عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-15, 09:41 PM   #5581

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 1


الفصل الخامس عشر


لحظات مسروقة

دخل كرم المنزل حوالي الساعة الخامسة مساءاً يتصبب عرقاً وتوجّه مباشرة حيث يتوقع زوجته أن تكون، رآها تكدّس مع سراب بعض العلب والأغراض التي قد تلزمهم الليلة في أكياس مقوية واسعة وتصفها فوق طاولة المطبخ حتى لا ينسوا منها شيئاً
سلّم عليهن بإرهاق وتوجّه لهنّ بالسؤال: شو لسّة ما جهزتو؟ وين الشباب؟
أجابته سراب وقد لاحظت صمت غزل: يوسف من شوي وصل قال راح ياخد دوش وغفوة قصيرة لحتى يوصل معتز لأنه راح يطلع هو وعمر معاه أما السيد عمر راح عالحلّاق يزبط حالو حيث إنّو هاي الطلعة قائمة على شرفه
ناظر كرم زوجته النائية عنه بطرفها كما إعتادت أن تفعل الأيام الثلاثة الماضية وقال: وأنتو؟
قالت سراب: أنا بالنسبة إلي جاهزة بس عم بستنى أحمد يروّح وأول ما يوصل ويغير أواعيه راح نلحقكم على طول
هذه المرة قرر مخاطبتها مباشرة وقد ضاق ذرعا بتجاهلها له: وأنت غزل ليش بعدك ما جهزت؟
تنحنحت غزل وقد دسّت رأسها في أحد الخزائن تبحث عن لا شئ وأجابت بمواربة: هاي تقريبا جهزت كلّ الأغراض
قالت جملتها بينما تحاول العبور من جانبه لخارج المطبخ متحصنة بوجود سراب بينهم، لكنه كرم من لا يعير لأحد إعتباراً إلا إن أراد بنفسه فما بالك إن كان هذا الأحد هو سراب... فقط!!
أمسك بمرفقها ما إن أصبحت بقربه يوقفها وقال: بس أنا ما عم بسألك عن الاغراض، أنا عم بسأل عنك إنت ليش بعدك ما جهزتِ!
إبتلعت غزل ريقها ولا زالت فارّة بعينيها عنه: أنا مو رايحة معكم
فتح كرم كلا عينيه على وسعهما وقال بينما يده تشتدّ تلقائيا على ذراعها: نعمممم!! وليش ما بدك تروحي معنا؟
حاولت غزل أن تسحب ذراعها منه بوهن وهي تقول: ما بصير ماما تبقى بالبيت لوحدها
تدخلت سراب والتي كانت قد أصبحت على باب المطبخ تقريباً تود الخروج منه فلا تتطفل عليهما: بس ماما هلأ شوي وراح توصل لحتى تقعد مع خالتو
حدجتها غزل بنظرة عتاب وسخط ولكن وقبل أن تفتح فمها بأي ردّ كانت أم أحمد تدخل المطبخ وتقول وقد سمعت ما يتناقشان حوله: وأخوي أبو معتز ومرتو كمان جايين بعد شوي مع معتز وراح يبقوا عندي
عندها أفلت كرم ذراعها وقال لها قاطعاً عليها إعتراضا تكاد تنطقه وقال: أنا طالع فوق أتحمم وأجهز حالي، معاكي ربع ساعة بالكتير وبتكوني جاهزة... ومن دون كتر حكي ونقاشات عقيمة يا غزل
لتكمل أمها مجهزة عليها: يلا إسمعي كلام جوزك.. إتركي اللي بإيدك وإطلعي إتجهزي ولا تنسي وإنت طالعة تلملمي غراضك وأواعيكي من غرفتي وتطلعيها فوق معاكي
توقفت نبضات قلب غزل وطبقة شفافة من الدموع غطت خضرة عينيها وإعتراض آخر يوشك معانقة شفتيها لولا مقاطعة أمها للمرة الثانية لتحثها بغمزة موحية تريد بها تذكيرها بشئ بعينه: بسرعة الله يرضى عليك
توجه كرم نحو السلالم بقلب هادر رغم جمود ملامحه بينما توجهت هي حيث غرفة خالتها تلملم ما تناثر فيها من بعض أغراضها الشخصية بينما تستعيد في عقلها حواراً سابقاً أجرته ووالدتها اليوم صباحا
كانت غزل ومنذ ذلك اليوم الذي تتمنى مراراً وتكراراً أن يمحي من رزنامة عمرها مقيمة في الأسفل لدى أهلها، تقبّل الجميع تواجدها بصمت، معزين الأمر لغضبها منه وقد أحضر إحدى صديقاته السابقات بكل صلف لتتعرف عليها، وخاصة وقد لاحظوا جميعاً طريقة مغادرتها الغاضبة في ذلك اليوم
حتى هو صمت وقد كانت ممتنة لذلك رغم جرح كان يغور في داخلها يخبرها بأنها قد نجحت أخيراً بالتخلص منه وقد أثارت إشمئزازه منها من جديد، لكنّ الحقيقة أنّه قد قدّر حاجتها للإبتعاد قليلاً، فهو عندما لحق بها يومها بعد أن إستيقظ بعد ما يقارب الساعة، وجدها منحنية على أربع في غرفة ضيوف بيت أهله ترهق نفسها... فعقلها، منغمسة في تنظيف قاس لسجاد لا يحتاج حالياً حتى للكنس لشدة نظافته وحين شعرت به يقترب منها قليلاً يريد التحدث إليها لم تلتفت حتى إليه إنما رجته بصوت مرتجف بالكاد كان يسمع: روح... الله يخليك روح من هون
إقترب منها خطوة أخرى: بس يا غزل
فهزت رأسها بهستيرية: لاتقرب... لاتقرب... إتركني ولا تقرب... من شان الله إتركني
فرك وجهه بكلا يديه وتنهد من العمق قبل أن يقول: أوكي يا غزل.. أوكي زي ما بدك راح أتركك كم ساعة تهدي وبعدين بنحكي
أجابته بذات الهيئة اليائسة: ما راح نحكي
توقف هنيهة وهزّ رأسه بمداراة لم ترها، وما إن همّ بالخروج حتى نادته فتجمّد حيث هو: كرم!! أنا راح أضلّ هون
هزّ رأسه بموافقة أخرى قبل أن يسمع ما أوقف أنفاسه: على طول!!
توقف جامداً لدقيقة كاملة قبل أن يقول بفكين مطبقين: غزل... لا تختبري صبري ترى صبري قليل وشياطيني يا دوب قادر أسيطر عليهم وما بعرف حتى لمتى
وخرج تاركاً إيّاها ولم يعاود قول شيء من وقتها وحتى الآن وإنما إكتفى بمراقبتها صامت الفاه فيما عيناه لم تتوقفا عن الترقب والعتاب
لكن اليوم صباحاً يبدو أنّ صبر أمها قد نفذ فسألتها صراحة أن متى تنوي الرجوع إلى بيتها، وبوجه باسم وقلب واجف أجابتها: ليش هاد مو بيتي
أجابتها خالتها بحزم: لأ مو بيتك.. البنت بمجرد ما بتتزوج بيت زوجها بس هو اللي بيكون بيتها
قالت غزل بمرارة: على هالحكي المفروض إلي أربع سنين مستقرة ببيت زوجي
تنهدت الأم وقالت: الوضع هلأ تغير
بجمود أجابتها: ما تغير شي... أنا طلعت فوق كرمال بابا وبابا خلص الله يرحمو لشو أرجع هناك
أجابتها أمها بحنان: إرجعي عشانك
همست غزل باستغراب: عشاني
هزت أم أحمد رأسها وإبتسامة رؤوم ترتسم على وجهها زادت من حزن وجهها سحراً: عشانك!! لحتى تعيشي حياتك... تنسي الماضي واتابعي حياتك... تحبي وتنحبي... يصير عندك بيت وأسرة... وولاد!
كانت غزل تهزّ رأسها برفض ودموعها تنزل على وجهها مدراراً، أشارت بيدها على صدرها بينما تشهق وتقول: أنا... أنا يا ماما.. أنا بدي أنسى.. أنا بدي أتابع حياتي.. أنا بدي أحب وأنحب أنا!! أنا متت هديك الليلة يا ماما متت!!
أمسكتها أمها من كلا ذراعيها تهزها بحزم وقلبها بتقطع على إبنتها... الأمانة التي تركتها لها أختها وهي فشلت في المحافظة عليها ولكنها على الأقل ستحاول أن توجهها لطريق الراحة وربما السعادة: لأ ما متّي.. وهيّك قدامي بتتنفسي وبتحكي وتبكي... أنت ما متّي يا غزل... الله إبتلاكي صحيح لكن كمان الله فاتحلك باب فرج واسع لا تسكري بوجه حالك... كرم إبن عمك وزوجك وبحبك ورايدك... متل ما إنت قبلان فيكي
إستمرت شهقات غزل وهي تهمس برفض حادّ: بحبني!! إبن عمي وقبلان!! وين كان الحب والقبول... ووييي..
أسكتتها أمها تقول لها بعطف: يا ماما كرم بحبك والله العظيم بحبك وإلّا ما كان اتمسك فيكي هيك.. شوفي كيف ضايع هالكم يوم لأنك مقاطعتيتيه... كرم غلط من أربع سنين بس هو كمان اللي صار فيه مو قليل... يعني من جهة بنت عمّو واللي صار فيها ومن جهة إتهام الكلّ لإلو بعملة قذرة زي هيك...
توقفت دموع غزل بشكل لا إرادي وشعور عارم بالذنب يكتسح قلبها والعينين، إستغلت أمها اللحظة وحضنتها قائلة: أعطيه فرصة ماما وأعطي كمان لنفسك فرصة... لمتى بدّك تضلّي عايشة هيك... أنا اليوم عندك بس بكرة تحت التراب... وإنت أولاً وأخيراً مرتو ولا تنسي... هجر الزوج وعصيانو عقابو كبيييييير عند ربنا... صحيح كرم مطول بالو عليكي لكنّه من جوّا بيحترق وأنا حاسة هالشي و أنا ما سكتلك هالكم يوم اللي فاتو إلا لأنه كان بدّو إيّاها قرصة هالأدن على عملتو السودة بس خلص بكفيه حرام...
ضحكت الأم بينما تطبطب على خدّ إبنتها بحنان وتقول: قرّبت ريحة حرقة قلبو تعبّيلنا البيت كللو
هدأت شهقات غزل لا إراديا بينما تتخلل كلمات أمها عقلها تزاحم غيرها من المتخبط من الأفكار فتزداد تخبطاً


يتبع
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................................



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:36 AM
bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس