استيقضت بالصباح الباكر على انغام العصافير امام نافذتها البسيطه ركضت اليها لتفتحها بمرح وهواء القريه الندي يداعب شعرها وخدودها الورديه
اختفت ابتسامتها بمجرد مالمحت نظرات الناس من حولها .. مذنبه ب اعنيهم هي من افسد حياة اختها الوحيده تنهدت وهي مستسلمه لنظراتهم الجارحه الحارقه فهي تستحقها
..: صباح الخير
راما التفتت لها وابتسمت بعذوبه : صباح النور لأحلى اخت بالدنيا كلها
كريمه وهي تضع صحن الفطور من يدها على الطاوله وتتجه للنافذه لتغلقها عن اعين الناس التي التهمت اختها : الفطور ياشقيه
امسكت يد اختها وجلستها بجانبها .. امسكت بالخبزه ووضعتها امام اختها
كريمه : انا مو مشتهيه .. انتي اكلي اعرفك تحبين الخبز المقلي
احست بحزن اختها ونزلت الصحن من حضنها : كريمه انتي للحين زعلانه علي ؟
امسكت يد اختها واكلت اللقمه الي بيدها : مستحيل ازعل منك .. مين لي غيرك انا؟
خنقتها العبره وحضنت اختها : صدقيني ماسويت هذا كله الا عشانك بس القدر دايم ضدي مادري ليه ..
مسحت دموعها واردفت .. بس مازلت مؤمنه فيه وان اوضاعنا بتزين للأحسن
ابتسمت اختها لها ومسحت دمعه خانتها : كلامك صحيح .. يلا تعالي نساعد ماما بالترتيب
وضع كوب قهوته السوداء على الطاوله الفخمه شاح بنظره على انحاء الجناح الباذخ اللذي يشبه نمط حياته تماما .. اخذ يتصفح المجلات التي جميعها تتكلم عنه زادت قوته وغروره وهم يصيغون عنه اعذب الكلمات القى بالمجله بعيدا ومدد قدماه على الطاوله وهو يشعر بالخمول .. ضرب الجرس اللذي بيده ف اتته خادمه فرنسيه : نعم سيدي
..: جهزي لي الحوض الساخن
انحنت وخرجت .. لمح ملف اسود على طرف الطاوله وكأنه غير مهم لكن فضوله قاده ان يفتحه .. قلب صفحاته فكانت عن عرضه البارحه استمر بالتقليب والنظر الى صور عارضاته الجميلات لكن استوقفته صوره .. كانت هي متوشحه تصميم العروس .. كانت قمه فالفتنه والاضواء مسلطه عليها وعيناها تلمع باللون الزمردي .. انفها صغير شامخ شفتاها ممتلئه ومطليه باللون الوردي .. قلب الصفحه ببطئ وكأنه لا يريد ان يكتفي من ملامحها الجذابه .. انشدت عروقه واحتدت نظرته عندما رأها بحضنه .. رمى الملف بغضب وهو يلقي انواع الشتائم .. ضرب الجرس مره اخرى واتت الخادمه لكن سرعان ما عادت خطوتين .. كان يتنفس بسرعه وكأنه اسد غاضب فزت برعب عندما صرخ بوجهها :لماذا التأخير
انحنت وبدأت تتأتئ بخوف : اسفه سيدي سيكون جاهز فالحال
..: غبيه !
..: راما
اخرجت رأسها من خلف الكنب بمرح وهي تبتسم لأمها : هلا ماما
منعت نفسها من الضحك على ابنتها وشكلها المحيوس والغبار يغطي اغلب وجهها ف العاصفه التي ضربت القريه منتصف الليل لم تكن بسيطه : تعالي انشري الغسيل
نزلت المكنسه من يدها واخذت الغسيل من يد امها : ماما انا .. لم تدعها تكمل حديثها فقد ادارت ظهرها واكملت رش الماء على الملابس
شعرت بغصه من جفاء امها لها .. هي تعلم انها تحبها وامها تبادلها الحب لكن الذي فعلته لم يكن بسيطا .. مشت لخارج المنزل ومرحها ينطفئ شيئا فشيئا كيف لا وامها غاضبه عليها .. بدأت تعلق الغسيل وهي متجاهله تماما همسات الناس عليها اكبر همها الان كيف ترضي امها .. انتهت من نشر الغسيل وعادت لتكمل كنس البيت من الغبار
دفتها اختها من كتفها : خير ليش ماده البوز شبرين
كملت كنس وهي متجاهله اختها .. دفتها مره ثانيه : هيه اكلمك انا
رمت المكنسه بعصبيه ولفت على اختها : يعني ليش بالله ماده بوزي .. ماتشوفين امك ماتكلمني من الصبح بس جيبي ودي جيبي ودي .. جلست على الكنبه بزهق وجلست اختها بجنبها
..: راما انتي تعرفين ماما اكثر وحده كانت تتمنى هالعرس يتم .. بس لو هالشخص مناسب لي كان القدر تمم هالزواج .. انا مؤمنه ان كل شي يصير لسبب
ابتسمت لها وهي تحضنها وكأن الحياه دبت فيها ورجع مرحها .. مسكت المكنسه وصارت ترقص معها سلو دانس .. واختها تضحك عليها
..: بس انتي وياها .. صدق ماتستحون مخليني ساعه عند الباب ولا احد ساعدني
قامت كريمه وهي تساعد عمتها على حاجيات البقاله : انا اشيلها عنك عمتي
..: لا حبيبتي انتي ارتاحي .. انسه راما تعالي شيليها
لوت فمها على الاسم الي اطلقته عليها عمتها : سبحان الله طيب هي عرضت عليك انها تساعدك ليش غصب انا
فتحت عيونها العمه بغضب :ياقليلة الحيا ترادديني بعد ؟
قامت بسرعه وهي تشيل الاغراض : اف خلاص بشيلهم
وضعت الاكياس بالمطبخ وشافت امها تسوي الغدا .. هذي هي الفرصه الي تكلم فيها امها :ماما ايش الغدا اليوم
ردت بجفاء : كاري
راما : يعني مافي حلو على الغدا
..: عندك يدين سوي بنفسك
دمعت عيونها وهي تنظر لظهر امها وهي صاده تماما عنها .. اقتربت منها وضمتها من ورا وبدأت بالنحيب : ماما الله يخليك لا تعامليني كذا .. والله ماتحمل كل هالصد منك
وضعت السكين من يدها ولفت لها وضمتها بالمقابل : تعرفين اني ماقدر اطول زعل عليك
مسحت دموعها : يعني بتسوين لي حلو
ضربت كتفها بخفه : الحين كل هالدموع عشان الحلو
ضحكت وهي تضمها بقوه
بعيدا عن سكان هذه القريه وتحديدا لندن .. يعيش طبيب مشهور ببريطانيا ترشح ثلاث مرات ليصبح عميدا للكليه لكن لم يوفق فيها هاهو بعد مرور ثلاث سنوات يترشح للمره الرابعه !
لبس بدلته الرسميه وربطة عنقه الانيقه .. اخذ كوب قهوته وجلس ليهدئ اعصابه قبل اعلان العميد الجديد
..: صبااااح الخير لأحلى عميد في لندن كلها
..: صباح النور حبيبتي .. ليش ماقام اخوك للحين
..: مانام من امس يشتغل على مشروع تخرجه .. بابا تراني تخرجت من اسبوع وللحين انتظر هديتي
ضحك ابوها : الهديه تنطلب ! .. عكفت فمها بزعل واردف .. خلاص ابشري لك الي تبين
وقف وهو يعدل الكرفته ويبوس راس بنته : يلا استأذن
ابتسمت له وقالت : best of luck ..
|