عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-15, 05:07 PM   #19

دينا عبدالله*

نجم روايتي ومصممة بمنتدى قلوب أحلام وشاعرة متألقه في القسم الادبي وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية دينا عبدالله*

? العضوٌ??? » 307045
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,990
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond reputeدينا عبدالله* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

الفصل الخامس

ذهبت لورين الي العمل صباح اليوم التالي ، فاستقبلتها آني بذراعين مفتوحتين ، قالت (بدأت افكر ان علي ان اعد المجلة بنفسي . اتصل موظفان اليوم واخبراني انهما مريضان وهذا حتي الان ) اشارت بيدها الي الكرسي المواجه لمكتبها وتابعت (اجلسي ، سأقول لك ماذا ستفعلين اليوم ) عادة مكتب آني مثال في الترتيب والنظافة ، اما اليوم فيبدو وكأن هناك عاصفة من الاوراق تجمعت عليه ، وآني تقلب بها كلها ، من الاوراق المطبوعة والمجلات القديمة ، وكأنها تبحث عن ابرة في قومة قش
قالت وهي تمسك بقائمة في يدها (ها هي ، والان هذا ما اريد منك ان تفعليه ) حدقت بلورين للحظة ثم تابعت (انت متأكدة انك افضل ، تبدين شاحبة )
اكدت لها لورين (انا بخير ) فهي غير قادرة علي الاعتراف بأنها لم تنم طوال الليل ، وليس هناك اي علاقة للمرض بذلك بل لسام هاردي ، ولهذا لا تستطيع ان تقول سبب شحوبها والبقع السوداء تحت عينيها
(حسنا ، هذا ما اتمناه لأنني سأعطيك عملا شاقا اليوم )

لم تنزعج لورين ، فهذا يعني علي الاقل لن تفكر مطلقا بسام.
عاد روبن بعد يومين واتصل بـ لورين في المكتب ، بنبرة صوت قلقة يغلب عليه النعاس ، قال (ذلك بسبب التعب في الطائرة ، لقد بدلت الكثير من الرحلات ! كان علي العودة في طائرة كونكورد ، لكني طلبت طائرة خاصة )
قالت بتعاطف (مسكين حبيبي )وهي تشعر بالتعب ايضا ، مع انه عاد بعض الموظفين وبدأت الامور تعود الي نصابها . ومع ذلك ، هاهي تحدق ببع الاوراق وهي تتحدث معه (هل كانت رحلتك جيدة ام ماذا؟ )
قال وهو يتثاءب (اجل لكن بالكاد تمكنت من الاحتفاظ بعينين مفتوحتين ، آسف لورين . علي العودة الي المنزل لأنام ، كنت متعبا جدا طوال تلك الاسابيع ، وهذه الرحلة هي القشة الاخيرة ، سأتصل بك عندما اصبح مرتاحا ، اتفقنا ؟ انا الان لست في حالة قادر فيها علي الكلام )
وضعت سماعة الهاتف وهي تشعر بالحيرة ،هناك شيء ما غريب في صوت روبن . بدا بعيدا ومتوترا ، وكأنه غاضب منها ؟ لكن لماذا؟
غرفة الصحافة فارغة ، فالكل في الخارج بحثا عن قصة ، وهي بمفردها هنا . سارت الي النافذه ونظرت الي الخارج تفكر . انه بعيد لعدة اسابيع فلماذا يكون غاضبا منها ؟
تورد وجهها ، الا اذا علم ان سام هاردي ذهب الي منزل والديها لإحضارها ؟ هل ذكر سام له ذلك ؟ تذكرت رد فعل روبن عندما اخبرته انها كانت علي علاقة مع سام ، تري هل يغار ؟ ام سبب هذا هو شعورها بالذنب لأنها كانت تشعر بانجذاب لا يقاوم نحو سام ، لكنها لم تظهر ذلك ، وسام لم يدرك بما تشعربه . سمعت صوتا في اعماقها يوبخها ، سام ليس بأحمق، فهو يشعر بذلك ايضا ، انه كتيار كهربائي ، كلما التقيا هناك شرارات تشع في الهواء . لكنه لن يذهب ليتفاخر بذلك امام روبن ، او امام اي كان ، سام لديه الكثير من العيوب ، لكنه لا يتحدث ابدا عن اي امرأة . كما وانها ليست من النساء اللواتي يعرفهن ، قالت لنفسها ذلك بغضب ، فهي تفضل الموت علي ان تكون كذلك .
استدارت وعادت الي مكتبها مقطبة الجبين ، واجبرت نفسها علي التركيز علي عملها . ربما تخيلت تلك النبرة البعيدة في صوت روبن . مسكين روبن ، فهو متعب ، بل مرهق . هذا كل شيء . وهو يرغب في التأثير بوالده ، وحتي الان لم ينجح ، ربما هذه الرحلة ستحقق له ذلك اخيرا .
رأت اثناء ذهابها لتناول الغداء اعلان لعمل علي اللوح الداخلي فقرأت الاعلان باهتمام . انه عمل تبحث عنه وبشكل دائم .
صحافي في غازيت . لكن هناك شائبة واحدة فيه ، سام هاردي يعمل هناك ايضا . لكن ايضا روبن ، وهذا ربح اضافي ، لذا عادت لوري نالي المكتب وامضت فترة الغداء وهي تقدما طلبا للعمل اتصلت بروبن عدة مرات ذلك اليوم ، لكن دائما في الخارج . قالت سكرتيرته ببرود (السيد كورنول منشغل جدا ، سأخبره باتصالك )
شكت لورين ان تكون فعلت ، لأن روبن لم يتصل بها الا مساءً ، وبسرعة لانه ذاهب لحفلة استقبال في احدي السفارات مع والده وعدد من الاشخاص المهمين من بلاد اخري.
(اسف لورين ، علي الذهاب ، اصر والدي علي ذلك ، لذا لا استطيع التغيب . وانا منشغل حتي اذني في هذه اللحظة ، لسوء الحظ)
قالت لورين بقلق (روبن ، هل هناك سوء ما ؟)
(سوء ؟ ما الذي تقصدينه بسوء؟ انا فقط منشغل كثيرا . ووالدي يغدق علي الاعمال دون ان يقبل اي عذر )تبدل صوته ليصبح مليئا بالحماس (نسيت ان اخبرك سيضعني في مجلس الادارة في نهاية هذا العام ، وقال انني استحق ذلك وحان الوقت لأكون هناك أساعده . اعتقد ان والدي بدأ ينظر بجدية الي اخيرا )
قالت لورين وهي تبتسم (هذا خبر رائع ) ربما تبالغ في رد فعلها ، وتقرأ ما يحدث بطريقة خاطئة . وربما روبن منشغل حقا ، محاولا ان يسعد ويؤثر في والده ، وشعوره نحوها لم يتغير ابدا .
اضافت (انني سعيدة جدا ، بالطبع ، فهناك الكثير لأخبرك به ، كل ما في الامر انني منشغل جدا . انتظري ، دعيني انظر الي دفتر مواعيدي لأري متي اتمكن من رؤيتك هذا الاسبوع . اسمعي ما رأيك بتناول العشاء معا الجمعة ؟)
(الجمعة ، رائع. اتطلع لاسمع كل شيء عن رحلتك ، اراك في المقهي لتناول شرابا قبل الذهاب اذا )
تردد روبن قليلا ثم قال ( حسنا في المقهي ، الساعة السادسة والنصف ) توقف عن الكلام قبل ان يتابع ( لورين انا اسف . لكن والدي . حسنا ، ليس من العدل ان القي اللوم عليه ، الحقيقة هكذا جرت الامور ، لكنني اسف لانني تخليت عنك )
قالت بحرارة ( لا تقلق بشأن ذلك عزيزي ) المسكين يتمزق بينهما ، وهي تفهم ذلك الان ، تابعت (اتفهمك وانا لست غاضبة منك )
تنهد وقال (حقا؟ شكرا لك . يجب ان اذهب ، اراك يوم الجمعة وسأخبرك حينها كل شيء)
صباح نهار الجمعة تلقت رسالة من المدير الشخصي لجريدة الفازيت يقول فيها ان اسمها وضع في لائحة المقبولين لهذا العمل ، وهكذا امضت ما تبقي من النهار وكأنها تسير في الهواء
كان لديها بعض الوقت بعد الظهر ، وهكذا قبل ان تذهب الي لقاء روبن ذهبت الي المنزل لتبدل ثيابها.
ارتدت فستانا اسود ، لم يكن جديدا لكنها تبدو جميلة جدا وهي ترتديه ، كما وان روبن معجب به.
وضعت قرطين من اللؤلؤ في اذنيها وعقد من اللؤلؤ الاصطناعي حول عنقها والذي قدمته لها جدتها في عيدها الثامنة عشر ، كما وضعت لمسة خفيفة من المكياج . فهي تريد ان تبدو بأجمل ما يمكن لأجل روبن . فهما بعيدان عن بعضهما لأسابيع وهي تشعر كأن هناك تبدل في علاقتهما. لا تدري ان كان هي السبب ام روبن ، فهي لا تنكر احساسها بعدم الراحة والحيرة لفترة وربما هو ايضا كذلك.
وصلت علي الموعد وفي الوقت المحدد تماما ، لكن لم يكن هناك اي أثر لروبن ، لذا جلست الي طاولة فارغة وطلبت كوبا من عصير الليمون ، مر بعض الاشخاص امامها ، ابتسمو لها والقوا التحية عليها
تقدمت منها فتاة وسألتها (اتنتظرين احدا ؟)
ابتسمت لورين واجابت (روبن )
ابتسمت الفتاة بطريقة ساخرة وقالت (روبن كورنول ؟ )ثم تابعت (حسنا ، اتمني لك وقتا سعيدا )
سارت مبتعدة فنظرت لورين لها باستياء ، جين هود دائما مزعجة وتشعر بالغيرة في كل مرة تري لورين مع روبن ، ربما هي ايضا معجبة به
تناولت لورين العصير وهي تراقب الطريق متوقعة ان تري روبن يركض عبر الشارع من المبني المواجه .
مرت الدقائق . نظرت الي ساعتها وقطبت جبينها . تأخر روبن ربع ساعة . قال انه منشغل جدا ، فربما هناك من يؤخره.
انتهت من تناول العصير، وقررت ان لا تطلب اي شيء اخر قبل وصول روبن ، نظرت الي ساعتها مجددا ، ها قد مرت عشرين دقيقة ، ماذا تفعل؟ هل تتصل بمكتبه لتعلم كم سيتأخر؟
سمعت بعض الضحك من طاولة جين هود ، استدارت لورين فرأت جين صديقاتها تراقبنها . كلهن تنظرن اليها وتهمسن ، شعرت بأنهن يتحدثن عنها ، ربما يفكرن ان روبن تخلي عنها .
اخفضت رأسها وهي تمسك بكوبها الفارغ ، ثم فتح الباب فنظرت بشوق ناحيته ، ضغطت علي اسنانها ما ان رأت ان القادم ليس روبن ، بل سام هاردي .
فكرت بمرارة ، هذا كل ما تحتاج اليه ، ليس فقط روبن تخلف عن موعده ، بل ايضا سام هاردي يشهد ان روبن تخلي عنها . لماذا عليه ان يصل الان ؟
وقف عند الباب ، ينظر عبر الغرفة ، فتظاهرت لورين انها لم تره . ابقت نظرها علي الطريق في الخارج ، لكن شعرت وكأنه يسير نحوها .
جلس علي المقعد المقابل لها وقال (مرحبا لورين ) سمعت صوته جافا فهو يعلم انها تتجاهله .
نظرت اليه وقالت ببرود متعمدة (مرحبا ، انا بانتظار شخص ما ، لذا ان كنت لا تمانع وتنتقل الي طاولة اخري )
قال وهو يحدق بها ( اريد ان اتحدث معك لورين )
(لا اريد التحدث معك ، اسمع الشخص الذي انتظره سيكون هنا في أي لحظة )
قال سام (لا ، تعالي الي الخارج ،لورين . اعتقد انك تريدين ان تسمعي هذه الاخبار بحيث لا احد يستطيع رؤية وجهك)
شحب وجهها وهمست ( انه روبن ) وقفز بها الخيال الي تحطم سيارة روبن وكأنها ستختنق (ما الذي حدث؟ )
نهض سام وامسك بيدها ، شد بها لتقف ثم قادها الي نحو الخارج .
بالكاد لاحظت لورين العيون تراقبها وتهمس ، لكنها لم تكن تفكر بمن هناك ، فهي بالكاد تحرك قدميها ، فخوفها يكاد ان يقضي عليها . سألت بتوتر شديد (ما الذي حدث ، اخبرني ؟)
(انتظري قليلا ) وسار نحو سيارته ، فتح باب السيارة وساعدها لتجلس علي المقعد بجانب السائق ، ثم صعد وراء المقود ، وادار المحرك .
امسكت بذراعه وقالت (ما الذي تفعله؟ اوقف السيارة ، لن اذهب الي اي مكان معك . اخبرني ما الذي حدث لـ روبن . علي ان اعرف ، هل هو مصاب؟ هل هو ...؟)
رفضت ان تلفظ تلك الكلمة بل تابعت (لدينا موعد الليلة ، وكنت بانتظاره واصبت بالقلق عليه)
(لن يلقال الليلة ، ولا اي ليلة اخري )
حبست انفاسها ، لابد ان روبن مات ، فهناك حسم نهائي بكلام سام ، كما وانه يراقبها بقلق .
ثم قال ( انه في حفلة خطوبته)
فلمعت عيناها بذهول (ماذا؟ )
(سيتزوج من جانيس ايرل )
اصيبت لورين باستغراب شديد ، هزت رأسها وقالت (انه خطيبي )ونظرت الي يديها المرتجفتين ، الي خاتم روبن في اصبعها ، وكأنها تحاول التأكد من البرهان الواضح امامها ، قالت ( تحدثنا علي الهاتف كان ليقول شيئا ، قال انه سيصطحبني الي العشاء) ونظرت اليه تتهمه وتابعت (لماذا تكذب علي ؟ انت لا تعتقد انني سأصدقك ! فما تقوله سخيفا جدا ) فكرت بالفتاة صاحبة الشعر الاحمر والتي احضرها سام الي تلك الحفلة .
قالت (بالكاد يعرف جانيس ايرل ، التقيا لمرة واحدة في تلك الحفلة التي احضرتها معك )
(تقابلا عدة مرات وهو في الولايات المتحدة مؤخرا ، فتشارلي كورنول يعقد صفقة كبيرة مع والد جانيس ، وهذا ما ابقي روبن هناك كل ذلك الوقت )
شهقت وسألته (هل والده وراء ذلك؟ هل هو من ارسلك لتتحدث معي؟ انه يحاول ان يفسخ علاقتنا منذ اشهر ، فهو يكرهني . وربما اختلق هذه القصة لأتشاجر مع روبن )
قال سام بصوت غاضب ( لا تكوني حمقاء لورين ، قد يكون تشارلي يبني النجوم بسبب جانيس وابنه ، لكنه لم يرسلني الي هنا لأتحدث معك ، وانا اخبرك بالحقيقة ، فلا تضحكي علي نفسك )
علمت انه يقول الحقيقة ، لكنها لا تتحمل ان تصدقها . قالت معترضة ( لكن روبن لا يحبها ، قال انها مدللة ومغرورة)
( جانيس صاحبة اخلاق واكثر منه بكثير ، بكل الاحوال ) تابع بصوت غاضب ( كان سيتركك جالسة هناك ، وهو لم يهتم بما تشعرين به . وانت لا تعلمين ما الذي حدث ، الشاب مخادع ، اناني وجبان ، جبن من اخبارك بنفسه . كان سيخبرك الليلة ، علي ما فهمت ، ولهذا السبب قرر لقاءك ، لكن والده قرر ان الليلة مناسبة مثالية لاعلان الخطوبة )
( كان علي روبن ان يتصل بي ليعتذر عن الموعد )
(لم يستطع مواجهتك في النهاية ، وبدلا من ان يفعل كتب لك رسالة ، ثم نسي ان يرسلها . رأتها جانيس علي مكتبه عندما ذهبت لتصطحبه )
شعرت لورين بجسدها كله يئن من الالم من فكرة ان تذهب تلك الفتاة لتأخذ روبن من مكتبه ، وتري الرسالة المرسلة لها ، وهي تعلم ماذا تحتوي . كيف تمكن روبن من ان يفعل بها هكذا ؟
تابع سام بهدوء ( اعترف لها انه كان سيلتقي بك الليلة ، ليشرح لك ماذا حدث ليفسخ الخطوبة بينكما . اعتقدت انه فعل ذلك ، لقد وعدها انه سيفعل ذلك ما ان يصل من الولايات المتحدة ، وعندما سألته قال انه فعل . انه كاذب تماما كما هو مخادع ،روبن الرائع . المهم ما ان مرا امام المقهي. منذ ساعة تقريبا ، رأتك جانيس هناك ، تنتظرين)
شعرت لورين بالدماء الحارة تتوهج في وجهها . عضت علي شفتيها بقوة لكي لا تبكي من الالم.
حدق سام في الطريق امامه وهو يتابع ( اصبت بالرعب ، واتصلت بي لتطلب مني الذهاب الي المقهي كي اخبرك بنفسي )
شعرت لورين بالمرض ، وأغمضت عينيها واتكأت علي نافذة السيارة غير قادرة علي التكلم
اسرع سام بالانطلاق في السيارة ، وشعرت بالامتنان للصمت السائد بينهما ، لأنها كانت تخاف ان تبكي في اي لحظة . لماذا هو؟ لماذا جانيس ايرل؟ فكرت بمرارة . لماذا اختارت سام ؟ هل لأنه الشخص الوحيد الذي تعرفه ويعرف لورين ايضا؟ حسنا، لقد اختارت اسوء مرسل في العالم . فسام هاردي هو اخر شخص تريده قربها في هذه اللحظة .
اوقف السيارة ، ففتحت لورين عينيها ووجدت انه اوصلها الي المنزل .
لم تستطع ان تنظر اليه ، بل قالت (شكرا لك علي ايصالي الي المنزل ) ترجلت من السيارة وشعرت بساقيها ضعيفتين وغير قادرتين علي حملها ، خرج سام من السيارة وتبعها علي الفور.
قالت ( اذهب، من فضلك )
قال بتصميم (كل ما اريده هو ان اراك بأمان داخل شقتك)
لم تجادله عندما اوصلها الي باب شقتها ، امسكت بالمفتاح لكنها لم تستطع ان تضعه في القفل ، وقع علي الارض ولم تستطع رؤيته لأن عينيها مليئتان بالدموع . التقط سام المفتاح وسمعت الباب يفتح.
قالت من دون ان تنظر اليه (شكرا ، وعمت مساءً)
دخلت واغلقت الباب ، لكنها ادركت ان سام دخل معها الي المنزل قبل ان تغلق الباب علي ذات الجهة
لم ترفع نظرها الي وجهه ، نظرت الي ساقيه الطويلين قربها ، انه يرتدي بنطال من الحرير الاسود ، يرتدي بذلة ، ادركت ذلك للمرة الاولي . فهي لم تره من قبل ، فهناك الكثير مما يشغل بالها . لابد انه كان خارجا الي حفلة ما عندما اتصلت جانيس . ربما كان ذاهبا الي حفلتها ، ليحتفل بخطوبتها هي وروبن؟
بدأت لورين تضحك من سخرية الموقف ، والضحك تحول الي بكاء. انهمرت الدموع التي كانت تخفيها ، فاتكأت علي الجدار ترتجف وتبكي ، مخبأة وجهها منه.
تركها سام تبكي لعدة دقائق ثم وضع ذراعيه حولها ، حاولت ان تتوقف عن البكاء ، لكنه جذبها اليه ، لم ترغب لورين ان يري وجهها ، فدفنته في سترته ، استطاعت ان تشم رائحة عطره ، انه رائحة الصنوبر ، فتذكرت حديقة بيتها وتمنت لو انها هناك ، فنهار الاثنين كل من في المؤسسة سيعلم ، سيحدق بها ويهمس ، ستكون الرقم الاول في الثرثرة عليها ، عن انتهاء خطوبتها ، وعن اخبار روبن وتخطيطه للزواج من جانيس ايرل
قال سام بهدوء ( هيا ،لورين، هذه ليست نهاية العالم ، كما تعلمين ستنسينه . فقط قولي لنفسك كم هو مخادع ، وانه من الافضل ل كان تتخلصي منه)
مسحت دموعها قبل ان ترفع رأسها ، تفاجأت من تعابير وجهه. بدا صوته باردا لكن هناك ضيق علي وجهه بالفعل ، ولأول مرة تسألت ماذا كان شعوره نحو جانيس ايرل. علاقات سام لم تدم طويلا ، ولم يكن هناك اي مشاعر عميقة فيها ، وهي لم تسمع يوما انه تأثر بانتهاء علاقة ما ، لكن يبدو وكأنه يأخذ الامر علي محمل شخصي ويبدو غاضبا مثلها ، وهي لا تستطيع التصديق انه يشعر بكل هذا السوء لأنه متعاطف معها.
(اسمع انا ممتنة لك ، لقد كنت لطيفا جدا ، لكني اريد ان اكون بمفردي ، فهل تسمح وتغادر)
لم يتحرك سام بل قال ( هل انت متأكدة انك بخير؟ )
ابتسمت بسخرية وقالت ( وماذا تعتقد انني سأفعل؟ اقتل نفسي؟ )
توتر سام وقطب وجهه . ضحكت بغضب منه وتابعت( آه ، لا تنظر الي هكذا ! سخر روبن مني ، لدي احترام لنفسي كاف كي لا اعمل امرا بهذه الحماقة ! لن اقتل نفسي ولن اقتله ، مع انني ارغب في القيام بذلك في هذه اللحظة! ما ارغب في القيام به هو الاتصال بجريدة منافسة واعطيها القصة الجميلة عن روبن وما فعله بي! سيتحمسون لها كثيرا ،أليس كذلك ؟ ابن صاحب مجلة يتخلي عن خطيبته ليتزوج من ابنة مليونير . قصة مثيرة للنشر . سيدفعون لي ثروة عنها)
( لكنك لن تفعلي ذلك)
دفعته بعيدا عنها قائلة ( ولماذا؟ فهو يستحق ذلك! كلهم ، هو ووالده وتلك الفتاة . لقد كانو بلا عطف معي ، فلماذا لا اكون كذلك معهم؟)
قال سام بصوت هادئ (لسببين ، اولا ستكونين وضيعة مثل روبن ، وانت لست كذلك . فلماذا تريدين النزول الي مستواه ؟ وانت صادقة جدا ولا تبيعين قصتك ، كما وانك تعلمين ماذا سيشعر تشارلي وابنه الغالي عندما يقرآن عن نفسيهما ما كتب عنهما في صحف الاخبار السيئة! سيكرهان ذلك بالفعل )
(بالطبع ، لكن هذا السبب الاخر الذي يدفعك لعدم بيع القصة ، فستخسرين عملك ، لن يتردد تشارلي كورنول بذلك . وفي الواقع ، ستقدمين له خدمة ، سيسعد بالعذر الذي يدفعه لطردك )
قلبت شفتيها وكأنها تفكر بالامر ، قالت صحيح ، انت علي حق ، هذا ما سيفعله ،الوغد . ماهذا العالم الذي نعيش فيه؟ هو وإبنه عاملاني بطريقة سيئة ، وان اخبرت احدا سيطردني من عملي ) تنهدت وهي تضغط علي يديها وتتابع ( هذا ليس عادلا )
(لا ، لكن العالم كله ليس بعادل . انت ناضجة لورين ، ولابد انك اكتشفت ذلك منذ زمن بعيد . الألم جزء من الحياة ، علي ما اعتقد ، والطريقة الوحيدة كي لايصاب المرء بالالم عليه ان لا يوجد في الحياة ، خصوصا ان لا يغرم ابدا )
( حسنا ، لابد انك خبير في هذا الموضوع! لا اعتقد انك اغرمت مرة في حياتك )
سمعته يتنهد ويقول بقسوة ( شكرا لك ) عضت علي شفتيها وراقبته ، انه يبدو حزينا ، هل حقا كان مغرما بجانيس؟
سألته وقد نسيت ما تعانيه للحظة ( ماذا ، هل اغرمت من قبل؟ )أليس من السخرية ان يغرم سام وللمرة الاولي بامرأة تتخلي عنه ، تماما كما فعل مع عديد من النساء ؟
التوي فمه بغضب قائلا ( لماذا تريدين ان تعرفي؟ هل تشعرين بحال افضل ان علمت انني مررت بكل هذا ؟حسنا ، ان كان ذلك يساعدك ، اجل ، لورين ، اغرمت من قبل ، ولم يكن هناك نهاية سعيدة لحبي ايضا .ربما ليس هناك نهايات سعيدة ل، لأنني توقفت عن الاعتقاد بذلك منذ زمن ، ففي النهاية ، اصبحت الان في الخامسة والثلاثين من عمري ) نظر اليها وابتسم بسخرية متابعا ( وانت ايضا لست بمراهقة) قالت بصراحة (بعد اربع سنوات سأصبح في الثلاثين من عمري ، اتعتقد انني لا ادرك ذلك ؟)
وافقها سام قائلا ( الثلاثون مرحلة خطرة )
شعرت علي الفور وكأنها سمعت ذات الجملة من قبل . بالطبع سمعتها منه بالذات ! عادت لها تلك الذكري بلمح البصر . لقد همس بها في اذنها في حفلة عيد ميلاده الواحد والثلاثين ، والذي اقامها في شقته . بالكاد كانت تعرفه ، فقد كانت تدرس الصحافة في الجامعة ليومين وتعمل في ذات الوقت . ولم تبلغ الثانية والعشرين من عمرها وقد شعرت بالانهيار نحوه . واغرمت به بسرعة ، هذا قبل ان تلتقي بآني وتسمع سجل ماضي سام الخطر .
قال باستياء ( عندها تدركين ان امامك طريق طويل عليك ان تسلكيه ، وهناك الكثير الكثير لتتعلميه )
ياللغرابة ، فكل تلك العداوة بينهما قد انتهت الان ، لأن كليهما تخلي عنهما من يحبانه . تثاءبت وهي تشعر بالارهاق ، قالت ( سام ، لا استطيع التحدث الان ، اريد ان اكون بمفردي ، ولن اقدم علي أي عمل احمق ، فقط سأستلقي وربما سأنام . لقد كنت لطيفا جدا وانا ممتنة لك )
حدق بها للحظة ثم هز رأسه موافقا وقال ( انزعي سلك الهاتف قبل ان تذهبي الي النوم ، ولا تحلمي بروبن كورنول )
سألته بمرارة ( كيف اتمكن من السيطرة علي احلامي؟ )
(سأعطيك شيئا اخر لتفكري به ) ضمها إليه وعانقها بقوة.
تساءلت ربما هو علي حق ، لما لا تتوقف عن التفكير بروبن وتستسلم لعناقه.
همس بصوت مضطرب (اردتك منذ زمن بعيد وانتظرتك لسنوات )
رن جرس الانذار في رأسها ففتحت عينيها علي الفور . ما الذي يقوله؟ انه يبدو كالمنتصر . لقد كانت منشغلة بالتفكير بنفسها ، ولم تفكر ان لطفه المفاجئ وراءه دافعا ما.
الامر في منتهي الوضوح ، فكيف كانت عمياء هكذا؟ لم يتبعها الي هنا لأنه قلق عليها ، بل هناك مخطط يعمل عليه ومنذ البداية . لقد اوقع بها . فلابد انه انتظر لسنوات لينتقم منها.
ادرك سام ان هناك شيئا ما تبدل فأرجع رأسه لينظر الي عينيها ، قال ( لا تفعلي ذلك ،لورين ، ليس هذه المرة ،اكاد اجن لأجلك)
قالت بصوت مضطرب (اسفة) وحدقت به ليعلم ان ما تقوله تقصده تماما ، ثم تابعت (لا استطيع ،حاولت ان اتظاهر انك روبن لكن لم ينجح الامر)
رأت الصدمة في عينيه مما قالته له . شحب وجهه وظهر الضيق في عينيه ، قال (عما تتحدثين؟ انت تريديني كما اريدك ، ولا يمكنك ان تخفي ذلك )
(صحيح ما تقوله ، لكن حدث ذلك لاني اعتقدت انك روبن )
نظر اليها وكانها صفعته ، قال (لا اصدقك ،انت تكذبين .لقد نسيته تماما )
اصبحت لورين علي شفير البكاء . انها امسية طويلة مرهقة وحزينة ، تريده ان يرحل لتغمض عينيها وتترك الدموع تنهمر.
(لا يمكنني ان انسي روبن ، كيف سأفعل ، فأنا احبه . دعني وشأني وارحل)
حدق بها للحظة وهو يمسك بشدة بكتفيها ، ثم ابعدها جانبا وابتعد. سمعت اغلاق باب منزلها ، وعلمت انها اصبحت بمفردها اخيرا .
مسحت دموعها وذهبت الي سريرها ، لم تتوقع ان تنام لكنها بحاجة للظلام والصمت حولها . وكأنها ستختبئ وتنسي كل شيء
هذا ما حدث ، لأنها نامت علي الفور ، مع انه كان نوما مضطربا ، مليئا بالاحلام وهذا ماجعلها تتقلب بعدم راحة . رأت وجوها تسخر منها وتضحك عليها . واستمرت برؤية رجل بعيد عنها ، يختبئ وراء المنعطفات ، وشعرت بحاجة كبيرة للذهاب وراءه لكنها استمرت في فقدانه ، صرخت روبن وهي تركض بسرعة عبر الممرات الملتوية ، واخيرا رأته امامها مباشرة واستدار ليمد لها ذراعيه . فركضت بسرعة اليهما.
لكنه لم يكن روبن ، انه سام هاردي ، وجهه يظهر تحديا وتهديدا جعلها تصرخ من الخوف ، فعانقها ، تحول هذا الخوف الي سعادة لا توصف.
استيقظت وهي تئن من الخجل من ذلك الحلم ، ذهبت الي المطبخ واعدت لنفسها القهوة ، وعادت الي السريروهي تفكر بحلمها الغريب.
بعد فترة هدأت وبدأت بتحليل ما يحدث معها ، وللمرة الاولي بدأت بتحليل عواطفها نحو روبن . منذ البداية تدرك انها لم تكن متأكدة من روبن ولم تثق به كليا . فهو من بيئة مختلفة ، والزواج منه كالزواج من امير الاحلام ، ولورين لم تكن يوما تصدق تلك القصص الخيالية بالنسبة الي الفتيات العاديات ، خصوصا ان والده كان رافضاوبشدة لتلك الفكرة.
ومع ذلك تشعر بالالم لخسارته ، خصوصا لتلك الطريقة ، ومن دون اي تحذير ، تجد ان روبن اغرم بامرأة اخري وتمت خطوبتهما علي الفور . تلك هي الصدمة وما حدث مع سام بعد ذلك جعل الامر اكثر سوءا .
لقد كانت غاضبة منه منذ زمن بعيد ، لكن الان تري انها لا تشعر بالغضب منه فقط ، بل بالاحتقار ، لأنه علم انها في حالة من عدم التوازن العاطفي فحاول اغواءها . كيف يمكن له ان يصل الي هذه الدرجة من الانحطاط؟ اي نوع من الرجال هو؟
هذا هو سام هاردي. انه مستعد لاستعمال اي سلاح للاستفادة منه ، فهي المرأة الوحيدة التي رفضته ، ولذا لقد انتظر كل ذلك الوقت ليحظي بفرصة لن يضيعها علي لائحة نسائه .
حسنا، بإمكانه ان ينسي ذلك . ستعمل جاهدة كي لا يحصل علي اي فرصة ثانية . وستتجنب رؤيته بمفرده في المستقبل.



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 01-09-15 الساعة 04:25 PM
دينا عبدالله* غير متواجد حالياً  
التوقيع
منذري ياكايدهم
رد مع اقتباس