عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-07, 09:52 AM   #19

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


5- الحلم يموت في مهده



أفاقت لين , والظلام الدامس يلف العربة , على صوت الغجر يغنون ويرقصون حول
نار كبيرة اشعلت في وسط المخيم , ولم تستطع الا ان تستعيد ذكريات حياتها
الهادئة في انكلترا ووظيفتها المحترمة في شركة الهندسة الزراعية 0 ساهم ذلك
في زيادة توترها الى درجة خافت معها ان تفقد صوابها يوما اذا استمرت على هذه
الحال 0 ماذا سيجني رادولف من وجود امرأة مجنونه معه ؟ لو يدرك ويعلم ان
كليهما خاسران لأطلق سراحها فورا 0
فجأة سمعت طرقا خفيفا على النافذة فهبت من سريرها وأزاحت الستار بسرعة 0
- كونيل!
تكلم الشاب بصوت هامس :
-اخفضي صوتك لئلا يسمعنا احد !
لكن الأثارة والقلق جرداها من كل خوف وحذر 0
- لا تقلق 0 الكل مشغولون عني الأن 0
- هل كتبت الرسالة ؟
هرعت لين واحضرت له الورقة 0
- ارجوك انتبه ياكونيل ولا تدع احدا يراك 0
- علي الذهاب الآن 0طابت ليلتك 0
- شكرا جزيلا يا كونيل على ماتفعله من أجلي0
قال الشاب قبل ان يختفي في الظلام :
- لا اعلم ما اذا كنت قادرا على مساعدتك , لكني سأبذل جهدي 0
خافت لين من ان يكون احد شاهد كونيل يتحدث اليها خصوصا وان النار تسللت الى
العربة تضئ لونها الرمادي الحزين ببريق قرمزي 0أجالت نظرها في الخارج لترى ما
اذا كان زوجها يراقب المشهد ويستعد للأنقضاض من جديد على فريسته الضعيفه 0لكن
كل شئ كان هادئا ولم يبد أثر لأنسان حول العربة0
بعد نصف ساعة عاد رادولف الى "المنزل الزوجي" من دون ان تظهر على وجهه علامات
تفيد انه علم بما حصل 0 اضاء المصباح العتيق بعد ان رأى زوجته غير نائمة 0
- لماذا تجلسين في الظلام ؟ اتحبين ان تعذبي نفسك ؟
- ولماذا تحفل بعذابي ؟
- في الحقيقة انا لا احفل بعذابك 0
وأضاف بنبرته الخشنة :
- ماذا فعلت في غيابي ؟
- لاشئ !
توجه رادولف نحو المطبخ وسأل زوجته :
-اتريدين بعض الشاي ؟
- كلا 0
- لابد انك شربت فنجانا اذن ؟
-لا 0
سمعته لين يتنهد تعبا وهو يعد الشاي وتساءلت لماذا لم يطلب منها ان تحضره
بنفسها 0
عاد بعد قليل يحمل فنجانه فسألته باصرار:
-أين كنت طوال هذا الوقت؟
توقعت لين جوابا قاسيا يشعل مشادة جديدة 0لكنها فوجئت بزوجها يرمقها بنظرة
ناعمة مليئة بالحنان 0 هي قصدت من سؤالها اشعال غضبه لتعذبه لكنه خيب املها
بهدوئه0
جلس على كنبة يحتسي شرابه الساخن ويراقب زوجته بنظرة لا مبالية 0
- اريد ان اراك غدا بثياب جديدة0
افرغت لين دفعة واحدة كل الغضب الذي جمعته في وحدتها وقالت :
- سأرتدي ما يحلو لي 0
- لاتحاولي الظهور بمظهر المرأة الشريرة 0 سترتدين شيئا مما احضرت معك لتمضية
العطلة الممتعة 0 تاهت عيناها في حقيبتيها المقفلتين على بعض من ذكريات ,
قريبة كالوقت بعيدة كالحلم 0 كيف تضع ثيابها الانيقة في خزانة العربة القذرة
0
- ليس من المعقول ان تكون هذه العربة ملكا لرادولف فهو يبدو محبا للنظافة
والترتيب 0 ثم انه لايحتفظ فيها بثيابه او بممتلكات اخرى 0 تحفظه حول
خصوصياته يحيرها كثيرا ولكنها لا ترغب في الاطلاع على خفايا حياته لأن قواها
منصبة الان على هدف وحيد :الفرار0
قالت لزوجها بعد تردد:
- لا ارى معنى لارتدائي ثيابا جميلة وبقائي سجينة هذه الزنزانه !
- لن تبقي هنا لأننا سننتقل غدا بسيارتك الى مكان آخر 0
أحست لين ان قلبها توقف عن الخفقان لأن الآمال التي علقتها على مساعدة كونيل
انهارت بلحظة 0
- الن يرحل الباقون ؟
- لا0 نحن فقط 0
كادت لين بعفويتها تفضح كل شئ 0
- لا اريد ان اغادر المخيم 0
صعق رادولف لملاحظتها واخذ ينظر اليها دون ان يفهم 0
- وهل تستسيغين البقاء هنا الى هذا الحد ؟ مع انك لم تكفي عن التذمر من
الضجر0
عضت لين على شفتها تحاول ايجاد جواب لا يفضحها 0 واستطاعت بعد جهد ان تقول :
المكان الذي سنذهب اليه لن يكون احسن من هنا0
وانا لا انوي تمضية وقتي بالتنقل الدائم كالغجر المشردين0
لم تأبه المرأة لغضب زوجها من كلامها لأن عقلها كان مشغولا بفرصة الهرب
الضائعه 0 ظنت ان الفرج سيأتيها اخيرا على يد كونيل لكنها وجدت نفسها كالقابض
على الماء تعود الى نقطة الصفر0
برغم كل شئ حافظ الغجري على هدوئه ولم يظهر انفعاله لنعت زوجته قومه
بالمتشردين0
- لاتحاولي الاعتراض لأني مضطر لمغادرة المخيم 0
تساءلت لين عما يمكن ان يكون سبب هذا الاضطرار 0
- ولماذا تكون مضطرا للرحيل ؟
- لا ضرورة لأن تعرفي 0
- وهل سنجد عربة شاغرة في المخيم الذي سنقصده ؟
- بالطبع0 الست ملك الغجر كما قلت ياعزيزتي ؟ والرعية لن تدخر جهدا لتوفر
مكان اقامة مريحا لملكها 0
اخذت لين تجوب العربه وهي تفكر بالمخيم الجديد والعربة الجديدة القذرة ,
وبمزيد من هؤلا الناس السمر الفضوليين 0 سجن جديد وحراس جدد يرصدون تحركاتها
عندما يكون زوجها غائبا 0
وفجأة انهارت اعصابها وصرخت :
- لا استطيع تحمل المزيد ! لا استطيع البقاء سجينة 0 سيقتلني الضجر !
وأضافت وهي تحدق في رادولف :
- كيف تستطيعون تمضية أيامكم بكسل ؟ الا تملون من عدم الحراك ؟
وضع الغجري فنجانه على الطاولة ونهض من كرسيه دون ان يظهر عليه أي انفعال مما
زاد من حيرة لين التي قالت :
- هناك لغز في حياتك! هناك شئ مخبأ ! الى اين تذهب كل يوم فأنت ولا شك لا
تبقى في المخيم ؟
أزاح الغجري وجهه وكأن ملاحظاتها احرجته فاستغلت لين الفرصة وتابعت بألحاح
شديد:
- اريد ان اعرف كل شئ ! انت تذكرني باستمرار اني زوجتك ففي هذه الحال يحق لي
ان اعرف اين وكيف يمضي زوجي اوقاته ؟
لم تفهم لين سبب اصرارها وتشوقها لمعرفة المزيد عن هذا الغجري الغامض 0 ربما
كان شعورها بالفراغ سبب هذا الفضول الكبير او انها بحاجة الى شئ يشغلها
ويجعلها " تشترك" بشكل او بآخر في حياة مجتمعها الجديد0 لكن رادولف لم يشبع
فضولها اذ اكتفى بالقول :
- انت لم تعتبري نفسك زوجتي حتى الآن 0 فعندما تعتبرين اننا متساويان ستعرفين
كل شئ 0 لكن ما دمت تعتقدين انك متفوقة علي لأنني غجري فلن اطلعك على الحقيقة
0
كل شئ في هذا الرجل يزيد من اللغز غموضا : جسمه الرشيق , مشيته المتعالية ,
كبرياءوه وسطوته , ثقته المفرطة بنفسه 0 ومرة جديدة قالت لين في نفسها : لو
لم اكن اعلم انه غجري لما صدقت ابدا انه كذلك 0عندها فكرت بأولاف وبحديثه عن
وضع رادولف الخاص , فتلك الكلمة انطبعت في مخيلة لين وجعلتها تظن ان زوجها هو
ملك الغجر0 هو ليس بالطبع ملك الغجر لكنه يتميز عنهم بشئ ما000
لما نظر اليها رأت المرأة في عينيه مرارة كبيرة كأنه يطلب منها ان تتفهمه
وتساعده على تخطي مشكلة لم تستطع بعد ادراكها ومعرفة القصد منها 0
اجابت لين اخيرا على اقتراح رادولف باعتبار نفسها في مستواه:
- لن اعتبر نفسي ابدا في مستواك 0
أعوز كلماتها الثقة والتصميم لأنها لم ترد التسبب في المزيد من الأهانة لهذا
الرجل 0 ولأنها لم ترد توسيع شقة الخلاف بينهما اكثر 0وهو قادر في جميع
الاحوال على تقليص هذا الفارق " الطبقي " بينهما عندما يتشاطران بعد قليل
السرير نفسه حيث يمارس سلطاته المطلقة بدون ان تحاول المرأة المسكينة ابداء
أدنى اعتراض 0



Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس