[شَهيدة المحْراب]

ثقب في الجدار

يأتي الليل
ويُسدل الستار
علي كل مسارح البشر
ويختفي الجمهور الذي لا يدرك
مُدعياً الإنكار
ولكن فكرة ثائرة
مُستعرة بالنار
تبحث عن مخرج
تحاول الفرار
من زنزانة العقل
تبحث عن ثقب في الجدار
تنسل منه إلي الروح
إلي عالم تكتنفه الأسرار
و ترحل في عزلتها
إلي مدينة حكيمة
تحوطها الأسوار
و لكن حارس جبار
يستل سيف من مغمده
و ينتظر مولد القرار
يصدر الأمر
و تدور المعركة في أفق
لا شمس تضيئه ولا أقمار
طعنته مأساته بالظلام
فتنسحب الروح بعيداً
مثل كوكب يفارق المدار
تعود أدراجها
و تنتظر في محطة الأقدار
شاردة،صامتة،لا تدري
أي فلك تختار
مُحدقة إلي السماء
تدعو خالقها
فقد طال بها الإنتظار
أسيرة في ذاك الغار
و بدافع الخوف من الأفكار
تهوي إلي شريط السكة الوهمية
و مع شمس النهار
ينسج الألم كفناً
من خيوط ضوءها
لروح مجهولة إحتضنها القطار
و رسم نزيفها مساراً
إلي النجوم
حيث تستقر أرواح
فضاؤها الإنتحار
و بريق السماء يبشر
بالعودة
ما إن تلمس الأمطار
جذور المأساة
تروي أرضها
و تنظر نجمة من السماء
إلي قبرها
و قد أخفته الأشجار