تتحداني وتتحدى كل الناس وتتحدى نفسك ... اهزمها .. اهزم اليأس والضعف فيها وبعدين اتصلح معاها ... أرجوك يا يزن ؟


.... يزن ....

حاولت .. !! وبدأت فعلا اتصالح مع نفسي وطلعت ندى واختها من الثأر الي بيني وبين حسن ... بس ليه رجعت وهديت كل شيء؟ .. ليه قلت لها عن ابوها ؟ .. هل هدفي كان إني أدمرها مثل ما خالد وأسعد يقولوا .. ولا انقذها من ابوها والكذبة الكبيرة الي اسمها "حسن المحترم" مثل ما انا قلت ؟ طيب ليه ما اعطيتها البيت ؟ .. كنت ناوي بس هي رفضت وانا احترمت رفضها .. ما كانت ابغى اجبرها على شيء انا عارف ومتأكد انه راح يأذيها .. عارف إنها راح تشوف ابوها وقذارته في كل ركن بالبيت .. عشان كذا رحمتها لما قالت بتطلع منه ... !!


.... ندى ....

انا ويزن مصيبتنا وحده .. بس عدونا مو واحد .. ابويا هو عدو يزن .. عشان كذا يزن حيظل عدوي الي فاهم المي وحاسس فيه يس الي أنا عارفته إنه راح يزيده ما يخففه .. يزن خلاص الكره دخل قلبه .. وممكن في أي لحظة يقلب عليا وعلى اختي ... هذا السبب الوحيد الي راح يخليني اترك له البيت واطلع .. لازم ابعد أمل عن بطشه .. لازم يختفي من حياتنا واحنا نختفي من حياته .. ما انكر اني تعاطفت معاه .. بس لما تكون أمل في الصورة ولما احس ان في أي نسبة خطر ممكن تلاحقها فبشكل طبيعي عاطفتي كلها تتحول نحو امل .. وما اصير افكر بغيرها .. عشان كذا لازم نترك البيت ونسكن في مكان هو ما يعرفه .. رحت فتحت الدولاب وطلعت منه صندوق كنت متعودة اجمع فيه أي مبلغ يطيح بيدي .. كان فيه 8 الاف ريال !! .. هذا كل الي نملكه في هذه الدنيا .. ايش ممكن اسوي بهذا المبلغ ؟


..... يزن .....

فين راح تروح هي واختها ؟ وهي ما زالت زوجتي سواء جلست في البيت ولا راحت لسابع ارض .. ايش لازم اسوي ؟ أطلقها عشان تشوف حياتها ؟ ودي .. والله ودي بس في شي خفي يمنعني .. حاسس إنه هذا تصرف غلط ... حاسس إنه المفروض ما أطلقها !! .. طيب وبعدين البنت أكيد راح تنخطب ولما تجي تتزوج راح تعرف الحقيقة !! ... ومين الي راح يتزوجها .. مين غيره محمد جارهم انا حاسس إن عينه عليها من اول مرة شفته فيا ببيتهم .. واكيد لما حيشوفها هي واختها بدون بيت راح يستغل الموقف ويسوي فيها شهم و يتزوجها !! يخسى ما أخلي واحد زيه يقرب منها ... ليه ؟ .. إيش بينك وبينه يا يزن ؟؟ وإيش تعني لك ندى أصلا ؟ ولا شي بس ما حبيته من اللحظة الي شفته فيها ... أجل قلها على الحقيقة وخليها تعيش في بيتك معززة مكرمة هي واختها .. لا هذا المستحيل بعينه .. لا يمكن أعيش انا وبنت حسن تحت سقف واحد !!



..... ندى .....

البيت ماهو المكان الي نسكنه .. البيت هو إحساسنا بالأمان .. بالراحة والسكينة .. و عشان كذا ما صار المكان الي انا وأمل ساكنينه بيت من وجهة نظري .. صار كذبة كبيرة واحنا صدقناها .. بس خلاص الكذبة هذه لازم تنتهي واليوم قررت إني أفتح الموضوع مع أبو محمد وأطلب منه يدور لنا على بيت إجار نسكن فيه ..

أبو محمد : ايش الي خلاكي تتأكدي إن البيت ليزن ؟
جاوبته : انت عارف اني مستحيل اضيع حقي وحق أمل .. صح ولا لا ؟
: أكيد
: اجل لازم تعرف إني ما تركت له البيت غير لما تأكدت انه من حقه .. واننا مالنا فيه شيء !!
: ومو من حقنا نفهم احنا كمان ولا خلاص ما عاد لنا لزوم ؟

كان هذا محمد .. وجعتني النبرة الي تكلم فيها .. فيها كثير من الحزن وخيبة الأمل .. في النهاية هذا محمد .. اخويا الي كل ما التفتت لقيته بظهري يدافع عني ومستعد يتحدى الدنيا كلها عشاني !! .. جاوبته
: انت عارف اني مستحيل استغنى عنكم يا محمد !!
: والله انتي استغنيتي من زمان !!

وتركنا وطلع .ا

جاني صوت ابو محمد : ما عليكي منه يا ندى .. المهم في كم بيت حولنا .. انتي شوفيها وقرري ايش المناسب ..
جاوبتنه : أهم شي ما يتعدى إيجارها ال1500 ريال ..
:اغلبها في هذه الحدود .. بس من فين راح تدفعوا الإيجار كل شهر ؟
: الله ما ينسى أحد ..

بعد ما أتفقت أنا وأبو محمد على كل شيء ما هان عليا أرجع البيت بدون ما أراضي مع محمد الي طلع من المجلس زعلان .. طلبت من سناء تناديه .. كنت لسى واقفة في صالة بيتهم .. جا ووقف بدون ما يرفع عيونه فيا .. ولما طال سكوته قلت بعتب
: يا ساتر لهذه الدرجة كارهني !!

اخيرا طالعني بنظرات فيها حاجات كثير وعاطفة كبيرة انا ما استحقها .. رجعت كررت سؤالي : تكرهني يا محمد !!
جاوبني بزعل واضح : مو خلصتي الي جابك !! .. يلا توكلي على بيتكم ..
: ما حطلع لغاية ما تجاوبني !! ..
: ندى مو فايقلك ونفسي واصلة لخشمي .. فارقي بالطيب

سناء بهمس وهي تسحبني من ذراعي : خلينا نطلع قبل ما يفصل علينا

طنشتها ورجعت كررت السؤال : تكرهني !!
: اللهم طولك ياروح .. لا !!

قالها بصوت عالي وهو حاطط عينه في عيني .. أنا ابتسمت براحة .. ما يحتاج اسوي أي مجهود عشان محمد يعرف اذا كنت اضحك او لا .. اظن حتى لو هو مغمض يقدر يعرف .. قلت له

: الحمد لله .. كذا ارتحت
:!! بس انا ما ارتحت ...

قالها بصوت أعلى و بعصبية وأكبر

وقرب مني أكثر وكمل : ما راح ارتاح لغاية ما اقلك الحقيقة .
: أي حقيقة !!
: إني أحبك !!

انصدمت .. غير ان الكلمة صادمة في حد ذاتها إلا إن صدمتي بمحمد اكبر .. محمد ابدا مو من هذا النوع .. رجع قال : سمعتي !! .. انا احبك .. احبك !! ..
سناء : محمد اتجننت !!
: ليه ... ما كنتي تدري اني احبها .. امي ما تدري .. ابويا ما يدري !! ... الحارة كلها ما تدري !! .. ترى الكل يدري !!

بعدين التفت لي وكمل : حتى هي تدري .. بس تسوي نفسها غبية .. عجبتها لعبة " بدون كلام " الي لعبناها من سنين .. ولسى جالسين نلعبها لغاية الان .. بس خلاص انا تعبت وهذه اللعبة السخيفة لازم تنتهي ... ايوا احبك .. سمعتي .. احبك !!

وقبل ما استوعب كمية المشاعر المختلطة الي رماني فيها محمد مرة وحدة اداني ظهره و قال : سناء انا طالع .. لو احتجتوا شي دقوا عليا
: لا تطلع يا محمد

قلتها بدون تفكير و بترجي .. ما ادري ليه قلتها .. يمكن كنت خايفة عليه لا يطلع بهذه الحالة الي هو فيها بسببي .. أو خايفة على نفسي لا يطلع ويتركني بهذه الحالة !!

قربت منه لغاية ما صرت مواجهته وسألته : طيب ليه حاسة ودك تذبحني !!
طالعني بنظرات حادة وتخوف لدرجة اني تراجعت ورى وخفت لا يجيني منه كف .. هو كمل : لان هذه الحقيقة .. ابغى أذبحك .. أبغى اذبح حبك داخلي وادفنه في مكان وانساه عشان لا أرجع و ابكي عليه واتعذب !!
: ليه ما قلت واتكلمت طول هذه المدة !!
ابتسم ابتسامة ساخرة وقال : انتي عارفة يا ندى بدون مصارحة .. وبعدين انتي لسى ما عرفتيني ؟ ! .. وما تعرفي اني مستحيل اقلك هذه الكلمة إلا في الحلال .. كنت مستني تصيري زوجتي ..
: اجل ليه قلتها الآن !!
: خفت أسكت اكثر من كذا و اضيعك من يدي .. !!
: بس يا محمد ..
قاطعني : بلا بس بلا بطيخ .. اسمعي يا ندى انا قلت لك كل الي عندي .. والي يريحك يريحني .. بس افهمي شي واحد
: ايش !!
طالعني وعيونه مليانة حب وقال بنبرة لينة هذه المرة : إذا ما صار النصيب فانا محمد أخوكي .. ودايما حكون بجمبك .. ومستحيل اتخلى عنك !!

واختفى من قدامي .. !!



.... يزن ....

اشهر طويلة عدت .. ولسى ما تغير شيء .. البيت غرقان في الظلام ..أصلا الدنيا كلها غرقت في الظلام بعد موت بارعة .. ريحة الموت لسى ما فارقت المكان .. ولا صورة بارعة راضية تطلع من عقلي .. ما عمري تصورت ولا خطر على بالي إني حوقف في نفس المكان الي تعودت أوقف فيه وبارعة تكون فوق في غرفتها و نجلس نتكلم طول الليل ... كان هذا المكان بالنسبة ليا هو جنتي .. عمري ما تخيلت إني حوقف فيه لوحدي بدون بارعة !! .. بارعة الي دخلت حياتي بدون مقدمات وطلعت عنها بنفس الطريقة .. قبل ما اعرفها كنت رجل ما يعرف الا المشاريع والصفقات و النجاح والربح .. كنت ولد العائلة المثالي الي كل همه يحافظ على اسم عائلته وشغلهم .. هي الوحيدة الي شافت ورى برودي وقسوتي إنسان يعرف يحس ويحب ويحتاج ينحب .. اول ما اشتغلت سكرتيرة عندي تصورت إنها راح تكون زيها زي أي انسان اشتغل عندي !! ... ما كنت ادري انها راح تكون شي مهم في حياتي .. إلا كل حياتي .. !!

فجأة نور بيت بارعة كله .. طلعت من افكاري وانا مستغرب لان امها تركت البيت وراحت تعيش عند اخوها بالرياض .. نزلت من السيارة ورحت أشوف مين الي اقتحم البيت .. !!



.... ندى ....

ليه خايفة ... ليه مترددة في موضوع محمد !! ... اليوم كان صريح معايا وقال شيء عمري ما اتخيلت انه حيقوله .. انا من جد غبية ؟ ... معلقة حياتي .. وحابسة روحي داخل لوحة مالها أي معنى .. قفلت قلبي بمفتاح ورميته في عرض البحر ووقفت استنى احد يطلع منه وهو شايل مفتاحي في يده !! ... عشان وهم جالسة اخسر قلب يحبني ومتأكدة انه راح سوي أي شيء عشاني .. ليه ما فكرت انه لو حصل المستحيل وظهر صاحب اللوحة .. حيكون في احتمال كبير إني ما احبه ولا أتقبله حتى !! ... بعد الي قاله محمد لازم افكر بطريقة مختلفة .. هذه المرة انا سمعت في صوته وشفت في عيونه شيء عمري ما حسيته ..

: الله يجمعكم عن قريب يا رب !!

كانت هذه سناء .. دخلت عليا وأنا حاضنة اللوحة وأتأملها .. طالعتها بحيرة وسالتها : تتوقعي ممكن هذا الشي يحصل !!
: ما في شيء بعيد عن ربنا
: بس انا ما أبغى أستناه !!
: أجل !!

غمضت عيوني بتعب ... حاسة ان ضايعة ... مع إنه وهم بس هذا حلم عشت فترة طويلة وانا انام واقوم وهو معلق قدام عيوني .. كوني اتنازل عنه فأنا اضيع جزء كبير من تاريخي وحياتي وأحلامي .. وايش يعني إذا حياتي هذه كلها من بدايتها لنهايتها كذبة !! ..

تنهدت وقلت لها : انا موافقة على محمد ..!!

ابتسمت ابتسامة واسعة وجات جلست جمبي وقالت بحنان : انتي ما تبغيه .. انتي بس اتأثرتي بالي قاله !!
: بس انا من جد أبغاه !!
: اسمعيني يا ندى .. حتى انا انصدمت من كلام محمد اليوم .. انا عارفة انه يحبك .. بس محمد اخويا خجول .. مثل ما يقولوا محبكها شويتين .. يعني عنده حدود معينة ما يقدر يتخطاها .. كونه اليوم اتخطى هذه الحدود فهذا لأنه من جد يبغاكي ولا يبغى يضيعك من يده بس في شيء مهم لازم تفهميه
: إيش هو !!
: إنتي ما تحبي محمد .. تحبي شخص ثاني ..
: شخص ماله وجود !!
: حتى ولو!! .. أنا ما ارضى إن أخويا يعيش مع وحدة ما تحبه ولا تبغاه .. !!
: يمكن انا ما احب محمد مثل ماهو يحبني ... بس أنا عارفة إني راح اسوي كل شيء عشان احبه واسعده وهذا الي خلاني أقلك إني موافقة عليه .. !!
: من قلبك هذا الكلام !!
: أكيد .. انتي عارفة اني مستحيل أأذي محمد !!
: و صاحب اللوحة هذه ؟


قمت من مكاني وسحبتها معايا ودخلنا المطبخ ... مسكت اللوحة و حرقتها قدامها ... مو سناء لوحدها الي انصدمت .. انا انصدمت من نفسي ... وحاسة إن قلبي كان يحترق زي هذه اللوحة ... أنا كذا محيت كل أثر لأمل وحلم عشت عليه سنين طويلة .. خلاص لازم أكمل حياتي لان الدنيا مستحيل توقف بسبب لوحة !!



.... يزن ....

حطت كاسة الشاهي قدامي وجلست على كنبة مقابلة ليا .. كنت أتأملها ... كاني غبت عنها سنين مو كم شهر ... العجز واضح في ملامح وجهها .. واللمعان الحلو الي كنت اشوفه بعيونها انطفى .. وظهرها انحنى فجأة ... حتى صوتها كأنه جاي من عالم الأموات .... فاضي مافيه الحنان والرحمة الي كنت أحسهم كل ما سمعتها تتكلم .. كانت تتطالعني وهي ساكتة وعلى وجهها شبح ابتسامة شاحبة .. أم بارعة عارفة بقصة الحب الي كنا عايشينها .. وباركت هذا الحب .. وكنا ناوين نتزوج إلا إن القدر كان له حسابات ثانية وحرمنا كلنا من بارعة ..

: كيفك يا يزن !!
: الحمد لله .. ما كنت عارف إنك رجعتي من الرياض !!
: أيوا من شهرين ..

حسيت بخجل من نفسي ... ام بارعة هنا من شهرين وأنا دوبي جاي أزورها .. ولولا الصدفة كمان ما كنت عرفت ... كأنها سمعت الي قلته لنفسي .. قالت

: أنا عارفة مشاغلك يا ولدي الله يعينك !!
: مو ناقصك شي يا امي !!
: الحمد لله .. مو ناقصني إلا سلامتك !!
: في احد معاكي بالبيت !!
: ولدي ساكن في عمارة جمبنا جاه نقل لجده .. قلت اجي اعيش ببيتي و ميسر الله يحفظه لنفسه .. كل يومين يزورني ويتطمن عليا .

اتلبستني كل الشياطين وانا اسمعها تجيب سيرته . هذا إيش يبغى !! ... ما تركنا في حالنا وهي حية وما يبغى ينزاح من طريقنا حتى بعد ما ماتت !! ..



... ميسر ...

جاني صوتها الناعم : أستاذ ميسر !!
التفتت لصاحبة الصوت شفت قدامي بنت في قمة الجمال والرقة ... وابتسامتها الناعمة تخلي الواحد غصب عنه يبتسم ..
: نعم !!
: أنا بارعة .. سكرتيرة أستاذ يزن ..

معقولة هذه السكرتيرة الي دايما يزن يتكلم عنها ... هذه الي مشت مكتبه على العجين ما يتلخبط ؟ .. بس هذه مرة صغيرة ... يا بختك يا يزن كل يوم تتصبح في هذا الوجه الملائكي ..
مشيت معاها مأخوذ بحضورها .. مرحها و الطاقة الرهيبة الي عندها .. غصب عنك تجذبك لها ... وأخيرا بدأت المقابلة مع يزن ... كنت مركز معاهم ابغى افهم هل يزن مهتم فيها بشكل شخصي ولا بس يعتبرها مجرد سكرتيرة !! ... يومها أتأكدت ان يزن ما يشوف في بارعة إلا سكرتيرة شاطرة ... وقتها سمحت لنفسي إني افكر فيها .. ومن بعدها تكررت زيارتي ليزن بمكتبه .. وصارت علاقة صداقة تجمعني ببارعة .. والصداقة تحولت لحب من طرفي .. لا عشان ما أكون كذاب .. أنا حبيت بارعة من اول لحظة شفتها فيها ... ما استنيت كثير ..صارحتها !! .. بس هي صدتني بلباقة .. أعطيت نفسي الحق إني اسألها لو في انسان بحياتها جاوبتني انها فعلا تحب .. بس حب من طرف واحد .. ما كان يحتاج لها ذكاء .. كان يزن ... نظراتها تتغير في وجوده .. وابتسامتها البريئة تزيد جمال وعذوبه في حضوره ... الي كان آلمني إن يزن ما كان حاسس بوجدها وبحبها له .. قلت لها !! بس هي أصرت على حبها الصامت .. وأنا كمان فضلت محتفظ بحبها على أمل إنها تترك حبها ليزن الي مافيه أمل وترجع لي .. ما قدرت امنع نفسي من حبها ... بس يزن خيب ظني وحس بالملاك الحارس الي مستعده تفديه بروحها .. باركت هذا الحب .. بس يزن ما بارك وجودي .. خصوصا انه حس بوجود مشاعر داخلي اتجاه بارعة .. ومن وقتها وعلاقتنا بدأت تفتر .. مع إني حاولت أحافظ على صداقتنا .. بس الجفا الي يزن صار يعاملني فيه وصل صداقتنا الي عمرها أكثر من 20 سنة إلى طريق مسدود وانتهت صداقتنا .. !!


يتبع


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس