عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-15, 12:23 AM   #8

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس

أصر الجد على عمل حفل استقبال لـ"باسل" .. وبالطبع هذا ليعرب عن فرحته العارمة بعودة حفيده .. ولكن لم تكن هذه حجته .. فهو أخبرهم أن الحفل لكي يعلم المعارف والأقارب بعودة "باسل" وحتى يصفي الخلاف القائم بينه وبين أخوال ابنته .. رغم أن الخلاف زائل من الأساس .. فقط لم يكن الجد ليعبر عن فرحة .. ولم يكن ليبين مشاعره .. خاصة مشاعره تجاه "يوسف" و"باسل" أما "ريحانة" و"ريم" فهما أميرتاه يغدق عليهما من مشاعره بلا حساب ..
ورث صفته لـ"باسل" وأبى "يوسف" أن تكون به تلك الصفة .. فأي حياة تلك التي ينعم بها وهو يبرر مشاعره كأنها عيبا فيه أو ضعفا لا يريده .. ما أجملها حياة تشعر فيها بتوازن تام فما بداخلك تخرجه لينطبع على ظاهرك دون تردد .. فما العيب في أن أعبر عن حبي لابني أو ابنتي .. وما العيب في أن أشعر أختي أني أخاف عليها لأني أحبها .. لذلك يعتبر "يوسف" أصفاهم بالا ..
والتقت "رنيم" بـ"ريحانة" و"ريم" في موعدهم المتفق لمناقشة الرواية المحددة .. وكان اللقاء هذة المرة في مكان مفتوح .. فلطالما الأمر يلزم المناقشة .. فخشين أن يعلو صوتهن .. فوجودهن في مكان عام .. سيحد من ذلك .. فلن تستطيع إحداهن رفع صوتها إن لزم الأمر ..
وطبعا رفع الصوت أمر يخص "رنيم" و"ريم" .. لكن "ريحانة" لا تستطيع رفع صوتها إطلاقا .. قد يكون لأن شخصيتي "رنيم" و"ريم" بهما من القوة ما يسمح لهما بذلك وطبعا ليس رفع الصوت في أي وقت .. ولكن "ريحانة" لا تستطيع رفع صوتها حتى بينها وبين نفسها .. ولصوتها مشكلة أخرى بينها وبين "باسل" سيتفصل أمره فيم بعد ..
وصلت "رنيم" قبلهما كالعادة .. وحين وصلت "ريم" و"ريحانة" .. وقفت "رنيم" تبحث عن فرحة في وجه "ريحانة" فحتى إن كانت تخفي مشاعرها تجاه "باسل" فلن تستطيع أن تخفي فرحها بعودته .. ولكنها ما وجدت سوى شحوب وصمت حزين .. حتى سلامها عليها كان سلام ميت .. من المؤكد أن بها شئ .. على عكس "ريم" والتي كانت مشرقة بابتسامتها .. ولكن ابتسامة تختفي كلما نظرت لـ"ريحانة" .. استأذنتهما "ريحانة" لدقائق .. فالتفتت "رنيم" لـ"ريم" قائلة :
-مالها ريحانة ..

تنهدت "ريم" قائلة :
- باسل رجع .. ومن ساعة ما جه وهو مبيفوتش فرصة الا ويضايقها فيها ..

سألت "رنيم" :
- ليه كدة .. وهو ليه يكلمها كل شوية اصلا عشان يضايقها او ميضايقهاش ..

ردت "ريم" ساخرة :
- هو مش بيكلمها اصلا الا عشان يضايقها ..
ثم تحولت نبرتها للجدية قائلة :
- انا بجد مش فاهماه .. والله يا رنيم باسل شخص فوق الرائع .. بس مش عارفة ليه بيعامل ريحانة كدة .. المشكلة انه مش شايف انه كدة بيعمل حاجة .. شايف انه اسلوبه معاها طبيعي جدا ..

تنهدت "رنيم" قائلة :
- وهي طبعا مش بتعمل حاجة غير انها تعيط .. وبعدين اخوكي لسة واصل اول امبارح لحق يعمل فيها كدة ويخلي حالتها كدة .. دة ايه الجبروت دة ..

ضحكت "ريم" قائلة :
- ما بلاش تتكلمي انتي عن الجبروت ...

ضحكت "رنيم" وهي تنظر لـ"ريحانة" القادمة من بعيد .. اتجهت أنظار "ريم" لها كذلك .. ثم التفتت لـ"رنيم" فجأة قائلة :
-اه صحيح .. جدو عامل حفلة عشان باسل .. لازم تيجي ماما اكيد بلغت مامتك .. وكمان جدو الوقتي قال لباباكي ..

ابتسمت "رنيم" قائلة :
- انا قلت بيتكم دة متحرم عليا طول ما اخواتك موجودين فيه .. مش هينفع اجي وهما هناك ...

عبست "ريم" قائلة :
-فوقي يا ماما .. انتي سمعتيني .. بقول حفلة .. يعني ناس كتير .. ومامتك وباباكي .. وبعدين تفتكري هقعدك مع اخواتي ..

ضحكت "رنيم" قائلة :
- تفتكري انتي اني ممكن اجي .. حتى لو ماما وبابا هييجوا ..

وصلت "ريحانة" وجلست قائلة :
- رنيم انتي عمرك ما زرتينا الا في غياب يوسف وباسل .. مقولناش حاجة .. لكن ايه علاقة دة بانك تيجي الحفلة .. ولا انتي لو لقيتي حاجة محلولة تعقديها ..

ضحكت "ريم" قائلة :
- الله عليكي يا ريحانة تسكتي تسكتي وتطلعي بحكم في الاخر ..

ابتسمت "رنيم" قائلة :
-والحفلة دي امتى ..

ردت "ريم" :
- لا مفتكرش ان فيه مكان ليكي .. العدد كومبليت ..

ضحكت "رنيم" و"ريحانة" التي قالت :
- اممم ايه رأيكم في الرواية وفي الكاتب ...

ردت "رنيم" :
- الرواية عبقرية لكاتب مبدع ..

ابتسمت "ريحانة" وهي تلتفت لـ"ريم" لتسمع رأيها هي الأخرى .. فوجدتها تحملق في "رنيم" ذاهلة وهي تقول :
- بس .. دة رايك .. انتي متاكدة ..

ابتسمت "رنيم" وهي تجيب :
- اه ..

بينما ضحكت "ريحانة" قائلة :
- معلش يا نيمو بس انا كمان استغربت .. انتي نادرا لما يعجبك كاتب .. دة غير انك مبتحبيش الروايات اصلا .. ولو فيه كاتب عجبك لازم تنتقدي كل حاجة فيه ..

بينما قالت "ريم" :
- يا بنتي هي في كل حاجة لازم تبقى ضلع مخالف .. دي دايما جبهة المعارضة .. ايه اللي غيرك يا رنيم .. مين اللي دفعلك ..

حاولت "رنيم" بصعوبة أن تكتم ضحكاتها وهي تخفض رأسها بين كفيها ..
وحين استطاعت رفعت رأسها قائلة :
- يمكن عشان قرأت كتير فبقيت كدة .. مش رخامة مني اني اطلع القطط الفطسانة في الكتاب اللي انا ماسكاه .. وبعدين بما اني مليش في الروايات فالرواية اللي تخليني اكملها للاخر كدة لازم تبقى رواية عبقرية .. وبعدين الفكرة جديدة جدا .. وانه يحكي عن اثر تاريخي بالصورة دي .. فكانت بالنسبة لي فوق الوصف .. انا بحب الابداع في اي مجال مش اكتر ..

استمرت المناقشة لنصف ساعة .. بعدها تحول الحديث لأمور حياتية .. ثم اتفاقات على تفاصيل الحفل الذي سيصبح بعد يومين ...

----------------------
في فجر اليوم التالي .. استيقظت "ريم" .. ثم ذهبت لتوقظ "باسل" .. وما إن دخلت غرفته اقتربت منه ونادت اسمه بصوت خفيض .. ففتح عينيه وهب جالسا فجأة .. فزعت "ريم" وهي تبتعد خطوتين قائلة :
- بسم الله .. مالك يا باسل ..

هز رأسه يمنة ويسرة في محاولة للاستفاقة ثم نظر نحوها قائلا :
- انا اسف خضيتك ..

أشارت برأسها أن لا وهي تقول :
- انت امبارح واول بردو عملت كدة .. ومكانش نومك خفيف كدة .. مالك ..

أحاط وجهه بكفيه قائلا بأسى :
- انا كنت عايش لوحدي انا وروح .. كنت بخاف يحصلها حاجة بالليل او تحتاجني ومحسش بيها .. عشان كدة اي حركة منها بالليل كانت بتفزعني .. لغاية ما بقيت كدة .. مبعرفش انام بعمق .. لان تفكيري مشغول بيها ..

ثم رفع وجهه إليها قائلا :
- ابقي سيبيني وانا هصحى لوحدي .. بدل ما افزعك كل يوم كدة ..

جلست جواره وهي تتنهد قائلة :
- لا انا هصحيك كل يوم لغاية ماتتعود انت على الوضع الجديد دة .. وتتعود تبطل قلق وتوتر .. وكمان مش ملاحظ انك متعبتش من ساعة ما جيت مع ان يوسف قالي انك كنت تعبان جدا قبل ما تيجوا بليلة ..

ابتسم قائلا :
- اها طبعا الدكتور قالك اكيد تعبه دة كان لسبب نفسي واول ما يبقى بينا صحته هتتحسن ..

ضحكت قائلة :
- وطلع عنده حق اهو نفسيتك ارتاحت وصحتك اتحسنت ..

ارتفع آذان الفجر فوقف "باسل" قائلا :
- ماشي يا برنسيسة صحي يوسف بقى لغاية ما اتوضى ..

ذهبت ناحية خزانة ملابسه قائلة :
- انت عارف ان يوسف بيصلي قيامه دلوقتي مش زينا ..

التفت لها قائلا :
- اه .. بس انتي ايه اللي يخليكي تصلي قيامك قبل ما تنامي .. ما تصليه انتي كمان دلوقتي وتبقي زيه مش زيي ..

أعطته منشفته قائلة :
- بس انا بحب اكون زيك .. يلا ادخل اتوضى على ما اروح اشوفه ..

وصلت للباب ثم التفتت ضاحكة وهي تقول :
- باسل على فكرة قبل ما تيجي كنت بصليه قبل الفجر .. لكن بما انك موجود يبقى لازم اصليه زيك قبل ما انام ..

ذهبا للفجر مع جدهما .. عاد "باسل" ليحضر نفسه وابنته ليبدآن حياتهما الجديدة من حيث الجامعة والمدرسة .. بينما نام "يوسف" لساعة أخرى .. وفي الصباح كانوا قد استعدوا جميعا للخروج .. وكل منهم لديه مهمة جديدة .. فـ"يوسف" لديه قضية مهمة يجب أن يتأكد من فاعلها .. و"باسل" عليه الذهاب للجامعة .. و"ريم" ستتولى أمر مدرسة "روح" .. حين الخروج سأل "باسل" :
- هو معاد الأتوبيس امتى ...

رد "يوسف" :
- واتوبيس ليه ما تيجي معايا وانا اوصلك ...

قال "باسل" رافضا :
- لا انا عاوز اركب الاتوبيس .. وكلها يومين واشتري عربية ان شاء الله ...

ردت "ريم" :
- الأتوبيس معاده سبعة ونص يعني لسة ربع ساعة ..

قال "باسل" :
- خلاص هستناه .. بس روح انتي متأكدة ان الترم مش هيضيع عليها ...

أجابت" ريم" :
- ما انا قلتلك .. دة حسب الامتحان اللي هي هتمتحنه .. هو الي هيحدد مستواها يسمح تكون مع زمايلها ولا تتاخر سنة ..

أومأ "باسل" قائلا :
- لا ان شاء الله انا واثق فيها .. وهتبقى اشطر من زمايلها كمان ..

وقفت "ريم" أمام باب "ريحانة" وهي تقول ضاحكة :
- ماشي يا عم الواثق ... يلا روح انت بقى علشان تلحق الاتوبيس لانه بييجي في معاده بالضبط ...

أومأ "باسل" وهو ينظر لها قائلا :
- تمام .. بس انتي بتخبطي على جدك ليه ..

التفتت له قائلة :
- لا مش جدو .. دي ريحانة علشان تيجي معايا ...

نزل درجات السلم جوار "يوسف" وهو يقول ساخرا :
- اه ريحانة .. لانها بتخاف من الناس فمش هتركب اتوبيس .. ولانها لا يعتمد عليها فمش هتركب عربية .. ربنا يحفظهالكم ويحفظكم ليها ...

رفع "يوسف" يده مبتسما وهو يقول :
- امين .. ويحفظها من الأشرار الطوال بتوع الهندسة الجينية ...

ضحكت "ريم" وهي تنظر لهما .. بينما فتحت "ريحانة" الباب حيث كانت تنتظر خلفه لحين مرور "باسل" لئلا تراه .. ابتسمت لـ"ريم" ثم انحنت تقبل "روح" التي تتجنب رؤيتها هي الأخرى .. لأنها علمت أن قربها منها شئ يزعج "باسل" .. وهي ليس بها طاقة لإزعاج أحد سواء كان "باسل" أو غيره .. هي إن لم تنفع فلا تضر ...
----------------------
حين وصول "يوسف" لعمله لم يتأخر عن ما نوى فعله منذ أسبوع .. فقط اطمأن على وجود المدعو "مجدي" في غرفته .. ثم تلقى الشكاوى منه وعليه .. ذهب للنيابة للتأكد من قضيته .. وبعد معاناة شديدة .. وبسبب صداقته مع وكيل النيابة اطلع على تقرير الطب الشرعي .. وعليه ذهب لمصلحة الطب الشرعي لمقابلة الطبيب المسئول عن ذلك .. دخل يسأل عن اسم الطبيب .. وقف يسأل عاملة الاستقبال قائلا :
- السلام عليكم ..

ردت :
- وعليكم السلام ..

سأل :
- لو سمحت عاوز اقابل دكتورة رنيم أحمد ...

أشارت له قائلة :
- هي لسة معدية من هنا حالا هتلاقيها في اخر الكوريدور دة ..

نظر لما تشير ثم عاد لها قائلا :
- فيه اكتر من وحدة في اخر الكوريدور ..

قالت :
- هي المنتقبة اللي هناك دي ..

نظر ثم عاد قائلا على مضض :
- في اتنين وقفين جنب بعض ومنتقبين ..

تنحنحت قائلة :
- هي الطويلة اللي فيهم ...

حبس أنفاسه وهو يقول :
- لو سمحت ممكن تقولي لي فين مكتبها ..

اعتذرت قائلة :
- انا اسفة .. تالت مكتب على يمينك ..

تنهد قائلا :
- متشكر ..

خطى خطواته نحو مكتبها وهو يغمغم في ضيق .. طرق الباب فسمح له بالدخول .. دخل ليجد فتاة تجلس على مكتب صغير .. ألقى السلام ثم قال :
- عاوز اقابل دكتورة رنيم لو سمحتي ..

وقفت قائلة :
- طيب اتفضل حضرتك .. هي دقايق وجاية ...

قالتها وهي تشير لمقعد جوار الباب ... لم تمر دقائق إلا ووصلت "رنيم" .. لفت انتباهها وجود شخص جوار الباب .. ألقت السلام .. ثم دخلت لغرفتها مباشرة .. دخلت وراءها تلك الفتاة وهي تومئ برأسها لـ"يوسف" الذي أعطاها بطاقة تدل عليه .. أغلقت الباب خلفها وهي تقول :
- رنيم الدكتور يوسف علي عاوز يقابلك ..

لم تستغرب الاسم .. ولكن مجيئه هنا غريب .. فطبيعة عمله ليس لها علاقة بطبيعة عملها .. لذا خمنت أن يكون تشابه أسماء وفقط .. رفعت نظرها قائلة :
- وريني الكارت كدة يا نهلة ...

أعطته لها وهي تقول :
- على فكرة شكله ميطمنش ..

ابتسمت "رنيم" وهي تأخذه منها قائلة :
- ميطمنش ازاي ..

قرأت الاسم وما تحته .. تأكدت أنه هو أخو "ريم".. رفعت نظرها لـ"نهلة" قائلة :
- طب دخليه ... وانتي عارفة لو حاول يمشيكي او يقولك شغل خاص يا دكتورة هتعملي ايه ..

ضحكت "نهلة" وهي تخرج قائلة :
- معنديناش بنات تجعد مع رجالة لوحديها يا بيه ...

ضحكت "رنيم" وهي تنظر لمرآة كانت في حقيبتها .. تحاول تعديل وضع نقابها بحيث تخفي عينيها على قدر استطاعتها .. دخل "يوسف" .. فوقفت تشير له بالجلوس .. ولكن لا تعلم لم شعرت بالخوف منه .. له حضور طاغي .. شعرت أنه اكتسح الغرفة بأكملها .. أومأ "يوسف" وهو يجلس أمامها .. جلست بدورها وبحركة تلقائية عادت بمقعدها قليلا للخلف ..
مد "يوسف" يده بملف يحمله قائلا :
- من غير مقدمات .. اتفضلي شوفي الملف وهتعرفي انا جاي ليه ..

مدت يدها وهي تأخذ الملف .. وتنظر لـ"نهلة" الواقفة جوارها .. تصفحته سريعا وهي تقول :
- حضرتك ازاي وصلت للملف دة ..

هز كتفيه قائلا :
- مش مهم انا وصلت له ازاي .. المهم هل دة الملف اللي حضرتك قدمتيه للنيابة ..

دون أن تعيد النظر للملف قالت :
- لا طبعا مهم .. ازاي حاجة زي دي تطلع برة النيابة .. حضرتك شايف ان دة شئ عادي كدة ..

أجاب بسؤال آخر قائلا :
- دي قضية مجدي عبد الغفار مش كدة ..

حبست أنفاسها قائلة :
- اه هي ..

سأل قائلا :
- يعني دة التقرير اللي حضرتك أثبتي براءته بيه ..

بتلقائية حملقت فيه قائلة :
- انا .. برأت مين .. التقرير اللي انا قدمته بيدين مجدي مش بيبرأه ..

رفع نظره هو الآخر مندهشا-وليته ما رفعه- قائلا :
- بتقولي ايه .. التقرير اللي معاكي بيبرأ مجدي ..

أخفضت بصرها سريعا -ولكن قد كان ما كان- وهي تقلب ورقات الملف بين يديها بعصبية شديدة ثم وقفت وأنفاسها تتلاحق .. وعينيها احمرت غضبا قائلة :
- ازاي دة يحصل .. وطبعا البيه دلوقتي برة السجن ..

وقف أمامها قائلا :
- اه .. بس خلاص انا هتصرف ..

مد يده ليأخذ الملف قائلا :
- بعد اذنك ..

نظرت له وأنفاسها تتسارع غضبا وحسرة .. ولا تشعر بنفسها من شدة الغضب .. وكذلك لم تشعر بسحر عينيها على المسكين الواقف أمامها .. غض بصره سريعا وهو ينظر للملف قائلا :
- الملف لو سمحتي ..

لم تتحرك .. فغضبها تصاعد لأوجه .. لم يحدث معها موقف مشابه من قبل .. ولم تتعرض لتلك الحيل من قبل .. كما أنها لا تتخيل أن بريئا كان سيسجن بسببها .. كعادتها ستحمل نفسها خطأ غيرها .. بعد نفاذ صبر قال "يوسف" وقد بدأ غضبه يظهر هو الآخر :
- يا دكتورة سيبي الملف ..

عندها جذبتها "نهلة" من ذراعها قائلة :
- يا رنيم سيبي الملف .. ونتفاهم بعد ما يمشي ..

تحول لها نظر "رنيم" قائلة :
- انا عاوزة الملف الأصلي حالا ...

ذهبت "نهلة" لتأتي بم طلبت .. بينما وجهت "رنيم" حديثها لـ"يوسف" قائلة :
- بعد اذنك الملف هيفضل معايا .. تقدر حضرتك تتفضل دلوقتي .. انا هجيب الملف الاصلي واطلع ع النيابة ..

قال "يوسف" وغضبه بدأ في التصاعد :
- يا دكتورة قلت لك انا هحل المشكلة دي .. هاتي الملف لو سمحتي .. مينفعش امشي من غيره ..

اتجهت نحو الباب حتى لا تبقى وحدها معه وهي تقول :
- يبقى لو سمحت حضرتك تستنى ثواني لما اخد نسخة منه ...

استشاط "يوسف" غضبا وهو يسير خلفها ليسحب منها الملف قائلا :
- متخلينيش اندم اني جيت اتأكد ليكي يد في الجريمة دي ولا لا قبل ما اتصرف بطريقتي .. بعد اذنك


هوت "رنيم" جالسة على مقعد كان خلفها تنظر للفراغ أمامها ..
دخلت "نهلة" وهي تربت على كتفها قائلة :
- اهدي بس يا رنيم .. ان شاء الله خير ..

نظرت لها "رنيم" قائلة :
- انتي عارفة ايه اللي هيحصل .. هيطلبوا اعادة التشريح .. وتيجي لجنة كاملة عشان تعيد التشريح .. ولما يكتشفوا اللي حصل هتحول انا للتحقيق ..

جلست "نهلة" جوارها قائلة :
- يا بنتي ما هما هيطلعوا بنفس النتيجة بتاعتنا .. وساعتها هيقارنوها بالتقرير الأصلي .. فـ..

قاطعتها "رنيم" قائلة :
- المقارنة هتبقى بين اللي هيطلعوا بيه وبين الملف اللي في النيابة .. مش الملف الأصلي اللي محدش يعرف عنه حاجة اصلا ..

هدأتها "نهلة" قائلة :
- طيب الدكتور دة مش قال هيتصرف .. اكيد هيتصرف ..

وقفت "رنيم" كمن أفاق من غيبوبته قائلة :
- انا لازم اروح النيابة حالا .. هاتي الملف ..

---------------------
خرج "يوسف" من عندها يتمتم :
- انا مش عارف اختي مصاحبة المجنونة دي ازاي .. ايه يا ربي الجنان دة بس ..

استقل سيارته ثم عرج على النيابة .. ذهب لوكيل النيابة يقص له ما حدث .. والذي بدوره قال :
- انا مش اول مرة اشتغل مع الدكتورة رنيم .. وعارف هي اد ايه امينة في شغلها .. بس لو اللي بتقوله دة صحيح هي اكيد هتتحول للتحقيق ..

رد "يوسف" :
- بس لو هي صادقة في كلامها اكيد يبقى التوقيع اللي ع التقرير دة مزور ولو اثبتنا كدة يبقى الموضوع منتهي وهي ملهاش علاقة ..

أومأ وكيل النيابة قائلا :
- لو على اد التوقيع يبقى الموضوع سهل جدا .. عموما ..

قطع كلامه طرقات على بابه .. أمر بالدخول .. ليطلب شخص الإذن لـ"رنيم" .. سمح لها فدخلت بخطوات واثقة .. ثم وقفت أمامه قائلة :
- دة الملف اللي المفروض خرج من مكتبي واحد زيه ...

استلمه منها قائلا :
- طيب اتفضلي يا دكتورة .. وعموما متقلقيش .. كنت لسة بتكلم مع الدكتور يوسف ان ازاي نبعد تورطك عن الموضوع ..

أجابت بثقة :
- انا مش قلقانة .. لان انا فعلا مش متورطة لامن قريب ولا من بعيد .. بس انا مستغربة ازاي حضرتك تدي ملف القضية لشخص الدكتور يوسف .. معنى كدة ان زي ما الملف دة خرج الملف الاصلي ممكن يخرج عادي لا ويتبدل كمان ..

التفت لها "يوسف" وقد صعق من كلامها .. رغم صحته ورغم أن هذا أول ما يتبادر إلى الذهن .. ولكن يعلم أن الرجل لم يعطه التقرير إلا بعد إلحاح شديد منه وبسبب صداقتهما .. كما أن الرجل كان يخبرها أنه سيثبت براءتها لتتهمه هي فجأة دون مقدمات .. كيف لها تتحدث بتلك الثقة ..
لذلك لم يفاجأ بوقوف وكيل النيابة فجأة قائلا :
- تقصدي ايه يا دكتورة .. يعني انا اللي بدلت الملف الاصلي ..

التفتت له قائلة بهدوء وثقة أكبر :
- انا متهمتش حد يا فندم .. انا بس بفكر بصوت عالي .. ومش لازم تكون حضرتك اللي عملت كدة .. بس انا مش هتعب في القضية دي علشان في الاخر واحد برئ يتسجن والمجرم يخرج .. لا وكمان بيعيدوا تأهيل سيادته علشان يبقى فرد صالح في المجتمع ..

ألجمت الاثنين بكلامها ثم تركتهما في صمتهما وخرجت ...
-------------------
في نهاية يومه الجامعي الأول عاد "باسل" ليستقل في عودته حافلة الركاب التي أقلته صباحا .. أو وسيلة المواصلات العامة .. بمعنى آخر أتوبيس الشعب .. وقف في مكان الانتظار لتصل الحافلة في موعدها المحدد لم تتأخر ثانية واحدة .. ركب ليجلس في أحد المقاعد الأمامية ثم يخرج من حقيبته كتابا يقرؤه .. مرت دقائق قبل صعود سيدة مسنة .. رفع "باسل" بصره ليجدها تمشي بصعوبة .. وقف مصرا عليها بالجلوس مكانه .. وعاد هو للخلف .. فقد أشفق عليها من السير لآخر الحافلة .. تحركت الحافلة ثانية وتعمق هو في قراءته .. حتى وقفت في محطة أخرى .. ولم يكن يخرجه من استئناسه بكتابه سوى رنين هاتفه .. أجاب على محدثه .. وقبل عودته للقراءة .. نظر خارجا ليجد لافتة للشركة التي تعمل بها "ريحانة" .. ثبت نظره تجاهها قليلا فلاحظ وقوف "ريحانة" مع أخرى .. ما لفت انتباهه هو نظرة الرعب في عينيها .. زفر في ضيق وهو يترك الحافلة .. ذهب عندها وما إن رأته حتى تحركت نحوه كأنها وجدت نجدتها قائلة بصوت يملؤه الخوف :
- باسل ..

خجلت محدثتها وهي تنظر له قائلة :
- انا اسفة مكنش قصدي ازعجها ..

رد "باسل" بحرج بالغ قائلا :
- لا يا فندم حضرتك فهمتي غلط .. احنا بس عندنا مشكلة في البيت .. اختي اول ما شافتني افتكرت اني جايب لها اخبار وحشة مش اكتر ..

أومأت برأسها متفهمة وهي تقول :
- انا اسفة انا كنت بس بعرض اني اوصلها .. بعد اذنكم ..

أومأ "باسل" قائلا :
- اتفضلي ..

تركتهما ليلتفت "باسل" لـ"ريحانة" وهو يضغط على شفته السفلى بأسنانه قائلا :
- انتي امتى هتكبري .. ايه اللي بتعمليه دة .. كانت هتاكلك مثلا .. طيب ع الاقل اتكلمي بذوق معاها .. يا بنتي داري خوفك بدل ما تحرجي الناس كدة ..

ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تنظر له قائلة بخوف :
- هي اول مرة تكلمني والله .. وانا معرفهاش .. ومكنتش اقصد احرجها ابدا والله العظيم ..

تنفس بعمق وهو يغمض عينيه بشدة .. يعلم أن لا ذنب لها في ذلك فجدها من فعل .. لم يجعلها تختلط بأي أحد مطلقا .. وكان تبريره دائما أنه يخشى عليها من ذلك .. فارتبطت الصورة في ذهنها كالتالي (اختلاط بالناس يعني خوف .. إذا فالناس شئ مخيف .. يجب تجنبه ) .. ولأول مرة منذ وصوله ينظر لها باهتمام قائلا :
- طيب معلش حصل خير .. تعالي بقى نستنى الاتوبيس الجاي ..

أومأت برأسها وهي تسير جواره قائلة :
- طيب يوسف هيعدي عليا ..

ابتسم قائلا :
- خلاص هكلمه أقوله ميجيش ..

ذهبا لمكان الانتظار .. فابتعد بها عن الرجال الواقفين .. حدث "يوسف" وأخبره ألا يأتي .. أنهى اتصاله ثم سحب نفسا عميقا وهو يحاول الحديث بهدوء قائلا :
- ريحانة ..

لا تحب أن يحدثها بتلك النبرة الهادئة .. رغم ضيقها من كلماته العنيفة إلا إنها أهون على قلبها الضعيف من تلك الكلمة الرقيقة.. فماذا تفعل فيه وقد اضطرب وتسارعت ضرباته .. وكيف توقف غزو الاحمرار الذي ملأ وجهها .. وماذا تفعل بعينيها التي تأبى الثبات .. وماذا عن شفتيها التي تخشى أن تدميها الآن .. كل ذلك فقط من نطقه لاسمها كيف إن استمر حديثه معها على هذا النحو .. ليته يسكت أو يصيح ويغضب .. ليته يضايقها أو حتى يضربها ..
ولما لم ترد عليه كرر :
- ريحان ..

وريحان بعد .. ليته يسكت ثم يسكت ويسكت .. أخرجت صوتها بصعوبة قائلة :
-نعم ..

أكمل حديثه بهدوء قائلا :
- يا ريحانة الناس مش شر ومش حاجة تخوف .. لازم تحاولي تتعاملي معاهم .. ولازم تحاولي تحكمي بنفسك ع الكويس والوحش .. انتي مش صغيرة يا ريحانة على خوفك دة .. انا خايف عليكي يقلب بخوف مرضي ..

أومأت برأسها وكلمة"خايف عليكي" تتردد في قلبها قبل عقلها قائلة :
- حاضر ..

تنهد قائلا :
- انا مش عاوزك تقولي حاضر وخلاص .. انا عاوزك تكوني مقتنعة بالكلمة قبل ما تقوليها ..

أومأت برأسها وهي تقول :
- حاضر ..

ابتسم مكملا :
- وحاجة كمان ..

أومأت قائلة :
- اتفضل ..

قال :
- انتي مش هتعرفي تعملي كدة وفيه حد بيجيبك وحد بيوديكي .. حاولي تعتمدي على نفسك .. اركبي مواصلات .. وفي المواصلات هتقابلي ناس كويسين كتير .. حاولي تكوني صداقات في شغلك .. الحكاية هتبقى صعبة في الاول انا عارف .. بس دة عشان تعرفي تحكمي على الناس كويس .. صدقيني مع الوقت المشكلة اللي عندك دي هتختفي .. وانا عارف ان ريحانة بتعرف تحكم ع الامور كويس وهتعرف تميز الكويس من الوحش ..

قالها ليعطيها ثقة أكبر في نفسها .. بينما هي كانت تتمنى أن تقوم بخطوة كهذه من قبل .. ولكن البداية مهما يكن ليست سهلة .. ابتسمت ابتسامة صغيرة وهي تقول :
- ان شاء الله ..

ابتسم بدوره وهو ينظر للحافلة التي لتوها وصلت قائلا :
- يلا .. الاتوبيس وصل ..

ثم التفت فجأة قائلا :
- هو انا مش قلت ميت مرة صوتك دة يخشن شوية ..

زفرت في ضيق قائلة :
- والله صوتي كدة .. اعمل فيه ايه بس ..

رد قائلا :
- معرفش اتصرفي .. بس انا لو واحد مش عارفك اول ما اسمع صوتك هقول ايه الصوت المدلع دة ..

نظرت له قائلة :
- مدلع ..

أجاب :
- اه ومايع كمان ..

أدمعت قائلة :
- مايع ..

رد وهو يمشي قائلا :
- اه ويلا الاتوبيس هيمشي ..

سارت خلفه وهي تتمتم :
- عمرك ما عملت حاجة حلوة للاخر .. اوف .. انا صوتي مايع .. ماشي شكرا .. ضربة في صوتك .. ضربة في دماغك .. ضربة في قلبك ..

أوقفت سيل شتائمها وهو يقول :
- مش هتبطلي تبرطمي بقى .. خلاص سحبناها .. صوتك مش مايع .. بس حاولي تقللي كلامك مع اي راجل غريب .. ولو متكلمتيش خالص يبقى افضل ..
تمتمت قائلة :
- جيت تكحلها عميتها ..

رد قائلا :
- ابقي اتكلمي بصوت عالي يا جبانة .. الا اذا كنتي بتشتميني ..

نظرت له قائلة :
- والله العظيم حرام عليك بقى انا بشتم ..

صر أسنانه قائلا :
- صوتك يوطى .. احنا في الاتوبيس ..

وضعت يدها على فمها قائلة :
- حاضر حاضر ...


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس