عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-15, 12:10 AM   #5

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث

استيقظت من نومها .. شعور بالضياع يعتريها ..ريشة تتقاذفها الرياح .. تبحث في أنحاء منزلها عن والدها .. أين هو ؟! .. طولها لم يتعد المئة سنتيمتر .. عمرها تجاوز عدد أصابع يدها الواحدة بإصبع .. دموعها عالقة في رموشها كقطرات الندى ..قد يكون ذهب لعمله دونها ..لكن كيف ؟! .. وقد يكون لم يصحو من نومه أيضا .. لماذا ؟! .. ولكنها محاولة .. قد تجده في غرفته ..
طرقات رقيقة ناعمة كنعومة يدها ورقة أناملها .. ولا مجيب .. تدخل أم لا .. حيرة أخرى ولكن لم لا .. ستفتح وتدخل علها تجده .. بتردد وبطء فتحت باب غرفته .. وجدته أخيرا .. تنهدت براحة لا تخلو من طيف قلِق .. لماذا لم يصحو إلى الآن .. أيكون قد أصابه أذى .. اقتربت منه .. طبعت قبلات على يده ووجهه .. حيث لامست شفتيها لهيب وجهه .. لم تشعر بفارق فقد يكون بسبب نومه .. كما أن عقلها لا يستوعب كنه المرض .. ولكنه سيستوعبه لا محالة .. بصوت ضعيف نطقت منادية إياه .. لا مجيب .. هزات على كتفه وصدره .. لا مجيب .. إذا به ضرر .. ماذا تفعل
لا تعرف سواه أحدا .. فقط هي وهو هنا .. بمن تستغيث إذا .. أحضرت الهاتف .. لتطلب رقمين من لوحة إلكترونية عرفها لها ..
ثم عادت إليه تهمس بوجل :
-بابا .. بابا رد عليا ..
ولكن لا مجيب مرة أخرى ..

------------------
قبل وصول "ريحانة" و"ريم" .. وانتهاء "يوسف" من مناقشاته مع جده حولهما .. صعد ليجلس مع أمه قليلا .. يحاول أن يسري عنها .. فحالتها في الأيام الأخيرة ليست مطمئنة بالمرة .. وكما توقع وجدها شاردة في عالم آخر .. ألقى سلامه عليها .. ثم انحنى مقبلا رأسها ويدها .. وهو يقول :
-مش هتفكيها بقى يا بطوط ..

ابتسمت "فاطمة" وهي تقول :
-بطوط في عينك .. انت ياواد انت بلعب معاك ..

قبل كتفها وهو يقول :
-دة انتي ست الكل يا جميل .. بس واد .. الدكتور يوسف يتقاله واد .. هزلت ..

وقفت "فاطمة" ضاحكة وهي تقول :
-ماشي يا دكتور انا هدخل انام شوية على ما ريم تيجي ..

قبل أن يجيب عليها أصدر هاتفه رنينا مميزا التقطه بلهفة .. ثم حمد الله أن أمه قد غادرت .. وأجاب سريعا وهو يقول :
-السلام عليكم .. أخيرا ..

سمع همسات خافتة .. وصوت باكي ضعيف يقول :
-عمو بابا مش بيرد عليا ..

انتفض واقفا وهو يقول :
-روح يا حبيبتي اهدي كدة .. وفهميني بتقولي ايه ..

ردت "روح" بصوت يملؤه الخوف :
-بابا بصحيه مش بيرد عليا يا عمو والله .. انا خايفة اوي ..

حاول التحدث بهدوء قائلا :
-لا يا حبيبتي متخافيش .. انا جايلكم حالا .. بس لغاية ما اوصل اطلبي الاسعاف .. وخليكي معاه اوعي تسيبيه .. انتي فاهمة .. بس هتعرفي تطلبي الاسعاف ..

ردت بخفوت قائلة :
-اه هعرف بابا معلمني ..

-طيب يا حبيبتي خليكي مع بابا وخلي التليفون معاكي .. وانا هكون معاكي ع الخط لغاية ما اوصل اتفقنا ..
-حاضر ..
---------------------
أنهى مكالمته القلقة .. واتجه لوالدته يخبرها أنه مسافر لعمل ضروري جدا .. وأخبر جده كذلك سريعا .. أخذ إجازة من عمله .. وأنهى إجراءات سفره سريعا .. طوال تلك المدة كان يهاتف الصغيرة "رَوْح" يطمئنها ويطمئن منها على ما فعلت .. وبعد وصول "ريم" أخبرها فقط أنه مسافر لـ"باسل" ولم يخبرها بمرضه .. فهو لم يدرِ بعد ماذا حدث لأخيه ..
غادر المنزل للمطار وقبل ركوب طائرته .. تحدث مع الطبيب المعالج لـ"باسل" وعرف منه حالته مم طمأن باله قليلا .. فرحلته طويلة إلى حد ما ..

---------------------

ريم .. مذ تركها "يوسف" وهي واجمة .. تعيد تفكيرها فيم قاله بهدوء .. ترعى أمها وجدها و"ريحانة" .. ولكنها تعلم يقينا أن جدها من سيرعاهن ثلاثتهن .. "يوسف" ما قال ذلك إلا ليشعرها بالمسئولية الملقاة عليها .. يريد أن يشغل تفكيرها عنه وعن "باسل" ....
باسل .. ماذا به .. أيكون أصابه أذى .. تحاول إبعاد تلك الفكرة عن رأسها .. هي تظن بربها خيرا .. "باسل" بخير .. ليس به أذى ولم يصيبه ضرر .. هو بخير .. ولكن ابنته .. ماذا عنها .. لم يذكرها "يوسف" .. أتكون بخير هي الأخرى .. ولم لا ..
لم تنم ليلتها فقط تصلي وتدعو أن يفرج الله الكرب .. تدعو أن يكون "باسل" بخير .. ترجو الله أن يسلمه وابنته من كل شر .. فقد تحملت غيابه لسنوات أربع على أمل عودته مجددا .. على أمل أن يعود "باسل" كما كان .. توسلت إلى الله أن يعين "يوسف" على الوفاء بوعده .. فقد تعلقت بهذا الأمل ...
-----------------
أما عن "ريحانة" .. كعادتها عندما تشعر بالخطر .. تعتصم بغرفتها لتنكمش في أحد أركانها .. آلمها أن يخبرها "يوسف" بسفره كطفلة صغيرة تخشى فراق والدها .. أخبرها سريعا ويكأنه يغريها بأن لها حلوى إن التزمت الصمت ..
هي كذلك ولكن يؤلمها أن يعاملونها هكذا .. بينما تعامل مع "ريم" كشخص مسئول ..

تعلم أن سفره ليس لعمل .. ولكن إلى أين لا تدري ..شعورها بالخوف يؤكد لها أن هناك خطب ما ..
باسل .. ظهر في ذهنها فجأة .. أيكون لسفر "يوسف" علاقة به .. أيكون به ضرر أو تعرض لخطر .. سفر مفاجئ لـ"يوسف" ليس له معنى سوى" باسل" ..
الآن ستبكي وهي تعلم ما يبكيها .. الآن تعرف لم يعاملونها كطفلة .. ولن تغضب من ذلك ماذا إن أخبرها أن سفره لـ"باسل" .. ستنهار وتهذي ثم تفصح عن أمر لا يعلمه سواها أحد ..

------------------
وصل "يوسف" حيث يقطن أخوه وابنته .. ولم يلبث أن ذهب للمشفى .. ليطمئن على حالة أخيه ومن بعد حال ابنته .. وعلى قدر شوقه لهما على قدر غضبه من "باسل" .. ألم يفكر يوما بحال ابنته إن تركها وحيدة في بلد غريب .. ولم يفكر يوما بموقف كهذا .. ماذا لو لم تهاتفه ابنته .. كيف سيكون تصرفها حتى وإن أحسنت التصرف .. كيف حالها الآن وأبوها في عالم آخر .. يحيطه المرض ..

وعلى عكس ما توقع تماما وجد ابنته هادئة .. ولكن من المؤكد أنها تشعر بالخوف .. فها هي منكمشة على نفسها في مقعدها .. تحتضن قدميها بين ذراعيها .. تنظر أمامها بعين وجلة .. عرفها بمجرد رؤيتها فلم يفتأ "باسل" أن يهاتفهم وهي معه .. ولم يمل من طبع صورها لهم .. ابتسم "يوسف" وهو يقارن بين حالها الآن وجنونها في الصور .. ثم اختفت ابتسامته .. وهو يراقبها تبدو مرهقة مهمومة ..
تقدم منها وهو يتمتم :
-ربنا يسامحك يا باسل ..

وصل عندها لتلاحظ الظل المنطبق أمامها .. رفعت نظرها تجاهه لتبتسم ابتسامة صغيرة وهي تقف على مقعدها حتى تصل له قائلة :
-عمو يوسف .. صح ..

تلقاها "يوسف" بين ذراعيه وهو يقول :
-صح يا حبيبة عمو ..

استكانت "روح" على صدره تلتمس فيه رائحة والدها .. ولم يطل بحثها .. فقد وجدتها سريعا .. شعر "يوسف" باستكانتها .. وعلم مدى ألمها .. جلس على مقعد جوارها وهي لا تزال على وضعها .. وبعد وقت ليس بقليل رفعت رأسها إليه لتقول :
-انا عاوزة اشوف بابا .. الدكتور مش راضي ..

تخللت أصابعه بين شعرها المرسل وهو يقول :
-الدكتور قال انه كويس .. بس لسة ساعتين ان شاء الله ويفوق وندخل نشوفه ..

سألت "روح" :
-انت رحت للدكتور ..

أجاب باسما :
-لا كلمته في التليفون وانا جاي علشان اجيلك على طول ..

سألت ثانية :
-هو قالك بعد ساعتين وانت بتكلمه في التليفون ولا ساعتين من دلوقتي ..

ضحك قائلا :
-لا ساعتين من دلوقتي .. مصدقتش ابوكي لما قالي انك لمضة ..

أثناء حديثهما انتبه "يوسف" إلى أنها هاتفته منذ ساعات طوال ومن المؤكد أنها هنا طوال تلك المدة .. لم تطعم شيئا .. لم تنم .. فقط تجلس هكذا ..
فقال لها :
-ايه رأيك نروح ناكل حاجة لغاية لما بابا يصحى ..

وضعت يدها على بطنها قائلة :
-اه انا جعانة اوي .. بس مسز كريس كانت معايا هنا .. وجابت لي اكل وانا ماكلتش .. علشان كنت زعلانة على بابا ..

ضحك وهو يقول :
-طيب تعالي ناكل وتحكي لي على مسز كريس اتفقنا ..

أومأت برأسها وهي تقف على مقعدها فوقف قائلا :
-انزلي عشان نمشي يلا ..

مدت يديها نحوه :
-مش هتشيلني ..

لم يفهم مقصدها أو لم يستوعب فقال وهو ينظر لقدميها :
-اشيلك ..

قالت شارحة :
-اه بابا بيشيلني لما بكون جعانة ..

-وابوكي دة مجوعك على طول ..
-لا بس اما باجي من المدرسة بكون جعانة .. فبابا بيشيلني لغاية المطبخ علشان يعمل لي اكل ..
التقطها بين ذراعيه وهو لا يدري أيضحك أم يأسى لحال أخيه وابنته .. ولكن في الحالتين ازداد عزمه لن يعود إلا بهما ..
---------------
ببطء شديد كان "باسل" يحاول فتح عينيه .. وما يلبث أن يغلقهما مجددا .. يشعر بتثاقل جفنيه .. يبدو أنه يهذي .. ما الذي أتى بـ"يوسف" هنا .. أمن الممكن أن يتخيلهم أمامه .. يعلم أن شوقه لهم يقتله .. "روح" .. أين "روح" .. انتفض فجأة يهتف باسمها .. لولا يد يعرفها ربتت على كتفه مطمئنة ..
-روح بخير يا باسل .. قدامك اهي ..
وصوت يعرفه .. نظر حوله .. غرفة غير غرفته .. ما الذي أتى به هنا .. هدأ باله وهو يسمع الصوت ذاته قائلا :
-حمد الله ع السلامة ..
هو هو .. بابتسامته المشرقة .. بضعف تمتم "باسل" :
-يوسف .. ايه اللي جابك هنا ..

وهو مازال مبتسما أجاب "يوسف" :
-بنتك اللي جابتني هنا .. ثم قال مقلدا إياها قالتلي الحقني يا عمو بابا مش بيرد عليا ..
جيت اشوف بابا لقيت عنده حمى ..

ابتسم "باسل" قائلا :
-حمى .. انت جاي من مصر علشان حمى ..

جلس "يوسف" على مقعد جوار "باسل" وهو يقول :
-شوفت ازاي .. جيت ع الفاضي .. بس مش هرجع فاضي ..

-تقصد ايه ..
-اما تقوم بالسلامة ان شاء الله هتعرف ..
أغمض "باسل" عينيه مجددا ويده تتهادى على شعر ابنته التي ما إن هتف باسمها استكانت على صدره ..
تنهد "يوسف" بأسى .. اه لو يستطيع حمل أخيه وأخذه معه .. إن لزم الأمر سيفعلها ..
-----------------------
"يوسف" و" باسل" .. روح في جسدين .. توأم غير متطابق إطلاقا في الشكل .. ولكن كلاهما يحمل روحا واحدة .. مع اختلاف شخصيتيهما .. ولكن يبقى الخيط الموصول بينهما .. يشعر كلاهما بالآخر بدون كلم .. فقط النظرة تكفي ..
يحمل كل منهما في قلبه للآخر الكثير والكثير من المشاعر لا تكفي الكلمات لتعبر عنها ..
سند .. كلاهما للآخر سند .. "باسل" في زواجه وما تابعه من مشكلات كان "يوسف" سند له فيها .. وبعد موت زوجته بقي جانبه .. لم يخذله أبدا متى احتاجه .. حتى عندما أصرت أمه على زواجه بعد وفاة زوجته بوقت قليل .. بقي "يوسف" المانع بينها وبين "باسل" .. وهو من أعانه على سفره حتى يحل الخلاف القائم بينه وبين والدته .. ولكن "باسل" سافر ولم يعد .. خاف من المواجهة فهرب منها .. مواجهة أمه ومواجهة أخوال ابنته الذين أصروا على ضم ابنة أختهم إليهم بأي وسيلة كانت .. السفر خير حل .. فعليه حماية ابنته من أي أحد كان ..

باسل .. لم يكن أبدا جبانا حتى يفضل الهروب كحلّ .. ولكن طالما الأمر متعلق بابنته .. سيفعل أي شئ حتى وإن لم يتوافق مع سجيته ..
إنها "روح" .. رغم أنها نتيجة لزواج غير موفق بل غير ناجح بالمرة .. ولكنها ستبقى ابنته .. كان متفق مع زوجته في كل شئ إلا كونهما زوجين .. ولكن سبق موتها طلاقهما .. ليبقى هو لابنته الأم قبل الأب .. ثم تأتي أمه لتضغط عليه بأمر زواجه من ناحية وأخوال ابنته يهددون من ناحية أخرى .. خاف على ابنته من كل ذلك .. فاستقر رأيه على السفر ليبقى لابنته العائلة وليس فقط أبا وأم ..
مع ابنته تتغير شخصية "باسل" للنقيض لتتقارب مع شخصية "يوسف" .. ليتحول "باسل" الحازم حاد الطباع لشخص هادئ حنون .. لا تظهر شخصيته الهادئة هذه سوى فقط لـ "ريم" وأمه .. لا تكاد ابتسامته تختفي لتظهر مجددا طالما كانت "روح" بخير وطيفها يرفرف حوله ...
ولكن لمتى سيفضل الهروب ..
-----------------------
بعد يومين عاد "باسل" لمنزله تحيطه رعاية "يوسف" وتطمئنه ابتسامة "روح" .. وبعد حوار طويل بينه و"يوسف" حول العودة لم يستطع "يوسف" إقناعه .. فخوفه على ابنته يحول بينه وبين اتخاذه أي خطوة في أي شئ .. ولم يبقَ لـ"يوسف" سوى وسيلة واحدة سيستعين بها لا محالة ...
-----------------------
رنيـم .. لم ترَ "ريم" و"ريحانة" منذ آخر مرة كانوا فيها معا .. يوم غداء "ريحانة" .. ولم تهاتفها "ريم" كعادتها في وقت الراحة أو حتى بعد انتهاء عملها .. ساورها القلق .. فهاتفت "ريم" لتعرف أخبارها فأخبرتها أنها ستأتي لزيارتها ..
وعند وصولها هاتفت "رنيم" والتي أجابت :
-السلام عليكم ..

-وعليكم السلام .. انا تحت البيت ..
-طيب مطلعتيش ليه ..
-لا اخرجي من البلكونة ..
-اطلعي يا هبلة اعمل لك ايه في البلكونة ..
-اخرجي بس يا نيمو عاوزة اوريكي حاجة ..
-انتي هتجننيني يا بت انتي .. حاضرثواني ..
خرجت "رنيم" لتجد " ريم" تشير لها وهي تجلس في سيارة جديدة .. ابتسمت "رنيم" وهي تحدثها في الهاتف :
-كفارة .. خدتي افراج امتى .. اطلعي اطلعي ..

غادرت "ريم" سيارتها .. وصعدت لمنزل "رنيم" .. التي استقبلتها بترحاب كبير ولكن لم يخفَ عليها ابتسامة "ريم" الحزينة .. حتى في حزنها لا تتخلى عن ابتسامتها ..
دخلت "ريم" ليستقبلها والدا "رنيم" .. فهما يعتبرانها و"ريحانة" كابنتين لهما حيث لم يرزقا سوى بـ"رنيم" .. ثم استمعت لشكوى والدة رنيم لها وهي تضحك من أفعال "رنيم" فهدأتها قائلة:
-معلش يا طنط .. بس لو جالك عريس تاني اديله عنوان بيتنا وانا هتصرف ..

ابتسمت والدة "رنيم" وهي تقول :
-هتعملي ايه يعني ..

ضحكت "ريم" قائلة :
-هعمل ايه .. هتجوزه طبعا .. او اجوزه حتى لريحانة .. اوماما ميضرش برده ..

أشارت والدة "رنيم" لعينيها قائلة :
-من عنيا ... انتي تؤمري ..

ضحكت "ريم" وهي تقول :
-من عنيكي ايه يا طنط .. انا عاوزاه من الصالون .. انتو مش بتقعدوه في الصالون برده ..

هنا جذبتها "رنيم" بشدة وهي تعتذر لوالدتها .. ثم دخلتا غرفتها .. و"ريم" مستمرة في الضحك وهي تقول :
-ايه يا بنتي خايفة اخد عريس من عندك .. هو انا يا بايرة هاخد فضلاتك ..

نظرت لها "رنيم" وهي تقول :
-مالك يا ريمو ..

اختفت ابتسامة "ريم" فجأة وهي تقول :
-يوسف سافر لباسل فجأة ومش عارفة عنهم حاجة .. كلمني لما وصل بس ومن ساعتها قافل تليفونه ..

أجلستها "رنيم" ثم جلست جوارها .. وهي تحاول أن تسري عن "ريم" قائلة :
-ان شاء الله مفيش حاجة وحشة .. كل حاجة خير ان شاء الله .. بس واضح ان الحصار اتفك عنك ..

ابتسمت "ريم" قائلة :
-قصدك العربية يعني .. هتصدقيني لو قلت لك مش فرحانة خالص .. نفسي يوسف يرجع وانا اتأسفله الف مرة واتحايل عليه يوصلني كل يوم كمان .. بس ييجي بقى هو وباسل ..

ربتت "رنيم" على يدها وهي تقول :
-هييجوا بالسلامة ان شاء الله .. بس فين ريحانة ..

زفرت "ريم" وهي تقول :
-ريحانة من يوم ما يوسف سافر وحالها مش عاجبني خالص .. انا عارفة انها متعلقة بيه .. بس حاسة ان فيه حاجة تانية مخبياها عليا ..

سألت "رنيم" وهي متظاهرة بالتشاغل بأي شئ :
-هي عارفة انه مسافر لباسل ..

-لا
شردت "رنيم" قليلا تفكر في "ريحانة" وما تفعله بنفسها ..
استمرت زيارة "ريم" لساعة قبل أن تغادر .. وصلت منزلها وتركت سيارتها هناك ثم تجولت في الشوارع التي تحيطه قليلا .. واثناء تجولها ..هاتفها "يوسف" .. انتفضت مشاعرها كلها وهي تجيب :
-السلام عليكم .. كدة يايوسف اهون عليك تسيبني كل دة ..

-لا طبعا متهونيش عليا يا قلبي ..
دمعت عيناها وهي تتمتم :
-باسل ..

ابتسم "باسل" مجيبا :
-ايه مينفعش .. لو عاوزة يوسف

قاطعه صوت بكائها .. فاعتدل جالسا وهو يقول :
-ريم انتي بتعيطي ..

أجابت "ريم" :
-باسل انت كويس ..

رد بصوت جزع :
-انا كويس والله يا حبيبتي .. بس عشان خاطري متعيطيش ..

سحب "يوسف" الهاتف منه وحدث "ريم" قائلا :
-ايه يا ريمو .. مش قلتي وراك رجالة ومتخفش عليا .. كان كلام في الفاضي يعني ولا ايه ..

ضحكت "ريم" من بين دموعها وهي تقول :
-انت طلعت منين بس .. معرفش ارتاح منك شوية ..

ضحك "يوسف" وهو يقول :
-بقى كدة .. امال فين بقى هعدل بينكم والجو اللي انتي عملتيه دة ..

ردت عليه وهي مستمرة في الضحك :
-كنت بضحك عليك علشان تنفذ وعدك وتجيب الوديعة ..

رد "يوسف" بنبرة محايدة :
-بس الوديعة صعبة جدا .. ومحتاج مساعدتك فيها ..

اختفت ابتسامتها وهي تقول :
-مش راضي ..

أجاب "يوسف" :
-خالص .. تعرفي تتصرفي ..

ردت سريعا :
-عاوزة اكلمه ..

أعطى الهاتف لـ"باسل" دون ان يتحدث .. فأخذه "باسل" محدثا "ريم" :
-ايوة يا حبيبتي ..

أجابت بصوت حزين :
-باسل انا لو طلبت منك طلب هتنفذهولي ..

رد بصوت حازم :
-اعتبريه اتنفذ ..

قالت بجزع :
-أي طلب هتنفذه .. يعني مش هترجع في كلامك ..

أجاب بنفس الحزم :
-وانا من امتى رجعت في كلامي معاكي .. قلتلك اعتبريه اتنفذ ..

-ارجع مع يوسف ..
قالتها بسرعة خشية التردد ..

صمت لثوان ثم قال :
-تم ..

انتفضت بسعادة وهي تقول :
-بجد .. بجد يا باسل هترجع ..

صوتها الفرح يكفيه .. سعادتها التي يتمنى رؤيتها في عينيها الآن تكفيه .. ابتسم وهو يقول :
-بجد يا حبيبتي ..

انتهت المكالمة .. وابتسم "يوسف" وقد حقق هدفه .. يعلم أن "باسل" لن يرد "ريم" أبدا مثله تماما .. أقبل عليه يعانقه وهو يقول :
-حمد الله على سلامتك اخي العزيز ..

ضحك "باسل" وهو يفتح ذراعيه قائلا :
-دلوقتي اخوك العزيز .. عملت اللي في دماغك خلاص ..

ابتسم "يوسف" قائلا :
-قصدك عملت اللي في دماغك انت ..

اختفت ابتسامة "باسل" وحل مكانها شجن غريب وهو ينظر لـ"يوسف" شاكرا .. حقا كان هذا مراده ولكنه كان يعجز عن فعله .. يبدو أن عليه مواجهة مشكلاته بنفسه .. الهروب ليس حل أبدا ..

ربت "يوسف" على فخذه وهو يقول :
-نحجز بكرة ان شاء الله ..

حملق فيه "باسل" قائلا :
-انت ما صدقت بقى .. بكرة ايه .. لا طبعا خليها بعد يومين .. ع الاقل اكون خلصت ورقي في الجامعة وكمان مدرسة روح .. اتكل على الله انت بكرة علشان شغلك .. وانا احصلك بعد يومين ..

رد "يوسف" :
-لا رجلي على رجلك ..
ثم انتفض واقفا فجأة وهو يقول :
-شغلي انا ازاي نسيت كدة ..

ثم اخرج هاتفه وأجرى مكالمة سريعة أنهاها بقوله :
-متشكر جدا وانا مش هتأخر عن 3 ايام ان شاء الله .. بس حاول حضرتك تاجل القضية اسبوع ع الاقل .. وانا ان شاء الله شكوكي في محلها .. بس هتاكد منها بس ..

انتهت مكالمته .. ثم عاد ليجد "باسل" مع ابنته في عالم آخر ملئ باللعب والمرح .. ليجد "باسل" طفلا بريئا .. ليس برجل ناضج .. ولكن لم يجد مفر من مشاركتهم اللعب .. وانتهى مرحهم ليجدوا الغرفة انقلبت رأسا على عقب .. حينها قالت "روح" :
-يلا يا عمو ..

بغير فهم أجاب "يوسف" :
-يلا ايه ..

أجابت بتلقائية :
-يلا نرجع الاوضة زي ما كانت ...

نظر لها قائلا :
-نعم ..

ضحك "باسل" موجها حديثه لابنته وهو يقول :
-تعالي يا حبيبتي احنا هنعملها .. اصل تيتا مدلعة عمو شوية ...

نظر لهما "يوسف" قائلا :
-بقى كدة ..

أجابت "روح" قائلة :
-يا عمو احنا التلاتة لازم نشارك في تنضيف المكان وترتيبه علشان احنا التلاتة اللي عملنا فيه كدة .. ولو انت مشاركتناش هتبقى فرد عالة على المجتمع ..

وقف "يوسف" قائلا :
-نعم يختي فرد ايه ؟؟ ..

حاول باسل كتمان ضحكاته وهو يقول :
-روح يا حبيبتي عيب تقولي كدة لعمو .. اعتذريله يلا ..

وقفت حتى تصل لرأسه فلم تستطع فقالت :
-عمو نزل راسك شويه ..

اصطنع "يوسف" الغضب وهو يقول :
-مش منزل حاجة .. انتي اللي عاوزاني اطلعي لي ..

قذفه "باسل" بوسادة جانبه وهو يقول :
-متنزل راسك يا بني ادم انت .. انت ما بتصدق ..

التقط "يوسف" الوسادة وهو يقول :
-حاضر يا عم هنزلها من غير ما تضرب ..

قالها وهو يحمل "روح" التي وصلت لمستوى رأسه مقبلة إياه وهي تقول :
-انا اسفة يا عمو متزعلش .. بس انا اقصد انك لازم تشتغل مينفعش تكون عاطل ..

أبعدها "يوسف" عنه وهو يحدق فيها قائلا :
-عاطل ..

نظرت لوالدها كأنها تسأله هل أخطات مجددا .. ولكن "باسل" لم يستطع التحكم في ضحكاته وهو يقول :
-خلاص يا روحي عمو هيرجع الاوضة زي ما كانت ولوحده ..

صفقت "روح" بيدها وهي تقول :
-ايوة كدة .. الله عليك يا بابا .. يلا ننام بقى ..

نظر لها "يوسف" قائلا :
-انت يا استاذه هتنامي من غير ما تشتغلي .. يعني هتبقي عاطل وعالة عالمجتمع ..

التفتت له قائلة :
-لا يا عمو انا بنضف الشقة كل يوم مع بابا والله .. بس انت تيتا مدلعاك .. نضف شوية ... وكمان احنا مش هنام على طول .. لسة هنصلي قيام ..
ثم التفتت لأبيها وهي تمد يدها قائلة :
-يلا يا بابا ..

التقط "باسل" يدها وهو يقف قائلا لـ"يوسف" :
-تصبح على خير يا يوسف .. ياريت لما نصحى من النوم نلاقي المكان نضيف ..

اشتعل "يوسف" غضبا من برودهما وبدأ في العمل .. ولكنهما لحقا به بعد دقائق ليساعدانه .. ولكن انقلب الحال لحرب أخرى شاركهما فيها "يوسف" لينام ثلاثتهم وقد أنهكهم اللعب .. وما زالت الغرفة كما كانت ..
واستيقظوا فجرا ليبدءوا يوما جديدا ويبدأ "باسل" استعداداته للعـــودة ...


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس