[هند صابر]

جولة في قلبك
الفصل الثاني
الجزء 2
زمت شفتيها و دعكت يديها بتوتر ثم نظرت الى خاتم الزواج بيده و قالت بغيظ: "يبدو انك سعيد جدا بزواجك"
تغيرت ملامحه فجأة و تطلع الى الخاتم بيده ثم نظر اليها و قال بتوتر: "كيف تسمحين لنفسك ان تحشري انفك بحياتي الخاصة؟"

قالت بثورة: "مثلما تحشر انفك انت بحياتي"
ندمت فورا على انفعالها عندما لمحت نظرة قاسية بعينيه السوداوين.......... اسرعت فيكي و وضعت كأس العصير على المنضدة و هي تتطلع بوجهه ثم وضعت امامه كأس و قدمت له صحن فيه قطعة من الكعك قائلة: "تفضل سيدي"
اشار بيده دليل انه لا يرغب بشيء الا انها قالت بسرعة: "تذوق الكعكة انها لذيذة........... صنعتها نتاليا......... تذوقها ارجوك"
نهض بعدم اكتراث و قال بحدة: "جهزي الولد............. انتظره في السيارة"
قالت نتاليا بسرعة: "سيد ريموند اجلس ارجوك........... انا اسفة لانفعالي .......... اعذرني"
تناول مفاتيح السيارة و قال بعدم اكتراث: "لا داعي لاستمرار الحديث انه غير مجدي ........... اعتقد ان ما جئت من اجله واضح........... و قد اخبرت بقراري سابقا لذلك لا داعي لافتعال الصدمة"
و ابعد بصره ببطء الى الناحية التي جاء منها ذلك الصوت الناعم البريء الذي قال: "امي...... من هذا الرجل؟"
راقبت نتاليا ريموند و هو يتطلع بفرانكو لم يتغير اي تعبير بوجهه و لم تلحظ اي نظرة حنان او عاطفة و انما كان يتطلع اليه بتركيز.........
اجابت بهدوء: "انه عمك يا حبيبي"
الطفل و بسعادة و هو يركض نحوه و يحيطه قائلا: "عمي ريموند.......... اخيرا رأيتك"
وضع ريموند يده السمراء على شعر الطفل الفاحم الطويل و داعبه برفق.
قالت: "عمك جاء لزيارتك............ و سيبقى ليتناول العشاء معنا الليلة"
نظر اليها ريموند بجمود ثم حمل فرانك و وضعه على المنضدة و ربت على خده الزهري و قال بصوت منخفض: "تبدو من عائلتنا حقا يا صغيري......... ما اسمك يا ولد؟"
الطفل و بلباقة: "فرانك روستن"
ابتسم ريموند كاشفا عن اسنان ناصعة جميلة و كانت ابتسامته ماكرة و هو يقول: "بالتأكيد انت فرانكو روستن............. اذن لما لاتأتي معي الى القصر؟.......... هناك جدتك بانتظارك و عمك ريغان............. و عمتك باتريسيا"
الطفل و بفرح عارم: "حقا؟........ نعم عمي اريد رؤيتهم جميعا"
تطلع ريموند الى نتاليا بشيء من الانتصار و قال: "اذن تعال معي الان"
فرانك و بسرعة: "نعم......... لكن.......... يجب ان تأتي امي معي"
تطلع ريموند اليها عندما قالت بحدة: "لا اسمح لك بذلك يا فرانكو........... عمك يريد ان........"
ثم توقفت لا يجب ان تدخل الطفل بهذه المشاحنات و المشاكل و لا يجب ان تحمله فوق طاقة تفكيره.
قالت: "فيكي خذي فرانك و ادخلا........ اريد ان اتحدث مع السيد ريموند على انفراد"
تمرد فرانك قليلا الا انه فهم من نظرة والدته ان عليه ان يذهب.

قالت باتهام: "لا تستغل مشاعر الطفل.......... انه لا يعي شيئا"
ريموند و هو يجلس: "ان مكان فرانك معنا........ وسط العائلة يتربى تربية مناسبة............. يتعلم بمدارس فاخرة يجد كل ما يرغبه نضع له مربية تعلمه تقاليد العائلة........... ينشأ بيننا ليصبح رجلا تتمناه اي عائلة راقية ليكون زوجا لأبنتهم"

قالت بسخرية: "ينشأ ليصبح مثلك....... اليس كذلك؟......... يشبهك تماما"
التقت عينيه بعينيها و قال بتمعن: "الا تريدينه ان يكون مثلي؟........ لا اعجبك؟"
قالت بسرعة: "نعم لا اريده ان يكون مثلك............ اريده ان يكون كوالده.......... لا اريده ان يحتقر الاخرين و يتعالى على الناس........... يجب ان يكون متواضعا محبوبا يتحلى بالاخلاق الجميلة"
دعك ذقنه ببطء و قال و هو يتأملها بالتدريج: "لهذا السبب لا يمكن ان اتركه هنا............... ان ما فعله موريسيو كان غلطة............. و علينا اصلاحها"
قالت بسرعة: "ا تعتقد ان فرانك يستطيع ان يتركني؟............ أ ذلك بصالحه؟......... ان يبتعد عن امه؟"
هو و باهتمام: "لو كنت تفكرين بمستقبله لتركته يأتي معي........ سينساك مازال صغيرا"
قالت بتأمل: "اتعتقد انني قادرة على نسيانه؟"
هو و بقسوة: "سأخصص له ايام لزيارتك............ اعدك بذلك"
قالت بسرعة: "لست موافقة على هكذا وضع يا سيد ريموند............ ما تطلبه فوق المستحيل"
قاطعها قائلا و بثقة: "انا لا اطلب........... ريموند روستن لا يطلب من احد............ يأمر فقط"
هي و بانزعاج: "و ماذا ستفعل ان لم انصاع لأوامرك؟"
ابتسم ابتسامة فاترة و نهض و اقترب منها........ اعتدلت بجلستها و ابعدت بصرها عنه عندما اصبح قريبا من الكرسي الذي تجلس عليه و انحنى ليقرب وجهه من وجهها ...... نظرت بعينيه بقلق شديد و شعرت بانفاسه تلفح وجهها وقال بصوت خافت: "هذا غير مناسب لك يا....... سيدة نتاليا........ انت تضرين نفسك هكذا"
تنفست بتلاحق و تسمرت نظراتها بنظراته المتوعدة و شعرت بالدموع ملأت عينيها و يبدو انه لاحظ ذلك و قالت بضعف و هي متضايقة من قربه: "ارجوك......... لا تشعرني بعجزي............ ليس عدلا ان تؤذينا هكذا"
ابتعد ببطء و نهضت و دخلت الى المنزل.
قالت فيكي: "ارجوك لا تبكي........ لا تجعلي مثل ذلك الرجل يضعفك........... لك كامل الحق بحضانة طفلك........... لا تخافي منه"
قالت ببكاء: "لا تفهمين شيئا يا فيكي انا عرفهم جيدا.......... لهم نفوذ واسع و يمكن ان يأخذونه رغما عني و لا يجعلونني اراه طوال حياتي لهم سوابق بمثل هذه التصرفات ......... لا تستهيني بريموند........ له قلب كالحجر و قادر على الظلم ببراعة.......... هكذا كان يقول موريسيو عنه"