عرض مشاركة واحدة
قديم 17-04-09, 11:45 PM   #4

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي


" لا أعتقد أنها ستجتاز هذه الأزمة أبدا .فما زالت تبكى كل ليلة عندما تعتقد أننى نعست تماما حتى لا تشركنى فى أحزانها المسكينة . إنها تشعر بذنب وكأنها قتلت ستيلا بأن تخلت عنها وتركتها هناك وحيدة فى الشمال "

فتساءلت مينرفا :
" وماذا عن نيك ؟ لابد أنه يعرف شيئا عما حدث لستيلا وسبب وفاتها "

" لقد صدم مثلنا تماما ولا يعرف شيئا نهائيا "

لكنها قالت فى عناد :
" لابد أنه يعرف شيئا "

" لقد قال أنه لا يعرف وأنا أصدقه "

تذكرت مينرفا تلك المناقشة وهى فى طريقها للقلعة الاسبانية . كان أبوها حكما جيدا عن الرجال لكن ذلك الرجل الذى برز من الظلام لم يبد أنه من الصعب عليه أن يكذب لو كان ذلك فى مصلحته . هل كان يكذب بالنسبة لحالة ستيلا العقلية ؟

توقفت مينرفا أمام السور الصخرى الكبير الذى يعود عمره إلى مائة سنة خلت حيث استقر نيكولا بيفريل الاول . كان المنزل أشبه بقصور البارونات بلونه الداكن وطرازه الكلاسيكى وحديقته الواسعة . بدت القلعة لمينرفا وكأنها اطلال أحد القلاع الحربية التى قرأت عنها وشاهدتها فى الأفلام القديمة . وشعرت برجفة خفيفة عندما تذكرت أن أغلب أفلام الرعب تتم فى أمكنة شبيهة بتلك القلعة . لكنها وبخت نفسها لذلك الشعور فقد شاهدت حصانا وكلبا ولم تشاهد خفافيش .

كان واضحا أن نيك بيفريل مزارع جيد . فالأسوار فى حالة ممتازة وكذلك المنزل ، كما قصت حشائش الحديقة بخبرة ومهارة .كما بدا أيضا أنه مالك وصاحب عمل جيد ، فمنزل العمال كان ضخما وظهر أنه يعتنى به فى مكانه الجانبى من الحديقة لكن منزله هو كان من طابقين ظغى عليهما الطابع الفيكتورى فلابد أن من بناهما كان نيكولا الأكبر جده . كما كانت هناك فى مواجهة البوابة شرفة كبيرة فى الطابق الثانى وصلت إليها أغصان نبات الوستريا المتسلق مما أعطاها مسحة من الرومانسية ، أو هكذا اعتقدت مينرفا . أما الحديقة فكانت تشبه بالحدائق التى تظهر فى حكايات الأطفال الخيالية والتى تظهر فيها الملائكة ليلا لتغنى مع بطلة الحكاية .

وقفت مينرفا أمام الباب الحديدى الضخم بعد أن عبرت السلالم الخشبية القليلة الموصلة بين الحديقة والمنزل ، وقفت للحظات تلتقط أنفاسها قبل أن تدخل للمنزل الذى شهد وفاة أختها الوحيدة .

رنت مينرفا جرس المنزل الذى أحدث صوتا عاليا أزعجها ،وبعد حوالى دقيقة فتح الباب قليلا وظهرت سيدة فى منتصف الخمسين بدت على ملامحها الجدية والصرامة وقد جمعت شعرها الرمادى بإحكام فى مؤخرة رأسها .

نظرت إليها المرأة بإمعان ثم قالت فى صوت قوى :
" نعم "

" أنا مينرفا روبيرستون "

فلم يبد على المراة أى تأثير بل واصلت النظر إليها بإمعان فأضافت مينرفا :
" أنا أخت المرحومة ستيلا "

وللحظة بدا على المرأة أنها فوجئت فقالت مسرعة بلهجة اعتذار :
" طبعا ، تفضلى ..... تفضلى "

دخلت مينرفا وهى تقول دون ان تنظر للمرأة لتحاشى عينيها الفاحصتين :
" لقد قابلت السيد بيفريل فى الطريق فى أثناء توجهى للشمال "

توجهت مينرفا للقاعة الكبرى المزينة باللوحات الزيتية والسجاد الذى بدا باهظ الثمن وهى تحاول استجماع قوتها حتى لا تبكى فى المكان الذى ماتت فيه ستيلا . لم يكن قبل هذا المنزل غريبا عليها فلسنوات عملت فى مطابخ أثرياء أوروبا وأمريكا وكانت لديهم منازل وقصور أعظم وأضخم ولكن هذا المنزل بقدمه ولأن أختها كانت سيدته ظهر لها مختلفا .

كان المنزل دافئا رغم أنها لم تر ما يدل على أنه مكيف مركزيا لكن المدفئة التقليدية فى صدر القاعة كانت تشع دفئا رائعا أراح مينرفا بعد صباحها التى قضتها وسط الأمطار فى سيارتها الصغيرة . ودون أن تتحدث للمرأة خلعت معطفها ووضعته على أريكة ضخمة وجلست بجانبها وقد تركت مظلتها المبتلة على الأرض قالت بعد أن استراحت وهى تدير رأسها فى المكان :
" إنه لرائع ،كم عمر هذا البيت ؟ "

" مائة وعشرون عاما "


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس