عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-15, 02:56 PM   #7215

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 21.5

<b>


في اليوم التالي صباحا
دخل كرم المطبخ ليجد الطاولة فارغة على غير العادة من فطوره الذي اعتادت غزل على تحضيره له، وهذا ما كان يتوقعه، فغزل لا بدّ وستختبئ عن ناظريه اليوم خاصة وقد توعّدها بالأمس، يدرك أنّها تحتاج لبعض الوقت وهذا ما جعله يتجاهل الولوج إلى حيث مكانها بالأمس، خاصة ومشاعر شوقه لها كانت لا زالت في قمة هيجانها، إذ أنّ ساعات طويلة من العمل المرهق لم تستطع أن تنسي جسده لذة قربه منها
خلافا لتوقعاته سمع صوتها من خلفه شاديا بينما يشرب كأس الماء تقول بصوت مكتوم: صباح الخير
فيكاد يشرق بشربة الماء لولا ستر من الله، التفت إليها ملاحظا تلك الهالات الخفيفة تحت عينيها تتناقض وشحوب وجهها بينما تقول: آسفة ما حضرتلك فطور
كاد لوهلة يجعل منها لقيمات لفطوره لولا شفقة احتلت قلبه بينما يراقبها تتلفت يمينا ويسارا في اضطراب واضح وتقول: كرم... حابة أحكي معك بموضوع مهم بس مش عارفة كيف... يعني... بس ما تكون مستعجل
أمسك بها كرم من ذراعها وجرّها معه خارجا بها من المطبخ بينما يقول: طيب مالك هيك بتحكي وانتي متوترة... وبعدين لو حتى مستعجل ما عندي أهم منّك
أجلسها كرم على إحدى الكنبات في غرفة المعيشة وجلس بجانبها بشكل جانبي قريب وقال: يلا إحكي كلّي إلك
أخفضت غزل رأسها قليلا بخجل قبل أن تتنحنح وتقول: أنااا... أنا بدّي أعتذرلك لإنّي خبيت عنّك موضوع... موضوع...
صمتت غزل قليلا وزادت من انخفاض رأسها ليقوم كرم برفعه نحوه للأعلى وينظر لعينيها سائلا بتركيز: ترميم غشاء البكارة؟!
لا يعرف كرم لماذا نطقها هو بدلا عنها وبصريح العبارة... أأرد التخفيف عنها وطأة قولها أو تراه أراد جعلها واقعا ملموسا مهما كان موجعا أمام نفسه...هو حتّى لا يعلم حتّى الآن إن كان سعيدا بذلك الترقيع أم رافضا له في الواقع... سمعها تكمل ما لم تقله: صحيح... بس مش بس هيك... أنا في كتير أشياء لازم أحكيلك إيّاها بعرف... بس... في شي بيمنعني... بعرف إنّه حقك تعرف كلّ اشي... وأنا راح أحكيك كلّ اشي... ويمكن.. لأ أكيد راح تشوف إنّه ما في شي راح تقدر تعمللي إيّاه.... صدقني راح أحكيلك كلّ شي بس أعطيني كمان شوية وقت، وبوعدك، أول ما أحس حالي مستعدة، راح تلاقيني جاية لعندك وقايلة كلّ شي لحالي... من دون حتى ما تسأل... الموضوع بس إنّي... بحسّ إنّه الحكايا متل الأرواح الميتة... ولو حكيت فيها راح أرجع أحييها من أوّل وجديد... كرم في أشياء صعب الواحد ينطقها خاصّة لـ.. لـ...
اقترب كرم منها برأسه وقال بصوت متأثر خفيض: لمين؟
أجابته غزل بهمس مرتعش وجمود ملامحها لا يحييه سوى بؤبؤي عينيها اللتين استمرّتا في حركة مهتزة مستمرة: لشخص بيهمّوا إنّه صورته ما تهتز أبدا بنظره
لا ينكر كرم أنّه قد طاله قليل من خيبة الأمل في دواخله لا سيّما وقد ظنّ أنّ لحظة المصارحة قد حانت أخيرا، لكنّ ما قالته الآن توّا جلى كلّ ما قد كان في قلبه منذ لحظات فيبقى الأمل فيه مشرقا متفائلا، ولكنّه في غمرة سعادته لم ينسى أن لا يكون أنانيا فاقترب منها وقال: غزل بدّي تعرفي منّي شغلة افهميها منيح ودخليها براسك كتير منيح.... أنا ما بهمني فيكي غير غزل... وغزل مش بس جسم حلو ومغري وراح تطلع روحي وأموت لحتّى يصير ملكي... لأ... غزل كمان روح نضيفة متل الدانة بقلب البحر ما في شي بالدنيا بقدر يوصللها ويمسّها ولو حتّى بخدشة بسيطة... غزل قلب... كبير كتير ومليان كتير كتير، وكلّ أملي بالدنيا إنّي ألاقي ولو فسحة صغيرة فيه أقدر أتربع فيها منيح وما يهزني من مكاني ريح... شو رأيك... ممكن ألاقي هالمكان في قلبك؟
كانت غزل مأخوذة بكلماته وكأنّها مرهم سحريّ يمسح عليها تماما حيث مكامن الألم قتبرأ وكأنّها لم تكن... في كلّ كلمة كان يقولها كان انهمار الدموع من عينيها يزداد حتّى جاء توسّله الأخير فتتجمّد الدموع مذيّلة بشهقة... ويتوسّع القلب بترحاب ولكنّ اللسان عاجز... والعيون خجلى... خفضت غزل رأسها بحياء ليسارع هو بالتقاط ذقنها بأصبعين من جديد قيقول بينما عيونه تتجوّل في حدائق مآقيها الغنّاء: أوعك توطّي راسك يا غزل... راسك لازم يكون دايما مرفوع لفوق، ولو حدّ... مين ما كان يكون... قال غير هيك، أشريلي عليه بس واعتبريه كأنّه ما كان... ولا تخجلي منّي... إنتي مش مجبورة تحبيني... بس أنا كمان مش مجبور أرضى بهاي الحقيقة، لهيك راح أضلّ أعمل اللي ممكن واللي مش ممكن لحتّى في يوم أسمعها منّك... بحبك يا كرم... ولحتّى أسمعها... ولحتّى تيجي تحكيلي كلّ اللي بقلبك... أنا آسف بس أنا ما راح أقدر أمنع حالي عن اللي راح يصير هلأ!!
وبثقة هذه المرة وبهدوء أمسك كرم بوجهها بكلا كفّيه ورفعه نحوه متمليّا في كل تفاصيله دون مواربة... واقترب منها ببطء... صاخب... ممغنطا عينيها لتبقيا مرتبطتين بعينيه اللتين كانتا تحكيان لها عن قصة صبر طويلة، حتى لامست شفتاه شفتيها ببطء ونعومة، ليغمض عينيه دون شعور فلا يلهيه النظر لبهاء تفاصيلها عن الشعور بقبلته تلك التي لطالما تاق لها مراهقا وشابا ورجلا مكتمل النضوج... فيذوب ويتلاشى ويجرّها معه لعالمه الساحر... مبعثرا إيّاها بقبلة... مفتوحة العينين
وبعد دقائق طويلة... طويلة جدا... كانت غزل لا تزال جالسة متراخية الأطراف على الكنبة بعد أن تركها كرم من جديد، مغمضة العينين... تنظر بعين ذاكرتها حيث فتاة منكبة هناك على الأرض تنزف دما ودموعا، تناشد حبيبا غائب... فبدأت دموعها بالانهمار، تنوح في ألم، تبكي فقيدا... تنعى الصغيرة التي عانت هناك... وماتت هنا اليوم... فقبل دقائق، ومع كلّ كلمة حبّ كان ينطقها كرم وكلّ إلحاح كان يصدر عنه يناشدها الرضى، كانت أنفاس تلك الصغيرة المرتعبه فيها تخفت ببطء... تدريجيا... وبقيت هي هنا... تنعاها وتدفنها في إحدى زويا ذاكرتها المظلمة
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................................


</b>


يتبع الجزء الأخير



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:49 AM
bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس