عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-15, 09:43 PM   #5582

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2

<b>


بجبين متغضن وقلب مكتوم دخل كرم شقته الباردة... برودة تتناقض وشدة حرارة الجو الخانقة في الخارج، وكأنها تكاتفت مع غزله في قرار صارم بالنبذ والهجران إذ كلّما دخلها شعر بها تلفظه خارجاً بوحشتها فينزل إلى حيث هي... حيث لا تغيب عن عينيه وإن فعلت... فتبقى أطيافها تلوح لروحه بذكر لها أو عبق دافء لرائحتها الناعمة كهي
ما إن خطى داخل الغرفة حتى خلع عنه قميصه رامياً إياه بعشوائية حانقة على الأرض وكأنه ينتقم منها بفعل يعرف حقّ المعرفة كم سيضايق هوسها في النظام والترتيب فهي وإن كانت تبيت في الأيام الماضية في الأسفل إلا أنه يعلم تماماً أنها تنتهز فرص خروجه من المنزل كي تصعد وترتب الشقة
"أنا مو رايحة معكم" كيف نطقتها وهو الذي ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر منذ أيّام، فلقد تقرّر أن يذهبوا الليلة إلى إحدى الإستراحات في منطقة البحر الميت هم وأولاد خالهم وعمتهم كإحتفال بنجاح عمر بالثانوية العامة بتفوق حيث يسعدوه ويروّحوا عن أنفسهم دون التعدي على حرمة حزنهم على ميتهم
البخار الكثيف في الحمام كان دليلاً واضحاً على شدّة سخونة الماء التي كانت تضرب جسده الضخم... هكذا أرادها... فمن جهة قد تساعد في إرتخاء عضلاته المتشنجة، ومن جهة أخرى قد تلهيه بلسعاتها الحارقة على بشرته عن ذلك الإحتراق الذي يتآكله في يسار صدره على تلك الحبيبة... إبنة عمه... وزوجته، لكنّ كلّ محاولاته للإسترخاء قد منيت بالفشل فكيف لا والأفكار والظنّون تكاد تفتك بعقله لشدّة ما تتخبط داخله وكلّها تدور وتتمحور حول إسم واحد... عماد!
كلّ الإشارات والدلائل تقول أنّ عماد هو من فعلها، لقد تذكّر بوضوح أنّه غادر الزفاف ليلتها بحجة واهية لم يعد يذكرها، كما وأنّ إختفائه بتلك الفترة وحتى الآن لمكان لا يعلمه إلّا الله يزيد من شكوكه درجات
لكن إن كان يحبها وفعل ما فعل حتى يجبرهم على تزويجها إيّاه كما جرت العادة لم هرب إذاً ولم يعترف بجريمته؟ أم تراه خشي على حياته من ردّة فعلهم العنيفة وقرّر تأجيل المواجهة حتى تخف ثورتهم وتهدأ أعصابهم؟ كلّها أسئلة لن يستطيع إجابتها إلا عماد نفسه ولكي يحدث هذا عليه أن يجده أولا وهذا ما بدأ به فعلاً... البحث عنه!!
لكن لماذا هرب حقاً؟ هل سافر خائفاً على نفسه من إنتقامهم أم أنّه فعلاً لم يتقبل فكرة زواجها من غيره كما تظن والدته " ويا حسرة قلبي عليه إبني ... قبل ما يصحّ من مرضو... لقى خالو مفضّل إبنو عليه من دون حتى ما يبرر أو يعتذر"... الحقير الغبي... وكأنه كان ليسمح له أن يحصل عليها بأي حال من الأحوال... إن كان دخل من الباب أم من الشباك... غزل له.. له وحده... ولطالما كانت له!!
خرج كرم من حوض الإستحمام ووقف لثوان أمام المرآة المغبشة وكلمات عمته التي قذفت حبيبته بها تطعن قلبه وكرامته بخناجرها المسمومة... " ما يكون فكرتوني صدقت موضوع إنها ما رضيت تسافر معاك ولهيك تركتها... عروس... ما إلها تلات أيام على ذمتك... لأربع سنين!!!"
كلماته المعنفة الهادرة التي ألقاها على عمته قبل أن يغادر منزلها لم تشف غليله أبداً رغم قسوتها " عمتي!!! لهون وبسسس كل الكلام اللي حكيتيه سكتلك عليه تقديراً لحالتك ووضعك النفسي بس كلمة كمان زيادة على غزل راح أضطر أنسى عمرك وأنسى إنك عمتي... غزل خط أحمر... والتلميحات هاي إسمها قذف بتعرفي شو يعني قذف عمتي؟ عندك بنات خافي الله فيهم... ويكون بمعلومك سفري لأميركا كان نقاصة فيي أنا مش في... بنت أخوكي!!"
لكن ما يذبحه حقاً أنّه إن كان أسكتها مرغمة وقتها فكيف سيسكت الباقين... وهم كثيرين.. لقد فضحت إبنة عمك بدلا من أن تسترها يا كرم من أجل رجولتك الأنانية الفارغة، فما الذي قد تفعله ويعوضها عن ما جلبته لها من قذف وطعن بالشرف!!
ما إن خرج كرم من باب الحمام حتى تسمّر مكانه بإنتفاضة داخلية كمن صعق بعصا كهربائية عالية الفولتات حيث وجد من تشغل عقله وقلبه وكيانه وكلّه أمامه تحمل في يديها بعض الملابس تحاول الخروج من الغرفة بسرعة قبل أن يراها، لكنّها ما إن أحسّت بوجوده حتى تلكأت خطواتها بتردد وحيرة وكأنها تجهل كيف عليها أن تتعامل معه في هذه اللحظة أو ماذا عليها أن تقول، لكن كل هذه الحيرة طارت أدراج الرياح ما إن لمحته شبه عار إلا من منشفة لا تصل حتى لركبتيه، ما إن أحسّ بنيتها المتعجلة للمغادرة حتى بادرها بالقول المعاتب بحنان: هيك يا غزل بدّك تتركيني أروح اليوم لحالي
إرتباك طفيف غزى ملامحها: بس أنت مو رايح لحالك كلهم رايحين معاك
إقترب منها بخطوة قبل أن يقول بتأكيد متحمس قوي: إنتِ كلهم!!
رفعت غزل رأسها الذي كانت تطئطئه هاربة بعينيها من شكله المخجل بإستغراب ونظرت له بتساؤل وعدم فهم ليؤكّد قائلاً: إنت عندي كلهم يا غزل... اللمّة هاي كلّها أنا عاملها عشانك... الطلعة كلّها مرتبلها لعيونك إنت...
أمالت غزل رأسها جانباً بعدم إقتناع وهمست بصوت متحشرج: الطلعة اليوم عشان عمر
ضحك كرم بخفة وإقترب خطوة أخرى لا تكاد ترى وقال: عمر كان ممكن أحتفل فيه بأي طريقة تانية زي إني أعزمو هو وأصحابو على أي منتجع حلو يقضي فيه يومين حلوين أو حتى أحجزلو رحلة سياحية على شرم ولا لبنان وهيك أكييييد راح بنبسط أكتر وأكتر
نظرت له بعينيها البريئتين ولمعة شفافة تتألق بهما فتكاد تحرق ببصيص نورها بعضاً من أوجاع روحه وسألته بهمس: وليش ما عملت هيك؟!!
أجابها ضاحكاً بصوت به بعض من إرتعاش: عشان اللي حزنت على عمر لما قلنا ما بصير نعمللو حفلة وقالت "حراام عمر"... عشان اللي حابسة حالها بين أربع حيطان وما بتروح إلا عالجامعة... تغير جو وتنبسط... عشان اللي تاركتني بالبيت قاعد لحالي ببكي على أطلالها ترجعلي... عشان اللي زعلانة مني وحاقدة عليّ تسامحني وترضى عليّ...
عندها نظر كرم لعينيها بعينين بملأهما الندم والأسف وهمس: إرضي عليّ يا غزل
حاولت غزل إزدراد ريقها ومشاعر حارّة جداً تجتاحها متسببة لها بحمّى وردية عطلت عليها الفهم والإستيعاب متسببة لها بألم لذيذ داخل أعمق بقعة بقلبها معتصرة منه دمعة لم تتجاوز الأهداب، ومن بين كلّ هذا وجدت نفسها تقول: بس أنا ما بحقد عليك
إبتسم بإهتزاز وسألها بأمل: يعني سامحتيني
أطرقت غزل رأسها بقلة حيلة وعجز فصمتت بينما نهر من الدموع ينتظر منها الإذن ليرتحل مسافراً عبر وجنتيها وسمعته يتنهد: طيب راح تروحي معي هلأ؟
إبتسمت حينها غزل وأومأت برأسها بينما دموعها قررت العصيان فإنسابت دون إذن وكمحاولة لتمالك نفسها رفعت ملابسها أمام عينيه كما طفلة مطيعة وقالت: أصلاً كنت طالعة أجهز حالي
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................


</b>



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:35 AM
bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس