عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-15, 11:01 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



السلام عليكم
كيفكم متابعين روايتي يلي عددهم قليل!!
كنت وعدتكم تكملة البارت قبل واسفة على التأخر
اعذروني عشان ضغط الدراسة وهيكاا
المهم هاي تكملة البارت
قراءة ممتعة



كان الصمت يلف بها من كل جانب.. وهي تسير في طريق مظلم مليء بأغصان الشجر الملقية على ارض قاحلة تتعثر بها وتقع ارضاً لتصاب برضوض وجروح مختلفة بعضها ينزف خضاباً أحمر وأخر اصبح لون جلدها أزرق بسبب وقوعها المستمر.. تسير
وعيونها التائهة متوجهة حيث مصدر الضوء ذاك الذي يأتيها من البعيد البعيد.. و كانت قدماها ترتجف من الخوف وشدة البرد القارص في آن واحد وكانت تعض على شفتيها التوتية المتشققة بألم واضح يجعل الدم يتدفق منها...
ثم تلبدت السماء السوداء المظلمة بالغيوم ذات اللون الرمادي سرعان ما هطلت الأمطار.. فاخذت تهرول في مشيتها بارتجافة جسدها النحيل من برد هذه العاصفة... ولم تزدد الأمطار إلا شدة ولم يزدد الرعد الا صارخا بغضب مرات متتالية بعد مرور الوقت وثار جنون العاصفة مولولة ثائرة غاضبة و الأشجار تهتز اهتزازا عنيفا حيث الأمطار تصنع بركاً متماوجة فانقبضت على نفسها وتراجعت إلى الوراء وهي تسير باطراف كادت ان تتجمد من هذا البرد القارص.. كانت تركض بخوف وذعر شديد الى ان وصلت الى مكان مسدود مليء بالحشرات والافاعي السامة فأغلقت عيناها بخوف وتراجعت للوراء واخذت تلتلفت ذات اليمين وذات الشمال لعلها تجد مخرجا من هذا المكان المخيف وتدور حول نفسها بخوف وجزع مرات عدة الى ان شهقت بقوة وهي تراه يقف بعيدا عنها على منحدر كبير... يبدو الضعف والحزن يبلله كما تبلله مياه السماء التي سقطت عليه لتجعل ملابسه تلتصق بجسده فيصبح تماما كتمثال يقف في احدى الزوايا فصرخت بأعلى صوتها وهي تتقدم نحوه " مجد..."
التفت اليها بنظرات ملؤها الندم ،، الحزن ،، الاسف .. جميعها اجتمعت لتجعل بريق عيونه تخترق جسدها النحيل وبصوت واهن يكاد لا يسمع من شدة العاصفة " سامحيني.."
امسكت يديه بقوة وقالت برجاء " ارجوك أعدني الى المنزل انا خائفة.."
قال وهو ينظر الى اسفل المنحدر " لا استطيع،، فأنا سأغادر الآن"
وجهت نظرها الى ما ينظر وشهقت بقوة و انحدرت دموعها لتمتزج بقطرات المطر الغزيرة وقالت بانفعال وهي تهز رأسها " لا.. لا .. مجد ارجوك..لا لا تفعل لا تتركني وحيدة ارجووك .. "
"لا استطيع،، (صمت قليلا ثم قال) فقط سامحيني"
واعقب قوله افلات يدها بقوة و شهقاتها التي تصاحب صوت الرعد تزداد والقى بنفسه بكل حرية من اعلى المنحدر امام عيونها الحمراء المتورمة لتجثو على ركبتيها بكل ألم وتمد يدها للفراغ وتصرخ " مجد لماذا تركتني؟!"...

شهقت بقوة وهي تفتح عيونها و حبات العرق التي تغزو جبينها ووجهها الملائكي.. لتغمض عيونها الحزينة المذعورة من اشعة الشمس التي تمردت ككل صباح في التسلل الى الغرفة لتعتدل في جلستها وترتب خصلات شعرها المتناثرة.. ثم القت بنظرها الى الساعة التي كانت تشير الى العاشرة والنصف صباحاً.. نهضت من فراشها متوجهة نحو دورة المياه لتخرج منها بعد دقائق ثم لتلتقط يداها عن المنضدة الخشبية تلك السلسلة الذهبية التي تحمل في وسطها حرف ^r^ .. وضمتها الى صدرها بقوة لتسيل بعدها دموعاً من مقلتيها كقطرات المطر التي تهطل في ليلة شتائية في اشد فصول سنة برودة .. وأخذت تقول من وسط اوجاعها " ااخ يا امي.. لقد مر وقت طويل لم يأتي طيفك لزيارتي لقد اشتقت لكِ.. اشتقت لهمساتك ونصائحك.. وحتى الى توبيخاتك.. يا ليت الزمان يعود ويقف الى قبل موتك .. ارجوكي عودي او دعيني اذهب اليكِ.. المكان موحش من دونك.. لسنين طويلة وانا أتحدث الى طيفك و لا تزال صورتك الاخيرة عندما ودعتك على باب منزلنا في ذهني لا تغيب.. كنت صغيرة حينها لا ادرك معنى نظراتك تلك كنتِ وكأنك تشعرين بان موعدك حان لتصبحين جثة هامدة تنامين تحت التراب.. (وهنا اعتلت شهقتها واكملت بغصة وهي تمسح دموعها التي تمتنع عن مفارقتها حيث ابت ان تبقى حبيسة داخلها وما زالت تستمر في النزول) لكنني سأكون قوية ولن اضعف امام ما يواجهني سيبقى الأمل مزروعاً في داخلي.. اني أؤمن بوجود ايام جميلة ستأتي..."
مسحت دموعها بظاهر يدها و وضعت السلسلة جانبا بعد ان سمعت طرقاً خفيفاً على الباب ووجه ريم يطل منه بابتسامتها المرحة " صباح الخير ياا قمراً يزين بيتها "
بادلتها قمر قمر بابتسامة شاحبة " صباح الورد "
جلست ريم على سريرها ونظرت مطولاً الى قمر " ماذا هناك؟! تبدين حزينة!!"
هزت رأسها نفياً.. فتسائلت ريم باستفهام "هل عاد ذلك الحلم السيء.. الذي يخص والدتك..؟!"
"لا ابداً.. (ورسمت ابتسامة باهتة على وججها الشاحب) اذاً ماذا هناك وما سر السعادة هذه !!"
"السر هو اننا سنذهب الى رحلة!! "

( وما الحجة التي خرجتي بها لتقنعي جدي..)
التفتت ريم حيث مصدر الصوت وقالت " وهل كنت تسترق السمع؟! "
وجه انظاره الى قمر والتي كانت تجلس تنظر اليه بضيق سرعان ما اشاحت وجهها بضيق اكبر ..كانت اشبه بفتاة صغيرة بملابس النوم تلك ذات اللون الأزرق الداكن طُبعت على الطبقة العلوية منها رسمة فتاة صغيرة ممسكة بدمية بنية وأما بنطالها فقد كان عريضاً بنقشة الكاروهات بألوان تناسب اللون الأزرق ثم قال وهو يجلس على أريكة بيضاء اللون " لم لا .. كنت اتجول فسمعت هذا من دون قصد "
لوت ريم شفتيها بسخرية " وانا سأصدق ذلك.."
"وما سر السعادة هذه .. لا اكاد اصدق ريم سعيدة من اجل قضاء يومين في المنطقة الجنوبية.."
اجابت مقلدة نبرته " ولم لا وسيكون هناك شيء مختف في الرحلة ( وهنا اشارت حيث قمر بيديها ) وهو قمر "
ابتسم ابتسامة خاطفة ثم أخذ يجول بنظره ارجاء الغرفة امام نظرات ريم المستفهمة و قمر الخاطفة المرتبكة لتسأله ريم بحيرة " لماذا تنظر الى الغرفة هكذا ؟! "
اجابها وهو يضع كفه اسفل ذقنه.. بوضعية تدل على التفكير " افكر وأتسائل لماذا تسجن قمر نفسها بهذه الغرفة لعدة ساعات كل يوم ؟!"
هذا يعني انه يعر امر اختفائها اهتماماً.. او انه يفقدها !! وبرغم شعورها بالسعادة تجيبه قمر في سرها " كي لا أقع فريسة لك.. "
لينما تسائلت ريم باستخفاف " والى اين وصلت يا سيد مفكر ؟! "
وبرغم نبرة السخرية من فم ريم الا انه لم يعرها اهتماما بل أخذ ينظر حيث ملاكه.. لترفع قمر وجهها بعد ان شعرت بنظارته المسلطة نحوها ليفاجئها بتلك الابتسامة التي تشق طريقها الى وجهه الحديدي وزادتها الدهشة أكثر عندما قال وهو موجه نظره نحوها " لأنها جميلة.."
وما ان خرجت تلك الكلمات من فمه والتي جعلت قلب قمر ينتفض.. واحمرت وجنتيها بحمرة خفيفة فهل يقصدها هي ام الغرفة!! وشعرت بحرارة تسير في جسدها امام نظراته تلك التي كانت تبعث اليها شعوراً بالراحة.. ولكن نظراته كانت مختلفة وكأنها نظرات مودعة نادمة آسفة جعلتها تتذكر ذلك الحلم السيء فنظرت اليه في شيء من الخزن وقبل ان يفسر سبب بريق الحزن في عيونها لفت انتباهه تلك السلسلة الذهبية فأخذ نفساً عميقاً ليتمالك أعصابه ولكن لم يستطع ذلك عندما انطلق صوتاً من الخارج ينادي ريم فخرجت على عجلة من امرها تاركة ذلك الزوج المشحون ليبدأ صراعه منذ ان نطق بكلماته الحادة باحتقار وسخرية " سلسلة جميلة.. يا تراه من يكون ذلك الشخص الذي يهديكي سلسلة كهذه " نطقت قمر كلماتها بحدة وضيق " أليس من المنطق ان تخرج من غرفتي وأن لا تتدخل فيما لا يعنيك !!"
فمن الآن وصاعداً لن تسمح له ان يهينها بأي شيء.. ويمس كرامتها بسوء... يكفي ما نالت منه حين صمتها.. ولن تسمح له ان يتحدث عن والدتها بشيء كهذا الإحتقار الذي يقطر من كلماته...
تسائل بسخرية " غرفتك!!" واكمل وهو يتجه حيث الشرفة "ام انك نسيتي انك في بيت جدك .."

والتفت ناحيتها بعد ان طال صمتها ليراها ممسكة بتلك السلسلة الذهبية وكأنها تبعث فيها بعضاً من القوة الثبات.. فهل عادت الى الصمت من جديد؟! ،، ليشعر بحرارة تسري في جسده فأخذ يسير باقدامه نحوها ثم يسحب منها السلسلة بحدة وليرميها جانباً امام عيونها التي توجهت اليه بحدة وعدم تصديق وصرخ بصوته الغاضب " أتعجبك كثيراً.. هل لديها مكانة خاصة في قلبك لتجعلك تمسكين بها هكذا؟! ام لأنها هدية من حبيب القلب!! .."
وامام عيونها التي تنهمر منها الدموع والتي تتبعت السلسلة منذ ان أخذها الى ان هوت ارضاً ..انطلقت شهقة عالية من حيث الباب وصوتها الخائف المرتجف وهي تركض حيث قمر " قمر.. قمر هل انتي بخير؟!"
ثم التفتت الى مجد بعيون غاضبة " اخرج حالاً.."
نظر اليها بعيون ملتهبة حارقة وهي تذرف دموعاً على تلك السلسلة اللعينة التي اشعلت الغيرة في قلبه .. فصرخت ريم في حدة أكثر " اخرج .. " ليمضي في طريقه خارجاً من الغرفة كأمواج البحر الهائجة او كألسنة النيران الغاضبة ليخرج بعدها من المنزل بأكمله..
وأعتلى نحيب قمر وهي تقول " لقد اخذها على حين غرة.. ورماها ارضاً.." ثم اتجهت حيث السلسلة الملقاة على الارض لتتفحص تلك الحجارة التي تكسرت والتي كانت تزين ذلك الحرف بشكل جميل.. لتتناثر حجارتها الصغيرة الى اجزاء صغيرة تكاد تماثل الذرة في حجمها وهي ملقية امامها على الارضية فقالت وهي تصرخ باكية وتضرب الارض بكلتا يداها وريم تحاول تهدأتها ولكن من دون جدوى" لن اسامحه ،، لن اسامحه.. لقد كانت أخر شيء بقي لي من امي.. لن اساامحه.."
############

أغلقت الباب بهدوء و قالت بصوتها الناعس وآثار البكاء على وجهها " لن تكون هنالك حجة بعد ذلك.. لقد قالت لك تلك المرأة ما يتوجب عليك فعله "
أخذ يهز رأسه بقلة حيلة وعدم تصديق " لا استطيع.."
قالت وهي تحاول اقناعه " انظر الى هذا المكان جيداً.. أما آن الأوان لتخرج منه.. "
زفر بضيق فأكملت وهي تضع يدها على كتفه " انا أتفهمك جيداً.. انت منصعق لما حدث وأنا كذلك ولكن هذه معجزة لتخرج من هنا وتعالج أمك.. وتؤمن حياة جميلة لشقيقتك.. "
صمتت قليلاً ثم أردفت بحزن " ما زالت صغيرة لتعيش فقراً مريراً.. ويقع على كاهلها هماً من الأن .. من حقها هي ايضاً ان تتعلم في افضل المدارس.. وترتدي ملابس ثمينة وليس ملابس قديمة مشقوقة.. "
" اعلم.." وهو يدلك صدغيه
ابتسمت وازاحت خصلة من شعرها الأحمر عن عينها " وانت أيضاً.. حصلت هذه المعجزة كي تفعل ما تخشى منه.. اصبحت تستطيع ان.."
قاطعها قائلاً " ولكن ألا يكون هذا بنظر الأخرين كسرقة او احتيال .."
" انت حقاً مجنون يا رائد.. هل أخذت جزءاً من عقل ريم الصغير لتقول هكذا..."
اجابها بهيام " عندما تعشق احداً تصبح تردد مثل عباراته.. و ... "
قاطعته بسخرية " حسناً.. ايها العاشق المجنون لا تبدأ.. " ثم أكملت تتحدث بنبرة جادة " انظر انت تمتنع عن لقاءها كثيراً ولا تحاول جاهداً مصارحتها،، الا تدرك انها تحبك وتعشقك بجنون .. ماذا تكون برأيك تفعل الأن.. تكون التعاسة مرسومة على وجهها.. انت تحبها ومن اجل حبك افعل ذلك.. لا تجعلها تتعذب اكثر ( ثم أشارت الى قلبه) ولا تجعل هذا يتعذب "
نظر الى تلك الورقة البيضاء مطولاً بحيرة وقلق " لا أدري يا جيداء "
تنهدت بملل من محاولات اقناعه ثم قالت بإصرار " رائد هذه فرصة تأتي للشخص مرة واحدة على الأقل.. وانت ان قبلت ذلك ام لا فاصبحت تملك كل شيء.. ولن يكون هناك اي داعٍ للخوف من كل شيء .. اسمعني جيداً هذه الحياة التي تعيشها الآن سوف تذهب بها عرض الحائط وتقبل الفرصة التي أتتك على طبق من ذهب لتجعلك تنتقل الى ذلك العالم الآخر.. "
نظر اليها مطولاً وارتسمت السعادة على وجهها ولكن تبدلت تلك الملامح عندما قال " دعيني افكر.. "
قالت بضجر " حقاً انت شخص يصعب اقناعك.. لو أتتني هذه الفرصة بالتأكيد سأوافق.. "
اعتدل في جلسته وقال ببرود " هذه أنتي.. "
قالت بتردد " هل يمكنني ان أسألك سؤالاً."
"تفضلي.. "
" هل عندما يتم رفضك من قبل أهل ريم وتذهب هي الى رجل آخر .. ام عندما يصبح من المستحيل ان تتعالج أمك من مرضها وتصبح حالتها اسوأ من ذلك وتصبح شقيقتك خادمة تعمل ليلاً ونهاراً.. سيؤنبك ضميرك ويصبح الندم رفيقك.. ؟!"
شعر بالخوف من كل ذلك وقال بصوت مرتجف " لماذا تتحدثين هكذا.. لن يحدث اي شيء لأمي أو لشقيقتي وحتى ريم كيف سأعيش بدونها !!"
قالت بنبرة مقنعة بعض الشيء " اذاً تقبل ذلك الكرسي الذي ستجلس عليه .. وربما تتغير حياتك وتصبح ريم ملك لك ولن تستطيع حينها رفضك او الذهاب الى احد آخر .. وستحل جميع مشاكلك! ألن تفعل ذلك من أجل تلك المرأة العجوز ؟!"
شعر بالأفكار تتردد في أعماق رأسه وهرب الكلام من بين شفتيه كفأر على وشك الاصتياد .. وكلمات جيداء التي بدأت تسير في عقله و أخذ يخاطب نفسه في استغراب وحيرة، وقلق.. لكنه لم يعثر على شيء... فأيّ حلّ يختار، وأيّ عمل يقوم به؟
##############
ومع حلول المساء اجتمعت العائلة في الصالة بتبادلون اطراف الحديث حول أمور عديدة .. الى ان تسائلت الجدة بقلق عندما دلف مجد الى الصالة ويبدو عليه الإرهاق " أين كنت طيلة النهار يا مجد ؟!"
رمى بنفسه على الاريكة وقال بتعب " كنت على شاطئ البحر " وأغمض عيونه بألم وملامحه الحزينة التي بدت ظاهرة الى الجميع ..
" يبدو انك اصبحت تهمل كل شيء يا بني العزيز.. "
نظر الى والده بملل ثم قال " فرع الشركة الذي بباريس استلمه ماجد ابن عمي وانا اديره من هنا.. "
قاطعهم الجد " حسناً لا تبدأوا بحديث العمل.."
" أين والدتي؟؟" تسائل مجد
علق الجد معقباً " والدتك مكانها معلوم صالون التجميل او ليلة جميلة مع اصدقائها ولكن من الأفضل أن أسأل أنا أيضاً أين قمر لماذا لم تتناول الطعام معنا؟! "
وهنا استيقظت حواس ريم من شرودها لتنظر حيث مجد ثم تلتفت الى جدها وقبل أن تنطق أي حرف خرج صوت جدتها الذي يخبأه غضب كبير ونظرات غامضة ألقتها على مجد " انها متعبة قليلاً.." لتكمل ريم بارتباك " يبدو انها تقضي وقتها بالرسم لذلك هي متعبة.." ووجهت بصرها الى مجد الذي كان ينظر اليها بتهديد و وعيد لتشير هي بعيونها انها لم تخبر جدتها بشيء..
" اذا لا بد لها من هذه الرحلة .. لكي تروح عن نفسها قليلاً.. "
اومأت ريم رأسها مؤيدة .. بينما اكتفت الجدة بأن تلقي نظراتها الخاطفة على مجد " اذا يمكننا الإنطلاق غداً صباحاً.. "
اجاب الجد " لا .. من بعد العصر يكون أفضل .. " ثم وجه كلامه الى مجد الذي نهض من مكانه ومشى بعض خطوات " وانت يا مجد لأن والدك سيبقى هنا من أجل عمله سيكون من الأفضل لو رافقتنا لأ..."
قاطعه قائلاً وهو ينظر الى جدته " لا يا جدي سيكون من الأفضل بقائي هنا.. " وابتسم إبتسامة باهتة " تصبحون على خير.." ليتبعه والده بعد قليل ويتبقى في الصالة ريم ذات الوجه الحزين تعبث بخصلة شعرها ببرود وصمت عميق خلف جدران من الألم والحزن وجدتها التي تحتسي كوباً من الشاي و تسترق اليها النظر من حين الى آخر وعلى وجهها التاريخي ابتسامة غامضة وجدها الذي يقرأ كتاباً ما ليتوجه بحديثه نحو الجدة حتى يبدد الصمت الذي غلف المكان " اذاً أين كنتي طوال النهار.. "
أجابته الجدة بصوت هامس وهي تنظر الى ريم " كنت في مهمة عاطفية من أجل إنقاذ حفيدتك..."
ابتسم الجد ثم أردفت الجدة بقلق " ماذا حصل بشأن المأوى.."
وضع كتابه جانباً و قال مطمأناً " لقد حدثتني مديرته وأخبرتني بقدومه.. وكما أعلمتها ستقول ان كل فتاة تخرج من المأوى تهتم بشئونها الخاصة.."
صمتت الحدة للحظة ثم قالت بحزن " أليس هذا قاسياً على قلبه..؟؟"
" أليس ما فعله هو القاسي.. " ثم التفت موجها حديثه الى ريم " اذاً يا عزيزتي ريم " رفعت وجهها الى جدها فأكمل " لديك غداً يوم مليء وجدول مشحون يكون من الأفضل أن ترتاحي.. "
أومأت برأسها وتمنت لهما ليلة سعيدة لتخرج بعدها من الصالة ثم تتوجه الى غرفتها وترمي بنفسها على سريرها وتمسك بوسادتها لتضمها بكل قوة وألم ثم يبدأ موعدها مع الحزن وشلالات الدموع الى ما بعد منتصف الليل حيث ينتصف القمر في هذه السماء المظلمة محاطاً بأصدقائه النجوم ككل ليلة ليصدر اشعته الى العالم بأسره .. وهو يجلس في الحديقة الخلفية للمنزل ينظر الى القمر تارة ثم الى شرفتها تارة أخرى
" تحبني.. لا تحبني.. تحبني.." اخذ يردد تلك الكلمات وهو يقطع أوراق الزهرة الحمراء الواحدة تلو الأخرى واستمر في ذلك الى أن وصل لأخر ورقة " تحبني.." فأطلق تنهيدة طويلة و تساقطت دمعات لا تعد ولا تحصى وقال بنبرة كانت تكون أقرب الى البكاء وهو يوجه انظاره نحو شرفتها " اذاً لماذا لا أرى ذلك جلياً في وجهها القمري..."
$############

وضعت يدها فوق عيونها لتحجب خيوط الشمس التي تسللت بخفة من خلف زجاج الشرفة لتجعلها تلك الخيوط الذهبية تصحو من عالم تلجأ اليه حين الحزن والألم يكون سريرها هو ملاذها الوحيد لها ولدموعها الثمينة تنهدت بألم وهي تعتدل في جلستها وأخذتها قدماها حيث الشرفة لتأخذ نفساً عميقاً لعلها تطرد تلك الأحلام والكوابيس المزعجة التي أخذت تجعل منها زهرة ذابلة لتغلق عيونها بألم وتسترجع بذكرياتها مواقف جمعتها مع ذلك الرجل الحديدي الذي يدمرها بشتى الوسائل والطرق الممكنة.. مطلقا سمومه القاتلة بدون شفقة أو رحمة بحالها.. حيث ما يفتأ وفي اول فرصة لانفرادهما الا ان يذكرها بمعاناة سنينها ويبدأ بسيل من الاتهامات والاهانات...
هزت رأسها بضيق وهي تفتح عيونها لتركز بانظارها على حنان ودفء هذا المكان الذي يبعث في النفس شعوراً بالراحة والسكينة .. وما لبثت أن فتحت عيونها على اتساعهما مندهشة بذلك الذي يستلقي بجسده الضخم على مقعد خشبي في الحديقة ضاماً نفسه بسبب نسمات الهواء الباردة التي كانت تلفحه.. وأخذت عيونها تنظر اليه ببريق اعجاب على مظهره الفاتن .. فمن ينظر اليه لا يصدق انه هو بذاته ذلك الرجل الحديدي العاصف ينام هكذا بهدوء كبحر سكنت أمواجه بعد يوم عاصف مليء بالأمواج العالية..
ضربت رأسها بخفة لكي تخرج من المشاعر الجميلة التي أخذت تسير الى قلبها وتتربع فيه صادة أبوابه اللعينة التي تحاول أخراجها
"كم أنتي حمقاء.. " قالت هذا وهي تسير مبتعدة عن سجانها الذي اسرها بفتنته .. وأخذت ملامح الضيق ترتسم على وجهها القمري وهي تنظر بعيون دامعة على تلك السلسلة الذهبية لتلتقطها " ااه يا امي.. كيف يمكنني ان اسامحه على فعلته هذه.. ( ثم احتضنتها بقوة وقطرات الدمع التي تسقط من مقلتيها ) لقد دمر أكثر شيء يمكنني التحدث معك عبره.. امي ارجو.."
وخرج صوت حنون دافئ جعل قلب قمر يقفز خوفاً و مرحاً لتقول بلهفة وهي تنظر نحو مصدر الصوت " امي.. واخيراً عدتي.."
" اشتقت اليك يا عزيزتي.."
مسحت دموعها ثم ابتسمت " وانا ايضاً.. "
تسائلت صورة والدتها بعتاب " أتبكين على هذه السلسلة القديمة !!"
اومأت قمر رأسها فاكملت خيال والدتها الحنون " لا داعي لذلك.. فأنا ما دمت في قلبك لن تحتاجي اليها.. انا هنا في كل مكان اشعر بكي.."
اجابتها بغصة " ولكن يا امي.."
" لا اعتراض .. ان كنتي تريدين بث همومك فقط تحدثي وانا سأسمعك.. هيا الى اللقاء الآن " واخذت تلوح بيدها مودعة ثم ابتسمت قائلة " كما قلت في السابق كوني قوية.. وابتسمي لتبتسم لك الحياة.."
وتلاشت صورتها امام نظرات قمر الحزينة....
###########

ومضى اليوم سريعاً اسرع مما كان متوقع وحان الوقت للخروج من هذا المنزل للذهاب في رحلة الى المنطقة الجنوبية .. تجهز الجميع ليستقل الجميع السيارة ويبدأ مشوارنا مع حكايات الأجداد القديمة والذي يقصها كلاً من الجد والجدة على مسامع ريم الشاردة بعض الشيء وقمر التي تستمع بكل حماس ولهفة وبهذه الحكايات تكون قد أبعدت همومها قليلاً.. وعم الصمت المكان بعد اعلان الجد عن بعد عدة أميال للوصول.. لتلتفت قمر الى ريم باستغراب على حالها الخزين هكذا " ريم. ماذا هناك.."
"لا شيء.." ريم وهي تتصنع الابتسامة
تسائلت قمر في حيرة وهي تنظر مباشرة الى عيونها " ألست سعيدة اننا سنكون سوياً لأيام قليلة.."
اجابت ريم باندفاع " هل انتي مجنونة.. انا سعيدة دائما عندما اكون برفقتك.." ثم أخذت تقرص وجنتي قمر وتقول " انتي افضل ما يسعدني.. هكذا عندما انظر اليك اشعر انه ما يزال هناك أشخاص طيبون في هذا العالم .."
علق الجد مازحاً " ولكن يا حفيدتي الجميلة لا تصدقيها مؤكد ان ضربة شمس ألمت في رأسها فليس من عادتها ان تتغزل في فتاة غير نفسها.."
ضحك الجميع على تعليق الجد ثم غلف الصمت المكان من جديد يعبث رأسهم بأفكار عدة فمن جهة كانت ريم تحاول ايجاد سبباً منطقياً لاتصال رائد بها .. .. واليوم قبل مغادرتهم المنزل بدقائق يتصل بها ويطلب منها اللقاء العاجل ولكنها رفضت قائلة " أننا سننطلق الآن الى المنطقة الجنوبية "،، زفرت بحرارة وهي تتذكر صوته الحزين والذي يبدو عليه الارهاق والتعب " ريم ارجوكي .. فقط.."
قاطعته بحزن " لا استطيع يا رائد ،، فنحن على وشك الذهاب.. "
" حقاً !! اذا لنا ميعاد هناك.."
تسائلت باستغراب " كيف ذلك !!"
" سأخبرك عند قدومي ،، إهتمي بنفسك جيداً.."
ولكن ما سر قدومه !! ولماذا سيذهب هو الى المنطقة الجنوبية ؟! هل يعقل انه وجد له عمل براتب افضل !! هزت رأسها نفياً ،، لا يمكن فوالدته مريضة ولا يستطيع تركها !! ياا الهي ماذا يكون ذلك الذي بستدعيه للذهاب!!
ومن جهة أخرى كانت قمر تنظر الى الطريق بابتسامة جميلة الى أن تقوس فمها بضيق وهي تحاول الفرار من طيف ذلك الحديدي الذي ما زال عالقاً في رأسها يأبى الخروج.. ودهشتها في سر تلك الابتسامة التي وجّهها لها قبل المغادرة والتي اظهرت غمازتين على ذلك الوجه الحديدي وحاصرتها علامات تساؤل كثيرة؟؟ ولكن جاءتها الاجابة عندما ظهرت خلفها ريم.. تنهدت بيأس حينها فسر هذه الابتسامة هو شقيقته!!
أخذت نفساً عميقاً ثم راحت تفكر فيه لتدخل في دوامة لا مخرج منها .. فهو بجميع احواله يبدو وسيماً و جميلاً ،، فاتناً جذاباً.. ففي حالة هدوءه يكون كالبحر الساكن في ليالي الصيف الجافة لا ريح يجعل امواجه تتضارب وتتعالى .. وحين غضبه يكون كالحمم البركانية التي تجعل وجهه أحمراً نارياً يلفظ انفاساً نارياً كالتنين .. او كصاعقة في ليلة شتائية باردة أو كعاصفة رملية.. وأما عيونه فهي حكاية أخرى كمتاهة تسير بها لا تعلم اين المخرج تأسرها بسحرها و..

خرج صوت الجدة عالياً معلنا عن الوصول.. لتنتشل الفتاتان من افكارهما وتترجلا من السيارة...

أخذت نفساً عميقاً وهي تخرج ممسكة بحقيبة الظهر خاصتها نتظر بانبهار واعجاب الى ذلك المنزل الصيفي والذي لا يقل جمالاً وبذاخة عن منزلهم في المدينة وكما كان يلف منزل المدينة حديقة مليئة بالأشجار والأزهار.. كان هذا المنزل الخشبي تلفه حدائق متعددة ممتدة على امتداد البصيرة..

وفي مكان يعم فيه الهدوء مع صوت الموسيقى الكلاسيكية التي امتلأت المكان... مقهى صغير في أحد شوارع المدينة الضخمة يغلب عليه الطابع الكلاسيكي حيث استخدم اللون الاسود والابيض في تصميم ديكور هذا المكان ،، يقف ممسكا بسماعة الهاتف بسعادة و صوت رنين متواصل أخذ يسمعه وهو يضعها اذنه .. ليأتيه بعد دقائق صوتها القلق " ماذا هناك ،،لماذا تتصل في هذا الوقت المتأخر !!"
" متأخر!! انها لم تتجاوز السادسة حتى "
" حقا.. اجل!! ماذا يوجد !!" أجابته بنعاس
" خمني ماذا ؟! " خرج صوته بنبرة استفزازية
" ليس لدي رغبة .. ماذا هناك يا رائد ؟!"
" هل تتذكرين حلمي الوحيد ؟!"
التفتت الى والدته التي تشرب القليل من الحساء " شفاء والدتك " ونقلت عيونها الى شقيقته الصغرى التي تساعدها " وتأمين حياة جميلة لشقيقتك ،، ولا اظن أنني سأنسى زوجة المستقبل ريم "
" ذكية جداً.. ولكنها ستبقى مجرد أحلام.."
" ماذا تقصد !! كل هذا التفكير وما زلت ترفض الفكرة !!" وأكملت بضيق " واتصلت لتقول لي هذا ؟! "
تنهد بتعب " لا ادري يا جيداء .. فكرت وفكرت .."
قاطعته وهي تجلس على الكنبة " لا جدوى من تفكيرك ،، فكل شيء أصبح ملكك "
" وهذا الذي يحيرني ،، كيف يمكنني استلام منصب كهذا !!"
" تتلقى المساعدة،، ثم انه يتبقى لك سنة وتتخرج "
صمت قليلا وقال " اتصلت بريم.. "
قالت بنفاذ صبر " رائد انك جيد جداً بتغيير المواضيع.. حسنا لقد اطلنا الح.. "
" لن تغضبي ان اصبحت يوماً غنياً ذو رأس مال كبير ولن انظر اليكي حينها.. "
قالت بسخرية " هذا ان حصل يو..." ثم شهقت بقوة " هل حقاً ستوافق!!"
" يمكنك القول انني وافقت ، وسأذهب بعد يومين "
تنهدت براحة وقالت بفرح " مبارك لك اذاً ذلك المنصب ،، انا متأكدة انك ستعمل جيداً.."
" أتمنى ذلك "

عن أي منصب يتحدث كلاً من رائد وجيداء!!
وماذا سيكون ذلك الأمر الذي يستدعي ذهابه وراء ريم !!
وماذا ستحمل الرحلة لقمر ،، أحزان و أوجاع جديدة ،، ام فرح وسعادة ؟؟

بعد هذه التساؤلات ننتقل الى الخبر الصادم !!!
،
بما انه هاي الرواية اول رواية بكتبها وما كنت بدي خليها طويلة كتير ،، لانه لساتني مبتدأة .... وهاد الشي تحقق بما انه اناا طالبة جامعية والجامعة بتااخد وقتي،، قررت انا المدعوة شيمو انه يكون هاد البارت....
قبل الاخير ،، مع انه في احداث كتير وشخصيات كنت بدي اضيفها ،، بس الوقت ما بساعدني ،، وكمان ضغط الجامعة والدراسة من جهة وبماا اني بدرس هندسة شي طبيعي تاخد الدراسة وقت كتير و اكيد اغلبكم بعرفو هاد الوضع ،، فيعني البارت الجاي للاسف رح يكون الاخير مع انه في اشياء ما اخدت حقها في التفصيل وهيكاا.. بس رح اعمل النهاية ان شاء الله واقعية ،، وطبعاا رح يكون للرواية تعديل وهيكاا عشان ما فيها احداث كتير ،، المهم بعرفش متى البارت الجاي لانه رح يكون طويل...

معلش اعذروني





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس