[مريم نجمة]

الفصل الثاني

"اكبر خطا ان تترك يومك يمر وانت حزين "


استيقظت مريام مبكرة قليلا ،ودعت خالتها بمفردها ، بعد ان اخدت ثريا منها وعدا باطلاعها على كل ما يحصل في المنزل في فترة غيابها ،عادت لغرفتها وحملت مدكرتها وبدات بخطا كلمات فيه "السعادة يخطا في فهمها الكثير لدلك لا بعيشها حقا الا القليل ،يربطونها بانفسهم وبتحقق امنياتهم ،ادرك ان امنياتي لن تتحقق ،وادرك ان هدا لن يحرمني السعادة ،للسعادة ابواب كثيرة ،ان اقفل باب بقيت ابواب ،اما انا فسعادتي تكون باسعاد من حولي ،انا اؤمن ان من يعيش للاخرين يعيش اكثر من حياة واعلم ان من يفعل الخير للاخرين يفعله لنفسه اولا ،وان سعادة احبائي هي سعادتي وادرك انه لاحدود بين الممكن والواجب ،ومهما كانت الاشياء التى تسعدني يكفي انها تسعدني "اعادت قراءة ماكتبته ،ابتسمت وهمت باغلاق المدكرة عندما سمعت ضجة عنيفة قادمة من الاسفل ،وقبل ان تتحرك لمكان دخلت ابنة خالتها الكبرى قائلة مريام هناك امر فضيع حصل ،ردت ما الامر ؟ اجابت المطبخ تعالي لتري ،ردت عليها مريام اهدئي
ساوافيك حالا ،لكن الطفلة لم تتحرك كانت تنظر الى المدكرة في يد مريام سالتها كنت تكتبين ،اسرعت مريام باخفاء المدكرة عن اعين الطفلة الفضولية ،وقالت فلندهب ،خرجتا واسرعتا بالنزول الى المطبخ ،صدمت مريام لحال المطبخ لقد عمته الفوضى ،سالت بغضب من فعل هدا ،قال جاسر كنت احاول اعداد الافطار لكني لم انجح كما ترين ،ردت انت لم تكن تعد الافطار لقد كنت تدمر المطبخ ،سال عمر انا جائع من سيعد الافطار ؟ ردت مريام :على جاسر اعادة المطبخ الى سيرته الاولى ثم سنتحدث عن الطعام ،رد جاسر انا لن افعل شيئا انها مسؤوليتك اطعامنا والاهتمام بنا لدلك احضرتك امي الى هنا يا غولة ،ردت مريام :حسن ادن عود نفسك على الجوع لاني لن احرك شيئا في المطبخ قبل ان تحول الفوضى الى نظام ،وحملت الصغيرة وقالت هده فقط مسؤوليتي اما البقية فليتحملوا معك الجوع ،قال ياسين الواقف عند الباب ارجو ان لا اكون من البقية ،نظرت اليه وقالت متى تغير عادتك السيئة هده في الوقوف عند الباب والانصات لاحاديث الاخرين ،قال عندما اجد الباب مقفلا ،تكلم عمر ايتها الغولة ،التفتت اليه بهلع وقالت لنفسها ارجوك لا تقل الكلمة امامه ارجوك ليس امامه وبدون ان تشعر كانت تضغط بقوة على الصغيرة ،التى صرخت مقاطعة اخاها عن اكمال جملته وقالت انت تؤلميني ،انتبهت لفرح وقالت اسفة عزيزتي فلندهب وخرجت وهي تحمل الصغيرة بين دراعيها ،كانت هاربة ،هاربةمن كلمة تتمنى ان تنساها يوما،اخدت الصغيرة لغرفتها ،وضعتها على السرير وقالت احمل معي مفاجاة صغيرة لك ،ابتسمت الصغيرة وقالت مفاجاة مفاجاة ،ضحكت مريام وهي تفتح علبة الحلويات التى اعطتها اياها امهما عند رحيلها تم شراء هده الحلويات لخطوبة اختها من اشهر محلات الحلويات ،ابتسمت وهي تنظر للكمية الكبيرة وقالت كانت امي سعيدة بمغادرتي حتى انها اعطتني ما يكفني شهرا المهم ان لا اكون هناك بين العائلة ،اختفت ابتسامتها وهي تقول لنفسها سيشير الجميع تلك اخت العروس وهدا ما لم تكن تريده والدتي ،كانت تريد ان ينظر الجميع بفخر الى العروس وكنت ساكون الشؤم ،نادتها فرح مريام المفاجاة ،قالت حسن هده الحلويات ستكفينا ولن يعرف الجوع طريقه الينا الى ان يستسلم اخوك ،واعطتها ثلاث قطع ،قالت فرح المزيد ،ردت مريام ستؤديك ان اكثرت منها ،سمعت دقات على الباب ،قالت ادخل ،كان ياسين قال بدون انتظار لست من حول المطبخ الى خرابة ،ردت بجفاء اعرف ،قال ادن انا لم ارتكب خطا لاعاقب ،قالت انت محق لكن يمكنك تدبر امرك ،رد انا ضيفك ،قالت ضيف خالتي ،قال اشفقي علي انا جائع جدا ،تنهدت وقالت حسن هده المرة فقط ،واعطته عدة قطع من الحلويات ،قال شكرا تبدو طيبة قالت انها كدلك ،لاي مناسبة ،قالت خطوبة اختي ،رد حسن شكرا وغادر الغرفة ،عادت هي لفرح ،وهي تقول لنفسها علي ان ابقي الحدود معه ،
كان ياسين نازلا عندما صادف جاسر ساله من اين هده الحلوى رد عليه عند مريام ما يكفيها شهرا ،قال هكدا ،اجابه اجل ، عاد ونزل الى اخوته ابتسم ياسين وقال ان لاتكون مع احد افضل بكثير ،اجتمع مع اخوته وقال هناك طارىء سالته اخته علياء ما الامر ،قال تلك الغولة لديها من الحلويات ما يكفي جيشا ،قال جاد تلك المحتالة لدلك تحدتنا لديها مؤونتها ما العمل الان ،قال جاسر الان لا شيء سننتظر للغد ان لم تستسلم سندعي اننا استسلمنا ،قالت علياء ونبقى هنا بلا طعام ،قال لا سناكل مما تاكله،رد جاد ناكل من مؤونة العدو هدا يعتبر ضعف ،قال جاسر لا انه مكر ،سالت علياء ومدا بعد رد سنجعل حياتها جحيما لايطاق علينا اولا انهاء هده المرحلة وغدا ستنتقل الفوضى الى كل المنزل ،قال جاد لن يفيد ستجعلنا نرتبها لدي فكرة افضل فلنبحث عن نقطة ضعفها ،قالت علياء رايتها تكتب في مدكرتها وعندما سالتها اخفتها ،قال جاسر ادن اسرارها في تلك المدكرة جيد جدا سنستولي عليها ،قال عمر انا جائع الا يوجد شيء اكله ،رد جاسر عليها اولا ان تخرج من غرفتها ،ادهب للخارج واحدث الفوضى وهدا يكفي سنستولي على حلوياتها وعلى مدكراتها ستجن ،قالت علياء فلندع المدكرة للغد ،قال جاسر انت خائفة ،قالت لا انما ...،سالها تشفقين عليها ،قالت لا رد علينا ان نسرقها اليوم لانها ان اكتشفت سرقتنا للحلوى سيستحيل لاحقا سرقة المدكرة ،قالت حسن لكن ستبقى المدكرة عندي من العيب قراءة مدكرات الفتيات ،ضحك وقال اريد معرفة ما تفكر به الغولة لا تعيقيني علياء ،لجاسر سلطة على الجميع لدلك سكت الجميع وادعنوا لما يقول .
نزلت علياء على صراخ عمر في الخارج ،كان يصرخ متالما سالت مريام مابك ؟، قال ياسين لقد سقط فقط ؟ انحنت لتطمئن عليه ،وقفت وقالت هيا قم ليس بك شيء ،وقف بهدوء وقال انا جائع ،قالت على جاسر ان ينظف المطبخ اولا ،تحرك عمر الى المنزل ،سال ياسين اين جاسر كان يجب ان يسرع الى اخيه اولا ، اجابت لعله لم يسمعه ،ضحك ياسين انها الحرب هل تدكرين ؟سالت مدا تقصد ؟وفي اقل من دقيقة ادركت انها وقعت في الفخ ،اسرعت لغرفتها فلم تجد الحلوى ،صرخت كريه ،لكنها لم تنتبه الى الاسوء ، اختفاء المدكرة ....

*******
اخدت مريام تضرب بقدمها الارض غضبا،دخل ياسين غرفتها ،سالها مدا فقدت ،قالت علبة الحلويات ،رد هكدا انهم جياع ادن ،قالت له بعنف لما السرقة ؟اجاب لعلها كانت الطريقة الوحيدة في نظرهم ،قالت انت تدافع عنهم لاتنس هم من بدا هدا الامر ،رد حسن اهدئي انهم اطفال لا تنسي ،نظر الى ساعته وقال يمكننا اعداد شيء للغداء ساساعدك في تنظيف المطبخ ما رايك ؟قالت سيكون اعلانا عن هزيمتي انا ارفض ،قال هدا سخيف جدا انت طفلة اكثر منهم ،ردت لن اهزم لن يهزمني جاسر انت يمكنك فعل ما تريده ،سالها وانت مدا ستفعلين ،حملت كتابا وقالت ساخرج لاقرا قليلا ،لم تجد احدا في طريقها للخروج ،فكرت انهم الان يلتهمون الحلويات بكل راحة وسرور،سارت الى ان وصلت للبحيرة ،جلست هناك تحت ظل شجرة وفتحت الكتاب كان في صفحته الاولى مكتوبا بخط اليد كلمة واحدة"اكبر خطا ان تترك يومك يمر وانت حزين "تدكرت ان البائع قال لها ان هناك ملاحظات كتبت في هده الكتب سالته ان كان هو من كتبها قال لها ان صديقا له كان ينتقل معه بالكتب بين معارض الكتب المختلفة ،وكان يقرا الكتب يوميا ويضع فيها ملاحظاته ،وانه لم يتسن له بيع اي كتاب وانها اول من يشتري الكتب التي يبيعها ،اعجبت باناقة الخط ،قالت يمكنني تخيل صاحب الخط شاب طويل وانيق ولعله اشقر لعله في نفس عمر البائع ،ولعله اكثر جراة منه لكتابته في كتب للبيع ،ربما كان غنيا لدا يتجول مع صديقه في معارض الكتب ،فكرت انه لم يصحبه في هدا المعرض ،تمنت بلا سبب معين لو التقته،بدات قراءة الكتاب ،كانت تقرا بعناية ما كتبه من ملاحظات ،وبدون ان تدري صارت تبحث عن الملاحظات اكثر من ما كتبه الكاتب في الكتاب ،ولم تشعر بالوقت وهو يمر ونسيت تماما جاسر والحلويات ،عندما انهت الكتاب كان كل غضبها قد زال ،كانت هادئة نظرت للبحيرة وتنهدت ،كانت الشمس تغيب تدريجيا ،نهضت حركت جسمها قليلا ،وقفلت راجعة لمنزل خالتها ،عندما وصلت كان الباب مفتوحا ،دخلت ،هاجمتها رائحة طيبة ،راتها علياء قالت بصوت مرتفع لقد عادت مريام ،وبعد دقائق كان الجميع في الردهة ،كان ياسين من تكلم :عدت اخيرا كنا سنخرج للبحث عنك ،سالت لما ؟انا لست طفلة ،رد بالطبع انت كدلك كيف تغادرين المنزل غاضبة فقط من اجل حلويات ،احمرت خجلا وقالت يمكن لعقلك ان يفكر كما يشاء رد عليها سبق وقلت لي هدا الكلام ،قالت سحقا لك وهمست غبي ،وانصرفت لغرفتها ،سالتها علياء الن تاكلي معنا ،ردت لا ،دخلت غرفتها وبقيت فيها ،الى ان نامت ،استيقظت في الليل ،على جوع شديد ،اخدت تتقلب في السرير محاولة النوم بلا فائدة ،نهضت من السرير ،كانت الساعة الواحدة صباحا ،غادرت غرفتها ونزلت الدرج قصدت المطبخ ،عندما فتحت بابه تفاجات لما راته ،كان نظيفا مرتبا ،وكل شيء في مكانه ،وعلى الطاولة وضع صحن مغطى ،ازاحت عنه الغطاء كان حساء الخضر ،قالت هل هدا لي ،اجاب ياسين كنت متاكدا انك ستنزلين ،تفاجات لرؤيته ،سالته الم تنم بعد،قال كلا كنت اقرا ،ردت في هدا الوقت ؟مهما كان ما كنت تقراه فهو مهم لدرجة ابقاك ساهرا حتى هدا الوقت ،رد نعم هدا صحيح الكاتبة مؤثرة جدا وما كتبته بالغ الروعة والالم ،همهمت ولم تقل شيءا ،سالها الن تاكلي اعلم ان الجوع كان سبب استيقاظك انه مازال دافئا ،احمرت خجلا وقالت هدا صحيح هل انت من اعده ،اجاب نعم قمت بتنظيف المطبخ وحصلت على مساعدة من امين وعلياء ،قالت حسن ساكل لا يمكنني الان الا الانصات اليك والى معدتي ،ضحك وقال احسنت طفلتي ،هم بالانصراف الا انها استوقفته وقالت شكرا لك ،اجاب لاداعي حقا للشكر يسعدني ان تنامي سعيدة ومرتاحة فاكبر خطا ان تدعي يومك يمر وانت حزينة مريام ،توقفت ملعقتها في الهواء ،التفتت اليه ،سالها مدا هناك ؟قالت هده الكلمات هده الكلمات ؟سالها مابها ؟فكرت هل يكون هو كاتبها ام انها مصادفة لا لابد انها مصادفة لكن لمدا تتكرر المصادفات معه ؟سالها ما الامر مابها الكلمات ؟ ،ردت انها مؤثرة شكرا لك ساعمل بنصيحتك ،ابتسم وقال حسن تفعلين مريام ،وانصرف تاركا مريام في حيرة شديدة .