عرض مشاركة واحدة
قديم 25-04-09, 04:39 PM   #9

محبة البينك
 
الصورة الرمزية محبة البينك

? العضوٌ??? » 88242
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » محبة البينك is on a distinguished road
افتراضي

بما أنك رئيسة فريق التجديف ، هل تحملين مفتاح مرآبالقوارب؟"
ردت باريسا بسرعة بالإيجاب ، فقالت تينا: "حسنا ، أريدك أن ترافقي لوكلمشاهدة القوارب ، و بعد أن يدخل المرآب ، أقفلي عليه لبعض الوقت."
إلا أنالأمور لم تجر كما خططت لها تينا. نظرت باريسا إلى ذلك الشاب الطويل ، فعرفت رغمسنها اليافع أنه ليس من النوع الذي يتقبل الألاعيب. في البدء سار كل شيء على مايرام ، فمشت برفقته عبر ضفة النهر ، و لم يجد أية صعوبة في اختيار حديثهما. أخبرهاأنه في السادسة و العشرين من عمره عازب و يبحث عمن يتزوجها ، فردت عليه بأنها فيالثامنة عشرة من عمرها ، و تبحث عمن يتزوجها.
لقد كان حديثه مرحا جدا ، الأمرالذي جعلها لا تتصنع الإعجاب به ، لأنها أعجبت به فعلا. كان لوك جذابا و غامضا فينفس الوقت ، بعد أن سألته عن عمله فأجاب بأنه يعمل في مختلف المجالات.
بعدوصولهما إلى مرآب القوارب ، اقتربت تينا من باريسا و ربتت على ظهرها لتذكيرهابالمخطط. نظرت باريسا إلى لوك مبتسمة ثم أذبلت له عينيها و سألته إذا ما كان يرغبفي رؤية القارب الذي تقوده برفقة أربع طالبات أخريات.
فرد عليها مداعبا: "سوفأكون سعيدا برؤية اهتماماتك."
استدارت باريسا و فتحت الباب ، كانت تنوي أن تتنحىجانبا لتسمح له بالدخول أولا ، و لكنه أغدق عليها بأدبه ، فأمسك يدها و رافقها إلىالداخل.
في هذه الأثناء حضرت تينا و أقفلت القفل فحبستهما معا في الداخل. كانالضوء خافتا في داخل المرآب ، فأخذ لوك ينظر إلى القوارب متفحصا. و لدهشتها الكبيرة، حول نظره باتجاهها و بدأ يتأملها بهدوء.
تململت باريسا في سريرها ، فبعد عشرسنوات استطاعت أن تتذكر كل نظرة و كل كلمة قالها لها.
قال لوك مغازلا: "كم أنتجميلة. لما كنت استطعت الحصول على مكان أفضل للقائنا ، لو كنت خططت لذلكبنفسي."
ما زالت باريسا تشعر بالخوف و الإهانة كلما استذكرت تلك اللحظات. كانتتعتقد أنها نسيت كل ما حصل في الماضي ، و لكن عادت إليها كل تلك الذكريات بعد أنشاهدته هذه الليلة.
صرخت باريسا: "كلا..." و حاولت أن تبعده عنها إلا أنه أمسكهابإحكام و بغضب.
"كلا! كيف تجرؤين على رفضي ، لقد كنت طوال فترة الظهيرة تحاوليناستدراجي لهذا الأمر."
ذعرت باريسا و تمكنت من الإفلات من بين براثنه ثم أجهشتبالبكاء لشعورها بالمذلة.
في تلك اللحظة ، فتح باب المرآب و شعرت باريسا بحالةمن الرعب تعتريها عندما شاهدت استاذة الرياضة تدخل إلى المكان. نظرت الآنسة شبلايإليهما و طلبت


شرح ما يجري.
أخبرها لوك دي ماغي ، الذي كان يتحكم بأعصابه بشكلكبير بأنه ابن عم تينا ، و قد أتى لزيارتها هذا اليوم ، فعرضت عليه باريسا مرافقتهلرؤية القوارب و فجأة أقفل الباب خلفهما ، أما سبب بكاء باريسا فهو خوفها منالظلام.
وجهت الآنسة شبلاي كلامها إلى باريسا قائلة: "هل صحيح ما قاله يا فتاة؟" فردت عليها بالإيجاب.
"حسنا ، اعتقدأنه لا يوجد أي مانع لذلك." ثم أضافت: "و لكن بما أنك رجل ناضج ما كان يجدر بكاختيار طفلة عمرها أربعة عشر عاما لمرافقتك. بل كان عليك مرافقة ابنة عمك تينافتتجول معك بدل إزعاج الليدي باريسا هاردكورت بلمونت". كانت نبرة الإزدراء في صوتالآنسة شبلاي واضحة و قاسية.
رد لوك دي ماغي متعجبا: "أربعة عشر عاما؟!"
سحبوجهه الوسيم و ركز بصره المرتاب على طول و جسد باريسا الممتلئ.
تقلبت باريسا فيسريرها ، فحتى الآن لا تعرف سبب تجاهل الآنسة شبلاي لما رأت ، و حسب ظن باريسا هناكاحتمالان: الأحتمال الأول هو أنها حاولت تفادي إحراج الفتاة اليافعة ، و الأحتمالالثاني ، و هو أنه المرجح ، هو أنه كان سيجري في اليوم التالي سباق بطولة المدارسفي التجديف ، و بما أن باريسا كانت نجمة في هذا النوع من الرياضة ، تجاهلت الآنسةشبلاي الأمر و لم تعاقبها.
تثاءبت باريسا في سريرها ، فرفعت الملاءة و قربتها منذقنها. لقد مضت تلك الذكريات و لم تعد لها أية قيمة، و نظرا لما حدث في الماضي ، لمتستغرب أن يصبح لوك نصابا.إن صورته محفورة في ذاكرتها على أنه إنسان عديمالرحمة.
في تلك اللحظة ، سمعت باريسا نحيب مويا في الغرفة المجاورة ، فأصغت لذلكالصوت الحزين ، و أدركت أنه لا يوجد أمامها أي خيار آخر سوى الموافقة على مرافقةلوك دي ماغي إلى إيطاليا. ما كانت باريسا لتقبل بأن تكون سببا في تدمير سعادةصديقتها خاصة و أن بيدها مفتاح الحل.
أيمكن أن يكون الأمر رهيبا إلى هذه الدرجة؟و ما المشكلةفي قضاء يومين في إيطاليا مع عائلة لوك دي ماغي؟ قالت متسائلة، فهي لمتعد الآن فتاة يافعة بل إمرأة ناضجة عمرها أربعة و عشرون عاما و ذات مركز اجتماعيمهم. أما بالنسبةإلى لوك دي ماغي ، فلن يكون سمجا في منزل والدته. و لم يفعل ذلك؟فصديقته الجميلة مارغوت ماي تكفيه.
في صبيحة اليوم التالي ، و بينما كانت باريساجالسة في المطبخ لاحتساء فنجان من القهوة ، أخذت تتفحص وجه مويا الحزين و عينيهاالشاحبتين ، ثم قالت: "حسنا مويا ، سوف أقوم بذلك ، اعطني رقم هاتف الرجل وسوف اتصلبه." تفوهت باريسا بهذه الكلمات بصوت مخنوق و متعلثم.
قالت مويا بسعادة: "أحسنتيا حبيبتي ، لقد كنت واثقة من أنني يمكنني الاعتماد
عليك." و الابتسامة تظهر علىوجهها الشاحب.
بعد أن خلصت نفسها من بين ذراعي مويا ، عادت باريسا و كررت: "أعطني الرقم."
"إني لا أعرف الرقم ، لا يهم ،فسيمون سوف يصل بعد قليل." ثمتابعت كلامها بنبرة حب: "نحن ذاهبان لشراء خاتمي الخطبة ، تعالي معنا لنوصلك إلىمنطقة ماي فير ، أما سيمون فنخبره بأنك ذاهبة لزيارة صديقة ، و هكذا تتحدثين معالرجل شخصيا." و بنبرة شاكرة اضافت: "أشكرك يا باريسا ، لقد أنقذت حياتي لأني ماكنت لأحتمل خسارة سيمون ، فأنا أحبه جدا."
كم كرهت باريسا فكرة الصفقة و لكنهالم تعد تستطيع أن تبدل رأيها بعد رؤية الارتياح الذي بدا على وجه صديقتها.
وهكذا ، في تمام الساعة التاسعة و النصف صباحا ، كانت تقف على مدخل بناء سبق لها أنزارته من قبل. و بطريقة مترددة ضغطت على جرس شقة الطابق الثالث متمنية لو أنها كانتموجودة في أي مكان آخر في العالم غير هذا المكان.
قال بصوت مزمجر عبر جهازالهاتف الداخلي: "نعم ، من هناك؟"
أجابت بصوت أجش: "باريسا."
"لا تتحركي... اصعدي مباشرة."
دفعت باريسا البوابة و دخلت المدخل الرئيسي و بدأت بصعود الدرج ،و ما أن وصلت إلى الطبقة الأولى من البناء حتى ظهر لها لوك دي ماغي ، فتوقفت خائفةمن وقع الصدمة.
بدا و كأنه استيقظ لتوه من النوم ، كان يرتدي قميصا قطنيا وبنطلون جينز. أبتلعت باريسا ريقها بصعوبة ، و قبل أن تتفوه بأية كلمة اقترب منها وأمسك ذراعها بقبضته الفولاذية.
"ما الذي فعلتيه يا باريسا؟ لا بد أنك مجنونة ،فخروجك من الشباكو نزولك عبر درج الحرائق الخلفي هو عمل طائش ، كان يمكن أن تقعي و تكسري رقبتكالجميلة ، يا غبية."
كان لوك غاضبا جدا ، فسلط عينيه السوداوين على عينيهاالزرقاوين بطريقة جعلتها ترتعش من الخوف ، فكانت نظرته توحي بأنه يبغيمعاقبتها.
قالت باريسا مستهزئة: "أنا في أحسن حال ، ما القصة يا لوك ، أكنتخائفا أن يتم القبض عليك بسبب القتل بدل الابتزاز؟" محاولة أن تشعره باحتقارهاله.
شد لوك يده قليلا على ذراع باريسا ثم عاد و اعتقها في الوقت الذي كان يركزبصره على وجهها الجميل.
"كلا يا باريسا، لست خائفا من أي شيء و لا من أي أحد ، ومن الأفضل لك أن تكوني أكثر حكمة خلال مخاطبتك لي ، فهناك أشياء كثيرة سوف أستفيدمنها بواسطتك يا سيدتي الصغيرة. ففي الأمس و في خلال عشر دقائق اعدت إلي


ذكريات عشرسنين خلت."
اتسعت عينا باريسا الزرقاوان من الدهشة ، و شعرت لبرهة باهتمامهالزائد بها و ذلك قبل أن يغمض عينيه في محاولة منه لإخفاء تعبيرهما.
"إذا ، كنتتنوين مساعدة صديقتك ، و هذا ما اعتقد أنك أتيت من أجله ، اتبعيني..." قال ذلكبلهجة آمرة.
تبعته على مضض صاعدة الدرج، و هي تتمنى لو أنها تحمل سكينا لتغرزهبين كتفيه ، و لكنها على الرغم من هذا الشعور لم تستطع إلا أن تعجب بوسامته و مشيتهالمميزة.
ما الذي يجري لها؟ فهي لم يسبق لها أن اهتمت بمظاهر الرجال الخارجية منقبل. لقد كانت تائهة في تفكيرها لدرجة أنها تقدمت و دفعت لوك من ظهره و ادخلته إلىشقته.
"يا لهذه العجلة ، لقد غمرتني بلطفك." ثم استدار و أمسك بذراعها جاذباإياها إلى داخل الشقة و مضيفا: "أم انك فعلت ذلك خوفا من أن يراك أحد معي ، أناالنذل السيء السمعة؟"
بعد أن وطات قدما باريسا أرض تلك الشقة للمرة الثانية ،نظرت إليه بإشمئزاز ، فهي لم تعتد أن تجب من قبل أي رجل بهذه الطريقة و شعرت بأنهيهزأ منها. و بعد أن استعادت باريسا سيطرتها على نفسها ، اجابته في محاولة منها لردالإهانة: "إن الخطبة بيننا لمجرد يومين ، شيء لا يشرف أي إمرأة ، لأنه يسيء إلىسمعتها."
قال ساخرا: "آه ، الآن عرفت سبب زيارتك غير المتوقعة يبدو أنك ندمت علىمغادرتك المتسرعة الليلة الماضية ، و قررت قبول العرض ، أليس كذلك؟"
أجابتمتمتمة و كارهة الأعتراف بالهزيمة: "تقريبا."
"حسنا ، فلنناقش الموضوع و نحننحتسي فنجانا من القهوة." ثم أضاف آمرا: "أتبعيني."
إذا ما عاد الحقير و أمرهابأن تتبعه فإنها سوف تقتله، قالت باريسا بينها و بين نفسها ، و لكنها عادت و تبعتهإلى المطبخ.
"إجلسي يا باريسا ، بينما أصنع القهوة."
"أليس من الأفضل أن تنهيارتداء ثيابك أولا."
قال مازحا: "تقبلي إعتذاري. و لكنني لم أنم إلا عند الفجر ،و لعل سبب ذلك هو أني قضيت معظم الليل و أنا قلق على الليدي باريسا."
يا له منكاذب ، فطبيعة عمله تفرض عليه أن يقضي الليل ساهرا حتى الصباح. اشاحت باريسا برأسهاو قررت عدم الرد على سخريته حتى و لو أدى ذلك إلى اختناقها من الكلمات التي لم تكنتستطيع كبتها. ثم كزت على أسنانها و قالت بحنق: "و لكن باريساعلى أحسن ما يرام." عادت باريسا و تذكرت صديقتها مويا و حفلة الزفاف ، و قررت أنتتصرف بطريقة لبقة مع الرجل ، كما حاولت اقناع نفسها


بأن الوقت الذي ستقضيه معه هويومان فقط و ليس العمر كله ، كما أن رحلة مجانية إلى إيطاليا ليست بالأمر السيئ ، وهي لا تستطيع تحمل نفقات رحلة إلى خارج بريطانيا من جيبها الخاص ، أما بالنسبةلصديقها ديفيد ، الذي كان يعمل مدرسا معها في نفس المدرسة ، فإن فكرته المفضلةلقضاء عطلة كانت التخييم مع الكشافة. عبست باريسا قليلا ثم عادت و تناست أمرديفيد.
انتفضت باريسا على كرسيها عندما رأت يدا ضخمة تضع فنجانا من القهوةامامها على الطاولة ، فرفعت رأسها لتجد لوك جالسا في مواجهتها على نفس الطاولةحاملا في اليد الأولى فنجانا من القهوة و ممسكا باليد الثانية ذقنه.
بعد أنتناول رشفة من قهوته الساخنة وجه كلامه إلى باريسا في محاولة منه لبدء حديثمعها.
"إن باريسا اسم غريب ، فكيف سميت بهذا الأسم؟"
ركزت باريسا بصرها علىحنجرة لوك و راقبت حلقه و هو يتحرك خلال ابتلاع القهوة ، ثم أخذت رشفة من فنجانها واجابت:
"لقد سافر والداي مرة في رحلة تنقيب عن الآثار إلى الشرق ، و هناك سمعابهذا الأسم و أعجبا به ، يظهر أنه اسم شرقي و يعني ، ذات الشكل الجميل."
"أنهيناسبك تماما ، أنك إمرأة رائعة الجمال ، تماما كما كنت طفلة رائعةالجمال."
شعرت باريسا بالارتباك عندما سمعت اطراءه المفرط ، فأدارت رأسها وتفادت النظر إلى وجهه.
"أخجلت؟ إنك تدهشينني يا باريسا." ثم مد يده و مرر اصبعهعلى خدها و اضاف برقة بالغة: "أني اتذكرك عندما كنت في الثامنة عشرة ، لا بل فيالرابعة عشرة من عمرك ، أليس كذلك؟"
أحست باريسا بحرارة اصبعه ، فأجفلت و تراجعت، ثم عادت و حدقت بوجهه الوسيم البسام ، كانت نظرة لوك المتفحصة ذات تأثير عليهامما أدى إلى شعورها بالخجل.
قالت هامسة: "حسنا، ألام ترمي؟"
"ربما كنت تكذبينعلي في ذلك الوقت و لكنك كنت عاطفية جدا ، فبعض الأمور لا يمكن تصنعهاأبدا."
قالت بغضب شديد: "إن كلامك غير صحيح على الإطلاق ، لقد كانت ابنة عمك هيسبب إقحامي في تلك الخدعة." فهي ما كانت لتقبل بأن تنعت "بالكاذبة" خصوصا من قبلمحتال مثله ، أما بالنسبة لطبيعتها العاطفية ، فهي لم تكن تملك هذه الصفة.
"ربما، و لكن لم تكن تينا هي من ينظر إلي بشغف ، و لم تكن تينا برفقتي ، بل أنت ياباريسا ، و هذا ما جعلني ادهش عندما رأيتك تخجلين الآن ، لا بد تعرفت على الكثير منالرجال منذ ذلك الوقت و تعاملت معهم بنفس الطريقة التي عاملتني بهاحينذاك."


قالت فاقدة اعصابها: "ماذا؟! إنك تهينني بـ..."
فقاطعها لوك محاولااسترضاءها: "ما بك يا باريسا ، إنني امازحك لا أكثر ، إنك تقعين بسرعة فيالفخ."
"حسنا، فلنتوقف عن الحديث حول الماضي." قالت باريسا هذا الكلام في محاولةمنها لإعادة مسار الحديث إلى موضوع مويا.
"إنني أهوى التحدث عن الأيام الغابرة. خاصة و أنها ذات معان فريدة من نوعها. تصوري أن يضبط شاب في السادسة و العشرين منعمره و هو يجلس مع طالبة يافعة! لقد كانت من أحرج اللحظات التي مرت في حياتي لطالماكنت متشوقا لمعرفة ما حدث لك بعد ذلك ، لا بد و أن المعلمة قد عاقبتك."
"لا ،لا. لم تفعل." ثم أخذت باريسا رشفة من فنجانها بعد أن شعرت بأن الحديث عن الماضيليس بالأمر المؤلم، ثم ابتسمت ، أنها ذكريات مضحكة حقا.
"لم تفعل لك أي شيء بعدكل ما رأته! لا بد و أنها قالت لك شيئا ما. لقد تضايقت في بادئ الأمر لأني شعرتبإني خدعت من قبل طفلة، و لكني عدت و شعرت بالذنب عندما تخيلتك و أنت تبعدين عنالدراسة لبقية الفصل و تحرمين من كل الأمتيازات التي كنت حاصلة عليها."
أجابتباريسا: "لقد حدث العكس تماما." إن شعور الألم الذي أحس به أعطى باريسا بعضالطمئنينة ، فلم تناقشه في هذا الأمر. و تابعت:
"لقد كنت نجمة بالنسبة للآنسةشبلاي في فريق التجذيف ، وكانت بطولة المدارس في التجديف على وشك الأفتتاح ، فلمتبلغ مدير المدرسة بما حدث ، لأنها لو فعلت ذلك تكون قد خسرت أفضل مجذفة فيالفريق."
"لم أكن أعرف أنك حقا تجيدين التجذيف. لقد كنت أعتقد إن كلامك هو مجردتباه."
"ماذا تقول؟ لقد كنت أنا من ألف الفريق الأولمبي و ذلك خلال دراستي فيالجامعة." قالت بفخر شديد متناسية إلى من توجه كلامها: "كما أنني كنت بطلة البلادفي التجذيف الانفرادي عندما كنت في التاسعة عشرة من عمري."
"و هل ربحت أيميدالية في الأولمبياد؟"
قالت متنهدة: "كلا." فهذا الأمر أكثر ما ندمت عليه فيحياتها: "لأنني لم أشترك في التجذيف." ثم سيطرت مسحة من الألم على عينيهاالجميلتين.
"دعيني أحزر سبب ذلك.لا بد و أنك تسللت من القرية الأولمبية في وقتكان يمنع فيه التجول ، و هكذا منعت من الأشتراك."
ابتسم لوك محاولا تشجيعها علىالابتسام ، و دون أن تشعر ، وجدت نفسهاتخبره حقيقة ما حصل.
"ليس بالضبط، لقد كنت في ذلك الوقت قد تعرفت إلى شابهولندي يدعى جان ، و كان يهوى اللعب على الرفاس النطاط ، و هي لعبة لطالما أحببتممارستها ، و




كان من سوء حظي إني وقعت و كسرت ساقي."
و لدهشة باريسا، أحنى لوكرأسه إلى الخلف و شرع بالضحك ، و لكن ما المضحك في الأمر؟ قالت بينها و بين نفسهابغضب.
لقد تلاشى الجو الهادئ الذي كان سائدا بينهما منذ دقائق و حل محله الغضب والحنق.
"إن الأمر ليس بالمضحك ، لقد كنت منهارة تماما."
"صحيح ، صحيح ،بالطبع." قال لوك محاولا وقف ضحكه و تابع: "ماذا حدث لصديقك؟ هل ربح أيميدالية؟"
"لا ، لأنني كنت قد حطمت رفاسه المفضل."
قررت باريسا في هذه اللحظةأن تصب القهوة على وجهه إذا ما عاد و ضحك ثانية. كان عليها أن تعرف كيف يمكن أنتكون ردة فعل رجل مثله على مثل هذه الأحداث. فكيف لنذل مثل لوك دي ماغي أن يقدرالتعب و الجهد الذي بذلته للوصول إلى الألعاب الأولمبية؟ فمحتال مثله يستطيع أنيحصل على كل ما يريد بالطرق الملتوية.ط
"إن هذا الأمر لم يحدث إلا لك ياباريسا." ثم هز رأسه و تابع كلامه ضاحكا: "لقد حطمت الرفاس... ها... ها."
وقفلوك منتصبا ثم فرك ذقنه و قال يجب أن أحلق ذقني." و خرج من المطبخ.
لا بد و أنهذا الرجل غير طبيعي ، قالت باريسا في نفسها بعد أن سمعت قهقهته المنبعثة منالحمام. بعد ذلك شعرت بدافع يحثها على النهوض و الخروج من ذلك المكان.
فنهضت ، ولكن ليس إلى الخارج ، بل إلى البهو ، لقد كانت وشك الخروج ، و لم يمنعها من ذلك سوىصدى نحيب مويا الذي لا يزال يرن في أذنيها ، لقد وعدتها بأن تقبل العرض و تصمد حتىالنهاية ، و لكن كيف السبيل إلى ذلك؟ نظرت باريسا إلى باب غرفة الجلوس ، فكانمفتوحا على مصراعيه ، ثم أصغت فسمعت صوت الماء الجاري في الحمام ، فأيقنت أن لوك لايزال مشغولا.
و بهدوء شديد دخلت الغرفة و توجهت نحو الطاولة و فتحت الدرج بحذر ،لمعت عينا باريسا بعلامة النصر بعد أن رأت مظروف الصور و بحذر شديد ، ألتقطتالمظروف و مشت على رؤوس اصابعها في إتجاه الرواق ، ومنه إلى الباب الخارجي وابتسامة الرضى ترتسم على ثغرها. لقد كان الأمر سهلا جدا.
أدارات باريسا مسكةالباب النحاسية و هي غير مصدقة حظها الرائع.
يا لحظي السيء! قالت و هي تلتقطأنفاسها ، ثم أدارات المسكة في الإتجاه المعاكس.
"أعتقد أنك سوف تحتاجين إلىهذا..."
أستدارت باريسا بهدوء ، فرأت لوك واقفا مستندا إلى الحائط و مادا ذراعهو

المفتاح يتدلى من بين اصابعه الطويلة.
نظرت إليه و شعرت بأن كل المعنوياتالمرتفعة التي كانت تشعر بها منذ لحظات قد تلاشت ، و أحست بقشعريرة تعتري جسدها. تذكرت باريسا أن هذا الرجل ليس سوى مجرم قد لا يتوانى عن قتلها ليحصل على مايريد.
لقد جردها من كل أسرارها بحديثه الودود خلال احتسائهما القهوة ، و قد كانفي كل تحركاته يسبقها في التنقل في أرجاء المنزل ، لا بد و أنه أغلق الباب و سحبمنه المفتاح بعد وصولهما مباشرة ، لقد بدا الآن كحيوان هائج مستعد للانقضاض في أيةلحظة.
نظر لوك بغضب إلى باريسا التي كانت ترتعش من الخوف ، ثم اقترب منها و هويحدق بالمظروف الذي كانت تحمله.
"إذن ، ما زلت تحاولين السرقة." قال ذلك فيالوقت الذي كان يضع المفتاح في جيبه: "و كما أفترض ، فإن تلك السيارة في انتظاركثانية في الشارع الخلفي."
"إن افتراضك غير صحيح." أجابت باريسا مرتعشة الصوت. فالتقط بيده الأولى رسغها و سحب بالثانية مظروف الصور من بين اصابعهاالمرتجفة.
"إنها ملكي على ما أعتقد." و حرك فمه باستهزاء بينما كان يرمي بالصوربرعونة على الطاولة و أضاف: "إلا إذا كنت تشعرين بأنها أصبحت ملكك يا باريسا." ثمأمسك بذقنها و أدار رأسها مجبرا إياها على النظر إلى وجهه.
كانت باريسا مرتعبة وغاضبة في نفس الوقت ، و لكنها كانت تكافح من أجل عدم إظهار ذلك ، لقد كانت على وشكأن تنجح في تمالكها لنفسها ، و لكنها فشلت في ذلك بعد أن اقترب بجسده الضخم منهافشمت شذا عطره. حاولت الابتعاد ، فما كان منه إلا ان ضغط باصابعه علىذقنها.
"إنك تقرفني، لقد أخبرتني مويا عن مطالبك ، إما المال و إما... و لكنك لاتخيفيني ، يا لك من حقير." قالت ذلك بغضب بعد أن ازداد خوفها.
نظر إليها بصمت ثمترك رسغها دون أن يترك ذقنها.
"نعم ، أن الأمر يستحق هذا العناء ، على الرغم منأن معظم النساء يتمنين أن أطلب منهن ذلك."
قالت باريسا بحنق: "يا لك منمغرور."
"هذا يكفي يا باريسا ، فأنا لم أعد احتمل المزيد من إهاناتك. إما أنترافقيني إلى إيطاليا يوم الأثنين أو أبعث بالصور إلى الصحف. إن القرار عائد لك. وأؤكد لك أني لن أحاول التحرش بك ، أو مضايقتك." ثم أرخى يده من على ذقنها و تراجعإلى الوراء خالي الوجه من أي تعبير.




"إني جائع ، في إمكانك إخباري قرارك النهائي و نحن نتناول طعام الفطور ، خذي وقتك." ثم أدار إليها ظهره و ألتقط الصور متوجها إلى غرفته.
راقبته باريسا و هو يغادرهابعبسة غضب. فهي لم تعرف ما إذا كان عليها أن تفرح أو أن تشعر بالإهانة لعدم إهتمامهبها.
قال بغير إهتمام: "هل أنت جاهزة للذهاب؟"
لاحظت باريسا مدى غضب لوك منخلال مراقبتها له و هو يرتدي معطفه فلم تستطع منع نفسها من الكلام.
"كنت أحسبأنك تريد تناول طعام الفطور."
"صحيح ، و لهذا نحن ذاهبان."
"ألا تستطيع أنتحضر طعامك في المنزل؟"
"إذا كنت تنوين فعل ذلك أكون لك من الشاكرين." ثم ابتسم، فقفز قلب باريسا من مكانه من الفرح بعد أن رأت الأبتسامة تعود إلى وجهه الوسيم. لقد تذكرت باريسا المرة الأولى التي رأته فيها مبتسما في تلك الأيامالخوالي.
قال متأسفا: "و لكن لا يوجد طعام في الشقة."
بعد نصف ساعة تقريبا ،كان الأثنان جالسين إلى مائدة أنيقة في أحد أفخم مطاعم لندن ، نظرت باريسا إلى لوكمندهشة في الوقت الذي كان يطلب فيه فطورا إنكليزيا كاملا مؤلفا من اللحم ، البيض ،النقانق ، الفطر ، الطماطم ، والخبز المحمص. رشفت باريسا رشفة من فنجان قهوتهاالخامس في ذلك الصباح و عادت للتفكير بابتسامته الدافئة. إنه غريب الأطوار ، ففيلحظة واحدة يمكن أن يتحول من الشراسة إلى الأبتسام مما يشعرها بأنه صديقوفي.
"هل قررت؟"
غصت باريسا بقهوتها ، ونظرت إليه.
"كيف يمكنك أن تأكل كلهذا الطعام في الصباح؟" قالت ذلك مستفسرة في محاولة منها لتغيير الحديث.
"هذاسهل جدا ، فكما تلاحظين ، أنا رجل ضخم و لدي شهية جيدة..." ثم ابتسم ابتسامةسطحية.
"الآن أجيبي عن سؤالي." قال ذلك آمرا و عيناه تحدقان بوجهها. أن عليهامرافقته إلى إيطاليا ، تماما كما سبق لها و وعدت مويا ، و لكن بما أنها جالسةبرفقته في أحد المطاعم الفخمة ، سوف تحاول و لو لمرة واحدة أن تتقرب من الجانبالطيب في شخصية لوك الجذاب ، المسترخي.
"لوك ، أني لا أصدق أنك في حاجة إلىالمال لدرجة أن تفسخ خطوبة مويا و تدمر حياتها من أجل هذا الشيء البغيض. إنها مغرمةجدا بسيمون ، لقد أوصلاني غلى منزلك هذا الصباح ثم تابعا طريقهما لشراء خاتميالزواج ، ثم لم لا تعطيني




الصور و تنسى الموضوع؟ و لو لهذه المرة فقط."
راقبتباريسا وجهه الوسيم آملة أن يتقبل الفكرة ، و لكن بد ذلك عبس وجهه و قطبحاجبيه.
قال ساخرا: "و لو لهذه المرة فقط! و هل يجب عليك أن تمدحيني و تستغليشكلك الجذاب بالنسبة لي لكي اعطيك الصور؟ و ماذا أفعل بالنسبة لضحاياي الآخرين؟ ألايستحقون بعض هذه الشفقة؟"
"أنا لا يهمني الأخرون يا لوك ، فإذا نسيت موضوع مويا، أعدك بأن لا أخبر أحدا عن عملك."
قال متهكما: "لقد أرحتني قليلا ، و لكني غيرموافق ، إن كل ما أريد أن أعرفه الآن هو نعم أم لا."
نظرت باريسا إليه نظرةثاقبة و فتحت عينيها الزرقاوين محدقة
بعينيه و قالت: "نعم ، تبا لك! سوف أذهب معك إلى إيطاليا و لمدة يومين فقط و سوفأدعي بأني خطيبتك ، أما يوم الأربعاء فعليك أن تسلمني الصور.ط
نهضت باريسا شاعرةبأنها أخطأت عندما حاولت التقرب من الجانب الطيب لشخصية لوك ، لأن هذا الجانب غيرموجود.
"أحسنت. في هذه الحال يجب أن نحذو حذو صديقتك و نذهب لشراءالخاتم."
أمسك بيدها و قادها إلى خارج المطعم. دهشت باريسا عندما رأت سيارةليموزين سوداء ضخمة مع سائقها الخاص متوقفة في انتظارهما على مدخل المطعم.
"صباحالخير سيد دي ماغي ، لقد سررت لرؤيتك ثانية."
هذا ما قاله السائق الذي يرتدي زيهالخاص مرحبا ، ثم فتح لهما الباب الخلفي.
"صباح الخير يا جونسون."
و قفت باريسا فاغرة فاها لدهشتها ، فدعاها لوك إلى دخول السيارة ، لم تستطع أن تفهمما يجري حولها ، فلقد كانا استقلا سيارة أجرة لكي يذهبا إلى المطعم.
"من فضلك ياجونسون ، خذنا إلى سوق الصاغة." قال لوك آمرا و مغلقا الزجاج الذي يفصل بين السائقو المقعد الخلفي ثم استقر في جلسته على المقعد الجلدي.
"من الذي قال أن العملالأجرامي لا يطعم خبزا؟" قالت باريسا ذلك مذهولة و فاتحة عينيها من الدهشة.
نظرإليها لوك نظرة جانبية و قال: "أستأجر سيارة ليموزين دائما عندما أكون في لندن. فمنالصعب أن يحصل الانسان على موقف ليركن سيارته الخاصة. و لكن قبل أن نصل إلى أي مكانأريدك أن تتوقفي عن مناداتي بالمجرم في الأيام القليلة القادمة ، فبالنسبة لعائلتيو أصدقائي أنا رجل أعمال."
يا له من عمل! قالت في نفسها ، ثم نظرت إلى وجهه وقررت الاحتفاظ برأيها


محبة البينك غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس