عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-15, 03:19 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله ..
صباح الخير .. جمعة مباركة ع الجميع يارب ..

قبل أبدأ بالبارت .. أحب أقول لكم إني رح أوقف تنزيل البارتات إلى بعد الاختبارات النهائية ان شاءالله .. هذي الفترة مضغوطة جدًا جدًا .. و الله ييسر لي و لكم يارب .. هالسنة مهمة و مصيرية بشكل كبير بالنسبة لي و لازم أشد حيلي شويتين

.. الله يوفقنّي يارب و ياكم و المسلمين أجمعين ..

يلّا نبدأ ؟!

قراءة ممتعة ..


الفصل الثالث عشر ( 13 ) :






في الطريق , بدأت خيوط الظلام تحيك الليل ..

معلنةً بدأ ليلة لا ضياء قمر فيها ..

و ها هو يشق طريقه مسرعًا نحو العاصمة ..

مؤكدًا لنفسه جميع شكوكه ..

لم يعُد بدر إلى الرياض بلا سبب .. لقد كان يعلم بأن هناك شيء سيحصل !

لماذا لم يطلعني على الأمر ؟!

كان يجب علي أن أُبقيه لديّ .. أن أحقق معه .. و عبدالرحمن كذلك ..

هناك شيء يحصل من خلف الكل .. و ذلك يضع الجميع في دائرة الشك ..

كنت أنوي إعلان اختفاء عادل بعد بضع ساعات ..

لقد قاربت الأربعة و عشرون ساعة على الانقضاء ..

و لكن .. يظهر لي الآن أن عادل حي يزرق !! أو أن ما يحصل أكبر من ذلك بكثير ..

كنّا سنعلم عنه لو أنه بخير .. !!


********


يمشي وسط الحشود .. و يصطدم بالبعض , و لا يزال غير مكترث ..

كل ما يهتم لشأنه هو ذاك الشيء الذي يحمله بيده ..

أخرج هاتفه من جيبه و هو يتجه إلى سيارته في المكان الذي تركها عبدالرحمن فيه ..

يحاول الاتصال به ..

ولكن ما من مجيب !!

و كأنما انشقت الأرض و ابتلعته ! .. أين ذهب ؟ .. و لماذا انقطع فجأة ..؟

لم أعد أثق بشيء .. عدم رده يقلقني ..

منذ أن حصل ما حصل مع والدي و أنا أشك في كل شيء .. و أتخيل سيناريوهات مرعبة لكل من يتأخر في الرد على هاتفه !! ..

على الرغم من أني كنت أستغرب خوف والدي عند تجاهلي لهاتفي .. و لكني اقتنعت بالسبب الآن ..

أعاد هاتفه و هو يسرع في المشي و النبضات في تزايد مخيف .. على الرغم من سعادته المتناهية في إيجاد ( المغلف ) .. إلا أن هذه السعادة كانت مشوّبة ببعض الرعب ..

هو نفسه ذاك الشعور عندما نحصل على ما نريد .. و من فرط السعادة .. نبدأ بالخوف مما أردناه دومًا !!

جلس في سيارته و هو يعتدل استعدادًا لفتح المغلف ..

مزّق الجزء العلوي من المغلف و هو يحاول استراق النظر إلى الموجود بداخلها ..

أدخل يده بخفة في المغلف و هو يتحسس ماهية الشيء الموجود في الداخل ..

بدأ بسحب محتويات المغلف ببطء ..

" يبدو بأنها أوراق , أوراق ماذا يا ترى ؟ ".. همس لنفسه بغرابة ..

أخرجها و هو يشهق بصدمة .. يحدق فيما بين يديه بعينين مفتوحتين على آخرهما ..

عدل من وضع الأوراق و هو يقلّبها و يهمس بضعف : " مستحيل "..

أنار الضوء الداخلي لسيارته ليتمكن من الرؤية .. و هو ينتفض بعنف و رعب ... !

رعب الخيبة ..

رعب السقوط في هاوية المفاجآت ..

و رعب الخداع من أقرب الناس ..!


********

الساعة 6:51 م ...


ينزل من سيارته بهدوء , و هو يتجه إلى إحدى المقاهي على طرف الطريق ..

بقي 10 دقائق تقريبًا لإعلان الموقع الثاني .. و هو وقت كافٍ لأحتسي فيه شيئًا يخفف حرارة جسدي و جوفي ..

أخرج هاتفه و هو ينظر إلى إحدى صور ابنته ..

كيف استطعت فعلها ؟! .. كيف استطعت التضحية ؟! ..

لقد كنت في موقفً لا أحسد عليه .. كنت في كامل حماستي و دهشتي .. و فضولي أيضًا ..

لم أستطع إمساك نفسي عن معرفة الحقيقة .. كان لابد أن أضحي بشيء لأحصل عليها ..

ما الذي دهاني عندما ضحّيت بهذه الصغيرة ؟! ..

و لكنها بأمان الآن مع والدتها .. لن يصيبهما شيء .. و لن يعلم فيصل أنهما غادرتا المنزل ..

و لكنّي أعرفه .. لقد عاشرته لأشهر عديدة .. إنه لا يضع أي شيء رهن الصدفة ..!

إنه يضع احتمالات لكل شيء ..

ماذا إن عرف عنهما ؟! .. لن يثق بي بعدها ..

لقد اشتريت ثقته بثمنٍ غالٍ جدًا .. و لكن سينتهي كل شيء الليلة ..

سيحصل على مراده .. و سأحصل على مبتغاي ..

اتصل على زوجته بسرعة .. و مع كل ثانية تعبر , كانت هواجسه بشأنهما تكبر أكثر ..

ردت على هاتفها باعتيادية :" مرحبًا ؟! "..

" دلال ؟! ".. قال سلطان بهدوء ..

" أهلًا .. "

تردد قليلًا وهو يقول :" أهلًا .. أ .. أأه .. في الواقع .. أردت أن أخبرك بأني سأسافر الآن .. انتبهي إلى نفسك جيدًا .. و حنين أيضًا "..

" نعم , بالطبع .. لا تقلق .. "..

سكتْ الاثنان و هما يستمعان إلى صمتهما المعهود ..

بادرت دلال بالكلام قائلة :" سلطان ؟.. أيمكنني سؤالك عن أمرٍ ما ؟! .. ".

" ماذا ؟ ".. همس سلطان ..

" أنت تعرف المثل القائل : أخدع أصدقائك و سأخدع أصدقائي .. و لكن دعنا لا نخدع بعضنا البعض "..

صمتت قليلًا ثم أكملت :" ماذا يحصل لك ؟! .. لقد أمضيت 3 سنوات معك .. و انت لم تكن أبدًا مثل هذا اليوم .. ما بك ؟! .. قل لي .. أنا زوجتك و سأسمع منك كل شيء .. سأصدقك في كل ما ستقول "...

سكت سلطان لثواني ..

و هو يرتب الكلام في عقله .. لطالما كانت دلال هكذا .. صريحة جدًا بشأن غرائب الأمور .. لا شيء يمر أمامها مرور الكرام ..

" لاشيء يا دلال , لا تقلقي .. "

" توقف عن الإنكار .. هيّا قل لي .. أنا أعلم أننا لسنا معتادون على تبادل الأسرار , و لكن دعنا نحاول قليلًا .. قل لي ما بك .. لا تجعلني قلقة بهذا الشكل "..

" دلال إنك تبالغين بشأن هذا الموقف .. علي الذهاب الآن .."

" لا لن تذهب .. أكره أن أكون مصرّة إلى هذا الحد , و لكن وضعك يقلقني .. أرجوك يا سلطان أخبرني .. إن كنت قد أحببتني يومًا فقل لي بما يجول في صدرك , لن تستطيع الكذب عليّ "..

صمت سلطان للحظات ..

هل أحبها حقًأ ؟ .. هل أستطيع

أن أبوح لها ؟ ..

أين كنت عنها طوال هذه السنين ..؟

لقد كنت مشغولًا جدًا بأحلام يبدو أنها لن تأتي يومًا .. لقد جعلت هاتين الفتاتين تتخذان من الجدران أصدقاء و من الوحدة خليلًا ..

لمَ لا أبوح لها بالقليل فقط ؟! .. القليل جدًا ..

لعلِّ أرتاح مما يشغلني .. لعل هذه العلاقة الهشة تكتسب بعض القوة و الثبات بيننا ..

تنفس سلطان بعمق قائلًا :" أنت محقة .. هناك شيءٌ ما يحصل .. و لكن هل ستصدقينني إن قلت لك أن معرفتك بالأمر ستزيد من ألمك ؟! "..

" ما حجم خطورة الذي يحدث ؟! "..

" لا أعلم .. حقًا لا أعلم .. قد يكون خطيرًا لدرجة أنه يسلب الأرواح .. و يهدر ما تبقى لنا من العمر "..

" هل ستكون بخير يا سلطان ؟! "..

" نعم .. بإذن الله سأكون .. و لكن الأهم من ذلك أنكما بخير عند عائلتك , سينتهي كل شيء عمّا قريب "..

" حتى الذي بيننا ؟! "..

" إن كنت تقصدين الانفصال , فبالطبع لا .. و لكن سينتهي الوضع المزري الذي كنّا نعيش فيه .. حيث لا أعلم شيء عنك سوى رؤوس الأقلام .. سأعوضك عن هذا كله .. أعدك "..

شيءٌ بدأ يكبر داخل دلال .. شيء لم تشعر به أبدًا ..

إنه ذاك الانتماء لمخلوق يكفيها عن العالم بأسره ..

كيف لقليل من الكلمات أن تعيد تلك البشاشة المفقودة من وجهها الفاتن ؟! ..

لطالما شعرت بالأمومة تجاه ذاك النحيل أكثر من شعورها بالهيام كلما لمحته ..

انتابها شوق مفاجئ بأن تعانق يديه و تقبلها و تهمس له بكلمات قد تكون الأخيرة ..

لقد أخبرها للتو أن ما يعانيه قد يهدر ما تبقى لهم من العمر ..

لكنهم لا يزالون في مقتبل العمر .. أرواح يافعة و قلوب عانت الكثير قد يكون خلاصها عمّا قريب ..
لقد بلغت الثلاثين من عمرها و هي لازالت تحلم بما يحصلن عليه النساء في عمر أبكر ..

و زوجها الحاضر الغائب .. يكبرها بثلاث سنين فقط ..

لا يعلمان حقًا كيف مضت بضع سنوات منذ زواجها .. هناك الكثير ليعوّض .. و الكثير ليقال و يُفسر .. المسألة تحتاج لبعض الوقت فقط .. أو الدهر بأكمله .. !

" كن بخير أرجوك .. "

" ان شاءالله , سأعود قريبًا .. "

" إنهم يضايقونني , لا تطل الغياب .. لم أعد أنتمي إلى أحد سواك .. "

" أقلت يضايقونك ؟! "..

" نعم .. كانوا و لازالوا .. لا تتأخر .. لا يكّفون عن سؤالي بشأنك .. "

" إن سألوكِ مرة أخرى عني .. فقولي لهم بأنه يحبني .. يحبني كثيرًا "..

ابتسمت بخجل و هي تنظر حولها .. تريد أن يسمع الكل ذاك .. تريد أن تصرخ بما قاله لها للتو .. لا شيء من الممكن أن يخرجها من ثمالة السعادة التي غرقت فيها ..

" استودعتكم الله .. " أغلق هاتفه بسرعة قبل أن يسمع ردها .. و نهض متجهًا إلى سيارته ..

ملقيًا نظره على المغلفات المتبقية بجانبه ..


********

في إحدى سيارات الأجرة .. جلس بتوتر و هو يعلم بأن دوره في هذه الحرب القديمة قد انتهى ..

متوجهًا نحو أعز من يملك من البشر , ذاك الذي شاركه أكثر من 30 عامًا من الصداقة ..

تلك الصداقة التي تجعله يتنازل عن جميع القيم من أجل الحصول على ابتسامة رضا من الطرف الآخر ..

وصل إلى وجهته و صعد إلى مسكن رفيقه .. و كالعادة .. يُفتح الباب له قبل أن يطرقه ..

ذاك الحدس المشترك بينهما .. هو ما أبقى كل شيء قائم حتى الآن ..

" فيصل , كيف تسير الأمور معك .. ؟"..

" لقد انتهينا من هذا السؤال منذ فترة أليس كذلك ؟! .. لقد بدأنا بتنفيذ ما خططنا من أجله ..عليك أن تسألني .. ماذا سنفعل بعد ذلك .. "

" أنا مرهق .. مرهقٌ جدًا .. " .. قال عبدالرحمن و هو يستلقي على الأريكة في غرفة الجلوس ..

" نم يا عزيزي .. لقد أتممت دورك بأحسن مما توقعت .. "

و لكن عبدالرحمن كان نائمًا بعينيه فقط .. و هناك ذكرى و مشاهد لا تفارق عقله أبدًا ..

تلك الصور و الأًصوات التي تنسج المشهد من جديد في خلايا عقله .. لقد مضى زمن عليها ..

زمن طويل جدًا ..

و لكن لماذا لا تزال تهاجمني حتى الآن ؟! .. يبدو لأن آثار هذه الذكرى بدأت تظهر الآن في واقعي .. و تعذب من ظلَم .. و تأخذ بثأرنا كلنا ..

إنها ذكرى تلك الليلة .. التي قلبت حياتنا جميعًا رأسًا على عقب ..


---


منذ 22 عامًا .. و في مكان شبيه بهذا المكان ..

سقط فيصل ذو الـ 25 عامًا صريعًا على الأرض ..

و قد تآمرت خلايا جسده على إيقاف قلبه .. و تصبب وجهه اليافع عرقًا ..

و ضخت عروقه الدم إلى محاجر عينيه التي أصبحتا كجمرتين ملتهبتين ..

ركض عبدالرحمن الذي كان بنفس عمره نحوه .. ممسكًا وجه رفيقه برعب و هو يصرخ :" فيصل , فيصل ماذا أصابك ؟؟! "..

لم تكن هناك أجوبة صادرة من فيصل سوى تلك الشهقات و الصوت الداخلي لصدره الذي كان على وشك أن يهدأ للأبد ..

حمل رفيقه بين يديه و قد احتبست الدموع في عيناه .. و هو يرى شريك طفولته و حياته على وشك توديع ما تبقى له من عمره ..

لم يكن هناك الكثير من الوقت لاستدعاء الإسعاف .. فقد وضع عبدالرحمن فيصل في المقاعد الخلفية لسيارته و هو يشق طريقه بسرعة جنونية نحو أقرب مشفى ..

و ما أن وصل حتى توافد الممرضون لأخذ فيصل الشاب المودع نحو إحدى غرف الطوارئ ..

و زرع الأجهزة بجسده و زرع جسده وسط الأجهزة .. محاولين بجهد قاتل إعادة إدخال الروح في هذا الجسد المتهالك الضئيل ..

كان عبدالرحمن يشاهد كل شيء ببعض الشلل المؤقت في حركته ..

لم يستطع الحراك من مكانه .. و لا حتى لفظ دعوة لله لتخرج فيصل مما فيه ..

لقد كان عبدالرحمن في أشد لحظات حياته صمتًا و انكسارًا .. و عينيان تحكي سنين المعاناة التي تحملها في داخله من أجل صداقة أرادها أن تصمد مدى الحياة ..

كان يحدق في ذارعي فيصل ذات البقع السوداء و الزرقاء و بعض النتوءات المؤلمة ..

لقد كان سبب نوبته القلبية واضحًا للغاية .. !

و لكن السبب الأول كان غائبًا عن هذا المشهد الأخير من فيصل القديم ..




...


نهاية الفصل الثالث عشر ( 13 ) ..

احنا الحين صرنا تقريبًا في نصف الرواية أو قبل النصف بشوي ..

يلّا يا حلوين .. منتظرة توقعاتكم و تحليلكم ..

دمتوا بحفظ الله يارب ..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس