عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-09, 08:06 PM   #5

محبة البينك
 
الصورة الرمزية محبة البينك

? العضوٌ??? » 88242
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » محبة البينك is on a distinguished road
افتراضي

أصابعها المتشنجة. لو كان لباريسا أدنى شك في أن الرجل الذي تورطت مويا معه هو لوكا دي ماغي المسمىب"لوك" من قبل اصدقائه... لما اقتربت من منزله أكثر من ميل. لقد ألتقت بالرجل مرةواحدة عندما كانت مراهقة تبلغ من العمر أربعة عشر عاما ، و كم تمنت أن لا تراهثانية.
"إذن ، باريسا بلمونت ، أم علي تسميتك باريسا هاردكورت بلمونت؟" لقد كادتهذه السخرية أن تمزق أعصاب باريسا المضطربة و تابع: "ها نحن نلتقي ثانية ، ومنالواضح أن كل هذا الزمن لم يعلمك بعض التعقل ، ربما يجدر بك أن تفسري لي ما كنتتقومين به ، فلقد دخلت إلى الشقة بالكسر و الخلع ، و ها أنت متلبسةبالسرقة."
كان يروح و يجيء بالقرب منها ، و لأول مرة في تلك الأمسية استطاعت أنتنظر إليه نظرة متفحصة ، فشعرت بنوع من العجز يسيطر عليها في الوقت الذي كانت تحدقبه. كان ضخم الجثة ، أنيقا ، و كانت سترته الداكنة تظهر كتفيه العريضتين ، و كانقميصه الأبيض الحريري مفتوحا عند العنق. كما كان قويا و طويل القامة. و عندما ألتقتعينا باريسا الزرقاوان بعينيه ، شعرت بمدى حنقه.
"إذا كنت متعطشة لهذة الدرجةإلى المال ، فبإمكان إمرأة جميلة مثلك أن تلجأ إلى الأساليب النسائية القديمة ،مثلا قبل اللجوء إلى السرقة." قال ذلك بشكل تهكمي.
ابتلعت باريسا ريقها و نظرتإلى البعيد ، فاصطدم نظرها بمظروف الصور الملقى على السجادة ، الأمر الذي ذكرهابسبب وقوعها في مثل هذا المأزق ، ثم استوت في جلستها و رفعت رأسها و حدقت بوجهخصمها الفظ.
"إن المال ليس سبب وجودي هنا ، فتلك لعبتك و ليست لعبتي يا لوك، ولكنك أسأت الاختيار عندما اخترت مويا لابتزازها ، فهي صديقتي." بعد ذلك لم تحاولباريسا أن تخفي الاستهزاء الذي ظهر في عينيها الزرقاوين ، فهي لم تقم بأي عمل خارجعن القانون بعكس هذا الرجل ، ثم تابعت كلامها: "أما بالنسبة للكسر والخلع..."
قال بهدوء شديد و كأنه يحدث نفسه: "لقد تركت الباب مفتوحا لبرهة." فشعرت باريسا بنظرة مدققة تغلف عينيه السوداوين ، في الوقت الذي كان يحدق فيه فيأرجاء الغرفة و تابع: "و هكذا دخلت." ثم إتجه صوب طاولة المكتب و فتح الجارور ،بعدئذ رأى الصور على الأرض فانحنى و التقطها.
لم تكن باريسا مضطرة لتصحيحمعلوماته و لم تكن مضطرة لإخباره بأنها شاهدته مع إحداهن ، فراقبته و هو يقلب الصورو الابتسامة المصطنعة ترتسم على فمه ، بعد ذلك استدار نحوها و قال مستفسرا: "لقدأتيت من أجل هذه الصور إذن."
لقد صار يعرف الآن السبب الحقيقي لوجودها في منزله. فأجابته: "بالطبع." ثم نهضت على قدميها و توجهت نحوه بشجاعة كبيرة و أضافت قائلة: "أما بالنسبة لدفع المال ثمنا لهذه الصور ، فأرجو أن لا تحلم بذلك." مدت باريسايدها و التقطت أحد طرفي المظروف ، فما كان من لوك إلا أن أحكم قبضته على رسغها ثمأجبرها


على ترك الصور.
"ليس بهذه السرعة يا باريسا ، اتعتقدين بأنني كنت أبتزصديقتك؟" ثم هز المظروف بالقرب منها و تابع: "لهذا السبب إذن قررت السطو على الشقةو سرقة الدليل. هل أنا مخطئ في تقديري؟"
"لا تحاول أن تلعب معي دور البريء يالوك دي ماغي ، لأنني أعرف كل ألاعيبك ، فلكي تحصل على مدخول إضافي زيادة على مدخولالمطعم ، تلجأ إلى أبتزاز بعض الشابات المسكينات." ثم ابتسمت مستهزئة.
"المطعم؟إذن أنت تعرفين بأمره؟"
ما قصة هذا الرجل؟ و هل يحاول حقا أن يستغبيها من وراءهذه الأسئلة؟ فكرت باريسا قليلا، ثم قالت محاولة استدراجه: " أما أن تعطيني هذهالصور أو أستدعي الشرطة."
كان لطريقة لمسه لرسغها ، و قرب جثته الضخمة منهاتأثيرا كبيرا على أعصابها المنهكة. لقد كان عليها أن تخرج من هذا المكان و بسرعة ،فبعيدا عن كل ما يجري ، لم يكن لباريسا أية ثقة بمويا الخائفة ، الأمر الذي قد يسببنفاذ صبرها فتقود سيارتها و ترحل إذا ما تأخرت باريسا أكثر من ذلك.
و هنا ،خرق صوت لوك الصمت الذي خيم على المكان ، فقال: "سوف تستدعين الشرطة يا باريسا؟ أنتتدهشينني ، فلطالمااعتقدتك أذكى من ذلك."
قالت باريسا بصوت عال: "ان الأبتزازجريمة كبرى."
"و لكن ياعزيزتي باريسا ، قبل أن تصل الشرطة إلى المكان أكون قدأحرقت الدليل ، و كل ما ستجده الشرطة هو إمرأة شابة متلبسة بالسرقة." ثم نظر إليهانظرة متفحصة من أعلى شعرها إلى أخمص قدميها و هو يبتسم بطريقة مثيرة.
فجأة ،فكرت باريسا بالمنظر الذي تبدو عليه ، ففستانها الأسود كان ضيقا ، و بطريقة دفاعيةشبكت يديها ببعضهما لعجزها عن مواجهته بالكلام. إذا ما أحرق الصور تكون مشكلة موياقد حلت ، و لكن بالمقابل تكون مشكلتها هي قد بدأت.
"نعم يا صغيرتي." ثم أخذيتأمل ملامح وجهها الجميل الذي بدأ يتبدل من الخوف ، و أردف قائلا: "بدل الصورسيشاهدونك أنت و سيشاهدون سكينك و قفل جارور طاولة مكتبي المكسور. و بإضافة رزمة منالمال إلى الموقف ، استطيع أن أضمن لك حكما طويل الأمد تقضينه في السجن."
بدامخططه قريبا جدا إلى المنطق ، فلاحظت باريسا بقلب خافق من الخوف ، و ثقة بالنفس فيطور التلاشي ، أنها لا تستطيع أن تفعل أي شيء. نظرت إلى الأعلى في إتجاه عينيهالسوداوين الباردتين و فكرت بخوف بما قد يحصل لها.
"و لكن سوف أعقد معك صفقة ،فإذا وافقت عليها استطيع أن أضمن لك أن الصور و الأفلام سوف تصل إلى صديقتك فيالقريب العاجل و بسرعة تامة."

صفقة؟" لم تكن باريسا تثق به ، فكيف يمكن أن تثقبشخص مثل دي ماغي؟ إنه محتال. و لكن كان عليها أن تصغي إليه. قالت مستفسرة: "و مانوع الصفقة؟"
محاولة التظاهر بأنها مازالت تتحكم بأعصابها.
مشى لوك بتمهل عبرالغرفة ، و وضع الصور على خزانة أدوات المائدة ، ثم التقط زجاجة من عصير الأناناسكانت موضوعة على صينية فضية و سكب بعضا منها في كأس كريستالية و خاطبهاقائلا:
"أتشاركينني بكأس من العصير؟" ثم أدار رأسه في إتجاهها و تابع: "أترغبينفي بعض الأناناس ، أو لعلك تفضلين مزيجا من عصير الليمون و البرتقال ، تبدين مصدومةقليلا."
ان كلمة "مصدومة" لا تفي بالغرض لوصف مشاعر باريسا ، كما أنه لم يكنهناك أي مجال لتشارك شخصا مثله الشراب.
"لا أريد شيئا ، أشكرك. أدخل في صلبالموضوع فقط."
قال ساخرا: "إنك عديمة الصبر." و ببضع خطوات استطاع أن يعبرالغرفة من أولها إلى آخرها و جلس على الكرسي المواجه لها.
أخذ رشفة من شرابه ،ثم ركز بصره عليها و كأنه يحاول أن يستخلص فكرة ما ، ثم قال: "حسنا باريسا ، إنالأمر سهل جدا ، فكما قالت تينا عندما خاطبتنا بفظاظة ، علي السفر لحضور حفلةوالدتي يوم الثلاثاء المقبل."
قالت بسخرية: "استغرب أن لأمثالك أمهات."
"يالك من فظة يا باريسا."
"حسنا ، أدخل في صلب الموضوع."
"ان أمي في السبعين منالعمر ، و للأسف فإن صحتها ليست على ما يرام ، أما أغلى أمنياتها فهي أن ترانيمتزوجا ، إلا إني لا أنوي التورط في مثل هذه الأمور. و لكن ، لكي أريح بال والدتيلا أمانع في التظاهر بذلك ، و هنا يأتي دورك."
نظرت باريسا إليه بارتياب ،فالفكرة لم ترق لها ، ثم ركزت بصرها على وجهه. لقد كان رجلا وسيما جدا ، ذا شعرأسود كثيف يتدلى على شكل موجات على جبهته العريضة ، و كانت عيناه مفتوحتين نصف فتحةو كأنهما تحاولان أن تخفيا تعابير وجهه. أما فمه فقد كان جميلا ، و ذقنه رباعيالشكل بالنسبة لأنفه ، فقد كان من النوع الروماني المثالي مما منحه نوعا من الوسامةالكلاسيكية.
سألت بقلق شديد: "و كيف ذلك؟"
"تسافرين معي إلى إيطاليا وتتظاهرين بأنك خطيبتي لمدة يومين فقط ، و بالمقابل تحصل صديقتك على الصور.
أعتقدأن والدتي سوف تفرح كثيرا إذا ما تأكدت أن "ليدي" إنكليزية سوف تصبح كنتها ، و بذلكأكون قد أرحت نفسي لبعض الوقت."


محبة البينك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس