[rosa_63]

في المستشفى قال الطبيب والممرضات لماذا لا تسيطرين على ابنك فهو يثير الفوضى. ....في السوق تنهال علينا سياط النظرات وكأننا أمهات وآباء لم يستطيعوا تربية ابناؤهم فالناس تظنه دلع. ...في المطار نحن فرجه وفي الطائرة مصدر إزعاج وإحراج. .وفي محيط الأهل والأقارب لما كلموه ولم يدرك ولم يرد ولم يتواصل قالوا مجنون....كيف أشرح لهم أن ابني غير مجنون وليس قليل أدب و أنه ليس طفل دلوع وأني ووالده نتناوب ساعات النو...م لان ساعات نومه قليله ولأنه لا يعرف الوقت ولا يدرك معنى الليل؟....كيف أشرح لمديرتي أن أني أمضيت ساعات طويله ليلا ساهره لطفل لا يعرف النوم الا لسويعات وأن تأخري لدقائق هو انجاز فمثلي لا يعرف الراحه ولا المبيت المتواصل. . ..كيف أشرح لجيراني عندما يغافلني ويهرب حينما يترك الباب بدون قفل ولو للحظه للثانيه. ..كيف أشرح لهم أني غير مهمله وأني جندي مجند لمراقبة طفلي 24 ساعه هذا مع مراعاة البيت والأخوه. ...كيف أشرح لهم اني مرهقه؟ جسدي مرهق وعقلي مرهق وقلبي مرهق؟
كيف أشرح لهم أن نظراتهم تزعجني وأن تعليقاتهم تقتلني وأني لست أم مهمله بل موجوعه وأني أتألم كل يوم ألف مره وأني أمر بمرارة الفقد دوما. .. فقد ابني حبيبي في متاهات التوحد فضاعت الطفوله الشقيه والأماني الحلوه وأني متخبطه في هذا العالم بين مجتمع لا يفهم ومرض لا يرحم و رايات منكسه لحقوق لم ترسم.. وأني عندما تفتح المدارس والرياض أبوابها ويقترب العام الدراسي أبكي فأنا فقط أريد أن أحلم أني أشتري له الحقيبه المدرسيه والدفاتر والالوان. وأني عندما أرى باص المدرسه صباحا أبكي فابني ليس معهم وأني في أول يوم دراس أبكي حيث تنهض كل عصافير عمان للرياض والمدارس وابني ليس معهم ..وأني فقط أتمنى لو أقرأ له قصه ..وأن طعم العيد من بعد توحده اختلف فلا يعرف ثوب العيد الجديد ولا العيديه ولا الهديه ولا زيارات الأقارب. ..فصباح العيد شابته المراره خاصه بأن رفض ثياب العيد وتعلق بالملابس نفسها التي تعود لبسها كل يوم وبعد أن بدأ اليوم بنوبة صياح بغير سبب . ....وأني لدى زيارتي للأهل أجند اخوته حراسا لئلأ يخرج إلى الشارع أو يعرض نفسه للخطر ....وأن لهذا زياراتي قصيره ومتوتره و أن كل المشاوير تعب وأن كل الرحلات صعبه. ....
كل المناسبات تحاصرني وتضع ابني غصبا عني في المقارنه وتنزل دموعي رغما عني حتى لو احتسبت الصبر فهي تلاحقني وتنتزع العبرات من أحداقي كأنها رغما عني تمتحن قدرتي على مقاومة البكاء