عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-09, 07:47 AM   #5

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


ونهضت اندريا من مكانها وتناولت معطفها وحقيبة يدها وهمت بالانصراف .

( لقد اغضبتك )
قالت لها كلير ثم اضافت معتذرة :
( لم يكن ذلك قصدي ولكنني قلقة جداً يا اندي )

( اعلم ذلك لا بد ان تجد حلا . واعدك بأن اعمل ما بوسعي )

( هناك حل ، بوسعي ان اطلب اليه الذهاب الى الجحيم . ولكن تصوري يا اندي ما سيحصل . لن يتردد في اقامة الدعوى امام المحاكم وسيصل هذا الخبر الى الصحف وهذا سوف يدمر ابي وهو الحريص على ابقاء حياتنا الخاصة بعيدة عن الفضوليين )

وازدادت عيناها اتساعا عندما خطرت لها فكرة لم تكن في حسابها وصرخت :
( حتى جاك سيصيبه بعض الرذاذ اذا ما اختار هذا اللوفالييه ان ينشر رسائلي على الملأ )

كانت اندريا مضطربه وهي تهبط الدرج المؤدي الى قاعة الاستقبال في الطابق السفلي . ولقد صفعتها الحقيقة في كلام كلير . كان والدها قد توفي وهي في سن صغير وما لبثت امها ان تبعته فاحتضنتها عمها وجعل من منزله منزلا لها لم تعرف سواه منذ وفاة والديها
وكان عمها ماكس وزوجته ماريان بمثابة الاب والام لها ولم يدعاها تحتاج الى شيء وقفت اندريا عند اسفل الدرج وراحت تفتش في حقيبتها عن مفاتيح سيارتها . وراحت الافكار تدور في رأسها
كانت في لندن عندما اصابت عمها النوبة الاولى وكانت قريبه منه ومن زوجته التى لازمته طوال فترة مرضه ولذلك تدرك خطورة وضعه الصحي اكثر من كلير ولطالما سمعت الاطباء ينصحونه بالابتعاد عن كل ما من شأنه ان يعكر صفاءه .

وجدت مفاتيحها وراحت تنقلها من يد الى اخرى بصورة آليه وعيناها مسمرتان على الارض لا تريان شيئا لو ان بيتر كان شخصا مختلفا لذهبت اليه طالبة منه النصح ولكنه بما عرف عنه من تزمت وتمسك بالتقاليد ستصدمه اخبار كلير هذة وتجعله يصدق تلميحات امه عن عدم صلاح كلير كزوجه له .

وكانت اندريا تعلم في قرارة نفسها ان الليدي كريجي لم تكن متحامله على كلير بل حماقات كلير العديده لافته للنظر وقصتها مع جاك واحده من عشرات القصص .

ولم يكن عمها ماكس ولا زوجته ماريان على علم بمغامرات كلير .

قطع عليها تفكيرها صوت باب انفتح . رفعت اندريا عينيها ورأت امرأة عمها ماريان تخرج منه . توقفت عندما رأتها وقالت :
( ها انت يا عزيزتي . كم هي انانيه ابنتي كلير لانها تستأثر بك طوال الوقت . أوى عمك ماكس باكرا الى فراشة هذا اليوم وانا وحدي . ابقي معي بعض الوقت ريثما نتناول معا شراب الشوكولا الساخن )

نزلت اندريا عند طلب امرأة عمها مرغمة . كانت تعلم كم هي متوقدة الذكاء وشديدة الملاحظه وكان على اندريا ان تتقن دورها جدا لئلا تلاحظ ما كان يعتريها من مشاعر وقلق تناولت من يدها فنجان الشوكولا وراحت تشربه ببطء وسمعتها تسألها .
( هل كنتما تتحدثان عن العرس ؟ كنا انا وعمك ماكس في حديث طويل اليوم .قال لي انه سعيد جدا لكون كلير ابنتنا الوحيده . فلن يكون من السهل عليه ان يواجه مره اخرى ما يوافق الاعراس من صخب وتحضير )

توقفت امرأة عمها عن الكلام ونظرت اليها بشغف وابتسمت وهي تقول بتحبب:
( انت وحدك مستثناه من هذا يا عزيزتي وعلى فكرة متى سيصل الدور اليك ؟)

اجابت اندريا بارتباك وتلعثم :
( ليس في الافق احد الان . بوسع العم ماكس ان يطمئن . فأمامه سنوات طويله من الهدوء على ما يبدو )

امعنت ماريان النظر جيدا في اندريا ولم تملك الا ان تلاحظ القوام الرشيق والخصر الناحل والبشره الناعمه والشفتين الممتلئتين وقالت :
( انا لا افهم شباب هذا العصر . عندما كنت في سنك كان الشباب يتلقفون الفتيات الجميلات امثالك )

( لكنني لا اريد ان يتلقفني احد ! فانا لا انوي التخلي عن وظيفتي )

( احمد الله على ان كلير سوف تستقر اخيرا . كنا قلقين عليها . لم نكن نريد ان نتدخل في حياتها ولكنها كانت دائما تجعلنا نقلق . لكن شعرنا بالراحة عندما وقع اختيارها على بيتر . وانا اعرف رأيك فيه ياعزيزتي ولكنه يناسبها تماما صدقيني )

( انا على يقين من هذا الامر . غير انني اتمنى احيانا لو انه كان اكثر .... ماذا اقول ....)

( تعبيرا )
اسعفتها امرأة عمها بالكلمة التى كانت تبحث عنها ثم تابعت :
( كنت في بادئ الأمر اشاطرك هذا التفكير ولكنني الان اصبحت اتساءل عن جدوى اظهار العواطف . المهم ان كلير في غاية السعاده وهي تقول عن بيتر انه خجول وتكون على حق .
وفي اي حال هذا يفسر سلوكه المتحفظ احيانا )

( ربما انت على حق )
قالت اندريا وهي تضع الكوب من يدها . ثم استفسرت عن صحة عمها قائله :
( وكيف هو عمي اليوم ؟)

( بخير يمكنني ان امنحه شهادة حسن سلوك ، فهو يحاول جاهدا ان يبتعد عن كل ما من شأنه ان يثير عواطفه ويشغل باله )

توقفت ماريان عن الكلام برهه واخفضت صوتها وكـأنها على وشك ان تبوح بسر خطير ثم تابعت :
( ليس من المفروض ان ابوح بهذا الامر ولكنني سأقول لك شيئا اتمنى ان يبقى سرا بيننا . هناك كلام عن منحه لقب فارس في الدورة المقبله وهذا امر طالما حلم به وتمناه )

( هذا رائع )
صرخت اندريا بفرح . وكان فرحها صادقا وعارما .

ثم توجهت الى امرأة عمها تطمنها ان سرها في مأمن وقالت :
( اطمئني فلن انبس ببنت شفه ولكن هل هذا القرار نهائي ؟)

( تقريبا )
قالت لها ماريان وتابعت :
( هذا اذا لم يحدث ما يفسد عليه الامر وهذا احد الاسباب التى من اجلها رحبت بفكرة زواج كلير من بيتر .انت تعلمين كم عمك محافظ وكم هي اراؤه حول الشرف صارمه . انه لا يساوم ابدا في مواضيع الاخلاق والاصول والادب .ولا يمكن ان يرضى عن اي سلوك مناف للأخلاق كنت دائما اخشى ان تقدم كلير على عمل فضائحي وتصل اخبارها الى الصحف .والصحف لا ترحم كما تعلمين ولن يفوت اصحابها فرصة نشر اي مادة مثيره . وعندئذ سوف يضطر عمك ماكس الى رفض اللقب )

( غير معقول !)
قالت اندريا بقناعة ثم تابعت :
( لا يجوز ان يستمر عمي ماكس في اعتبار نفسه مسؤولا عن حماقات الاخرين .كلير امرأة ناضجه ومسؤوله عن اعمالها )

( كلير هي كلير ستظل كما هي حتى لو اصبحت جدة . وماكس متشدد جداً في هذه الناحيه وهو يؤمن بأن الافراد في المراكز العامه عليهم ان يكونوا المثل الصالح )

نظرت اندريا الى امرأة عمها مليا وقررت بينها وبين نفسها ان تعمل المستحيل ولتحميها من كل ما يمكن ان يؤدي الى حرمانها من هذا الصفاء الذي كانت تتمتع به .

ابتسمت اندريا وهي تنهض عن مكانها مستأذنه امرأة عمها بالانصراف .
****
حمدت اندريا ربها الف مره لان المسافه الطويله التى قطعتها من باريس الى هذا المكان كانت كافيه لتعتاد قيادة السيارة في مثل هذة الطرق الضيقة والوعرة .

كانت يداها تتشبثان بالمقود باصرار وهي تصعد في السيارة منعطفا بعد آخر .
رفعت بصرها الى السماء ورأت الغيوم السوداء تتجمع فيها عاكسه على الأرض جوا مكفهرا يقبض الصدر.

كان الطقس رائعا وهي في طريقها من باريس . وانستها شمس الخريف الذهبيه ماكانت سمعته عن طقس افيرون العاصف . وكانت قد قرأت في مكان ما وصفا يقول ان الطبيعه في افيرون كانت في حرب دائم مع نفسها . واوحى لاندريا منظر السماء في تلك اللحظه بان الحرب كانت وشيكة .

انقبضت اساريرها وهي تنظر الى خريطه الطريق . وادركت ان بليز لوفالييه لم يكن ينوي تقديم اي تسهيلات !
وتنازلات لزوجه المستقبل والا لما طلب منها المجيء بمفردها الى هذا المكان المقفر اعتبرت اندريا هذا الامر بمثابة انذار .

فكم يلزمها من الشجاعه والثقه بالنفس لتستطيع العيش في هذه المنطقه الجبلية ذات البراكين الخامده .


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس