عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-15, 04:52 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



* البارت الثاني *





" كان يامكان في قديم الزمان " بهذة الجملة تبدأ كُل الحكايات لتسرد قصة حُب مؤثرة بين شاب وسيم و فتاة جميلة وساحرة شريرة تُحاول القضاء على سعادتهما بسبب غيرتها وحسدها اللذان يلتهمان كُل ذرة ضمير !!
لكن هذه الحكايات ليست موجودة في واقعنا بهذا بل تكاد تكون قصص يرفض الاطفال الاستماع لها ، حكايتي و حكاية أمي وأبي لم تكن قط كهذه بل كانت قصة دمار كان سببها شخصين او رُبما شخص !!

في بادئ الأمر ، عائلة أُمي تُعد اكثر العائلات التجارية ثراءً حيثُ تملگ كثير من المقابر وتحت إمرتها كثير من الطوائف والعبيد الذين كانوا نتيجة الحروب المتكررة بين المسلمين والكافرون ، لعائلة أُمي الوراثة شيء مهم ، فـ عند بلوغ الوريث خمسمئة عاما هذا يأهله لدخل إلى عالم الانس ليعيش هُناك فترة تخوله إلى كسب خبرة في مجال الاعمال ، في تلگ الفترة أُمي كانت الوريثة لـ عائلتي حيثُ تغلبت على كُل ذكور العائلة بقدرتها و حنكتها وجمالها ، بعد أن بلغت السن القانوني دخلت الى هذا العالم والذي واجهت فيه صعوبات هائلة نظراً لتكوين جسدها وبعد عامين تمام في عالمنا وشهرين في عالمهم أُمي طلبت لأمر عاجل ، وقتها كانت مُتفاجئة ...!
حين عادت تم أمرها لـ إغواء رجل من عائلة السادة ثم تقتله ، فقد كان ذلك الرجل هو الوريث أيضا في عائلة السادة والذي خول لإدارة الامور نظرت لكون باقي الجان يخشونه فقد كان قويا حتى بالنسبة للجن ، لم يخف من جني قط ولم يهتم بشكل أثار خوف حتى حارسه من الجن !!

قامت أُمي بمحاولات عدة لأغوائه لكن كُلها بائت بالفشل ودون أن تعلم كانت قد وقعت في حُبه ، الأمر كان مؤلما وقاسيا فـ كيف لجنية قوية أن تقع في حُب إنسي فاني !!
أُمي عاشت سنين عدة وهي تراقبة مُدعية بأنها خائفة منه ولم تستطع على إغوائه وهذا أثر على مكانتها كـ وريثة وجعل الكل يُشكك بـ قدرتها على إدارة العمل ، حينها تطوع أحد إخوتها والذي قرر التنكر بهيئة والدة الرجل ، التي كان يُحبها حبً شديدا ويكن لها معزة خاصة لم تستطع " سهاري " >> اسم والدتي !!
لم تستطيع تحمل فكرة فقدان والدي لذا قررت تحذيرة رامية بكل شيء عرض الحائط وتاركة مكانتها دون أن تأبه بأن أعدائها سيستغلون ذلگ لقتلها !
في البداية رفض الإستماع إليها ، لم تيأس بل حاولت دون ملل حتى بدأ يقتنع وحين أُعد الفخ المزعوم له إستطاع قتل أخوها الجني وهكذا أنقذته ومنذُ ذلك اليوم وعدته بأن تحميه حتى وإن لم يحتج لها !!
وقع محمد >> اسم والدي ! في حُب سهاري وتم الزواج بينهما بعد أن أعلنت إسلامها !!
في الشرع لا يجوز زواج إنسي من جنيه اما في عالم الجن أن تتزوج إنسي لهو حُكم بالاعدام وأن تتزوج إنسي مُسلم لهو حكم على كُل العائلة بالاعدام !!
هكذا إتحد أبناء قبيلتي لقتل أُمي والتي كانت ضعيفة بسبب تحولها لأنسيه لحمايتي ، أُستغل والدي في البداية عن طريق تهديدهم بقتل أُمي وقتلوه ثم قتلوا والدتي بعدها ظننا منهم أنني قُتلت أيضا ، بعض حرس السادة المخلصون حموني وخبئوني في مكان آمن !!
بعد هذا كُل السادة أُبيدوا من ضمنهم والد مها ، وبصعوبة أنقذ الحرس مها والتي خولت لرعايتي حتى أبلغ السن القانوني ، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، لازال وجودي يُهدد شرف العائلة ويجب أن اقتل كي لا يقتلوا ..!

اليوم الذي حُدد فيه موعد قتلي كان يوم ولادتي حينها بلغت الخامسة ومها وقتها كانت ذات تسعة أعوام ، في تلگ الليلة مها عانت من حمى قوية أقعدتها في الفراش لمُدة طويلة وفي ذلگ اليوم قرر الجميع مُهجامتي !!

كان يوما عاصفا ، الامطار تسللت برقة لتدخل ثنايا منزلنا القروي الخشبي ، لتتساقط على الارض الرطبة ، وقتها تسلل الخوف قلبي وأن أرى مها تُصارع الموت ، ثم دون مُقدمات بدأت أسمع أصوات مُخيفة ، شخص ما كان يرمي بحجارة اشبه بالصواريخ تهز المنزل كُلها ، رائحة كريهة إختلطت برائحة المطر كانت رائحة دماء ، فُتح الباب ليخرج منها غول كبير بمطرقة هائلة على كتفه ليدخل بعده رجل ، ليس إنسي بل جني ، يبدو جليلا برمح ذو رأس حاد ذهبي وحية تلتف حول يده اليسرى ، رفع رُمحه ووضعه بإتجاه رقبتي وقتها قال بضع كلمات ، دفعت الدم لرأسي ، حرارة كانت في أُذني وفمي ، دقات قلبي تسارعت حتى كاد قلبي يخرج من صدري ، أنفاسي علقت بحلقي ، بعدها لا أذكر شيءً ، قيل لي بأنني قضيت على نصف جيش ذلگ الرجل ، دون أن أعلم كيف او متى ؟
في تلگ الليلة التي لا اذكر منها الكثير ، جدي أيضا قرر قتل مها لإنهاء نسل السادة !!
لولا وجود مُنقذي لكنتُ مت من الطاقة الزائدة ولكانت مها ماتت ، لولا وجود فارس والذي إتخذت إسمه لكنتُ شيء منسي في عائلتي تحت خانة وصمة عار !!!


" مالذي تُريده ؟" قال فارس !
قال الجد بسخرية : يالها من طريقة لتُرحب بجدگ بعد غياب طويل !!
"معك حق كان يجب أن إدخل رُمحك في فمك كـ وسيلة ترحيب " قال فارس!
" تُشبه والدتگ كثيرا ، لقد كانت جميلة " قال الجد بحزن !
" نعم والتي قتلتها بيديك هاتين !" قال فارس بحقد !
" أن أقتلها أنا بطريقة مُشرفة خيرٌ من أن يقتلها شيطان ليفلت من عقوبته في السجن !" قال الجد !
" أنت حقير ، قُل ماتُريد وسلم مالك وخير لك أن لا يكون تأذى !" قال فارس والغضب يُعمي عينيه !
" ذلگ الفتى في منزله الآن ، لقد كذبت عليك كي تأتي !" قال الجد !!

لم يعلم فارس هل يغضب أم يفرح !
" قبل أن تقرر الذهاب ، إسمعني عائلتك تحتاجك ، مُمتلاكات الاسرة في خطر بسبب أبنائي الحمقى ، أنا أحتاجك ، لذا عُد معي !"قال الجد برجاء !!
" لم أفعل هذا ؟" قال فارس بسخرية !
" لأن نحن عائلتك ولأنك ستملگ نفوذ ضخم وقوة سواءً هُناك او هُنا " قال الجد بترغيب ! ثم أكمل " تستطيع أن تعيش كما تُريد ، أن تملك ماتُريد من النساء والمال !"
" اولاً العائلة التي تتحدث عنها حاولت قتلي ولن أنسى هذا ، ثانيا لا شكرا ، لا أحتاج لمالك لأحصل على ما أريد !" قال فارس وهو يخطو خواته خارج الغرفة !!
" أنت تُحب تلگ الفتاة ، اليس كذلك ؟" قال الجد !
لم يجب فارس ، على الاقل لم يقولها إلى الآن ، مشاعره إتجاهه مها إحتفظ بها لنفسه ، لا يستطيع وحش مثله إن يُحب مها !!!



~




هُناك خمسة أمور حين لا يكون فارس موجودً أقوم بها !!
تشغيل القرأن طوال الوقت !
قراءة الاذكار !
عدم التركيز في اي صوت أسمعه !
اذا طار شيء او تحرك شيء دون أن يكون هُناك دليل على من حركه ، قراءة القرأن فورا !
اذا لم يتوقف الامر فـ الهروب هو حلي الوحيد !!

هكذا أنا اتدبر أمري في الوقت الذي لا يكون فيه فارس او مالك معي !
مُنذ ثماينة عشر عاما توفي والدي ووجدت طفل صغير كبر ليكون حارسي الشخصي وإن كُنت لا أفهم سبب أهمية وجود حارس لي !!
مالك و فارس كلاهما يبلغا من العمر ثمانية عشر عاما ، لكن فارس يبدو مختلفا دوما من ناحية البنية الجسدية ويبدو أكبر من مالك وأقوى وأكثر رزانه وهذا صحيح نوعا !!
أمسكت مها صورة تجمعها بعائلتها الصغيرة ، فارس ، مالك وهي !
مالك بملامحه الطفولية بينما فارس ملامحه حادة ، انف كـ حد السيف وفم يبدو دوما مُشمئزاً ، عينيان كحيلتان سودوان ، كانت عيني فارس لغزاً كبير ومخيفاً ، عندما يغضب لا يكون بؤبوه أسود فقط بل حتى بياضه الطبيعي في عينيه يختفي ويحل محله السواد ، هذه الحالة ترأها في كُل مرة تكون هي في خطر ، أخر مرة كانت قبل ساعتين ، حينما أتى ذلگ الغول كما قال واول مرة قبل ثلاثة عشر عاما !!
فارس لم يعلم قط بأنني كُنت أنظر لهُ ذلگ اليوم !
قبل ثلاثة عشر عاما حينما كُما في القرية التي تقع في أعالي الجبال ، كانت هُناك عاصفة كـ أي يوم سيء مررت به حينها إلتقطت عدوى إنتشرت في أنحاء القرية أفقدتني أي قدرة على الحركة أو هذا ماظننتُه او مايظن فارس أنهُ يعلمه !!
كُنت واعية لكل شيء قبل الهجوم وبعده ، واعية ليد فارس الصغيرة والبرودة التي يشعر بها ، كيف يُغطيني بالشيء الوحيد الدافئ في الغرفة بينما جسدُه الضعيف يرتجف من البرد ، مُنذ ولادة فارس لم يتحدث قط ، لسبب كُنا نجهله ، وبعد تلگ الحادثة لسان فارس أُطلق وأول شيء فعله البكاء !!
ما أذكره في تلگ الليلة وهي محاولة جد فارس لقتلي وذلگ الغول الكبير الذي سل مطرقته العظيمة لضربي بها والتي ابدو بالنسبة لها كـ جرذ صغير أجرد !
الرجل او الجني او الشيء الذي أجهله كان يرتدي عباءة سوداء ، كان مُطلقاً لحيته ويبدو مُشابهاً لـ فارس والذي يظهر الشبه الكبير ، مع أنني لا أعلم ماسر الشبه وإن كان الجن يتوارثون الاشكال كما يفعل البشر !!
بدأ أنهُ يتحدث ، كلماته التي قالها عدا أنها أثارت الغضب في قلبي والحقد فـ لا أقارن بشعور فارس حينها ووقع تلگ الكلامات من الفرد المُتبقي من عائلته الذي هو جده !!
" ظننتُگ مُت حين قتلت والدتگ ووالدگ ، لكن يبدو أنني أخطأت والآن ساصحح خطي وأقتلگ ، وأقتل تلگ الفتاة لتكون هي أخر فرد تبقى من تلگ القبيلة الحمقاء !!"
أن يقتل رجل إبنته و زوجها ثم يعاود قتل حفيده هذا بشع ، ولم يكُن هذا فقط بل قتل عائلتي جميعها !!!
أرادتُ أن أصرخ ، أن أبكي ، أن أتحرك ، لم أستطع كُنت مكبلة وشيءً ما يلتف حول عُنقي يُضيق الخناق علي ، كُنت بائسة ، ضعيفة وعاجزة بينما ذلك الشيطان يرفع رمحه ليقتل ماتبقى لي في هذه الحياة ، نعم فارس في تلگ اللحظة كان آخر شيء لي !!!
فجأة إنقلبت موازين القوى ، لم يعُد فارس تحت رحمة أحد بل يبدو و كأنهُ يحتاج بعض الرحمة !!
تغير لم يعُد مجرد طفل صغير خائف بل أصبح شيء لا أكاد أستطيع وصفه ، كُنت أسمع صُراخ و زئير وأصوات كثيرة أجهل ماهيتها بينما فارس يُدير ظهره ، وقتها تمنيت أن لا ينظرإلي لأنني أعلم في داخلي بأن الجزء الجني من فارس ليس لطيفا أبدا !!

قدوم فارس " المنقذ " ، هو الذي أوقف تلگ المعركة او المجزرة لا أستطيع إعطائها الاسم المُناسب ، بعد إنتهاء المعركة فارس فقد وعيه وأنا تحسنت صحتي والتي تبين أنني سُحرت ، سحر أسود كما قيل لي ، أيا كان الشخص الذي قام بذلگ السحر لا يهم مايهم هو سبب قيامه بذلگ ، ليس جد فارس لم يكن مضطر لهذا !!






تسائلت مرارا كيف يبدو العالم وأنت ترى الجن !!

> ~ وقفة !!

جِن >> تعني الشيء المختفي الغير ظاهر !!
كـ كلمة جنين ، اي الطفل لم يظهر بعد !!!
الجنون بسبب إختفاء العقل وغيرها من المرادفات الاسمية بعكس كلمة الانس والتي تعني الرؤية او الشيء الظاهر !!
وقد خُلق الجن من نار السموم وهي أشد النيران حرارة كما ذُكر في أيات القران وأيضا ذكر بأنهم خلقوا من مارج من نار >> مارج تعني خليط !
والجن لا يمكن رؤيتهم بسبب كونهم شكل من أشكال الطاقة !!
سبب عدم رؤية البشر للجان هو أن نطاق رؤية الانسان تصل الوان الطيف السبعة بينما المجال الذي يمكن الشخص من رؤية الجان يكون في مجال الاشعة ماتحت الحمراء والاشعة مافوق البنفسجية !!


كُل هذه أشياء بحثت عنها كثيرا حتى وجدتها ، لم أكن فضولية قط عن عالم الجن بل كُل مايهمني هو فارس ، كيف يعيش في هذا العالم ؟ كيف يشعر وهو لا ينتمي لـ أحد ولا أحد ينتمي له فـ كُل شيء يملكه او أحبه سُلب منه قهر من قبل جده !!
يؤلمني أن أفكر بمدى ألمه ، لا أحد يعرفه تقبل كونه نصف أنسي حتى أخي مالك لا يُحبه بل يكرهه كـ سائر البشر الذين يكرهون الجن بشكل عام ، حتى أنا أكرههم وأخافهم ، المشكلة ليست في الكره و الحُب المشكلة في نبذ شيء لا تعرفه لا تفهمه لا تستطيع رؤيته حتى وهذا يُعد السبب الاكبر لكرهنا الشديد وخوفنا الشديد للجن ، لو أننا نرأهم لما حدث هذا ولكن خوف البشر الفطري من الاشياء الغير الظاهرة يجعلهم يتصرفون بغير عقلانية ، كما فعلت اليوم ، لقد خفت و صرخت في حين كان شيء صغير بسيط لا يخيف على رغم أنني لم أره لكنني أعلم أنه غير مؤذي وأن كان أخافني !!
أتسائل دوماً عن شعور فارس إتجاهه البشر ، أنا أعلم أنهُ لا يُحبهم بل يكاد يستحقرهم و يكرههم ، الكذب ، الخيانة ،الغدر ، الوعود المُبتذلة
البعيدة عن التنفيذ ، كُلها أشياء نحن البشر نكرهها فـ كيف لمن هو ليس منا !

في طفولتي كرهت فارس بشكل ما ، رُبما لأنهُ كان ذو يد لو بشكل غير مباشر في موت والدي وجدي وعائلتي التي أُبيدت عن بكرة أبيها ، في تلگ الفترة التخبطات في عالم الجن إمتدت الى عالمنا وبدأت الحرب بين قبيلة المهجنين الى قبيلة الاسياد وكُلها بالتعاون مع السحرة ، قبيلة المهجنين شُتت و قبيلتنا أُبيدت ولم يبقى إلا بعض الافراد من ضمنهم أنا و مالك !!

أن تؤذى من قِبل أحب الناس إليك لـهو أمر قاسي ، كيف لطفل لم يبلغ العاشرة بعد أن يجد أفراد عائلته يقاتلونه ويؤذنه ويقتلون الشخص الوحيد الذي تبقى لگ !! في كُل مرة أنظر لفارس أجد المرارة و الخوف والحُزن !!

مالا أفهمه حقاً لِمَ شخص عاقل يحُاول قتل حفيده ؟ ماذنب فارس أن والدته أحبت إنسياً ؟
لكن الرجل الذي قتل إبنته لن يتردد في قتل حفيدة وهذا أكبر مخاوفي ، أن أُستغل او يستغل أخي في السيطرة على فارس !!!





~


نهاية البارت الثاني ، توقعاتكم ، ردودكم ونقدكم البناء !! قراءة مٌمتعة !!




لامارا غير متواجد حالياً