جولة في قلبك...... الفصل السابع عشر ج2 جولة في قلبك
الفصل السابع عشر ج2
فتحت فمها لتقول شيئا الا ان دورا قالت مواصلة و في عينيها بريق خبيث: "ريغان........... سيتزوجك"
تسمرت نظراتها بوجه دورا و بقيت صامتة و مذهولة........... دورا و باستياء: "مضطرة لأنقذ الوضع......... اضمن بقاء حفيدي هنا بدون ازعاج و اضمن..........."
قالت نتاليا و هي تشعر بالدوار: "ارجوك اخرجي....... انا متعبة...... ارجوك"
ارتفعت حرارتها و اتعبتها بشدة...... نامت باعياء شديد و لا تدري ان كانت نائمة ام مغشيا عليها.
شعرت بيد تمسك يدها و كانت باردة......... عندما فتحت عينيها ابعد ريموند يده و قال بهدوء: "أنت بخير؟"
ارادت ان تعتدل لكنها لم تستطيع و كأن جسدها مشلولا و شفتيها جافتين.
مرر يده على جبهتها و قال موجه حديثه الى دورا الواقفة: "انها بحاجة الى طبيب........ حاولي ان لا يأتي فرانك الى هنا و يرى امه بهكذا حال"
بدأت الاصوات تختفي و تعود اليها.......... قالت دورا باهتمام: "مسكينة.............. ربما تناولت شيئا و تسممت........... جلبت لها الطبيب صباح اليوم لكنه اخبرني بأنها ستتحسن قريبا"
يترأى لها انه شعرت بقدوم طبيب و شعرت بوخز بذراعها و كأنها حقنة يبدو انها فاقدة الوعي......... لم تشعر بشيء بعد ذلك.
فجأة استفاقت و اعتدلت....... ابعدت خصلات شعرها المتناثرة و شعرت بتحسن كبير و عندما التفتت فوجئت بوجود ريموند نائما على الاريكة في غرفتها.
نهضت و سارت اليه و تطلعت بالساعة التي تعلن الثالثة صباحا.............. قالت بصوت منخفض: "ريموند"
فتح عينيه ببطء ثم اعتدل و نهض و كان مرتديا بذلة العمل يبدو انه اتى من الخارج فورا اليها.................. قال بتأمل: "انت بخير؟"
اومأت موافقة ثم قالت: "يمكنك الذهاب"
تطلع بوجهها متأملا ثم قال و هو يغلق ازرار قميصه العليا: "عليك ان ترتاحي قدر الامكان............. لا تتعبي نفسك" ثم ذهب.
في اليوم التالي اصبحت بحالة جيدة و فكرت بما عرضته دورا و تمنت ان تعدل تلك المرأة عن فكرتها لا هي ترغب بذلك الزواج و لا ريغان بالتأكيد.
قالت ببرود: "مساء الخير"
كانوا مجتمعين حول مائدة العشاء............ لوت باتريس شفتيها و رمقتها ايزابيل بعيون جامدة اما دورا فابتسمت قائلة: "يسعدنا انك اصبحت على خير ما يرام تعالي و انضمي الينا"
اقتربت و سحبت كرسي و هي تتبادل النظرات مع ريموند الذي توقف عن تناول الطعام منذ اتت............... قالت و هي تجذب صحن الطعام: "لم تفجري مفاجئتك بعد يا سيدة دورا؟"
تطلع الجميع اليها بتساؤل و قالت دورا: "انت........ أ......... افهم من ذلك انت سعيدة بما طرحته عليك؟"
ابتسمت و تناولت الطعام ببرود............... قالت دورا بابتسامة: "قررت.............. زواج نتاليا من ريغان"
سعل ريموند بشدة و ابعد الكأس و التفتوا جميعا اليه......... تناول منديلا و وضعه على فمه و بقي صامتا.
ايزابيل و بتأمل: "ياله من خبر سار"
ريغان و بتجهم: "قررت ذلك؟............ دون علمي؟"
باتريس و بجفاف: "الا يكفي يا امي؟........ ريغان ايضا؟............ موريسيو و ريغان لهذه؟"
نهض ريموند و ابتعد.......... و نهض ريغان و قال و هو يرمي المنديل: "لا اعرف ما اقوله الان........ تناقض لا حد له"
نهضت دورا قائلة بحدة: "ريموند"
التفت ببطء و نظر اليها بدون هدف......... قالت بحزم: "كأنك ليس معنا؟"
قال بتوتر: "علينا ان نناقش ذلك الموضوع على انفراد"
ايزابيل و ببهوت: "يبدو ان ريموند معارضا الفكرة........... ربما لديه اسبابه"
ثم ابتعدت و صعدت السلم بغضب و تبعتها باتريس غير راضية ايضا.
دخل ريموند الى غرفة المكتب........... تبعته دورا و خرج ريغان الى الحديقة.
بقيت نتاليا جالسة وحدها على المائدة و تبتسم بأسف على ما يجري لها في هذا القصر.
نهضت و اتجهت الى الممر المؤدي الى غرفتها ثم غيرت رأيها و عادت........ قررت ان تستمع الى ما يحاك اليها من قبل دورا و ابنها.
وقفت قرب باب المكتب و وضعت يدها على يد الباب مترددة....... أ تدخل و توقف هذه المهزلة ام تنتظر ما الذي يقرره ريموند بعد الذي حصل بينها و بينه......... بالتأكيد سيعارض الزواج.
قالت دورا بحزم: "هذا القرار منقذ يا ريموند.......... انت تثق بقراراتي دائما و تثبت لك الايام اني على حق دائما............... اريد........... انقاذ.......... ابني الاكبر"
قال بحدة: "تنقذيني انا؟"
هي و بسرعة: "نعم يا ريموند"
هو وبانفعال: "ما هذا الهراء؟.......... اسمعيني جيدا يا امي........... لا يمكن ان يتزوجها ريغان"
دورا و باهتمام: "لماذا؟"
ساد صمت قصير حتى قال: "بسبب.......... ماحصل بيننا"
دورا و بقلق: "حصل بينكما؟........... انت و هي؟......... و ماذا حصل يا ريموند؟"
ساد صمت مجددا حتى قالت بقلق: "لماذا؟........ أ تحبها؟"
اجاب بعد برهة صمت: "لا ليس هذا.......... لكن"
قاطعته قائلة بحزم: "تتسلى بها"
اجاب: "نوعا ما"
اغمضت نتاليا عينيها و اسندت جبهتها على الباب .......... دورا و باصرار: " و الى متى؟"
قال بضيق: "اسئلتك تحدث لي ارباكا"
دورا و بانفعال: "لم اتوقع منك ذلك ريموند........... وضعتني بموقف لا احسد عليه........... تريد البقاء قرب ابنها....... و وجودها خطر........ عليك و على زواجك........ اخشى يا ريموند ان......... "
قال مقاطعا: "كفى........ انا ريموند روستن......... ما زلت ريموند روستن.......... لست مغفلا"
ابتعدت مسرعة و اصطدمت بريغان الذي امسك كتفيها و تطلع بعينيها الحمراوين قائلا: "لا تخافي.......... انا سأرفض الامر"
اومأت موفقة.......... قال بتركيز: "لسبب سأرفض....... لأنك على علاقة بأخي"
اومأت بطء و هي تنظر اليه........ قال مواصلا: "اما غير ذلك فلا.............. انت فتاة رائعة........ و لو كنا بظروف مختلفة لسعدت بذلك"
هي و بحزن: "تسعد؟.......... الست الافعى التي سرقت شقيقك؟......... و رخيصة تسرق اموالكم و تمنحها لعشيقها؟"
ابعد بصره ثم قال: "انا.......... اثق بك....... كل ذلك كان تدبيرا........... امي ارادت ان تضعك بهذه الصورة"
هي و يتحديق: "لأنها تريد ان تغطي على علاقة باتريس بذلك الشاب الذي يسرق اموالكم"
فتح ريموند الباب و تطلع بهما بعيون ضيقة و قال: "يبدو انكما منسجمين؟"
نظر اليه ريغان بتجهم ثم ابتعد.
اقترب منها و قال بتفحص: "بما كنتما تتحدثان؟"
قالت و هي تنظر بعينيه و بتركيز: "لا بأس ان اتزوج ريغان انه جيد"
نظر اليها من الاسفل الى الاعلى و قال: "نتحدث لاحقا"
راقبته و هو يبتعد و ارتجفت شفتيها و هي تقاوم دموعها الحارقة.
عندما دخلت غرفتها ابتلعت ريقها عندما رأت ايزابيل بانتظارها.
اغلقت الباب بهدوء و استدارت قائلة: "ايزابيل......... انا"
ايزابيل و بعيون ملتهبة : "الاتبتعدي عن ريموند؟"
اقتربت و قالت ببهوت: "لست غريمتك..... لا انافسك عليه انا"
امسكت ايزابيل ذراعها و شدتها بعنف قائلة بعيون تتطاير منهما شرر الغضب و الغيرة و هي تهزها بقوة: "منذ اتيت الى هنا و ريموند هجرني تماما............ شغله الشاغل انت....... يفكر بك باستمرار......... ارادك في العمل معه و في القصر معه...... انت سعيدة بذلك"
نتاليا و بانفعال: "لماذا تفشي غلك بي؟........... اذهبي اليه و حاسبيه و قولي له ما بداخلك............ قولي لدورا..................... لما لا تذهبي و تنقبي عن علاقاته بآخريات.......... مثلا سكرتيرته السابقة........... الشقة التي منحها لها يقيم معها علاقة حميمة............ انها........... انها حامل منه"
اتسعت عيني ايزابيل بالتدريج و قالت و قد ارتجفت يدها: "ماذا؟............ حامل؟......... تلك الفتاة حامل منه؟"
تركت ذراعها و ابعدت بصرها و وضعت يدها على جبهتها ثم خرجت مسرعة.
حزنت نتاليا و تجهمت ربما ما كان ان تخبرها بتلك القصة.
ساد سكون و صمت خانق في القصر لساعات........... سهرت امام النافذة تتطلع الى الماء المتلألأ في الحوض و فتفكر بدايفيد الذي لا تعرف عنه شيئا و انقطعت اخباره عنها........ ثم عاودتها ذكرى تلك الليلة في شقة ريموند............ قطبت جبينها و تسائلت ان كان ريموند قد اكتفى منها و ما عاد يفكر بها؟.......... وصل الى غايته و لم يعد يتطلع بوجهها؟......... منذ الذي حصل و هو مبتعدا و باردا حتى بنظراته و اليوم يعترف لوالدته انه يتسلى بها.................. لم تستمر بالتفكير لأنها التفتت الى باب الغرفة لتجده يدخل....... ابعدت بصرها بسرعة و شعرت بعدم انتظام ضربات قلبها........ ابتلعت ريقها و وضعت يديها على وجهها الساخن بقلق عندما شعرت بخطواته تقترب. |