عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-15, 03:30 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

للتسهيل فقط



الفصل الرابع


كانت مفاجأة لسلمى عندما اكتشفت ان هذا المشهد قد تم عرضه امام هيثم .. توجهت نحوه ولكنه علق ناظريه على هذا الشاب موجها له لكمات بمجرد نظرات قاسيه .. كان هو الاخر يوجهه له نظرات تحدي .. اقتربت منه سلمى وجذبت يده وقالت هامسه

سلمى : كويس انك جيت كنت هكلمت .. يلا .. ( لاحظت استمرار صراع النظرات بينهما فتابعت ) .. هيثم .. يلا لو سمحت

اخيرا تحرك هيثم وتوجه معاها صوب السياره دون كلمه فقالت سلمى محاوله ان تكتشف ما يدور فى خلده

سلمى : كويس انك جيت لانى مجبـ...

هيثم مقاطعا وهو يضغط على المقود بقوه : اسكتي يا سلمى

لم تتوقع رد الفعل هذا مطلقا ... نفذت رغبته ..وبين ولكنها اخرجت زجاجه مياه تساعدها فى ابتلاع تلك الاهتانه فى هدوء .. نظر لها وهى تشرب .. ثم جذب يدها اليسرى بقوه وقال وهو ينقل ناظريه بينها الطريق

هيثم : يعني مش بس واحنا بنختار الدبله اختارتيها بيضا وشبه الخاتم العادى .. لا وكمان لابساها فى النص .. ( ألقى يديها بقوه حتى انها ارتطمت فى جزء من السياره امامها ثم قال ) .. ليه حق يفكر انك مش متجوزه

البتلعت سلمي ريقها بصعوبه لا تعرف ماذا تقول .. فقد اعتادت منذ الخطوبه ألا ترتدي الدبله فى بنصرها إلا نادرا .. نظرت له محاوله ان تجد مخرجا من هذا الجو المكهرب .. اوقف السياره امام احد الاماكن العامه .. ونزل وفتح لها الباب وتوجه للداخل متجنبا النظر إليها

جلست فى الكرسي المقابل له بينما ظل ناظرا بعيدا عنها .. فقالت محاوله فتح اى حوار

سلمى : كنت عايزني فى موضوع زي ما قلتلى فى الموبايل

نظر هيثم لها ساخرا : النهارده عيد ميلادك

سلمي وقد شعرت بالضيق : انت شاكك ان يكون في بيني وبينه حاجه ؟؟

هيثم : معدتش هتفرق يا سلمى .. معدتش هتفرق

سلمى وهى تمنع نفسها من الغضب لانها تعلم دموعها الخائنه : لما انا مش فارقه معاك .. موافق ليه تكمل بقيت حياتك معايا

هيثم : لما انتى متضايقه اننا هنتجوز كدا .. مقولتيش لجدك ليه ؟؟

سلمى : ومتضايق ليه من ساعه ما شفت اللى حصل فى الكافيتيريا

هيثم : متنسيش انك على زمتى

سلمى : انا منستش ..

هيثم : بدليل الدبله .. كارهه اوى انك تكونى متجوزه .. مش قادره مترضيش غرورك ونِفسك تحسي انك لسه مش مرتبطه وعايزه الرجاله تجرى وراكي

سلمى وقد عجزت عن ربط جماحها : هيثم مسمحلكش ..

هيثم : مش انتى اللى تحددي مين اللى يسمح ومين اللى ميسمحش ..

سلمى : بلاش الكلام اللى انت نفسك مش مقتنع بيه .. لو كنت زي ما انت بتقول مكنتش فكرت ترتبط بيا اساسا لو انطبقت السما على الارض .. فبلاش الكلام اللى بيوجع دا

هيثم : انا اتخنقت منك بجد .. كل اللى بتعمليه دا وبتقولى بيوجع .. انتى مش حاسه بنفسك

سلمى : ياااااااه .. دا انا طلعت غلطانه كمان

هيثم : ابقى شوفى انتى بتعملى ايه علشان تتأكدى

سلمى وهى تصرف وجهها عنه : هيثم انا عايزه اروح

هيثم : وانا لسه عايز اقعد ..

صمتت ولكن الدموع فرت من عينيها رغما عنها .. لمست تلك الدموع قلبه وقام على الفور للإنصراف .. تبعته حتى السياره وبدأت فيها فى البكاء فقال هيثم وهو ينظر للكتاب الذي تركته على الكرسي عند النزول

هيثم : والكتاب دا بقى ان شاء الله جبتيه امتى

سلمى : النهارده

هيثم : جبتيه ازاى واكيد مصروفك خلص

سلمى بتردد : انا اخدت فلوس من بابا قبل ما انزل

هيثم بغضب اكبر : كمان .. وتاخدى فلوس منه ليه ان شاء الله .. ملكيش راجل يصرف عليكي

سلمى : يعني اقولك النهارده الصبح هات فلوس علشان في كتاب عايزه اجيبه علشان الامتحانات ..

هيثم : لا .. تروحي تقولي لباباكي .. كام مره قلتلك لما تعوزي حاجه تقوليلي انا

سلمي : محصلش حاجه علشان كل دا .. وبعدين ما انا لسه في بيت بابا ومفيهاش حاجه لو ادانى فلوس

هيثم : لسه في بيت بابا بس على زمه راجل .. مش قلتلك انك نسيتي انك مراتى

سلمى : لو سمحت بطل الاسلوب دا بقى .. انا منستش انى مراتك .. بس الموضوع مش محتاج كل دا .. مكنش كتاب يعني

هيثم : انتى مستفزه على فكره .. بدل ما تعتذرى

انفجرت سلمى فى البكاء وقالت : حرام عليك بقى يا هيثم .. انت عايز تعكنن عليا وخلاص ..

هيثم : يعني لما انا ازعق عادى .. ولما الباشا اللى فى الكليه يزعق تبقى هاديه وريلاكس

ظلت تبكي دون ان ترد .. فقال هيثم وهو يشعر بالذنب

هيثم : يعني اللى حصل مش ينرفز

سلمى ببكاء بعد ان فهمت انه يقصد امر زميلها فى الجامعه : دا انا مسحت بكرامته الارض وهزأته وكل دا وانا مش شيفاك .. يعني بحافظ عليك وانت مش موجود .. وتقولى انى برضى انوثتى بجرّى الرجاله ورايا

هيثم : يعني عادى انى احس انى مش فارق معاكى .. ولا حاجه بالنسبالك .. وكل ما الموضوع يقرب تحسسيني انى عقاب ليكي

سلمى ببكاء هستيري : لو مكنتش فارق معايا مكنش زمانى بعيط دلوقتى .. مكنتش هزقته قدام كل اللى قاعدين .. مكنتش فضلت لابسه دبلتك اساسا .. لو مكنتش فارق معايا مكنتش حاجات كتير

اوقف هيثم السياره على جانب الطريق وقال : اومال ليه كل دا .. انا بحس اننا كل ما نقرب بنبعد مش العكس .. وبلاش سيره زفت اخوات علشان مفقدش اعصابي

سلمى : بلاش نمثل على بعض يا هيثم .. كل واحد عارف إيه اللى جواه وإيه اللى جوا التانى بس بيكابر

هيثم وهو يتصنع الجهل : ياريتني اعرف اللى جواكى .. بس بدال قولتى كدا تبقى انتى عارفه .. وبدال بتكابرى .. يبقى عمر اللى جواكى ميكون زي ما المفروض يكون

سلمى : انت ليه بتطلعنى دايما غلطانه ؟؟

هيثم : لانى عارفك يا سلمى

سلمى : وانا دايما بكون غلطانه ؟

هيثم : انا مقلتش كدا ..

سلمى : كلامك ملوش تفسير غير كدا

هيثم بيأس وهو يدير مفتاح السياره : يبقى انتى لسه مفهمتنيش يا سلمى

صمتا من جديد .. بينما ظلت سلمى تفكر فى الحوار الذي دار بينهما .. وفى جملته الاخيره التى قالها لها .. لم تفهم حينها .. ان هيثم عندما قال لها انه يعرفها .. لم يكن يقصد انها مُخطِأه .. بل انه كان لا يقصد شيء سوى علمه انها لا تصلح من حالها إلا عندما يتم وضعا فى موضع الخطأ .. ولكن ظلّ هو صامتا لم يخبرها مقصده .. وظلت هى واجبه تفكر دون ان تصل لبر تُرسي عليه سفن افكارها فتصل لإجابه تريحها .. عادا ادراجهما للمنزل .. فقال هيثم قبل ان يفترقا

هيثم : بكام الكتاب ؟؟

سلمى : 100

هيثم وهو يخرج مبلغ من محفظته : إدّي الفلوس اللى اخدتيها من باباكي ليه .. ولو الفلوس اللى معاكى خلصت تانى قوليلي

التقطتت منه المال وصعدت لحجرتها لتجد على سريرها هديه كبيره مغلفه وبجانبها ورده حمراء ضمتها إليها وتمددت على الفراش .. وسبحت فى عالم فكرها

*********************************************

فى وقت الغداء فى شركه الرضوان للبناء والتشييد .. تثاقل سليم فى الخروج وانتظر حتى ينصرف احمد من المكتب .. وخرج وقد وجد ما تمنى .. كانت مريم مازالت تعمل على الحاسوب .. فجلس على الكرسي المقابل لها وقال

سليم : مش هتنزلى تتغدى ولا ايه ؟

مريم بطريقه رسميه : معلش يا فندم ورايا شغل ومش هينفع يتأجل ؟؟

سليم : شغل ايه ؟؟ .. دا المعتاد ان شغل احمد ملوش ترتيب كتير

مريم : تقدر حضرتك تروح تتغدى انا مش متضايقه من الشغل

سليم وهو يشعر بالحرج فقد دعته للإنصراف كثيرا فى كل مره تحدثه فيها : عم شحته عامل ايه دلوقتى ؟؟

مريم : الحمد لله يا فندم

سليم : هو احسن دلوقتى ولا ايه ؟؟

مريم : ان شاء الله يكون احسن .. حضرتك عايز حاجه تانيه ؟؟

سليم وهو يهم بالانصراف : ابقى سليميلي عليه .. قوليله سليم بيسلم عليك

مريم : يوصل ان شاء الله يا فندم

انصرف سليم وطيور الخيبه تحلق فوق رأسه .. وبعد انتهاء ساعه الغداء .. عاد كل موظف بالشركه لمتابعه عمله

*****************************

امّا فى الجامعه .. فقد همت الفتاتان بالعوده للمنزل .. إلا ان احدى صديقات شهد طلبت منها ان تنتظرها حتى تحضر لها اوراق ستفيدها فى الامتحانات .. ظلت الفتانان منتظرتان حتى لمحت شهد الفتاه من بعيد فقالت

شهد : شذى .. انا هروحلها لانها بتدور عليا وخليكي انتى هنا مش هتأخر ان شاء الله

شذى : تمام هستناكى هنا .. متتأخريش

كانت زحمه الجامعه قد قلت قليلا .. تابعت شذى شهد بعينيها إلى ان رأتها وصلت لتلك الفتاه .. وما هى إلا لحظات حتى شعرت بأحد يسحب كرسيها المتحرك للخلف .. حاولت ان ترى من صاحب تلك الفعله .. لكنها لم ترى من سرعه الحركه .. ما هى إلا لحظات حتى وقف من جديد وألتف احد الشباب ليقف امامها فقالت بصوت غاضب مرتفع

شذى : انت اتجننت .. إيه اللى انت عملته دا يا مجنون

هذا الشاب : إيه مهزرش مع زميلتي ؟؟

شذى وهى تهم بتحريك كرسيها للعوده لمكانها الذي تركت فيه شهد قالت بغضب : لو سمحت عديني

امسك هذا الشاب المقبض الخلفى للكرسي المتحرك وقال وهو يعيق حركتها مقتربا منها : مستعجله على ايه بس ؟؟

دفعته فى صدره بقوه وهمّت بتحريك الكرسي بما اوتيت من قوه وهى تقول : ابعد عنى يا حيوان

اوقف الكرسي من جديد وقال لها : انا بقى هوريكي الحيوان

اغمض عينيها بقوه وقالت بداخلها " اللهم لا إله إلا انت سبحانك انى كنت من الظالمين " .. ثم فتحت عينيها تستغيث بأى شخص موجود .. كان هناك احد قادم نحوها .. صرخت تستغيث به فأتى مسرعا .. فهو من الاساس كان قادم نحوها .. كان دكتور ماده مبادئ العلوم السياسيه نظر لهما فقالت شذى بلهجه سريعه وبنفس متقطع

شذى : دكتور لو سمحت انا عايزه امشي من هنا ..

نظر ذلك الدكتور للشاب نظره متفحصه وقال وهو يحرك كرسي سلمى : حصلنى على مكتبي حالا

طوال الطريق كانت صامته فى المظهر لكن بداخلها تحمد الله انه انقذها من هذا المعتوه .. وعندما كان الدكتور يدخلها لمكتبه رأتها شهد واقبلت عليها مسرعه .. ولكن هذا المعتوه كما سمته شذى دخل قبلها ..

جلس الدكتور على المكتب وقال وهو يحرك ناظريه بينهما : ممكن افهم ايه اللى حصل ؟؟؟

شذى بسرعه : انا كنت مستنيه بنت عمى يا دكتور ولقيت حد بيسحبني من الكرسي .. والباقى اعتقد حضرتك شوفته

حرك ناظريه ناحيه الشاب وقال : وانت .. ايه رأيك فى اللى بتقوله

الشاب : احنا كنا بنهزر وفجأه قلبت جد وبتعمل حوار على الفاضي

شذى دون ان تنتظر تعليق الدكتور : انت كذّاب .. انت كنت متعمد تضايقني وكنت .. ( تلعثمت قليلا ثم تابعت ) ... وكنت عايز تكلمنى

لم تجد شذى فى قاموسها كلمه تعبر عمّا اراد منها سوى تلك الكلمه المهذبه

الشاب : انتى هتستعبطي .. هو انا هبص لواحده مشلوله

وقعت الكلمه عليها وقع الصاعقه .. لم يتحرك فيها بعدها سوى الدموع التى ملأت عينيها .. وتدفقت رغما عنها فى صمت مصحوب بالصدمه .. همت شهد بأن تصفع هذا الشاب على وجهه .. ولكن ذلك الدكتور امسك بيديها .. ليقوم هو بهذا الدور بدلا عنها .. كانت صفعته قويه .. وقال له فى حزم

الدكتور : احمد ربنا انها جت على قد كدا ومشيلتكش الماده .. اطلع بره

انصرف الشاب وهو غير قادر على رد هذه الصفعه لهذا الرجل المسئول عن مستقبله فى الجامعه .. تعلقت كل العيون به وهو يرحل عدا عينا شذى التى تنظر للفراغ فى انكسار .. التفت لها الدكتور وقال

الدكتور : انا بعتزر شخصيا عن اللى قاله و..

شذى مقاطعه بنفس النظره الخاويه : انا عايزه اروح

الدكتور وهو مقدر احساسها : اتفضلى

دفعت شهد كرسيها فى صمت بينما ظلت على حالها حتى وصلت للسياره .. فتحت الباب وتعلقت بتلك العصا الموضوعه اعلى الباب المخصص للسائق ورفعت جسدها وجلست على الكرسي .. حملت قدميها لتدخلهما داخل السياره .. واغلقت الكرسي المتحركت وحملته ووضعته على المقعد الخلفى بحركه عصبيه .. كانت شهد قد التفت وجلست مجاوره لها .. اغلقت باب السياره وانطلقت فى طريق العوده .. العوده للمنزل .. لم تكن تعلم ان عيناه تراقبانها

*******************************

كانت تقود السياره بجنون .. لم تكن شهد قادره على تتفوه بنصف كلمه .. فهى لا تعلم ماذا تقول .. ولأول مره فى حياتهما يصلان البيت فى ذلك الوقت القياسي .. اوقفت السياره فجأه فأصدرت صرير قوى .. جذبت الكرسي من الخلف بعد ان فتحت الباب .. وفتحته بجوار السياره .. وتعلقت من جديد فى تلك العصا فوق الباب والقت بجسدها على الكرسي .. ولكنها فى تلك المره .. توجهت نحو الحديقه ... تبعتها شهد فى أسى على حالها .. واخيرا خرج صوت منها .. كان صوت بكاء حار .. كانت تكتم صراخها قهرا لكن بداخلها الصوت اعلى واعلى .. جلست امامها شهد على ركبتيها وقالت

شهد : انتى هتعملى عقلك بعقل عيل متخلف زي دا

شذى بصراخ : دي الحقيقه يا شهد .. دي الحقيقه .. انا بضحك على مين .. انا عاجزه .. ايوه انا عاجزه .. تقدرى تقوليلي مين يقبل يعيش مع واحده زيي .. مين يقبل يكمل حياته مع واحده زىى .. مين يختارنى ام لأولاده .. وهو عارف انى مش هقدر اكون ليهم غير ام .. ولدت وبس .. مش هعرف اجرى وراهم ولا هعرف اسندهم لما ييجوا يمشوا .. مش هعرف ألحقهم لو فى حاجه هتإذيهم .. مش هعرف احميهم واغيرلهم زي اى ام تانيه .. انا فعلا عاجزه .. ( ثم قالت بعد ان اهلك الصراخ احبالها الصوتيه ) .. انا فعلا مفيش حد هيبص لواحده مشلوله زيي

كانت سلمى فى الجوار .. كانت قد سمعت كل ما قالته شذى وهى تقبل عليهم فى زعر من صوت صراخها .. كانت سلمى من النوع الهادئ قليل الكلام لكنها كانت محل حب واحترام من الجميع .. اقتربت من شذى وضمتها لحضنها .. لم تمانع شذى فقد كانت بحاجه لهذه الضمه اكثر من اى شيء آخر .. ظلت تبكى بحرقه وصدرها يعلو ويهبط بقوه .. طلبت سلمى من شهد الانصراف وان تتركهما وحدهما قليلا .. انصاعت لرغبها فالاخرى كانت تبقى على حال صديقتها وابنه عمها ورفيقه دربها منذ الصغر

ظلت سلمى تحرك يديها على ظهر شذى حتى بدأت تهدأ قليلا .. فبعدتها عنها وقالت لها

سلمى وهى تنظر لعيني شذى : انا مش فاهمه اللى حصل .. ومش هطلب منك تحكيلى .. بس انتى كدا مش بتحلى المشكله .. ممكن نفكر بالعقل شويه ؟؟ ... ( التفتت لها شذى فلم تكن تتوقع منها هذا الحديث الهادئ وكأن شيء لم يكن ) .. انتى متضايقه مش كدا ؟؟ ... جواكى طاقه سلبيه كتير .. صرختى وزعقتى وعملتى كل اللى انتى عايزاه .. طيب وبعدين .. المشكله برده متحلتش .. ومش هتتحل باللى انتى بتعمليه .. انتى عارفه ان التقرير بتاع الحادثه بتاعك " تضرر فى الاعصاب " .. وباللى انتى بتعمليه دا بتقضي على الاعصاب اللى لسه فيها نفس ويتقاوح علشان تعيش .. انتى بتموتيها .. جسمك وكيانك نفسه يبقى احسن لكن انتى مستسلمه .. كل دا علشان واحد قالك انتى مشلوله .. طيب ما انتى عارفه انك مشلوله ومش بتقدرى تمشي .. هتفرق ايه كلمه مشلوله فى قاموسك عن كلمه مش قادره تمشي .... اقولك هتفرق في ايه .. انتى فعلا مشلوله لو محاولتيش تساعدي نفسك وتبقى احسن ... انتى فعلا مشلوله لو خليتي كلام واحد عاجز فكريا يأثر فيكي بالشكل دا .. انتى فعلا مشلوله .. علشان عملتى كل اللى عملتيه .. لكن شذى .. اللى بتروح وتيجي كأنها مفيهاش اي تعب .. واللى بتسوق عربيتها احسن مننا كلنا .. واللى بتطبخ يوم الجمعه عند جدو اجمل طبيخ .. واللى اوضتها دايما اجمل وانضف اوضه رغم انها مبتخليش حد ينضفهالها او يرتبهلها .. واللى هدومها اجمل هدوم ولبسها انضف لبس .. واللى بتصلى قيام اللىل اكتر مننا كلنا .. واللى بتقرا قرآن اكتر مننا كلنا .. واكتر واحده دعوتها مستجابه فينا على حسب ما بنشوف .. شذى دي .. هى اللى مش بتعرف تمشى .. لكن اللى انا شفتها من شويه هى دى بجد اللى مشلوله .. القرار بإديكي انتى .. يا تكونى مبيفرقكيش عننا غير انك مش بتدوسي على رجليكي .. واحسن كمان مننا فى حاجات كتير .... يا اما تكونى زي ما قلتى من شويه ... مشلوله .. مش بس عاجزه عن المشي .. عاجزه عن المنح .. عاجزه عن الابداع .. عاجزه عن انك حتى تساعدى نفسك .. فكرى .. هسيبك دلوقتى تفكرى براحتك .. ومتقوليليش قررتى ايه .. انا عايزه اشوف القرار بعنيا

تركتها سلمى وانصرف دون كلمه اخرى .. كانت دموع شذى قد سكنت اثناء حديث سلمى .. لمس حديثها قلبها .. اغمضت عينيها وكأنها تمنع اي معلومات اخرى من الدخول لعقلها لتحتفظ بما استمعت منذ قليل .. بينما صعدت سلمى لتجد شهد فى بيت العم حسني والد شذى ومنال زوجته همت بالنزول لمواساه ابنتها بعد ان اخبرتها شهد بما حدث وهى تبكى .. اوقفتها سلمى وقالت

سلمى : طنط منال .. ياريت تسيبيها دلوقتى لواحدها .. هى محتاجه تكون لواحدها دلوقتى اكتر من اي وقت

منال بدموع : هتعد تهرى فى روحها والدكتور قال ضغط الاعصاب غلط عليها .. منه لله ربنا ينتقم منه

سلمى : صدقيني يا طنط هى ان شاء الله هتكون كويسه .. سيبيها بس لواحدها حبه وهتبقى احسن

فى تلك اللحظه انفتح باب المصعد لتخرج شذى وهى تحرك كرسيها دون كلمه .. تابعها الجميع بأعين مترقبه ولكنها دخلت حجرتها واغلقت الباب عليها دون كلمه .. ربتت سلمى على كتف منال وقالت

سلمى : هتكون كويسه متقلقيش .. ياريت محدش خالص يزعجها

******************************

انفضّ الجمع وذهب كل منهم لبيته .. كان كل بيت يسير على منواله عدا بيت حسني .. دخل هيثم من الباب على موعد الغداء تماما .. وجد الجميع مقفهرين الوجوه .. والطاوله تنقصها شذى .. غسل يده وجلس معهم وكان سؤاله الاول عنها

هيثم : اومال شذى فين ؟؟

منال بحزن : جوه فى اوضتها مش عايزه تخرج

ندى بشرود : حاولت اقولها تيجي قالتلى اسيبها

هيثم : لواحدها كدا ؟؟

حسني : شهد كانت معاها فى الجامعه وبتقول ان واحد غلس عليها ولما الدكتور بتاعهم شاف اللى حصل قال انه مش هيبص لواحده مشلوله

هيثم بغضب : ابن الـ..... ، وهى عامله ايه دلوقتى

منال : رجعت مفطومه من العياط وبعدين دخلت اوضتها بعد ما اتكلمت هى وسلمى .. وسلمى بتقولى اسيبها لواحدها دا احسنلها

هيثم : سلمى !! .. طيب وهى هتفضل من غير اكل كدا ؟؟

ندى : ما تدخلها انت يا هيثم .. أنت عارف ان شذى مش بترفضلك طلب .. خليها تاكل حاجه واتكلم معاها كلمتين ..

منال : ايوه يا هيثم ربنا يخليك .. لحسن وشها كان اصفر اوى

هيثم : طيب انا هقوم ادخلها ..

حسني : طيب كلك يا ابنى لقمه انت كمان

هيثم وهو يهم بالنهوض : لا هاكل معاها جوه .. ندى معلش حطيلها الاكل على صنيه ولا حاجه

ندى وهى تنهض : حالا

انتظرها حتى احضرت الصينيه وحملها وطرق الباب ودخل دون ان ينتظر رد .. كانت جالسه امام هذه الشرفه الصغيره المرتفعه عن الارض متر وبضعه سنتي مترات .. تجلس على كرسيها وتتطلع للسماء من خلاله .. فقال لها مشاكسا وهو يضع الطعام على اول طاوله قابلته

هيثم : الله الله .. وسايبنا قلقانين علشانك وخايفين عليك وبييقولو مكلتيش .. وانت فى عالم ولا احلى عالم فى الدنيا

شذى بصفاء روح : تعالى يا هيثم

هيثم : الله .. وكمان راضيه عني .. لا بقى دا النهارده يوم السعد .. ( جذب كرسي وجلس امامها ) .. مالك بقى .. قالقه العائله بره ليه ؟؟

شذى : مفيش . . الحمد لله دلوقتى بقيت احسن .. ( ثم نظرت للأكل وقالت ) .. وهموت من الجوع .. ما تيجي نفتح نفس بعض

هيثم وقد تعجب انها على حال غير الذي اعد له : اوى اوى .. ( حمل الطاعم ووضعه بينهما على احد الكراسي ) .. احلى اكل لأحلى بنوته فى الدنيا كلها

ظلا يأكلا بنهم .. وشذى فى عالم آخر وهيثم يتابعها وعلامات التعجب تعلو وجهه فقال لها صراحتا

هيثم : باللى همّا قالوهولى .. مكنتش متصور خالص انى ألاقيكي كدا

شذى : ولا انا .. ولا انا كنت اتصور انى هكون كدا ..

هيثم بعد فهم : المهم انك كويسه .. مش كدا ؟؟

شذى بتفكير : معتقدش فى حياتى كلها انى كنت كويسه اكتر من دلوقتى

هيثم بسعاده : يارب دايما تبقى كويسه اكتر واكتر

استأنفا تناول الطعام من جديد ولكن شذى قاطعته وقالت

شذى : بس عارف يا هيثم

هيثم : ايه يا سيتي ؟؟

شذى : تعرف ان انت محظوظ .. علشان ربنا منحك حاجه جميله اوى اوى

هيثم بتساؤل : ايه الحاجه دى ؟؟

شذى : سلمى .. سلمى دى اكبر هديه ربنا بعتهالك يا هيثم .. اوعى تزعلها فى يوم من الايام ؟؟

هيثم بإندهاش : كل دا علشان اتكلمت معاكى ؟؟

شذى وهى تتأمل الماضي : يا ريتني سمعت الكلام اللى قالتهولى دا من زمان .. انا يمكن مكنتش محتاجه حاجه فى حياتى كلها اكتر من الكلام دا ..

هيثم : دا شكله كلام مهم اوى

شذى : وحلو اوى .. وفى الصميم اوى .. وكل حاجه حلوه اوى .. بس انت قولى .. انتو هتبدأوا فى شقتكوا امتى ؟؟

هيثم بحزن دفين : مع بدايه امتحاناتكوا كدا .. جدو عايز اول ما سلمى تخلص امتحانات نعمل الفرح على طول

شذى وهى تقترب من اخيها : المهم انت عايز ايه ؟؟

هيثم بتفكير : والله ما انا عارف يا شذى ..

شذى بتساؤل : انت عارف كويس انك تقدر تثق فيا .. هو انت مبتحبش سلمى او في مشاكل بينكو

هيثم : بحب سلمى .. بس في مشاكل بينا

شذى : اقدر اعرفها ؟؟

هيثم وهو ينظر للأرض : للأسف مينفعش

شذى بنبره متفائله : عمتا المشاكل اللى بتحصل قرب فتره الجواز دي ببتحصل مع كل الناس .. وبعد كدا بتكون هى من اجمل الذكريات بعد الجواز .. فكبر دماغك علشان كل حاجه تمشي زي ما نفسك ان شاء الله

هيثم وهو يتصنع الابتسامه : معاكى حق .. يلا ناكل بقى لأنى واقع












فى انتظار تعليقاتكم .. ولسه مش عايزه اسألكم عن اكتر شخصيه عجباكم لأن فى شخصيات كتير لسه متكلمناش عنها .. بس المره دى حابه اعرف انتقاداتكم وايه اكتر حاجه حاسيين انها مضيقاكم


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس